عطر الملكة
2011-12-29, 22:38
قال لي صديقي الفيلسوف عما علمته الحياة له
وبعد مضيّ يومٍ قمريٍّ من أيام فتاتنا
بطلة هذه القصّة.. رافقت شعاعَ الشّمس
الى بيت صديقها الفيلسوف ودردشةً رائعةً تدورُ
بين أشعّة عينيها وبينهُ..
عرفَ منها مقدارُ شوقها لهذا الصديق الفيلسوف...
وصلت الى حيثُ رَنَت خطواتُها
أن تصل.. فودّعها الشّعاعُ وانسحب...
لتستأذِنَ ويؤذنَ لها بالدخول......
ألقت تحييتها بخجلٍ وفرحٍ.. تُخبرُ به
نظراتها حيثُ قالت:
- السلام عليك يا صديقي الفيلسوف..
- وعليكِ مثلما قلتِ.. تفضّلي..
أهلاً بك يا صغيرتي الجميلة..
اجلسي بجواري قرب المكتبة..
وانهلي ما شئتِ من علومها.. حتى أنتهي
مما بدأتُ به من متطلّبات عملي...
فكما تعلمين.. تمتلأ مكتبتي بكل ما يتحفُ العقل..
ويثري النّفسَ ويُغنيها... وتُقَرِّبُ لهما
آفاق العلم والمعرفة...
- صدقت يا فيلسوف.. نعم.. سأفعل...
وبعد مرور بعض الوقت..
أعلن الفيلسوف نبأ انتهاءه من عمله..
حين أقفل دفترهُ.. ورفعَ يديه يمرّنُهما
من متاعب الكتابة..
توقّفت فتاتنا عن القراءة..
بعد أن استأذنت مؤلّفَ الكتاب الذي تقرأهُ
بالانسحاب من مجالسته بفكرها..
ووعدته بالعودة لمتابعة الاستماع لآراءه
وأخباره فيما بعد... اتجهت بعيونها نحو
صديقها الفيلسوف وقالت:
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/28056/32334/402408.gif
- عافاك الله يا صديقي الفيلسوف..
هل جاء وقت حِصّتي ؟؟
- بلى...!!
- إذن.. أما تريدُ أن تُتِمَّ ما بدأناهُ بالأمس
من حديث ٍ.. حول ما علّمته لك الحياة؟؟
- لك ما طلبت بنيّتي.. فاسمعي مقولتي....
فمن تجاربي في معاركة الحياة..
تعلّمتُ أن أستمع لكُلِّ رأيٍ حتى النهاية..
وان لم أقتنع به.. وأن أبكي في الوقت المناسب..
ففي البكاء راحةٌ للقلوب..
شريطة أن أمسح دمعتي قبل أن يراها أحد..
كما علّمتني الحياة أن أضحك في الوقت المناسب..
فالضّحكُ فيه راحةٌ للنفوس..
ولكن.. شريطة أن لا أكتمه عن أحد...
- هااا.. ماذا أيضاً يا فيلسوف؟؟
- تعلّمتُ أيضاً من الحياة يا صديقتي..
أنّ همسَ المنطق يعلو الصراخ..
وعلّمتني دهاليز الحياة أن أتلقّى الهزيمة
بصدرٍ رحب.. وأن لا أندم على ما فات..
وأن أجعل الأمل مصباحاً..
في كلّ الطرقات...
- زدني بربّكَ يا فيلسوف...
- أي بنيّتي.. ألا تترفّقي؟..
فقد جفَّ لعابي.. وأريد شيئاً من العصير..
ماذا لو أحضرت لنا بعض منه من
على تلك الطاولة ( وأشارَ بيده)
- بكل سرورٍ يا سيدي ( قالتها وقلبها يُرسل
ابتساماتً لوجهها.. كي تبُثها على شكل
هلالات من نور عينيها).. وتابعت:
.. ولكن على أن لا تبخل عليّ بخبراتك
من دروسٍ وعبر في الحياة...!!
فضحك بوقارٍ وقال: وهل ليَ استطاعةٌ أن
لا أفعل!... فقد أحرمُ من كأس العصير..!!
فتضامنت معه بضحكةٍ خجلةٍ..
ثم عمَّ صمتٌ يشبه هدوء التلاميذ في الصّف..
حيثُ بادر فيلسوفنا بالقول:
لقد علّمتني الحياةُ يا بنيّتي..
أنّهُ إذا وَصَل َمن ربّيَ العطاء.
وجب علي الشّكر.. وأنّهُ إذا وصلني منه البلاء..
وجبَ عليّ الصبر...
- صدقت يا فيلسوف.. زدني
أطال الله بعمرك.. وأبقاك..
- وعلّمتني الحياة أن أعامل القدرَ بالرّضى..
والناسَ بالحذر.. وأن أعاملَ أهلي باللين..
والدّهرُ.. بانتظارِ تقلّباته...
- وكيف ذلك يا فيلسوف.. ؟؟
- أي أننا يجب أن نتوقّع حدوث تغييرات
في ظروفنا وفي حياتنا.. فقد يكون
التغيير للأفضل.. أو العكس..
- ولماذا نتوقّع حدوث تغييرٍ لا نحبُّ حدوثهُ ؟!
- حتّى لا نصابُ بالصدمات النفسية
لابنيّتي.. بل نسلّمُ أمرنا لله.. وما قدّر الله فعل..
بنيّتي: .. يجبُ علينا أن نتأقلم مع كل
ما يجدُّ على حياتنا من ظروف..
بما يحفظُ ديننا ودنيانا..
لأن دوام الحال من المحال...!
- فهمتُ يا فيلسوف...
يا أبرع من نطق بالحكمة والنّصح...!!!
- الحمد لله.. بل أنت صاحبةُ لسانٍ غُمِسَ
بعطر الأدب والذّوق بنيّتي..
- أشكرك يا صديقي...
( قالتها وهي تحاولُ الوقوفَ لتودّع
معلّمها الفيلسوف.. فأمها تنتظر
عودتها بشغفٍ.. كما في كل مرّة..
لتسمع منها إلى ما تعلّمته من ذلك الرجل الحكيم..
والفيلسوف الموسوعة.....!
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/31060/36109/454311.gif
****
نقلا عن احد البرامج الاذاعية المصرية
وبعد مضيّ يومٍ قمريٍّ من أيام فتاتنا
بطلة هذه القصّة.. رافقت شعاعَ الشّمس
الى بيت صديقها الفيلسوف ودردشةً رائعةً تدورُ
بين أشعّة عينيها وبينهُ..
عرفَ منها مقدارُ شوقها لهذا الصديق الفيلسوف...
وصلت الى حيثُ رَنَت خطواتُها
أن تصل.. فودّعها الشّعاعُ وانسحب...
لتستأذِنَ ويؤذنَ لها بالدخول......
ألقت تحييتها بخجلٍ وفرحٍ.. تُخبرُ به
نظراتها حيثُ قالت:
- السلام عليك يا صديقي الفيلسوف..
- وعليكِ مثلما قلتِ.. تفضّلي..
أهلاً بك يا صغيرتي الجميلة..
اجلسي بجواري قرب المكتبة..
وانهلي ما شئتِ من علومها.. حتى أنتهي
مما بدأتُ به من متطلّبات عملي...
فكما تعلمين.. تمتلأ مكتبتي بكل ما يتحفُ العقل..
ويثري النّفسَ ويُغنيها... وتُقَرِّبُ لهما
آفاق العلم والمعرفة...
- صدقت يا فيلسوف.. نعم.. سأفعل...
وبعد مرور بعض الوقت..
أعلن الفيلسوف نبأ انتهاءه من عمله..
حين أقفل دفترهُ.. ورفعَ يديه يمرّنُهما
من متاعب الكتابة..
توقّفت فتاتنا عن القراءة..
بعد أن استأذنت مؤلّفَ الكتاب الذي تقرأهُ
بالانسحاب من مجالسته بفكرها..
ووعدته بالعودة لمتابعة الاستماع لآراءه
وأخباره فيما بعد... اتجهت بعيونها نحو
صديقها الفيلسوف وقالت:
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/28056/32334/402408.gif
- عافاك الله يا صديقي الفيلسوف..
هل جاء وقت حِصّتي ؟؟
- بلى...!!
- إذن.. أما تريدُ أن تُتِمَّ ما بدأناهُ بالأمس
من حديث ٍ.. حول ما علّمته لك الحياة؟؟
- لك ما طلبت بنيّتي.. فاسمعي مقولتي....
فمن تجاربي في معاركة الحياة..
تعلّمتُ أن أستمع لكُلِّ رأيٍ حتى النهاية..
وان لم أقتنع به.. وأن أبكي في الوقت المناسب..
ففي البكاء راحةٌ للقلوب..
شريطة أن أمسح دمعتي قبل أن يراها أحد..
كما علّمتني الحياة أن أضحك في الوقت المناسب..
فالضّحكُ فيه راحةٌ للنفوس..
ولكن.. شريطة أن لا أكتمه عن أحد...
- هااا.. ماذا أيضاً يا فيلسوف؟؟
- تعلّمتُ أيضاً من الحياة يا صديقتي..
أنّ همسَ المنطق يعلو الصراخ..
وعلّمتني دهاليز الحياة أن أتلقّى الهزيمة
بصدرٍ رحب.. وأن لا أندم على ما فات..
وأن أجعل الأمل مصباحاً..
في كلّ الطرقات...
- زدني بربّكَ يا فيلسوف...
- أي بنيّتي.. ألا تترفّقي؟..
فقد جفَّ لعابي.. وأريد شيئاً من العصير..
ماذا لو أحضرت لنا بعض منه من
على تلك الطاولة ( وأشارَ بيده)
- بكل سرورٍ يا سيدي ( قالتها وقلبها يُرسل
ابتساماتً لوجهها.. كي تبُثها على شكل
هلالات من نور عينيها).. وتابعت:
.. ولكن على أن لا تبخل عليّ بخبراتك
من دروسٍ وعبر في الحياة...!!
فضحك بوقارٍ وقال: وهل ليَ استطاعةٌ أن
لا أفعل!... فقد أحرمُ من كأس العصير..!!
فتضامنت معه بضحكةٍ خجلةٍ..
ثم عمَّ صمتٌ يشبه هدوء التلاميذ في الصّف..
حيثُ بادر فيلسوفنا بالقول:
لقد علّمتني الحياةُ يا بنيّتي..
أنّهُ إذا وَصَل َمن ربّيَ العطاء.
وجب علي الشّكر.. وأنّهُ إذا وصلني منه البلاء..
وجبَ عليّ الصبر...
- صدقت يا فيلسوف.. زدني
أطال الله بعمرك.. وأبقاك..
- وعلّمتني الحياة أن أعامل القدرَ بالرّضى..
والناسَ بالحذر.. وأن أعاملَ أهلي باللين..
والدّهرُ.. بانتظارِ تقلّباته...
- وكيف ذلك يا فيلسوف.. ؟؟
- أي أننا يجب أن نتوقّع حدوث تغييرات
في ظروفنا وفي حياتنا.. فقد يكون
التغيير للأفضل.. أو العكس..
- ولماذا نتوقّع حدوث تغييرٍ لا نحبُّ حدوثهُ ؟!
- حتّى لا نصابُ بالصدمات النفسية
لابنيّتي.. بل نسلّمُ أمرنا لله.. وما قدّر الله فعل..
بنيّتي: .. يجبُ علينا أن نتأقلم مع كل
ما يجدُّ على حياتنا من ظروف..
بما يحفظُ ديننا ودنيانا..
لأن دوام الحال من المحال...!
- فهمتُ يا فيلسوف...
يا أبرع من نطق بالحكمة والنّصح...!!!
- الحمد لله.. بل أنت صاحبةُ لسانٍ غُمِسَ
بعطر الأدب والذّوق بنيّتي..
- أشكرك يا صديقي...
( قالتها وهي تحاولُ الوقوفَ لتودّع
معلّمها الفيلسوف.. فأمها تنتظر
عودتها بشغفٍ.. كما في كل مرّة..
لتسمع منها إلى ما تعلّمته من ذلك الرجل الحكيم..
والفيلسوف الموسوعة.....!
http://m002.maktoob.com/alfrasha/ups/u/31060/36109/454311.gif
****
نقلا عن احد البرامج الاذاعية المصرية