لمنور
2011-12-29, 09:30
نصيحة بافلوف التي أسداها لشباب روسيا من علماء المستقبل والتي نراها جديرة بأن يهتدي بها الشباب الذين نذروا أنفسهم للعلم، يقول بافلوف في رسالته لشباب العلماء:
«أتمنى لشباب بلدي ما يلي:
أولاً وقبل كل شيء – الاتساق ....إنني لا أستطيع التحدث دون انفعال عاطفي بهذا الشرط الأهم للجهد العلمي المثمر ..حري بكم منذ البداية الأولى للعمل أن تتمرسوا على الالتزام الصارم بالأسلوب المنهجي المنظم لتجميع المعارف. تعلموا ألف باء العلم قبل أي محاولة للصعود إلى ذرى العلم الشاهقة .ولا تحاولوا الوصول إلى الخطوة التالية قبل استيعاب وامتلاك ناصية الخطوة الأولى.
ولا تملأوا ثغرات معرفتكم بالفروض والتخمينات النزقة، إذ مهما كانت هذه الفقاعات آسرة للانتباه والإعجاب الظاهري إلا أنها سوف تتفجر حتماً، ولا تخلف لك سوى الارتباك والتشوش...
ادرسوا وقارنوا واجمعوا الوقائع. إن جناح الطائر مهما كان جميلاً جذابًا لم يقوَ على التحليق به دون دعم من الهواء. والحقائق هي الهواء الذي يدعم العالم ومن دونها لن يحلق عاليًا وتغدو نظرياته جهدا ضائعاً. ولا تقفوا عند ظاهر الوقائع عند التجريب والملاحظة لأن العالم ليس وعاء حفظ «أرشيف» وإنما حاولوا النفاذ لكشف سر نشأتها، ولا تكفوا عن البحث عن قوانينها.
ثانيًا: أدعوكم إلى التحلي بالتواضع. لا يذهب بك الظن أنك أحطت بكل شيء علما . ومهما بلغ قدرك من رفعة المكانة تحلَّ دائما بشجاعة التحدث إلى نفسك قائلا «لا أزال جاهلاً». لا تدع الزهو يأسرك , فالزهو يورثك العناد والجمود حيث ينبغي الموازنة والمقارنة بين الحقائق ومن ثم تجد نفسك وحيدًا أعزل فاقد الحس لمعنى الموضوعية.
واحرص على المناخ الجمعي الذي يؤكد أننا جميعا نعمل معا ومشدودون نحو هدف واحد مشترك وان كلاً منا يبذل أقصى الجهد وصولاً إلى هذا الهدف الذي لا تمايز فيه بين ما هو لي وما هو لك بل حصاد مشترك لجهد مشترك.
ثالثا: الحب والعاطفة. لنتذكر دائما أن العلم يقتضي منك كل حياتك حتى وإن كانت لك حياتان فإنهما لا تكفيان. العلم يستلزم من المرء الجهد والحب لدرجة العشق والتفاني من أجله».
بهذا الجهد الدؤوب الذي لا يعرف الكلل، وبهذه الروح، وهذا الحب وتلك العاطفة المشبوبة، وبهذا التواضع والروح الجماعية حقق بافلوف إنجازاته الباهرة. وأنشأ مدرسة فكان هو ومدرسته كما قال عنه اتش. جي. ويلز: نجماً ساطعاً غمر نوره سماء العالم كله، وأضاء آفاقًا واسعة لم نكتشفها بعد ... وهكذا تنهض الأمم.
«أتمنى لشباب بلدي ما يلي:
أولاً وقبل كل شيء – الاتساق ....إنني لا أستطيع التحدث دون انفعال عاطفي بهذا الشرط الأهم للجهد العلمي المثمر ..حري بكم منذ البداية الأولى للعمل أن تتمرسوا على الالتزام الصارم بالأسلوب المنهجي المنظم لتجميع المعارف. تعلموا ألف باء العلم قبل أي محاولة للصعود إلى ذرى العلم الشاهقة .ولا تحاولوا الوصول إلى الخطوة التالية قبل استيعاب وامتلاك ناصية الخطوة الأولى.
ولا تملأوا ثغرات معرفتكم بالفروض والتخمينات النزقة، إذ مهما كانت هذه الفقاعات آسرة للانتباه والإعجاب الظاهري إلا أنها سوف تتفجر حتماً، ولا تخلف لك سوى الارتباك والتشوش...
ادرسوا وقارنوا واجمعوا الوقائع. إن جناح الطائر مهما كان جميلاً جذابًا لم يقوَ على التحليق به دون دعم من الهواء. والحقائق هي الهواء الذي يدعم العالم ومن دونها لن يحلق عاليًا وتغدو نظرياته جهدا ضائعاً. ولا تقفوا عند ظاهر الوقائع عند التجريب والملاحظة لأن العالم ليس وعاء حفظ «أرشيف» وإنما حاولوا النفاذ لكشف سر نشأتها، ولا تكفوا عن البحث عن قوانينها.
ثانيًا: أدعوكم إلى التحلي بالتواضع. لا يذهب بك الظن أنك أحطت بكل شيء علما . ومهما بلغ قدرك من رفعة المكانة تحلَّ دائما بشجاعة التحدث إلى نفسك قائلا «لا أزال جاهلاً». لا تدع الزهو يأسرك , فالزهو يورثك العناد والجمود حيث ينبغي الموازنة والمقارنة بين الحقائق ومن ثم تجد نفسك وحيدًا أعزل فاقد الحس لمعنى الموضوعية.
واحرص على المناخ الجمعي الذي يؤكد أننا جميعا نعمل معا ومشدودون نحو هدف واحد مشترك وان كلاً منا يبذل أقصى الجهد وصولاً إلى هذا الهدف الذي لا تمايز فيه بين ما هو لي وما هو لك بل حصاد مشترك لجهد مشترك.
ثالثا: الحب والعاطفة. لنتذكر دائما أن العلم يقتضي منك كل حياتك حتى وإن كانت لك حياتان فإنهما لا تكفيان. العلم يستلزم من المرء الجهد والحب لدرجة العشق والتفاني من أجله».
بهذا الجهد الدؤوب الذي لا يعرف الكلل، وبهذه الروح، وهذا الحب وتلك العاطفة المشبوبة، وبهذا التواضع والروح الجماعية حقق بافلوف إنجازاته الباهرة. وأنشأ مدرسة فكان هو ومدرسته كما قال عنه اتش. جي. ويلز: نجماً ساطعاً غمر نوره سماء العالم كله، وأضاء آفاقًا واسعة لم نكتشفها بعد ... وهكذا تنهض الأمم.