قاهر العلمانيين
2012-01-03, 15:14
كفاحٌ مرير
بقلم سيّد قطب رحمه الله
"...كِفاحُ الجزائر في سبيل البقاء، كفاحُها في أن تظلَّ عربيةً و أن تظلَّ مسلمةً. هذا الكفاح له في نفسي دِلالة خاصة قدلا تظهر لي من كفاحِ أيّ بلدٍ آخر من البلاد العربية أو بلاد الإسلام.
لقد أُريدَ بالجزائر أن تكون أندلُساً جديداً، أرِيدَ بها أن تنسلِخَ من جسم الوطن العربي الإسلامي، و أن تبتلعَها الصليبيةُ الأوربية الجديد. و مضى أكثرُ من قرنٍ و المحاولات الجبّارة لا تني لحظةً واحدة و لا تكفُّ، و استُخدِمت كل الوسائل التي لا تعرف البشريَّةُ أقسى منها و لا أمكر منها و لا أفتك منها.
و لكنّ الجزائر بدلا من أن تموت انتفضتْ حيّةً، بدلا من أن تنهار تماسكتْ و تجمّعتْ و أعلنتْ عن وجودِها، بدلا من أن تبتلعها الصايبيةُ وقفتْ شوكةً في حلق الصليبية، و لم يعرِف بلدٌ آخر في الشرق أو في الغرب ما عرفتْهُ الجزائر من أساليبِ الصليبية، حنى الأندلُس و حتى فلسطين لم تعرفا هذه الأساليب، لقد امتدّت هذه الأساليب إلى تفتيتِ التماسك العنصري و العائلي، و امتدّت إلى تخليط الأنساب و تحطيمِ الأخلاق، امتدّت إلى إزالة الصّبغة العربية و الصبغة الدينية ، و تمّ هذا في غفلة من العالم الإسلامي و الأمة العربية في القرن الماضي، و كانت الجزائر وحدها في الميدان، فلم يكن بجوارها أحد كما هو الحال الآن .
لهذا كلِّه تخلُصُ لي من كفاح الجزائر دلالة لا تخلص لي من كفاح أيّ بلد آخر، دلالة مطمئنة تدعو إلى الثقة و التفاؤل، إنّ هذا العالم الاسلامي لن يموت و لن يفنى، و لو كان يُراد له الموت لمات .إنّ المحنةَ التي عاناها في الجزائر لن يعاني مثلها اليوم لأنّ الاستعمار لا يملك مثلها..."
بقلم سيّد قطب رحمه الله
"...كِفاحُ الجزائر في سبيل البقاء، كفاحُها في أن تظلَّ عربيةً و أن تظلَّ مسلمةً. هذا الكفاح له في نفسي دِلالة خاصة قدلا تظهر لي من كفاحِ أيّ بلدٍ آخر من البلاد العربية أو بلاد الإسلام.
لقد أُريدَ بالجزائر أن تكون أندلُساً جديداً، أرِيدَ بها أن تنسلِخَ من جسم الوطن العربي الإسلامي، و أن تبتلعَها الصليبيةُ الأوربية الجديد. و مضى أكثرُ من قرنٍ و المحاولات الجبّارة لا تني لحظةً واحدة و لا تكفُّ، و استُخدِمت كل الوسائل التي لا تعرف البشريَّةُ أقسى منها و لا أمكر منها و لا أفتك منها.
و لكنّ الجزائر بدلا من أن تموت انتفضتْ حيّةً، بدلا من أن تنهار تماسكتْ و تجمّعتْ و أعلنتْ عن وجودِها، بدلا من أن تبتلعها الصايبيةُ وقفتْ شوكةً في حلق الصليبية، و لم يعرِف بلدٌ آخر في الشرق أو في الغرب ما عرفتْهُ الجزائر من أساليبِ الصليبية، حنى الأندلُس و حتى فلسطين لم تعرفا هذه الأساليب، لقد امتدّت هذه الأساليب إلى تفتيتِ التماسك العنصري و العائلي، و امتدّت إلى تخليط الأنساب و تحطيمِ الأخلاق، امتدّت إلى إزالة الصّبغة العربية و الصبغة الدينية ، و تمّ هذا في غفلة من العالم الإسلامي و الأمة العربية في القرن الماضي، و كانت الجزائر وحدها في الميدان، فلم يكن بجوارها أحد كما هو الحال الآن .
لهذا كلِّه تخلُصُ لي من كفاح الجزائر دلالة لا تخلص لي من كفاح أيّ بلد آخر، دلالة مطمئنة تدعو إلى الثقة و التفاؤل، إنّ هذا العالم الاسلامي لن يموت و لن يفنى، و لو كان يُراد له الموت لمات .إنّ المحنةَ التي عاناها في الجزائر لن يعاني مثلها اليوم لأنّ الاستعمار لا يملك مثلها..."