مشاهدة النسخة كاملة : رجال الاصلاح في الجزائر
طه الهلالي
2008-12-13, 09:01
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه .
الاخوة الكرام اريد ان اجعل من هذه الصفحة بوابة لتراجم وسير علماء الجزائر
وسبب ذلك انني سمعت بشيوخ اجهلهم تماما ويجهلهم الكثير من الناس مثل الشيخ فـــركـــــــــــــــــوس .
وارى ان يشاركني الاخوة في التعريف بهذه القمم العلمية الجزائرية
وهذا اقل شيئ يمكننا تقديمه كعربون محبة وعرفان للعلماء
في انتظار مشاركاتكم تقبلو احلى التحيات واعطرها من طــــــــــه الهـــــــــــلالـــــــــــــــي
هذه سلسلة علما ء الجزائر ومصلحيها نرجو تثبيت الموضوع
ميمونة 25
2008-12-13, 15:06
بارك الله فيك على هذه المبادرة الطيبة
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي
بقلم الشيخ مشهور حسن آل سلمان
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فهذه سطور في التعريف بإمام من أئمة الدعّوة السّلفية، نفع الله به كثيراً، وعالج العديد من المسائل والأمور في شتى ميادين الحياة، وأصَّل مبادئ دعويّة كثيرة، وتكلم عن قضايا منهجيّة هي الآن حديث السّاعة، وأثارت نزاعاً شديداً بين طلبة العلم، ومرادنا من هذه السطور التعريف بهذا العلم من النّاحية الشخصيّة إلقاء الضوء على شخصيّته الدّعويّة من خلال تعرّضه للأمور التّاليّة:
أولاً: الدعوة السّلفيّة والسّياسة وفقه الواقع.
ثانياً: الدعوة السّلفيّة والانتخابات.
ثالثاً: الدعوة السّلفيّة والعلم.
* شخصيّة محمد البشير الإبراهيمي:
- ولد الشيخ قسنطينة بالجزائر عام 1306 هجرية في الثالث عشر من شهر شوال، الموافق سنة 1889 ميلاديّة.
- وهو سليل قبيلة أولاد إبراهيم بن يحيى بن مُساهل التي يرتفع فيها إلى إدريس بن عبد الله الجدّ الأول للأشراف الأدراسة، ويدعى إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة في المغرب الأقصى، وترجع إليه أنساب الأشراف الحسنيِّين في المغربين الأقصى والأوسط.
- اتجه -رحمه الله- إلى الدراسة الدينيّة، وكان يتمتع بحافظة عجيبة وذاكرة قويّة، أكمل حفظ القرآن وهو في سن التاسعة، وتعلّم في هذه السِّن قواعد النحو والبلاغة، ودرس الفقه والعلوم الشرعيّة في سن مبكِّرة،
وعندما بلغ العشرين من العمر هاجر على المدينة النبويّة ملتحقاً بأبيه، ومرَّ بالقاهرة ومكث فيها ثلاثة أشهر كان يتردّد أثناءها على الدرس بالأزهر الشريف، سافر بعد ذلك على المدينة النبويّة، وفيها درس على أيدي مشايخ الحرم النبوي الشريف، وكان يقوم بتدريس الفقه واللغة والأدب.
- عند قيام الحرب العالميّة الأولى استوطن مع والده دمشق، بعد أن أرغمته الدولة العثمانيةّ على الخروج من المدينة، وهناك اشتغل بالتّعليم الحر، ثمّ عُيّنَ أُستاذاً للآداب العربيّة في المدرسة السلطانيّة الأولى، وبعد انتهاء الحرب عاد إلى الجزائر وعمل بالتدريس أيضاً.
- قام في الجزائر مع الشيخ عبد الحميد بن باديس بوضع مخطّط لمحاربة الاستعمار الفرنسي في الجزائر، وأنشأ جمعيّة علماء الجزائر سنة 1931م في الجزائر العاصمة.
- كان يهدف بهذه الجمعيّة إلى نشر تعاليم الإسلام الصّحيح المصفّى من البدع والخرافات، وإحياء اللغة العربيّة.
- كان -رحمه الله- خطيباً مفوّهاً، يتحدّث ببلاغة وصراحة وجرأة، وكان مجاهداً، صاحب همّة عالية لا تعرف الملل، وعالماً لا يخشى في الحقّ لومة لائم، كان يحفظ من عيون الشعر والأدب الأندلسي والمغربي، ويُلقي أُمّات القصائد عن ظهر قلب، وكان عالماً في مصطلح الحديث والفقه والنحو والصرف والمنطق والأصول وغيرها من العلوم.
- لم يكن الشيخ الإبراهيمي إقليمياً يناضل من أجل حريّة واستقلال بلاده الجزائر فقط، إنّما كان شخصيّة إسلاميّة معروفة في العالم الإسلامي بجهاده وكفاحه من أجل نشر الإسلام.
- كان -رحمه الله- سيفاً مصلتاً على المشعوذين، وبقايا السمسارين؛ الذين يتاجرون بالدّين، وتميّز --رحمه الله- بصراحته في الدعوة إلى العقيدة الصحيحة، والالتزام بالكتاب والسنّة، ومنهج السّلف الصّالح.
- توفي الشيخ في التاسع عشر من أيار سنة (1965م) -رحمه الله تعالى-، وأسكنه فسيح جنّاته.
* سلفيّة الشيخ محمد الإبراهيمي -رحمه الله تعالى-:
نستطيع أن نلخص الركائز التي قامت عليها دعوة الشيخ الإبراهيمي في النقاط التالية:
أولاً: إصلاح عقيدة الجزائريّين
فقد كانت جمعيّة العلماء تركز عملها بصفة عامّة على مقاومة الخرافات والبدع التي شوَّهت عقيدة المسلمين، وتطهير عقيدتهم من مظاهر الشرك، سواء العلني منها أو الخفي.
كان -رحمه الله- يرى أن العقائد السليمة هي قاعدة الإصلاح في المجتمع، وهو ينادي بأن حالة التدهور العام التي وصل إليها المسلمون في القرون الأخيرة إنّما تعود إلى تدهور العقيدة لدى الفرد المسلم وتطرُّق الشرك الخفي إليها.
ثانياً: مقاومة الصوفيّة المبتدعة.
ترتبط مقاومة الصّوفيّة المبتدعة بإصلاح العقيدة ارتباطاً وثيقاً، وقد كشف الإبراهيمي -رحمه الله- عن مخازي هؤلاء وحاربهم بشدّة، وعاملهم بما يستحقّون لأنهم تاجروا باسم الدّين، وزجّت بهم فرنسا في أتون المعركة، فأصغ إليه وهو يقول: «في أيام الحملة الكبرى على الحكومة الفرنسيّة ظهر هؤلاء بمظهر مناقض للدّين، فكشفوا الستر عن حقيقتهم المستوردة، ووقفوا في صفِّ الحكومة مؤيِّدين لها، خاذلين لدينهم وللمدافعين عن حريّته مطالبين بتأييد استعباده، عاملين بكل جهدهم على بقائه بيد حكومة مسيحية تخرِّبه بأيديهم، وتشوّه حقائقه بألسنتهم، وتلوث محاربيه ومنابره بضلالتهم»،
ويقول: «وقد أخذوا في الزمن الأخير ببعض مظاهر العصر، وتسلّموا بعض أسلحتهم بإملاء من الحكومة للدفاع عن الباطل، فكوّنوا جمعيّة، وأنشأوا مجلة، وجهّزوا كتيبة من الكتاب يقودها أعمى -خذلاناً من الله- ليشنرك عاقلهم وسفيههم في هذه المخزيات، وبحكم العموميّة في الجمعيّة، والاشتراك في المجلّة، ولو في دائرته الضيّقة ومن أهله وجيرانه... دافعناهم -عندما ظهروا بذلك المظهر- بالحق فركبوا رؤوسهم، فتسامحنا قليلاً إبقاءً على حرمة (المحراب) و (المنبر) التي انتهكوها، فشدّدوا إبقاء على حرمة (الخبزة)!! فكشفنا عن بعضنا الحقائق المستورة فلجّوا وخاضوا، وثاروا وخاروا، فلمّا عتوا من أمر ربهم رميناهم بالآبدة... وهي أنّ الصلاة خلفهم باطلة، لأنَّ إمامتهم باطلة... لأنهم جواسيس»!!
وقد عدّ الشيخ الإبراهيمي الصّوفية داءً عضالاً يجب التخلص منه، لتحرّر عقيدة المسلم من التّشويش، وتطلق لعقله العنان في التَّشيُّع وفهم الشريعة،
فتراه يصرح بقوله: «إننا علمنا حقّ العلم بعد التّروي والتّثبت ودراسة أحوال الأمّة ومناشئ أمراضها أن هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرُّق المسلمين، ونعلم أننا حين نقاومها نقاوم كلّ شر، إنّ هذه الطرق لم تسلم منها بقعة من بقاع الإسلام، وإنَّها تختلف في التّعاليم والرّسوم والمظاهر كثيراً، ولا تختلف في الآثار النّفسيّة إلا قليلاً، وتجتمع كلها في نقطة واحدة وهي التّخدير والإلهاء عن الدّين والدّنيا».
ويتابع شارحاً مخاطر الطرقيّة وبدعها، حيث تعلٌّ كثيرٌ من المسلمين بطقوس طريقتهم، وبطروحات مشايخهم، ولم يعودوا على اتّصال مباشر مع الكتاب وصحيح السّنّة، بل أصبحت هذه الطرق حاجزاً بينهم وبين مصادر الشريعة، وكأنها دين جديد، لقد أصبحت بعض الطرق -كما يرى الإبراهيمي- في بلاد العرب والمسلمين، وفي الجزائر بخاصّة، إضافة جديدة إلى محاولات الدّس التي قان بها أعداء كثيرون للإسلام، إن كان بنحل الأحاديث، أو بالتّأويلات المزوِّرة للحقيقة، أو ما شاع عند العديد من الحركات الباطنيّة، ولكن يعود ليؤكد أن هذه كان خطره أقل بكثير من خطر هذه الطَّريقة،
فيقول: «أما والله ما بلغ الوضّاعون للحديث، ولا بلغت الجمعيّات السريّة ولا العلنيّة الكائدة للإسلام من هذا الدّين عشر معشار ما بلغته من هذه الطُّريق المشؤومة... إنّ هذه الهوَّة العميقة التي أصبحت حاجزة بين الأمّة وقرآنها هي من صنع أيدي الطرقيّين».
ويقول مقرِّعاً الصوفيّة والطّرقيَّة وفهمهم الخاطئ للإسلام: «... فكل راقص صوفي، وكل ضارب بالطبل صوفي، وكل عابث بأحكام الله صوفي، وكل ماجن خليع صوفي، وكل مسلوب العقل صوفي، وكل آكلٍ للدّنيا بالدّين صوفي، وهلُّم سحباً، أفَيَجْمُلُ بجنود الإصلاح أن يدعوا هذه القلعة تحمي الضُّلال وتؤويه، أم يجب عليهم أن يَحملوا عليها حملةً صادقةً شعارهم: (لا صوفيّة في الإسلام) حتى يدكُّوها دكّاً، وينسفوها نسفاً، ويذروها خاوية على عروشها».
وقد كان -رحمه الله تعالى- في محاربته للصوفية وخرافاتهم وترَّهاتهم متأثراً بتعاليم حركة الشيخ محمد عبد الوهاب الإصلاحيّة، ويتضح ذلك عندما نراه يعلل هجوم المتاجرين بالدّين على هذه الدّعوة السُّنّية الإصلاحيّة في البلاد الحجازيّة التي سمَّاها خصومها بـ (الوهَّابية) -تنفيراً وتشويهاً- لأنها قضت على بدعهم، وحاربت خرافاتهم،
فيقول: «إنهم موتورون لهذه الوهَّابية التي هدمت أنصابهم، ومحت بدعها فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجَّ مبتدعة الحجاز فضجّض هؤلاء لضجيجهم والبدعة رحم ماسة، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة (وهابي) تُقذف في وجه كل داعٍ إلى الحقّ إلا نواحاً مردّداً على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهَّابية».
يتبع
ميمونة 25
2008-12-13, 15:07
ثالثاً: محاربة الفهم الخاطئ للإسلام:
يرى الشيخ الإبراهيمي أن المتاجرين باسم الدين كان لهم أسوأ الأثر على عقول النّاس، حيث خدّروها بالأوهام، وملأوها بالخرافات والإدّعاءات التي ليست من الدين الحنيف في شيء، فكان فعلهم مشوّشاً للإيمان عند العامّة مانعاً للتّفاعل الرّوحي المتعقّل من تعاليم الإسلام.
ومكمن خطر هؤلاء أنّ رأس مالهم التدجيل والتحريف، وبضاعتهم في هذه الأمّة المسكينة التي أحكموا الحيلة في تخديرها بالرؤى والمنامات، وزعزعوا عقيدتها بالله بما أثبتوه لأنفسهم من التّصرف في الكون أحياءً وأمواتاً، ومن مشارك الخالق فيما تفرُّد به من الأمر والخلق، وأفسدوا فطرتها الدينيّة بما ابتدعوه لها من عبادات (ميكانيكيّة) هي إمّا زيادة في الدين أو نقص فيه.
وظهرت آثار هذه المحاربة في التّركيز أولاً على إصلاح عقيدة النّاس، وعلى محاربة الصوفيّة المبتدعة التي كانت منتشرة آنذاك.
ومن آثارها أيضاً:
محاربة التّعصب المذهبي المقيت:
وكان الإبراهيمي يركز على هذا أشدّ التركيز، وكان يعدّث التعصب المذهبي سبباً من أسباب تفرُّق المسلمين، فها هو يقول وهو يتكلم بهذا الصدّد: «هذه العصبيّة العمياء التي حدثت بعدهم -أي: الفقهاء والأئمة الأربعة على وجه الخصوص- للمذهب والتي نعتقد أنهم لو بُعثوا من جديد لأنكروها على أتباعهم.
ويقول: «وقد طغت شرور العصبيّة للمذاهب الفقهيّة في جميع الأقطار الإسلاميّة، وكان لها أوسوأ الأثر في تفريق كلمة المسلمين، وإن في وجه التّاريخ الإسلامي منها لندوباً».
ويرى شيخنا الإبراهيمي أنّ سبب الوحدة الحقيقي هو الدّين، وأن ما يجتمع عليه النّاس من غيره آفاق ضيّقة!
فها هو يقول: «الأوطان تجمع الأبدان، واللغات تجمع الألسنة، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلِّفها ويصل بين نكرات القلوب فيعرفها هو الدّين، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيّقة، ولكن التمسوها في الدّين، والتمسوها في القرآن، تجدوا الأفق الأوسع، والدّار أجمع، والعديد أكثر، والقوى أوفر».
ويرى الشيخ الإبراهيمي أيضاً أنّ ابتعاد النّاس عن المفهوم الحقيقي للإسلام يجلب لهم لا محالة التّفرق والتشرذم، ومن مستلزمات ذلك الاعتماد على أسس ما أنزل الله بها من سلطان، فتجد هؤلاء المبتدعين يعتمدون تارة على علم الكلام، ويقدّسون (العقل)، وتجد بعهم الآخر ينخلع تماماً عن ذلك، ويغرق في الكلام عن الرّوح، فها هو يصرح بأن الجدل وعلم الكلام: «هو مبدأ التفرق الحقيقي في الدّين، لأن المتكلمين يزعمون أن علومهم هي أساس الإسلام، والصوفيّة يقولون: أن علومهم هي لباب الشريعة وحقيقتها».
فهو -رحمه الله تعالى- عالج جميع الأسباب التي يجتمع عليها فئات من النّاس، ويتّخذونها أساساً فيما بينهم على الالتقاء على شارة ما، أو اسم معين، أو مذهب فقهيّ، أو عقليّ، أو روحيّ ، ولذا ترى عنده من السّماحة، وبُعد الأفق؛ وسعة الصّدر، ما هو حقيقٌ بمثله، بحيث كان مصلحاً حقّاً، بعيداً عن التّعصُّبات المقيتة، نابذاً القوالب الحزبيّة الضيّقة، فهو لا يعمل لاسمٍ أو رسمٍ، وإنّما للإسلام ذات الإسلام بفهم سلف الأمّة الصالحين.
وكان -رحمه الله تعالى- إيجابيّاً في دعوته، انطلق من أسس راسخة في الإصلاح، وأوجز مهام هذا بقوله: «إيصال النّفع والخير إلى الأمّة، ورفع الأميّة والجهل عنها، وحثّها على العمل وتنفيرها من البطالة والكسل، وتصحيح فهمها للحياة وتنظيف أفكارها وعقولها من التّخريف، وتنظيم التّعاون بين أفرادها وتمتين الصّلة والثّقة بين العامة والخاصّة منها، وتعليمهم معاني الخير والرّحمة والإحسان لجميع الخلق».
شبكة المنهاج الاسلامية
oumyahia
2008-12-13, 16:30
السلام عليكم
جزيت خيرا أخي طه على هذه المبادرة الجميلة والطيّبة ونسأل الله أن تكون خالصة لوجهه ، وأرجو أن لا يكون خلط في هذه الصفحات .
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarhb2bf65fc7f.gif
ترجمة الشيخ : أبي عبد المعزّ محمّد علي فركوس
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarhb2bf65fc7f.gif
ترجمة الشيخ بخط أبي الوليد خالد بن صالح تواتي الجزائري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمــالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هدي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنوُا اتَقُوا اللهَ حَقَ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَ إِلاَ وَأََنْتُمْ مُسْلِمُونْ﴾[آل عمران ۱۰۲]
﴿يَا أَيُهَا النَاسُ اْتًقُوا رَبَكُمْ الذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاءً، وَاْتَّقُوا اللهَ الذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَام إِنَ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾[النساء ۱]
﴿يَا أَيُهَا الذِينَ آمَنوُا اْتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنوُبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾[الأحزاب ٧١-٧٢].
أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بـدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
فقد ورد في القرآن الكريم وفي السنة النبوية في العديد من المواضع بيان فضل العلم والعلماء، فمن القرآن الكريم، قوله تعالى ﴿يَرْفَعِ اللهَ الذِينَ آمَنوُا مِنْكمْ وَ الذِينَ أُوْتوُا العِلْمَ دَرَجَات﴾[ المجادلة ۱۰]، وقوله ﴿(قـُلْ هَلْ يَسْتَوِي الذِينَ يَعْلَمُونَ وَالذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ﴾[الزمر ٨]، وقوله ﴿إِنَمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاء﴾[فاطر ۲۷].
ومن السنة، قوله صلى الله عليه وسلم (العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورّثوا دينارا ولا درهما ولكن ورّثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر)(١).
أهل العلم هم الذين أحرزوا قصبات السبق إلى وراثة الأنبياء لعلمهم بفقه الكتاب والسنة وبهدي نبي هذه الأمة صلى الله عليه وسلم ، فلا شرف فوق شرف وارث ميراث النبوة، نسأل الله تعالى أن يكون شيخنا أبو عبد المعز ممن نالوا تلك المرتبة إذ يعد حفظه الله تعالى حلقة وصل لمن مضى من سلف هذه الأمة المتبعين للدعوة المحمدية حقا: معتقدا ومنهجا وفقها وعلما، فهو منذ أن حاز نصيبا من العلوم الشرعية ونبغ فيها قام بالدعوة إلى الله، داعيا إلى كتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وفق منهج سلف هذه الأمة، لا يحابي في الحق أحدا، ولا يوالي على الباطل قريبا ولا بعيدا، جمع بين علمي النقل والعقل، يؤصــل الأجوبة ويستدل لهـا ويحقق المسائل دون تقليد لغير الدليل، ويدعو إلى السنة ويحارب البدعة بلسانه وقلمه، له تآليف وشروحات وتعليقات بلغت الغاية في الدقة والتحرير، فجزاه الله تعالى عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
هذا وقد طلبت من شيخنا أن يزودني ببعض المعلومات حتى أترجم له، فوافق جزاه الله خيرا، فقمت بإعداد هذه النبذة عن حياة شيخنا الطيبة وذلك في سطور، وسميتها بعد استشارة شيخنا "ترجمة شيخنا الأعز أبي عبد المعز". فأقول وبالله التوفيق
۱- اسم شيخنا ونسبه ومولده:
هوشيخنا أبوعبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس القبي، نسبة إلى القبة القديمة بالجزائر (العاصمة) التي كانت مسقط رأسه بتاريخ: يوم الخميس ٢٩ ربيع الأول ١٣٧٤ﻫ المـوافق لـ: ٢٥ نوفمبر ١٩٥٤م في شهر وسنة اندلاع الثورة التحريرية في الجزائر ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم.
٢ - نشأة شيخنا العلمية:
تدرج شيخنا أبو عبد المعز في تحصيل مدارك العلوم بالدراسة -أولا- على الطريقة التقليدية فأخذ نصيبه من القرآن الكريم وشيئا من العلوم الأساسية في مدرسة قرآنية على يد الشيخ محمد الصغير معلم، ثم التحق بالمدارس النظامية الحديثة التي أتم فيها المرحلة الثــانوية، وبالنظر إلى عدم وجود كليات ومعاهد عليا في العلوم الشرعية في ذلك الوقت كانت أقرب كلية تدرس فيها جملة من المواد الشرعية كلية الحقوق العلوم الإدارية التي أنهى دراسته بها، ولا تزال - طيلة مرحلته الجامعية - تشده رغبة أكيـدة وميول شديد للاستزادة من العلوم الشرعية والنبوغ فيها، فأكرمه الله تعالى بالقبول في الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فاستطاع أن يجد ضالته في هذا البلد الأمين، وقد استفاد أثناء مرحلته الدراسية من أساتذة وعلماء كرام -سواء في الجامعة الإسلامية وفي المسجد النبوي الشريف- ملازمة ومجالسة وحضورا، أمثال : الشيخ عطية بن محمد سالم -رحمه الله- القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية في موطأ مالك -رحمه الله- والشيخ عبد القادر بن شيبة الحمد، أستاذ الفقه والأصول في كليـة الشريعة، والشيخ أبوبكر جابر الجزائري الواعظ بالمسجد النبوي، وأستاذ التفسير بكلية الشريعة، والشيخ محمد المختار الشنقيطي -رحمه الله- أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرس كتب السنة بالمسجد النبوي، والشيخ عبد الرؤوف اللبدي أستاذ اللغـة (نحو وصرف) بكلية الشريعة، وأمثالهم، كما استفاد من المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كان يناقشها الأسـاتذة والمشايخ، وكذا المحاضرات التي كان يلقيها فحول العلماء أمثال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- والشيخ حماد بن محمد الأنصاري -رحمه الله- وغيرهم. ثم عاد إلى الجزائر سنة ١٤٠٢ﻫ/١٩٨٢م ، فكان من أوائل الأساتذة الذين التحقوا بمعهد العلوم الإسلامية الذي اعتُمد رسميا في تلك السنة، وتعين فيه بعد ذلك مديرا للدراسات والبرمجة، ثم انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط -المغرب- قصد التفرغ لاستكمال أطروحة الدكتوراه التي حولها بعد ذلك إلى الجزائر العاصمة، فكانت أول رسالة دكتوراه الدولة التي نوقشت بالجزائر العاصمة في مجال العلوم الإسلامية، وهولا يزال بنفس الكلية يستفيد منه طلبة العلم داخل الجامعة وخارجها.
۳ - صفات شيخنا الخلقية والخلقية :
وشيخنا أبو عبد المعز _حفظه الله_ يتمتع بما وهبه الله من صفات بدنية وقوة جسمية منيعة، تظهر صفاته الخلقية من خلالها من كمال الهيئة وحسن السمت وجمال الوجه والمظهر، وهو قريب الشبه في شكله وصورته وصوته للشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله تعالى- كمـا شهد بذلك من رآهما.
كما توجت سيرة شيخنا أبي عبد المعز الذاتية والعلمية بجملة من مكارم الأخلاق التي يعرفها طلبة العلم عنه، وهو على جانب كبير من التواضع وطيب الطبع وحسن الألفة والمعاشرة وجمال الخلق، يتوخى في دعوته أسلوب اللين بالحكمة والموعظة الحسنة، يدعو للحق سالكا منهج أهل السنة والجماعة، راكنا إلى أهلها يحبهم ويميل إليهم ويواليهم ويشــد على من يبغضهم ويعادي من يدعو على خلافهم، وهو قائم بالعدل، منصف مع الغير، يعظم العلم، يقبل النصيحة في الحق ويرجع إليه، ولا ينصر العامة على العلمـاء، ولا يجرئهم على التجاسر، ويشفق عليهم وهو رحيم بهم، ومن صفاته حسن الاستقبال والعشرة وعلو الهمة.
يتبع ....
oumyahia
2008-12-13, 16:32
٤ - مؤلفات شيخنا العلمية :
هذا ولشيخنا أبي عبد المعز _حفظه الله_ مؤلفات علمية صدرت مطبوعة من دور النشر خارج الجزائر وداخلها وسلسلتين في الفقه، وتمتاز كتبه ورسائله بالدقة في الأسلوب الممتزج بين الأسلوب الأصولي والأدبي، وعباراته علمية دقيقة مسلسلة، بعيدة عن التعقيد اللفظي والتعصب المذهبي.
ومن مؤلفاته ورسائله:
١. تقريب الوصول إلى علم الأصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي المتوفى سنة ٧٤١ هـ، دار الأقصى _ القاهرة ١٤١٠ هـ.
٢. ذوو الأرحام في فقه المواريث _دار تحصيل العلوم ١٤٠۷هـ الموافق لـ ۱٩۸۷ م.
۳. الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل للإمام أبي الوليد الباجي المتوفى سنة ٤۷٤ هـ _ المكتبة المكية السعودية _
٤. مفتاح الوصول إلى بناء الفروع على الأصول ويليه كتاب مثارات الغلط في الأدلة للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الحسني التلمساني ۷۷۱هـ/۱۳۰۷ م _ مؤسسة الريان، الطبعة الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩١م، دار تحصيل العلوم ١٤٢٠هـ / ۱۹۹۹م.
٥. مختارات من نصوص حديثية في فقه المعاملات المالية _ دار الرغائب والنفائس ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م .
٦. الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول للشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفى سنة ١٣٥٩هـ _ دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى: ١٤٢١هـ / ٢٠٠٠م.
سلسلة فقه أحاديث الصيام
۷/۱. حديث تبييت النية _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م
٨/٢. حديث النهي عن صوم يوم الشك _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
۹/۳. حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال _ دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م.
۱۰/٤. حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر _دار الرغـائب والنفائس، الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ / ۲٠٠۲م.
سلسلة ليتفقهوا في الدين
۱/١١. طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الثانية ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
١٢/٢. المنية في توضيح ما أشكل من الرقية _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الثانية ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
٣/۱۳. فرائد القواعد لحل معاقد المساجد _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الثانية ١٤٢٣هـ/ ٢٠٠٢م.
١٤/٤. محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة _دار الرغائب والنفائس، الطبعة الأولى١٤٢٠هـ/ ١٩٩٩م.
١٥/٥. الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد _ مكتبة دار الريان، الطبعة الأولى ١٤٢٠هـ / ٢٠٠٠ م.
١٦/٦. مجالس تذكيرية على مسائل منهجية _ دار الرغائب والنفائس، ١٤٢٤هـ / ٢٠٠٣م.
١٧/٧. 40 سؤال في أحكام المولود _ دار الرغائب والنفائس، ١٤٢٥هـ / ٢٠٠٤م.
١٨/٨. العادات الجارية في الأعراس الجزائرية _ دار الرغائب والنفائس، ١٤٢٦هـ / ٢٠٠٥م.
١٩. مقال في مجلة "الرسالة" الصادرة من وزارة الشؤون الدينية تحت عنوان [حكم التسعير: هل التسعير واجب أم ضرورة في الشريعة الإسلامية؟].
٢٠. مقالة في مجلة "الموافقات" الصادرة من المعهد الوطني العالي لأصول الدين بالخروبة تحت عنوان [حكم بيع العينة]
٢١. مقالة في مجلة "منابر الهدى" تحت عنوان [إعتبار إختلاف المطالع في ثبوت الأهلّة وآراء الفقهـاء فيه]
oumyahia
2008-12-13, 16:33
مؤلفات قيد الإصدار :
١. من سلسلة ليتفقهوا في الدين العدد التاسع (حول مسائل الحج).
٢. الإنارة في التعليق على كتاب الإشارة.
٣. شرح وتعليق على العقائد الإسلامية للشيخ عبد الحميد بن باديس المتوفى سنة ١٣٥٩هـ.
ولشيخنا أبي عبد المعز _ حفظه الله _ مقالات نشرت ضمن أعداد من مجلة منابر الهدى وله إجابات عن أسئلة وردت عليه من مختلف جهات بلدنا الجزائر ومن غيره، منها المكتوب بخطه ومنها المسجل في أشرطة، فهي فتـاوى متنوعة ومؤصلة في العقيدة والمنهج وفي الفقه وأصوله، مما يدل على سعة مداركه العلمية.
هذا وليعلم أن الذي نكتبه عن شيخنا هو القليل من حياته العلمية، وإنا مما نشهد على مـا رأيناه من شيخنا حفظه الله تعالى: هو حسن أخلاقه وسمته وتواضعه مع طلبة العلم، ورحمته بهم كالوالد مع ولده، فهويقربهم إليه ويبسط لهم المسائل ويؤصلها لهم، ويعلمهم الكيفية المثلى في الإجابة، ويعقد لهم المجالس الخاصة فضلا عن العامة، في البيت والمسجد والجامعة، كما أنه يتعاهدهم ويسأل عنهم ويساعدهم على قضاء حوائجهم المادية فإن لم يستطع فبالتوجيه والكلمة الطيبة، كما أنه ينصحهم بما يفيدهم في دينهم ودنياهم، ويرغبهم في التكتل على الحق واتباع منهج النبوة، ويرهبهم من التكتل على الباطل واتباع منهج الضلال، فهو الشيخ الفقيه بدينه الفقيه بواقعه، فجزاه الله تعالى عن المسلمين خير الجزاء، وأثابه وإيانا الثواب الجزيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم.
في سنة ١٤٢٤- ١٤٢٥ هـ / ٢٠٠٤ م .
oumyahia
2008-12-13, 16:41
ترجمة الشيخ
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarhb2bf65fc7f.gif
أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarhb2bf65fc7f.gif
ترجمة الشيخ بخط رابح مختاري العاصمي الجزائري
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
أما بعدُ: فإنَّ العلم أعظم ما يتنافس فيه المتنافسون، إذ هو ميراث النبوة، ونورٌ يُستَضَاء به، وحاجة الناس إليه أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب وأمور معاشهم، قال العلامة ابن القيم -رحمه الله تعالى- عن فقهاء الإسلام: <فهم في الأرض بمنزلة النجوم في السماء، بهم يهتدي الحيرانُ في الظلماء، وحاجة النّاس إليهم أعظم من حاجتهم إلى الطعام والشراب، وطاعتهم أفرض عليهم من طاعة الأمهات والآباء بنصِّ الكتاب>(١).
وقد قرن الله جلَّ وعلا شهادة العلماء بشهادته و شهادة الملائكة فقال سبحانه ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُوْ العِلْمِ قَائِماً بِالقِسْطِ﴾[آل عمران ١٨]، وقال الله تعالى ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِيْنَ أُوْتُوْا العِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[ المجادلة ١١]، وقال سبحانه ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ﴾[فاطر ٢٨].
والفرق بين العالم وبين ضعيف العلم قليل البصيرة: أنّ الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد أمواج البحر ما أزالت يقينه ولا قدحت فيه شَكّاً لأنّه قد رسخ في العلم، فلا تستفزه الشبهات ولا تزعزعه الإيرادات، أما الجاهل فإنّ الشكَّ ينقدح في قلبه لأول عارض من شبهة فيكثر التنقل من مذهب لآخر لضعف علمه وقلَّة بصيرته فليس العالم الرشيد كأخي الجهالة، ومن تمادى في الغيِّ والضلالة(٢).
نسأل الله أن يكون شيخنا أبو عبد المعز ممن نال درجة العلماء و أن يبلِّغه المنازل العلى منها، إنَّه بكلِّ جميل كفيل وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وهذه ترجمة موجزة فيها إبراز لبعض معالم شخصيته مع يقيني أنه أكبر مما وصفت وأجلُّ مما ذكرت، نسأل الله الإخلاص والصواب والتوفيق والسداد.
١. اسمه ومولده:
هو شيخنا القدوة حسنة الأيام أبو عبد المعز محمد علي بن بوزيد بن علي فركوس، وُلد بالقبَّة القديمة بالجزائر العاصمة في يوم الخميس التاسع والعشرين من ربيع الأول سنة ١٣٧٤ﻫ الموافق للخامس والعشرين من شهر نوفمبر سنة ١٩٥٤م.
٢. نشأته العلمية:
لقد نشأ شيخنا -أيَّده الله- في محيط علمي وبيت فضل وجلالة و حُبٍّ للعلم وأهله، فكان لذلك أثره الواضح في نشأته العلمية، حيث أخذ نصيبه من القرآن الكريم، وطرفاً من العلوم الأساسية في مدرسة قرآنية على يد الشيخ محمد الصغير معلم.
ثم التحق بالمدارس النظامية وحصل على شهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، ثمّ أتمَّ دراسته في كلية الحقوق- والعلوم الإدارية لاشتمالها على جملة من المواد الشرعية كالفرائض والأحوال الشخصية [زواج، طلاق، هبة و وصية..]، وذلك لعدم وجود كليات متخصصة في العلوم الشرعية في ذلك الوقت.
وقد ملك على الشيخ منذ صغره حُبُّه للعلم و النبوغ فيه، ولم يزل ذلك شغله الشاغل حتى منَّ الله تعالى عليه بالالتحاق بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ذاك الصرح العالي الذي يأوي إليه الباحثون ويجتمع عليه طلبة العلم من أصقاع الدنيا لمجالسة العلماء وملازمة الفقهاء ليفيدوا من علومهم ويستضيئوا بفهومهم ولاسيَّما حلقاتُ العلم الكثيرة المنتشرة في المسجد النبوي الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم :"صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"وقد تخرَّج شيخنا من كلية الشريعة عام ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م بتقدير ممتاز.
٣. أبرز مشايخه:
1- الشيخ عطية بن محمد سالم رحمه الله القاضي بالمحكمة الكبرى بالمدينة النبوية والمدرَّس بالمسجد النبوي: درس عليه موطأ الإمام مالك رحمه الله.
2- الشيخ عبد القادر شيبة الحمد: أستاذ الفقه و الأصول في كلية الشريعة.
3- الشيخ أبو بكر الجزائري: المدرِّس بالمسجد النبوي وأستاذ التفسير بكلية الشريعة.
4- محمد المختار الشنقيطي رحمه الله (والد الشيخ محمد): أستاذ التفسير بكلية الشريعة، ومدرِّس كتب السنة بالمسجد النبوي.
5- الشيخ عبد الرؤوف اللّبدي: أستاذ اللغة بكلية الشريعة
وقد استفاد من المحاضرات التي كان يلقيها كبار العلماء والمشايخ أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ حماد بن محمّد الأنصاري رحمهما الله تعالى.
وكان حريصا على حضور المناقشات العلمية للرسائل الجامعية التي كانت تناقش بقاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية من قِبَل الأساتذة والمشايخ الذين لهم قدم راسخة في مجال التحقيق ورحلة طويلة في البحث العلمي، وقد أكسبه ذلك منهجية فذَّة في دراسة المسائل العلمية ومناقشتها.
وفي عام ١٤٠٢هـ/١٩٨٢م حطَّ عصى التَّرحال واستقَرَّ به النوى في الوطن الحبيب، فكان من أوائل الأساتذة بمعهد العلوم الإسلامية بالجزائر العاصمة الذي اعتُمد رسميا في تلك السنة، وقد عُيِّن فيه بعد ذلك مديرا للدراسات والبرمجة.
وفي سنة ١٤١٠هـ/١٩٩٠م انتقل إلى جامعة محمد الخامس بالرباط لتسجيل أطروحة العالمية العالية (الدكتوراه)، ثمَّ حوَّلها - بعد مُدَّةٍ من الزمان - إلى الجزائر فكانت أول رسالة دكتوراه دولة نوقشت بالجزائر العاصمة في كلية العلوم الإسلامية وذلك سنة ١٤١٧هـ/ ١٩٩٧م.
ولا يزال إلى يوم الناس هذا مُدَرِّسا بهذه الكلية، مُسَخِّراً وقتَه وجُهدَه لنشر العلم ونفع الناس و الإجابة عن أسئلتهم، ولم تكن الكلية منبره العلمي والتربوي الوحيد في الدعوة إلى الله تعالى، بل كانت المساجد محطة علمية توافد عليها جموع طلبة العلم من كل الجهات، فأتم شرح روضة الناضر لابن قدامة المقدسي في علم الأصول بمسجد الهداية بالقبة ( العاصمة ) كما أتم شرحه على مبادئ الأصول لابن باديس بمسجد الفتح بباب الوادي ( العاصمة )، ودرّس القواعد الفقهية بمسجد أحمد حفيظ ببلكور ( العاصمة )، كما شرح رسائل لمشايخ الدعوة السلفية، وأجاب عن عدة أسئلة في مختلف العلوم والفنون وقد جمعت له في أشرطة وأقراص علمية. نسأله تعالى أن يُقَوِّيه على طاعته وأن يجعل ذلك في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى اللهَ بقلب سليم.
يتبع ....
oumyahia
2008-12-13, 16:44
. صفاته الخَلقية والخُلقية:
من نِعَمِ الله تعالى على الشيخ أن وَهَبَه بسطة في العلم والجسم، فقد رُزِق قوةً جسمية وكمال هيئة وحُسنَ سَمْتٍ وجَمال وجهٍ ومظهر، وأتاه الله تعالى هيبة ووقارا، يحترمه الموالف والمخالف، وهو قريب الشَّبَهِ في شكله و صورتِه وصَوتِه بالشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، كما شهد بذلك من رآهما.
وكُلُّ من خالطه واقترب منه عَلِمَ أنه عَلَمٌ في الفضيلة وكرمِ الخِلال ودماثة الأخلاق، سَهْلُ الجانب، كريمُ النفس، واسع الإيثار، حَسَنُ الألفة والمعاشرة، متين الحرمة، عالي الهِمَّة، كثير التحمُّل واسع الصدر للمخالف على جانب كبير من التواضع، نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحداً.
ومن أبرز المعالم في شخصية الشيخ حفظه الله تعالى:
أ- حُسن قصده وسلامة طويَّته ومحبته لنفع الناس عامة وطلبة العلم خاصة، فلا تخلو صلاة من الصلوات الخمس إلاّ ومعه طائفة من السائلين والمستفيدين يقف معهم الساعة والساعتين يجيبُ هذا ويوَجِّه ذاك وينصح الثالث، وهكذا مع هدوء الطبع وسداد الرأي وعدم التبرُّم.
وقد حدَّثنا يوماً عن طلبه للعلم بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فكان مما قاله:"كنت إذا استفدتُ فائدة فرحت بها فرحاً عظيما وتمنيتُ لو استطعت أن أطير بها إلى الجزائر لأبلِّغها للناس ثم أرجع إلى المدينة".
فإذا كان المرء يحمل في نفسه هَمَّ الدعوة إلى الله وتبليغ الإسلام الصحيح إلى الناس، فإن علمه يثبت في صدره ولا يتفلت منه غالبا لنُبل مقصده وحسن نيَّته، خلافا لمن يحفظ للامتحانات أو لأغراض أخرى دنيوية، فإنَّ حفظه في الغالب يزول بزوال الغرض الذي حفظه من أجله.
ب- دفاعه عن العقيدة السلفية و ذبُّه عن حياض السنة بأسلوب حكيم وطريقة مثلى، عملا بقوله تعالى ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيْلِ رَبِِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالُمهْتَدِينَ﴾[النحل ١٢٥]، فهو لا يداهن في مسائل التوحيد ولا يتنازل عن قضايا العقيدة، ويعرض قولَه بأسلوب علمي حكيم واضح مجتنبا مذهب الفظاظة في القول مما لم يأذن به الشارع، لأنَّ طريقة السِّباب والشتم في المجادلة يُحسنها كل أحد ولا يسلكها إلا العاجز عن إقامة الحجة ومن ضاق عطنُه عن بيان المحجَّة، فالذي ينبغي على الداعية الحرص على هداية الناس وإيصال الحق إليهم بطريقة شرعية تقبلها القلوب ولا تنفر منها الطباع، وأما من حاد عن السبيل وطعن في نحر الدليل، ففي قوارع التنزيل والألفاظ الشرعية ما يزجره ويردعه، ولله درُّ العلامة المعلمي حيث قال :"وفي النكاية العلمية كفاية إن كانت النكاية مقصودة لذاتها".
ج- كثرة تحمُّله وشدة صبره وسعة صدره للمخالِف، يَزين ذلك سكينةٌ ووقار، ذلك في سكينة ووقار، فإنّ صاحب العلم والفُتيا أحوج ما يكون إلى الحلم والسكينة والوقار إذ هي كسوة علمه وجمالُه، وإذا فقدها كان علمُه كالبدن العاري من اللباس، كما قال بعض السلف:"ما قُرن شيء إلى شيء أحسن من علم إلى حلم"
فكم من سائل جهل عليه في سؤاله فيحتمل ذلك منه ويعامله على قدر عقله ولا يخرج بسبب ذلك عن طوره وحُسن سمته، وكم من شخص آذاه فألان له الجانب وغمره بحلمه وقابل إساءته بإحسان فأزال بذلك ما في نفسه من الإِحَن، وما في صدره من الضغينة.
وإن تعامله مع الناس ليُذَكِّرني بقول العلامة ابن القيم فيما يحتاجه المفتي :"فالحلم زينة العلم وبهاؤه وجماله، وضد الطيش والعَجَلة والحدَّة والتسرع وعدم الثبات، فالحليم لا يستفزه البَدَوات، ولا يَسْتَخِفُّه الذين لا يعلمون، ولا يٌقْلِقُه أهل الطيش والخفة والجهل، بل هو وقور ثابت ذو أناةٍ يملك نفسه عند ورود أوائل الأمور عليه، ولا تملكه أوائلها، وملاحظته للعواقب تمنعه من أن تستخفه دواعي الغضب والشهوة" (أعلام الموقعين ٤/٢٥١).
د- تحقيقه العلمي وتوظيفه لعلم الأصول في المسائل الفقهية فإن المقصود من علم الأصول بناءُ الفقيه الحقّ الذي يحسن التعامل مع الأدلة بنفسه إذ لا يكون الفقه إلا بفهم الأدلة الشرعية بأدلتها السمعية الثبوتية من الكتاب و السنة والإجماع نَصّاً واستنباطاً (الاستقامة لابن تيمية ١/٦١)
فالاجتهاد هو العلة الغائية لعلم الأصول، لكن الملاحظ عند كثير من المتأخرين انبتات الصلة بين الأصول والفقه كما قال بعضهم "أصبح الفقهاء يزرعون أرضا غير التي يحرثها لهم الأصوليون، فلا هؤلاء وجدوا لحرثهم من يزرعه، ولا أولئك زرعوا ما حرثه لهم الحارثون".
وقد حرَص شيخنا على تطبيق علم الأصول وتوظيفه في المسائل الفقهية التي يدرسها معتنيا بالقواعد الفقهية التي يمكن إرجاع تلك الفروع إليها، ومبيِّناً في آخر كل مسألة سبب الخلاف فيها ليكون الطالب على دراية بمأخذ الأدلة، وأن اختلاف العلماء ليس بالتشهي ولا اتباع الهوى ولكن بسبب تجاذب الأدلة واختلاف المأخذ، فتكون المعلومات مرتبة في ذهن الطالب بحيث يربط الفرع بأصله محسنا للظن بالعلماء فيما اختلفوا فيه، مسطِّراً النهج السديد والسبيل الأمثل لدراسة مسائل الخلاف.
هـ- عدم استنكافه عن الرجوع إلى الحق والانصياع إليه:
من محاسن شيخنا - وفقه الله - قبولُه للنّقد وتواضعه للحق وعدم استكباره عن الرجوع إلى الصواب إذا ظهر له، فكم من مسألة يستشكلها بعض الطلاب ويراجعونه فيها ولو شاء أن يجد مخرجاً لفعل ولكن إنصافه يمنعه من ذلك فيَعِد بمراجعة المسألة والنظر فيها، فإذا ظهر له الصواب مع المعتَرض صرَّح بذلك وأذعن إلى الحق، مطمئِنَّ النفس مرتاح البال لأنه يطلب الحق وينشد الصواب، وهذا هو أعظم أنواع التواضع وهو التواضع للنصوص الشرعية والرجوع إلى الحق، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً.
oumyahia
2008-12-13, 16:45
٥. مؤلفاته العلمية:
تمتاز مؤلفات شيخنا -حفظه الله- بالأسلوب العلمي الرصين وتدقيق النظر في المسائل وتأصيلها والحرص على ذكر سبب الخلاف ومأخذه وقد لقيت قبولا عند المشايخ وطلبة العلم، ومن هذه المؤلفات:
1) تقريب الوصول إلى علم الأصول لأبي القاسم محمد بن أحمد بن جُزَيّ الكلبي الغرناطي (ت ٧٤١هـ) دراسة وتحقيق. طبع بدار الأقصى - القاهرة ١٤١٠هـ.
2) ذوو الأرحام في فقه المواريث -تأليف- وهي رسالة في العالمية ( الماجستير ) طبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر ١٤١٣هـ.
3) الإشارة في معرفة الأصول والوجازة في معنى الدليل للإمام أبي الوليد الباجي (ت ٤٧٤هـ) دراسة وتحقيق، طبع بالمكتبة المكية - السعودية.
4) مفتاح الأصول إلى بناء الفروع على الأصول - ويليه: كتاب مثارات الغلط في الأدلة للإمام أبي عبد الله محمد بن أحمد الحسني التلمساني (٧٧١هـ / ١٣٧٠م) دراسة وتحقيق ، وهي رسالة في العالمية (الدكتوراه) بعنوان " أبو عبد الله الشريف التلمساني وآثاره الفقهية والأصولية"، طبع بمؤسسة الريان الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م. وطبع بدار تحصيل العلوم - الجزائر ١٤٢٠هـ / ١٩٩٩م.
5) مختارات من نصوص حديثية في فقه المعاملات المالية - القسم الأول - دار الرغائب و النفائس - الجزائر ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
6) الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت ١٣٥٩هـ / ١٩٤٠م ) دار الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى ١٤٢١هـ / ٢٠٠٠م.
سلسلة " فقه أحاديث الصيام ":
7) 1- حديث تبييت النية. درا الرغائب والنفائس- الجزائر. الطبعة الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م.
8) 2- حديث النهي عن صوم يوم الشك. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
9) 3- حديث الأمر بالصوم والإفطار لرؤية الهلال. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى - ١٤٢٢هـ / ٢٠٠١م.
10) 4- حديث حكم صيام المسافر ومدى أفضليته في السفر. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة الأولى ١٤٢٢هـ / ٢٠٠٢م.
سلسلة " ليتفقهوا في الدين ":
11) 1- طريق الاهتداء إلى حكم الائتمام والاقتداء. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. ١٤١٩هـ / ١٩٩٨م.
12) 2- المنية في توضيح ما أشكل من الرقية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر الطبعة 2. ١٤١٩هـ / ١٩٩٩م.
13) 3- فرائد القواعد لحلِّ معاقد المساجد. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة 2. ١٤٢٣هـ / ٢٠٠٢م.
14) 4- محاسن العبارة في تجلية مقفلات الطهارة. دار الرغائب والنفائس- الجزائر الطبعة الأولى ١٤٢٣هـ / ٢٠٠٢م..
15) 5- الإرشاد إلى مسائل الأصول والاجتهاد. مكتبة دار الريان – الجزائر. الطبعة الأولى ١٤٢٠هـ / ٢٠٠٠م .
16) 6- مجالس تذكيرية على مسائل منهجية. دار الرغائب والنفائس- الجزائر ١٤٢٤هـ / ٢٠٠٣م.
17) 7- ٤٠ سؤالاً في أحكام المولود ومعه التذكرة الجلية في التحلي بالصبر عند البلية - دار الرغائب و النفائس ١٤٢٥هـ / ٢٠٠٤م.
18) 8- العادات الجارية في الأعراس الجزائرية. دار الرغائب والنفائس - الجزائر ١٤٢٦هـ / ٢٠٠٥م.
19) مقالة في مجلة "الرسالة" الصادرة من وزارة الشؤون الدينية تحت عنوان "حكم التسعير: هل التسعير واجب أم ضرورة في الشريعة الإسلامية؟".
20) مقالة في مجلة "الموافقات" الصادرة من كلية العلوم الإسلامية بالجزائر تحت عنوان:"حكم بيع العينة".
21) مقالة في مجلة "منابر الهدى" تحت عنوان :"اعتبار اختلاف المطالع في ثبوت الأهلة وآراء الفقهاء فيه".
oumyahia
2008-12-13, 16:46
مؤلفات قيد الإصدار:
1) من سلسلة " ليتفقهوا في الدين " العدد التاسع (حول مسائل الحج).
2) الإنارة في التعليق على كتاب الإشارة لأبي الوليد الباجي.
3) شرح و تعليق على العقائد الإسلامية للشيخ عبد الحميد بن باديس (ت ١٣٥٩).
و قد ناقش الشيخ العديد من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
1) الرخصة الشرعية وأثرها في القضايا الفقهية (دكتوراه) للباحث كمال بوزيدي.
2) دلالة الأفعال النبوية و أثرها في الفقه الإسلامي (دكتوراه) للباحث عبد المجيد بيرم.
3) الإمام العلامة ابن خويز البصري البغدادي وآراؤه الأصولية دراسة استقرائية تحليلية مقارنة (دكتوراه) للباحث ناصر قارة.
4) الجدل عند الأصوليين بين النظرية والتطبيق (دكتوراه) للباحث مسعود فلوسي.
5) أبو إسحاق الاسفراييني وآراؤه الأصولية جمع ودراسة (دكتوراه) للباحث علي عزوز.
6) فتاوى النوازل (الأحوال الشخصية بين ابن تيمية و الونشريسي أنموذجا) دراسة نظرية تطبيقية (دكتوراه) للباحث ميلود سرير.
7) أحكام المساقاة في الشريعة الإسلامية (ماجستير).
8) التوقف عند الأصوليين دراسة تحليلية نقدية (ماجستير).
9) حروف الإضافة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء (ماجستير).
10) أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم المجردة وموقف العلماء من دلالتها على الأحكام الشرعية (ماجستير).
11) أنواع السنة وكيفية بيانها للأحكام – دراسة أصولية - (ماجستير).
12) طرق الوقاية من الجريمة في الشريعة وقانون العقوبات الجزائري (ماجستير).
13) كتاب فتح الجليل الصمد في شرح التكميل والمعتمد -دراسة و تحقيق- (ماجستير).
14) القواعد الأصولية المستخرجة من كتاب إحكام الأحكام لابن دقيق العيد وبيان مذهبه فيها (ماجستير).
كما أشرف على الكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير منها:
1) آراء ابن القيم الأصولية (دكتوراه) للباحث عبد المجيد جمعة.
2) آراء ابن عبد البر الفقهية (ماجستير).
3) الاختيارات الفقهية لابن رشد (ماجستير).
4) التداوي بالمحرمات أحكامه و أحواله (ماجستير).
5) الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح (ماجستير).
6) صوارف الأمر والنهي للاستحباب والكراهة وتطبيقاتها الفقهية (ماجستير).
7) مفهوم الحصر وآثاره الأصولية والفقهية (ماجستير).
8) الأحكام الكبرى -كتاب الأذان للإمام ابن كثير- دراسة وتحقيق (ماجستير).
9) الغرر وأثره في عقود المعاوضات المالية (ماجستير).
10) إجماعات النووي -جمع ودراسة- (ماجستير).
11) التصحيح والتوضيح للمنقول عن الشافعي في علم الأصول -تنصيصا وتخريجا- (ماجستير).
12) الآراء الأصولية لأبي بكر الصيرفي -جمع و دراسة وتحقيق- (ماجستير).
13) مراحل الحمل بين الشريعة والطب المعاصر وآثارها الفقهية (ماجستير).
14) تخريج الفروع والأصول على الأصول -دراسة نظرية تطبيقية- (ماجستير).
15) القاضي عبد الوهاب أصوليا (ماجستير).
16) إعمال أولوية التأسيس على التأكيد في مجالي الفقه والأصول (ماجستير).
17) إبراز الحكم من حديث "رفع القلم" للإمام تقي الدين السبكي (ماجستير).
18) دلالة مفهوم المخالفة عند الأصوليين وأثرها في اختلاف الفقهاء -باب النكاح أنموذجا- (ماجستير).
19) المنهج الأصولي و تفريعاته الفقهية عند الحافظ ابن خزيمة في كتابه "الصحيح" (ماجستير).
20) المماثلة في القصاص فيما دون النفس -دراسة فقهية مقارنة- (ماجستير).
21) الآثار الفقهية المترتبة على الاختلاف في الحكم على الحديث من خلال كتاب "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" لابن رشد -دراسة حديثية فقهية- (ماجستير).
22) طرق دفع التعارض بين الأدلة الشرعية عند أبي جعفر الطحاوي في كتابه "مشكل الآثار" و"شرح معاني الآثار" (الماجستير).
وللشيخ مقالات نشرت في مجلة منابر الهدى، وإجابات عن أسئلة وردت عليه من مختلف مناطق الجزائر ومن خارج الجزائر منها المكتوب بخطه ومنها المسجل في أشرطة في العقيدة والمنهج والفقه والأصول و نصائح دعوية، لا يزال سائرا على هذا الدرب بخطى ثابتة وهمة عالية، نسأل الله تعالى أن يبارك في جهوده ويجعلها في ميزان حسناته وأن يسلك به سبيل العلماء العاملين إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد لله ربّ العالمين.
كتبه بتاريخ: 13 ربيع الأول 1425ﻫ
الموافق لـ : 1 جوان 2004م
طه الهلالي
2008-12-13, 21:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكركما جزيل الشكر على هذه الاستجابة السريعة اختنا ميمونة والاخت ام يحي بارك الله فيكم ونفع بكم ورزقك الله بيحي يا ام يحي
ارجو مشاركة كل الاخوة الاعضاء خصوصا المهجر الى الله والشافعي ومسلم والعاصمي والماسة واختكم ومراد......
جعل الله اجر هذا العمل في ميزان حسناتنا
السلام عليكم
oumyahia
2008-12-15, 10:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
والاخت ام يحي بارك الله فيكم ونفع بكم ورزقك الله بيحي يا ام يحي [size=6]
السلام عليكم جزيت خيرا أخي طه على الدّعاء الطيّب ...أكثر منه بارك الله فيك بظهر الغيب ..
oumyahia
2008-12-15, 10:42
السلام عليكم ورحمة الله
الشيخ : أبو سعيد الجزائري
هو الشيخ بلعيد بن أحمد الشهير بأبى سعيد الجزائرى، من مواليد الجزائر عام (1379هـ) والموافق (1959م).
حاصل على ليسانس فى الشريعة الإسلامية من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام (1403هـ) الموافق لعام (1983م) و قام بالعمل مدرسا للشريعة الإسلامية فى الجزائر من عام (1403 هـ) الموافق (1983م) إلى عام (1415 هـ) الموافق (1995 م)
و يعمل حاليا واعظا و مدرسا فى مدرسة العوهة بمدينة العين (الإمارات العربية المتحدة) كما انه امام و خطيب مسجد خليفة بمدينة العين و يلقى دروسا اسبوعية لطلبة العلم بمدينة العين.
و للشيخ حفظه الله بضعة مؤلفات مثل صفة غسل النبى صلى الله عليه و سلم وأحكام الأغسال المشروعة، أحكام الأضحية فى الكتاب و السن، أحكام السفر و آدابه فى الكتاب و السنة.
طه الهلالي
2008-12-15, 21:17
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarh5eb83ae67a.gif
ارجو تثبيت الموضوع تحت إسم علماء الجزائر
oumyahia
2008-12-16, 08:21
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarh5eb83ae67a.gif
ارجو تثبيت الموضوع تحت إسم علماء الجزائر
السلام عليكم ورحمة الله
حبذا والله يا أخي ...على الأقل يعرف الشعب عمن يأخذ دينه في هذه البلاد ....ولكن نقول أفضل شيوخ كي لا ....
احمد ابوياسر
2008-12-16, 13:23
http://upload.aljawarh.net//uploads/images/aljawarh5eb83ae67a.gif
oumyahia
2008-12-16, 14:03
وعليكم السلام ورحمة الله
هل تقصدين ان يكون العنوان :افضل شيوخ الجزائر
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي طه وشكر الله حرصك ..
لا أخي ..قصدت أنّ منهم شيوخ وعندهم علم ولكن لا أدري هل يصحّ لنا أن نقول عليهم علماء ..فقط اقترحت ولله أعلم ....
أو إذا قصدت أنت في موضوعك كبار العلماء هذا شيئ آخر ...
عندي عالم ماشاء الله سأضع سيرته لاحقا بإذن الله ..وأنا أعتبره كوالد قبل كونه عالم ...
oumyahia
2008-12-16, 22:14
السلام عليكم ورحمة الله
انا في انتظار جديدك يام يحي
واجدد الدعوة للاخوة الاعضاءللمشارك
السلام عليكم
غدا بإذن الله أخي الكريم طه .
ميمونة 25
2008-12-17, 08:22
من هو الشيخ أبو عبد الباري عبد الحميد أحمد العربي الجزائري؟
فالشيخ هو: حميد أحمد العربي الجزائري المكنى بأبي عبد الباري، والمشهور بعبد الحميد العربي من مواليد ولاية تيبازة، درس القرآن في صغره على الطريقة المعروفة في الجزائر في أحد المساجد، ودرس النحو والصرف، وأصول الفقه على بعض المشايخ في الجزائر، ثم زاول دارسته التعليمة، وتحصل على شهادة الكفاءة العليا في التربية، ومارس رسالة التعليم، فدرّس مادة الفيزياء والتكنولوجيا في المرحلة المتوسطة، ثم انتقل إلى تدريس مادة اللغة العربية في المرحلة الابتدائية.
وبالموازاة مع التعليم كان مصرحا له من طرف وزارة الشؤون الدينية للتدريس في المساجد لتمكنه في الفقه المالكي، فالشيخ أبو عبد الباري ملم بالمذهب المالكي وله دراسات وبحوث فيه، فكان حفظه الله يلقي دروسا تعليمية في بعض مساجد ولاية تيبازة، ثم انتقل بعد ذلك إلى ولاية البليدة وكان إماما بها يلقي خطبة الجمعة والدروس العلم على عامة المسلمين.
ولم يكن الشيخ حفظه الله ولله الحمد والمنّة منخرطا في أي حزب إسلامي، بل كان يرى وفّقه الله أن التحزب فوضى وشتات، وتمزق بين أفراد المجتمع الواحد.
وفي بداية التسعينات، وبعد ظهور بواد الفتنة حيث صارت مجالس العلم لا قيمة لها، وغاب العقل الواعي، وعُوض بالهباء والهرج والمرج، حزم الشيخ متاعه ورحل للازدياد من العلم على طريقة العلماء القدامى،
فرحل أولاً إلى المملكة العربية السعودية، وجلس فيها مدة معتبرة، درس فيها على يدي كبار مشايخها، فأخذ الشيخ عن.
- العلاّمة الدكتور ربيع بن الهادي بن عمير المدخلي رئيس قسم السنة بالجامعة الإسلامية بالمدينة سابقا.
- والعلاّمة الدكتور: عبد المحسن العباد البدر، رئيس الجامعة سابقا، فأخذ عنه فصولا من سنن النسائي في مسجد رسول الله .
- والدكتور: يوسف الدخيل المدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة، حيث درس عليه فصولا من فتح الباري، وأجزاء أخرى في الحديث.
- والدكتور: علي بن ناصر الفقيهي رئيس قسم العقيدة بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، حيث درس عليه فصولا من كتاب السنة لابن أبي عاصم.
- والدكتور صالح العبود رئيس الجامعة الإسلامية حاليا، حيث درس عليه شرح تيسير العزيز الحميد لكتاب التوحيد.
- وجالس الشيخ محمد آمان الجامي رحمه الله، واستفاد منه فصولا طيبة في العقيدة.
- وجوّد قسطا من القرآن على يدّ الشيخ عبيد الله الأفغاني السعودي بالمسجد النبوي بالمدينة.
- وكان الشيخ يحضر بعض دروس الشيخ محمد بن هادي بن علي المدخلي التي كان يلقيها في مسجد القبلتين.
- وكان للشيخ صحبة متينة مع الشيخ الدكتور عبد السلام البرجس رحمه الله، حيث له معه لقاءات كثيرة ومجالس علم عديدة في مدينة الرياض وأبو ظبي.
- وقد جالس الشيخُ باقي علماء المملكة وأساتذتها واستفاد منهم، ومن هؤلاء:
- العلامة الوالد: الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله.
- والعلاّمة الوالد: الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
- والعلاّمة الشيخ: صالح الفوزان الفوزان حفظه الله.
- والعلاّمة المفتي الشيخ: عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله.
- والعلامة المحدث الشيخ: حماد الأنصاري المدني رحمه الله
- والشيخ الدكتور: إبراهيم بن عامر الرحيلي حفظه الله.
- والشيخ الفاضل: سعد الحصين حفظه الله.
- والشيخ الدكتور: صالح بن حامد الرفاعي، حيث عرض عليه الشيخ أبو عبد الباري كتابه ضوابط الجرح والتعديل.
ولماّ لم يتيسر للشيخ زيارة اليمن فإن الله تعالى يسر له اللقاء ببعض مشايخها في المملكة.
- فقد التقى بالشيخ العلامة محدث اليمن الشيخ مقبل بن هادي الوادي رحمه الله بمكة المكرمة،
وبالشيخ محمد الوصابي اليمني بمكة المكرمة،
وبالشيخ محمد الإمام اليمني بالمدينة النبوية.
- وتدارس الشيخُ كتاب العلل للترمذي بشرح العلامة ابن رجب كاملا، وكتاب تهذيب التقريب لابن حجر مع أبي الحسن مصطفى بن إسماعيل المأربي - قبل إنحرافه على الجادة - بالإمارات مدينة أبو ظبي و الشيخ اليوم من أشد المحذرين من هذا المبتدع .
- ولما كان الشيخ أبو عبد الباري حميد أحمد العربي مولعا بعلم الحديث ومتمكنا فيه، وبارعا في باب العلل فإنه عزم على لقاء العلامة المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، وكان للشيخ عبد الحميد ما أراد بتوفيق الله، فقد التقى الشيخ بالعلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في عمان البلقاء عاصمة مملكة الأردن الهاشمية في سنة1994، وكان لقاء علميا مثمرا، سجل فيه الشيخ شريطا مع العلامة الألباني في مسائل الزكاة الشائكة، وقد بسط الشيخ الحديث عن هذا اللقاء في جزء خاص أسماه (رحلتي إلى الشام)، كما أنه في نفس الرحلة التقى بباقي تلميذ الألباني، منهم: الشيخ علي بن حسن الحلبي، والشيخ مشهور بن حسن، والدكتور موسى نصر، أما الشيخ سليم بن عيد الهلالي فقد التقى به في مدينة دبي وعجمان من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وبعد أن أخذ الشيخ رغبته من علماء المملكة العربية السعودية رحل إلى الشام المحروسة، ونزل بدمشق وبالتحديد في ركن الدين بجبل قاسيون مكان المقادسة، ثم سجل نفسه بمعهد الفتح الإسلامي فرع الأزهر دراسات عليا تخصص، وفي الشام أخذ على يد بعض مشايخها، ومنهم:
الشيخ: أديب كَلاّس، أخذ عنه الفقه الحنفي.
والشيخ: مصطفى البغا أخذ عنه فقه الكتاب العزيز.
والشيخ المقرئ: أبو الحسن محي الدين الكردي، جوّد عليه قراءة حفص، وبعض أحكام القراءات.
والشيخ: الشُووَا أخذ عنه علم النحو.
والشيخ: مصطفى الخن أخذ عنه علم أصول الفقه.
والشيخ: حسام فرفور أخذ عنه كتاب التفتزاني في الأصول.
والشيخ: عبد الفتاح البزم أخذ عنه كتاب الرسالة القشيرية.
وبعد ما استفاد الشيخ من مشايخ الشام جاءه عرض بأن يكون مديرا لشركة زيدكوا للتكنولوجيا والابتكار والاختراع بأبو ظبي، فرحل إلى أبو ظبي عاصمة دولة الإمارات وعمل في منصب مدير للابتكار ثلاث سنوات، ثم رخص له من وزارة الأوقاف وعمل كخطيب ومدرس في مساجد أبو ظبي، وقد كان للشيخ لقاءات في إذاعة وتلفزيون أبو ظبي.
بعض كتب الشيخ:
1 بريق المهو في أحكام سجود السهو. طبع
2 إبلاغ الفهامة بفوائد الحجامة. طبع
3 المرشد الأمين في كيفية الوقاية من العين. طبع
4 وقفات منهجية في الذب عن السلفية (يرد فيه الشيخ على دعاة الخروج والإرهاب). طبع
5 تحقيقه لكتاب/ الطريقة المثلى في ذم التقليد واتباع ما هو أولى طبع.
6 الأمن وحاجة البشرية إليه/ على وشك الطبع.
7 سنى الأضواء في حكم مس المصحف للمحدث والجنب والحائض والنفساء/ طبع.
8 تحقيق لكتاب ابن العطار(الاعتقاد الخالص) يأتي في مجلدين/ على أبواب الطبع.
9المدارج النورانية في ما يلحق المسلم من ثواب بعد المنية/ على مشارف الطبع.
10 الإذاعة في أن التنطع والغلو والخروج على أئمة الجور محرم في ميزان أهل السنة والجماعة/ على أبواب الطبع.
11المجموع الحسن في الرد على دعاة الغلو والفتن.
12العشرية في حقوق الراعي والراعية.
13 الأقوال الواضحات في حكم الإضراب والاعتصام بالشوارع والمسيرات.
14جهود علماء المالكية في خدمة العقيدة الإسلامية
15غاية الأماني في شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني.
16فوائد وأحكام من موطأ مالك الإمام.
17 -النكت الحديثية والفقهية من سنن أبي دواد السجستاني.
19- خير الأنباء في أحكام الدماء عند النساء.
وكتب أخرى وبحوث يسر الله إتمامها
ثناء بعض العلماء والمشايخ على الشيخ عبد الحميد العربي:
لقد أثنى جمع من المشايخ على شيخنا عبد الحميد العربي، ووصفوه بالمتانة في العلم، وسلامة العقيدة والمنهج:
قال عنه العلامة المحدث ربيع بن هادي في تزكية مكتوبة: (إنّ عبد الحميد من خيرة السلفيين عقيدة ومنهجا).
وقال الشيخ ربيع في مكالمة هاتفية مسجلة سميت بالتزكية الذهبية: (بارك الله فيكم والله أنا أرى أنه تلميذ نجيب، وأرى أنه عنده قدرة على الكتابة والكلام والبحث، رجل فاضل إن شاء الله وهو سلفي إن شاء الله لا يرتاب في سلفيته)
وقال كذلك حفظه الله: (بارك الله فيكم، وعرفته في كل فتنة يقف مع الحق، في أيام عدنان عرعور ردّ عليه وجاء أبو الحسن رد عليه والحين جاءت هذا الفتنة ووقف مع الحق، فالرجل ثابت إن شاء الله وَفَاهِمٌ)، وقال كذلك: (هو سلفي بارك الله فيكم(
وقد وصفه الشيخ أبو بكر جابر الجزائري - أيام كان على الجادة - في تقديمه لكتاب الشيخ أحكام الحجامة بالعلاّمة فقال: (إبلاغ الفهامة بأحكام الحجامة للعلامة أبي عبد الباري عبد الحميد بن أحمد العربي) و قد استنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد هذه الصفة في مقدمة كتابه إبلاغ الفهامة تواضعا منه .
وقد أثنى عليه كل من: الشيخ محمد بن هادي، والشيخ عبيد الجابري، والشيخ علي بن حسن الحلبي، والشيخ عبد السلام البرجس، وكان يقول عنه في الرياض: الشيخ عبد الحميد أعلم من فالح الحربي، ويصفه بقوة في الاستدلال،
وأثنى عليه الدكتور يوسف الدخيل، وكان يقدمه في المجالس، وأثنى عليه الدكتور عبد الباري حماد الأنصاري، والدكتور صالح بن حامد الرفاعي، وأثنى عليه عبد المالك رمضاني في تزكية خطية كتبها بيده في مكتبة الحرم المدني وقال عنه: (من خيرة السلفيين الذين خبرتهم في طيبة الطيبة..)، وأثنى عليه الشيخ محمد باي بالعالم القبلوي الساهلي التواتي الجزائري وهو إمام مسجد وقائم على مدرسة بأولف ولاية أدرار في مدينة ورقلة، وقال عنه بخطه: (الشيخ العلاّمة).
وفق الله شيخنا إلى خدمة الإسلام والمسلمين، وجعله من العلماء العالمين، ورزقه البصيرة في الدعوة إلى الله، وأيده بالمخلصين من أبناء الأمة للنهوض بعبء تربية الجيل، وحمايته من الأفكار المدمرة، والوافدة على قيمنا وأعرافنا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
منقول
ميمونة 25
2008-12-17, 08:28
ترجمة الشيخ المصلح الإمام السلفي العربي بن بلقاسم التبسي الجزائري
رحمه الله تعالى
ولد العربي بن بلقاسم بن مبارك بن فرحات التبسي بقرية (ايسطح ) قرب مدينة تبسة بأقصى الشرق الجزائري سنة 1321 هـ/1895 م.
ابتدأ العربي التبسي حفظ القرآن على يد والده، وفي سنة 1324 هـ/ 1907م رحل إلى زاوية ناجي الرحمانية جنوب شرقي مدينة خنشلة بالشرق الجزائري فأتم حفظ القرآن خلال ثلاث سنوات.
ثم رحل إلى زاوية مصطفى بن عزوز ب(نفطة) جنوب غرب تونس في سنة 1327 هـ/1910م وفيها أتقن رسم القرآن وتجويده وأخذ مبادئ النحو والصرف والفقه والتوحيد، ثم التحق بجامع الزيتونة بتونس سنة 1331 هـ/ 1914م حيث نال شهادة الأهلية ثم رحل إلى الأزهر بمصر سنة 1339 هـ/ 1920م فمكث فيه إلى غاية سنة 1346 هـ/1927م ثم رجع إلى تونس وحصل على شهادة التطويع (العالمية) بجامع الزيتونة.
عاد إلى الجزائر سنة 1347 هـ/ 1927م فاشتغل بالتعليم العربي الإسلامي في تبسة وغيرها من أرض الجزائر وشارك في الحركة الإصلاحية التي كان يقودها الشيخ عبد الحميد بن باديس بقلمه بما كان ينشر له في الجرائد والمجلات ودروسه التي كان يلقيها في المساجد.
وفي سنة 1355 هـ/ 1935م اختير كاتبا عاما لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ثم نائبا لرئيسها الجديد الشيخ البشير الإبراهيمي وذلك سنة1360 هـ/ 1940م.
ولما رحل الإبراهيمي إلى المشرق سنة 1371 هـ/ 1952م تولى الشيخ التبسي رئاسة الجمعية إلى أن توقف نشاطها. وقد سجن الشيخ عدة مرات من طرف الاحتلال الفرنسي لمواقفه الصريحة ضد الاستعمار، وفي 4 رمضان 1376 هـ 4 أبريل 1957م خطفه الفرنسيون من مقر سكناه واغتالوه. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنانه.
وقد جمع له الدكتور أحمد الرفاعي الشريفي مجموعة مقالاته التي نشرت في بعض المجلات كالشهاب وغيرها تحت عنوان ((مقالات في الدعوة إلى النهضة الإسلامية في الجزائر)) نشرت في جزئين أحدهما طبع سنة 1402هـ والآخر سنة 1404هـ.
كلمات منيرة للعلامة التبسي - رحمه الله تعالى-
قال رحمه الله في معرض الرد على بعض الطرقيين: ((أما السلفيون الذين نجاهم الله مما كدتم لهم فهم قوم ما أتوا بجديد وأحدثوا تحريفا ولا زعموا لأنفسهم شيئا مما زعمه شيخكم وإنما هم قوم أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في حدود الكتاب والسنة وما نقمتم منهم إلا أن آمنوا بالله وكفروا بكم )) (المقالات1/115).
وقال: "إن الأمة الجزائرية كغيرها من الأمم الإسلامية، أسباب التأخر فيها لا ترجع إلى عهد قريب وإلى سبب مباشر غير مخالفة الدين الذي بناه رب العزة في أحكم نظام وأمتن أساس )) (المقالات 2/ 41).
وقال رحمه الله: ((لست أعرف ابتداءه تاريخيا (يعني الانحطاط) ولكني أستطيع أن أحدده بظهور آثار التغيير في هذه الأمة، وأزعم أنه يبتدئ من يوم أضاع الناس السنة المحمدية وركنوا إلى بدع الرجال التي صرفتهم عن التربية المحمدية والأخلاق الإسلامية، وظهر في الشعب رؤساء ينسبون إلى الدين، فكان وجودهم سببا في انقسام الوحدة واختلاف الكلمة وذيوع الأهواء، وتحيز جماعات الأمة إلى نزاعات تفت عضد الوحدة المقصودة للدين، حتى أصبح الحب والبغض ليسا في الله كما هي القاعدة، واتخذ الناس رؤساء جهالاً بدعيين يعدونهم من أولياء الله وخواص عباده المقربين عنده، ففتنت بهم جهلة الأمة وأشباه الجهلة، فنصروهم على عماية واتبعوهم على غواية، وصار الدين ألعوبة في يد هؤلاء الرؤساء وأتباعهم )) (المقالات 2/ 34).
ومما قاله في خصوص فهم السلف الصالح:
((بهذا الأصل صار الدين لا يمكن أن يؤخذ بحكم العوائد والمحاكاة، ولا تعلمه من الجاهلين، وإنما يؤخذ حقا تعلما عن أهل العلم الحقيقيين الذين يستمدون فهو مهم من عناصر الدين الأولية التي هي الكتاب والسنة على مقتضى فهوم الأولين من علماء الإسلام الذين إذا تكلموا على العقائد بينوها وبينوا مآخذها وأدلتها، وشرحوا ما أذن لهم شرحه وتوقفوا فيما لا مجال للعمل فيه أو ردوه إلى ما وضح معناه وظهر مغزاه )) (المقالات 2/ 27).
ومما قاله وهو يتألم لحال الأمة المزري: ((بكائي على الإسلام ومبادئه ونحيبي على وحدة الدين الذي أضاعه بنوه، الذي أمر بالجماعة وحث عليها بل وجعل المنشق عنها في فرقة من الدين وعزلة عن الإسلام وعداء لأهله. والذي فلق الحب وبرأ النسمة لو أن امرءاً مسلما مات أسفا وحزنا على حالة هذه الأمة؛ لكان له عند الله العذر. أيطيب لنا عيش مع هذه الحالة؟.... )) (المقالات 1/ 61).
وقال يوما مخاطبا أعضاء جمعية العلماء المسلمين: ((فلتكن الأخوة رائدنا، وليكن الإخلاص رابطنا، ولتكن النزاهة شعارنا، وليكن نكران الذات القاسم المشترك الأعظم بيننا. إنه لا يمكن إرضاء الإسلام والوطن، وإرضاء الزوج والأبناء في وقت واحد، إنه لا يمكن لإنسان أن يؤدي واجبه التام إلا بالتضحية، فلننس من ماضي الآباء والأجداد كل ما يدعو إلى الفتور وإلى الموت، ولنأخذ من ماضيهم كل ما هو مدعاة قوة واتحاد)) (المقالات 1/ 202).
منقول
ميمونة 25
2008-12-17, 08:35
الشيخ الطيب العقبي
علم من أعلام الجزائر وواحد من أكبر علمائها، وأشهر دعاتها، ورمز من رموز الدعوة السلفية فيها، وذلك بشهادة أنصاره ومحبيه وباعتراف أعدائه ومخالفيه، ومع كونه كذلك فإننا وجدناه قد أخمد ذكره ولم نجد من يهتم بآثاره فيجمعها وبأفكاره فيجليها وينشرها، فما سأقوم به في هذه الأسطر ما هو إلا محاولة جمع لما تفرق من أخباره، وتذكير ببعض فضله وإشارة إلى أهم أصول دعوته.
النشأة وبداية النشاط
أولا: مولد الطيب العقبي ونشأته
هوالطيب بن محمد بن إبراهيم، من عائلة محمد بن عبد الله التي تنتسب إلى قبيلة أولاد عبد الرحمن الأوراسية. ولد في شهر شوال سنة 1307 هـ الموافق لـ 1890 م في ضواحي بلدة سيدي عقبة التي ينسب إليها. وهاجرت أسرته كلها إلى المدينة المنورة في سنة 1895 م أثناء حملات الهجرة التي سببتها محاولة فرض التجنيد الإجباري على الجزائريين في صفوف الجيش الفرنسي. وفي المدينة النبوية حفظ القرآن الكريم ودرس العلوم الشرعية، ورغم أن والده توفي وهو في سن الثالثة عشر فإنه لم ينقطع عن الطلب واستمر فيه. واشتغل بالتدريس هناك، ونشر في الصحف مقالات أكسبته صداقة بعض المصلحين كشكيب أرسلان ومحب الدين الخطيب.
وعند قيام ثورة الشريف حسين نفاه العثمانيون إلى شبه الجزيرة التركية بحجة انتمائه إلى القوميين العرب، وقيل لأنه رفض الانخراط في صفوف العثمانيين
وعند انتهاء الحرب العالمية الأولى عاد إلى مكة حيث أكرمه الأمير الحسين وأسند إليه رئاسة تحرير جريدة القبلة وكذا إدارة المطبعة الأميرية في مكة خلفا للشيخ محب الدين الخطيب.
وفي مارس 1920 م رجع العقبي إلى الجزائر وذلك لأسباب منها عدم الاستقرار الذي خيم على الحجاز في تلك الأيام نتيجة الصراع السعودي الهاشمي، ومنها الاعتداء الذي وقع على أملاك عائلته في مسقط رأسه.
ثانيا: بداية النشاط الدعوي
لما رجع إلى الجزائر وانتظم أمر تلك الأملاك لم يرجع إلى الحجاز، بل أقام ببسكرة وانتصب للدعوة إلى الله تعالى، فشرع في إلقاء الدروس العلمية والوعظية لطلبة العلم، ولكل العامة وذلك في مسجد بكار وهو المسجد الوحيد الذي بقي محافظا على مكانته دون أن تدخله الطرقية التيجانية. ومما كان يدرسه للطلبة كتاب" الجوهر المكنون" وكتاب " القطر" في النحو، وأما درس العامة فكان موضوعه التفسير، وقد اختار له الشيخ تفسير المنار، هذا إضافة إلى مجالسه الأدبية في "جنينة البايليك" أين كان يجري الحوار الأدبي يوميا في شتى أنواعه وألوانه، ويحضره أدباء ومثقفون أمثال " الأمين العمودي" و"محمد العيد آل خليفة" وغيرهما. وما إن استقر في مدينة بسكرة وانتشر نشاطه سارعت السلطة الفرنسية إلى اعتقاله لتخوفها منه، فلبث في السجن قرابة شهر ثم أفرج عنه، وخلي سبيله، وعاد إلى نشاطه، بل وسعه واتخذ من مساجد المنطقة منبرا لبث دعوة التوحيد والأخلاق الفاضلة، فأعلن بذلك حربا عوانا على الطرقيين الخرافيين والجامدين، والتف حوله جماعة من الأدباء والمصلحين لبوا نداءه وشاركوه في دعوته. وكان أيضا ينشر مقالات ـ وصفت بالنارية ـ في جريدة المنتقد ثم الشهاب. مقالات كانت تهدم صروح ضلالات الطرقية صرحا صرحا وتكشف عن انحرافها عن الصراط المستقيم ومخالفتها لجوهر الدين، مما جعل مشايخ الطرق يفزعون إلى بعضهم البعض ويهرعون إلى الشيخ ابن باديس ليوقف هذا السيل الجارف عليهم من المقالات، ثم أسس بالاشتراك مع إخوانه ببسكرة جريدة صدى الصحراء في ديسمبر 1925 م، ثم انفرد بتأسيس جريدة الإصلاح، وذلك في 8 سبتمبر 1927 م، وقد صدر من هذه الأخيرة 14 عددا ثم أوقفتها السلطة الفرنسية وذلك في 1927 م.
ثالثا: التحاق الشيخ بنادي الترقي بالعاصمة
ولما تأسست جمعية العلماء انتخب ضمن أعضاء مجلسها الإداري، وعين نائبا للكاتب العام، وكان ممثلها في عمالة الجزائر. وكذلك تولى رئاسة تحرير جرائد الجمعية:" السنة" و"الشريعة" و"الصراط" ثم جريدة "البصائر" من أول عدد لها 27 سبتمبر 1935 م إلى العدد 83 الصادر في 30 سبتمبر 1937 م، حيث انتقلت إدارتها إلى قسنطينة، وأشرف عليها الميلي إلى أن توقفت بسبب الحرب في العدد 180 الصادر في 25 أوت 1939 م. ومن نشاطه في ظل الجمعية إشرافه على مدرسة الشبيبة الإسلامية وترأس الجمعية الخيرية الإسلامية، ولازم نادي الترقي يدرس فيه إلى أن أقعده المرض في بيته في حي بولوغين بالعاصمة. وكان رحمه الله تعالى قد انتقل إلى العاصمة والتحق بهذا النادي مباشرة بعد تأسيس الجمعية إذ كان أهل النادي يبحثون عن عالم يتولى مهمة المحاضرة والتدريس فيه، فلما حضر اجتماع العلماء المسلمين الأول ألقى محاضرة خلبت الألباب وأثرت في النفوس، كما أعجب الجميع بسلوكه وأخلاقه العالية، فرأى فيه أهل النادي الأهلية لأداء تلك المهام فاتفقوا معه على أن ينتقل إلى العاصمة. ولم يكن نشاطه التعليمي مقتصرا على النادي، بل كان يلقي دروسا في مساجد العاصمة المسجد الجديد والمسجد الكبير في التفسير والعقيدة والفقه، بل هذه الدروس هي مظهر دعوته الأول والذي استمر فيه إلى آخر أيامه، وكانت له الثمرة الجلية والتأثير الواضح في سكان العاصمة.
يتبع
ميمونة 25
2008-12-17, 08:38
محنة الشيخ رحمه الله
أولا: مكيدة السلطة الفرنسية به
وبعد مدة من انطلاقه في العمل ظهرت نتائج دعوته ونشاطه حيث كثرت المدارس العربية الحرة في مدن عمالة الجزائر، وتزايد عدد الملازمين لدروس الشيخ، وصار تمسك الناس بالدين في العاصمة أمرا ظاهرا، وهجر الناس شرب الخمر والميسر ومواطنها، ورجع أكثرهم إلى بيوت الله بعد أن خلت منهم، ولم تصمد أمامه دعوة الطرقية بل وصمد المتعاطفون معهم الذين اختاروا غير منهاج الشيخ في فضحهم وتنفير الناس منهم، يقول الشيخ أحمد حماني:" فأقبل الناس عليه وأثر في الوسط تأثيرا كبيرا، وقل الفساد والسكر والاعتداء، وكان مستشريا في العاصمة، وانخفضت نسبة الجرائم، وتفتحت العقول والأذهان، وزالت منها كثير من الخرافات والبدع والأوهام، وصارت للحركة جمهور غفير، خصوصا من العمال والشباب الذي سماه الشيخ العقبي " الجيش الأزرق" لما كان يمتاز به العمال من لباس البذل الزرقاء".
فأثار كل ذلك قلق المستعمرين فسلكوا مع الشيخ سبلا شتى بغرض ضرب دعوته، منها سبيل الإغراء فعرض عليه منصب الإفتاء فرفض حفاظا على استقلاله وحريته، ومنها إصدار الوالي ميشال قرار منع الشيخ من التدريس سنة 1933 م لما وجد الدعم من بعض الطرقيين، ومنها أنه أصدر منشوره القاضي بغلق المساجد في وجه غير الرسميين الذي اشتهر باسم صاحبه، ولما انضم الشيخ إلى المؤتمر الإسلامي مع ابن باديس والإبراهيمي ولعب فيه دورا بارزا، بلغ الأمر بالنسبة إليهم منتهاه، فحبكت مؤامرة مقتل المفتي " محمود بن دالي كحول" لإحباط مسعى المؤتمر وإسقاط الشيخ العقبي.
كحول المفتي لم يكن طرقيا لكنه رجل باع دينه وأخلص ولاءه لأعداء الإسلام، فكان معارضا لحركة المؤتمر الإسلامي، وكتب برقية للحكومة الفرنسية ينتقص فيها علماء الجمعية، ويصفهم فيها بأنهم لا يمثلون سوى شرذمة من المشوشين الذين يحاولون بث الفوضى في البلاد.
ولما رأته فرنسا عنصرا رخيصا لا ينتفع به حيا أرادت أن تستغله ميتا، فدست له من قتله، وهو رجل معروف بالإجرام يقال له " عكاشة"، فنفذ هذا الأخير جريمته يوم 2 أوت 1936 م في الوقت الذي كان فيه العقبي وسائر ممثلي المؤتمر مجتمعين في الملعب البلدي ـ 20 أوت حاليا ـ يشرحون للأمة المطالب التي تقدموا بها إلى الحكومة الفرنسية، فلما ألقي عليه القبض ادعى الجاني أنه تسلم من العقبي خنجرا من سنعب وسعادة ومبلغ 30000 فرنكا، فاعتقل العقبي ورفيق له وزج بهما في السجن، وأغلق نادي الترقي، وضيق على أعضاء الجمعية في العاصمة، واحتشدت الجماهير وتجمعت تلقائيا احتجاجا على اعتقال الشيخ وصاحبه فكادت تحدث فتنة عمياء لولا أن توجه إليهم ابن باديس والإبراهيمي بأن يقابلوا الصدمة بالصبر والتزام الهدوء والسكينة.
قال الإبراهيمي ـ الآثار:1/265 ـ : " وكان هذا أول فشل للمكيدة ومدبرها". فقضى الشيخ في السجن ستة أيام، ثم تراجع عكاشة عن تصريحاته بعد ذلك وأنكر أن تكون له علاقة بالعقبي وصاحبه، فأفرج عنهما بصفة مؤقتة، ووضعا تحت المراقبة مع إمكانية التوقيف عند الضرورة، ثم لم يفصل في القضية إلا بعد ثلاث سنوات، حيث حكم ببراءة العقبي وصاحبه وحكم بالسجن المؤبد على شخصين، وبعشرين سنة على شخص ثالث، وذلك بتاريخ 28 جوان 1939 م.
ثانيا: هل أثرت الحادثة على دعوة الشيخ؟
إن هدف تلك المؤامرة كان واضحا جليا وهو إفشال المؤتمر وإسقاطالعقبي وضرب دعوته، فهل وصلت فرنسا إلى تحقيق هدفها الثاني؟ قد اختلفت في ذلك الأنظار والتحليلات، وجنح أغلب الكتاب إلى أن الحادثة قد أضعفت الشيخ وأثرت على مواقفه من بعدها، لكن الذي نراه خلاف ذلك فإن الشيخ ما أوقفه عن الدعوة إلا المرض، وقد أوضح الإبراهيمي ضد ما قرره هؤلاء فقال ـ الآثار: 1/279 ـ :" ومن آثار هذه الحادثة على الأستاذ العقبي أنها طارت باسمه كل مطار، ووسعت له دائرة الشهرة حتى فيما وراء البحر، وكان يوم اعتقاله يوما اجتمعت فيه القلوب على الألم والامتعاض، وكان يوم خروجه يوما اجتمعت فيه النفوس على الابتهاج والسرور" ومما استند إليه هؤلاء الكتاب ـ وليس بشيء ـ خلاف الطيب العقبي مع الشيخ ابن باديس في قضية برقية التأييد لفرنسا ضد ألمانيا، وذلك أن الهيئة الإدارية للجمعية اجتمعت في 23 سبتمبر 1938 م لدراسة الأمر، فكان العقبي مع إرسال برقية التأييد،لأن هذه البرقية ستجعل فرنسا لا تتعرض لنشاط الجمعية وتخفف من تضييقها عليها على الأقل، وذلك باعتبار مواصلة الدعوة أولى الأولويات، بينما اعتبر ابن باديس البرقية نوعا من الولاء لفرنسا وموافقة صريحة على تجنيد الجزائريين، فلما احتد النقاش بين الطرفين عرض الأمر على التصويت، فكانت النتيجة 12 صوتا موافقا لرأي ابن باديس، مقابل 4 أصوات فقط موافقة لرأي العقبي، وعندها استقال العقبي من المجلس الإداري واحتفظ بعضويته في الجمعية، وبمناسبة هذه القضية يقول
محمد العيد آل خليفة:
خصمان فيما يفيد الأمة اختصما *** إياك أن تنقص الخصمين إياك
كلاهما في سبيل الله مجتهد *** فلا تلومن لا هذا ولا ذاك
وبعدها اضطرت الجمعية إلى توقيف جريدة البصائر لكي لا ترغم على نشر ما لا ترضاه، فأعاد العقبي إصدار جريدته الإصلاح في 28 ديسمبر 1939 م والتي استمرت إلى العدد 73 الصادر في 3 مارس 1948 م.
والذي ينبغي الوقوف عنده هنا هو روح الأخوة والتعاون التي بقيت قائمة بين الشيخ العقبي وبين رجال الجمعية رغم انسحابه من الهيئة الإدارية للجمعية، فقد هنأ الإبراهيمي العقبي لما أصدر جريدة الإصلاح ونشر ذلك في 11 جانفي 1940 م، وكذلك اشتراك العقبي والإبراهيمي في تنظيم الهيئة العليا لإغاثة فلسطين، التي نشر خبرها في 21 جوان 1948 م، فترأسها الشيخ الإبراهيمي وكان الشيخ العقبي أمين مالها، وقد شهد الشيخ الإبراهيمي بأنه الروح المدبرة لتلك الهيئة، كما شارك إخوانه رجال الجمعية في أعمال أخرى منها مواصلة المطالبة بتحرير المساجد وفتحها للعلماء الأحرار.
يتبع
ميمونة 25
2008-12-17, 08:44
من أصول دعوته
أولا: الدعوة إلى التوحيد ومحاربة الشرك
هذا أمر اشتهر به الشيخ الطيب العقبي، إلى درجة ارتباط النهي عن مظاهر الشرك عند أكثر العامة باسم الطيب العقبي، وربما سمي دعاة التوحيد في منطقة الوسط بالعقبيين، وقد كان محور خطبه ودروسه وكتابته هو بيان التوحيد والنهي عن الشرك، إضافة إلى الترغيب في السنن والنهي عن البدع العملية، وقد صرح في قصيدة "إلى الدين الخالص" بنسبته إلى العقيدة السلفية فقال:
مذهبي شرع النبي المصطفى ** واعتقادي سلفي ذو سداد
خطتي علم وفكر ونظر ** في شؤون الكون بحث واجتهاد
وطريق الحق عندي واحد ** مشربي مشرب قرب لا ابتعاد
ومما قاله الشيخ في هذا الباب ـ البصائر:1/ع3/ص2 ـ :"
فمن أنت أيها الإنسان؟وإذا عرفت من أنت فما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك فجهلت ما حقك أن تعلم وعملت غير ما يتوجب عليك العلم، وآمنت إيمان المقلد عن غفلة وجهل وتوجهت بأعمالك وأقوالك لغير متجه صحيح وانتحيت مناحي الضلال والخسران وأصبحت تدعو من دون الله أو مع الله من لا يستجيب لك، ولا برهان لك على دعائه ولا سلطان لديك في جواز عبادته، بل أوجب ذلك عليك، وضللت عمن هو أقرب من حبل الوريد إليك".
وقال أيضا:
لا أنادي صاحب القبر أغث ** أنت قطب، أنت غوث وسناد
قائما أو قاعدا أدعو به ** إن ذا عندي شرك وارتداد
لا أناديه ولا أدعو سوى ** خالق الخلق رؤوف بالعباد
من له أسماؤه الحسنى وهل ** أحد يدفع ما الله أراد؟
مخلصا ديني له ممتثلا ** أمره لا أمر من زاغ وحاد
تهمة الوهابية:
وكسائر الدعاة السائرين على منهاج النبوة، فإن الشيخ العقبي قد ابتلي بمن يصفه بالأوصاف المنفرة عن دعوته كالتشدد والتكفير ونحوها، والذي يهم أكثر ويجمع كل تلك التهم تهمة الوهابية، فقد جاء في منشور ميشال الذي به أوقف الشيخ العقبي عن التدريس ما يلي:" إن القصد العام من هذه الدعاية ـ أي دعوة العقبي ـ هو نشر تعاليم وأصول الوهابية بين الأوساط الجزائرية بدعوى الرجوع بهم إلى أصول الدين الصحيح وتطهير الإسلام من الخرافات القديمة التي يستغلها أصحاب الطرق وأتباعهم" ـ 1/ع31/ص3 ـ وهذا مما يشعر أن الطرقية هم من كان وراء هذا القرار وإلا فما بال ميشال والوهابية؟ !
كما نقل الشيخ عن الذين انشقوا عن جمعية العلماء وأسسوا جمعية الضرار أنهم إنما وصفوا جمعيتهم بجمعية علماء السنة ليوهموا الناس أن جمعية العلماء المسلمين جمعية الضلال والبدع وأن هدفها نشر الوهابية . ـ البصائر 1/ع36/ص2 ـ
ثانيا: الدعوة إلى إحياء السنن والاجتهاد
إنه مما يتفق عليه الأولياء والأعداء أن الشيخ الطيب العقبي كان أشد رجال الجمعية نهيا عن البدع وحرصا على إتباع السنن، حيث كان لا يبالي بتشنيع المعارضين، ولا بكثرة الناس الضالين والمخالفين، وقد كانت دعوته هذه ومنهاجه الذي سار عليه مبنيا على أصول علمية وقواعد مضبوطة، فإنه كما اشتغل بالرد على أهل الباطل والنهي عن المنكر، قد اشتغل ببيان الحق بالحجة والبرهان، وخاطب في ذلك العقول والوجدان، فقرر في بعض المواضع قاعدة " كمال الدين" التي هي منطلق محاجة كل مبتدع في الدين مبدل في الشرع فقال:" ولن يجد الكمال في هذا الإسلام الذي هو دين الأنبياء والمرسلين كلهم ودين الفطرة التي فطر الناس عليها، إلا في كتاب الله الذي أكمل الله به الدين، ولن يستطيع العمل به والوقوف عند حدوده حتى يؤمن به، وليس بمؤمن من لا يعلم، وليس بعالم من لا يعقل، كما أنه ليس بمؤمن من لا يذعن ولا يعمل" ـ البصائر: 1/ع3/ص2 ـ وقال مبينا أن الابتداع مضاهاة لله تعالى في شرعه:" وإذا كان التشريع لله وحده، فليس لكائن من كان أن يشرع لنفسه أو لغير نفسه من الدين ما لم يأذن به الله مهما كانت مقاصده في هذا التشريع، ومهما ادعى من ابتغاء قربة ووسيلة، إذ يكفي في رفع الحرج عمن تجاوز الحدود وافتات في فرض الشرائع على الناس، وتقنين قوانين العبادة والديانة أن يكون حسن النية سليم القلب طيب السريرة زاعما أنهه بما شرع وابتدع يبتغي إلى الله الوسيلة، ويزيد التقرب منه، بل عمله هذا مما يوقعه في الحنث العظيم والجوب الكبير، ذلك لأن النية مهما كانت حسنة لا تغير من حقائق الأشياء ولا تصير المتبوع تابعا والمشروع له شارعا ...ولا يعقل أن يتوسل إلى الله بغير دينه المشروع وشرعه الذي ينبغي أن يدان به ويتبع، ولا أظلم ولا أطغى ممن يبتغي الوسيلة بغير ما جاء به الدين". ـ البصائر: 1/ع3/ص1 ـ.
وقال في الرد على أحد الطرقية:" وهو الذي يقيم الحفلات البدعية والزردات الشركية بما فيها من بيع شموع، وتصرف في ملكوت الله الأعلى، وأخذ عشرات الآلاف من أموال الضعفاء المغفلين الذين ينصب عليهم ويحتال لأخذ أموالهم باسم الصلاح والولاية والدين، وخوف الله وطاعة رب العالمين ! ". البصائر: ـ 1/ع26/ص3 ـ ومما قاله ـ رحمه الله ـ في قصيدته عن البدع وأهلها:
أيها السائل عن معتقدي ** يبغي مني ما يحوي الفؤاد
إنني لست ببدعي ولا ** خارجي دأبه طول العناد
يحدث البدعة في أقوامه ** فتعم الأرض نجدا و وهاد
ليس يرضى الله من ذي بدعة ** عملا إلا إذا تاب وهاد
وكذلك قال مبينا موقفه من التقليد الأعمى، وشارحا مصادر التلقي عند السلفيين:
لست ممن يرتضي في دينه ** ما يقول الناس زيد وزياد
بل أنا متبع نهج الألى ** صدعوا بالحق في طرق الرشاد
حجتي القرآن فيما قلته ** ليس لي إلا على ذاك استناد
وكذا ما سنه خير الورى ** عدتي وهو سلاحي والعتاد
ثالثا: الدعوة للاجتماع
قال ـ رحمه الله ـ حاكيا عن مسيرة العلماء في هذه البلدة الطيبة مبينا فضل الاجتماع:"
فمن الله علينهم بجمع الشمل واتحاد الكلمة، وما كان أسرع انضمام الحق إلى بعضه وأروز الإيمان إلى قلوب أخلصت النية لله فتحابت فيه واجتمعت عليه، ولقد علموا أن جهود الفرد محدودة، وعمله وإن اتحد مع أمثاله في التفكير والعقيدة لا يكاد يأتي بالنتيجة المحققة ويوصل إلى المراد بسرعة، هذا إذا كانت الغاية المطلوبة مما ترجع فائدته على الفرد، فكيف إذا كان النفع المطلوب والفائدة المقصودة لأمة كاملة؟ وهيهات الوصول إليها دون قيام الجماعات واتحاد الأفراد والجمعيات ومواصلة العمل من الجميع والسير المتحد في طريق الوصول إلى الغاية الشريفة والمقاصد النبيلة". ـ 1/ ع 46 /ص 2 ـ
رابعا: تحرير الإنسان قبل تحرير الأرض
قد كثر التساؤل عن موقف جمعية العلماء من المطالبة بالإستقلال، وعن سير توجهها نحو الإصلاح الديني وانصرافها عن المواجهة السياسية مع فرنسا فضلا عن غيرها، والجواب عند أنصار الفكرة الإصلاحية والمنصفين من المؤرخين معلوم، فالأمر بينه العلماء صراحة أن بلاء الجزائر سببه استعماران: استعمار مادي: وهو استعمار الفرنسيين، واستعمار روحي: وهو استعمار الطرقية، والثاني هو أصل الأول وسبب استمراره، ولأجل ذلك كان الإصلاح الديني عندهم مقدما، فإنه لا يتصور تحرير الأرض من دون رجال أحرار يقومون به، وقد جاء في البصائر تلخيص لخطاب ألقاه الشيخ العقبي سنة 1937 م يوضح هذا المعنى، قال الكاتب: " وبين أنه لا يوافق السيد مصالي الحاج ومن معه من الإخوان على فكرة الاستقلال الذي هو بعيد عن الأمة الجزائرية، وهي بعيدة عنه ما دامت لم تستقل في أفكارها وكل مقومات حياتها، وما دامت لا تقدر أن تحرر نفسها من ربقة بعض المرابطين واستعبادهم لها باسم الدين فكيف يطير من لا جناح له ولا ريش" ـ 1/ ع 31 / ص 1 ـ فهذا رأي العقبي في مسألة الإصلاح وما يتعلق به، وقد أظهره قبل اتهامه في قضية كحول، ومنه يظهر خطأ من فرع على الحادث كل مواقف الشيخ بعد ذلك.
خامسا: الابتعاد عن المناصب الرسمية
قال فرحات بن الدراجي في قضية الاعتقال:" وهنا يجمل بي أن أقف وقفة قصيرة على أطلال الحادثة لأقوم بما علي نحو أستاذي وصديقي الأستاذ العقبي .. أيها الزعيم لقد هال أعدائك أعداء الحق تلك الصراحة التي لم يعرفوا لها نظيرا في هذا الوطن التعيس، والتي حطمت بها أوهامهم، وفضحت بها أسرارهم، لقد هالهم منك ذلك العزوف غن الدنيا ولذائذها والوظائف الخاصة وأوضاعها، كما هالهم منك احتقارك لخبزتهم المسمومة التي تترك الإنسان مجردا من الإرادة القوية والضمير الحر، كل هذا راعهم منك فباتوا يبرمون لك المكائد ويختلقون عليك الإجرام، ولكن الله سلم والله أكبر ولله الحمد".
يتبع
ميمونة 25
2008-12-17, 08:49
آثاره وثناء العلماء عليه
أولا: آثاره وتلاميذه
أما آثار الشيخ العقبي فلا شك أنها غزيرة أعني بذلك المقالات، فقد ابتدأ الكتابة في الصحف في وقت مبكر في الجرائد الحجازية ثم كتب في جرائد الشيخ ابن باديس وجرائد الجمعية بالإضافة إلى صدى الصحراءوالإصلاح التي كان يديرها، ولعل الله تعالى يقيض لها من يقوم بجمعها ونشرها، ومن جملة آثاره تلاميذه فنذكر منهم أشهرهم:
1-فرحات بن الدراجي( 1909 ـ 1951 م ) : درس على العقبي قبل أن يتخرج من الزيتونة عام 1931 م، وخلف الشيخ التبسي في " سيق " فواصل الدعوة هناك ثم انتقل إلى العاصمة واشتغل في تحرير البصائر في عهدها الثاني إلى أن انتقل إلى البليدة سنة 1948 م بسبب المرض الذي أثقله ثلاث سنوات قبل أن يقضي عليه.
2- عمر بن البسكري( 1889 ـ 1978 م ) : تتلمذ على الشيخ العقبي في بسكرة، وتولى التدريس في مدارس الجمعية ببجاية ثم سطيف ثم وهران، كما كتب عدة مقالات في الشهاب والبصائر.
3-محمد العيد آل خليفة( 1904 ـ 1979 م ) : أمير شعراء الجزائر، لازم العقبي ببسكرة، ودرس بالزيتزنة مدة سنتين، وتولى التدريس في مدارس الجمعية ببسكرة والعاصمة، وغيرها إلى غاية سجنه سنة 1956 م وله ديوان شعري طبع في 587 صفحة.
4- أبو بكر جابر الجزائري ـ حفظه الله ـ : المدرس بالمسجد النبوي، فقد تتلمذ عليه مدة ست سنوات أو أكثر في العاصمة، وقال في شريط " هم عظماء الرجال":" دروس الشيخ الطيب العقبي ما عرفت الدنيا نظيرها، ولا اكتحلت عين في الوجود بعالم كالعقبي
ثانيا: من ثناء أقرانه عليه
1-قال الشيخ ابن باديس:" يعرف الناس العقبي واعظا مرشدا يلين القلوب القاسية، ويهد البدع والضلالات العاتية بقوة بيانه وشدة عارضته، ولكن العقبي الشاعر لا يعرفه كثير من الناس، فلما ترنحت السفينة على الأمواج وهب النسيم العليل هب العقبي الشاعر من رقدته وأخذ يشنف أسماعنا بأشعاره ويطربنا بنغمته الحجازية مرة والنجدية أخرى، ويرتجل البيتين والثلاثة والأربعة في المناسبات، وهاج بالرجل شوقه إلى الحجاز فلو ملك قيادة الباخرة لما سار بها إلا إلى جدة دون أن يعرج على مارساي، وإن رجلا يحمل ذلك الشوق كله للحجاز ثم يكبته ويصب على بلاء الجزائر وويلاتها ومظالمها لرجل ضحى في سبيل الجزائر تضحية أي تضحية".
2- وقال الشيخ الإبراهيمي ـ 1 / 167 ـ :" هو من أكبر الممثلين لهديها ـ أي الجمعية ـ وسيرتها والقائمين بدعوتها، بل هو أبعد رجالها صيتا في عالم الإصلاح الديني وأعلاهم صوتا في الدعوة إليه ... وإنما خلق قوالا للحق أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر وقافا عند حدود دينه، وإن شدته في الحق لا تعدو بيان الحق وعدم المداراة فيه وعدم المبالاة بمن يقف في سبيله".
3-قال الشيخ مبارك الميلي:" ولكن أتى الوادي فطم على القرى، إذ حمل العدد الثامن في نحره المشرق قصيدة " إلى الدين الخالص " للأخ في الله وداعية الإصلاح وخطيب المصلحين الشيخ الطيب العقبي ـ أمد الله في أنفاسه ـ فكانت تلك القصيدة أول المعول المؤثر في هيكل المقدسات الطرقية، ولا يعلم مبلغ ما تحمله هذه القصيدة من الجراءة ومبلغ ما حدث عنها من انفعال الطرقية، إلا من عرف العصر الذي نشرت فيه وحالته في الجمود والتقديس لكل خرافة في الوجود".
4- وقال أحمد توفيق المدني:" كان خطيبا مصقعا من خطباء الجماهير، عالي الصوت سريع الكلام، حاد العبارة يطلق القول على عواهنه كجواد جامح دون ترتيب أو مقدمة أو تبويب أو خاتمة، وموضوعه المفضل هو الدين الصافي النقي، ومحاربة الطرقية ونسف خرافاتها والدعوة السافرة لمحاربتها ومحقها".
5- وقال الشيخ أبو يعلى الزواوي:" العلامة السلفي الصالح داعية الإصلاح الديني"
6- وقال شكيب أرسلان:" فالميلي وابن باديس والعقبي والزاهري حملة عرش الأدب الجزائري الأربعة".
7- وقال عنه الشيخ محمد تفي الدين الهلالي:" الأستاذ السلفي الداعية النبيل الشيخ الطيب العقبي".
وفاته
وقد أوصى الشيخ قبل وفاته وصية واشتد في الإلحاح عليها، فأوصى بأن تشيع جنازته في مقبرة "ميرامار" بالرايس حميدو، تشييعا سنيا بدون ذكر جهري أو حين الدفن، وأن لا يؤذن لأي أحد من الحاضرين بتأبينه قبل الدفن أو بعده.
وتوفي الشيخ الطيب العقبي ـ رحمه الله تعالى ـ في 21 مايو 1971 م وشيعت جنازته تشيعا سنيا فكان له ما أراد.
هذا آخر ما أردت تسطيره
منقول من مجلة منابر الهدى العدد 6 وصاحب المقال هو الشيخ أبو عبد الله حاج عيسى محمد حفظه الله ورعاه
السلام عليكم المهم المشاركة مع التاخير الشيخ فركوس في تقديري هو العالم الحالى في الجزائر وبدون منازع والله ياخوة انه موسووووووووعة
طه الهلالي
2008-12-17, 12:37
السلام عليكم بارك الله فيكم
اختنا الكريمة ميمونة 25ما المقصود بهذه العبارة وقد وصفه الشيخ أبو بكر جابر الجزائري - أيام كان على الجادة -
ارجو ان تغيري اللون الاخضر الفاتح لقد اتعبني اثناء القراءة جزاك الله كل خير
ليتيم الشافعي
2008-12-17, 12:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك الأخ طه على هذه المبادرة وجزاك الله خيرا
ليتيم الشافعي
2008-12-17, 12:50
الاسم : بلعيد بن أحمد بن رمضان
أبو سعيد الجزائري
الدولة : الجزائر
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته العلمية
الشيخ أبو سعيد الجزائري من مواليد مدينة (المسِيلة) بالجزائر في عام (1379 هـ) الموافق لعام (1959م).
حاصل على شهادة الإجازة العالية - الليسانس- في الشريعة من الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في عام (1403هـ) الموافق لعام (1983م).
اشتغل مدرساً للشريعةِ الإسلامية للطلابِ في المرحلة الثانويةِ في الجزائر من عام (1403هـ) الموافق لعام(1983م) إلى عام (1413هـ) الموافق لعام (1993م).
وبعدها انتُدب إلى وزارة الشؤون الدينية لإمامةِ النّاس في مسجد حمزة بن عبد المطلب [بني مَراد , مدينة
البُليدة ] .
وقد انتقل الشيخ إلى دمشق لإكمال الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية ثم سافر إلى الإمارات العربية المتحدة عام (1424هـ) الموافق لعام (1997م) حيث اشتغل مدرساً في مدرسة (العوهة) وإماماًواعظاً في مسجد خليفة (بمدينة العين).
ثم عاد إلى وطنِه الجزائر في عام (1424هـ) الموافق لعام (2003م) , وهو الآن يقوم بالإمامةِ والخطابةِ وإلقاء الدروس بمسجد الحَق [ بني تَامو , مدينة البُليدة ].
نسأل الله تعالى أن يرزقه الإخلاص واتباع السُّنَّة في أقواله وأعماله , وأن يحفظه من كل سوء ومكروه.
هذا وقد التقى الشيخ مع مجموعة كبيرة من العلماء وطلاب العلم في الجزائر وخارجها واستفاد منهم:
1. الشيخ عبد الفتاح العشماوي رحمه الله (وهو من علماء الأزهر الذين كانوا يُدَرِّسُون في الجزائر ويعتبر هذا الشيخ الموجهّ للشيخ أبي سعيد , وهو الذي ساعده على الذهاب إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية).
2. الشيخ أحمد سحنون رحمه الله تعالى (الجزائر).
3. الشيخ عُمر العرباوي رحمه الله تعالى (الجزائر).
4. الشيخ عبد اللطيف السلطاني رحمه الله تعالى (الجزائر).
5. الشيخ أحمد حمّاني رحمه الله تعالى (الجزائر).
6. الشيخ علي شَنْتير رحمه الله تعالى ( الجزائر).
7. الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى , (التقى به لأول مرة في المدينة النبوية في عام (1397هـ) الموافق لعام (1976م) وقد استفاد الشيخ أبو سعيد كثيرا من العلامة الشيخ الألباني وله معه مباحث ومسائل في أشرطة مسموعة).
8. الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى , (التقى به لأول مرة في المدينة النّبوية في عام (1397هـ) الموافق لعام (1976م).
9. الشيخ محمد بن صالح العثيمين , رحمه الله تعالى .
10. الشيخ حماد الأنصاري , رحمه الله تعالى .
11. الشيخ مقبل بن هادي الوادعي , رحمه الله تعالى .
12. الشيخ أبو بكر الجزائري , حفظه الله تعالى .
13. الشيخ عبد القادر شيبة الحمد , حفظه الله تعالى .
14. الشيخ عطية سالم , رحمه الله تعالى .
15. الشيخ زين العابدين السوداني , حفظه الله تعالى .
16. الشيخ صالح بن فوزان الفوزان , حفظه الله تعالى .
17. الشيخ عمر فلاّتة , رحمه الله تعالى .
18. الشيخ بكر أبو زيد , حفظه الله تعالى .
19. الشيخ ربيع بن هادي المدخلي , حفظه الله تعالى .
20. الشيخ محمد بن هادي المدخلي , حفظه الله تعالى .
21. الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , رحمه الله تعالى .
22. الشيخ صالح اللحيدان , حفظه الله تعالى .
23. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسّام , رحمه الله تعالى .
24. الشيخ محمد بن جميل زينو , حفظه الله تعالى .
25. الشيخ أبو إسحاق الحويني , حفظه الله تعالى .
26. الشيخ عبد السلام البرجس . رحمه الله تعالى .
27. الشيخ علي بن حسن الحلبي , حفظه الله تعالى .
28. الشيخ عبد الله العبيلان , حفظه الله تعالى .
29. الشيخ سليم بن عيد الهلالي , حفظه الله تعالى.
30. الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان , حفظه الله تعالى .
31. الشيخ محمد المختار الشنقيطي , حفظه الله تعالى , (وهو زميله في الطلب بالجامعة الإسلامية).
32. الشيخ محمد علي فركوس , حفظه الله تعالى , (وهو زميله في الطلب بالجامعة الإسلامية).
33. الشيخ العيد شريفي , حفظه الله تعالى , (وهو زميله في الطلب بالجامعة الإسلامية).
34. الشيخ زين العابدين بن حنفية , حفظه الله تعالى , (وهو من فقهاء الغرب الجزائري حاليا).
35. الشيخ خالد العنبري , حفظه الله تعالى .
36. الشيخ عبد المالك رمضاني , حفظه الله تعالى .
كما التقى الشيخ أبوسعيد بعلماء وطلبة العلم غير هؤلاء واستفاد منهم , وتشاور معهم في قضايا علمية.
بعض الدروس التي ألقاها الشيخ على طلبة العلم :
1. الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب , رحمه الله تعالى .
2. شرح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب , رحمه الله تعالى .
3. شرح مجالس التذكير من كلام البشير النذير , للشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله تعالى .
4. شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العزّ الحنفي , رحمه الله تعالى .
5. شرح كتاب الفتوى في الإسلام , للشيخ محمد جمال الدين القاسِمي , رحمه الله تعالى .
6. شرح بعض من كتاب صحيح البخاري , رحمه الله تعالى .
7. شرح أنواع البيوع المحرمة من كتاب الروضة النديّة لصديق حسن خان , رحمه الله تعالى .
8. دروس في أصول الفقه مُنتخبة من مراجع عدّة.
9. شرح مختصر لكتاب جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البرّ المالكي , رحمه الله تعالى ,(مسجلة في أشرطة مسموعة).
10. شرح كتاب الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز , لعبد العظيم بدوي , حفظه الله تعالى (مسجلة في أشرطة وأقراص , ومتوفرة على الشبكة المعلوماتية في موقع طريق الإسلام ).
11. تفسير القرآن الكريم , أنهى تفسير ثلاثة أحزاب الأخيرة ثم سورتي البقرة و آل عمران , وهو الآن (29/ربيع الأول/1428هـ) في سورة النساء , نسأل الله أن ييسر له إتمام تفسير القرآن الكريم كاملا .
12. شرح أبواب من كتاب الأدب المفرد للإمام البخاري , رحمه الله تعالى .
13. شرح كتاب حصائد الألسُن , للشيخ حسين العوايشة , حفظه الله تعالى .
14. المخرج من الفتنة باعتزالها وكفّ اللسان واليد عن الخوض فيها (درس عام).
15. قواعد وضوابط لإنزال الحكم على المُعَيّن (درس عام).
16. تطهير الجسد من الحسد (درس عام).
كما أن للشيخ أبي سعيد (حفظه الله تعالى) مؤلفات في مسائل منوعة وهي :
1. صفة غسل النبي صلى الله عليه وسلم وأحكام الأغسال المشروعة , بتقريظ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , رحمه الله تعالى .
2. أحكام الأضحية في الكتاب والسنة , بتقريظ الشيخ عبد القادر الأرناؤوط , رحمه الله تعالى .
3. أحكام السفر وآدابُه في الكتاب والسنة.
4. إعلامُ الزّمرة بوجوب الصلاة إلى السترة .
5. أحكام البيع في الكتاب والسنة.
6. تعديل المزاج بإزالة الأخطاء عن الخِطبة والزّواج .
7. الهداية إلى أن طلب العلم فرض عين ومنه فرض كفاية.
8. برنامج تفصيلي لطلب العلم الشرعي .
9. منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وفضله وحقوقه على أمته .
10. أحكام سجود السهو في السنّة المطهرة .
11. توجيه النظر إلى أحكام اللباس والزينة والنظر.
12. امتثال السنن مع اجتناب الفتن (مطوية).
13. النصيحة بالرجوع في قنوت الوتر إلى السنة الصحيحة , بمراجعة الشيخ علي بن حسن الحلبي (مطوية).
14. تحذير المسلمين من وصية الشيخ أحمد المكذوبة (مطوية).
15. حكم تحديد النسل (مطوية).
16. تحذير المسلمين من التشبه بالكافرين وخاصّة في أعيادهم (مطوية).
17. التنبيه إلى حفظ الإسلام في الجزائر و في غيرها من التشويه (مطوية).
نسأل الله تعالى أن يحفظه من كل سوء ومكروه وأن يوفقه لما يحب ويرضى إنه سميع مجيب .
[ وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ]
http://www.abusaid.net/index.php
منقول
ميمونة 25
2008-12-17, 13:08
السلام عليكم بارك الله فيكم
اختنا الكريمة ميمونة 25ما المقصود بهذه العبارة وقد وصفه الشيخ أبو بكر جابر الجزائري - أيام كان على الجادة -
ارجو ان تغيري اللون الاخضر الفاتح لقد اتعبني اثناء القراءة جزاك الله كل خير
كما رايت ان المقال منقول فتقيدا بالامانة العلمية لم احذف العبارة
الا اني بحثت عن سبب قولها من قبل كاتب المقال لاسباب من بينها ما ستوضحه نصيحة الشيخ النجمي للشيخ ابي بكر الجزائري
من كتاب الفتاوى الجلية على المناهج الدعوية
للشيخ أحمد النجمي : رحمه الله
س87- فضيلة الشيخ: وقفت على كلام لأبي بكر جابر الجزائري في كتابه عقيدة المؤمن (طبعة دار العلوم والحكم بالمدينة المنورة سنة 1417’) صفحة (4) لَمَّا كان يتكلم على مراتب المؤمنين، فذكر المرتبة الأولى: "وهم علماء الكونيات الذين تحملهم بحوثهم على الإقرار بخالقٍ مدبر، وينقصهم الإيْمان بكتاب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم "، ثُمَّ قال: "وهؤلاء قد ينفعهم إيْمانُهم في الحياة الدنيا بقدر ما أثْمَر لهم من تعظيمٍ لله تعالى، ومحبةٍ فيه، وقد ينفعهم في الآخرة بتخفيف العذاب عنهم" فما صحت هذا القول، وجزاكم الله خيرًا ؟
_______________
ج87- الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه؛ وبعد:
أولاً:
الكونيات من أمور الغيب، والبحث فيها، والكلام عنها من غير ما يرد عن الشارع ج يعتبر كلامًا في غير محله، والواجب على الناس جميعًا أن يعودوا في الأمور الغيبية إلى الله تعالى ثُمَّ إلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
إذن فكونُهم يؤمنون بالغيبيات الَّتِي يجدونَها مدونةً عن أهل الفلك مثلاً أو غيرهم فهذا شيءٌ غير مقطوعٌ به، ولا ينبغي أن تعتقد صدقه إلاَّ إذا أسندته آيةٌ من كتاب الله أو أسنده حديثٌ من رسول الله صلى الله عليه وسلم, فالقول بأنَّ هؤلاء قد ينفعهم إيْمانهم قولٌ باطل، ويجب على أبي بكر الجزائري أن يتوب من هذا، ويرجع عنه، وإلاَّ فإنَّه قد يكون اعتقد باطلاً، وأقره.
ثانيًا:
من لَم يؤمن بالله من خلال كتابه، وبرسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال سنته فإيْمانه لا ينفعه، نعم , كان قبل نزول القرآن، وبعثة النَّبِي صلى الله عليه وسلم وفي زمن الجاهلية أقوامٌ من المتألهين وحدوا الله عز وجل وكانوا لايعرفون شريعةً صحيحةً يعملون بِها، فهؤلاء يعذرون كزيد بن عمرو بن نفيل، وأمثاله في ذلك الزمان؛ أمَّا بعد بعثة النَّبِي صلى الله عليه وسلم فإنَّه لايقبل من أحدٍ أي دينٍ، ولا الإيْمان بأي فكرة ما لَم تكن مأخوذةً من كتاب الله أو من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال الله تعالى: (يَأَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً) [النساء:47].
ويقول النَّبِي صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثُمَّ يَموت ولَم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)). ويقول النَّبِي -صلوات الله وسلامه عليه -(كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى. قالوا: يا رسول الله, ومن يأبى ؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى )) وعلى هذا فإنِّي لا أرى لكلام أبي بكرٍ الجزائري هذا وجهًا من الصواب.
ثالثًا:
أنَّ مشركي العرب كانوا يؤمنون بوجود الله، وأنَّه الخالق المدبر المتصرف في جميع الأمور ولَم ينفعهم ذلك الإيْمان الذي حكاه الله عنهم بقوله: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) [العنكبوت:61]،
وقوله تعالى: (قُلْ لِمَنِ الأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 84, سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُون 85, قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ 86, سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ 87, قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 88, سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) [المؤمنون:84-89].
فلم ينفع هؤلاء المشركين إيْمانُهم بوجود الله، واعتقادهم ربوبية الله عز وجل لَم ينفعهم ذلك.
إذن فمن يقوِّلهْم الشيخ أبو بكر ويزعم أنَّهم آمنوا بالله، وعظموه، فإنَّ إيْمانَهم بوجوده وتعظيمهم له من دون إيْمان بالكتاب الْمُنَزل، وبالرسول المرسل لا ينفعهم ذلك شيئًا، ولا يغني عنهم إذا لَم يكن مستندًا إلى ما ذكر، والله تعالى يقول: (يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ -35, وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [الأعراف:35-36]. وبالله التوفيق.
وقد عرض عليَّ أحد الإخوة السلفيين فتوى صادرة من الشيخ أبي بكر الجزائري يقول فيها: "إنَّ جماعة التبليغ -والله- لا توجد جماعة في العالم الإسلامي خيرٌ منها في نشر الدعوة الإسلامية وإصلاح الأفراد"اهـ.
هكذا يحلف أبو بكر هذه اليمين الفاجرة؛ أنَّه لا توجد جماعة في العالم الإسلامي خيرٌ من جماعة التبليغ.
وأقول: مع الأسف يا أبا بكر ما كنت أظن أنَّه سيبلغ بك الخذلان إلى هذا الحد, تفضل جماعة التبليغ الصوفية القبورية الخرافية الديوبندية المشركة تفضلها على عقيدة التوحيد العقيدة السلفية ،
ألَم تعلم أنَّ مؤسس هذه الجماعة قبره في المسجد؟!!
ألَم تعلم أنَّه يجلس عند قبور الصوفية يطلب منهم الفيوضات؟!!
ألَم تعلم أنَّ جماعة التبليغ مبنيةٌ على أربع طرق صوفية؟!!
ألَم تعلم أنَّهم يعادون أهل التوحيد؟!!
أما سمعت ربك يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر:65]! ألَم تسمع ربك تعالى يقول لنبيه: (فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ) [الشعراء:213]،
ألا تتق الله يا جابر تزعم هذا الزعم، وتقسم عليه محاربة لعقيدة التوحيد في بلد التوحيد، ودولة التوحيد في مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول التوحيد؟!! وأنت تزعم أنَّك فسرت كتاب الله هلا اتعظت مما في كتاب الله من زجرٍ عن الشرك، ودعوةٍ إلى التوحيد، فهل من توبةٍ يا جابر؟!!
وإني لأقطع أنَّك إن لقيت الله وأنت مصرٌّ على هذه الفتوى فسيكون موقفك بين يدي الله موقفًا صعبًا، فتب إلى الله قبل أن يغلق الباب، ولا يقبل منك المتاب، فإن استكبرت وأبيت، فما أظنه إلاَّ أنَّه قد تودع منك، وبالله التوفيق.
كتبه الناصح لك والحدب عليك
أحمد بن يحيى النَّجمي
(4/4/1424هـ).
ميمونة 25
2008-12-17, 13:12
http://img205.imageshack.us/img205/8585/59294825si2.jpg
__________________
ميمونة 25
2008-12-17, 13:13
http://img520.imageshack.us/img520/7199/63744833go6.jpg
فريد_2007
2008-12-17, 15:19
لي عودة ان شاء الله مع الشيخ عبد الغاني عويسات
http://img339.imageshack.us/img339/5116/74vk3.gif
http://img101.imageshack.us/img101/8627/star6mv1.gif
لم أجد ترجمة للشيخ الا هذه الأسطر التي إن شاء الله ستفي بالغرض... وهي في الحقيقة غير كافية في حق الشيخ الكريم و هو في هذه الأيام في مدينة بشار يعقد حلق علمية للشباب هناك و هاتفه هو 071944541 يسأل في الصباح ****منقول****
وتفضلوا إخواني وفقكم الله هاتف الشيخ فركوس حفظه الله الخاص - الجوّال-:
من داخل الجزائر:
0661750022
وقد استؤذن الشيخ على نشر رقمه فوافق جزاه الله خيرًا.
(و الدال على الخير كفاعله)
http://img182.imageshack.us/img182/7639/63xt3.gif
شيخناالشيخ عبد الغني عويسات
يمكنني أن أذكر بأن الشيخ من أوائل الدعاة إلى السلفية في الجزائر في الآونة الأخيرة و الشيخ اليوم له من العمر ما جاوز قليلا الخمسين سنة أو قارب ذلك و الشيخ حفظه الله تعالى ممن تيسر له السفر لطلب العلم فقد رحل قديما إلى سورية و أظنه{لست متأكد و إنما يقال ذلك بين الإخوة عندنا} مكث خمسة عشر سنة هناك و للشيخ جهود علمية كثيرة و يعد من الدعاة الناشطين في الترا ب الوطني كله ليس فقط في العاصمة لأنه يقيم بالعاصمة بحي ديار جمعة
ومسكن الشيخ في عمارة معروفة هناك0 و الشيخ من الدعاة المتمسكين و الملتزمين بالعلماء و بتوجيهاتهم فالشيخ
حفظه الله في كل زيارة له إلى الحجاز إلا و زار عددا كبيرا من العلماء الذين من بينهم و على رأسهم شيخنا و شيخ شيوخنا الشيخ العلامة ربيع المدخلي
و للشيخ دروس و محاضرات باللغة الأمازيغية التي تعد اللغة الأصلية لكل شمال إفريقيا خاصة بعد ظهور فتنة التنصير و الدعوة إلى ذلك فقد كثف الشيخ رحلاته إلى المناطق التي انتشر فيها ذلك الداء
نسأل الله تعالى أن يحفظ الشيخ و أن يسدد خطاه
http://img182.imageshack.us/img182/7639/63xt3.gif
ثناء الشيخ عبد المالك رمضاني على بعض المشايخ السلفيين في الجزائر
نقلا عن أخي الحبيب و صديقي الحميم أبي معاذ محمد مرابط من مشاركة له في شبكة سحاب الخير ( من هنـا (http://www.sahab.net/forums/showpost.php?p=532262&postcount=1)):
بسم الله الرحمن الرحيم
- قال فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني - حفظه الله - في خطاب وصلني يوم : 19 شوَال 1423 هـ
( .... و الشيخ عبد الغنيَ عويسات من أوَل الدعاة السلفيَين في الجزائر , في الوقت الذي كان يقال فيه : في الجزائر اثنان من السلفيَين : محمود لقدر و عبد الغنيَ , و قد استفدت منهما استفادة لا أنساها أبدا إن شاء الله .. ) - و قال - حفظه الله - ( ... أمَا الأخ حسن آيت علجت فهو خير من أعرف في منطقته , و هو على خير عظيم أحسبه كذلك و لا أزكَي على الله أحدا , و أمَا الأخ ...... فسأل عنه الأخ حسنا , فما أجاب به فهو جوابي إن شاء الله , )
- و قال - حفظه الله - في خطاب و صلني قبل هذا بسنتين أو أكثر - تقريبا - ( الإخوة عثمان و عمر الحاج و محمود أعرفهم على خير فعليك بهم لا سيما الأخير منهم فهو أقدمهم في هذا الدرب ... ) و قد سمعت الشيخ - حفظه الله - يقول عندما سئل عن الشيخ عبد الغني يقول : ( أنا أحتاج لتزكية الشيخ عبد الغني )
و الله على ما أقول شهيد
-----o0o---منقول----o0o-
طه الهلالي
2008-12-18, 16:03
السلام عليكم
شكرا للاخت ميمونة على التوضيح الوافي والكافي
ولا انسى ان اشكر الاخ الشافعي وico0on7 على المساهمة بارك الله فيكم جميعا
oumyahia
2008-12-19, 13:28
ترجمة الشيخ أبو بكر بن جابر الجزائري
الاسم : أبو بكر بن جابر الجزائري
الدولة : السعودية
سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته :
هو: جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري.
ولد في قرية ليرة جنوب بلاد الجزائر عام 1921م ، وفي بلدته نشأ وتلقى علومه الأولية ، وبدأ بحفظ القرآن الكريم وبعض المتون في اللغة والفقه المالكي ، ثم انتقل إلى مدينة بسكرة ، ودرس على مشايخها جملة من العلوم النقلية والعقلية التي أهلته للتدريس في إحدى المدارس الأهلية.
ثم ارتحل مع أسرته إلى المدينة المنورة ، وفي المسجد النبوي الشريف استأنف طريقه العلمي بالجلوس إلى حلقات العلماء والمشايخ حيث حصل بعدها على إجازة من رئاسة القضاء بمكة المكرمة للتدريس في المسجد النبوي. فأصبحت له حلقة يدرس فيها تفسير القرآن الكريم ، والحديث الشريف ، وغير ذلك.
كما عمل مدرساً في بعض مدارس وزارة المعارف ، وفي دار الحديث في المدينة المنورة ، وعندما فتحت الجامعة الإسلامية أبوابها عام 1380هـ كان من أوائل أساتذتها والمدرسين فيها ، وبقي فيها حتى أحيل إلى التقاعد عام 1406هـ.
صاحب الترجمة أحد العلماء النشطين الذين لهم جهودهم الدعوية في الكثير من البلاد التي زارها. وما يزال حتى إعداد هذه الترجمة عام 1423هـ يقوم بالوعظ والتدريس في المسجد النبوي الشريف ، ويجتمع إليه عدد كبير من المستفيدين.
وقد قام بتأليف عدد كبير من المؤلفات، منها:
رسائل الجزائري وهي (23) رسالة تبحث في الإسلام والدعوة.
منهاج المسلم ـ كتاب عقائد وآداب وأخلاق وعبادات ومعاملات.
عقيدة المؤمن ـ يشتمل على أصول عقيدة المؤمن جامع لفروعها.
أيسر التفاسير للقرآن الكريم 4 أجزاء.
المرأة المسلمة.
الدولة الإسلامية.
الضروريات الفقهية ـ رسالة في الفقه المالكي.
هذا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.. يا محب ـ في السيرة.
كمال الأمة في صلاح عقيدتها.
هؤلاء هم اليهود.
التصوف يا عباد الله.
وغير ذلك من المؤلفات.
نسأل الله أن يبارك في عمر الشيخ على طاعته.
وسبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أنّ لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك .
faycelsetif
2008-12-19, 22:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كان يريد علماء الجزائر فعليه بموقع راية الاصلاح فانه لسان حال الدعاة في الجزائر
وهو موقع رائع جداwww.rayatalislah.com
طه الهلالي
2008-12-20, 22:33
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي الكريم على هذه المشارة الطيبة وجزاك الله كل خير
ننتظر منك المزيد ان شاء الله
ميمونة 25
2008-12-23, 20:57
الشيخ عمار الأزعر
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين و على آله و صحبه و من سار على نهجهم إلى يوم الدين و بعد :
فمن خلال مطالعتي لكتاب أعلام من ارض النبوة في بحث حول شخصية جزائرية ، مررت بتراجم لسادة غيروا مجرى الفكر التعليمي في المملكة العربية السعوديةو خاصة في مدينة رسول الله صلى اله عليه و سلم فكنت كلما قرأت الكتاب ازداد شوقي في طلب المزيد ، فأبناء الجزائر الحبيبة لا تزال آثارهم تكتب إلى يومنا هذا في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و أضع بين يدي إخوتي ترجمة لأحد الأعلام المنسية عند كثير من طلبة العلم التي أدلت بدلوها العلمي في مدينة رسول الله صلى الله عليه و سلم ناقلا من كتاب أعلام من أرض النبوة لأنس يعقوب كتبي ج2 ص 139-145ط 1/1415هـ
هو عمار بن عبد الله بن الطاهر بن أحمد بن محمد الأزعر القماري المدني.
ولد رحمه الله في بلدة قمار سنة 1316 هـ في عائلة فقيرة ولكنها متمسكة بدينها ومحافظة عليه.
وصفه:
كان رحمه الله متوسط القامة، قمحي اللون، عريض الجبهة، أقنى الأنف، خفيف الشارب، كث اللحية، يلبس الغترة ولا يضع عليها عقال ويرتدي العباءة العربية، وهذا زي العلماء في العصر الحديث.
أما عن صفاته وأخلاقه فإن القارئ لترجمة هذا العالِم الصالح يستطيع أن يستنتج أموراً كثيرة منها أن الشيخ رحمه الله كان ذكياً، مصلحاً، لا تأخذه في الحق لومة لائم، اشتهر بالعفة والنزاهة، طيب القلب، سليم النية، متواضع، يكره الملق والتكبر، فيه سمات العلماء ووقارهم.
نشأته وتعليمه:
بدأ رحمه الله بحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وذلك في بلدة فلياش ـ قرية من قرى بسكرة ـ وعندما بلغ الثالثة من العمر رحل مع والده إلى بلدة سيدي عقبة بجنوب الجزائر وأتم حفظ كتاب الله هناك، ثم عاد إلى مسقط رأسه ودخل الكُتّاب ، ومن ثم التحق بزاوية سيدي المولدي بتوزر بالقطر التونسي الشقيق، ولقد كان نظام التدريس بهذه الزاوية داخلي يقصده الفقراء وأبناء تلك الجهات لتلقي كتاب الله وحفظ بعض المتون الفقهية، وفي العاشرة حفظ شيخنا بها كتاب الله وأتقن حفظه، ولكن طموحات الشيخ وأحلامه لم تكن قاصرة على حفظ كتاب الله وإتقان فنونه فقد كان يريد الخوض في معركة مع العلم يستنير منه بأكبر قدر ممكن، فرحل إلى تونس مشياً على الأقدام وتكبد من المصاعب الكثير، ونال من المشقة ما نال حتى وصل إليها سنة 1334 هـ، وما لبث حتى التحق بجامع الزيتونة الكبير المشهور وانخرط في سلك التعلم فهرع وانكب على مطالعة الكتب والدروس، إذ أن المقررات حافلة بمواد وكتب غزيرة المادة يدرسها شيوخ أفاضل، كل شيخ بصدد فنه الذي يتخصص به.
يقول الشيخ عمار في ترجمة لنفسه كتبها محمد سعيد دفتردار : " ومن فضل الله عليّ أني أدركت الكبار من هؤلاء العلماء منهم الشيخ الصادق النيفر الملقب بسفينة الفقه، قرأت عليه العاصمة في فقه الأحكام على منصب إمام دار الهجرة، وكان له عليها شرح طبع بعد وفاته رحمه الله.
ومنهم الشيخ أبو الحسن النجار، قرأت عليه تنقيح الفصول في قواعد الأصول للقرافي.
ومنهم الشيخ الزغواني مدرس الفقه المالكي، قرأت عليه مختصر خليل بشرح الدردير في أربع مراحل،
ومنهم الشيخ عثمان بن المكي التوزري، قرأت عليه بعضاً من العاصمة وله عليها شرح كبير ينتفع به، وله عدة تآليف في عقيدة أهل السنة والجماعة منها المرآت في إظهار أهل الضلالات وكتب أخرى من هذا القبيل، ودروسه عامرة بالدعوة إلى التوحيد وإظهار طريقة السلف.
ومنهم الشيخ الطاهر بن عاشور، قرأت عليه جملة من التفسير والحديث والأصول، ومنهم الشيخ عبد العزيز بن جعيط، قرأت عليه شيئاً من التفسير والحديث،
ومنهم الشيخ محمد بن القاضي قرأت عليه كتاب التلخيص في علوم البلاغة،
ومنهم الشيخ محمد الدامرجي، قرأت عليه شرح الأشموني على الألفية في أربع مراحل،
ومنهم الشيخ محمد الجدمي البنزرتي مدرس التجويد والقراءات السبع، قرأت عليه الجزرية وشيئاً من الشاطبية، وقرأت على غير هؤلاء بعضاً من جمع الجوامع والمصطلح واللغة كالمعلقات السبع والشافية والقطر ومراح الأرواح والدرّة البيضاء وسلم المنطق، وبعد تمام الدراسة في تسع سنوات تخرجت بشهادة التطويع المعادلة لشهادة العالمية يومئذ وذلك سنة 1341 هـ. انتهى ما كتبه الشيخ محمد سعيد دفتردار عن تعليم الشيخ.
دوره في الحركة الإصلاحية:
بعدما تخرج الشيخ عمار من جامع الزيتونة ونال الإجازة منه قرر العودة إلى بلدته وهو مليء بالعلم وبرأسه أفكاراً إصلاحية كثيرة، وما لبث أن استقر حتى بدأ يلقي دروساً بمسجد السوق العتيق، وبدأ بتغيير تلك المعتقدات التي كانت موجودة رويداً رويداً، من ذبح ونذر وتقديس، وكان يواجه بالصد، ولكنه بروح الصبر والجلد استطاع أن يغير الباطل ويعرف الناس معنى " لا إله إلا الله محمداً رسول الله " وقد ركز على التوحيد السلفي والفقه الإسلامي والتاريخ وعلوم اللغة العربية من نحو وصرف وبلاغة وعروض وشعر، وأصبح يؤم حلقته جمع غفير من الكبار والصغار، وبدأ الوعي الديني ينتشر، وقد فتح بذلك صفحة جديدة من صفحات الجهاد المقدس في سبيل نشر العقيدة والدعوة إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ومحاربة البدع والخرافات. وقد كان الشيخ أحد المؤسسين لجمعية العلماء المسلمين بالجزائر ورئيساً لشعبتها في جنوب الجزائر.
وقد لقي في نشر الدعوة تلك المتاعب من أولئك الطغاة الفرنسيين لأنه لم يخضع لأحكامهم الجائرة وغاياتهم السيئة في نشر الفساد في تلك البلاد الإسلامية، وأخذ الشيخ في نشر دعوته سرّاً بينه وبين أتباعه لمقاومة الاستعمار وأخذ بنشرها بين المواطنين الذين استجابوا لدعوته واتبعوه.
وعندما يشعر الفرنسيون بمبادئ الحركة يقبضون على الزعماء ويلقونهم في المعتقلات أو يقتلونهم، ولكن كل هذه الأحداث لم تضعف من عزم شيخنا في نشر العلم والدعوة إلى الله.
ولم يكتف الفرنسيون بهذا بل أنهم تدخلوا حتى في سياسة التعليم وذلك لقتل اللغة العربية طبقاً لسياسة فرنسا والجزائر وحرصوا على تنصيرهم لدمجهم في نهاية المطاف بالكيان الفرنسي، وتدعيمهم لأصحاب البدع والخرافات حتى لا يقاومونهم.
لقد لقي الشيخ عمار الكثير من المتاعب، ومن هذه الحوادث التي وقعت له: أن أهل باب الشرقي كانوا أحباباً ـ أي موالين ـ لأهل البدع والخرافات، وكان منزل الشيخ في القج بباب الشرقي، فكانوا كلما يمر أحدهم بمنزله يرمي الحجارة وسط فناء بيته مما أدى إلى إيذائه، وكانت زوجته وأولاده لا يخرجون إلى وسط الفناء إلا للضرورة، ويمشون تحت الحائط من بيت لآخر خوفاً من الأذى، وفضلاً عن ذلك كانت تتحطم لهم الأواني التي يملؤون فيها الماء وهي القلل، وكان رحمه الله في كل يوم يخرج في حجره الحجارة التي كانوا يرمونها في منزله. ولم يكتفوا بذلك فأطلقوا عليه أذنابهم وشعراءهم يشنونه ومن هؤلاء الشاعرة بنت حورية زوجة ولد خشخوش أمها للفوار أخت بشره، ومن ضمن ما قالته في الحضرة تشني في الشيخ عمار بن الأزعر رحمه الله:
وعلى لقرع التقدود القاري على ليهود
والله لضاربيه
راه جاء واحد من تونس قاري على الطالبية
والالفرنسوية
ومن ضمن الحوادث التي وقعت له كذلك : الوشايات التي كانت ترفع من طرف المحاربين له إلى القائد الفرنسي بالوادي. ففي إحدى المرّات استدعي من طرف الضابط الفرنسي، فذهب إليه، وقد استقبله القائد بكل عجرفة وقال له بما معناه: لقد بلغني أنك تسب في نظام الحكم وفي فرنسا وتحرض الناس على فرنسا.
وأصدر القائد قراراً بمنعه من الوعظ والإرشاد والدرس وحلقات الذكر في المسجد، وهدده في حالة مخالفته للأمر بسجنه في سجن " برج فطيمة " وهو سجن المعتقلين السياسيين قرب حاسي مسعود بالصحراء، ولما خرج الشيخ عمار من مكتب القائد كانت عيون العداء له خارج المكتب، وسأله صديقه ماذا قال لك الضابط ؟ فقال: قال: اذهب درّس على نفسك لا يمنعك أحد، فبدت الخيبة على وجوه المحاربين له، وذهب ودرّس بعد صلاة المغرب من نفس اليوم في المسجد العتيق " الطلبة " بالسوق العتيق، وهذه الحادثة تدل على فطنة الشيخ وذكائه وسرعة بداهته.
وقد اتخذ الشيخ عمار من مسجد الطلبة ومنزله مركزاً لإشعاع العلم المبني على أساس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعمل السلف الصالح، حتى أصبح للمسجد الذي يدرس فيه الدور الفعال، فقصده الناس للتحصيل وتلقي العلم عنه، وكان رحمه الله يدرس التفسير والحديث والفقه المالكي وأصوله والعلوم المتصلة بالقرآن الكريم واللغة العربية والقواعد والبلاغة والمنطق وعلم التوحيد، وحلقته تمتلئ وهو يفيض العلم وهم يستمعون له، وقد يسأل أحدهم عن أشياء قد استعصت عليه فيجيبه عليها الشيخ بكل سرور، وإذا رأى منهم الملل نكت لهم ليصرفه عنهم، فأخرج جيلاً من المصلحين، علمهم بعد أمية وجهالة، وبذلك أنقذ مجموعة كبيرة من براثن الجهل والتخلف، ومجمل القول أن الفضل في قيام نهضة إصلاحية بقمار يعود بعد الله إلى الشيخ عمار الأزعر، وإلى جهوده الطيبة وأفكاره الإصلاحية التي استغرقت أحد عشر عاماً قضاها مدرسّاً وواعظاً بالجزائر حتى أفلح في تكوين نهضة إصلاحية معتمدة على القرآن والسنة وعمل السلف الصالح، وبذلك طهر قلوب المنحرفين من البدع والخرافات ورجع الدين في طهارته ونقاوته كما كان عليه في عهد النبوة والصدر الأول.
هجرته إلى البلاد المقدسة:
وفي عام 1352 هـ ودع الشيخ عمار مسقط رأسه لزيارة البقاع المقدسة، وأداء فريضة الحج، وبعد أداء المناسك رجع إلى قمار. بعد ذلك قرر قراره: أن لا بقاء في ذلك الوسط الجاحد ولا بد من الهجرة، وذلك خوفاً على أهله وذريته من الفتن، وكان ذلك في عام 1353 هـ حيث هاجر مع جمع غفير إلى البلاد المقدسة واستقر في مدينة خير البرية ـ المدينة المنورة ـ على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وكان خروجه من بلاده بمشهد عظيم اجتمع فيه كثير من الناس، فمنهم الفرح بخروجه، ومنهم الباكي، ولما حان وقت رحيله صعد له بعض أعدائه إلى السيارة وطلبوا منه المسامحة وناشدوه القرابة والرحم، فقال لهم: لقد أخرجتمونا وقاومتمونا، الله بيننا وبينكم، الله حسبنا، نعم المولى ونعم الوكيل، ثم سار الركب، وتتابعت للهجرة بعد ذلك حتى قيام الحرب العالمية الثانية حيث أغلقت الهجرة .
دروسه بالمسجد النبوي:
وفي المدينة المنورة استقبله العلماء ورحبوا به، والتقت معه القلوب، واتسع نطاق معارفه، وعلموا بما عنده من علم فبدأ يعطي دروسه حتى طبق صيته علماء المسجد النبوي الشريف فرشحوه مدرساً بتاريخ 1 / 1 / 1366 هـ وعقد للعلم وأهله سوقاً نافعاً، والتف حوله طلاب العلم من المدينة المنورة ومن المهاجرين إليها، وقد درس صحيح البخاري،
ومن أشهر تلاميذه:
فضيلة الشيخ المرحوم محمد الحركان ، وفضيلة الشيخ العلامة عمر فلاته المدرس بالمسجد النبوي الشريف. وفضيلة الشيخ القاضي عطية محمد سالم المدرس بالمسجد النبوي الشريف والقاضي بالمحكمة الشرعية بالمدينة المنورة سابقاً، والشيخ عبد الله الخربوش رحمه الله، والأستاذ الأديب حمزة محمد قاسم.
واستمر مدرساً بالمسجد النبوي حتى قبل وفاته بسنوات قليلة.
تدريسه بمدارس المدينة:
عندما استقر به المقام بالمدينة المنورة اشتغل بالتدريس في مدرسة العلوم الشرعية بالقسم العالي ودرس بها ما يقارب من عشرين عاماً الحديث وعلوم القرآن واللغة العربية. ثم عين مدرساً بدار الحديث بالمدينة المنورة كذلك.
مدرسة الشيخ عمار:
وقد صدر أمر بالجمهورية الجزائرية على إطلاق اسم مدرسة متوسطة باسم الشيخ عمار الأزعر تقديراً لخدمته الجليلة في الجزائر، وحركاته الإصلاحية بتلك البلاد وبقاء آثاره القيمة إلى يومنا هذا.
مكتبته وآثاره:
لقد ترك الشيخ عمار مكتبة قيمة تحتوي على عشرات الكتب والرسائل، وترك بعض المخطوطات من تأليفه وتحقيقاته وفتاويه، ولكن هذه المكتبة حرقت ولم يبق منها شيئاً.
وفاة الزعيم:
وعندما أذنت حياة الشيخ عمار بالانتهاء جاءه مرض الموت وأسلم روحه لبارئها في الثالث من جمادى الآخرة سنة 1389 هـ وهو في الثالثة والسبعين من العمر، بعد حياة حافلة بالجهاد المقدس كان فيها مثال العالِم والزعيم الذي يجهر بالحق والذي لا تأخذه في الله لومة لائم، رحمه الله وجعل قبره نوراً جزاء ما أسدى من خدمات للإسلام والمسلمين.
منقول
ميمونة 25
2008-12-24, 10:57
الشيخ مبارك الميلي الجزائري
مولده ونشأته
وُلد الشيخ مبارك بن محمد الإبراهيمي الميلي في قرية "أورمامن" في جبال الميلية بشرق الجزائر حوالي سنة 1896. و مات والده وهو في الرابعة من عمره.
عكف منذ صغره -كغيره من الكثيرين من أبناء الجزائر آنذاك- على حفظ القرآن الكريم، فأتمّ حفظه على يد الشيخ أحمد بن الطاهر مزهود في جامع الشيخ عزوز بأولاد مبارك.
بعد إتمام حفظ القرآن، رَغبَ الشيخ مبارك الميلي في مواصلة مسيرة طلب العلم، فاتجه إلى مدرسة الشيخ محمد بن معنصر الشهير بالميلي ببلدة ميلة حيث مكث هناك أربع سنوات،
ثم اتجه إلى مدينة قسنطينة وانضم إلى دروس الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، وأصبح من بين أكبر تلاميذه وأكثرهم انتفاعاً بعلمه،
ثم غادر الشيخ الميلي قسنطينة بعد ذلك إلى تونس لمواصلة دراسته بـجامع "الزيتونة" فدرس مثل شيخه ابن باديس على أبرز شيوخها من أمثال الشيخ عثمان خوجة ومحمد النخلي والصادق النيفر ومحمد بن القاضي والطاهر بن عاشور وغيرهم، ثم ليعود بعد تخرجه منها إلى بلده الجزائر سنة 1925.
نشاطه الإصلاحي بالجزائر :
استقر الشيخ مبارك الميلي فور عودته إلى الجزائر بمدينة قسنطينة حيث عمل مُعلماً في مدرسة قرآنية عصرية تأسست في مسجد "الشيخ بومعزة " الذي كان يقع في نفس شارع مطبعة وإدارة جريدة الشيخ ابن باديس "الشهاب".
و بقي في تلك المدرسة إلى بداية سنة 1927 ؛ ثم غادر قسنطينة إلى مدينة الأغواط في الجنوب الجزائري، والتي استقبله أهلها استقبالاً عظيماً. فقام فور وصوله إليها بتأسيس مدرسة تولى فيها الإشراف على تعليم أبناء الجزائريين بنفسه.
ذاع صيت الشيخ الميلي بين سكان المدينة، وعرفت مدرسته نشاطاً متنامياً وقبولاً متزايداً لدى الشباب خاصة، كما صار نشاطه يمثل وجوداً بارزاً للإصلاح وباتت أفكاره وآراؤه محل حديث الخاص والعام في المجتمع.
أثار تنامي نشاط الميلي تخوف السلطات الفرنسية من الانعكاسات التي قد تنتج عن تأثيره في فئة الشباب خاصة والمجتمع عامة، فأمرته بمغادرة الأغواط بعد سنوات من العمل والنشاط.
غادر الشيخ مبارك الأغواط متجها إلى بلدة بوسعادة فقام بالأعمال والنشاطات نفسها، إلا أن حظه مع الإدارة الفرنسية في تلك البلدة لم يكن أفضل من الأولى، حيث أمرته بدورها بمغادرة بوسعادة أيضاً.
بعد سنوات من العمل والنشاط في قسنطينة والأغواط وبوسعادة، عاد الشيخ الميلي إلى ميلة ليستأنف ما بدأه من أعمال منذ عودته من تونس، فاستقر بها، وسعى بمعية بعض أعيانها إلى تأسيس مسجد جامع تُقام فيه الصلوات، فكان هو خطيبَه والواعظَ فيه، وقد أُقيم المسجد على جزء من بيت فسيح أهداه أحد أعيان المدينة المناصرين للإصلاح إلى أهل البلدة.
ثم أنشأ الإصلاحيون في ميلة بقيادة الشيخ الميلي، جمعيةً باسم "النادي الإسلامي" فانضمت جهودُها إلى ما كان يقوم به ذلك المسجد من أعمال في مجال الإصلاح. وتوسيعاً لدائرة الأعمال والنشاطات فقد كوّن المسجد والنادي المذكورين جمعيةً أخرى تحت اسم "جمعية حياة الشباب".
كما ساهم الشيخ مبارك الميلي بقلمه السيال في الحياة الصحفية في الجزائر في عهده، فأظهر نشاطاً بارزاً فيها، وكان أحدَ أبرز الطاقات التي قامت عليها الصحافة الإصلاحية بصفة خاصة؛ إذ كان من أول المحررين في "المنتقد" و"الشهاب" منذ أيامهما الأولى ثم في "السُنة" و"البصائر" التي تولى إدارة تحريرها بعد تخلي الشيخ الطيب العقبي عنها سنة 1935. فقد تولى إدارتها فأحسن الإدارة، وأجال قلمه البليغ في ميادينها
حينما تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين سنة 1931 بنادي الترقي بعاصمة الجزائر، كان من الطبيعي لشخص بمثل صفات الشيخ مبارك الميلي أن يكون واحداً من أهم أركان ودعائم إدارتها، خاصة وأنه كان قد لازَم الشيخ عبد الحميد ابن باديس-قبل تأسيسها- طالباً جاداً ثم عاملاً ناجحاً مقتدراً في حقل الإصلاح بجانبيه التعليمي والصحفي. وكنتيجة لتلك المكانة، فقد تم انتخابه عند تأسيس الجمعية عضواً في مجلس إدارتها وأميناً للمال فيها. ولقد شَهِد له بعض من عرفه عن قرب بالأمانة وحسن التسيير والتدبير في أعماله التي اضطلع بها.
وقد كان الشيخ الميلي يقوم بتلك الأعمال جنباً إلى جنب مع الشيخ ابن باديس إلى أن توفي الأخير في 16/04/ 1940م ، .
ورغم شدة المرض، وتزايد تأثيراته على بدنه ونشاطه في أيامه الأخيرة، فقد كان الشيخ مبارك الميلي يحاول تحدي ذلك الوضع ولو بالقيام بالحد الأدنى من الأعمال، فلم تمنعه تلك الظروف الصحية من الحضور والتواجد في "مدرسة التربية والتعليم" بقسنطينة بيوم واحد قبل وفاته، حيث نُقِل-بطلب منه- إلى ميلة ليموت بين أهله، دخل في غيبوبة فارق بعدها الحياة في يوم 9 فبراير 1945.
وشيع جنازتَه الآلاف من المحبين و الطلبة الذين قدِموا من أنحاء مختلفة من البلاد، وأبَّنَه باسم العلماء رئيسُهم الشيخ محمد البشير الإبراهمي، وباسم الهيئات الوطنية فرحات عباس زعيم حزب البيان يومها. و دُفن بجانب قبر شيخه محمد بن معنصر الميلي فرحم الله الشيخ مبارك الميلي رحمة واسعة.
و من أشهر مؤلفاته كتابه الماتع : " الشرك و مظاهره " و هو مطبوع متداول
شيوخه
- المصلح الزاهد محمد بن معنصر الشهير بالشيخ الميلي 1347 هـ : مؤدبه الأول ، الذي لقّنه مبادئ القراءة و الكتابة و القرآن الكريم و الضروريّ من الفقه و علّمه بسمته الحسن و هديه الصالح الزهد في الدنيا و الإقبال على الآخرة .
- العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله " ت 1359 هـ / 1940 م" : و قد كان له الأثر البالغ في حياة الشيخ مبارك ، علما و عملا و صلاحا و استقامة و توجّها و سلوكا .
- العلامة الشيخ محمد النخلي القيرواني "ت 1925م " رحمه الله : أحد شيوخ شيخه ابن باديس و أشهر علماء الزيتونة الذين برعوا في العلوم النقلية و العقلية ، تتلمذ عليه الشيخ مبارك لمّا رحل إلى "الجامع الأعظم" بتونس لطلب العلم .
- العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور "ت 1973م "رحمه الله شيخ الجامع الأعظم ، و صاحب الكتب النافعة و التآليف القيّمة
و من أبرز تلامذته
1- الشيخ أحمد الشطّة بن التهامي " ت 1958م " رحمه الله : تتلمذ على الشيخ مبارك ثم التحق بجامع الزيتونة و تخرّج منها بشهادة التحصيل سنة 1936 م و هو مؤسس مدرسة التربية و التعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين يومئذ بالأغواط و التي تسمّى باسمه الآن و توفّي تحت التعذيب من طرف فرقة المظلّيّين الهمجية التابعة للعسكرية الفرنسية و التي تسمّى بالدوب Dop .
2- الشيخ أبو بكر الحاج عيسى الأغواطي " ت 1407هـ"رحمه الله : و هو من أنبغ طلبة الشيخ مبارك و ممن تتلمذوا على شيخه ابن باديس و شاركه في التدريس ، خرّيج الزيتونة و أحد الأعضاء البارزين في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين و انتخب سنة 1936 م عضوا في الهيئة العليا لها .
3- الأستاذ أحمد بن أبي زيد قصيبة " توفى 1994م "رحمه الله : درس على الشيخ مبارك ثم التحق سنة 1933م بجامع الزيتونة لغتمام تحصيله العلميّ لكنّه انقطع سنة 1939م بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية ، و قد شغل عدّة مناصب مهمّة في الجمعية .
أقوال أهل العلم فيه :
قال الامام الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله تعالى : "حياة كلها جدّ و عمل، و حيّ كلّه فكر و علم ، و عمر كلّه دروس و تحصيل ، و شباب كلّه تلقّ و استفادة ،و كهولة كلّها إنتاج و إفادة ، و كهولة كلّها إنتاج و إفادة ، و نفس كلّها ضمير وواجب ، و روح كلّها ذكاء و عقل ، و عقل كلّه رأي و بصيرة ، و بصيرة كلّها نور و إشراق ، و مجموعة خلال سديدة و أعمال مفيدة قلّ أن اجتمعت في رجل من رجال النهضات ، فإذا اجتمعت هيّأت لصاحبها مكانة من قيادة الجيل ، و مهّدت له مقعده من زعامة النهضة .
ذلكم مبارك الميليّ الذي فقدته الجزائر من ثلاث سنين ، فقدت مؤرخها الحريص على تجلية تاريخها المغمور ، و إنارة جوانبه المظلمة ، ووصل عراه المنفصمة.
و فقدته المحافل الإصلاحية ففقدت منه عالما بالسلفية الحقة عاملا بها ، صحيح الإدراك لفقه الكتاب و السنة ، واسع الإطّلاع على النصوص و الفهوم ، دقيق الفهم لها ، و التمييز بينها و التطبيق لكلّيتها .
و فقدته دواوين الكتاب ففقدت كاتبا فحل الأسلوب ، جزل العبارة ، لبقا بتوزيع الألفاظ على المعاني ، طبقة ممتازة في دقّة التصوير و الإحاطة بالأطراف و ضبط الموضوع و الملك لعنانه .
و فقدته مجالس النظر و الرأي ففقدت مِدْرَهًا لا يباري في سوق الحجة و حضور البديهة و سداد الرمية و الصلابة في الحقّ و الوقوف عند حدوده .
و فقدته جمعية العلماء ففقدت ركنا باذخا من أركانها ، لا كلاّ و كلاّ ، بل ناهضا بالعبء ، مضطلعا بما حمّل من واجب ، لا تؤتى الجمعية من الثغر الذي تكل إليه سدّه ، و لا تخشى الخصم الذي تسند إليه مراسه و فقدت بفقده علما كانت تستضيء برأيه في المشكلات ، فلا يري الرأي في معضلة إلاّ جاء مثل فلق الصبح" .
و قال : " يشهد كلّ من عرف مباركا و ذاكروه أو ناظره |أو سأله في شيء مما يتذاكر فيه الناس أو يتناظرون أو يسأل فيه جاهله عالمه أو جاذبه الحديث في أحوال الأمم ووقائع التاريخ و عوارض الإجتماع ، أنّه يخاطب منه عالما أيّ عالم ، و |أنّه يناظر منه فحل عراك و جدل حكاك ، و أنّه يساجل منه بحرا لا تخاض لجّته و حبرا لا تدحض حجّته ، و أنّه يرجع منه إلى عقل متين و رأي رصين و دليل لا يضلّ و منطق لا يختلّ ، و قريحة خصبة ، و ذهن لا نختلف في هذا" "البصائر العدد 26".
قال الأستاذ أحمد توفيق المدني رحمه الله تعالى : " كنت أكنّ لمبارك الميلي العلامة الجليل احتراما عظيما و تقديرا كبيرا ، وحبا جمّا ، إنّه الرجل المثالي الحرّ الأبيّ الذي وضع حياته كلّها - منذ رجع من الزيتونة عالما جليلا – في خدمة دينه و شعبه مدرّسا و محاضرا و مفكّرا عميقا و مرشدا نصوحا .
كان نحلة منتجة لا تراها إلا ساعية وراء رحيق زهرة ، أو واضعة مع جماعتها عسلا شهيا .
هكذا كان منذ عرفته سنه 1925م إلى أن فرّق الحِمام بين جسمينا، و لم يفرّق بين روحينا ، و إنّي لأشعر بوجود مبارك الميلي يملأ الفراغ الذهني و يثبت كيانه في علم الفكر .
رحمك الله يا مبارك ، و طيّب ثراك ، و خلّد ذكراك" . "حياة كفاح 2/209"
منقول
طه الهلالي
2008-12-25, 22:52
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على المساهمة القيمة
ننتظر منك المزيد ان شاء الله
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منك
حقا هناك اسماء ول مرة اقراها
shinypro
2008-12-28, 11:47
اخي قلتم ان الشيخ ابو سعيد في العيم في الامارات زكيف وانا نكلمت معه قبل عيد الاضحى ؟
بيومين او ثلاث
طه الهلالي
2009-01-02, 21:56
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منك
حقا هناك اسماء ول مرة اقراها
بارك الله فيك على المررور الطيب
وجزى الله كل الاخوة والاخوات خير الجزاء على المساهمة القيمة والرائعة في التعريف بخيرة رجال الاصلاح في الجزائر
طه الهلالي
2009-08-02, 20:26
السلام عليكم ورحمة الله
يرفع للفائدة
مصعب المقداد
2009-08-02, 21:02
الشيخ العالم : أبو محمد عبد الشهيد الجزائري
هو الشيخ الفقيه المحدث السلفي
أبو محمد عبد الشهيد بن عمار بن أحمد الجزائري
حفظه الله
شيخ عام بالحديث النبوي و السنة المطهرة
سارح لصحيح البخاري و علوم مصطـلح الحديث و له مهاريع شرح كتب فقهية مثل زاد المستقنع و كتاب بلوغ المرام من أدلة الأحكام و كتب السسن : مثل سنن أبو داود و سنن الترمذي و سنن النسائي ، و صحيح مسلم ، و ألفية السيوطي في علم الحديث و مقدمة ابن الصلاح و كتب الحافظ بن حجر العسقلاني
من مشايخه:
الشيخ المحدث الالباني رحمه الله
الشيخ العثيمين رحمه الله
المحدث ابي اسحاق الحويني حفظه الله
المحدث عبد المحسن بن حمد العباد حفظه الله
وجهته : الحجاز "السعودية"
مولد : لا نعلم له
لكن في بلادنا هذه لا توجد قنوات دينية حقيقية تكون منبر للعلماء الربانيين من كل البلاد الاسلامية و حتى الجزائر
و سأحاول جلب تسجيلات صوتية غاية في الروعة في علم الحديث و شروح السنة النبوية المطهرة
طه الهلالي
2009-08-05, 09:48
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي على هذه الترجمة نحن في انتظار المزيد فلا تطل علينا اخي الحبيب جزاك الله الفردوس
♥ وآثقة الخطــــى ♥
2009-08-24, 14:39
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخ طه
موفق باذن الله
طه الهلالي
2009-09-05, 09:31
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخ طه
موفق باذن الله
وفيك بارك الله اختنا الفراشة وجزاك الله خيرا
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir