aurese
2012-01-01, 13:41
Ahmed Boukou Akrouh (http://www.********.com/profile.php?id=100002977929874)
الثورة الموءودة
الحلقة الحادية عشر
في يوم الاثنين صحونا باكرا بعد ليلة قضيناها في نوم متقطع على وقع تساقط أمطارخريفية غزيرة أعطت للجو رطوبة فازدادت القاعة تعفنا من جراء رائحة البول المتصاعد من أرضية القاعة و التي كانت تزكم الأنوف.
... بقيت جالسا على الأرض و قد أسندت ظهري للحائط , و كان بجانبي لونيس و هو طالب جامعي من تيزيوزو, و بجانبه اثنان من شباب بلدته جاءا إلى العاصمة بحثا عن الشغل فانتهى يهما المطاف في هذا المعتقل .
كنت أراقب الوجوه .. كانت كل طبقات المجتمع و أجياله موجودة هناك . فهناك المراهقون و الشباب و الكهول و الشيوخ , و هناك الموظفون و الطلبة و الأساتذة و المهنيون و رجال الشرطة و كذلك العساكر , و يوجد حتى المجانين ..كان هناك شخص مجنون لا يتوقف طوال اليوم عن المشي ذهابا و إيابا قاطعا القاعة الكبيرة التي كنت أجلس فيها طولا و عرضا . كان لا يتحدث مع أحد سوى مع نفسه..مرة أراد أن يعيد صف الخبز الذي يوزع علينا يوميا, فتفطن إليه الحراس فأوسعوه ضربا بالعصي. منذ ذلك اليوم أصبح يأخذ قطعته و يسرع بها إلى أحد أركان القاعة ليلتهما بنهم, ثم يجلس يحذق في الجمع لعل أحد من المعتقلين يعطف عليه و يناوله جزءا من نصيبه.
و أنا شارد أراقب الخلق. إذا بفتى في سن المراهقة عاري الجسم حافي القدمين يضع خرقة يغطي بها المناطق الحساسة من جسمه فقط يمر و لما أصبح أمامنا توقف و طلب من لونيس الذي كان يدخن أن يمنحه نفس , و كنت سمعت عن قصته فأردت أن أغتنم الفرصة و أستفسره عن حقيقتها , فعرفت منه بأنه ألقي عليه القبض من طرف ثلاث جنود من فرقة المظليين اقتادوه إلى سيارة عسكرية و مزقوا ثيابه و قاموا باغتصابه , و أثناء العملية أستطاع أن يفلت منهم و يفر عاريا كما ولدته أمه , فوقع بين أيدي رجال الشرطة الذين قاموا بستر عورته بخرقة بالية لينتهي به الأمر في المعتقل.
قصة هذا الفتى أحضرت إلى مخيلتي صورة ذلك الشاب الذي كان ملقى على الأرض في الطابق الأول لمديرية الأمن الولائي بين الحياة و الموت , و رجال الشرطة يعتدون على شرفه ..هذا الشخص اختفى منذ تلك اللحظة , و لم يحضروه معنا إلى المعتقل , و أخشى أن يكون قد مات .
في هذا اليوم كذلك بدأ مرض التهاب العيون في الانتشار بسرعة وسط المعتقلين و هذا نتيجة الجو المتعفن الذي كنا نعيش فيه. من جراء تحول القاعات إلى مكان لتجمع المياه و الفضلات المتسربة من المرحاض . هذا المرض المعدي يسبب احمرارا و انتفاخا في العيون مصحوبا بآلام حادة لا تطاق.
الحلقة الثانية غشر ستنشر لاحقا إن شاء الله
الثورة الموءودة
الحلقة الحادية عشر
في يوم الاثنين صحونا باكرا بعد ليلة قضيناها في نوم متقطع على وقع تساقط أمطارخريفية غزيرة أعطت للجو رطوبة فازدادت القاعة تعفنا من جراء رائحة البول المتصاعد من أرضية القاعة و التي كانت تزكم الأنوف.
... بقيت جالسا على الأرض و قد أسندت ظهري للحائط , و كان بجانبي لونيس و هو طالب جامعي من تيزيوزو, و بجانبه اثنان من شباب بلدته جاءا إلى العاصمة بحثا عن الشغل فانتهى يهما المطاف في هذا المعتقل .
كنت أراقب الوجوه .. كانت كل طبقات المجتمع و أجياله موجودة هناك . فهناك المراهقون و الشباب و الكهول و الشيوخ , و هناك الموظفون و الطلبة و الأساتذة و المهنيون و رجال الشرطة و كذلك العساكر , و يوجد حتى المجانين ..كان هناك شخص مجنون لا يتوقف طوال اليوم عن المشي ذهابا و إيابا قاطعا القاعة الكبيرة التي كنت أجلس فيها طولا و عرضا . كان لا يتحدث مع أحد سوى مع نفسه..مرة أراد أن يعيد صف الخبز الذي يوزع علينا يوميا, فتفطن إليه الحراس فأوسعوه ضربا بالعصي. منذ ذلك اليوم أصبح يأخذ قطعته و يسرع بها إلى أحد أركان القاعة ليلتهما بنهم, ثم يجلس يحذق في الجمع لعل أحد من المعتقلين يعطف عليه و يناوله جزءا من نصيبه.
و أنا شارد أراقب الخلق. إذا بفتى في سن المراهقة عاري الجسم حافي القدمين يضع خرقة يغطي بها المناطق الحساسة من جسمه فقط يمر و لما أصبح أمامنا توقف و طلب من لونيس الذي كان يدخن أن يمنحه نفس , و كنت سمعت عن قصته فأردت أن أغتنم الفرصة و أستفسره عن حقيقتها , فعرفت منه بأنه ألقي عليه القبض من طرف ثلاث جنود من فرقة المظليين اقتادوه إلى سيارة عسكرية و مزقوا ثيابه و قاموا باغتصابه , و أثناء العملية أستطاع أن يفلت منهم و يفر عاريا كما ولدته أمه , فوقع بين أيدي رجال الشرطة الذين قاموا بستر عورته بخرقة بالية لينتهي به الأمر في المعتقل.
قصة هذا الفتى أحضرت إلى مخيلتي صورة ذلك الشاب الذي كان ملقى على الأرض في الطابق الأول لمديرية الأمن الولائي بين الحياة و الموت , و رجال الشرطة يعتدون على شرفه ..هذا الشخص اختفى منذ تلك اللحظة , و لم يحضروه معنا إلى المعتقل , و أخشى أن يكون قد مات .
في هذا اليوم كذلك بدأ مرض التهاب العيون في الانتشار بسرعة وسط المعتقلين و هذا نتيجة الجو المتعفن الذي كنا نعيش فيه. من جراء تحول القاعات إلى مكان لتجمع المياه و الفضلات المتسربة من المرحاض . هذا المرض المعدي يسبب احمرارا و انتفاخا في العيون مصحوبا بآلام حادة لا تطاق.
الحلقة الثانية غشر ستنشر لاحقا إن شاء الله