المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ‫جزاء الموحدين يوم القيامة


كمال يحيى18
2011-12-28, 09:49
‫جزاء الموحدين يوم القيامة

عن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تُحشر هذه الأمة على ثلاثة أصناف : صنف يدخلون الجنة بغير حساب ، وصنف يُحاسبون حساباً يسيراً ثم يدخلون الجنة ، وصنف يجيئون على ظهورهم أمثال الجبال الراسيات ذنوباً فيَسأل الله عنهم –وهو أعلم بهم – فيقول : ما هؤلاء ؟ فيقولون : هؤلاء عبيد من عبادك . فيقول : حُطوها عنهم واجعلوها على اليهود والنصارى وادخلوهم برحمتى الجنة" حسن : الحاكم (1/85)و(4/607) في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي وأصله عند مسلم (49/ 2767) في التوبة.

فالحديث هنا عن مكانة الموحدين الناطقين بالتوحيد والعاملين به ، فهم وإن كانوا مذنبين فإن الله تعالى يتجاوز عنهم ، وذلك لثقل التوحيد ، وشرف الانتساب إلى الله تبارك وتعالى
"تُحشر هذه الأمة على ثلاثة أصناف والحشر : الإخراج والجمع ، الإخراج من القبور والجمع ليوم القيامة للحساب.
الصنف الأول صنف يدخلون الجنة بغير حساب وهم الذي قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم :" يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب" قالوا : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : " هم الذين لا يكتوون ، ولا يسترقون ، وعلى ربهم يتوكلون" وفى رواية أخرى : " لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم ، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر "

وصنف يُحاسبون حساباً يسيراً وهو الحساب الســــهل بلا تعسيــر ، فلا يُحـــقق الله عز وجل عليه جميع دقائق أعماله ، وإنما يعرضها فقط عليه ، فإن من حوسب لا محالة هلك . أى أن الله تعالى يعفو ويغفر ما دون الشرك لمن يشاء ؛ لأن التقصير صفة غالبة على العباد ، فيُسامح الله تعالى ويعفو عن العبد .

يجيئون على ظهورهم أمثال الجبال الراسيات ذنوباً وهؤلاء من الموحدين إلا أن ذنوبهم كثرت حتى صارت كالجبال الراسيات وهو تصوير لمشهد صاحب الذنوب العظام يوم القيامة يبعث على الخوف والرعب منه ، فمثل هذه المشاهد لبعث الرهبة فى القلب من الذنب يوم القيامة ، وتجسيم الأعمال يوم القيامة فيتحول العمل الصالح إلى رجل حسن الهيئة طيب الرائحة ، والعمل السيئ إلى رجل قبيح الهيئة منتن الرائحة ، وقد قال الله تعالى عن حاملي الذنوب يوم القيامة
" وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا" طه111 خضعت وذلت واستسلمت الخلائق لجبارها الحي الذي لا يموت, القيوم الذي لا ينام, وهوقيم على كل شيء يدبره ويحفظه, فهو الكامل في نفسه, الذي كل شيء فقير إليه لا قوام له إلا به. وقوله: "وقد خاب من حمل ظلماً" أي يوم القيامة, فإن الله سيؤدي كل حق إلى صاحبه حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء, وفي الحديث "يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا يجاوزني اليوم ظلم ظالم" وفي الصحيح "إياكم والظلم, فإن الظلم ظلمات يوم القيامة, والخيبة كل الخيبة من لقي الله وهو به مشرك, فإن الله تعالى يقول: إن الشرك لظلم عظيم".

" فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ " محمد19 هذا إخبار بأنه لا إله إلا الله ولا يتأتى كونه آمراً بعلم ذلك, ولهذا عطف عليه قوله عز وجل: " واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات " وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني, اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي". وفي الصحيح أنه كان يقول في آخر الصلاة "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت, وما أنت أعلم به مني أنت إلهي لا إله إلا أنت"
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عليكم بلا إله إلا الله والاستغفار, فأكثروا منهما فإن إبليس قال: إنما أهلكت الناس بالذنوب وأهلكوني بلا إله إلا الله والاستغفار, فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء, فهم يحسبون أنهم مهتدون" وفي الأثر المروي "قال إبليس وعزتك وجلالك لا أزال أغويهم ما دامت أرواحهم في أجسادهم. فقال الله عز وجل: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني"
حُطوها عنهم واجعلوها على اليهود والنصارى وادخلوهم برحمتى الجنة وهذا معناه إسقاط الذنوب عن المسلمين ووضعها على اليهود والنصارى ، ويُحتمل أن تكون هذه الآثام آثاماً كان للكفار سبب فيها ، أو أنهم سنوها فتسقط عن المسلمين ويوضع على الكفار مثلها ، فمن سن سُنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها .
" وَقُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَم يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلَّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا"الإسراء111 " ولم يكن له شريك في الملك " لأنه واحد لا شريك له في ملكه ولا في عبادته ، " ولم يكن له ولي من الذل " قال مجاهد : المعنى لم يحالف أحداً ولا ابتغى نصر أحد ، أي لم يكن له ناصر يجيره من الذل فيكون مدافعاً ، ولم يذل فيحتاج إلى ولي ولا ناصر لعزته وكبريائه ، " وكبره تكبيرا " أي عظمه عظمة تامة ، أي صفه بأنه أكبر من كل شيئ وقال النبي صلى الله عليه وسلم أنه : من قرأ وقل الحمد لله الآية كتب الله له من الأجر مثل الأرض والجبال لأن الله تعالى يقول فيمن زعم أن له ولداً تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال " ، وجاء في الخبر : " أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلاً شكا إليه بالدين بأن يقرأ قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن إلى آخر السورة ثم يقول : توكلت على الحي الذي لا يموت ، ثلاث مرات " .

فعلينا أن نتعلم كيف نكون من الذاكرين والموحدين بالله لأن من فضل ذكر الله تعالى جلاء صدأ القلوب وصدأ القلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار وأن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة وأن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة :- يا رب صوت معروف من عبد معروف والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب ، صوت منكر من عبد منكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" قال سبحانه وتعالى : من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين"أنه غراس الجنة وأنه ينجى من العذاب وأنه سبب تنزيل السكينة ، وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة وأنه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم :-" إذا قال العبد :لاإله الله والله أكبر ، قال الله تبارك وتعالى : صدق عبدى ، لاإله إلا أنا وأنا أكبر. وإذا قال لا إله إلا الله وحده : قال صدق عبدي ،لا إله إلا أنا وحدى . وإذا قال لا إله إلا الله لاشريك له ، قال صدق عبدي ،لا إله إلا أنا لا شريك لي ، وإذا قال لا إله إلا الله له الملك وله الحمد ، قال صدق عبدي ، لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد ، وإذا قال : لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ، قال : صدق عبدي لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي" فالذكر له تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة ، وتحمل المشاق ، والدخول على الملوك ، ومن يخاف ركوب الأهوال ، ولها أيضاً تأثير في دفع الفقر
ما يُستفاد من هذا الحديث:-

1- شرف أهل التوحيد يوم القيامة
2- تفضيل هذه الأمة على اليهود والنصارى.
3- وراثة أهل التوحيد أماكن أهل الشرك في الجنة ، ووراثة أهل الشرك منازل المؤمنين في النار
4- عفو الله عز وجل وفضله ، وكرمه على هذه الأمة المحمدية
5- شفاعة المؤمنين في إخوانهم يوم القيامة .
فلا ننسى ذكر الله تعالى بلا إله إلا الله وخاصة في قيام الليل نناجيه بدون ما يشعر بنا أحد هذا قمة التوحيد والعبودية لله سبحانه وتعالى مع إنه فيض و رحمات وخير لنا كثير من الله تعالى
لا إله إلا الله أناجى بها ربى لا إله إلا الله أخلوا بها وحدي
لا إله إلا الله أفنى بها عمري لا إله إلا الله أدخل بها قبرى
لا إله إلا الله ألقىَ بها ربى لا إله إلا الله يُغفر بها ذنبي
لا إله إلا الله بها أحيا لا إله إلا الله بها أموت لا إله إلا الله عليها أبعث إن شاء الله لا إله إلا الله أُنس بها في قبرى
لا إله إلا الله عدد خلقك لا إله إلا الله زنة عرشك
لا إله الا الله رضاء نفسك لا إله الا الله مداد كلماتك‬