مشاهدة النسخة كاملة : إشعار الطفل بوجود الله
الغيورة على دينها
2012-01-18, 13:29
تعالوا نتعرف على الأساس الأول في تربية الأطفال
(إشعار الطفل بوجود الله)
إشعار الطفل بوجود الله هو الأساس الذي تقوم عليه التربية.
أيتها الأم الفاضلة،أيها الأب الفاضل:
هل تعلمون أن الأساس الأول في التربية الصحيحة هو إشعار الطفل بوجود الله وبالإيمان به.
واجب الأهل تجاه أطفالهم تربيتهم تربية فاضلة:
واجب على كل أب وأم زرع الفضائل الصالحة في قلب الطفل،وإشعاره بوجود الله، وتربيته على الإيمان و هذا يجعل نفسه أكثر قوة وصلابة وأكثر متانة وغير قابلة للإنحراف.
من هنا نستطيع زرع السجايا الكريمة في نفس الطفل وتعليمه الأخلاق الفاضلة .
فالشعور بوجود الله هو أكبر قوة وجدانية تؤثر على نفس الطفل ومن خلالها يبدأ الأهل مشوار زرع السجايا الصالحة وتعليم أطفالهم مبدأ الصواب والخطأ .
لذلك فلتبادروا في إحياء الإيمان في نفوس وقلوب أطفالكم .
الشعور بوجود الله موجود بالفطرة:
الشعور بوجود الله موجود بالفطرة ويحتاج من الأهل إحياء هذا الشعور حتى يكتمل الأساس الأول في التربية السليمة وهو الدعامة التي تقوم عليها باقي الأسس.
************
(إن الأساس الأول الذي يجب تعليمه للطفل في سبيل التربية الصحيحة إشعاره بوجود الله والايمان به بلسان متيسر الفهم،عندما يبدأ جهاز الادراك عند الطفل بالنشاط والعمل ، ويستيقظ حس التتبع فيه فإن نفسه مستعدة لتلقي الإيمان بالله عز وجل.
إن الحاجة للايمان بالله موجودة في باطن كل انسان بفطرته الطبيعية . فعندما يبدأ جهاز الادراك عند الطفل بالنشاط والعمل ، ويستيقظ حس التتبع فيه ، ويأخذ في السؤال عن علل الأشياء ومنشأ كل منها ، فان نفسه الطاهرة وغير المشوبة تكون مستعدة تماماً لتلقي الايمان بخالق العالم ، وهذه الحالة هي أشد الحالات طبيعية في بناء الطفل.
على القائم بالتربية توجيه الطفل،وعلى القائم بالتربية أن يستفيد من هذه الثروة الفطرية ، ويفهمه أن الذي خلقنا ، والذي يرزقنا ، والذي خلق جميع النباتات والحيوانات والجمادات ، والذي خلق العالم ، وأوجد الليل والنهار ، هو الله تعالى ... إنه يراقب أعمالنا في جميع اللحظات فيثيبنا على الحسنات ويعاقبنا على السيئات)
*************.
هذا الحديث سهل جداً وقابل للاذعان بالنسبة إلى الطفل ، بهذا الأسلوب نستطيع أن نخلق في نفس الطفل حب النظام والالتزام ونحثه على الاستقامة في السلوك وتعلم الفضائل الخلقية والملكات العليا بالتدريج.
إن الايمان بالله ـ هو إحياء لأعظم قوة وجدانية عند الانسان:
الإيمان بالله عزو جل هو أساس التربية الصحيحة التي تقوم عليها باقي الأسس
ومهما بلغت قيمة الوجدان الأخلاقي ، ومهما كان دوره في تحقق سعادة الانسان ، لكنه إذا لم يكن مستنداً إلى الايمان فلا يقوى على حفظ البشرية من التردي والسقوط . وكذلك سائر الصفات الصالحة إن لم يكن لها سند إيماني فانها تندحر أمام الغرائز والميول اللامشروعة في الصراع بينها.
اللهم وفق الجميع لتربية أبنائهم تربية صالحة.
آآآآآآآآآآآآآآآآآمين.
lyna2007
2012-01-18, 13:54
بارك الله فيك
الغيورة على دينها
2012-01-18, 14:19
بارك الله فيك
و فيك بارك.
شكرا لمرورك يا أخت lyna2007.
/زهرة عصفور الجنة/
2012-01-18, 15:22
http://forums.ozkorallah.com/imgcache/17858.png
ليندة حورية
2012-01-18, 22:25
بارك الله فيك اختي على هذا الموضوع الهام و الهام جدا
ليندة حورية
2012-01-18, 22:29
بارك الله فيك اختيعلى هدا الموضوع الهام والهام جدا
omo mazen
2012-01-18, 22:31
بارك الله فيك شكرا
الغيورة على دينها
2012-01-19, 10:19
شكرا لمروركن العطر.
iyadalea
2012-01-23, 06:47
جزاكم الله خيرا على الموضوع
من فضلكم افيدونا بالطرق للوصول الى هذه الغاية في كل مرحلة من مراحل الطفل
الغيورة على دينها
2012-01-24, 09:52
هذا الطفل ......
نحتار حين ندخل عالمه.. بأي حروف نخاطبه.. وبأي لغة نعلمه..
عندنا الكثير من الخير له إن تعلمه، ولكن كيف ..
ومتى وبأي أسلوب نعلمه؟..
لابد لنا أن نعي أهمية الدور المناط بنا لتربية أبنائنا
وغرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم حتى نساهم في إنشاء
جيل يحمل راية الإسلام، يؤدي الأمانة، يمضي بأحسن ما مضينا
ويحقق ما لم نستطيع تحقيقه.. هم الأمل وبهم الرجاء..
وعلينا نحن المسؤولية في تمكينهم من تحقيق أمانينا
التي أضعناها في مسيرتنا..قد لا يفهم.. لكنه يخزن
وعن كيفية غرس العقيدة الصحيحة في نفوس الأطفال
و إنشاء إنسان مسلم يحب الله ورسوله
تجيبنا الدكتورة وفاء العساف –
وكيلة مركز دراسات الطالبات في جامعة الإمام -:
لا يستوعب الطفل كل ما نخبره به وما يحدث حوله بالعمق نفسه
بل يفهمه بشكله السطحي ، ومن الناس من يعترضون على تعليم
الطفل في سن صغيرة، وهذا غير صحيح
فالأطفال يحفظون القرآن بشكل جيد رغم أنهم لا يفهمونه،
فعقل الطفل كالكمبيوتر نستطيع أن نخزن به ما نريد وعندما يكبر
يتصرف وفق ما خزنا به .وعليه فيجب علينا أن نبدأ بتعليمه نظرياً
فأي علم يعتمد في بدايته على الأشياء النظرية، كأن نجعله ينظر
إلى السماء والأرض ثم نخبره أن الله خلق السموات والأرض ..
وحين نجلس على طاولة الطعام نقول له إن هذا الطعام من عند الله،
سيبدأ بعدها بالسؤال والاستفسار عن كل شيء يصادفه.
إذاً نبدأ أولاً بعملية غرس الجانب النظري ونستغل كل مناسبة
لطرح هذا الفكر من خلال حوار الطفل فعندما يبدأ بالأكل نعلمه
أن يقول بسم الله ثم نسأله من أتى بهذا الطعام؟
في البداية سيجيبنا بابا..من أين؟..
من السوق والسوق أتى به من أين هكذا حتى ننتهي به إلى أن الله
وفر لنا ذلك ونعلمه أن يحمد الله على هذه النعمة.
يجب أن تربط الأم باستمرار كل أمور الطفل بالله
حتى تنتقل به من الجانب النظري إلى التطبيقي،
فيأخذ جانب التطبيق بالسلوكيات.ثم ننتقل إلى إشعار الطفل
بأن سلوكياته وأفعاله مراقبة من الله عز وجل لتعزيز
المفهوم العقدي الموجود، نخبره أن الله موجود يراقبنا، يرانا، مطلع،
وهو بعيد يستمع إلينا ويبصرنا، تتبلور المفاهيم لديه حسب سنه،
ولكي ننجح في مهمتنا علينا استخدام الأسلوب القصصي، المحاكاة، التقليد،
إذ أن القصص تلعب دور كبير في تكوين الفكر عند الطفل .
ولا ننسى الاهتمام في جانب الاستمرار في تعزيز المعلومات
إذ لا يكفي أن نعلمه مرة واحدة..كما يحصل مع الكثير من الأهالي.
لي عودة مع المزيد.
الغيورة على دينها
2012-01-24, 10:49
عملية تعليم الطفل لا تكون بين يوم وليلة وتنتهي..
تبقى باستمرار حتى سن التكليف حيث تبدأ عملية التوجيه غير
المباشر عن بعد حيث تظهر في هذه السن
آثار المخزون الذي وضعناه في الطفل .
الجانب العقدي جانب معلومات وعلينا تطويع هذه المعلومات
على أرض الواقع مع التذكير والمتابعة.
وفي القرآن ما يدل على أهمية المتابعة، ويتجلى ذلك
في يعقوب عليه السلام حين جمع أولاده وسألهم من ستعبدون من بعدي..
من يتأمل تلك الآيات يتبين له أن يعقوب(عليه السلام)، هو أب وهو نبي لآخر لحظة في حياته
يذكّر أبناؤه وهم كبار ويقر عندهم عقيدة التوحيد. وقد استنبط بعض علماء التربية
من هذه القصة إلى أن المسألة تحتاج إلى استحضار دائم وتذكير.
- كيف نرد على الأطفال عندما يسألوننا أين ربي ولماذا لا نراه؟
الغيورة على دينها
2012-01-24, 11:07
- كيف نرد على الأطفال عندما يسألوننا أين ربي ولماذا لا نراه؟
تجيب الدكتورة وفاء العساف:
أقول ربي في السماء لا نراه لأنه لا أحد يستطيع أن يراه..
ولكن إن عبدنا الله وأطعناه وفعلنا الخير واجتنبنا الشر
فإننا سنراه إن شاء الله في الجنة،
ولا بد هنا أن نقص عليهم قصة موسى عليه السلام
وماذا حدث له عندما طلب أن يرى الله،
يفهم من ذلك الطفل أن يتوقف عند حد معين ويتوجه عقله لما هو أولى..
ونفهمه أننا في مرحلة عمل وإعداد للوصول إلى رؤية الله.
نقول له كل ما على الأرض لله ، نعلمه أركان الإيمان الستة
والأهم من ذلك أن يكون كل ذلك موجود في قرارة المربي نفسه،
كما أن المربي عندما يعلم طفله يتعلم معه إذا تثار المسألة لديه من جديد
كما أن على المربي أن يكون قدوة في أقواله وأفعاله
لذا يجب أن نربي أنفسنا أولاً وخاصة أن الأخلاق كلها قابلة للاكتساب .
الغيورة على دينها
2012-01-24, 11:33
علينا استخدام الأسلوب القصصي، المحاكاة، التقليد،
إذ أن القصص تلعب دور كبير في تكوين الفكر عند الطفل .
إليكم هذا المثال يوضح كيف نجيب الأطفال إذا طرحوا أسئلة عن الله:
سألتْ ريمُ أمها:أينَ اللهُ يا أمّي؟ لماذا لا نَراه؟
ابتسمَتِ الأمُّ وقالت: يا ريم، إنّ الله تعالى لا يراه العِبادُ في الدّنيا؛ لأنّ الدُّنيا دارُ اختبارٍ.
قالت ريم: ومتى سنرى الله؟
قالت الأمّ: يراهُ المؤمنونَ في الآخرةِ وينظرون إليهِ؛ هكذا أخبرَنا النبيُّ - صلى الله عليه وسلّم.
سألتْ ريمُ: وأينَ اللهُ يا أمي؟
قالت الأمّ: اللهُ تعالى في السماءِ فوقَ العرش؛ قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5]، وهُوَ مِن فوق عرشهِ يَرانا ويسمعُنا، وسوف يحاسبُنا يومَ القيامة.
ثمّ ابتسمَتِ الأمّ وقالتْ: والمؤمنونَ - يا ريم - يحبّونَ اللهَ ويشتاقُونَ لرؤيتهِ.
قالتْ ريم: أنا أشتاقُ لرؤيةِ ربّي؛ لأنّي أحبُّه.
قالتِ الأم: إذاً عليكِ بعملِ الصالحاتِ، لتتمتّعي بالنظرِ لوجه الله الكريم، وجمالهِ وجلالهِ العظيم، سبحانَهُ، الّذي لا يُماثِلُه شيءٌ مِن خَلقِهِ.
قالتْ ريم: نعمْ يا أمّي؛ سأحفظُ القرآنَ، وأُكثرُ من الصلاة.
قالت الأم: نعمْ يا ريمُ، فمَن أراد أن يكلّم الله في الدنيا فليُصَلِّ، ومن أرادَ أنْ يسمعَ كلامَ الله فليقرَأ القرآنَ كلامَ الله.
الغيورة على دينها
2012-01-24, 14:36
- برأيك ما هو الأسلوب المناسب لتعليم الأطفال العقيدة الصحيحة ؟
تجيبنا الدكتورة وفاء العساف –:
أرى أن نقتدي بمنهج النبي – صلى الله عليه وسلم – في تعليم الصحابة،
تعليمهم الحب والرفق كخطوة أولى نوصل لهم المعلومة ونحببها إلى نفوسهم
ونكافئ مطبقيها ونعطيهم حوافز ومرغبات، إذا أن الأطفال ملوا طريقة العرض التلقيني
المباشر، لماذا لا نجلس مع أطفالنا جلسة قرآنية نقرأ فيها خمسة آيات نسألهم بعدها
ماذا فهموا منها نحاول أن نشغلهم ثم نقدم مكافأة لمن يجيب الإجابة الصحيحة،
بذلك سنولد لديهم روح التنافس وهي طريقة جيدة وغير مملة للتعليم
و جربتها بعض الأسر ونجحت معهم على أن يتم كل ذلك برفق ولين.
ومتى يبدأ استخدام العقاب معهم؟ .يبدأ بعد أن نقدم لهم المعلومات و يباشرونها
ويعرفونها جيداً وتكون قد أخذت وقتها الكافي وصارت سلوك لهم،
فإذا لم يطبقوها يمكن استخدام العقاب وأعتقد أن الحرمان أسلوب جيد .
لكن للأسف كثير من المربين في غالب العقوبات التي تسري على الأطفال تكون
ردود أفعال أو حالة غضب فإذا فعل الطفل أمراً وكان المربي غاضباً ضربه
وإذا فعل الأمر نفسه وكان المربي في حالة نفسية جيدة لم يعلق عليه!.
هذه ليست تربية إنما تفريغ شحنة، وأنا أعرف أن هناك من الآباء
من يصلي ركعتين قبل أن يعاقب أولاده.
وعلينا أن نعلم الطفل العطاء وعدم انتظار رد هذا العطاء إلا من الله، يجب
أن يكون كل ذلك حاضر في ذهن المربي كأن تطلب من الطفل أن يعطي أخاه
أو صديقه حلوى وتقول له إن أعطيته مما معك سيعطيك مما معه وهذا خطأ
بل علينا أن نقول أعطيه ليرضى عنك الله ويكتبه في ميزان حسناتك ويرزقك غيرها .
الغيورة على دينها
2012-01-25, 10:46
- بعض المدرسين يستخدمون أسلوب الترهيب والتركيز عليه مع الأطفال
في هذه السن الصغيرة فما رأيكم؟
تجيبنا الدكتورة وفاء العساف :
القرآن كله ترغيب وترهيب ولا تخلو سورة من الترهيب والترغيب والمهم كيف
نرغبه وكيف نرهبه، وأنا لا أحبذ ذكر سيرة النار للطفل ولا أضع النار رقم واحد
وإن أردنا ذكرها للطفل علينا أن نعرضها له كما عرضها القرآن . مثلاً هذه النار لمن؟ ....
لمن كفر، والله وعدنا في الجنة، والذي يعصي الله يغضب عليه.
نضع الترهيب ضمن الترغيب وألا يكون هو الهدف بحيث لا يؤثر على نفسية الطفل..
فرسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما كان يعلم الصحابة يسألونه أن يدلهم
على الأشياء التي تدخلهم الجنة وتبعدهم عن النار فهم بذلك يعرفون أن هناك جنة
وهناك نار والناس يعبدون الله بالحب والخوف حيث تأتينا لحظات نقبل على
الطاعة حباً ولحظات نقبل خوفاً.
الغيورة على دينها
2012-05-14, 10:41
- لماذا نعلم الأطفال حب الله ؟؟؟
أ-لأن الله تعالى قال عن الذين يحبونه في الآية رقم (31) من سورة آل عمران: { قُل إن كُنتم تحبون اللهَ فاتَّبعوني يُحِببْكُم اللهُ ، ويَغفر لكم ذنوبَكم ، واللهُ غفورٌ رحيم } .
ب- لأن الله جلَّ شأنه هو الذي أوجدنا من عَدَم ، وسوَّى خَلقنا وفضَّلنا على كثير ممَّن خلق تفضيلا ، ومَنَّ علينا بأفضل نعمة وهي الإسلام ، ثم رزقنا من غير أن نستحق ذلك ، ثم هو ذا يعدنا بالجنة جزاءً لأفعال هي من عطاءه وفضله ، فهو المتفضِّل أولاً وآخِرا!!!
ج- لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو: ( اللهم اجعل حُبك أحب إلىَّ مِن نفسي ، وأهلي ، ومالي ، وولدي ، ومن الماء البارد على الظمأ ) ، ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة.
د- لأن الحب يتولد عنه الاحترام والهيبة في ا لسر والعلن ، وما أحوجنا إلى أن يحترم أطفالنا ربهم ويهابونه- بدلاً من أن تكون علاقتهم به قائمة على الخوف من عقابه أو من جهنم- فتكون عبادتهم له متعة روحية يعيشون بها وتحفظهم من الزلل .
هـ- لأن الأطفال في الغالب يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم -أو مَن يقوم برعايتهم وتربيتهم- أكثر من أي أحد ، مع العلم بأن الآباء ، والأمهات ، والمربين لا يدومون لأطفالهم ، بينما الله تعالى هو الحيُّ القيوم الدائم الباقي الذي لا يموت ، والذي لا تأخذه سِنةٌ ولا نوم ، فهو معهم أينما كانوا وهو الذي يحفظهم ويرعاهم أكثر من والديهم ... إذن فتعلقهم به وحبهم له يُعد ضرورة ، حتى إذا ما تعرضوا لفقدان الوالدين أو أحدهم عرفوا أن لهم صدراً حانياً ، وعماداً متيناً ، وسنداً قوياً هو الله سبحانه وتعالى.
و- لأنهم إذا أحبوا الله عز وجل وعلموا أن القرآن كلامه أحبوا القرآن ، وإذا علموا أن الصلاة لقاء مع الله فرحوا بسماع الأذان ، و حرصوا على الصلاة وخشعوا فيها ، وإذا علموا أن الله جميل يحب الجمال فعلوا كل ما هو جميل وتركوا كل ما هو قبيح ، وإذا علموا أن الله يحب التوابين والمتطهرين ، والمحسنين ، والمتصدقين ، والصابرين ، والمقسطين ، والمتوكلين ، وأن الله مع الصابرين ، وأن الله ولي المتقين ، وأنه وليُّ الذين آمنوا وأن اللهَ يدافع عن الذين آمنوا ...اجتهدوا ليتصفوا بكل هذه الصفات ، ابتغاء مرضاته ، وحبه ، وولايته لهم ، ودفاعه عنهم.
أما إذا علموا أن الله لا يحب الخائنين ، ولا الكافرين ، ولا المتكبرين ، ولا المعتدين ، ولا الظالمين ، ولا المفسدين ، وأنه لا يحب كل خَوَّان كفور ، أو من كان مختالاً فخورا ... لابتعدوا قدر استطاعتهم عن كل هذه الصفات حباً في الله ورغبة في إرضاءه.
الغيورة على دينها
2012-05-14, 10:44
ز- لأنهم إذا أحبوا الله جل وعلا أطاعوا أوامره واجتنبوا نواهيه بطيب نفس ورحابة صدر ؛ وشبُّوا على تفضيل مراده على مرادهم ، و" تقديم كل غال وثمين من أجله ، والتضحية من أجل إرضاءه ، وضبط الشهوات من أجل نيل محبته ، فالمُحب لمن يحب مطيع...أما إذا لم يحبوه شَبُّوا على التفنن في البحث عن الفتاوى الضعيفة من أجل التَفَلُّت من أمره ونهيه"(2)
ح- لأن حب الله يعني استشعار أنه عز وجل يرعانا ويحفظنا في كل وقت ومكان ، مما يترتب عليه الشعور بالراحة والاطمئنان والثبات ، وعدم القلق أو الحزن... ومن ثم سلامة النفس والجسد من الأمراض النفسية والعضوية… بل والأهم من ذلك السلامة من المعاصي والآثام ، فعلينا أن نفهمهم أن " مَن كان الله معه ، فمَن عليه؟!!! ومَن كان الله عليه فمَن معه؟!!!
ط-لأن هناك نماذج للمسلمين ترى كاتبة هذه السطور أن الحل الجذري لمشكلاتهم هو تجنب تكرارها ، بتربية الطفل منذ نعومة أظفاره على محبة الله تعالى.
* ومن هذه النماذج على سبيل المثال لا الحصر:
* الذين يفصِلون الدين عن الدنيا ، ويعتقدون أن الدين مكانه في المسجد ، أو على سجادة الصلاة فقط ، ثم يفعلون بعد ذلك ما يحلو لهم.
* الذين يسيئون الخُلُق داخل بيوت الله- ولا يستثنون من ذلك المسجد الحرام ولا المسجد النبوي!!!- وفي مجالس العلم ، ظانِّين أن التعاملات اليومية والأخلاق لا علاقة لها بالدين.
* الذين يتركون أحد أركان الإسلام مع استطاعتهم - وهي فريضة الحج- بدعوى أنهم ليسوا كبار السن وأن أمامهم حياة طويلة سوف يذنبون فيها ، ولذلك سوف يحجون عندما يتقدم بهم العمر ، ويشيب الشعر ، ليمسحوا كل الذنوب الماضية في مرة واحدة!!!
* اللواتي ترفضن الحجاب بدعوى أن قلوبهن مؤمنة ، وأن صلاح القلوب أهم من المظهر الخارجي ، غافلات -أو متغافلات- عن كونه أمراً من الله تعالى وفرضاً كالصلاة!!! وكذلك الآباء والأمهات والأزواج الذين يعارضون ، بل ويحاربون بناتهم وزوجاتهم في ارتداء الحجاب !!!
* الذين يعرضون عن مجالس العلم الشرعي ، وكل ما يذكرهم بالله تعالى ، قائلين أن "لبدنك عليك حقا"، وأن"الدين يسر"، و"لا تنس نصيبك من الدنيا"، بينما ينسون نصيبهم من الآخرة!!!
* الذين ينبهرون بمظاهر الحضارة الغربية ، وبريقها الزائف ، فينفصلون عن دينهم تدريجياً ويظل كل ما يربطهم به هو الاسم المسلم ، أو بيان الديانة في جواز السفر!!! ومنهم الذين تغمرهم هذه المظاهر حتى تصل بهم إلى الردة عن الدين- والعياذ بالله- ويصبح اسم الواحد منهم "ميمي " أو " مايكل " بعد أن كان " محمداً " !!!
الغيورة على دينها
2012-05-14, 10:47
ح- لأن أعز ما يملكه الإنسان - بعد إيمانه بالله عز وجل - هو الكرامة " وليس المال أو المنال ، أو الجاه أو القدرة...فالمجرم يتعذب في داخله قبل أن يحاسبه الآخرون ، لأنه على بصيرة من قرارة نفسه التي تحس بغياب الكرامة بفعل الأفعال الدنيئة ، أما الإنسان المحترم الذي يحس بوفرة الكرامة لديه ، فإنه أحرى أن يعتلي القمم السامية والمنازل الرفيعة... وهكذا كان شأن « يوسف » الصدِّيق عليه السلام حين توسم فيه عزيز مصر أن ينفعه ذات يوم ، ويكون خليفة له على شعبه ، أو يتخذه ولداً ؛ لذا فقد قال لامرأته حين أتى بيوسف مستبشراً به : { أكرِمي مثواه } أي أكرمي مكانته ، واجعليه محط احترام وتقدير ، ولم يوصها بأي شيء آخر ... فلعله رأى أن التربية القائمة على أساس الكرامة تنتهي بالإنسان إلى أن يكون عالماً ، وقادراً على أًن يتخذ القرارات السليمة وفقاً لأسس وقواعد التفكير الحكيم ، هذا بالإضافة إلى قدرته على وضعها موضع التنفيذ " (3)
فإذا أردنا الكرامة ونتائجها لأطفالنا فما أحرانا بأن نهبها لهم من خلال حبهم لخالق الكرامة الذي كرَّم أباهم آدم وأسجد له الملائكة ، وقال عنهم: { ولقد كرَّمنا بني آدم }... وإذا أردنا لهم الدرجات العُلا في الدنيا والآخرة ، فلا مفر من مساعدتهم على حب الله الذي يقودهم إلى التقوى ، فيصبحوا من الذين قال عنهم : { إن أكرمكم عند اللهِ أتقاكم }
بقلم الدكتورة أماني زكريا الرمادي
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir