تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أعاننا الله أخي المعلم المبارك على رسالتنا


محمد 1392
2011-12-26, 08:50
وقل ربي زدني علماً:
فلا تستنكف من التعلم، ولا تقنع بما لديك من العلم، فالعلم أساس ترفع عليه قواعد السعادة، ولا تنفتح كنوزه إلا بتدقيق النظر ممن تصدى للإفادة والاستفادة.
فيا أيها المعلم المبارك أعيذك بالله من صنيع بعض المعلمين؛ فما أن ينال الشهادة التي تؤهله للتعليم إلا وينبذ العلم وراءه ظهرياً، إما اشتغالاً عن العلم، أو زهداً به، أو ظناً منه أنه قد استولى بالشهادة على الأمد، وأدرك بها الغاية القصوى من العلم.
وما هي إلا مدة ثم ينسى كثيراً مما تلقاه من العلم أيام الطلب، وإذا تمادى به الأمر كاد أن يعدَّ من جملة العوام.
فما ذلك المسلك بسديد ولا رشيد؛ فلم يقض حق العلم، بل لم يدر ما شرف العلم ذلك الذي يطلبه لينال به رزقاً، أو ينافس به قريناً، حتى إذا أدرك وظيفة، أو أنس من نفسه الفوز على القرين _أمسك عنانه ثانية، وتنحى عن الطلب جانباً.
وإنما ترفع الأوطان رأسها، وتبرز في مظاهر عزتها بهمم أولئك الذين يقبلون على العلم بجد وثبات، ولا ينقطعون عنه إلا أن ينقطعوا عن الحياة، لا تحول بينهم وبين نفائس العلوم وعورةُ المسلك، ولا طول مسافة الطريق، بعزم يبلى الجديدان وهو صارم صقيل، وحرص لا يشفي غليله إلا أن يغترفوا من العلوم بأكواب طافحة.([1] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn1))
فالاشتغال بالعلم، والتزود منه _يثبته، ويزيده، ويفتح أبوابه.
ولو لم يأت من ذلك كله إلا أن الاشتغال بالعلم يقطع عن الرذائل، ويوصل إلى الفضائل.
قال ابن حزم : لو لم يكن من فائدة العلم والاشتغال به إلا أن يقطع المشتغل به عن الوساوس المضنية، ومطارح الآمال التي لا تفيد غير الهم، وكفاية الأفكار المؤلمة للنفس _لكان ذلك أعظمَ داعٍ إليه، فكيف وله من الفضائل ما يطول ذكره؟.([2] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn2))
قال سعيد بن جبير : لا يزال الرجل عالماً ما تَعَلَّم، فإذا ترك العلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده _فهو أجهل ما يكون.([3] (http://www.djelfa.info/vb/#_ftn3))

([1]) انظر السعادة العظمى للشيخ محمد الخضر حسين ص2 ورسائل الإصلاح لمحمد الخضر حسين 1/85 و 89.

([2]) الأخلاق والسير ص21.

([3]) تذكرة السامع والمتكلم ص60.

كمال يحيى18
2011-12-26, 13:37
اللهم أعنا في عملنا واعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك

محمد 1392
2011-12-26, 14:57
اللهم أعنا في عملنا واعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك
اللهم آمين و المسلمين جميعا