محمد 1392
2012-01-08, 12:49
لا تكثر الشكوى:
فكثيراً ما يشكو المعلمون أعباء التدريس، وتَنَكُّرَ الناس، ومكابدة الطلاب، ومرأى دفاتر الواجبات، وما إلى ذلك مما يعاني منه المعلمون.
وهذا ما عبر عنه بعض الأدباء من المعلمين؛ فهذا الشاعر إبراهيم طوقان يقول معارضاً أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي يقول مطلعها:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا ......... كاد المعلم أن يكون رسولا
يقول طوقان معارضاً شوقيًّا، مبيناً حال المعلمين، ومدى ما يعانون:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي ..... (قم للمعلم وفِّه التبجيلا)
اقعدْ فديتُك هل يكون مُبَجَّلاً...... ... من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأمير بقوله..........(كاد المعلم أن يكون رسولا)
لو جرب التعليمَ شوقي ساعةً....... لقضى الحياةَ شقاوةً وخمولا
حسبُ المعلمِ غمةً وكآبةً........مرأى الدفاتر بكرةً وأصيلا
مائةٌ على مائةٍ إذا هي صُلِّحتْ......وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولَو آن في التصليح نفعاً يرتجى......والله لم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أصلِّح غلطةً نحويةًمثلاً........ وأتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغر من آياتهأ..........و بالحديث مُفَصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم وأنتقي.....ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى.........وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى بعد ذلك كله.............رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صِحْتُ يوماً صيحةً......ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته........إن المعلم لا يعيش طويلا
وهذا الأديب البارع الأستاذ عبدالله بن سليم الرُّشَيد يقول:
أروح وأغدو بالدفاتر مثقلاً ....... ويا بؤس من يمسي قرينَ الدفاترِ
أريق عليها أعيني كلَّ ليلةٍ.........بهمة وقَّادٍ وعزمة صابر
وكم وقفةٍ بين التلاميذ قُمتُها.......بلهجة حَضَّاضٍ على الحرب هادر
أمزِّق ساعاتي لترقيع وقتهم......وأهدر عمري بين جد وذاكر
وأحسب أني بالتلاميذ مُبدِلٌ.......شيوخاً كبحر باللآلئ زاخرِ
فألقاهمُ من بعد شرِّ عصابةٍ........وإذ بصياحي كان صفقةَ خاسر
والحقيقة أن طريق المعلمين عسيرة، وأن مهمتهم ليست بيسيرة خصوصاً في هذه الأزمان.
وإذا شكوا فما حالهم إلا كما قال الأول:
شكوتُ وما الشكوى لمثلي عادةٌ........ ولكنْ تفيضُ الكأسُ عند امتلائها
ولكن مهما يك من شيء فإنه لا ينبغي الإكثار من الشكوى، ولا بثها لكل أحد؛ لأنها _في الغالب_ لا تجدي نفعاً، ولا تطفئ لوعة.
ولهذا رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته، فقال: يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك
ثم إن كان هناك من حاجة لبث الشكوى لأحد المخلصين، أو لمن يهمهم الأمر؛ طلباً للنصيحة، أو المشورة، أو إصلاح الوضع وتيسير المهمة _فلا بأس.
منقــــــــــــــــول من كتاب المعلميـــــن مع بعض التصرف.
فكثيراً ما يشكو المعلمون أعباء التدريس، وتَنَكُّرَ الناس، ومكابدة الطلاب، ومرأى دفاتر الواجبات، وما إلى ذلك مما يعاني منه المعلمون.
وهذا ما عبر عنه بعض الأدباء من المعلمين؛ فهذا الشاعر إبراهيم طوقان يقول معارضاً أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدته التي يقول مطلعها:
قم للمعلم وفِّه التبجيلا ......... كاد المعلم أن يكون رسولا
يقول طوقان معارضاً شوقيًّا، مبيناً حال المعلمين، ومدى ما يعانون:
شوقي يقول وما درى بمصيبتي ..... (قم للمعلم وفِّه التبجيلا)
اقعدْ فديتُك هل يكون مُبَجَّلاً...... ... من كان للنشء الصغار خليلا
ويكاد يقلقني الأمير بقوله..........(كاد المعلم أن يكون رسولا)
لو جرب التعليمَ شوقي ساعةً....... لقضى الحياةَ شقاوةً وخمولا
حسبُ المعلمِ غمةً وكآبةً........مرأى الدفاتر بكرةً وأصيلا
مائةٌ على مائةٍ إذا هي صُلِّحتْ......وجد العمى نحو العيون سبيلا
ولَو آن في التصليح نفعاً يرتجى......والله لم أكُ بالعيون بخيلا
لكن أصلِّح غلطةً نحويةًمثلاً........ وأتخذ الكتاب دليلا
مستشهداً بالغر من آياتهأ..........و بالحديث مُفَصلاً تفصيلا
وأغوص في الشعر القديم وأنتقي.....ما ليس ملتبساً ولا مبذولا
وأكاد أبعث سيبويه من البلى.........وذويه من أهل القرون الأولى
فأرى بعد ذلك كله.............رفع المضاف إليه والمفعولا
لا تعجبوا إن صِحْتُ يوماً صيحةً......ووقعت ما بين البنوك قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته........إن المعلم لا يعيش طويلا
وهذا الأديب البارع الأستاذ عبدالله بن سليم الرُّشَيد يقول:
أروح وأغدو بالدفاتر مثقلاً ....... ويا بؤس من يمسي قرينَ الدفاترِ
أريق عليها أعيني كلَّ ليلةٍ.........بهمة وقَّادٍ وعزمة صابر
وكم وقفةٍ بين التلاميذ قُمتُها.......بلهجة حَضَّاضٍ على الحرب هادر
أمزِّق ساعاتي لترقيع وقتهم......وأهدر عمري بين جد وذاكر
وأحسب أني بالتلاميذ مُبدِلٌ.......شيوخاً كبحر باللآلئ زاخرِ
فألقاهمُ من بعد شرِّ عصابةٍ........وإذ بصياحي كان صفقةَ خاسر
والحقيقة أن طريق المعلمين عسيرة، وأن مهمتهم ليست بيسيرة خصوصاً في هذه الأزمان.
وإذا شكوا فما حالهم إلا كما قال الأول:
شكوتُ وما الشكوى لمثلي عادةٌ........ ولكنْ تفيضُ الكأسُ عند امتلائها
ولكن مهما يك من شيء فإنه لا ينبغي الإكثار من الشكوى، ولا بثها لكل أحد؛ لأنها _في الغالب_ لا تجدي نفعاً، ولا تطفئ لوعة.
ولهذا رأى بعض السلف رجلاً يشكو إلى رجل فاقته وضرورته، فقال: يا هذا، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك
ثم إن كان هناك من حاجة لبث الشكوى لأحد المخلصين، أو لمن يهمهم الأمر؛ طلباً للنصيحة، أو المشورة، أو إصلاح الوضع وتيسير المهمة _فلا بأس.
منقــــــــــــــــول من كتاب المعلميـــــن مع بعض التصرف.