تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عباس بين العجز والتأمر


عماد الفلسطينى
2008-12-16, 03:48
عباس بين العجز والتأمر


[ 04/12/2008 - 12:07 م ]

د. محمد عطية عبد الرحيم

يخضع قطاع غزة الذي يسكنه أكثر من مليون فلسطيني تحت حصار إسرائيلي خانق منذ أكثر من عام ونصف سكت عنه كل من العرب والمسلمين وأمريكا الديمقراطية وأوروبا المتحضرة. اشتدت وطأة هذا الحصار فطال جميع جوانب الحياة الإنسانية فأصابها بالشلل التام: فلا يوجد غاز للطهي ولا دواء للمرضى ولا يسمح بالسفر لمن يضطر إليه ولا عمل للعاطلين والمحتاجين ولا مشاريع تنمية تخفف عبء هذه الحياة القاسية. لا طعام للجوعى ولا ملابس للعري فتضاعفت نتيجة لذلك أسعار كثير من السلع الضرورية وتوقف قطاع البناء الذي كان يشغل الكثير من العمال وانعكس ذلك سلبا على الحياة الاجتماعية: فلم يستطع كثير من الشباب الزواج لعدم قدرتهم على البناء وذلك لعدم وجود مواد بناء ومما زاد الطين بلة عدم وجود شقق للإيجار لمن يستطيع, وكذلك لا يوجد أثاث لبيت الزوجية أو ما يسميه الفلسطينيون بالطقم الضروري لكل عروس وعريس.


هذا الوضع البائس أدى بكثير من منظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المستقلة برفع صوتها عاليا في وجه هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي والغاشم والذي تواطأ عليه الكثيرون. بعض الناس لم يستطع السكوت حتى تحل الكارثة الإنسانية وجاءت رحلات فك الحصار عبر البحر من البلدان الأوروبية وليس من البلدان العربية والإسلامية, والغريب في هذا الأمر أن الدول العربية أغلقت حدودها أمام هذه الرحلات فاضطر أصحابها إلى الانطلاق من قبرص الدولة غير العربية وغير الإسلامية وأخيرا اضطر بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أن يتحدث باستحياء شديد عن هذا الحصار مناديا بفتح المعابر وهذا ما لم نسمعه من أحد لا من العرب ولا من المسلمين.

أما الفلسطينيون فينقسمون إزاء هذا الحصار إلى قسمين: ففريق يرى أن فريق رام الله الذي يترأسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس مشاركون في الحصار بفعالية لا تخفى على كل ذي لب, وفريق أخر يرى أن الرئيس عباس وفريقه لا يد لهم في هذا الحصار ولا يشاركون فيه.

أما الفريق الأول والذي يتهم الرئيس عباس بالتواطؤ بل والمشاركة في هذا الحصار يوردون الكثير من الحجج والمبررات وما يعتبرونه أدلة وهم كما يقولون لديهم الكثير مما يمكن قوله في هذا الإطار. فمن الحجج التي يسوقونها هي أن الرئيس عباس اجتمع مع أولمرت مرات كثيرة ولم يناقش معه قضية الحصار ولم يطرحها كقضية في وسائل الإعلام أو المؤتمرات الصحفية المشتركة بينه وبين أولمرت وبينه وبين كوندليزا رايس أو خفير سولانا أو مع أي من زائريه في المقاطعة من الشخصيات التي يعقد معها مؤتمرات صحفية متكررة. بل وكان بإمكانه أن يفعل أكثر من ذلك وأن يقاطع هذه الاجتماعات العبثية مع الجانب الإسرائيلي لحين رفع الحصار إن كان مهتما بذلك, ولا يستمر في إجراء هذه اللقاءات التي يفهم منها القاصي والداني أنها تعني الموافقة ضمنيا على هذا الحصار. ومن الحجج أيضا هو أن تليفزيون فلسطين ووسائل إعلام رام الله لا تحرك ساكنا ولا تحاول صناعة رأي عام ضد هذا الحصار, بل ولا تحدث فعاليات في الضفة الغربية لإنقاذ إخوانهم في قطاع غزة, وكذلك لم تطرح السلطة موضوع الحصار على اجتماع وزراء خارجية العرب ولم تطلب منهم موقفا معلنا وصريحا ولا تمارس أي ضغط بل لا تعلن موقفا صريحا منه, بل والأدهى والأمر أن بعض رموز السلطة في رام الله يحرض علنا على الحصار كياسر عبد ربه عندما يقول بأن انقطاع الكهرباء تمثيلية من حماس. ومن الأدلة أيضا أن السلطة في رام الله لا ترسل بجوازات السفر إلى الفلسطينيين بغزة وتحرض مصر على إغلاق معبر رفح. فكثير من القادة المصريين قالوا صراحة وبصوت مرتفع وعبر وسائل الإعلام بأن السلطة في رام الله لم تطلب منهم فتح المعبر.

أما الفريق الثاني فيرى أن الرئيس محمود عباس ليس مشاركا في الحصار ولا يريده ولكن ليس بوسعه أن يفعل شيئا في هذا الإطار ويوردون حججا أيضا لإثبات وجهة نظرهم مفادها بأن الرئيس نفسه في المقاطعة لا يمكنه التحرك من مكان إلى آخر إلا بموافقة إسرائيلية, والحواجز في الضفة الغربية تقطع أوصالها والرئيس عباس لا يقبل بذلك بكل تأكيد, ولا يجوز أن يفهم موقف الرجل الضعيف وعدم قدرته على فك الحصار على أنه تآمر على الشعب الفلسطيني بل هو نفسه يكتوي بويلات هذا الحصار. ومن حججهم أيضا بأن الحصار لا يضر بحماس خصمه السياسي بل يقوي موقفها ويضر بمصالح الشعب الفلسطيني الذي هو رئيسهم.

وبعد أن أوردنا حجج الطرفين بنزاهة فإننا نتساءل بكل براءة إن كان رأي الفريق الثاني الذي يقول بأن الرئيس عباس لا يستطيع فعل شيء لرفع الحصار صحيحا وأن الرئيس عاجز في هذا الأمر الذي يعد بسيطا جدا فكيف يستطيع أن ينتزع القدس عاصمة للدولة الفلسطينية من يد إسرائيل؟ وكيف سيستطيع أن ينتزع دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وذات سيادة على حدودها وأجوائها وأرضها ومواردها على حدود الرابع من حزيران عام 67 ؟ , و كيف له أن يعيد اللاجئين البالغ عددهم ستة ملايين لاجئ؟ فالذي يعجز عن رفع الحصار عن غزة وأهلها الفلسطينيين هو أكثر عجزا عن عمل أشياء اكبر من ذلك بكثير ومصيرية جدا.

أما أنت عزيزي القارئ فتميل إلى أي الرأيين؟؟؟.

حيفا
2008-12-16, 18:36
برأيي الرأي الاول هو الصحيح لانه هو الحقيقه
وللأسف ..
بوركت ..

عماد الفلسطينى
2008-12-16, 19:00
اشكرك جزير الشكر اختي حيفا علي مرورك داخل صفحاتي وجزاك الله خيرا