تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسلسل ألم " الأسيرة الأولى "


جبروت قلم
2008-12-17, 18:50
السلام عليكم إخواني وأخواتي
وكل عام وأنتم بألف خير
ربما رحلت قليلا عن المنتدى ولكن ها أنا قد عدت لكم من جديد
جئت اليوم لأتحدث بلسان التاريخ وبملامح الواقع الذي جرع أبطال قصصنا الآلام والتعب وسلب منهم معاني الفرح ولقنهم معنى الإنتظار وهداهم للصبر والتحمل والصمود والشجاعة والعزة .
سيروي مسلسل الحياة عن أبعاده التي أعجزت الطفل وجردت الشيخ من قبضته .
سأروي بإذن الله قصص بعض أسيرات فلسطين سأبدأ اليوم بأول أسيرة ولا أعلم متى ستكون الثانية ولكن إن أطلت عليكم أعذروني بسبب إمتحاناتي الجامعية .

سنكون اليوم مع آلام الأسيرة وردة بكراوي


الأسيرة وردة عباس بكراوي

الميلاد و النشأة:
في كل يوم تغيب الشمس حاملة أسرار هذا الكون و من ثم تنقلها إلي عالمها الغريب حيث النجوم و الكواكب ساردة لهم قصص الحياة , و اليوم كانت قصة جديدة لمولودة استقبلها والداها في هذه الدنيا وأسماها ( وردة عباس بكراوي ) و سجلوا تاريخ ميلادها في الرابع عشر من مايو لعام سبعة و سبعين, و كان المكان مدينة عكا الساحلية الفلسطينية غادرتها الأسيرة لاحقا لتنتقل إلى بلدة عرابة.
نشأت وردة وسط عائلة محافظة ملتزمة بدينها الإسلامي و عائلتها مكونة من سبعة أولاد و أربع بنات أدى إلى التأثير في حياتها فكانت عابدة زاهدة تحافظ على صلواتها و مواصلة لصيامها, كما يذكر أن علاقتها مع أهلها كانت حميمة و شديدة و خاصة مع أختها عهد و كذلك احترامها لجيرانها و كل من حولها.

الحياة العلمية و العملية:
التحقت وردة بالمدرسة الابتدائية و شهدت لها مدرستها بالتفوق و الاجتهاد و من ثم ترفعت إلى المرحلة الإعدادية في المدينة نفسها و كانت محافظة على مستواها التعليمي و محبة مدرسيها لها و لكن كان الصف العاشر ( الأول من المرحلة الثانوية ) كان آخر محطات وردة الدراسية.

الاعتقال:
في السادس عشر من أكتوبر من عام ألفين و ثلاثة و مع آذان الفجر دق باب عائلة البكراوي طارق غريب فتح الأب الباب فإذا بثلاثمائة جندي إسرائيلي يقتحمون المنزل و يكسرون كل شئ فيه و عندما اقتربوا من الأسيرة وردة و أختها عهد صرخت وردة في وجههم و دفعتهم عن أختها ثم أخذوها ووالدها إلى السجن للتحقيق معهما.
رجع الأب وحيدا وعلى حال شديد رجع مشلولا مذهولا, وبعد فترة أصيب بسرطان الدم ومن ثم وافته المنية, أما وردة فبقيت في السجن بتهمة أنها تشارك بنشاطات سرية ضد الكيان الصهيوني.

الحكم:
أصدرت المحكمة على وردة حكما بالسجن لمدة عشر سنوات, ثمانية بدعوى أنها من عرب الثمانية وأربعين واثنتان حسن سير وسلوك وأمضت منها ست سنوات.
كان الأهل ينتظرون الحكم بين الأمل والرجاء ولكن عند صدور الحكم انهارت الأم وأغمى عليها وارتفعت صرخات إخوانها وأخواتها في المحكمة, أما وردة فقالت الحكم حكم الله لا تبكوا..

الحياة داخل السجن:
بعدما اختطفت قوات الاحتلال وردة من بيتها وضعوها تحت التحقيق خمسة وأربعين يوما واستخدموا معها أبشع وسائل التعذيب بوضعها في غرفة شديدة البرودة ثم غرفة شديدة الحرارة كما ويعرضونها للكهرباء وشتمها ووصفها بأنها غير شريفة, كما تعاني أسيرتنا وردة بكراوي داخل المعتقل الصهيوني من ألم الأسنان وآلام المعدة لكن رغم حالتها الصحية البشعة إلا أنها تستغل وقتها داخل السجن بحفظ القرآن الكريم وتعليم الأسيرات الأخريات واتفاقهن جميعا على قيام الليل والتضرع إلى الله تعالى.

الزيارة:
كان القدر قد حتم على والد الأسيرة ألا يراها مدى الحياة حيث وافته المنية متجرعا الحسرة بغياب ابنته وردة التي برؤيتها تتفتح زهرات قلبه وغادر الدنيا وبقيت الأم وأبنائها يتجرعون كأس الألم, ألم الفراق وألم البعد وعذابات الزيارة والتي يعاني الزائر منهم من التفتيشات الصعبة عند زيارتها والوقوف طويلا عند الحواجز, وعند الوصول إلى السجن وبعد كل هذا الوقت والمعاناة تقتصر المقابلة على نصف الساعة فقط, ومن ثم يواصلون مشقة رحلة العودة التي لا تقل عناء عن رحلة الذهاب .]

عماد الفلسطينى
2008-12-17, 23:04
اختي الكريمة جبروت قلم جـــزاك الله خير الجــزاء

أسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكِ يوم الدين
وأن يجمعنا وإياك ِ وشهداء المسلمين في جناتِ النعيم

اللــهم آمـــيـن يــا أرحـــم الـراحـــمـيـن