alnour
2007-07-15, 18:54
الطبعة الإلكترونية الأولى لكتاب: [ الحب في التصور الإسلامي ]
تعريف بالكتاب: ينقسم هذا البحث إلى جزئين.. الأول: الإسلام والحب. والثاني: واقعنا والحب..
جاء في الجزء الأول من البحث هذه المواضيع: ( نقطة البدء ـ طاقة الحب ـ الحب من الطفولة إلى الشباب ـ النموذج الإسلامي.. والسمو الروحي ـ الحب والعلاقة الزوجية ـ العقل أم العاطفة ـ توأم الروح أم شريك الحياة ـ قوامة الرجل والاختيار ـ دورة الحب ـ الحب والمشكلات ).
وجاء في الجزء الثاني هذه المواضيع: ( النفس والنظام الاجتماعي ـ المراهقة والفراغ العاطفي ـ الشباب والصراع النفسي ـ الزواج الاجتماعي ـ الترهل النفسي ـ التكيف ـ الوسائل والمشكلات ).
وأُختتم البحث بحديث عن العشق، والفرق بينه وبين الحب.. وما ماهيته، وأعراضه، وتشخيصه، وعلاجه.. ثم انتهى بالحديث عن سر عميق ندعكم لمعرفته !!
وصُمم الكتاب بتقنية Pdf وتحتوي هذه النسخة الرقيمة على فهرس لموضوعات الكتاب.. وتحمل عناوين الفهرس روابط مباشرة لموضوعاته.. وبالضغط على عنوان الموضوع يرجع مرة ثانية للفهرس وبالعكس.
رابط الكتاب: http://www.freewebs.com/ommaty/Love.htm
رابط الموقع الرئيسي: http://www.freewebs.com/ommaty
طاقة الحب
تبارك الله أحسن الخالقين.. الذي أحسن كل شيئ خلقه، وخلق كل شيئ بقدر، وأعطى كل شيئ خلقه ثم هدى.. سبحانه. خلق في تكوين الإنسان من المشاعر والطاقات والقدرات ما يحقق به دوره على هذه الأرض، وجعل دوره في خلافتها نابع كذلك من حقيقة تكوينه، فلا يحدث تصادم بينهما.. فكان دوره لا أقول مزدوج وإنما "متكامل" بين إقامة العمران المادي، وتحقيق السمو الروحي.
وحتى يصل الإنسان إلى تحقيق ذاته عليه ألا يفصل بين أجزاء هذا الدور، وإلا وقع الانحراف وضل عن الطريق. وإقامة العمران المادي: موقوف على جهد الإنسان الفكري والسلوكي في التعامل مع مكونات المادة على الأرض.
أما تحقيق السمو الروحي: فهو موقوف أيضًا على جهد الإنسان النفسي والروحي في التعامل مع الطاقة الكامنة الضخمة "الحب" وهذا هو موضوع بحثنا.
إذًا، لهذه الطاقة الضخمة هدف، وليس أي هدف إنه الهدف الذي يحقق إنسانية الإنسان.. بأن تسمو روحه فوق مادته، وبها يصير إنسان يتميز عن غيره من المخلوقات، ولهذا تبديد تلك الطاقة "الحب" في اتجاهات خاطئة من شأنه أن يُعطل هذا الهدف المصيري في حياة الإنسان على الأرض.
* * *
يقول صاحب "منهج التربية الإسلامية" في حديثه عن "طاقة الحب" : "طاقة الحب ميدان واسع شامل يفيض بأحاسيس شتى، كلها معجِب، وكلها مؤثر، وكلها جميل.
والحب هو بنية النفس الحية السوية التي تعيش متجاوبة مع حقيقة هذا الوجود.
ولكنه حب شامل.. يشمل كل الوجود.
يشمل علاقة الإنسان بربه. وعلاقاته بالكون والحياة.. وعلاقاته بكل البشرية..
والحب الإلهي أساس كل حب.. هذا الحب، بما يفيض على النفس من أنوار شفافة رائقة، وبما يوسع من آفاقها حتى تشمل الوجود كله، وبما يرفع من كيانها حتى تصبح وكأنها نور خالص مشرق متلألئ، لا تدخله عتامة الجسد ولا ثقلة الطين.. إنه عجيبة من عجائب الأحاسيس البشرية.. وإنه لفي القمة من هذه الأحاسيس.
ومضة واحدة من هذا النور الإلهي تشرق على قلب إنسان.. ومضة واحدة في لحظة خاطفة.. تفعل في النفس ما لا تفعله أجيال من التجارب والأحاسيس " والثقافات " والاطلاعات التي توسع مدارك النفس وتعمق صلاتها بالكون والحياة.
ومضة خاطفة كومضة البرق.. تضيء صفحة الكون كله في باطن النفس.. وتصل الإنسان بكل عمقه واتساعه وشموله، الذي لا يعيه في أحواله العادية ولا يدرك حقيقة مداه.. تصله بالحقيقة الكبرى الخالدة، صلة تصل إلى أعماقه، وتنفذ إلى أبعد ذرات وجوده، وتمتزج بكل وشيجة حية في النفس، فإذا هي النفس شيئ واحد ممتزج الكيان..
هذه الومضة.. هذه الارتعاشة الوجدانية الواصلة.. هذه الصلة العميقة بحقيقة الوجود.. هذه الانتفاضة المشرقة التي تشع من خلال الطين المعتم فيتلألأ وينير.. هذه الإشراقة الرائقة التي تضيء للإنسان طريقه بين الأشواك، أشواك الشر والباطل والظلام.. هي الحب الإلهي الصادق الذي يمارسه الإنسان السوي، ولو مرة واحدة في حياته المليئة بشتى المشاعر والانفعالات.
وحب الكون. المتمثل في " الطبيعة " بجبالها وأنهارها ووديانها، وأرضها وسماواتها، ونجومها وكواكبها لونًا من ألوان الحب يخطر في نفس الإنسان السوي ويمثل جزءًا من " واقعه " الحي الذي يعيشه في الحياة.
وحب الكائنات الحية.. الحب الذي يجد نشوته في التطلع إلى النبتة الصغيرة تشق طريقها من الطين، والورقة النابتة من البرعم، والزهرة النابتة من الكَمّ، والثمرة اليانعة.. والتطلع إلى الحيوان الوليد يتبع أمه وأمه تُدللـه وتحنو عليه، والحيوان الرشيق يجري مختالًا مزهوًا برشاقته، والحيوان الكاسر الجسور.. والتطلع إلى الطير صافات ويقبضن، بما لها من ألوان زاهية وحركات رشيقة.. لونًا آخر من ألوان الحب يخطر في النفس السوية.
وحب البشرية.. الحب الذي لا يتجه إلى صديق معين ولا صاحب ولا منفعة.. وإنما يشمل الناس جميعًا بمودة لطيفة، تحب لهم الخير، وتحس نحوهم بوشائج القربى والأخوة الودود.. أليس لونًا من الحب، تفيض به النفس السوية أحيانًا.
وحب الأرواح المتألفة، بما فيه من إشراقات حالمة، ورحمة نَدّية، وأنس لطيف ودود، وعاطفة قوية، تملأ مشاعرهم وتحرك وجدانهم.. لونًا بل ألوانًا من الحب، تعرفه جيدًا النفس السوية المطمئنة".
تعريف بالكتاب: ينقسم هذا البحث إلى جزئين.. الأول: الإسلام والحب. والثاني: واقعنا والحب..
جاء في الجزء الأول من البحث هذه المواضيع: ( نقطة البدء ـ طاقة الحب ـ الحب من الطفولة إلى الشباب ـ النموذج الإسلامي.. والسمو الروحي ـ الحب والعلاقة الزوجية ـ العقل أم العاطفة ـ توأم الروح أم شريك الحياة ـ قوامة الرجل والاختيار ـ دورة الحب ـ الحب والمشكلات ).
وجاء في الجزء الثاني هذه المواضيع: ( النفس والنظام الاجتماعي ـ المراهقة والفراغ العاطفي ـ الشباب والصراع النفسي ـ الزواج الاجتماعي ـ الترهل النفسي ـ التكيف ـ الوسائل والمشكلات ).
وأُختتم البحث بحديث عن العشق، والفرق بينه وبين الحب.. وما ماهيته، وأعراضه، وتشخيصه، وعلاجه.. ثم انتهى بالحديث عن سر عميق ندعكم لمعرفته !!
وصُمم الكتاب بتقنية Pdf وتحتوي هذه النسخة الرقيمة على فهرس لموضوعات الكتاب.. وتحمل عناوين الفهرس روابط مباشرة لموضوعاته.. وبالضغط على عنوان الموضوع يرجع مرة ثانية للفهرس وبالعكس.
رابط الكتاب: http://www.freewebs.com/ommaty/Love.htm
رابط الموقع الرئيسي: http://www.freewebs.com/ommaty
طاقة الحب
تبارك الله أحسن الخالقين.. الذي أحسن كل شيئ خلقه، وخلق كل شيئ بقدر، وأعطى كل شيئ خلقه ثم هدى.. سبحانه. خلق في تكوين الإنسان من المشاعر والطاقات والقدرات ما يحقق به دوره على هذه الأرض، وجعل دوره في خلافتها نابع كذلك من حقيقة تكوينه، فلا يحدث تصادم بينهما.. فكان دوره لا أقول مزدوج وإنما "متكامل" بين إقامة العمران المادي، وتحقيق السمو الروحي.
وحتى يصل الإنسان إلى تحقيق ذاته عليه ألا يفصل بين أجزاء هذا الدور، وإلا وقع الانحراف وضل عن الطريق. وإقامة العمران المادي: موقوف على جهد الإنسان الفكري والسلوكي في التعامل مع مكونات المادة على الأرض.
أما تحقيق السمو الروحي: فهو موقوف أيضًا على جهد الإنسان النفسي والروحي في التعامل مع الطاقة الكامنة الضخمة "الحب" وهذا هو موضوع بحثنا.
إذًا، لهذه الطاقة الضخمة هدف، وليس أي هدف إنه الهدف الذي يحقق إنسانية الإنسان.. بأن تسمو روحه فوق مادته، وبها يصير إنسان يتميز عن غيره من المخلوقات، ولهذا تبديد تلك الطاقة "الحب" في اتجاهات خاطئة من شأنه أن يُعطل هذا الهدف المصيري في حياة الإنسان على الأرض.
* * *
يقول صاحب "منهج التربية الإسلامية" في حديثه عن "طاقة الحب" : "طاقة الحب ميدان واسع شامل يفيض بأحاسيس شتى، كلها معجِب، وكلها مؤثر، وكلها جميل.
والحب هو بنية النفس الحية السوية التي تعيش متجاوبة مع حقيقة هذا الوجود.
ولكنه حب شامل.. يشمل كل الوجود.
يشمل علاقة الإنسان بربه. وعلاقاته بالكون والحياة.. وعلاقاته بكل البشرية..
والحب الإلهي أساس كل حب.. هذا الحب، بما يفيض على النفس من أنوار شفافة رائقة، وبما يوسع من آفاقها حتى تشمل الوجود كله، وبما يرفع من كيانها حتى تصبح وكأنها نور خالص مشرق متلألئ، لا تدخله عتامة الجسد ولا ثقلة الطين.. إنه عجيبة من عجائب الأحاسيس البشرية.. وإنه لفي القمة من هذه الأحاسيس.
ومضة واحدة من هذا النور الإلهي تشرق على قلب إنسان.. ومضة واحدة في لحظة خاطفة.. تفعل في النفس ما لا تفعله أجيال من التجارب والأحاسيس " والثقافات " والاطلاعات التي توسع مدارك النفس وتعمق صلاتها بالكون والحياة.
ومضة خاطفة كومضة البرق.. تضيء صفحة الكون كله في باطن النفس.. وتصل الإنسان بكل عمقه واتساعه وشموله، الذي لا يعيه في أحواله العادية ولا يدرك حقيقة مداه.. تصله بالحقيقة الكبرى الخالدة، صلة تصل إلى أعماقه، وتنفذ إلى أبعد ذرات وجوده، وتمتزج بكل وشيجة حية في النفس، فإذا هي النفس شيئ واحد ممتزج الكيان..
هذه الومضة.. هذه الارتعاشة الوجدانية الواصلة.. هذه الصلة العميقة بحقيقة الوجود.. هذه الانتفاضة المشرقة التي تشع من خلال الطين المعتم فيتلألأ وينير.. هذه الإشراقة الرائقة التي تضيء للإنسان طريقه بين الأشواك، أشواك الشر والباطل والظلام.. هي الحب الإلهي الصادق الذي يمارسه الإنسان السوي، ولو مرة واحدة في حياته المليئة بشتى المشاعر والانفعالات.
وحب الكون. المتمثل في " الطبيعة " بجبالها وأنهارها ووديانها، وأرضها وسماواتها، ونجومها وكواكبها لونًا من ألوان الحب يخطر في نفس الإنسان السوي ويمثل جزءًا من " واقعه " الحي الذي يعيشه في الحياة.
وحب الكائنات الحية.. الحب الذي يجد نشوته في التطلع إلى النبتة الصغيرة تشق طريقها من الطين، والورقة النابتة من البرعم، والزهرة النابتة من الكَمّ، والثمرة اليانعة.. والتطلع إلى الحيوان الوليد يتبع أمه وأمه تُدللـه وتحنو عليه، والحيوان الرشيق يجري مختالًا مزهوًا برشاقته، والحيوان الكاسر الجسور.. والتطلع إلى الطير صافات ويقبضن، بما لها من ألوان زاهية وحركات رشيقة.. لونًا آخر من ألوان الحب يخطر في النفس السوية.
وحب البشرية.. الحب الذي لا يتجه إلى صديق معين ولا صاحب ولا منفعة.. وإنما يشمل الناس جميعًا بمودة لطيفة، تحب لهم الخير، وتحس نحوهم بوشائج القربى والأخوة الودود.. أليس لونًا من الحب، تفيض به النفس السوية أحيانًا.
وحب الأرواح المتألفة، بما فيه من إشراقات حالمة، ورحمة نَدّية، وأنس لطيف ودود، وعاطفة قوية، تملأ مشاعرهم وتحرك وجدانهم.. لونًا بل ألوانًا من الحب، تعرفه جيدًا النفس السوية المطمئنة".