جواهر الجزائرية
2012-01-04, 09:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هو الحلاج
من هو منصور الحلاج ؟ وما هو وضعه في التاريخ الإسلامي ؟.
الحمد لله
الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله .
نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية
منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
رحل إلى بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ، والهند وتعلم السحر بها ،
وأقام أخيراً ببغداد ، وبها قتل .
تعلم السحر بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ،
فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ،
حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
له قبول عند عامة المستشرقين ويظهرونه على أنه قتل مظلوماً ،
وذلك لما سيأتي من أن اعتقاده قريب من اعتقاد النصارى ،
ويتكلم بكلامهم .
قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه بإقراره وبغير إقراره
من الكفر والزندقة .
وأجمع علماء عصره على قتله
بسبب ما نقل عنه من الكفر والزندقة .
وها هي بعض أقواله :
1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله .
فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له .
فقالت : أو يسجد لغير الله ؟
فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
2- كان يقول بالحلول والاتحاد .
أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ،
وصار هو والله شيئاً واحداً .
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى
لأنه وافقهم على الحلول ،
إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه .
ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى .
فمن أشعاره :
سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب
ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال :
على قائل هذا لعنة الله .
فقيل له : هذا شعر الحلاج .
فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر اهـ
3- سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ،
فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
4- من أشعاره :
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا
وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ،
فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ،
إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ،
وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ،
فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ،
ولآخر : أنت محمد .
7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه :
لا يهولنكم هذا ،
فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .
فلهذه الأقوال وغيرها أجمع علماء عصره على كفره وزندقته
ولذلك قتل ببغداد عام 309 هـ .
وكذا ذمه أكثر الصوفية ونفوا أن يكون منهم ،
فممن ذمه الجنيد ،
ولم يذكره أبو القاسم القشيري في رسالته
التي ذكر فيها كثيراً من مشايخ الصوفية .
وكان من سعى في قتله وعقد له مجلساً وحكم عليه فيه بما يستحقه من القتل
هو القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي رحمه الله .
وقد امتدحه ابن كثير على ذلك فقال :
وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها
قَتْلَهُ الحسين بن منصور الحلاج
اهـ (البداية والنهاية 11/172).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا
فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ;
فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ
وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ
كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . .
وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ
وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ .
وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ
وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ :
فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )
اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 ) .
وقال أيضاً :
( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ
لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ;
وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ )
.اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) .
للاستزادة يراجع :
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 8/112-141) .
المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) .
سير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 313-354 ) .
البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144) .
والله الهادي إلى سواء السبيل.
من هو الحلاج
من هو منصور الحلاج ؟ وما هو وضعه في التاريخ الإسلامي ؟.
الحمد لله
الحلاج هو الحسين بن منصور الحلاج ، ويكنى أبا مغيث . وقيل : أبا عبد الله .
نشأ بواسط . وقيل بتستر ، وخالط جماعة من الصوفية
منهم سهل التستري والجنيد وأبو الحسن النوري وغيرهم .
رحل إلى بلاد كثيرة ، منها مكة وخراسان ، والهند وتعلم السحر بها ،
وأقام أخيراً ببغداد ، وبها قتل .
تعلم السحر بالهند ، وكان صاحب حيل وخداع ،
فخدع بذلك كثيراً من جهلة الناس ، واستمالهم إليه ،
حتى ظنوا فيه أنه من أولياء الله الكبار .
له قبول عند عامة المستشرقين ويظهرونه على أنه قتل مظلوماً ،
وذلك لما سيأتي من أن اعتقاده قريب من اعتقاد النصارى ،
ويتكلم بكلامهم .
قتل ببغداد عام 309 هـ بسبب ما ثبت عنه بإقراره وبغير إقراره
من الكفر والزندقة .
وأجمع علماء عصره على قتله
بسبب ما نقل عنه من الكفر والزندقة .
وها هي بعض أقواله :
1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله .
فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له .
فقالت : أو يسجد لغير الله ؟
فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
2- كان يقول بالحلول والاتحاد .
أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ،
وصار هو والله شيئاً واحداً .
تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا هو الذي جعل له القبول عن المستشرقين النصارى
لأنه وافقهم على الحلول ،
إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه .
ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى .
فمن أشعاره :
سبحان مـن أظهر ناسوته سـر لاهوته الثاقـــب
ثم بدا في خلقـه ظــاهراً في صورة الآكل والشارب
ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال :
على قائل هذا لعنة الله .
فقيل له : هذا شعر الحلاج .
فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر اهـ
3- سمع قارئاً يقرأ آية من القرآن ،
فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
4- من أشعاره :
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا
وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه
وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر ،
فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ،
إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ،
وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ،
فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ،
ولآخر : أنت محمد .
7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه :
لا يهولنكم هذا ،
فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقتل ولم يَعُدْ .
فلهذه الأقوال وغيرها أجمع علماء عصره على كفره وزندقته
ولذلك قتل ببغداد عام 309 هـ .
وكذا ذمه أكثر الصوفية ونفوا أن يكون منهم ،
فممن ذمه الجنيد ،
ولم يذكره أبو القاسم القشيري في رسالته
التي ذكر فيها كثيراً من مشايخ الصوفية .
وكان من سعى في قتله وعقد له مجلساً وحكم عليه فيه بما يستحقه من القتل
هو القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي رحمه الله .
وقد امتدحه ابن كثير على ذلك فقال :
وكان من أكبر صواب أحكامه وأصوبها
قَتْلَهُ الحسين بن منصور الحلاج
اهـ (البداية والنهاية 11/172).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
( مَنْ اعْتَقَدَ مَا يَعْتَقِدُهُ الْحَلاجُ مِنْ الْمَقَالاتِ الَّتِي قُتِلَ الْحَلاجُ عَلَيْهَا
فَهُوَ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ ;
فَإِنَّ الْمُسْلِمِينَ إنَّمَا قَتَلُوهُ عَلَى الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ
وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ أَهْلِ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ
كَقَوْلِهِ : أَنَا اللَّهُ . وَقَوْلِهِ : إلَهٌ فِي السَّمَاءِ وَإِلَهٌ فِي الأَرْضِ . . .
وَالْحَلاجُ كَانَتْ لَهُ مخاريق وَأَنْوَاعٌ مِنْ السِّحْرِ
وَلَهُ كُتُبٌ مَنْسُوبَةٌ إلَيْهِ فِي السِّحْرِ .
وَبِالْجُمْلَةِ فَلا خِلافَ بَيْنِ الأُمَّةِ أَنَّ مَنْ قَالَ بِحُلُولِ اللَّهِ فِي الْبَشَرِ وَاتِّحَادِهِ بِهِ
وَأَنَّ الْبَشَرَ يَكُونُ إلَهًا وَهَذَا مِنْ الآلِهَةِ :
فَهُوَ كَافِرٌ مُبَاحُ الدَّمِ وَعَلَى هَذَا قُتِلَ الْحَلاجُ )
اهـ مجموع الفتاوى ( 2/480 ) .
وقال أيضاً :
( وَمَا نَعْلَمُ أَحَدًا مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ ذَكَرَ الْحَلاجَ بِخَيْرِ
لا مِنْ الْعُلَمَاءِ وَلا مِنْ الْمَشَايِخِ ;
وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَقِفُ فِيهِ ; لأَنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ أَمْرَهُ )
.اهـ مجموع الفتاوى ( 2/483 ) .
للاستزادة يراجع :
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 8/112-141) .
المنتظم لابن الجوزي ( 13/201-206) .
سير أعلام النبلاء للذهبي ( 14 / 313-354 ) .
البداية والنهاية لابن كثير ( 11/132-144) .
والله الهادي إلى سواء السبيل.