أبو هبة التونسي
2011-12-29, 10:54
من لم يكن إنسانيا فلا يدخل علينا
أن تكون إنسانا فهذه تسمية تميزك عن بقية ما سواك من المخلوقات أمٌا أن تكون إنسانيا فهو انسجام مع جوهرك و ترسيخ للوعي بكرامة وجود ك بما يعني جلال دورك و عظيم مسؤولياتك
إن الإنسان مخلوق مميز تشًرف عن بقية الكائنات بالعقل و النطق و العاطفة: بالعقل ليفهم و بالنطق ليعبر و بالعاطفة ليتواصل و يتألف
فالإنسان للإنسان مثيل في النوع و شريك في الفعل ومن البديهي أن يكون اجتماعيا فهذا من مستلزمات طبعه و خصائص جوهره و لعل منطلق تلك الخصائص و قاعدتها هي تلك الروح العاقلة التي تسكن بين جنباته ما يسمح لملكة الوعي أن تنمو و تتطور و يمنحه فرصة فهم ما يدور حوله و يمكُـنه من إدراك مبتدإ الأشياء و منتهاها فيسأل و يفهم و يستنتج و تبعا لذلك و بالعقل و الإدراك يكون منتجا للفعل مراكما للمعرفة مؤسسا للحضارة منوُعا للثقافة, ثراء لا مثيل له و فسيفساء خلابة تعكس وحدة الإنسان في أصوله و جمال تنوعه و تعدد إسهاماته
إن هذه الروح الخلاقة و هذا الوعي المتنامي و تلك الإرادة على الفعل و الابتكار سمحت للإنسان بإثراء المعرفة و التأثير في نمط الحياة و تغيير وجه العمران
يمد يده إلى المريخ و يتواصل في لمح البصر و يسافر أسرع من الصوت, يفك رموز الفضاء و يرصد أسرار الأرض
وفيما يتساوى كل الناس في شرف الصفات ككائنات تعقل و تنطق و تشعر متنوعة الثقافة أينما وجدت فهي تتمايز بمدى إسهامها في صروح المعرفة و تحكمها في منابع الحضارة مما يحدد ملامح عصر بعينه و يرسم سمات أزمان مختلفة
و لما كانت المعرفة تراكمية وبناء الحضارة جماعيا و متلاحق فقد وثق التاريخ على مدى عصور و أزمنة و عقود من له الإسهام الأكبر في هذه الصروح
و من الأكيد أن هناك من تشرف بالريادة في هذا البناء في مراحل متعاقبة و من تبقى فقد شارك في هذا الإسهام آو تأثر به
و الحضارات المتعاقبة على مدى التاريخ تعترف بشرف الريادة لجزء من الناس و لا تستثني احد من الإسهام فيها ذلك لان الإنسان بكليته هو الذي أنتجها بتطور عقله و تنامي وعيه و تنوع ثقافاته.
و تبعا لذلك:
ننتهي إلى أن الإنسان متى ما كان إنسانيا بعقل يفهم و إرادة فاعلة و عاطفة مفعمة كان مثريا للمعرفة بناءا للحضارة كان وفيٌا عندئذ لمعناه ملتزما بجوهره محترما لنفسه باحترام الآخر الإنسان فهو مثيل في شرف الصفات و كرامة الوجود و شريك في البناء البشري
تلك هي قاعدة التواصل و منطلق التعارف يكون بالاعتراف, بداية بجوهر الإنسان ككائن مكرم بالعقل و النطق و الوجدان ثم بدوره في تنمية المعرفة و نشر الثقافة و بناء الحضارات بروح العدل و سمت الاعتدال
و لعله من الوجاهة بمكان و من باب الدعوة إلى الالتزام بجوهر المنحى الإنساني للإنسان الذي يشمل الناس جميعا على قاعدة شرف الصفات و جلال المسؤولية يمكن ان نقول و بكل احترام
من لم يكن إنسانيا فلا يدخل علينا
بقلم أبو هبة التونسي
أن تكون إنسانا فهذه تسمية تميزك عن بقية ما سواك من المخلوقات أمٌا أن تكون إنسانيا فهو انسجام مع جوهرك و ترسيخ للوعي بكرامة وجود ك بما يعني جلال دورك و عظيم مسؤولياتك
إن الإنسان مخلوق مميز تشًرف عن بقية الكائنات بالعقل و النطق و العاطفة: بالعقل ليفهم و بالنطق ليعبر و بالعاطفة ليتواصل و يتألف
فالإنسان للإنسان مثيل في النوع و شريك في الفعل ومن البديهي أن يكون اجتماعيا فهذا من مستلزمات طبعه و خصائص جوهره و لعل منطلق تلك الخصائص و قاعدتها هي تلك الروح العاقلة التي تسكن بين جنباته ما يسمح لملكة الوعي أن تنمو و تتطور و يمنحه فرصة فهم ما يدور حوله و يمكُـنه من إدراك مبتدإ الأشياء و منتهاها فيسأل و يفهم و يستنتج و تبعا لذلك و بالعقل و الإدراك يكون منتجا للفعل مراكما للمعرفة مؤسسا للحضارة منوُعا للثقافة, ثراء لا مثيل له و فسيفساء خلابة تعكس وحدة الإنسان في أصوله و جمال تنوعه و تعدد إسهاماته
إن هذه الروح الخلاقة و هذا الوعي المتنامي و تلك الإرادة على الفعل و الابتكار سمحت للإنسان بإثراء المعرفة و التأثير في نمط الحياة و تغيير وجه العمران
يمد يده إلى المريخ و يتواصل في لمح البصر و يسافر أسرع من الصوت, يفك رموز الفضاء و يرصد أسرار الأرض
وفيما يتساوى كل الناس في شرف الصفات ككائنات تعقل و تنطق و تشعر متنوعة الثقافة أينما وجدت فهي تتمايز بمدى إسهامها في صروح المعرفة و تحكمها في منابع الحضارة مما يحدد ملامح عصر بعينه و يرسم سمات أزمان مختلفة
و لما كانت المعرفة تراكمية وبناء الحضارة جماعيا و متلاحق فقد وثق التاريخ على مدى عصور و أزمنة و عقود من له الإسهام الأكبر في هذه الصروح
و من الأكيد أن هناك من تشرف بالريادة في هذا البناء في مراحل متعاقبة و من تبقى فقد شارك في هذا الإسهام آو تأثر به
و الحضارات المتعاقبة على مدى التاريخ تعترف بشرف الريادة لجزء من الناس و لا تستثني احد من الإسهام فيها ذلك لان الإنسان بكليته هو الذي أنتجها بتطور عقله و تنامي وعيه و تنوع ثقافاته.
و تبعا لذلك:
ننتهي إلى أن الإنسان متى ما كان إنسانيا بعقل يفهم و إرادة فاعلة و عاطفة مفعمة كان مثريا للمعرفة بناءا للحضارة كان وفيٌا عندئذ لمعناه ملتزما بجوهره محترما لنفسه باحترام الآخر الإنسان فهو مثيل في شرف الصفات و كرامة الوجود و شريك في البناء البشري
تلك هي قاعدة التواصل و منطلق التعارف يكون بالاعتراف, بداية بجوهر الإنسان ككائن مكرم بالعقل و النطق و الوجدان ثم بدوره في تنمية المعرفة و نشر الثقافة و بناء الحضارات بروح العدل و سمت الاعتدال
و لعله من الوجاهة بمكان و من باب الدعوة إلى الالتزام بجوهر المنحى الإنساني للإنسان الذي يشمل الناس جميعا على قاعدة شرف الصفات و جلال المسؤولية يمكن ان نقول و بكل احترام
من لم يكن إنسانيا فلا يدخل علينا
بقلم أبو هبة التونسي