abedalkader
2012-01-19, 21:52
السلام عليكم
:dj_17:
خطبة فى خصال أبى بكر رضى الله عنه
((الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه)
:19::mh31:0000000000
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين...
أما بعد
فيا عباد الله لأن لهذه الأمة سلفا صالحا أمرنا
باتباعهم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )) ولقد اختار الله محمدا ليكون خاتم الأنبياء واختار له من الأصحاب من هم خير الناس من
هم خير الناس وخير القرون فاعرفوا رحمكم الله اعرفوا ما من الله به على
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة
والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به أيها الاخوة إن
الأمم تفتخر بزعمائها وكبرائها وتدرس حياتهم وتعرف ما هم عليه من الأخلاق
والمناهج وكان الأجر بنا معشر الأمة الإسلامية أن نكون سابقين على غيرنا في
ذلك أن نعرف سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن نعرف سيرة
الخلفاء الراشدين ولا سيما أبو بكر وعمر ما اللذين قال فيها رسول الله (( اقتدوا باللذين من بعد أبي بكر وعمر )) وقال (( إن يطيعوا
أبا بكر وعمر يرشدوا أيها المسلمون لقد كان من أصحاب النبي الخلفاء الأربعة الراشدون وعلى رأسهم خليفة رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم أبو بكر الصديق عبدالله ابن عثمان فما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين
خير من أبى بكر خلف النبي في أمته بإشارة من رسول الله وإيماء فقد ثبت في صحيح البخاري أن امرأة جاءت إلي النبي صلى
الله عليه وسل في حاجة فأمرها أن ترجع اليه فقالت أرأيت إن لم أجدك قال
فأتي أبا بكر وهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب كتابا في
خلافة أبي بكر ثم قال يأبى الله والمسلمون الا أبا بكر وفي رواية معاذ،
الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر وخلفه النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم على الناس في الصلاة وفي الحج فقد أمر النبي في مرضه أن يصلي أبو بكر بالناس وجعله أميرا على الناس في الحج
سنة تسع من الهجرة وكل هذا إشارة إلى أنه الخليفة من بعده وكان ذلك بأمر
الله عز وجل وبإذنه ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي سوى أبي بكر لخلفه النبي على أمته في هذين الركنين العظيمين الصلاة والحج ولكنه لم يخلف إلا أبا بكر ولقد سئل علي ابن أبي طالب هل عهد إليكم النبي بشيء يعني من أمر الخلافة فقال لم يعهد إلينا بشيء كان أبو بكر
من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة سيد
القارة أمام أشراف قريش بما شهدت به خديجة للنبي حين قال له ابن الدغنة انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فلما بعث النبي بادر أبو بكر إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه إلى الإيمان ولازم
النبي طول إقامته بمكة وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة وشهد
معه جميع غزواته أسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن
العوام وسعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف رضي الله
عن الجميع وألحقنا بهم في جنات النعيم واشترى سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فاعتقهم ومنهم
بلال مؤذن رسول الله وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي وأبا بكر في هجرتهما ليخدمهما كان أعلم الناس برسول الله ومدلول كلامه وفحواه فقد خطب النبي في آخر حياته وقال إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده
فاختار ما عند الله ففهم أبو بكر أن المخير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبكى فعجب الناس من بكاءه لأنهم لم يفهموا ما فهم من كلام النبي كان أبو بكر أحب الناس إلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فيه
النبي معلنا فضله وهو يخطب الناس إن أمن الناس علي في ماله
وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة
الإسلام ومودته وجاء مرة إلي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : (يا
رسول الله انه كان بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن
يغفر لي فأبى فأقبلت إليك فقال النبي يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك
يا أبا بكر ثم إن عمر ابن الخطاب ندم الا يكون غفر لأبى بكر فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر
قالوا لا فجاء إلي النبي فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتمعر حتى
أشفق أبو بكر أن يقول النبي لعمر ما يكره فجثا أبو بكر على ركبتيه فقال يا رسول الله والله
أنا كنت أظلم والله أنا كنت أظلم فقال النبي إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني
بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي) فما أوذي بعدها أبدا وكان اثبت الصحابة عند النوازل والكوارث ففي صلح الحديبية لم يتحمل
كثير من الصحابة الشروط التي وقعت بين النبي وكان منها أي من هذه الشروط منها أن يرجع النبي وكان عليه الصلاة والسلام محرما بالعمرة ومعه نحو ألف
وأربعمائة من أصحابه لا يريدون إلا العمرة لا يريدون إلا النسك ومعهم الهدي
كثير ولكن حمية الجاهلية أبت إلا أن يرجع دون تكميل عمرته وكان من بين
الشروط أن من جاء من قريش إلى النبي رده إليهم وإن كان مسلما وأن من جاء من المسلمين إلى قريش لم
يردوه إلي المسلمين فشق ذلك على المسلمين مشقة عظيمة حتى إن عمر راجع النبي في ذلك فقال له النبي : ( إني رسول الله ولست اعصيه وهو ناصري)
فذهب
عمر إلي أبى بكر لأنه يعلم أنه أولى الناس بالرسول أبو بكر فقال له أبو بكر: (أيها الرجل يعني عمر إنه لرسول الله
وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق)
فكان جواب
أبي بكر لعمر بن الخطاب كجواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء بسواء وفي هذا
دليل على أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتا في مواطن الضيق وأنه أقربهم إلى
الصواب وإن كان ذلك مشهورا في عمر فإن أبا بكر في مقام الضنك أقرب من عمر إلى الصواب ولما توفي النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم
اندهش المسلمون لهذه الفاجعة حتى قام عمر وأنكر موت الرسول وقال والله ما مات رسول الله وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم
ولكن أبا بكر ونحن نعلم أنه أشد الناس مصيبة برسول الله جاء فكشف عن رسول الله وهو مسجى أي مغطى كشف عن وجهه وقبله وقال له: ( بابي أنت وأمي طبت حيا وميتا)
ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب الناس بقلب ثابت فقال
كلماته المشهور كلماته التي تستحق أن تكتب بمداد من النور والذهب
قال : ( من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
وتلا
قول الله عز وجل : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وقوله
تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم
على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)
قال عمر فعقرت حتى ما تكلم برجال وعلمت أن النبي قد مات انظروا عباد الله إلى ثبات أبي بكر عند هذه الكارثة العظيمة
التي قال عنها أنس بن مالك قدم النبي المدينة فأضاء منها كل شيء ولما مات أظلم منها كل شيء
ولما
أراد لما أراد أبو بكر أن ينفذ جيش أسامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه راجعه عمر
وغيره من الصحابة وقالوا له لا تسير هذا الجيش لأننا في حاجة إليه لقتال
أهل الردة ولكنه صمم على تنفيذه وقال : (والله لا أحل راية عقدها رسول الله ولو أن الطير تخطفنا) فكان في ذلك فرج وعز وكرامة للصحابة م لما علم المرتدون أنهم نفذوا جيشا إلى قتال الروم أو حدود
الروم قالوا إن هؤلاء لأقوياء وإن عندهم لجيوشا فنكصوا على أعقابهم وكان في
هذا الخير والبركة لهذه الأمة وأرضاه ولما مات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وارتد
من ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم على قتالهم فراجعه من راجعه في ذلك فصمم على قتالهم وكان ممن
راجعه في هذا عمر ابن الخطاب فما زال أبو بكر يورد عليه الأدلة قال عمر: ( فعرفت أن ذلك هو
الحق)
وصفه أي وصف أبا بكر علي بن أبي طالب فقال: ( كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأحسنهم صحبة
وأشبههم برسول الله صلى الله هديا وسمتا وأكرمهم عليه خلفته في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا
ولزمت منهاج رسول الله كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف متواضعا في
نفسك عظيما عند الله أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم)
رضي الله عن الجميع
توفي أبو بكر بعد أن تولى الخلافة وسار في الناس سيرة حميدة وبارك الله في
مدة خلافته على قصرها فقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال
ومات ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاث وعشرين من
جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة وكان من بركته أن خلف على المسلمين
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فإن هذا والله من حسنات أبي بكر ما وعن الصحابة جميعا ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم إنا
نسألك في مقامنا هذا أن تجعلنا من الذين اتبعوهم بإحسان اللهم اجعلنا ممن
اتبعوهم بإحسان
اللهم اجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان اللهم احشرنا في زمرتهم
اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم انك على كل شئ قدير
اللهم صلي وسلم على
عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
...
والسلام عليكم
http://www.djelfa.info/vb/images/smilies/rose.gifhttp://www.djelfa.info/vb/images/smilies/rose.gifhttp://www.djelfa.info/vb/images/smilies/rose.gif
:dj_17:
خطبة فى خصال أبى بكر رضى الله عنه
((الشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله عليه)
:19::mh31:0000000000
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمدا عبده ورسوله
صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين...
أما بعد
فيا عباد الله لأن لهذه الأمة سلفا صالحا أمرنا
باتباعهم قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم (( عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي )) ولقد اختار الله محمدا ليكون خاتم الأنبياء واختار له من الأصحاب من هم خير الناس من
هم خير الناس وخير القرون فاعرفوا رحمكم الله اعرفوا ما من الله به على
محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الصحابة الكرام ذوي الفضائل العديدة
والخصال الحميدة الذين نصر الله بهم الإسلام ونصرهم به أيها الاخوة إن
الأمم تفتخر بزعمائها وكبرائها وتدرس حياتهم وتعرف ما هم عليه من الأخلاق
والمناهج وكان الأجر بنا معشر الأمة الإسلامية أن نكون سابقين على غيرنا في
ذلك أن نعرف سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن نعرف سيرة
الخلفاء الراشدين ولا سيما أبو بكر وعمر ما اللذين قال فيها رسول الله (( اقتدوا باللذين من بعد أبي بكر وعمر )) وقال (( إن يطيعوا
أبا بكر وعمر يرشدوا أيها المسلمون لقد كان من أصحاب النبي الخلفاء الأربعة الراشدون وعلى رأسهم خليفة رسول الله صلى الله
عليه وعلى آله وسلم أبو بكر الصديق عبدالله ابن عثمان فما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين
خير من أبى بكر خلف النبي في أمته بإشارة من رسول الله وإيماء فقد ثبت في صحيح البخاري أن امرأة جاءت إلي النبي صلى
الله عليه وسل في حاجة فأمرها أن ترجع اليه فقالت أرأيت إن لم أجدك قال
فأتي أبا بكر وهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يكتب كتابا في
خلافة أبي بكر ثم قال يأبى الله والمسلمون الا أبا بكر وفي رواية معاذ،
الله أن يختلف المؤمنون في أبي بكر وخلفه النبي صلى الله عليه وعلى آله
وسلم على الناس في الصلاة وفي الحج فقد أمر النبي في مرضه أن يصلي أبو بكر بالناس وجعله أميرا على الناس في الحج
سنة تسع من الهجرة وكل هذا إشارة إلى أنه الخليفة من بعده وكان ذلك بأمر
الله عز وجل وبإذنه ولو كان أحد يستحق الخلافة بعد النبي سوى أبي بكر لخلفه النبي على أمته في هذين الركنين العظيمين الصلاة والحج ولكنه لم يخلف إلا أبا بكر ولقد سئل علي ابن أبي طالب هل عهد إليكم النبي بشيء يعني من أمر الخلافة فقال لم يعهد إلينا بشيء كان أبو بكر
من سادات قريش وأشرافهم وأغنيائهم شهد له ابن الدغنة سيد
القارة أمام أشراف قريش بما شهدت به خديجة للنبي حين قال له ابن الدغنة انك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكل
وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق فلما بعث النبي بادر أبو بكر إلى الإيمان به وتصديقه ولم يتردد حين دعاه إلى الإيمان ولازم
النبي طول إقامته بمكة وصحبه في هجرته ولازمه في المدينة وشهد
معه جميع غزواته أسلم على يديه خمسة من العشرة المبشرين بالجنة وهم عثمان بن عفان والزبير بن
العوام وسعد بن أبى وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف رضي الله
عن الجميع وألحقنا بهم في جنات النعيم واشترى سبعة من المسلمين يعذبهم الكفار بسبب إسلامهم فاعتقهم ومنهم
بلال مؤذن رسول الله وعامر بن فهيرة الذي صحب النبي وأبا بكر في هجرتهما ليخدمهما كان أعلم الناس برسول الله ومدلول كلامه وفحواه فقد خطب النبي في آخر حياته وقال إن عبدا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده
فاختار ما عند الله ففهم أبو بكر أن المخير رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فبكى فعجب الناس من بكاءه لأنهم لم يفهموا ما فهم من كلام النبي كان أبو بكر أحب الناس إلي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال فيه
النبي معلنا فضله وهو يخطب الناس إن أمن الناس علي في ماله
وصحبته أبو بكر ولو كنت متخذا من أمتي خليلا لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة
الإسلام ومودته وجاء مرة إلي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال : (يا
رسول الله انه كان بيني وبين ابن الخطاب شئ فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن
يغفر لي فأبى فأقبلت إليك فقال النبي يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك يا أبا بكر يغفر الله لك
يا أبا بكر ثم إن عمر ابن الخطاب ندم الا يكون غفر لأبى بكر فأتى منزل أبي بكر فسأل أثم أبو بكر
قالوا لا فجاء إلي النبي فسلم فجعل وجه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يتمعر حتى
أشفق أبو بكر أن يقول النبي لعمر ما يكره فجثا أبو بكر على ركبتيه فقال يا رسول الله والله
أنا كنت أظلم والله أنا كنت أظلم فقال النبي إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدق وواساني
بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي فهل أنتم تاركو لي صاحبي) فما أوذي بعدها أبدا وكان اثبت الصحابة عند النوازل والكوارث ففي صلح الحديبية لم يتحمل
كثير من الصحابة الشروط التي وقعت بين النبي وكان منها أي من هذه الشروط منها أن يرجع النبي وكان عليه الصلاة والسلام محرما بالعمرة ومعه نحو ألف
وأربعمائة من أصحابه لا يريدون إلا العمرة لا يريدون إلا النسك ومعهم الهدي
كثير ولكن حمية الجاهلية أبت إلا أن يرجع دون تكميل عمرته وكان من بين
الشروط أن من جاء من قريش إلى النبي رده إليهم وإن كان مسلما وأن من جاء من المسلمين إلى قريش لم
يردوه إلي المسلمين فشق ذلك على المسلمين مشقة عظيمة حتى إن عمر راجع النبي في ذلك فقال له النبي : ( إني رسول الله ولست اعصيه وهو ناصري)
فذهب
عمر إلي أبى بكر لأنه يعلم أنه أولى الناس بالرسول أبو بكر فقال له أبو بكر: (أيها الرجل يعني عمر إنه لرسول الله
وليس يعصي ربه وهو ناصره فاستمسك بغرزه فوالله إنه على الحق)
فكان جواب
أبي بكر لعمر بن الخطاب كجواب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سواء بسواء وفي هذا
دليل على أنه أكمل الصحابة وأشدهم ثباتا في مواطن الضيق وأنه أقربهم إلى
الصواب وإن كان ذلك مشهورا في عمر فإن أبا بكر في مقام الضنك أقرب من عمر إلى الصواب ولما توفي النبي صلى
الله عليه وعلى آله وسلم
اندهش المسلمون لهذه الفاجعة حتى قام عمر وأنكر موت الرسول وقال والله ما مات رسول الله وليبعثنه الله فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم
ولكن أبا بكر ونحن نعلم أنه أشد الناس مصيبة برسول الله جاء فكشف عن رسول الله وهو مسجى أي مغطى كشف عن وجهه وقبله وقال له: ( بابي أنت وأمي طبت حيا وميتا)
ثم خرج إلى الناس فصعد المنبر فخطب الناس بقلب ثابت فقال
كلماته المشهور كلماته التي تستحق أن تكتب بمداد من النور والذهب
قال : ( من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
وتلا
قول الله عز وجل : ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وقوله
تعالى (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم
على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين)
قال عمر فعقرت حتى ما تكلم برجال وعلمت أن النبي قد مات انظروا عباد الله إلى ثبات أبي بكر عند هذه الكارثة العظيمة
التي قال عنها أنس بن مالك قدم النبي المدينة فأضاء منها كل شيء ولما مات أظلم منها كل شيء
ولما
أراد لما أراد أبو بكر أن ينفذ جيش أسامة بعد وفاة النبي صلى الله عليه راجعه عمر
وغيره من الصحابة وقالوا له لا تسير هذا الجيش لأننا في حاجة إليه لقتال
أهل الردة ولكنه صمم على تنفيذه وقال : (والله لا أحل راية عقدها رسول الله ولو أن الطير تخطفنا) فكان في ذلك فرج وعز وكرامة للصحابة م لما علم المرتدون أنهم نفذوا جيشا إلى قتال الروم أو حدود
الروم قالوا إن هؤلاء لأقوياء وإن عندهم لجيوشا فنكصوا على أعقابهم وكان في
هذا الخير والبركة لهذه الأمة وأرضاه ولما مات رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وارتد
من ارتد من العرب ومنعوا الزكاة عزم على قتالهم فراجعه من راجعه في ذلك فصمم على قتالهم وكان ممن
راجعه في هذا عمر ابن الخطاب فما زال أبو بكر يورد عليه الأدلة قال عمر: ( فعرفت أن ذلك هو
الحق)
وصفه أي وصف أبا بكر علي بن أبي طالب فقال: ( كنت أول القوم إسلاما وأخلصهم إيمانا وأحسنهم صحبة
وأشبههم برسول الله صلى الله هديا وسمتا وأكرمهم عليه خلفته في دينه أحسن خلافة حين ارتدوا
ولزمت منهاج رسول الله كنت كالجبل لا تحركه العواصف ولا تزيله القواصف متواضعا في
نفسك عظيما عند الله أقرب الناس عندك أطوعهم لله وأتقاهم)
رضي الله عن الجميع
توفي أبو بكر بعد أن تولى الخلافة وسار في الناس سيرة حميدة وبارك الله في
مدة خلافته على قصرها فقد كانت مدة خلافته سنتين وثلاثة أشهر وتسع ليال
ومات ليلة الثلاثاء بين المغرب والعشاء ليلة ثلاث وعشرين من
جمادى الثانية سنة ثلاث عشرة من الهجرة وكان من بركته أن خلف على المسلمين
أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فإن هذا والله من حسنات أبي بكر ما وعن الصحابة جميعا ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم إنا
نسألك في مقامنا هذا أن تجعلنا من الذين اتبعوهم بإحسان اللهم اجعلنا ممن
اتبعوهم بإحسان
اللهم اجعلنا ممن اتبعوهم بإحسان اللهم احشرنا في زمرتهم
اللهم اجمعنا بهم في جنات النعيم انك على كل شئ قدير
اللهم صلي وسلم على
عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
...
والسلام عليكم
http://www.djelfa.info/vb/images/smilies/rose.gifhttp://www.djelfa.info/vb/images/smilies/rose.gifhttp://www.djelfa.info/vb/images/smilies/rose.gif