المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة الموءودة الحلقة السادسة


aurese
2011-12-26, 21:57
Ahmed Boukou Akrouh (http://www.********.com/profile.php?id=100002977929874)‎

الثورة الموءودة
الحلقة السادسة

لقد تبين لي فيما بعد من خلال شخص كان ضابط احتياط يؤدي واجب الخدمة الوطنية . بأن هذه المجموعة من الدبابات كانت تابعة للفرقة 23 للمشاة الميكانيكية للفيلق 42 و الذي كان في هذه الفترة معسكرا بولاية الجلفة , و أن هذه الفرقة هي التي قتلت ثلاث شبان بمستودع الدقيق التابع لشركة سامباك بمدينة الجلفة.
لقد أنتفض سكان الجلفة على غرار الكثير من المدن الجزائرية في وجه النظام , و في بادئ الأمر دخلوا في صراعات كالعادة مع رجال الشرطة لما كانوا يكنوه لهذه الفئة من حقد نتيجة التجاوزات اليومية التي يتعرضون لها منها , و قام المتظاهرون بمهاجمة بعض مقار الشرطة , و لم يكن الشباب متحمسين لمواجهة الجيش الذي كانوا يكنون له كل مشاعر الاحترام , وحين تدخل الجيش كان المتظاهرون يرددون أغنية الراي المعروفة في ذلك الوقت ( قلبي بغا الزرقا و الخضرا علاش جات ) و هذا يعني أن صراعهم مع الشرطة , فلا داعي لإقحام الجيش فيه .
وصلت أخبار إلى الفرقة 23 هذه بأن مجموعة من الشباب هاجمت مخزن الدقيق لشركة سامباك , و أعطيت لهم أوامر صارمة من طرف قائد الفيلق الرائد كمال عبد الرحمن بإطلاق النار , فتوجهوا إلى هناك حيث وجدوا بعض الشباب قد استولوا على أكياس من السميد , فقاموا بإطلاق النار بالذخيرة الحية بغرض القتل على هؤلاء الشباب , فسقط في عين المكان ثلاث شبان مدرجين بدمائهم , و قد أحتضن كل واحد منهم كيس دقيق خضبه بدمه , و كان من بينهم مراهق في الخامس عشرة من عمره . قتلوا ببرودة دم و لأسباب تافهة.
بعد هذه المجزرة جاءت أوامر لهذه الفرقة بالتوجه ليلا إلى الجزائر العاصمة, و مع حلول الصباح كانوا بكل عتادهم على مشارفها, و هناك التقوا بفرقة المظليين التي جاءت من بسكرة.
يوجد بالفرقة 23 جندي بسيط من منطقة القبائل لذلك كان الكل يناديه بالقبايلي . كان سذجا لحد البلاهة. لكنه كان دقيقا جدا في رميه ببندقية السيمينوف , و بسبب هذه المهارة الفائقة اختير من طرف قيادته لتمثيل الفرقة في مسابقات الرمي التي ينظمها الجيش.
في إحدى المرات أقيمت مسابقة ببسكرة فتنقل لقبايلي للمشاركة فيها , و في هذه الرحلة تعرف إليه الملازم الأول لفرقة المظليين الذي أعجب كثيرا بمهارة الجندي في التسديد و إصابة الأهداف بدقة متناهية.
عندما سمع هذا الملازم الأول بوجود الفرقة 23 توجه إليها , و طلب من قائدها الاستفادة من خدمات القبايلي , و من هنا بدأت رحلة القنص . كان الضابط يحدد الهدف و الصياد يطلق بدقة متناهية, و أول ضحاياهما كانت امرأة صوب إليها بندقيته و هي تطل من شرفة بيتها فأصابها مباشرة في جبهتها فسقطت ميتة لتوها. و استمرت رحلة القنص, و كانت الجثث تتناثر مع كل طلقة, و من فرط ما قتل هذا الجندي أصيب بالجنون حيث أعدوا له ملفا طبيا و سرحوه من الخدمة الوطنية.
الفرقة 23 للمشاة الميكانيكية في إحدى مواجهاتها مع المحتجين . حدث و أن هاجمها سيل جارف من الشباب, ففر أغلب أفرادها على الأقدام تاركين عتادهم من خلفهم لكن قائد الفيلق الرائد كمال عبد الرحمن أطل من سيارته المكشوفة لحث جنوده على العودة و عدم ترك عتادهم , فرماه الشباب بعبوة مولوتوف أحدثت له حروقا بليغة في مناطق مختلفة من جسده...هذا الرائد أصبح لواء فيما بعد و تقلد عدة مناصب مهمة في الجيش الوطني الشعبي.

الحلقة السابعة ستنشر غدا إن شاء الله .