المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لا خـير في ود امرئ متملـق حلو اللسان وقلبه يتلهب


السيد زغلول
2011-12-27, 16:21
من أجمل ما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
صرَمَت حبالك بعد وصلك زينب --- والدهر فيه تصرم وتقلب
فدع الصبا فلقد عداك زمانه---وازهد فعمرك منه ولى الأطيب
ذهب الشباب فما له من عودة --- وأتى المشيب فأين منه المهرب
ضيف ألم إليك لم تحفل به --- فترى له أسفاً ودمعاً يسكب
دع عنك ماقد فات في زمن الصبا --- واذكر ذنوبك وبكها يا مذنب
واخش مناقشة الحساب فإنه --- لابد يحصى ما جنيت ويكتب
لم ينسه الملكان حين نسيته --- بل أثبتاه وأنت لاه تلعب
والروح فيك وديعة أودعتها --- ستردها بالرغم منك وتسلب
وغرور دنياك التي تسعى لها --- دار حقيقتها متاع يذهب
والليل فاعلم والنهار كلاهما --- أنفاسنا فيها تعد وتحسب
وجميع ما حصلته وجمعته --- حقاً يقيناً بعد موتك ينهب
تباً لدار لايدوم نعيمها --- ومشيدها عما قليل يخرب
فاسمع هديت نصائحاً أولاكها --- بر نصوح عاقل متأدب
صحب الزمان وأهله مستبصراً --- ورأى الأمور بما تؤوب وتعقب
أهدى النصيحة فاتعظ بمقاله ---فهو التقي اللوذعي الأدرب
لا تأمن الدهر الصروف فإنه --- لا زال قدماً للرجال يهذب
وكذلك الأيام في غصاتها --- مضض يذل له الأعز الأنجب
فعليك تقوى الله فالزمها تفز --- إن التقي هو البهي الأهيب
واعمل لطاعته تنل منه الرضا --- إن المطيع لربه لمقرب
فاقنع ففي بعض القناعة راحة --- واليأس مما فات فهو المطلب
وإذا طمعت كسيت ثوب مذلة --- فلقد كسي ثوب المذلة أشعب
والقى عدوك بالتحية لاتكن --- منه زمانك خائفاً تترقب
واحذره يوماً إن أتى لك باسماً --- فالليث يبدو نابه إذ يغضب
إن الحقود وإن تقادم عهده --- فالحقد باق في الصدور مغيب
وإذا الصـديق رأيتـه متعلقـاً --- فهو العدو وحقه يتجنب
لا خـير في ود امرئ متملـق --- حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقـاك يحلف أنـه بك واثـق --- وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حـلاوة --- ويروغ منك كما يروغ الثعلب
واختر قرينـك واصطفيه تفاخـراً --- إن القرين إلى المقارن ينسب
إن الغـني من الرجـال مكـرم --- وتراه يرجى ما لديه ويرهب
ويبش بالـترحيب عند قـدومه --- ويقام عند سلامه ويقرب
والفقـر شين للرجـال فإنـه --- يزرى به الشهم الأديب الأنسب
واخفض جناحـك للأقارب كلهم --- بتذلل واسمح لهم إن أذنبوا
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً --- إن الكذوب لبئس خلاً يصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مـرةً --- أبعده عن رؤياك لايستجلب
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن --- ثرثارةً في كل ناد تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه --- فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسر فاكتمه ولا تنـطق بـه --- فهو الأسير لديك إذ لا ينشب
واحرص على حفظ القلوب من الأذى --- فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القـلوب إذا تنـافر ودهـا --- مثل الزجاحة كسرها لا يشعب
وكـذاك سر المرء إن لم يطوه --- نشرته ألسنة تزيد وتكذب
لا تحرصن فـالحرص ليس بزائـد --- في الرزق بل يشقي الحريص ويتعب
ويظـل ملهوفـاً يـروم تحيـلاً --- والرزق ليس بحيلة يستجلب
كم عاجز في الناس يؤتى رزقـه --- رغداً ويحرم كيس ويخيب
أد الأمانـة و الخيانـة فاجتنب --- واعدل ولا تظلم يطيب المكسب
وإذا بليت بنكـبة فاصبر لهـا --- من ذا رأيت مسلماً لا ينكب
و إذا أصـابك في زمانك شدة --- وأصابك الخطب الكريه الأصعب
فـادع لـربك إنـه أدنى لمن --- يدعوه من حبل الوريد وأقرب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزل --- إن الكثير من الورى لا يصحب
واجعل جليسك سيداً تحظى به --- حبر لبيب عاقل متأدب
واحذر من المظلوم سهماً صائباً --- واعلم بأن دعاءه لا يحجب
وإذا رأيت الرزق ضاق ببلدة --- وخشيت فيها أن يضيق المكسب
فارحل فأرض الله واسعة الفضا --- طولاً وعرضاً شرقها والمغرب
فلقد نصحتك إن قبلت نصيحتي --- فالنصح أغلى ما يباع ويوهب
خذها إليك قصيدةً منظومةً --- جاءت كنظم الدر بل هي أعجب
حكم وآداب وجل مواعظ --- أمثالها لذوي البصائر تكتب
يا رب صل على النبي وآله --- عدد الخلائق حصرها لايحسب

Lord Gandalf
2012-01-06, 16:12
تنسب القصيدة الزينبية للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد حوت الكثير من المواعظ والنصائح التي جسدت السلوك الإنساني السائد عبر الأزمنة والدهور، وسأقطف من زهورها في هذه العجالة ما راق وطاب، وسأنتقل من غصن إلى آخر دون ترتيب، فها هو في بعض الأبيات يقول:



إن الغني من الرجال مكرم
وتراه يرجى مالديه ويرهبُ
ويبش بالترحيب عند قدومه
ويقام عند سلامة ويقربُ
والفقر شين للرجال فإنه
يزرى به الشهم الأديب الأنسب

البشاشة والترحاب، سلوك إنساني قد يكون محموداً إذا لم يتجاوز الحد ولم تطله المبالغة، ولكن واقع الحال لدى البعض مبالغة في الترحاب، وتجاوز في القريض، حتى لكأن الملق قد بات ديدن الناس في التهلل والترحيب، بل أضحى مظنة وسوء خلق، فلزم البعض وألزموا غيرهم بسلوك قد يكون من المحمود تلافيه، والنفاق أصبح مبالغة في المجاملة فذاك شأن قد يمكن قبوله، غير أنه إن تعداه إلى الخداع والمراوغة فذلك ما عناه أمير المؤمنين علي في قوله:



لا خير في ود امرئ متملق
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق
وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب

وفي الخداع نيل مرام، وبلوغ هوى، ولذة انتصار، غير أنه مرام الناقم، وهوى الجائر، وانتصار الحاقد، ونحسبها صفات تهوي بصاحبها إلى سوء الحال في الدنيا والآخرة، والكذب صنو الحسد، والخداع أداة الحسود، لذا فمفارقة الكذوب التماساً للعافية، ونجاة من المظنة، فها هو الشاعر يقول:



ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً
إن الكذوب لبئس خلاً يصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مرة
أبعده عن رؤياك لا يستجلب

لكنه عاد فاختار لك الجليس الجدير بالمعاشرة، الذي يكون لبيباً عاقلاً متأدباً فها هو يقول:



كن ما استطعت عن الأنام بمعزل إن الكثير من الورى لا يصحب
واجعل جليسك سيداً تحظى به
حبر لبيب عاقل متأدب

فاللبيب يهديه عقله الى مسالك الخير، ونبل المعشر، ناهيك عن كون اللبيب حبراً، لديه من العلم ما يؤنس به المجالس، ويغذى به الفؤاد، ويهذب به السلوك، ولذا لزم حفظ الود له، وحسن معاشرته حتى لا تتنافر القلوب، ويقل الود، وتزيد الجفوة، وهذا ما عناه الشاعر بقوله:



واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها
شبه الزجاجة كسرها لا يشعب

وفي القصيدة نفسها تحدث علي رضي الله عنه عن القناعة، في كونها راحة البال، وتجارة دائمة، وغنى أبدياً, ومن ادواتها اليأس مما فات، لانه يريح البال، ويمحو الشأو البعيد المنال، فيزول الشنان والتملل والقلق، ولكون القناعة كنزاً أبدياً، فلا إخال صاحبها الا وقد استمتع بما لديه من كنز، وصفا وده لمن حوله من اقارب واصدقاء ومعارف لتركه ما يجلب البغض والتنافر, اما الطامع فقلق البال، بائر التجارة، دائم الفقر, وهو بطمعه قد اكتسى ثوب المذلة والهوان تراه يلهث في جمعه للمال دون مراعاة لقيم او مبادئ، يبدو في ثياب الفقر في غناه، وفي مقام المذلة مع استغنائه عنها، لكنه اراد لنفسه ان يكون هكذا فكانت، ولا يكاد ان ينال فضل المعسر او الموسر الا ويبحث عن نوال جديد، يده ممدودة الى الكريم واللئيم، فان اعطاه الكريم شكر وطلب المزيد، وان رده اللئيم واذله عاود الكرة دون خجل، لا يمنعه حياء، ولا يشبعه الا التراب.

د/ محمد بن عبدالرحمن البشر

مريم الصابرة
2012-01-09, 14:00
السلام عليكم رائعة شكرا على هذا النقل المميز أفدتنا مشكور
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/1/9/7/7/4/342-jzaaka.gif

السيد زغلول
2012-05-07, 19:10
تنسب القصيدة الزينبية للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد حوت الكثير من المواعظ والنصائح التي جسدت السلوك الإنساني السائد عبر الأزمنة والدهور، وسأقطف من زهورها في هذه العجالة ما راق وطاب، وسأنتقل من غصن إلى آخر دون ترتيب، فها هو في بعض الأبيات يقول:



إن الغني من الرجال مكرم
وتراه يرجى مالديه ويرهبُ
ويبش بالترحيب عند قدومه
ويقام عند سلامة ويقربُ
والفقر شين للرجال فإنه
يزرى به الشهم الأديب الأنسب

البشاشة والترحاب، سلوك إنساني قد يكون محموداً إذا لم يتجاوز الحد ولم تطله المبالغة، ولكن واقع الحال لدى البعض مبالغة في الترحاب، وتجاوز في القريض، حتى لكأن الملق قد بات ديدن الناس في التهلل والترحيب، بل أضحى مظنة وسوء خلق، فلزم البعض وألزموا غيرهم بسلوك قد يكون من المحمود تلافيه، والنفاق أصبح مبالغة في المجاملة فذاك شأن قد يمكن قبوله، غير أنه إن تعداه إلى الخداع والمراوغة فذلك ما عناه أمير المؤمنين علي في قوله:



لا خير في ود امرئ متملق
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثق
وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب

وفي الخداع نيل مرام، وبلوغ هوى، ولذة انتصار، غير أنه مرام الناقم، وهوى الجائر، وانتصار الحاقد، ونحسبها صفات تهوي بصاحبها إلى سوء الحال في الدنيا والآخرة، والكذب صنو الحسد، والخداع أداة الحسود، لذا فمفارقة الكذوب التماساً للعافية، ونجاة من المظنة، فها هو الشاعر يقول:



ودع الكذوب فلا يكن لك صاحباً
إن الكذوب لبئس خلاً يصحب
وذر الحسود ولو صفا لك مرة
أبعده عن رؤياك لا يستجلب

لكنه عاد فاختار لك الجليس الجدير بالمعاشرة، الذي يكون لبيباً عاقلاً متأدباً فها هو يقول:



كن ما استطعت عن الأنام بمعزل إن الكثير من الورى لا يصحب
واجعل جليسك سيداً تحظى به
حبر لبيب عاقل متأدب

فاللبيب يهديه عقله الى مسالك الخير، ونبل المعشر، ناهيك عن كون اللبيب حبراً، لديه من العلم ما يؤنس به المجالس، ويغذى به الفؤاد، ويهذب به السلوك، ولذا لزم حفظ الود له، وحسن معاشرته حتى لا تتنافر القلوب، ويقل الود، وتزيد الجفوة، وهذا ما عناه الشاعر بقوله:



واحرص على حفظ القلوب من الأذى
فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها
شبه الزجاجة كسرها لا يشعب

وفي القصيدة نفسها تحدث علي رضي الله عنه عن القناعة، في كونها راحة البال، وتجارة دائمة، وغنى أبدياً, ومن ادواتها اليأس مما فات، لانه يريح البال، ويمحو الشأو البعيد المنال، فيزول الشنان والتملل والقلق، ولكون القناعة كنزاً أبدياً، فلا إخال صاحبها الا وقد استمتع بما لديه من كنز، وصفا وده لمن حوله من اقارب واصدقاء ومعارف لتركه ما يجلب البغض والتنافر, اما الطامع فقلق البال، بائر التجارة، دائم الفقر, وهو بطمعه قد اكتسى ثوب المذلة والهوان تراه يلهث في جمعه للمال دون مراعاة لقيم او مبادئ، يبدو في ثياب الفقر في غناه، وفي مقام المذلة مع استغنائه عنها، لكنه اراد لنفسه ان يكون هكذا فكانت، ولا يكاد ان ينال فضل المعسر او الموسر الا ويبحث عن نوال جديد، يده ممدودة الى الكريم واللئيم، فان اعطاه الكريم شكر وطلب المزيد، وان رده اللئيم واذله عاود الكرة دون خجل، لا يمنعه حياء، ولا الا
د/ محمد بن عبدالرحمن البشر

بارك الله فيك على الإضافة .

السيد زغلول
2012-12-12, 07:26
السلام عليكم رائعة شكرا على هذا النقل المميز أفدتنا مشكور
http://www.topforums.net/gallery/files/1/0/0/0/0/1/9/7/7/4/342-jzaaka.gif
بارك الله فيك على المرور

ْفاطمــــ الزهراء ــــة
2012-12-12, 18:46
بارك الله فيك

choayb1987
2012-12-14, 12:20
بارك الله فيك

AbuHossam
2021-08-08, 12:10
ترتبك بعض خطوات القلم هنا
وتسكن حائرة في أثير صمت الذهول
حاولت مجاراتك لكن مطر كلماتك أرهق أحرفي
صدقاً لكلماتك نغم فريد
سعادتي هي بنيل شرف التعقيب الأول
تقبلو فائق احترامي لكم ولقلمك