عمي صالح
2012-01-14, 22:38
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجب العلماء تجاه النكبات التي حلت بالعالم الإسلامي
للشيخ عبد العزيز بن باز
س1 : ما واجب علماء المسلمين تجاه الأزمات والنكبات التي حلت بالعالم الإسلامي ؟
ج1 : مما لا شك فيه أن المعاصي والابتعاد عن عقيدة الإسلام الصحيحة قولا وعملا من أهم الأسباب التي حدث بسببها الأزمات والنكبات التي حلت بالمسلمين ، يقول الله جلت قدرته : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ...) الآية : (79) سورة النساء (ada99:pg090.htm) ويقول سبحانه وتعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) الآية : (30) سورة الشورى (ada99:pg486.htm) فالله جلت قدرته حليم على عباده غفور رحيم يرسل لهم الآيات والنذر لعلهم يرجعون إليه ليتوب عليهم ، وإذا تقرب إليه عبده ذراعا تقرب سبحانه إلى عبده باعا؛ لأنه تعالى يحب من عبده التوبة ويفرح بها وهو جل وعلا غني عن عباده ، لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ، ولكنه بعباده رءوف رحيم ، وهو الموفق لهم لفعل الطاعات وترك المعاصي ، والأزمات والنكبات ما هي إلا نذر لعباده ليرجعوا إليه ، وبلوى يختبرهم بها ، قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) سورة البقرة (ada99:pg024.htm) قال سبحانه (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) ) سورة الروم (ada99:pg408.htm) وقال تعالى (...وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) ) سورة الأنبياء (ada99:pg324.htm) وقال سبحانه (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)) سورة الأعراف (ada99:pg172.htm) والآيات في هذا المعنى كثيرة .
فالواجب على قادة المسلمين من العلماء والأمراء وغيرهم الاهتمام بكل مصيبة تحل أو نكبة تقع ، وتذكير الناس وبيان ما وقعوا فيه ، وأن يكون ولاة الأمر من العلماء والحكام هم القدوة الصالحة في العمل الصالح والبحث عن مسببات غضب الله ونقمته ، وعلاجها بالتوبة والاستغفار وإصلاح الأوضاع ، والأمة تبع لهم .
لأن هداية العالم وحكمة الوالي وصلاحهما من أهم المؤثرات في الرعية فـ " كلكم راع وكل مسئول عن رعيته " . وإذا استمرأ المسلمون المعاصي ولم ينكرها من بيده الأمر والحل والعقد يوشك أن يعم الله الأمة بغضب منه ، وإذا وقع غضب الله وحلت نقمته فإن ذلك يشمل المحسن والمسيء ، عياذا بالله من ذلك ، قال تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ... (25)) سورة الأنفال (ada99:pg179.htm) خَاصَّةً الآية . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه " رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي بكر الصديق ، وقال الله سبحانه : (... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... (11)) سورة الرعد (ada99:pg250.htm)
وعلى العلماء بالذات مسئولية كبيرة أمام الله في تبصير الناس وإرشادهم وبيان الصواب من الخطأ ، والنافع من الضار ، نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعا لطاعة ربهم والتمسك بهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأن يوفق قادتهم ويبصر علماءهم بطريق الرشاد حتى يسلكوه ويوجهوا الأمة إليه وأن يهدي ضال المسلمين ويصلح أحوالهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذه الأسئلة والأجوبة تابعة لمحاضرة ألقاها سماحته في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في شهر رجب 1409هـ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته منقول (http://www.islamspirit.com/article018.php)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
واجب العلماء تجاه النكبات التي حلت بالعالم الإسلامي
للشيخ عبد العزيز بن باز
س1 : ما واجب علماء المسلمين تجاه الأزمات والنكبات التي حلت بالعالم الإسلامي ؟
ج1 : مما لا شك فيه أن المعاصي والابتعاد عن عقيدة الإسلام الصحيحة قولا وعملا من أهم الأسباب التي حدث بسببها الأزمات والنكبات التي حلت بالمسلمين ، يقول الله جلت قدرته : (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ ...) الآية : (79) سورة النساء (ada99:pg090.htm) ويقول سبحانه وتعالى : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) الآية : (30) سورة الشورى (ada99:pg486.htm) فالله جلت قدرته حليم على عباده غفور رحيم يرسل لهم الآيات والنذر لعلهم يرجعون إليه ليتوب عليهم ، وإذا تقرب إليه عبده ذراعا تقرب سبحانه إلى عبده باعا؛ لأنه تعالى يحب من عبده التوبة ويفرح بها وهو جل وعلا غني عن عباده ، لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصين ، ولكنه بعباده رءوف رحيم ، وهو الموفق لهم لفعل الطاعات وترك المعاصي ، والأزمات والنكبات ما هي إلا نذر لعباده ليرجعوا إليه ، وبلوى يختبرهم بها ، قال تعالى : (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) سورة البقرة (ada99:pg024.htm) قال سبحانه (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) ) سورة الروم (ada99:pg408.htm) وقال تعالى (...وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35) ) سورة الأنبياء (ada99:pg324.htm) وقال سبحانه (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)) سورة الأعراف (ada99:pg172.htm) والآيات في هذا المعنى كثيرة .
فالواجب على قادة المسلمين من العلماء والأمراء وغيرهم الاهتمام بكل مصيبة تحل أو نكبة تقع ، وتذكير الناس وبيان ما وقعوا فيه ، وأن يكون ولاة الأمر من العلماء والحكام هم القدوة الصالحة في العمل الصالح والبحث عن مسببات غضب الله ونقمته ، وعلاجها بالتوبة والاستغفار وإصلاح الأوضاع ، والأمة تبع لهم .
لأن هداية العالم وحكمة الوالي وصلاحهما من أهم المؤثرات في الرعية فـ " كلكم راع وكل مسئول عن رعيته " . وإذا استمرأ المسلمون المعاصي ولم ينكرها من بيده الأمر والحل والعقد يوشك أن يعم الله الأمة بغضب منه ، وإذا وقع غضب الله وحلت نقمته فإن ذلك يشمل المحسن والمسيء ، عياذا بالله من ذلك ، قال تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ... (25)) سورة الأنفال (ada99:pg179.htm) خَاصَّةً الآية . وقال صلى الله عليه وسلم : " إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك الله أن يعمهم بعقابه " رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي بكر الصديق ، وقال الله سبحانه : (... إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ... (11)) سورة الرعد (ada99:pg250.htm)
وعلى العلماء بالذات مسئولية كبيرة أمام الله في تبصير الناس وإرشادهم وبيان الصواب من الخطأ ، والنافع من الضار ، نسأل الله أن يوفق المسلمين جميعا لطاعة ربهم والتمسك بهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وأن يوفق قادتهم ويبصر علماءهم بطريق الرشاد حتى يسلكوه ويوجهوا الأمة إليه وأن يهدي ضال المسلمين ويصلح أحوالهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه .
هذه الأسئلة والأجوبة تابعة لمحاضرة ألقاها سماحته في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في شهر رجب 1409هـ .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته منقول (http://www.islamspirit.com/article018.php)