المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : /// من تونس /// كلمة الرئيس بوتفليقة في الذكرى الاولى للثورة التونسية


نحب بلادي
2012-01-15, 13:46
قال انو يحي الثورة التونسية دون الاستعانة بالاجنبي

http://www.youtube.com/watch?v=Ux2aIHyxY08 (http://www.youtube.com/watch?v=Ux2aIHyxY08)

نحب بلادي
2012-01-15, 14:07
15-01-2012 حاوره في تونس: محمد بغالي / تصوير: محمد سيد
http://www.elkhabar.com/ar/img/article_large//ph12_n2__moh_sid__682831807.jpg
وضعنــا صعــب وننتظــر من الجزائرييـن الدعم المعنـوي
لم أكن مع تدخل الناتو في ليبيا وأنا ضد التدخل في سوريا - أنا صديق لفرنسا ولست تابعا لها
قبل لقاء الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، مساء يوم الأربعاء، قررت قياس نبض الشارع التونسي، فتوجهت من قرية قمارت السياحية، حيث أقمت، إلى وسط البلاد، وأمام وزارة الداخلية أنزلنا سائق سيارة الأجرة. المبنى محاط بالأسلاك الشائكة وتحاصره آليات الجيش، إنها الصورة الوحيدة التي تذكرك بأن هذا البلد عاش أحداثا جسيمة أسقط فيها الشعب نظاما وأنتج في أقل من سنة البدايات الأولى لنظام جديد مبني على الديمقراطية واحترام خيارات الناخبين والمشاركة.. على امتداد شارع بورفيبة الشهير وصولا إلى السويقة، تبدو الحياة عادية جدا، محلات مفتوحة وحركة طبيعية، شرفات المقاهي مملوءة، مع بعض التوابل التي تمنحك الإحساس بأن الحياة في تونس صار لها طعم آخر، الشعارات التي تغطي الجدران: ''تحيا تونس حرة ديمقراطية''.. ''مبروك عليك المرزوقي يا تونس''.. ''تحيا ثورة الحرية والكرامة''. وصوت ترتيل القرآن في عدد من محلات السويقة التي توجه بعضها إلى بيع الخمارات والحجابات، وأكشاك تزينت بالأعلام التونسية وضاقت بالعناوين الصحفية الكثيرة التي صدرت بعد الثورة.. الموعد مع الرئيس المنصف المرزوقي كان على الساعة الرابعة مساء، وصلنا قبلها بنصف ساعة إلى قصر قرطاج، الذي لم نلاحظ فيه إجراءات أمنية خاصة، وحيث ذكرنا السائق ساخرا: ''هنا كانت حومة بن علي''، وبعد ارتشاف الشاي في قاعة الاستقبال التحق بنا المستشار أيوب الذي اطمأن على انتهائنا من الاستعداد للقاء قبل أن يستأذننا في الانصراف، ثم عاد ليدعونا إلى مرافقته لصالون مكتب الرئيس، ولم ننتظر طويلا حتى دخل علينا السيد المنصف المرزوقي الذي أشعرنا منذ البداية بأن تونس تعيش ثقافة جديدة وسلوكا غير معهود، فرئيسها لا يرتدي ربطة العنق ولا يطلب مسبقا الاطلاع على أسئلة الصحفيين ولا يحدد الوقت المخصص لهم ولا يستقبلهم وسط الهالة والهيلمان، ويرفض أن ينادى بـ''صاحب الفخامة''، لأنه يعتقد أن ''الفخامة للشعب وحده''.. ولأجل ذلك جاء لقاء ''الخبر'' حميميا وخاليا من البروتوكول مع الذي يجلس اليوم على كرسي جلاده بالأمس.
http://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=01_570709449.jpg
يحتفل الشعب التونسي بالذكرى الأولى لثورة العزة والكرامة.. كيف تقيّمون العلاقات مع الجزائر بعد سقوط نظام بن علي؟
- العلاقات بين الجزائر وتونس لا يمكن أن توصف إلا بالعضوية. فالجزائر حاضرة بقوة في تونس بكيفية ربما لا يعرفها الجزائريون، أنا مثلا أتذكر قيام الثورة الجزائرية، وكان عمري 11 سنة، وكيف كان التونسيون يعيشونها يوما بيوم، يتابعون أخبارها وإنجازاتها بالكثير من الاعتزاز والافتخار، بعدها جاءت فترة الستينات والسبعينات التي عشناها بكل اهتمام انطلاقا من أن الجزائر كانت حينها الثورة الصاعدة والنموذج، بعدها ولما عرفت الجزائر الحرب الأهلية عشناها كمأساة تونسية، وأنا شخصيا كنت على علاقة مع صديقين جزائريين أكن لهما كل الود والتقدير، افتقدتهما خلال تلك الحرب، هما الدكتور محفوظ بوسبسي، الذي تعرفت عليه هنا في قصر قرطاج عندما تسلمنا جائزة بورفيبة في الطب، والدكتور يوسف فتح الله الذي تعرفت عليه عندما كنا نرأس رابطتي حقوق الإنسان في الجزائر وتونس، والذي توفي وأنا في السجن ولما وصلني خبر رحيله بكيت كثيرا. أعود فأقول بأن علاقتنا بالجزائر حميمية جدا من قديم الزمان، ولهذا فإنني لن أبالغ إذا قلت إن الجزائر عندما تمرض تصاب تونس بالحمى، وأنا أعتبر بأن الثورة هي فرصة أيضا للعودة إلى هذه العلاقات الحميمية التي أفسدتها الدكتاتورية التونسية، ولا أخفيكم بأنني كنت أشعر بالأسى والغضب عندما كنت أسمع أخبار المعاملة السيئة التي كان يتلقاها الجزائريون في عهد بن علي، ونفس الغضب أشعر به عندما أعلم بأن 15 ألف جزائري مقيم في تونس يعانون من مشاكل في الاستقرار وفي معالجة أمورهم الإدارية، ولهذا طلبت من وزيري العدل والداخلية الإسراع في تسوية أوضاع هؤلاء. إذن فإن انهيار الدكتاتورية سيسمح للعلاقات بين البلدين بالعودة إلى مستواها الطبيعي، وزيارتي القريبة إلى الجزائر تدخل في هذا الإطار، وستكون في النصف الأول من شهر فيفري القادم.
على ذكر زيارة الجزائر، اخترتم بأن تكون طرابلس أول عاصمة تزورونها بعد تعيينكم رئيسا للجمهورية، بينما اختار قبلكم الوزير الأول الأسبق باجي قايد السبسي وزعيم النهضة راشد الغنوشي الجزائر كأول محطة.. هل هو اختلاف في تقدير الأولويات؟
- زيارتي الأولى كانت لليبيا بسبب ظروف آنية حتمتها الأوضاع الأمنية والاقتصادية بين طرابلس وتونس، ثم أنه لا مجال للمفاضلة بين دول المغرب العربي، فليس من العقل التفريق بين أصابع اليد الواحدة، لكن المنطق يقول إن الأولوية يجب أن تمنح دائما للأصبع المصاب، وفي حالتي فإن الأصبع الليبي هو المجروح، فهناك الكثير من المشاكل الحارقة التي استوجبت منا المسارعة لمحاولة حلها.
موقف الجزائر من الثورة التونسية كان صائبا
البعض لام الجزائر على عدم تدخلها أيام الثورة التونسية، والبعض فسّر حيادها على أنه دعم لنظام بن علي.. أنتم الثائر بالأمس ورئيس الدولة اليوم، كيف تقيّمون هذا الموقف؟
- أعتقد أن أحسن موقف تنتجه الدول المجاورة لشعب يفجّر ثورة هو التزامها بعدم التدخل لا في اتجاه ولا في آخر، انطلاقا من حقيقة أن الشعب وحده يملك الحق في إعلان الثورة وفي تحديد مصيرها وبناء الدولة، وعليه فإنني أعتبر موقف الجزائر التي تركت الثورة في مجراها الطبيعي خيارا صائبا، وهذا ما ستفعله تونس التي لن تتدخل في مسارات الشعوب الأخرى، على اعتبار أن التدخل الأجنبي عادة يعطل المسارات الطبيعية للشعوب.
أبدت الجزائر منذ البداية اهتماما كبيرا بالشعب التونسي وإرادة حقيقية لدعمه في هذه الظروف الصعبة.. ما الذي تنتظرونه اليوم من الجزائر؟
- أولا نحن ننتظر من الأشقاء في الجزائر الدعم المعنوي، لأننا في وضع صعب، ثم أن المناطق الحدودية بين البلدين هي من أفقر المناطق، وهذا المجال يمكن أن يشكل فرصة للتعاون الحقيقي، حتى نجعل من هذه المناطق مساحة للتقدم المشترك عبر برامج خاصة تسمح لنا بالتحرك وكأنها منطقة واحدة بين الجزائر وتونس. وسيكون ذلك بداية لبناء المغرب العربي، وكما تعلمون فإنني متعلق كثيرا بفكرة إعادة إحياء هذا الفضاء، وأتمنى أن يقبل إخواننا الجزائريون بعقد قمة مغاربية في أقرب وقت، وأملنا كبير في أن تحتضن تونس هذه القمة، وسيشكل ذلك دفعا قويا لشعوبنا، لأنني أعتقد جازما بأن لا مستقبل لتونس في تونس وكذلك الأمر بالنسبة للجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا، مستقبلنا جميعا هو في الفضاء المغاربي. ولهذا فإننا ننتظر الكثير من الأشقاء الجزائريين خاصة وأننا مدركون بأن شيئا لا يمكن أن يتم في هذا المجال دون الجزائر.
حلم جميل لكنه يبقى طوباويا في ظل استمرار الخلافات بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء الغربية؟
- فعلا قضية الصحراء الغربية هي التي جمّدت المشروع، والآن علينا أن نحاول تجاوز هذه العقبة إذا لم ننجح في تسلقها.. القضية الآن موجودة عند الأمم المتحدة، فلِنحيّدْ الموضوع إذن ولِنمضِ في بناء الفضاء. وكأن الملف موضوع بين ظفرين، وأنا واثق بأننا يمكن أن نتجاوزها مرحليا، لندخل في مرحلة بناء الحريات الخمس: حرية التنقل وحرية الاستقرار وحرية العمل وحرية الاستثمار وحرية الانتخابات البلدية للمواطنين المغاربيين حيث يقيمون. وشيئا فشيئا ستتغير العقليات والمعطيات النفسية والسياسية، وآنذاك ستجد القضية حلا بصفة طبيعية.
http://www.elkhabar.com/ar/files.php?file=02_541904335.jpgكان لتونس الفضل في تحريك عميلة الإصلاح في الفضاء العربي، ولم تشذ الجزائر عن القاعدة عندما أطلق الرئيس بوتفليقة مجموعة من الإجراءات لإصلاح الوضع السياسي.. من خلال تجربتكم، كيف تقيّمون هذا المسار؟
- كل الشعوب العربية وكل الأنظمة اليوم دخلت في حراك، نحن قمنا بالحراك وأوصلناه إلى مستقره بالنظر إلى طبيعة مجتمعنا، الذي يتميز بخصائص موضوعية، فنحن 11 مليون ولا نعاني تجاذبات دينية أو طائفية، وتعوّدنا منذ القديم على الحوار، كل هذه الظروف مكنتنا من انتقال سلس نحو الديمقراطية، إذن فلكل بلد ظروفه وخصائصه، لذلك فإنني أقدّر الصعوبات التي قد تواجهها الجزائر، وأنا مقتنع تماما بأن أشقاءنا في الجزائر أطلقوا هذا الحراك وسيصلون به إلى نقطة توازن. هذا ما أتمناه، لأن الشعب الجزائري دفع ثمنا باهظا في التسعينات وهو يحاول إيجاد توازنات جديدة.

آن للعلاقات الاستعمارية أن تنتهي في العقول وفي القلوب
صدمتم بعض الفرنسيين عندما قلتم في حوار مع ''لوجورنال دو ديمانش'' إن الفرنسيين هم غالبا الأقل فهما للعالم العربي.. ما هي في اعتقادكم الحالة المثلى التي يجب أن تكون عليها العلاقة بين فرنسا ودول المغرب العربي، وبالخصوص مستعمراتها السابقة؟
- ثقافتي فرنسية وعشت في فرنسا وأعرف الفرنسيين الذين قلت لهم إنني لست معاديا لفرنسا، بل أعتبر نفسي صديقا لها، لكن هناك فرقا بين أن تكون صديقا وبين أن تكون تابعا، نحن مع فرنسا نريد الصداقة دون التبعية، نريد الندية التامة، وأعتبر هذا حقا من حقوقنا، لأن العلاقات الاستعمارية انتهت ويجب أن تنتهي في العقول وفي القلوب. وعندما زار وزير خارجية فرنسا آلان جوبي تونس قال نفس الكلام، وهو ما يثبت بأن فكرة الندية بدأت تأخذ مكانها.
لكن علينا ألا نخطئ، فتونس لا تستطيع تطوير علاقات ندية مع فرنسا نظرا لغياب التوازن بين البلدين، لكن بالمغرب العربي يصبح