تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : كلمة في منهج الدعوة إلى الله لفضيلة الشيخ عبد الغني عوسات الجزائري.


الاخ رضا
2012-01-06, 01:08
كلمة في منهج الدعوة إلى الله
الشيخ عبد الغني عوسات
http://www.rayatalislah.com/article.php?id=17

إنَّه لا يخفى على أحدٍ واقعُ المسلمين، وما وَصَلُوا إليه من الذُّلِّ والصَّغَارِ، وفسادِ الأحوال المؤْذِنِ بالخرابِ والدَّمارِ، ممَّا لا يجدي عدّ صور هذا الواقع دون معالجة جادَّة لهذا الوضع المرِيرِ.
وَلَعَلَّ المرْءَ عندم يَنْظُرُ إلى النَّتِيجَةِ يقوده نظرُه إلى المقدِّمة التي هي مخاضُها ومناطُها فالحكم على الشَّيْءِ فَرْعٌ عن تصوُّرِه ـ فيجد السَّبب الرَّئيس الذي آلَ بالمسلمين إلى هذه الحالة المزْرِيَةِ، هو ابتعادُهم عن كتاب الله تعالى، وعدمُ تمسُّكِهم بسنَّةِ المصطفى ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ وزهدُهم في اتِّباع منهج سَلفهم الصَّالح، وهو ما أشار إليه نبيُّ هذه الأمّة ـ عليه الصَّلاة والسَّلام في هذا البيان المعبَّر عنه بأصدق لسانٍ، حين قال: «إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ البَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللِه، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ، ل يَنْزعُهُ عَنْكُمْ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ».(1)
وقال أيضًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وَضُرِبَ(2) الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي»، فَبَلَغَ بذلك الذُّلُّ والهوانُ استغلالَ أهل الشِّرك والكفر لخيراتِ المسلمين وسفْكَ دمائهم، وتدنيسَ أعراضهم، وانتهاكَ مقدَّساتِهم، حين تَنَادَوْ عليهم مُؤْتَمِرِينَ وتداعوْا عليهم مُتَحَالِفِينَ، فلم تُغْنِ عنهم كَثْرَتُهم شيئًا وذاقوا وبالَ أمرِهم وانقلبوا خاسِرينَ، وهو ما أخبر عنه الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ـ في قوله: «يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ كَمَ تَدَاعَى الأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا»، فقال قائل: «أوَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذ؟» قال: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ المَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهن»، قالوا: يا رسول الله! وم الوهنُ؟ قال: «حُبُّ الدُّنْيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوْتِ».(3)
وبهذا يُدركُ العاقلُ الأَرِيبُ أنَّ ذلك راجع إلى المسلمين أنفسِهم، وأنَّ كلَّ ما أصابَ النَّاسَ من مصيبة فبِما كسبت أيديهم، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُو بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾[الأعراف : 165]، وقال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾[الشورى : 30].
وقال ـ عليه الصَّلاة والسَّلام ـ: «مَا اخْتلج عِرْقٌ وَلاَ عَيْنٌ إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَمَا يَدْفَعُ اللهُ عَنْهُ أَكْثَرُ».(4)
وإنَّ ذوي النُّفوس الأبِيَّة مهما حلَّت بهم رَزِيَّةٌ أو ألمَّتْ بهم رَدِيَّةٌ فإنَّهم يَسْعَوْنَ إلى إزالتِها بإرادةٍ قويَّةٍ وآمالٍ سَنِيَّة وأعمال سُنِّيَّةٍ، وسُرعان م يُمْعِنُونَ النَّظرَ ويُنْعِمُونَ الفِكْرَ ويُحكِمُون السَّبْرَ لواقعهم، فيحاسبون أنفسَهم فَيُدْرِكُونَ مواقع العِلَلِ ويهتدون إلى مواطنِ الزَّلَلِ، ويتنبهون إلى سببِ الخَلل، قال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ﴾[الرعد : 11].
وعن الرَّسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه قال: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ»، قالوا: فكيفَ لنَا ي رسُولَ الله؟ وكيفَ نصنعُ؟ قال: «تَرْجِعُونَ إِلَى أَمْرِكُمُ الأَوَّل»(5)، وبذلك يعلمون أنْ لا مَنَاصَ مِنَ الواقع المزْرِي ول خلاص مِنَ الوضع المتَرَدِّي إلاَّ بإصلاح ما أُفسِد، وجَبْرِ ما انْكَسَر، وتَقويةِ ما ضَعُف، وحُسنِ الرُّجوع إلى الحقِّ المبين، وصدقِ العودة إلى المنبَع المَعين، وذلك هو سبيل القوَّة والتَّمكين، والخروجِ من هذا الوضعِ المهِين، وذلك لا يتعلَّق ولا يتحقَّقُ إلاَّ بالإصلاح الصَّحيح القائمِ على أسُسِهِ المتِينَةِ والمُنبَثق من مظانِّه المُبِينة.
قال العلاَّمةُ عبدُ الرَّحمنِ بنُ يَحْيَى المُعَلِّمِي اليَمَانِي: «قد أَكْثَرَ العارفُون بالإسلام المخلصون له ـ من تَقْرِير أنَّ كلَّ ما وقع فيه المسلمون من الضَّعف والخَوَر والتَّخاذل ـ وغيرِ ذلك من وجوه الانْحِطَاطِ ـ إنَّما كان لبُعدهم عن حقيقة الإسلام.
وأرى أنَّ ذلك يرجعُ إلى أمُور:
الأول: الْتِبَاسُ ما ليس من الدِّين بما هو منه.
الثاني: ضَعْفُ اليَقِينِ بما هو من الدِّين.
الثالث: عدمُ العمل بأحكام الدِّين.
وأرى أنَّ معرفةَ الآدابِ النَّبويَّة الصَّحيحةِ، في العبادات والمعاملات، والإقامةِ والسَّفر، والمُعَاشَرَةِ والوَحْدَةِ، والحركةِ والسُّكونِ، واليقظةِ والنَّومِ، والأكلِ والشُّرْبِ، والكلامِ والصَّمْتِ، وغيرِ ذلك ممَّا يَعْرِضُ للإنسان في حياته، مع تَحَرِّي العملِ بما يَتَيَسَّرُ، هو الدَّوَاءُ الوحيدُ لِتِلْكَ الأمراضِ، فإنَّ كثيرًا من تلك الآداب سَهل على النَّفس، فإذا عمل الإنسانُ بما يسهُل عليه منه تاركًا لما يخالفُها لم يَلْبَثْ ـ إنْ شاء الله تعالى ـ أن يَرْغَبَ في الازْدِيادِ، فعسى أن لا تمضيَ عليه مدَّةٌ إلاَّ وقد أصبح قدوَةً لغيره في ذلك؛ وبالاهتداء بذلك الهَدْيِ القَويم، والتَّخَلُّقِ بذلك الخُلُقِ العظيم ـ ولو إلى حدٍّ مَا ـ يَسْتَنِيرُ القلبُ، ويَنْشَرِحُ الصَّدْرُ، وتطمئِنُّ النَّفْسُ، فيَرْسَخُ اليقينُ ويَصْلُحُ العملُ.
وإذا كَثُرَ السَّالِكُونَ في هذا السَّبيل لم تَلْبَثْ تلك الأمراضُ أنْ تزولَ إن شاء الله».(6)
ولمَّا كان الإصلاحُ بهذه المنزلة الرَّفيعة والمَهمَّة العظيمةِ، كان لِزَامًا على من يُريد الإصلاحَ أن يكون على بصيرة من أمرهِ ومُتَحَلِّيًا في ذلك بصفاته الجديرةِ، قال تعالى: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾[يوسف : 108]، ومُتَّسما في دعوتِه بما أمره به ربُّه حيث قال تعالى: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ﴾[النحل : 125].
قال العلاَّمةُ ابن باديس ـ رحمه الله ـ: «شرع اللهُ لعباده ـ بما أنزلَ في كتابه، وما كان من بَيان رسولِه ما فيه استنارةُ عقُولهم، وزكاءُ نفوسِهم واستقامةُ أعمالهم، وسمَّاه سبيلا؛ ليلتزمُوه في جميع مراحلِ سيرِهم في هذه الحيَاة؛ ليُفضِيَ بهم إلى الغايةِ المقصودةِ، وهيَ السَّعادة الأبديَّةُ في الحياةِ الأُخرى؛ وأضافَه إلى نفسِه ليَعلَمُوا أنَّه هو وَضعَهُ وأنَّه لا شيءَ يُوصِلُ إلى رضْوانِه سِوَاه»(7).
وإنَّ على الدَّاعيةِ إلى الإصلاحِ على عِلمٍ وبَصيرةٍ أن يجعلَ نصبَ عَيْنَيْهِ جهودَ الأوَّلين فإنَّه كانت غيرَ قَصِيرَةٍ، وكانت آثَارُها غَزِيرَةً، وعلى رأسِهم الأنبياءُ الَّذين في نهجِهم الحكمةُ والعقلُ، والعصمةُ من الزَّلَلِ، وكان شعارُهم في ذلك ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ﴾[هود : 88]، وتبَعًا لهم الصَّحابةُ ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ فقد كانوا على الإصلاح حَرِيصِينَ وعلى الصَّلاح ثَابِتِينَ، ويليهم من اتَّبَعَهُمْ فيه بإحسان إلى يوم الدِّين من الَّذين يَصْلُحُون إذا فَسَد النَّاسُ، والذين يُصْلِحُون ما أفسَدَ النَّاسُ.
فلابدَّ إذًا من منهج سديدٍ وطريق رشيدٍ يَتَّبِعُهُ كلُّ مَنْ يريدُ الإصلاحَ لا يَزِيغُ عنه ول يَحِيدُ، وهو ما كان مُنْضَبِطًا في ذاته وضَابِطًا لغيره، ولقد قال الإمام مالك بنُ أنسٍ ـ إمامُ دارِ الهجرة وإمامُ عِلْمٍ وهُدَى ـ كلمةً ذهبيَّةً مُذَكِّرً المُصلِحين بأنْ لا سبيل للصَّلاح والإصْلاح إلاَّ إذا كان على سبيل الصُّلاَّح، فقال ـ رحمه الله ـ: «وَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لاَ يَكُونُ اليَوْم دِينًا، وَلَنْ يصلح آخر هذه الأمَّةِ إلاَّ بما صلح به أوَّلها».(8)
وعَقيبَ هذه الكلمةِ القويَّة قال الإمامُ محمَّد البشير الإبراهيمي متعلِّقا بمَبناها ومُعلِّقا على معناها: «جملةٌ إن لم تكن من كلامِ النُّبوَّة فإنَّ عليها مَسحةً من النُّبوَّة، ولمحَةً من روحها، ووَمضَةً من إشراقها؛ والأمَّةُ المشارُ إليها في هذه الجملةِ أمة محمَّدٍ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، وصلاحُ هذه الأمة شيءٌ ضُربت به الأمثال، وقُدِّمت عليه البراهين، وقام غائبُه مقامَ العَيان، وخَلَّدته بطونُ التَّواريخ، واعترفَ به الموافقُ والمخالفُ، ولهج به الرَّاضي والسَّاخط، وسجَّلته الأرض والسَّماء، فلو نطقت الأرض لأخبَرت أنَّها لم تَشهد ـ منذ دَحْدَحها الله ـ أمَّةً أقومَ على الحقِّ وأهدى به من أوَّلِ هذه الأمَّة، ولم تشهد منذ دَحدحها الله مجموعةً من بني آدم اتَّحدت سَرائرُها وظواهرُها على الخير مثلَ أوَّل هذه الأمَّة، ولم تشهد منذُ دَحدحها الله قومًا بدأوا في إقامة قانُون العدلِ بأنفسهم، وفي إقامة شِرْعَة الإحسان بغيرِهم مثلَ أوَّل هذه الأمَّة، ولم تشهد منذُ أنزل الله إليه آدمَ وعَمَرَها بذريَّتِه مثالا صحيحًا للإنسانيَّة الكاملةِ حتَّى شهدته في أوَّلِ هذه الأمَّة، ولم تشهد أمَّةٌ وحَّدَتِ اللهَ فاتَّحدَت قُوَاها على الخير قبلَ هذه الطَّبقة الأولى من هذه الأمَّة».(9)
فهو منهجٌ إذًا تَمتَدُّ أُصُولُه إلى الصَّدر الأوَّل وتَنْبعُ جذورُه مما قَرَّرَهُ العلماء الرَّبَّانِيُّونَ على مدار القُرُونِ، لا يَتَغَيَّرُ بتغيُّر الزَّمان والمكان، مهما تباعدتِ الأمْصَارُ وتقادمتِ الأعصارُ، فكانت قاعدةً جامعةً ومقالةً نافعةً: «نقتَدِي ولا نبتَدِي، نَتَّبِعُ ولا نَبْتَدِعُ»، فإنَّ منهج السَّلف حجَّةٌ على الخلَفِ، قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: «من كان مُتَأَسِّيً فَلْيَتَأَسَّ بأصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنَّهم كانوا أبرَّ هذه الأمَّة قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، وأقومَها هَدْيًا، وأحسنَه حالاً؛ قومٌ اختارَهُم الله لصُحبَةِ نَبِيِّهِ، وإقامةِ دينهِ، فاعرفوا لهم فضلهم، واتَّبعوهم في آثارهم، فإنَّهم كانوا على الهدى المستقيم»(10)، ولتأكيد ذلك في أذهان النَّاس وتقريره، قال الإمام الأوزاعي ـ رحمه الله ـ مقولةً مشهورةً في تعبيره: «اصبرْ نَفْسَك على السُّنَّةِ، وَقِفْ حيث وَقَفَ القومُ، وقُلْ بم قالوا، وكفَّ عما كفُّوا، واسلكْ سبيلَ سلفِك الصَّالحِ، فإنَّه يَسَعُك م وَسِعَهم».(11)
ولعل القارئَ إذا أنعم النَّظرَ في دعوة الرُّسُل عليهم صلوات الله أجمعين، يجدُها ثابتةً غير متغيِّرة على اختلاف الزَّمان والمكان وحالِ الأقوام الذين أُرْسِلُوا إليهم وطولِ الفترة بين الرُّسل، فلم يتغيَّر أساسُ الرِّسالةِ ونقطةُ البدايةِ في الدّعوة والإصلاح ولو مرَّةً واحدة، وإنَّما قامت جميع الرِّسالات بالدَّعوة إلى إفراده سبحانه بالعبادة، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ﴾[النحل : 36]، وقال لنبيِّه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مخبرًا إيَّاه بما أُرسِل من سبقه في الميدان والبَيَان: ﴿وَمَ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾[الأنبياء : 25]، فإنَّ الله تعالى العليم الحكيم اللَّطيف الخبير، العليم بأحوال عباده والخبير بما يليق ويصلح لهم في كلِّ حال قد اختار هذا لجميع الأوَّلين بدايةً بالمرسلين وكذلك المُرْسَلِ إليهم، فأَمَرَهُم أن يكونوا لهم من المتَّبِعين.
فليس لأحدٍ من البَشَرِ أن يغيِّرَه باختياره لنفسِه أو لغيرِه طريقًا وصراطًا ومنهجًا للإصلاح غير هذ الطَّريق بدَعْوى «تغيِّر الظُّروف» أو «اختِلافِ المَطالبِ» وغيرِ ذلك من المسوِّغات الوَهْمِيَّة والمبرِّرَات غيرِ الشَّرْعِيَّة، قال تعالى: ﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً﴾[النساء : 115]. ويا دُعاة الإصلاح! اتَّبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتُمْ.
أمَّا مجالات الإصلاح التي ينبغي للمصلح أن يعتنيَ بها في دعوته ورسالته فإنَّها كثيرةٌ متعدِّدَةٌ تَعَدُّدَ ما دَخَلَ على أصولِ الدِّين وفروعِه من محدثات وتحريفات في مختلف المجالات بدءًا بالعقيدة والسُّنَّة والفقه والدَّعوة والسُّلوك وغيرها، والله المستعان وعليه التكلان.
---
(1)رواه أبو داود والبيهقي وأحمد وغيرهم من رواية ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، راجع: «السلسلة الصحيحة»(11).
(2) وفي رواية: «وجعل الذل...»، رواه أحمد (2/50، 92) عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، انظر: «إرواء الغليل» (1269).
(3) رواه أبو داود وأحمد وغيرهما عن ثوبان ـ رضي الله عنه .
(4) «صحيح الجامع .(5521) «
(5) رواه الطبراني في «الكبير» و«الأوسط»، عن أبي واقد الليثي؛ وهو حديث حسن؛ «الصحيحة» (3165).
(6) في مقدمته على «فضل الله الصمد» (1/17).
(7) «الدُّررُ الغاليةُ في آداب الدَّعوة والدَّاعية» (25 ـ 26) للإمام ابن باديس رحمه الله .(8)رواه عنه ابن الماجشون، كما ذكرها الشاطبي في «الاعتصام».
(9) هذه الكلمات طليعة حديث كان ألقاه الشيخ البشير الإبراهيمي بدار الإذاعة في بغداد واختص به مجلة «الأخوة الإسلامية»، (العدد 1/22 نوفمبر 1952)، ثم نقلته «البصائر»، (العدد 5/20 فيفري 1953) ويمكننا قراءة الحديث كاملا في «آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي» (4/93-95).
(10) رواه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (1810).
(11) الآجري في «الشريعة» (1/58)

مشكاة الهدى
2012-01-06, 07:01
السلام عليكم

بارك الله فيك اخي على النقل
حفظ الله الشيخ عويسات رغم كم التجريح الذي لحقه الا اني احترم اخي
كل الائمة والمشايخ وعلماء الامة فلا يجوز سبهم او التعرض لهم حتى وان اختلفنا معهم
في التوجهات والرؤى
فاسقاط التهم وتتبع الزلات لا يفيدنا بشئ ولا ينتج علما او فهما بل يدمر فكرا

شكرا مرة اخرى

أبوعبد اللّه 16
2012-01-06, 09:04
السلام عليكم

بارك الله فيك اخي على النقل
كل الائمة والمشايخ وعلماء الامة فلا يجوز سبهم او التعرض لهم حتى وان اختلفنا معهم


و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اخت زينب بارك الله فيك، انت تقصدين الاختلاف في الامور الاجتهادية، التي لم ياتي بها نص من الكتاب و السنة. اما اذا كان امام يخالف امر رسول الله و خصوصا اذا كان جهرا، ثم امام اخر ينصحه و يقول له انت مخطئ، و الحق يجب ان يُقال. ثم ذلك الامام لا يرجع عن خطئه، و يُسِّر، ماذا يجب ان يفعل الامام الناصح، اكيد يقول ان هذا الامام لا يخاف الله، فقد عصاه جهرا، و ربما يعصيه في امور اخرى، لانه لا يخاف الله في مخالفة امر رسوله، لهذا تجد الامام الناصح من الواجب عليه، تحذير الناس من ذلك الامام. حتى يعرف الناس انه غير مأهل ليكون امام و يدرس الناس و يوفتيهم.
فان لم يفعل الامام الناصح التحذير من ذلك الامام، و يترك الناس تأخذ عنه العلم، و اكيد ان هناك اخطاء كثيرة يعلمها للناس، و يخرج من الناس الذين علمهم امام اخر، لكنه اخذ علم به اخطاء، ثم يعلم الناس بدوره العلم الذي تعلمه و ربما هو ايضا يخطئ من عنده، تصبح اخطاء الامام الذي علمه و اخطاءه، تكثر، و هكذا امام وراء امام، و اخطاء مظافة الى اخطاء، و مع مرور الزمن، حتى يتحرف هذا الدين، مثلما حرفت التوراة و الانجيل، لهذا قال الله تعالى 'كنتم خير امة اخرت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر' يعني بسبب هذه الصفة، و هي الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، نحن خير امة منذ ادم عليه السلام.
لهذا تجد العلماء ينصحون بعضهم البعض، فان لم يقبل المنصوح النصيحة من بعد ما تبين له الحق، فان في قلبه هوى، و هو خطير جدا على الناس، لانه حصل على علم، و في قلبه هوى، يعني يمكن ان يُضل امة بكاملها.
فالحمد لله ان العلماء في وقتنا لا يسكتون على اهل الاهواء و اهل العتقادات الباطلة مثل الشيعة و الصوفية و الخوارج و الاخوان المتحزبين، لانهم خطر على الدين و الامة.

ثم اختي انا اسألك، مثلا في مدينتك، عندكم امامين، واحد فيهم معروف انه يخطئ احيانا، و الاخر ما شاء الله نادرا ما يخطئ، و انت تريدين ان تسألي عن امر من الامور الدين، فأيهما تختاري؟ ان اخترت الاول، نقول ان في نفسك هوى، لان تعلمي ان له اخطاء، و ربما تذهبي اليه لانه متساهل و العياذ بالله و يمكن ان يقول لك يجوز، و في الحقيقة انه ذلك الامر لا يجوز.
اما اذا ذهبت الى الثاني، نقول انت ما شاء الله تبحثين حقا عن الفتوى الصحيحة التي تأتي عن اهل الحق و اهل الورع،

اتمنى ان تكون فهمتني، و بارك الله فيك اختي.

مشكاة الهدى
2012-01-06, 10:06
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اخت زينب بارك الله فيك، انت تقصدين الاختلاف في الامور الاجتهادية، التي لم ياتي بها نص من الكتاب و السنة. اما اذا كان امام يخالف امر رسول الله و خصوصا اذا كان جهرا، ثم امام اخر ينصحه و يقول له انت مخطئ، و الحق يجب ان يُقال. ثم ذلك الامام لا يرجع عن خطئه، و يُسِّر، ماذا يجب ان يفعل الامام الناصح، اكيد يقول ان هذا الامام لا يخاف الله، فقد عصاه جهرا، و ربما يعصيه في امور اخرى، لانه لا يخاف الله في مخالفة امر رسوله، لهذا تجد الامام الناصح من الواجب عليه، تحذير الناس من ذلك الامام. حتى يعرف الناس انه غير مأهل ليكون امام و يدرس الناس و يوفتيهم.
فان لم يفعل الامام الناصح التحذير من ذلك الامام، و يترك الناس تأخذ عنه العلم، و اكيد ان هناك اخطاء كثيرة يعلمها للناس، و يخرج من الناس الذين علمهم امام اخر، لكنه اخذ علم به اخطاء، ثم يعلم الناس بدوره العلم الذي تعلمه و ربما هو ايضا يخطئ من عنده، تصبح اخطاء الامام الذي علمه و اخطاءه، تكثر، و هكذا امام وراء امام، و اخطاء مظافة الى اخطاء، و مع مرور الزمن، حتى يتحرف هذا الدين، مثلما حرفت التوراة و الانجيل، لهذا قال الله تعالى 'كنتم خير امة اخرت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر' يعني بسبب هذه الصفة، و هي الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، نحن خير امة منذ ادم عليه السلام.
لهذا تجد العلماء ينصحون بعضهم البعض، فان لم يقبل المنصوح النصيحة من بعد ما تبين له الحق، فان في قلبه هوى، و هو خطير جدا على الناس، لانه حصل على علم، و في قلبه هوى، يعني يمكن ان يُضل امة بكاملها.
فالحمد لله ان العلماء في وقتنا لا يسكتون على اهل الاهواء و اهل العتقادات الباطلة مثل الشيعة و الصوفية و الخوارج و الاخوان المتحزبين، لانهم خطر على الدين و الامة.

ثم اختي انا اسألك، مثلا في مدينتك، عندكم امامين، واحد فيهم معروف انه يخطئ احيانا، و الاخر ما شاء الله نادرا ما يخطئ، و انت تريدين ان تسألي عن امر من الامور الدين، فأيهما تختاري؟ ان اخترت الاول، نقول ان في نفسك هوى، لان تعلمي ان له اخطاء، و ربما تذهبي اليه لانه متساهل و العياذ بالله و يمكن ان يقول لك يجوز، و في الحقيقة انه ذلك الامر لا يجوز.
اما اذا ذهبت الى الثاني، نقول انت ما شاء الله تبحثين حقا عن الفتوى الصحيحة التي تأتي عن اهل الحق و اهل الورع،

اتمنى ان تكون فهمتني، و بارك الله فيك اختي.



السلام عليكم


شكرا للتعقيب بارك الله فيك
اكيد اختار الثاني الذي يكون متمكن ومضطلع بامور الدين خاصة انها حدود الله
اما بخصوص العلماء والائمة اقول لك حتى وان اختلفنا اخي في المناهج والاعتقاد فانا لست مؤهلة للرد عليه
ولا حتى لنصحه اترك الامر لاهل الاختصاص لكني حرة الا اتبع مذهبه
شكرا للتوضيح جزاك الله كل الخير

الواثق
2012-01-06, 10:41
بارك الله فيك اخي الفاضل ...................وبارك الله في مشايخنا وعلمائنا وسدد الله خطاهم وثبتهم على الحق وابعدهم عن الفتن

أبوعبد اللّه 16
2012-01-06, 11:57
السلام عليكم


شكرا للتعقيب بارك الله فيك
اكيد اختار الثاني الذي يكون متمكن ومضطلع بامور الدين خاصة انها حدود الله
اما بخصوص العلماء والائمة اقول لك حتى وان اختلفنا اخي في المناهج والاعتقاد فانا لست مؤهلة للرد عليه
ولا حتى لنصحه اترك الامر لاهل الاختصاص لكني حرة الا اتبع مذهبه
شكرا للتوضيح جزاك الله كل الخير
بارك الله فيك،
نعم، من نحن حتى نرد عليهم اختي زينب، ما نحن الا متبعين، او قد ننقل كلام عالم، يُمكن انتِ سألت احد العلماء عن حكم شيء، فأعطاك الجواب، ثم التقيت بصديقتك، و هي تسأل عن نفس السؤال، فأنت ماذا تقولي، تعطيها الجواب مباشرة و تقولي انك سمعته من العالم الفلاني، هل نقول انك افتيت لها، طبعا لا، بل نقول انك نقلت الفتوى، و هذا لا شيء عليه. نرجع الى موضوعنا، انت قلت اختار الثاني الذي هو متمكن، و لم تختاري الاول لان له اخطاء، و هذه الاخطاء بينها الائمة، او سمعت و رأيت اخطاءه، لهذا لم تذهبي اليه، لانك تخافي ان يعطيك شيئ مخالف، الان انتِ على علم انه الامام الاول ناقص من ناحية العلم و له اخطاء،
ماذا لو جاءت صديقتك تريد ان تذهب الى هذا الامام (يعني الاول)، و هي لا تعرف ان له اخطاء و هو ليس له علم كبير، السؤال هنا: هل انت تتركينها تذهب اليه؟، و ربما يعطيها فتوى خاطئة، ام تقولي لها الحقيقة، و هي ان له اخطاء و ليس له علم كبير، و تقولي لها اذهبي الى الامام الفلاني ما شاء الله.اكيد ان لك غيرة على دينك و دين صديقتك فتقولي لها الحقيقة. ثم هل هذا يعتبر غيبة في حق الامام الاول؟ اكيد لا، ليس هي غيبة، انما هو تعريف و تحذير من ذلك الامام، مثل لو يأتي شخص لخطبة بنت، ثم يأتي لها ناصح و يقول لها احذري هذا الشخص الذي جاء يخطبك، انه محتال او هو متلاعب او شيئ اخر قبيح، هل هذا يعتبر غيبة، طبعا لا، لانه تعريف به و تحذير منه، ثم من المفروض هذا الناصح تقولي له بارك الله فيك على النصح، لانه خاف عليك و على مستقبلك، فكيف بانسان يأتيك و يقول لك هذا الامام الذي انت تتبعينه هو ليس على الجادة، و هذا الناصح طبعا اتاك لانه يخاف عليك و على دينك، و ليس حقدا او كرها وانما محبة، لان الناصح يحب لك الخير، و الا يترككي في خطأك، و ايضا الدين كما تعلمين اكبر من حياتك و مستقبك، فانت تقولي له بارك الله فيك على النصيحة و تكوني ممتنة له كثيرا، لانه انقذك من امام ربما يضلك الى الانحراف او غير سبيل الحق.

مشكاة الهدى
2012-01-06, 13:31
بارك الله فيك،
نعم، من نحن حتى نرد عليهم اختي زينب، ما نحن الا متبعين، او قد ننقل كلام عالم، يُمكن انتِ سألت احد العلماء عن حكم شيء، فأعطاك الجواب، ثم التقيت بصديقتك، و هي تسأل عن نفس السؤال، فأنت ماذا تقولي، تعطيها الجواب مباشرة و تقولي انك سمعته من العالم الفلاني، هل نقول انك افتيت لها، طبعا لا، بل نقول انك نقلت الفتوى، و هذا لا شيء عليه. نرجع الى موضوعنا، انت قلت اختار الثاني الذي هو متمكن، و لم تختاري الاول لان له اخطاء، و هذه الاخطاء بينها الائمة، او سمعت و رأيت اخطاءه، لهذا لم تذهبي اليه، لانك تخافي ان يعطيك شيئ مخالف، الان انتِ على علم انه الامام الاول ناقص من ناحية العلم و له اخطاء،
ماذا لو جاءت صديقتك تريد ان تذهب الى هذا الامام (يعني الاول)، و هي لا تعرف ان له اخطاء و هو ليس له علم كبير، السؤال هنا: هل انت تتركينها تذهب اليه؟، و ربما يعطيها فتوى خاطئة، ام تقولي لها الحقيقة، و هي ان له اخطاء و ليس له علم كبير، و تقولي لها اذهبي الى الامام الفلاني ما شاء الله.اكيد ان لك غيرة على دينك و دين صديقتك فتقولي لها الحقيقة. ثم هل هذا يعتبر غيبة في حق الامام الاول؟ اكيد لا، ليس هي غيبة، انما هو تعريف و تحذير من ذلك الامام، مثل لو يأتي شخص لخطبة بنت، ثم يأتي لها ناصح و يقول لها احذري هذا الشخص الذي جاء يخطبك، انه محتال او هو متلاعب او شيئ اخر قبيح، هل هذا يعتبر غيبة، طبعا لا، لانه تعريف به و تحذير منه، ثم من المفروض هذا الناصح تقولي له بارك الله فيك على النصح، لانه خاف عليك و على مستقبلك، فكيف بانسان يأتيك و يقول لك هذا الامام الذي انت تتبعينه هو ليس على الجادة، و هذا الناصح طبعا اتاك لانه يخاف عليك و على دينك، و ليس حقدا او كرها وانما محبة، لان الناصح يحب لك الخير، و الا يترككي في خطأك، و ايضا الدين كما تعلمين اكبر من حياتك و مستقبك، فانت تقولي له بارك الله فيك على النصيحة و تكوني ممتنة له كثيرا، لانه انقذك من امام ربما يضلك الى الانحراف او غير سبيل الحق.




السلام عليكم
تقبل الله منا صالح الاعمال


جميل جدا ردك المتسلسل وما اثار اعجابي اسقاطك للاحداث منطقيا بارك الله فيك
اما فيما يخص المناهج اخي انت تعرف اللغط الحاصل هذه الايام والحرج الذي تعيشه الامة ساكلمك بطريقة مباشرة دون الاستعانة بالامثلة
كثرت الفتاوي وكثر العلماء وكثر معهم الاختلاف صحيح احيانا احتار من اتبع واي شيخ اقصد ثم ان الله من علينا بنعم كثية اهمها العقل فبه نميز ونمحص ونختار الانسب والامثل لأنصح به نفسي وغيري وقبل اي حكم اصدره اتبين الصحة والدقة والحجة حتى لا اغتب او اخطئ بحق شيخ فانت تعلم اي منزلق هو الشتم والتعرض للعلماء او اتهامهم بالحزبية ورميهم بالبدعة

اما العالم الكثير الهفوات والاخطاء ندعو له بالهداية والبعد عن الغواية فخير الكلام كلام الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

أبوعبد اللّه 16
2012-01-06, 19:21
السلام عليكم
تقبل الله منا صالح الاعمال


جميل جدا ردك المتسلسل وما اثار اعجابي اسقاطك للاحداث منطقيا بارك الله فيك
اما فيما يخص المناهج اخي انت تعرف اللغط الحاصل هذه الايام والحرج الذي تعيشه الامة ساكلمك بطريقة مباشرة دون الاستعانة بالامثلة
كثرت الفتاوي وكثر العلماء وكثر معهم الاختلاف صحيح احيانا احتار من اتبع واي شيخ اقصد ثم ان الله من علينا بنعم كثية اهمها العقل فبه نميز ونمحص ونختار الانسب والامثل لأنصح به نفسي وغيري وقبل اي حكم اصدره اتبين الصحة والدقة والحجة حتى لا اغتب او اخطئ بحق شيخ فانت تعلم اي منزلق هو الشتم والتعرض للعلماء او اتهامهم بالحزبية ورميهم بالبدعة

اما العالم الكثير الهفوات والاخطاء ندعو له بالهداية والبعد عن الغواية فخير الكلام كلام الله وخير الهدى هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
امين
اختي زينب، رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول في الحديث الصحيح، ستفترق امتي الى ثلاث و سبعين فرقة، كلها في النار، الا واحدة، قالوا من هي يا رسول الله، قال من كان على مثل ما انا عليه و اصحابي، اذن نفهم من هذا الحديث ان كل الفرق في النار يعني اثنان و سبعين فرقة، و الفرقة الناجية هي كما وصفها رسول الله صلى الله عليه و سلم "ما كان على ما انا عليه و اصحابي" و هم الذيت عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزال طائفة من امة ظاهرين على الحق حتى تقول الساعة" قال طائفة
و لهذا نصحنا رسول الله، فقال " عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ و اياكم و محدثات الامور، فان كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة"
انتِ الان تقولي لي لماذا هذا التفرق، السنا مسلمين، امة واحدة؟ لكن الله سبحانه يجيبنا فيقول "و لو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة، ولا يزالون مختلفين، الا من رحم ربك، و لذلك خلقهم، و تمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجِنة و الناس اجمعين" فهذه حكمة الله.
الى هنا، نحن معتقدين اعتقادا جازما ان هذه الامة ستفترق الى ثلاثة و سبعين فرقة، و الا نكون مكذبين لرسولنا الحبيب صلى الله عليه و سلم. المشكلة ان كل فرقة الا و لها علم و رؤوس يدعونهم الى الباطل، كما قال تعالي " فلما جاءتهم رسلهم بالبينات، فرحوا بما عندهم من العلم" يعني الكفار من النصارى و اليهود و المشركين و اهل الباطل و اهل الضلال كلهم لهم علم، لكن هل هذا العلم، علم حق ام باطل؟.
الى الان نحن نعتقد اعتقادا جازما ان لكل فرقة لها رؤوس من الرجال يدعون اليها، و ان لهم علم.
السؤال كيف نعرف اهل الصلاح من اهل الضلال: كل الفرق و اتباعها يقولون نحن على حق، و الحق واحد و ليس اثنان او اكثر، كما قال تعالى "فماذا بعد الحق الا الضلال"
اعطيكي مثال:
تخيلي انك في غرفة مظلمة ظلاما شديدا، و في تلك الغرفة دعاة و مشايخ كثيرون ربما عددهم ثلاث و سبعين، و كل واحد فيهم يقول لك، يا اخت زينب تعالي معنا نحن على حق، و يقول اخر، يا اخت زينب نحن هم الذين على حق، و اخرين يقسمون بالله انهم على حق، و اخرين يعطونك الهدايا و يقولون تعالي معنا نحن هم الذين على حق، هكذا، و انتِ اختلطت عليك الامور كما قلت انفاً، لا تعرفي من هو على صواب و من هو على ضلال، لكن الاكيد الذي انت متيقنة منه هو ان واحد من هؤلاء الدعاة هو على صواب، لكن انت لا تعرفينه؟
السؤال هو : ماذا تفعلي؟ هل تتبعينهم كلهم و تقولين انهم كلهم دعاة و مشايخ، هذا مستحيل، لان كل واحد يقول كلام مخالف للاخر، يعني اذا اتبعتي احدهم، فانك تلقائيا تخالفين الاخريين، ماذا تفعلي؟
ربما يأتيك رجل و يعطيك شمعة، و يقول لك يشعليها، فانت تشعلينها، فتذهب تلك الظلمة، و تصبح الغرفة منيرة، ثم ترين كل واحد من اؤلائك الدعاة على حقيقته، و تعرفين انهم كاذبين و تعرفين الصادق فيهم و الذين يريد نجاتك.
الان الشمعة هي العلم يا اخت زينب، بالعلم تعرفي كل المناهج الباطلة و الدعاة لها، و تعرفين اصحاب الدعوة الحقة السليمة من كل الشوائب، صافية كما جاءت عن النبي صلى الله عليه و سلم. و العلم هو قال الله، قال الرسول، قال الصحابة، ليس فكر و لا منطق، بل هو اتباع، لان الله، يمتحننا في هذه الارض، فأرسل الينا الرسول، ليبين لنا الطريق الذي يأدي الى الله تعالى، فلهذا نحن نتبع طريق الله، لا نحرف و لا نبدل و لا نبتدع، مثلا: امرنا الله ان نصلي الصبح ركعتين، ثم رجل استيقظ و وجد في نفسه همة و قوة، فأستحقر ركعتين و قال اصلي الصبح عشرة، فماذا نقول له، نقول انه اتبع الشيطان، مع انه صلى لله، اذن لا يهم من يفعل شيء لله و لو كان كثيرا، العبرة بالاتباع، اتباع خطوة بخطوة بما جاء به هذا الدين. و الاتباع نجده في "قال الله، قال الرسول قال الصحابة". لهذا قال الله "و ما كان لمؤمن او مؤمنة اذا قضى الله و رسوله امرا، ان يكون لهم الخيرة من امرهم"
و قال "و من يعصي الله و رسوله فقد ضل ضلالا مبينا"
و قال عن مخالفة رسول الله "فليحذر الذين يخالفون عن امره ان تصيبهم فتنة اة يصيبهم عذاب اليم"
قال عن مخالفة صحابة رسوله "و من يشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا" المؤمنون هنا هم الصحابة.
اذن لما يختلف اثنان ماذا يفعلان:
قال تعالى
"يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولي الامر منكم ، فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله و الرسول ان كنتم تؤمنون بالله و اليوم الاخر ذلك خير و احسن تأويلا" يعني ان اختلفنا في شيء، المرجع هو كلام الله و كلام رسوله.
نحن الان، نسقط هذه الجماعات و هذه الفرق على الكتاب و السنة، هل هي متبعة ام لا.
هل الشيعة متبعون لرسول الله، خرافات و خزعبلات و اشياء لا يقبلها العقل قبل النقل، و يكفرون الصحابة و و الخ
هل الخوارج متبعون لرسول الله، يكفرون عمر و عثمان و على رضي الله عنهم، و يكفرون المسلمين بالمعاصي الخ
هل الصوفيون متبعون لرسول الله، يدعون القبور و الاولياء الصالحين الموتى و الخ
هل الاخوان المسلمين و حسن البنا متبعون لرسول الله، احزاب و ديمقراطية (التي هي كفر، سبحان الله كيف تعرض احكام الله مثل الحدود على البرلمان، مثل ما فعل هنا في الجزئر مع الاعدام، يا اخي من انت حتى تعرض حكم الله على اعضاء البرلمان المشردين، هذا القران انزله الله ليحكم بين الناس بالعدل و ليس ليوضع في البرلمان ونصادق عليه، و العياذ بالله، و الله يكاد الله ان ينّزل علينا عذابا لا قبل له من هذا الفعل، لكن الله رحيم بنا، يا ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا) و حكم الشعب و انتخاب و سياسة نفاق و يدعون الى وحدة الوجود وو و الخ
المهم اختي زينب انت يجب يكون لك علم، كلما كان علمك كبيرا، ازددت نورا و معرفة باهل الباطل، و تتضح لك طريق الله.

مشكاة الهدى
2012-01-06, 20:01
السلام عليكم

اسعد الله مسائك اخي
وبار ك فيك وزادك من علمه وحلمه
جميلة روح الاطلاع لديك
لا اخفيك اني بدات منذ فترة ليست بالطويلة الاطلاع على هذا الاختلاف وبدات قراءة منهج السلفية والمناهج الاخرى حتى يكون لي خلفية لاي حكم او راي ابديه وقد اسلفت الذكرا سابقا انه جل علاه قد من علينا بالعقل للتمحص والتفكر واوافقك الراي انه علينا ان نتخذ قاعدة من المعلومات حتى لا نتبع من ضل السبيل
اشكر كل اضافاتك واقدرها سلمت يداك ايها الطيب
لي عودة للرد الكافي
اعذرني الان لاني مضطرة للانصراف

سلام

أبوعبد اللّه 16
2012-01-06, 21:28
السلام عليكم

اسعد الله مسائك اخي
وبار ك فيك وزادك من علمه وحلمه
جميلة روح الاطلاع لديك
لا اخفيك اني بدات منذ فترة ليست بالطويلة الاطلاع على هذا الاختلاف وبدات قراءة منهج السلفية والمناهج الاخرى حتى يكون لي خلفية لاي حكم او راي ابديه وقد اسلفت الذكرا سابقا انه جل علاه قد من علينا بالعقل للتمحص والتفكر واوافقك الراي انه علينا ان نتخذ قاعدة من المعلومات حتى لا نتبع من ضل السبيل
اشكر كل اضافاتك واقدرها سلمت يداك ايها الطيب
لي عودة للرد الكافي
اعذرني الان لاني مضطرة للانصراف

سلام
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و لك مثل ما دعيتي لي و زيادة.
بارك الله فيك، جميل ما فعلت يا اختي، نحن في هذه الدنيا من اجل غاية واحدة فقط، لا غير، ليست هي جمع المال او اللهو او اشياء اخرى لا ادري، وانما هي عبادة الله وحده، قال تعالى "و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون" لهذا يجب علينا ان نعبد الله، لكن نعبده كما يحب الله، و ليس كما نحب نحن، لهذا السبب يجب ان نعرف طريق الله، حتى نعبده كما يٌريدنا.

لكن قبل ان نذهب في رحلة البحث عن الحقيقة، يجب ان نخلص النية في طلب الحق، ثم نستعمل عقولنا كما قلت بالشكل التالي:
- ان ما قاله الله الصواب، لا نقاش فيه،
- ان ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم هو الصواب لا نقاش فيه
- ان ما قاله الصحابة و فهمهم هو الصواب لا شك فيه، لانه عاشوا مع النبي صلى الله عليه و سلم و كانوا معه، و القران ينزل عليه، و هم اكثر فهما لرسول الله، و هذا منطقي جدا و يأكده العقل، كما نقولوا بالعامية، صاحبتك هي اكثر فهما لكِ، اكثر من البنات الاخريات، لانها عاشت معك و سمعت منك و تكلمت معك، و تعرف كل شيء عنك،
هكذا هم الصحابة عاشوا مع النبي و هو كان يفسر لهم القران و يبين لهم الحلال و الحرام، اذن قولهم يأتي في المرتبة الثالثة، يعني كلام الله اولا، ثم كلام رسول الله ثم كلام الصحابة، ثم نظيف كلام العلماء الذين هم ورثة الانبياء.
- اذا كان احد مهما كان، يخالف الله او رسوله او كلام الصحابة نقول له انت مخالف،
- اذا كان احد يتبع كلام الله، او رسوله او كلام الصحابة، نقول له انت على الطريق المستقيم، و الطريق المستقيم واحد، كما قال تعالى "و ان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه، و لا تتبعو السبيل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"، انتظري قال: صراطي مستقيما، يعني طريق واحد مستقيم، ثم قال السُبل و هي طرق الباطل و هي كثيرة، مثل ما قال النبي فرقة واحدة على الحق، و الاثنان و سبعون فرقة على الباطل.

بهذه الطريقة نكون قد استعملنا العقل
بارك الله فيك اخت زينب، و ثبتنا الله و اياك على المنهج الحق، نهج النبي صلى الله عليه و سلم و نهج الصحابة و التابعين و التابعين لهم باحسان الي يوم الدين

مشكاة الهدى
2012-01-07, 10:56
السلام عليكم


جزاك الله كل الخير على التوضيح بوركت لانك ازلت الكثير من الغمام
كما اسلفت ذكري سابقا انني بدات البحث والقراءة لازالة اللبس الذي اعتراك من قبل
كثر الكلام وكثر القراء والفقهاء لكن قلت معه الحكمة
لا فائدة ترجى من الحفظ والتكرار ان نحن لم نتدبر ونتفكر في القران والاحكام قبل اصدار الاقوال والشعارات
اضافاتك اخي كانت ذات فائدة كثر الله من امثالك
خلاصة قولي انه علينا قبل ان نصدر حكما ان تكون لنا قاعدة بيانات ومعلومات نتزود بها لندرك الصالح من الطالح
وخير الزاد التقوى

بعد الله شكرا لك

مهدية العباسية
2012-01-07, 11:09
جزاك الله كل خيرا

أبوعبد اللّه 16
2012-01-07, 11:26
السلام عليكم


جزاك الله كل الخير على التوضيح بوركت لانك ازلت الكثير من الغمام
كما اسلفت ذكري سابقا انني بدات البحث والقراءة لازالة اللبس الذي اعتراك من قبل
كثر الكلام وكثر القراء والفقهاء لكن قلت معه الحكمة
لا فائدة ترجى من الحفظ والتكرار ان نحن لم نتدبر ونتفكر في القران والاحكام قبل اصدار الاقوال والشعارات
اضافاتك اخي كانت ذات فائدة كثر الله من امثالك
خلاصة قولي انه علينا قبل ان نصدر حكما ان تكون لنا قاعدة بيانات ومعلومات نتزود بها لندرك الصالح من الطالح
وخير الزاد التقوى

بعد الله شكرا لك
و عليكم السلام و رحمة الله
و فيك بارك الله، و لك مثل ما دعوتي لي و زيادة
اتمنى ان تكوني استفدت من قصتي، لان فيهم الكثير من العبر.
ان احتجت الى اي شيء يساعدك، هناك اخوات ما شاء الله، مثل الاخت khaoula23 فهي ما شاء الله، نحسبها على الجادة و الله حسيبها، و انا ذكرتها لانها في الغالب هي هنا، يعني قليلا ما تتغيب، و في اي وقت تحتاجينها ان شاء الله تجدينها، و لا اظن انها ستبخل عليك.

في الاخير اعطيك نصيحة، و هي يجب ان تضعي شيء في قلبك اسمه "الدليل"، يعني اي انسان يأتيك و يقول لك منهجه، او يعطيك حكم ما، او اي شيء في الدين، انت ما تفعلي قولي له "اعطيني الدليل"، و الدليل يكون من كلام الله، و كلام رسول الله، و كلام الصحابة، و كلام العلماء الكبار و المعروفين بالعلم الغزير.
هكذا تعرفي ان كان يتبع المنهج الصحيح ام لا.
ثم عليك بالعلم، و استعيني بالاخت خولة كما قلت لك.

مشكاة الهدى
2012-01-07, 11:31
و عليكم السلام و رحمة الله
و فيك بارك الله، و لك مثل ما دعوتي لي و زيادة
اتمنى ان تكوني استفدت من قصتي، لان فيهم الكثير من العبر.
ان احتجت الى اي شيء يساعدك، هناك اخوات ما شاء الله، مثل الاخت khaoula23 فهي ما شاء الله، نحسبها على الجادة و الله حسيبها، و انا ذكرتها لانها في الغالب هي هنا، يعني قليلا ما تتغيب، و في اي وقت تحتاجينها ان شاء الله تجدينها، و لا اظن انها ستبخل عليك.

في الاخير اعطيك نصيحة، و هي يجب ان تضعي شيء في قلبك اسمه "الدليل"، يعني اي انسان يأتيك و يقول لك منهجه، او يعطيك حكم ما، او اي شيء في الدين، انت ما تفعلي قولي له "اعطيني الدليل"، و الدليل يكون من كلام الله، و كلام رسول الله، و كلام الصحابة، و كلام العلماء الكبار و المعروفين بالعلم الغزير.
هكذا تعرفي ان كان يتبع المنهج الصحيح ام لا.
ثم عليك بالعلم، و استعيني بالاخت خولة كما قلت لك.



السلام عليكم

نعم الراي هو
انا وان بدات اقرا واطالع بدات بالاحكام الصحيحة المستمدة من القران والسنة والغير قابلة للتحريف او النقاش
حتى لا يراوغني قول او فعل
شكرا لك مرة اخرى
حفظك الله ورعاك

أبوعبد اللّه 16
2012-01-07, 12:30
بارك الله فيك اخي رضا و جزاك كل خير على النقل
و حفظ الله شيخنا عند الغاني،
اسمحلي تأخر هذا الرد، ربي يجازيك

الاخ رضا
2012-01-17, 21:15
بارك الله فيك اخي رضا و جزاك كل خير على النقل
و حفظ الله شيخنا عبد الغني،
اسمحلي تأخر هذا الرد، ربي يجازيك


أحسنتم جميعا.
جزاك خيرا أخي الكريم boub2008
و كل من شارك معك و أفاد .