المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الثورة الموءودة الحلقة الخامسة


aurese
2011-12-25, 20:08
Ahmed Boukou Akrouh (http://www.********.com/profile.php?id=100002977929874)‎

الثورة الموءودة
الحلقة الخامسة

في أمسية الرابع من أكتوبر بث التليفزيون صورا عن الدمار الرهيب الذي عرفته العاصمة. لكنه كعادة إعلام الطغاة لم يبرز إلا جزء من الصورة . إذ أنه أغفل عدد الضحايا الذين سقطوا بالعشرات . كما أعلن عن حضر التجوال في كل مناطق العاصمة طوال اليوم. بليله و نهاره, و هذا ما لم يحدث حتى في سنوات الدم التي عرفتها الجزائر في التسعينات. في اليوم الخامس من شهر أكتوبر بلغت الثورة أعالي العاصمة , فتجمع شباب حي مالكي بمحاذاة الطريق المزدوج المؤدي إلى بن عكنون , و قاموا بقطع الطريق و دخلوا في مشادات مع رجال الشرطة...
في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال التحقت بهؤلاء الشباب...كان هناك تضامن كبير بين أفراد الشعب في مواجهة النظام . و حتى النسوة كن يزودن الشباب بالماء و البصل من شرفات المنازل لإبطال مفعول دخان القنابل المسيلة للدموع الذي كان يملأ الأجواء ممزوجا بالدخان المتصاعد من إطارات العجلات المحروقة...
كانت هناك مروحيات تجوب الأجواء في ذهاب و إياب ... لمحنا سيارة عسكرية تتوجه إلى بن عكنون بسرعة فائقة , فرماها الشباب بالحجارة و حاصروها من كل جانب , فتوقفت السيارة عن السير و ترجل منها جنديان .. قاما بإطلاق النار ففر الشباب في كل الاتجاهات ثم راحت السيارة في سبيلها و عاد الشباب إلى مواقعهم مرددين الشعارات الداعية لسقوط النظام .
بعدها لمحنا من بعيد مجموعة في حدود الخمس عشر دبابة تتجه إلى بن عكنون , و عندما اقتربت رماها الشباب بالحجارة و الزجاجات الفارغة. كان باستطاعتها أن تكمل طريقها غير مبالية بما يرميه الشباب عليها . باعتبارها مصفحة و الحجارة أو الزجاجات الفارغة لن تضرها في شيء. لكن يبدو أن ركابها كان لهم ولع بإطلاق الرصاص و سفك الدماء لأتفه الأسباب , ففاجؤنا بإطلالتهم من فتحات الدبابات و إطلاق النار بالذخيرة الحية مباشرة إلى الشباب , فذهلنا لهول المفاجأة و تفرقنا في كل الاتجاهات طالبين النجاة ...
على بعد أقل من متر مني سقط شاب و هو يصيح من الألم , و قد أصيب برصاصة في فخذه الأيمن . حملناه إلى زاوية بعيدة عن رصاص الرماة , و قام أحد الأشخاص بربط فخذه بمنديل ليوقف نزيف الدم .. بقينا هناك نترجى أصحاب السيارات نقله إلى المستشفى , لكنهم رفضوا خوفا على أنفسهم من الاعتقال . لأن النظام يمنع المواطنين من نقل الجرحى إلى المستشفيات أو إسعافهم , و قد حدث هذا مع الكثير من الناس الذين قادتهم إنسانيتهم إلى السجون و المعتقلات .
و نحن مجتمعون حول ذلك الجريح في حيرة لا ندري ما نفعل , إذا بما يسمى بقوات مكافحة الشغب تهاجمنا , فتركنا ذلك الجريح و لدنا بالفرار .
لم نستطع إحصاء عدد القتلى و الجرحى نظرا لسرعة مداهمتنا من طرف رجال الشرطة الذين سارعوا لإخلاء المكان من المصابين ... ربما ليخفوا حجم الخسائر البشرية.

لقد تبين لي فيما بعد بأن هذه المجموعة من الدبابات كانت تابعة للفرقة 23 للمشاة الميكانيكية للفيلق 42 و الذي كان في هذه الفترة معسكرا بولاية الجلفة , و أن هذه الفرقة هي التي قتلت ثلاث شبان بمستودع الدقيق التابع لشركة سامباك بمدينة الجلفة.

الحلقة السادسة ستنشر غدا إن شاء الله .

aurese
2011-12-25, 21:34
الثورة الموءودة الحلقة الخامسة Ahmed Boukou Akrouh (http://www.********.com/profile.php?id=100002977929874)‎

الثورة الموءودة
الحلقة الخامسة

في أمسية الرابع من أكتوبر بث التليفزيون صورا عن الدمار الرهيب الذي عرفته العاصمة. لكنه كعادة إعلام الطغاة لم يبرز إلا جزء من الصورة . إذ أنه أغفل عدد الضحايا الذين سقطوا بالعشرات . كما أعلن عن حضر التجوال في كل مناطق العاصمة طوال اليوم. بليله و نهاره, و هذا ما لم يحدث حتى في سنوات الدم التي عرفتها الجزائر في التسعينات. في اليوم الخامس من شهر أكتوبر بلغت الثورة أعالي العاصمة , فتجمع شباب حي مالكي بمحاذاة الطريق المزدوج المؤدي إلى بن عكنون , و قاموا بقطع الطريق و دخلوا في مشادات مع رجال الشرطة...
في حدود الساعة الثالثة بعد الزوال التحقت بهؤلاء الشباب...كان هناك تضامن كبير بين أفراد الشعب في مواجهة النظام . و حتى النسوة كن يزودن الشباب بالماء و البصل من شرفات المنازل لإبطال مفعول دخان القنابل المسيلة للدموع الذي كان يملأ الأجواء ممزوجا بالدخان المتصاعد من إطارات العجلات المحروقة...
كانت هناك مروحيات تجوب الأجواء في ذهاب و إياب ... لمحنا سيارة عسكرية تتوجه إلى بن عكنون بسرعة فائقة , فرماها الشباب بالحجارة و حاصروها من كل جانب , فتوقفت السيارة عن السير و ترجل منها جنديان .. قاما بإطلاق النار ففر الشباب في كل الاتجاهات ثم راحت السيارة في سبيلها و عاد الشباب إلى مواقعهم مرددين الشعارات الداعية لسقوط النظام .
بعدها لمحنا من بعيد مجموعة في حدود الخمس عشر دبابة تتجه إلى بن عكنون , و عندما اقتربت رماها الشباب بالحجارة و الزجاجات الفارغة. كان باستطاعتها أن تكمل طريقها غير مبالية بما يرميه الشباب عليها . باعتبارها مصفحة و الحجارة أو الزجاجات الفارغة لن تضرها في شيء. لكن يبدو أن ركابها كان لهم ولع بإطلاق الرصاص و سفك الدماء لأتفه الأسباب , ففاجؤنا بإطلالتهم من فتحات الدبابات و إطلاق النار بالذخيرة الحية مباشرة إلى الشباب , فذهلنا لهول المفاجأة و تفرقنا في كل الاتجاهات طالبين النجاة ...
على بعد أقل من متر مني سقط شاب و هو يصيح من الألم , و قد أصيب برصاصة في فخذه الأيمن . حملناه إلى زاوية بعيدة عن رصاص الرماة , و قام أحد الأشخاص بربط فخذه بمنديل ليوقف نزيف الدم .. بقينا هناك نترجى أصحاب السيارات نقله إلى المستشفى , لكنهم رفضوا خوفا على أنفسهم من الاعتقال . لأن النظام يمنع المواطنين من نقل الجرحى إلى المستشفيات أو إسعافهم , و قد حدث هذا مع الكثير من الناس الذين قادتهم إنسانيتهم إلى السجون و المعتقلات .
و نحن مجتمعون حول ذلك الجريح في حيرة لا ندري ما نفعل , إذا بما يسمى بقوات مكافحة الشغب تهاجمنا , فتركنا ذلك الجريح و لدنا بالفرار .
لم نستطع إحصاء عدد القتلى و الجرحى نظرا لسرعة مداهمتنا من طرف رجال الشرطة الذين سارعوا لإخلاء المكان من المصابين ... ربما ليخفوا حجم الخسائر البشرية.

لقد تبين لي فيما بعد بأن هذه المجموعة من الدبابات كانت تابعة للفرقة 23 للمشاة الميكانيكية للفيلق 42 و الذي كان في هذه الفترة معسكرا بولاية الجلفة , و أن هذه الفرقة هي التي قتلت ثلاث شبان بمستودع الدقيق التابع لشركة سامباك بمدينة الجلفة.

الحلقة السادسة ستنشر غدا إن شاء الله .