المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علاقة التبشيــر بالإستعمـــار


mustapha213
2008-12-13, 21:16
التبشير :
التبشير لفظة مشتقة من بشر بمعنى فرح وتهلل، ومنه البِشَارة، وهي الخبر السار الذي لايعلمه المخبَر، والبُشرى هي ما يبشَّر به أو ما يعطيه المبشَّر.
والتبشير بالمعنى الاصطلاحي يطلق على دعوة النصارى الآخرين إلى النصرانية
الاستعمار :
مصطلح الاستعمار لفظة محدثة مشتقة من عَمَر، واستعمره في المكان أي جعله يعمره، ومنه قوله تعالى: } هو الذي أنشأكم في الأرض واستعمركم فيها {
فالأصل اللغوي يفيد معنى طلب التعمير والسعي لتحقيق العمران، لكن الواقع لا علاقة له بالمعنى اللغوي.
ويعرف حبنكة والشهابي الاستعمار موافقين لما جاء في المعجم الوسيط بأنه: استيلاء دولة أو شعب على دولة أخرى وشعب آخر لنهب ثرواته وتسخير طاقات أفراده والعمل على استثمار مرافقه المختلفة.
فإذا أراد النصارى بعد ذلك نشر النصرانية لم يجدوا سوى السيف بديلاً يستجيب الناس من خلاله لمنطق القوة الغالبة، فكان الاستعمار حلاً ناجعاً لقصور العقائد والعبادات النصرانية.
العلاقة بين التبشير والاستعمار :
التبشير والاستعمار وجهان لعملة واحدة، فالمبشرون هم الواجهة الدينية للمستعمر، والاستعمار هو الحقيقة الاقتصادية والسياسية للمبشرين.
وهذا الأمر يتضح عند دراسة العلاقة الحميمة بين الحركتين اللتين تزامنتا طوال التاريخ المسيحي، بل إن الحروب الصليبية التي شنت على العالم الإسلامي طوال قرون طويلة هي حلقة من سلسلة الترابط والوحدة بين التبشير والاستعمار، فلقد قام ملوك أوربا بتلك الحروب بمباركة الكنيسة، ولبى الأوربيون نداء الملوك لهذه الحروب طمعاً في الملكوت الذي وعدهم به اصحاب الكنيسة. وقد بدأت خطوات الاستعمار تدب من جديد مع بداية حركة الكشوف الجغرافية التي قادها الأسبان والبرتغال، وانطلقت سفنهم تمخر البحار وهي ترسم على أشرعتها شعار الصليب.
ويقول اليسوعيون ” ألم نكن نحن ورثة الصليبين… أولم نرجع تحت راية الصليب لنستأنف التسرب التبشيري والتحدي المسيحي… وهكذا تستطيع الكنيسة المسيحية بلا حرب أن تسترد تلك المناطق التي خسرتها منذ أزمان طوال “.
وتتابعت مخططاتالمبشرين الهادفة إلى محو الإسلام من الوجود ، وتمزيق وحدة المسلمين واتسعت دوائرأعمالهم وملاحقتهم للإسلام في كل بلد اتساعاً كبيراً ، ولكنهم لم يظفروا بكل ما يريدون تحقيقه داخل المجتمعات الإسلامية ، عن طريق أعمالهم ونشاطاتهم الخاصة المنفصلة عن الحكومات الاستعمارية ، فلجئوا إلى هذه الحكومات يلتمسون منها العونوالتأييد المالي والسياسي والعسكري .فرأت الدول الاستعمارية جيوش المبشرينكنزاً ثميناً لها ، فقررت أن تدعمها في أهدافها التبشيرية ، لتستخدمها في الأهدافالاستعمارية
إن أول ما فكر فيه المبشرون والمستعمرون هو إصلاح الكنائس لتستعين بها على التبشير لكن سرعان ما تذكرت ا لدول الأجنبية أنها لم تأت بالتبشير لهذا الغرض فحسب بل إنها جاءت للسيطرة السياسية وما التبشير إلا وسيلة إلى هذه الغاية, لذلك كانت أول دراسة للمبشرين هي دراسة النواحي التي تخدم الاستعمار فأخذوا يدرسون الأحوال السياسية في العالم الإسلامي فلما وجدوا هذه الأحوال على شيء من الاضطراب قالوا إن ذلك يشير إلى كثرة الأبواب التي أصبحت مفتوحة للعالم الإسلامي على مصارعها



أهداف سياسية أخرى:
1.إثارة الفتن والاضطرابات, وتحريض الطائفية في البلاد الإسلامية , والتجسس السياسي والعسكري لصالح دول المبشرين والمنصّرين


2.السعي لتفكيك الوحدة الإسلامية, وتشتيت جهودها, وكسر شوكتها, ولقد أبرز ( لورانس براون) هذا الموقف في صورة واضحة حينما قال: إذا أتحد المسلمون في إمبراطورية عربية أمكن أن يصبحوا خطراً على العالم, وإذا بقوا متفرقين فإنهم يظلّون حينئذ بلا وزن ولا تأثير, ويقول القس ( سيمون): إنّ الوحدة الإسلامية تجمع آمال الشعوب, وتساعدهم على التملّص من السيطرة الأوروبية.


3. تعميق فكرة سيطرة الرجل الغربي الأبيض على بقية الأجناس البشرية الأخرى، وترسيخ مفهوم الفوقية والدونية، تعضيدا للاحتلال بأنواعه والتبعية السياسية من الشعوب والحكومات الإسلامية للرجل الأبيض ، ومن ثَمَّ يستمر إخضاع العالم الإسلامي لسيطرة الاحتلال ، ويستمر التحكم في مقدراته وإمكاناته


4.إخضاع العالم الإسلامي للسيطرة الغربية النصرانية والتحكم في خيراته ومدخراته

5.إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين في مختلف أقطارهم عن طريق إحياء القوميات التي كانت لهم قبل الإسلام

أمثلة على تعاون المبشرين ( المنصرين) مع المستعمرين لتحقيق الأهداف السياسة:
1.لقد عمل الكثيرون من رجال الكنسية تحت مظلة الاستعمار، وداروا في فلكه، فقد تولى الراهب (دولا فورست ) طلب الامتيازات للفرنسيين من الباب العالي، وكان أول سفير لفرنسا في الأستانة عام 1583م.
2.كما عين الأمريكيون المنصر (ناثان ) قنصلاً للولايات الأمريكية بالإنابة في طنجة، وعين المنصر (تاهنسال ) قنصلاً للنمسا في الخرطوم سنة 1293هـ.
3.وكان المنصر (لا فيجري ) الفرنسي رئيساً للبعثة المرافقة للجيش الفرنسي المحارب في القرم، وتولى المنصر (جون فان أيس ) خلال الحرب العالمية الأولى أمر القنصلية الأمريكية في البصرة.
4.وفي القرن الثامن عشر توافدت البعثات التبشيرية على أراضي الخلافة العثمانية مستغلة ضعف الدولة العثمانية واقتسام ممتلكاتها، حيث وضعت بلاد المسلمين تحت الاستعمار بأنواعه المختلفة.وقد تجمعت فلولهم في مالطة عام 1815م ( 1213هـ ) ووضعوا برامج للتبشير في الدول العربية استجابة لبرنامج إنجليزي اسمه ” مشروع تنصير بلاد البحر الأبيض المتوسط ” وأرادوا من خلال انتشارهم في الشرق الإسلامي تعويض الخسارة التي لحقت بالكنيسة في أوربا أمام موجة الحضارة الجديدة الناشئة في الغرب.
5.ومما يدل على أن التبشير تمهيد للاستعمار ومقدمة له ، ما جاء في خطاب القسيس “زويمر” الذي ألقاه في مؤتمر القدس التبشيري الذي سبق بيانه إذ قال فيهللمؤتمرين : “وبذلك تكونون أنتم بعملكم هذا طليعة الفتح الاستعماري في الممالكالإسلامية.”
6.ويكشف سياسة التآزر بين المبشرين والمستعمرين الكتاب الذي أصدرته لجنةالتبشير الأمريكي ، والتي تهتم بالاستفادة من الحروب في أعمال التبشير في عام1920م, وقد جاء في مقدمة هذا الكتاب :
“من أبرز الأمور المتعلقة بدخولالولايات المتحدة في الحرب العالمية الأولى ، أن الآراء والمبادئ التي كانت تهدفإليها الإرساليات التبشيرية ، وقد تبنتها الآن الأمة الأمريكية ثم أعلنت أنها هيأهدافها الأخلاقية ، وغاياتها من خوض تلك الحرب ، إن هذه المبادئ التبشيرية قدسمّيت الآن أسماء سياسية فقط.“
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.

فارس الجزائري
2008-12-13, 22:01
:dj_17:
السلام عليكم
شكرا اخي مصطفى على هذه المعلومات وجزاك الله خيرا
وقد نقلت بعض المعلومات على التبشير في الجزائر ادرجتها في الموضوع الذي وضعته حول الاستشراق اتمنى الرجوع اليها كي يستفيد الجميع
:19:

darine1987
2010-12-27, 23:21
الرجاء من لديه معلومات التوسع اكثر في الوضوع لانه موضوع مذكرة التخرج