مشاهدة النسخة كاملة : هل إنسان مسير أم مخير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل الإنسان مسير أم مخير؟؟؟ .... الكثير منا يراوده هذا السؤال عندما يقع في دوامة فهم المكتوب و أن كل شيء مسطر كيف تتم الإجابة على هذا السؤال
جزاكم الله خيرا
جمال البليدي
2012-01-12, 01:21
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
سأجيب على عجل لضيق الوقت عندي ولعلي أعود لأفصل.
أقول مستعينا بالله وحده:
الذين يستشكلون بالمكتوب لم يعرفوا مراتب القضاء والقدر فهم يظنون أن الله كتب كل شيء وانتهى ولا يعلمون أن الكتابة سبقها علم وأعقبتها مشيئة.
فالله تعالى كتب ما علم ثم ماشاءه الله أن يقع يقع وماشاءه الله أن لا يقع لا يقع.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله_مع بعض التصرف للإختصار_:
مراتب القضاء والقدر عند أهل السنة والجماعة أربع مراتب :
المرتبة الأولى : العلم وهي أن يؤمن الإنسان إيمانا جازماً بأن الله تعالى بكل شي عليم وأنه يعلم ما في السماوات والأرض جملة وتفصيلاً سواء كان ذلك من فعله أو من فعل مخلوقاته وأنه لا يخفى على الله شي في الأرض ولا في السماء .
المرتبة الثانية : الكتابة وهي أن الله تبارك وتعالى كتب عنده في اللوح المحفوظ مقادير كل شي .وقد جمع الله تعالى بين هاتين المرتبتين في قوله .( آلم تعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض أن ذلك في كتاب أن ذلك على الله يسير)[الحج :70] فبدأ سبحانه بالعلم وقال إن ذلك في كتاب أي انه مكتوب في اللوح المحفوظ كما جاء به الحديث عن رسوله الله صلى الله عليه وسلم.(إن أول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال رب ماذا اكتب ؟ قال اكتب ما هو كائن فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة )) .
المرتبة الثالثة : المشيئة وهى أن الله تبارك وتعالى شاء لكل موجود أو معدوم في السماوات أو في الأرض فما وجد موجود إلا بمشيئة الله تعالى وما عدم معدوم إلا بمشيئة الله تعالى وهذا ظاهر في القران الكريم وقد أثبت الله تعالى مشيئته في فعله ومشيئته في فعل العباد فقال الله تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم (28) وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) [ التكوير : 28، 29 ] ( ولو شاء ربك ما فعلوه ) [ الأنعام : 112 ] ( ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد ) [ البقرة : 253 ] .
فبين الله تعالى أن فعل الناس كائن بمشيئته وأما فعله تعالى فكثير قال تعالى ( ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها )[ الأنعام :13] وقوله(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ) [ هود 118] إلى آيات كثيرة تثبت المشيئة في فعله تبارك وتعالى فلا يتم الإيمان بالقدر إلا أن نؤمن بأن مشيئة الله عامة لكل موجود أو معدوم فما من معدوم إلا وقد شاء الله تعالى عدمه وما من موجود إلا وقد شاء الله تعالى وجوده ولا يمكن أن يقع شيء في السماوات ولا في الأرض إلا بمشيئة الله تعالى .
المرتبة الرابعة : الخلق أي أن نؤمن بأن الله تعالى خالق كل شي فما من موجود في السماوات والأرض إلا الله خالقه حتى الموت يخلقه الله تبارك وتعالى وان كان هو عدم الحياة يقول الله تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً) [الملك : 2] فكل شيء في السماوات أو في الأرض فإن الله تعالى خالقه لا خالق إلا الله تبارك وتعالى وكلنا يعلم أن ما يقع من فعله سبحانه وتعالى بأنه مخلوق له فالسماوات والأرض والجبال والأنهار والشمس والقمر والنجوم والرياح والإنسان والبهائم كلها مخلوقات الله وكذلك ما يحدث لهذه المخلوقات من صفات وتقلبات أحوال كلها أيضا مخلوقة لله عز وجل .ولكن قد يشكل على الإنسان كيف يصح أن نقول في فعلنا وقولنا الاختياري انه مخلوق لله عز وجل.
فنقول نعم يصح أن نقول ذلك لأن فعلنا وقولنا ناتج عن أمرين :
أحدهما : القدرة
والثاني: الإرادة
فإذا كان فعل العبد ناتجاً عن إرادته وقدرته فان الذي خلق هذه الإرادة وجعل قلب الإنسان قابلاً للإرادة هو الله عز وجل وكذلك الذي خلق فيه القدرة هو الله عز وجل ويخلق السبب التام الذي يتولد عنه المسبب نقول إن خالق السبب التام خالق للمسبب أي أن خالق المؤثر خالق للأثر فوجه كونه تعالى خالقا لفعل العبد أن نقول فعل العبد وقوله ناتج عن أمرين هما :
1ـ الإرادة
2ـ القدرة
فلولا الإرادة لم يفعل ولولا القدرة لم يفعل لأنه إذا أراد وهو عاجز لم يفعل لعجزه عن الفعل وإذا كان قادرا ولم يرد لم يكن الفعل فإذا كان الفعل ناتجا عن إرادة جازمة وقدرة كاملة فالذي خلق الإرادة الجازمة والقدرة الكاملة هو الله وبهذه الطريق عرفنا كيف يمكن أن نقول إن الله تعالى خالق لفعل العبد وإلا فالعبد هو الفاعل في الحقيقة فهو المتطهر وهو المصلي وهو المزكي وهو الصائم وهو الحاج وهو المعتمر وهو العاصي وهو المطيع لكن هذه الأفعال كلها كانت ووجدت بإرادة وقدرة مخلوقتين لله عز وجل والأمر ولله الحمد واضح .
وهذه المراتب الأربع المتقدمة يجب أن تثبت لله عز وجل وهذا لا ينافى أن يضاف الفعل إلى فاعله من ذوى الإرادة .)) انتهى كلامه مع بعض التصرف ولقراءة الرسالة كاملة إضغط هنا (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_16973.shtml)
جمال البليدي
2012-01-12, 01:30
الحمد لله أما بعد:
بعد أن تكلمنا عن مراتب القضاء والقدر كمقدمة لكشف الإلتباس والحيرة التي قد تعتري بعض من استشكل وتعذر بالمكتوب نجيب على السؤال الرئيسي في موضوعك:
هل الإنسان مسير أم مخير؟؟؟الجواب ما قاله العلامة ابن عثيمين ناقلا مذهب أهل السنة في ذلك:
إن الأفعال التي يحدثها الله تعالى في الكون تنقسم إلى قسمين :
القسم الأول : ما يجريه الله ـ تبارك وتعالى- من فعله في مخلوقاته فهذا لا اختيار لأحد فيه كإنزال المطر وإنبات الزرع والإحياء والإماتة والمرض والصحة وغير ذلك من الأمور الكثيرة التي تشاهد في مخلوقات الله تعالى وهذه بلا شك ليس لأحد فيه اختيار وليس لأحد فيها مشيئة وإنما المشيئة فيها لله الواحد القهار .
القسم الثاني: ما تفعله الخلائق كلها من ذوات الإرادة فهذه الأفعال تكون باختيار فاعليها وإرادتهم لان الله تعالى جعل ذلك إليهم قال الله تعالى ((لمن شاء منكم أن يستقيم ) (التكوير :28) وقال تعالى(منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) (آل عمران 152) وقال تعالى : ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) ( الكهف : 29 ) والإنسان يعرف الفرق بين ما يقع منه باختياره وبين ما يقع منه باضطرار وإجبار فالإنسان ينزل من السطح بالسلم نزولاً اختيارياً يعرف انه مختار ولكنه يسقط هاوياً من السطح يعرف انه ليس مختاراً لذلك ويعرف الفرق بين الفعلين وأن الثاني إجبار والأول اختيار وكل إنسان يعرف ذلك .
وكذلك الإنسان يعرف انه إذا أصيب بمرض سلس البول فإن البول يخرج منه بغير اختياره وإذا كان سليماً من هذا المرض فإن البول يخرج منه باختياره . ويعرف الفرق بين هذا وهذا ولا أحد ينكر الفرق بينهما . وهكذا جميع ما يقع من العبد يعرف فيه الفرق بين ما يقع اختياراً وبين ما يقع اضطراراً وإجباراً بل إن من رحمة الله عز وجل أن من الأفعال ما هو باختيار العبد ولكن لا يلحقه منه شيء كما في فعل الناسي والنائم ويقول الله تعالى في قصة أصحاب الكهف (( ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال) (الكهف : 18 ) وهم الذين يتقلبون ولكن الله تعالى نسب الفعل إليه لان النائم لا اختيار له ولا يؤاخذ بفعله ، فنسب فعله إلى الله عز وجل ويقول صلى الله عليه وسلم ( من نسى وهو صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه )
فنسب هذا الإطعام وهذا الإسقاء إلى الله عز وجل لأن الفعل وقع منه بغير ذكر فكأنه صار بغير اختياره وكلنا يعرف الفرق بين ما يجده الإنسان من آلم بغير اختياره وما يجده من خفة في نفسه أحياناً بغير اختياره ولا يدرى ما سببه وبين أن يكون الألم هذا ناشئاً من فعل هو الذي اكتسبه أو هذا الفرح ناشئاً من شي هو الذي اكتسبه وهذا الأمر ولله الحمد واضح لا غبار عليه .)) انتهى كلامه وعذرا على الإطالة لكنها مسألة عقيدة كما لا يخفاك فتحمل واصبر.
عبد الله-1
2012-01-12, 07:29
الإنسان مخير في امور ومسير في امور أخرى
هذا هو اعتقاد أهل السنة
مسير في الامور التي لا يد له في التصرف فيها كالخلق والمرض والموت والرزق وماشابه ذلك
قال تعالى// والله خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم//
مخير في أعماله وتصرفاته كفعل الطاعات أو فعل المنكرات فحاشا لله أن يظلم أحد بإرغامه على فعل المعصية فهو المنزه عن الظلم
قال تعالى// وما ربك بظلام للعبيد//
هذا باختصار ولعل شيخنا جمال البليدي قد فصل في القضية فجزاه الله خيرا
أما الامور المسطرة في اللوح المحفوظ فهي تشمل كل ما سيجرى للإنسان وما سيحصل له وما حصل له لأن الله على علم به مسبقا حتى قبل أن يخلق هذا الانسان .
والله أعلم
أبوعبد اللّه 16
2012-01-12, 09:30
بارك الله فيك اخي جمال و اخي عبد الله
و نفع بكم
و جزا الشيخ العثيمين خيرا الجزاء، و رحمه رحمة واسعة، و جمعنا به مع نبينا الحبيب صلى الله عليه و سلم في الجنة
عبد الله-1
2012-01-12, 22:40
راك قلبت الحالتين يا اخي عبد الله.
مخير في الطاعات او المعاصي
و ميسر في الرزق و الصحة و الخ
حياك الله أخي الحبيب boub2008 وبارك فيك على التنبيه
كتبت هذا الرد على عجلة من امري في الصباح بين الساعة السابعة والثامنة وهو موعد خروجي للعمل ولهذا أخطأت وأسأل الله أن يغفر لي ويرحمني وإياكم والمسلمين جميعا.
كما أرجو منكم أخي ان تعدلوا الموضوع في الاقتباس .
عبدالله 25
2012-01-13, 08:26
انظر الموضوع
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=815635
واوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو وووووووووووووووو
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir