تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا لا يلجأ أهل السنة في إصلاحهم إلى الحل السياسي أو الدموي


جمال البليدي
2011-12-24, 20:59
لماذا لا يلجأ أهل السنة في إصلاحهم إلى الحل السياسي والحل الدّموي


فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني




جاءَ الدِّينُ الإسلاَميُّ شاملاً لجَميع حاجاتِ الخَلقِ، قالَ اللهُ تعالى: ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين﴾[النحل:89]، ومِن هذهِ الحاجاتِ الجانبُ السِّياسيُّ الَّذي به انتِظامُ اجتِماع النَّاس، والجانبُ الجِهاديُّ الَّذي به ضَمانُ عزِّهم وصدُّ عُدوانِ المُعتدي علَيهم، وشرفُ القائم علَيهما بعِلم وعدلٍ أمرٌ مَعلومٌ، هَذه المقدِّمةُ قدَّمتُها لبَيانِ أنَّ السِّياسةَ الشَّرعيَّةَ مِن الدِّين، وأنَّ الجِهادَ المَشروعَ من الدِّين أيضًا، بل هو ذِروةُ سَنامِه كما أَخبرَ بذَلك الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم.
لكن لمَّا تخلَّى كَثيرٌ من المُسلمِين عن كَثيرٍ ممَّا جاءَ بهِ دينُهم أصابَهم من المصائب ما لاَ يخفَى على أحدٍ، فبَينما هي أمَّةٌ واحدةٌ عَزيزةُ الجانب مَنيعةُ الأَسوارِ إذْ تحوَّلَت وَحدتُها إلى فُرقةٍ وقوَّتُها إلى ضَعفٍ إلاَّ ما شاءَ الله، وقد قامَت دَعواتٌ إسلاميَّةٌ لإصلاَح الأوضاع؛ لكن اختلَفوا في ذلكَ بحسَب اختلاَفِهم في تَحقيقِ جُذور البليَّة، وأكثرُها يرَى أنَّ ما أَصابَ المُسلمِين اليومَ من نكَساتٍ عَظيمةٍ سببُه الرَّئيسُ هو الفَسادُ السِّياسيُّ، وقد وصَلَ إلى هَذا الاستِنتاج جَماعاتٌ مُختلفةُ المَناهج، وما سلَكوه في إصلاَح هذا الفساد السِّياسيِّ هو الَّذي بايَنَ بين مَناهجِهم زيادةً على تَبايُن أُصولِهم، وقد برزَ على السَّاحةِ منها بُروزًا ظاهرًا جماعتانِ: الأولى ترَى أنَّ الأمرَ يَحتاجُ إلى دخول المعتركِ السِّياسيِّ لـ «أَسْلمةِ» برامج الدَّولةِ كما يعبِّرون، بَينما ترَى الأُخرى أنَّه لاَ دواءَ لما ذُكر إلاَّ بالقتالِ.
فالأوَّلونَ ظنُّوا أنَّ الأَمرَ يَحتاجُ إلى السِّباقِ إلى السُّلطةِ!
والآخَرونَ مَا يرَونَه إلاَّ في قَطفِ الرُّؤوس المُتسلِّطةِ!
وليسَ الخلاَفُ هنا في الاعتِرافِ بفَسادِ الحالِ، ولاَ هو في ضَرورةِ السَّعي لإِصلاَحِه أو عدَم ذَلك؛ ولَكن الخلاَف في طَريقتِه، وأثرُ الاختلاَفِ في ذلكَ مَعلومٌ؛ لأنَّ الطَّريقةَ الإصلاَحيَّةَ إذَا جُهلَت أو أُغفلَت ظلَّ صاحبُها يُكابدُ التَّغييرَ من غَير بابِه، وكانَ كمَن يَقصدُ هدفًا من غَير طَريقِه، فمتَى يَصِل؟!
وكذلك بالنِّسبة للبَحث في أَصل الانحِراف؛ فإنَّ طَبيعةَ العلاج تَختلف باختلاَف التَّعرُّف على أصل الدَّاء، لذَا، أَحببتُ تَبيينَ أَصل بليَّة المُسلمينَ؛ لأنَّ الاهتِداءَ إلى تَعيينِه يَعني الاهتِداءَ إلى العلاَج؛ فإنَّ التَّوصُّل إلى علاَج كلِّ داءٍ يَنطلِقُ من جُذورِه.
إنَّ النَّاظرَ في سيرةِ المُصلحِين ـ وعلى رَأسهم الأنبياء ـ يَعلمُ يَقينًا مُخالفةَ هاتَين الجَماعتَين لهؤلاَء، سواء بالنَّظر إلى جُذور البليَّة أو بالنَّظرِ إلى الطُّرقِ الإصلاَحيَّة؛ لأنَّ الأَنبياءَ ـ عليهم الصَّلاة والسَّلامُ ـ بُعثوا في أَقوامٍ اجتمَعَ فيهم الشَّرُّ كلُّه بما فيه الشَّرُّ السِّياسيُّ، فلم يَجئ في الكتاب والسُّنَّة دلاَلةٌ قطُّ على أنَّهم اتَّجهوا أوَّلَ ما اتَّجهوا إلى إصلاَح الأَوضاع السِّياسيَّةِ بمُمارستِها أو بمُمارسةِ الأعمالِ الدَّمويَّة.
ومَن نظَرَ في دَعوةِ الأَنبِياءِ بعَين التَّسليم والاقتِداءِ بانَ له هَذا بجلاَءٍ، وأَيقنَه بلاَ كَبيرِ عَناءٍ؛ فإنَّهم دُعُوا للمُشاركةِ في السُّلطةِ فأَبَوا إلاَّ أن يَقولُوا لقَومِهم ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين﴾[الشعراء:109]، وقد بُعثَ الرَّسولُ صلى الله عليه وسلم في وقتٍ عمَّ فيهِ الفَسادُ السِّياسيُّ المَعمورةَ وما كانَ يُركِّز على الإِصلاَح السِّياسيِّ على الرّغم من أنَّ السِّياسةَ من الدِّينِ كما مرَّ، ودُعيَ صلى الله عليه وسلم للمُشاركةِ في المُلكِ من قِبَل كُبراءِ قُريش فأبَى، انظُرْ له «تَفسيرَ ابن كَثير» عندَ أوَّل سورةِ فُصِّلَت، فقَد ذكرَ بعضَ الرِّواياتِ في هَذا المَعنى، وانظُرْ تَخريجَها وتَحسينَ الشَّيخ محمَّد ناصِر الدِّين الألباني لها في تَعليقِه على «فقه السِّيرة» (ص 106)، وفي بَعض طرُقِها أنَّهم قالُوا له صلى الله عليه وسلم: «وإن كنتَ تُريدُ به شرَفًا سوَّدْناكَ علَينا حتَّى لاَ نَقطعَ أَمرًا دُونكَ، وإن كنتَ تُريدُ مُلكًا ملَّكْناكَ علَينا...»، بل مَن قارَنَ دَعوتَه صلى الله عليه وسلم المُلوكَ والرُّؤساءَ بدَعوتِه الشُّعوبَ عرَفَ الفَرقَ:
فقَد كانَ مع الشُّعوبِ يَتحرَّكُ لدَعوتِهم في النَّوادِي والأَسواقِ والبُيوتِ وغيرِها ويتحرَّق لذَلك، ويُنادِيهم قَبائلَ وفُرادَى لاَ يَفترُ حتَّى بلَغَ بهِ الحُزنُ علَيهم مَبلغَه، فقالَ له ربُّه عز وجل: ﴿فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُون﴾ [فاطر:8]، بل كادَ يُهلكُ نفسَه مِن أَجلِهم حتَّى قالَ له ربُّه: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ [الكهف:6].
وأمَّا معَ المُلوكِ والرُّؤساءِ ففي غالِب حالِه صلى الله عليه وسلم أنَّه لاَ يُكلِّف نفسَه الذَّهابَ إلَيهم، بل يَكتَفي بإِرسالِ بعض سُفرائِه إلَيهم بكَلمةٍ قَصيرةٍ ويَمضِي، وهيَ قولُه: «مِن مُحَمَّدٍ عَبْدِ الله ورَسُولِه إلى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّوم: سَلاَمٌ على مَن اتَّبَعَ الهُدَى، أمَّا بَعْدُ؛ فإِنِّي أَدْعُوكَ بدِعَايَةِ الإِسْلاَم، أَسْلِمْ تَسْلَم يُؤْتِكَ اللهُ أَجرَكَ مَرَّتَيْن، فإِنْ تَوَلَّيتَ فإنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ، و﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُون﴾ [آل عمران:64]» رواه البخاري (7) ومسلم (1773).
فقارِنْ ـ أيُّها المتَّبِع!ـ بينَ هَذه الدَّعوةِ النَّبويَّةِ الحَكيمةِ وبينَ الخُطَب السِّياسيَّةِ الطَّويلةِ والَّتي أخذَت أَعمارَ أَصحابِها برُمَّتها حتَّى شابَت لِحاهم معَها تُدرِك أيّ الفَريقَين أَحقّ بالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.
بل أَسلَمَ في وَقتِه صلى الله عليه وسلم ملكٌ عَظيمٌ، ألاَ وهوَ النَّجاشي ملِكُ الحبَشةِ، فلم يُفكِّر صلى الله عليه وسلم في الهِجرةِ إلَيه لاستِيطانِ مَملكتِه أو جَعلِها نَواةَ دَولتِه، ولاَ قالَ: مِن مِثل هَذا القَصر تَنطلقُ الدَّعوةُ؛ لعِلمِه صلى الله عليه وسلم أنَّ الشُّعوبَ إن لم تَكُن مُقتنعةً بالإِسلاَم فإنَّه لاَ يَنفعُها كَثيرًا تَحصيلُ سُلطانِه، إذًا فعلى المتأسِّينَ بالأَنبِياءِ أن يُعنَوا بطَريقِهم في الإِصلاَح، وحينئذٍ فَلْيبشرُوا.
إنَّ أثرَ صلاح المُلوكِ في صلاَح الرَّعيَّة غيرُ مَجهولٍ؛ لكن لمَّا كانَ صلاحُ الملوكِ أو فسادُهم تابعًا لصلاَح الشُّعوب أو فَسادِها لاَ العَكس، كانَ هذا التَّباينُ في سيرةِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم بين إصلاَح الرَّاعي وإصلاَح الرَّعيَّة، وذاكَ الاهتِمامُ الشَّديد بدَعوةِ الشُّعوب أكثر من الاهتِمام بدَعوةِ مُلوكِهم.
ولاَ شكَّ أنَّ فَسادَ حالِ المُسلمِينَ في بلَدٍ ما سببُه فَسادُ الرَّاعِي والرَّعيَّةِ، وإذَا باتَ مَعلومًا أنَّ الرَّاعيَ قد يتسبَّبُ في إِفسادِ الرَّعيَّة بما يَبثُّه فيهم مِن أَنظمةٍ مُخالفةٍ لشَرع ربِّ العالمِينَ، فَلْيُعلَم أنَّ فَسادَ الرَّاعي متسبَّبٌ عن فَسادِ الرَّعيَّة أوَّلاً؛ لأنَّ اللهَ قال: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]، فأَخبرَ أنَّ مِن قدَرِه سبحانَه تسليطَ الظَّالم على الظَّالم، ومِن هَذا المعنَى قالَ اللهُ تَعالى:﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء:16]، فأَخبرَ سُبحانَه أنَّه يُسلِّط المَسئولِين المُترَفِين بفِسقِهم على أَهْل القَريةِ المُستحِقَّة للإِهلاَك، ولاَ ريبَ أنَّها ما استَحقَّت الإِهلاَكَ إلاَّ وهيَ ظالِمةٌ؛ كما قالَ تَعالى: ﴿وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا﴾ [الكهف:59].
وبهَذا التَّفسيرِ فَهِم بَعضُ السَّلفِ الآيةَ؛ فقَد روَى أبو نُعيم (6/30) والبيهقي في «شُعب الإيمان» (7389) وأبو عَمرو الدَّاني في «السُّنن الواردة في الفِتن» (299) بسندٍ صَحيحٍ عن كَعب الأَحْبار أنَّه قالَ: «إنَّ لكلِّ زَمانٍ مَلِكًا يَبعثُه اللهُ على قُلوبِ أَهلِه(1) (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=113#_edn1)، فإذَا أَرادَ اللهُ بقَومٍ صلاَحًا بعَثَ فيهم مُصلحًا، وإذَا أَرادَ بقَومٍ هَلكةً بعَثَ فيهم مُترَفًا، ثمَّ قرَأَ: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء:16]»، قالَ المُناوي في «فيض القدير» (1/265): «والتَّقديرُ: بقَومٍ أَهْل سُوءٍ سُوءًا؛ فإنَّه تَعالى إنَّما يُوَلِّي علَيهم مُترَفيهم لعَدَم استِقامتِهم».
وقد صرَّحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بأنَّ تسلُّطَ السُّلطانِ على النَّاس بظُلمِه مَبدؤُه تسلُّطُ ذُنوبِهم علَيهم أوَّلاً، فقالَ: «ولَمْ يَنْقُصُوا المِكْيَالَ والمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ المُؤنَةِ وجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ» الحديث، أخرجَه ابنُ ماجَه (4019) وصحَّحه الألبانيُّ في تَعليقِه علَيه.
وهكذَا تَفعلُ الذُّنوبُ، ما حلَّت نُذرُها بساحةِ قومٍ إلاَّ ساءَ صَباحُ المُنذَرين، فانكشَفوا عن عدوٍّ أَبادَ خضراءَهم، واجتَنحَ أَرزاقَهم، واستَباحَ حُرماتِهم، وقيَّدَ حرِّيَّاتِهم، وفعلَ بهم من المُنكَرات على قَدْر مَا أَصابُوا من السَّيِّئاتِ، وفاتَهم من المَسرَّاتِ بحسَبِ ما فوَّتوا على أَنفسِهم من الطَّاعاتِ، والرَّبُّ حكَمٌ عَدلٌ، وبه المستعانُ.
ولمَّا كانَ هَذا هو الأَصل، فإنَّ اللهَ عز وجل جعَلَ إِصلاَحَ النَّفْس السَّبيلَ الوَحيدَ لإِصلاَح الرَّاعي والرَّعيَّة، فقالَ: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11]، فلذَلكَ كانَ سيِّدُ المُصلحِين صلى الله عليه وسلم لاَ يَزيدُ في افتِتاح خُطبِه على التَّعوُّذ من شرِّ النَّفس، فيَقولُ: «...وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا» رواه أصحابُ السُّنن وصحَّحَه الألبانيُّ فيها، فلِماذَا يُعرِض كَثيرٌ من الدُّعاةِ عن طاعةِ الله في هَذا واتِّباع رَسولِه صلى الله عليه وسلم ؟!
إنَّ الَّذي دَعاني لهَذه الكَتابةِ هو الإِشفاقُ على الجُهودِ المَبذولةِ في الدَّعوةِ الإِسلاَميَّةِ من أن تَضيعَ بلاَ فائدةٍ تُذكَر، لاَ سيما وأنَّ هَذهِ الجُهودَ قد شمَلَت مِساحاتٍ وَاسعةً من مَجالاَت الدَّعوةِ وأَخذَت من أوقاتِ أَصحابِها مَا لو استَرشَدوا فيها بهَدْي الكِتاب والسُّنَّة ونظَروا في سيرةِ الأَنبِياءِ بعَين الاتِّباع لبلَغوا ـ بإِذْن الله ـ الغايةَ في أَقصَر زمنٍ، ولكنَّ الَّذي يَنحرِف عن ذَلكَ من الصِّنفَينِ المُشارِ إلَيهما يُخشَى علَيه ألاَّ يَكونَ له نَصيبٌ من عملِه هَذا سوَى نَظير مَا لمَن قالَ فيهِ ربُّنا عز وجل: ﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَة﴾ [الغاشية:3]...
هَذه هيَ حالُ المُغالِين في العمَل السِّياسيِّ والدَّمويِّ، أمَّا في العِلم فلاَ يَكادونَ يَعرِفونَ منه سوَى رَصدِ حرَكاتِ الأُمراءِ والرُّؤساءِ وحِفظِ أَخطائِهم كما يَحفَظونَ أَسماءَ أَبنائِهم!
وأمَّا في الدَّعوةِ فلاَ يَكادونَ يَخرُجونَ عن مَضْغ أَعراض أُولئكَ وتَحفيظِها أَجيالَهم معَ إِهمالِ الجَماهيرِ الَّتي يَغلُبُ علَيها الجَهلُ بدِين الله عز وجل، ولقَد كادَ يمرُّ علَينا عُقودٌ من الزَّمنِ، وليسَ لنَشْئِنا فيها مِن حَديثٍ سوَى هَذا اللَّغوِ الزَّمِن، مع المُبالغةِ في تَعظيم «فِقه الوَاقع»، حتَّى إنَّه ليُلاَزمُه في الحضَر، ويُزامِلُه في السَّفر، فكَم مِن جُهودٍ أُهدرَت مِن هَذا القَبيل، وكَم من أموالٍ بُدِّدَت في هَذه السَّبيل!
والعمَلُ السِّياسيُّ غالبًا ما يَنتهِي بأَصحابِه إلى الدِّماءِ؛ لِما فيه مِن الدَّواهِي الغائلَة، والسُّموم القاتلَة، كما قيلَ: «كَم من دَم، سفَكَه فَم!» يَظلُّ دُعاتُه يُعالِجونَ قُربَ سَرابِه، فيُعاجِلونَ سُكرَ شَرابِه، وتَبقَى الشُّعوبُ مَحرومةً من التَّعليم والتَّربيةِ، على الرّغم من أنَّهم يرَونَها تتخبَّطُ في الشِّركِ والبِدَع؛ لأنَّ الدَّاءَ حسَبَ مُرشدِيهم ليسَ له مَصدرٌ سوَى السُّلطانِ!
وهَا هُم قد قَضوا أَعمارَهم مع الإِصلاَحاتِ السِّياسيَّةِ، فلم يَظفَروا من السُّلطةِ بقُلاَمةِ ظُفرٍ، ولاَ حازُوا مِن الإِصلاَح بطَائفِ نَصرٍ، يتخيَّلونَ التَّدرُّجَ وهم مُستَدرَجونَ، ويتَوهَّمونَ الوُصولَ وهم مُنقطِعونَ! يَكونُ أَحدُهم مُعلِّمًا كأنَّه نبيٌّ في أُمَّته، فتَستفزُّه الأَطماعُ السِّياسيَّةُ إلَيها فيَستجيبُ بدافِع مُزاحمةِ عِلمانيٍّ أو مُنافقٍ، فلاَ تَزالُ به التَّنازلاَتُ واحدةً واحدةً حتَّى يرِقَّ دِينُه وتَذهبُ عنه حلاَوةُ ما كانَ يَجدُ، فيَنزِل مِن وَظيفةِ النَّبيِّ إلى ما دُونَها، ومَن بعُدَ مَطمعُه، قرُبَ مَصرعُه، والأمرُ لله!
وكَثيرًا ما ترَى هَذا الصِّنفَ من الدُّعاةِ يتَملمَلُ من حالِ العامَّة الَّذينَ تحتَ دَعوتِهم، وهم لاَ يَنتبِهونَ إلى مَكمَن الدَّاءِ الَّذي نُدندنُ حَولَه ههنا؛ لأنَّ أَعظمَ ما يَخسرُه الدُّعاةُ المُهتمُّونَ بالسِّياسةِ أنَّهم يَذَرون الشُّعوبَ كما هيَ لاَ تُحسُّ إلاَّ بذُنوب الولاَةِ، فمتَى تُفكِّر في التَّوبةِ والإِصلاَح وهيَ لاَ تَسمعُ إلاَّ كلاَمًا فيمَن يَحكمُها؟! ومَتى عمِيَ المرءُ عن نَفسِه فسَقَ؛ لأنَّ اللهَ قالَ: ﴿وَلاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾ [الحشر:19].
ولِنفاسةِ هَذا البحثِ فقَد كانَ أَهلُ السُّنَّة يُوصُون به في كتُبِهم الجامعةِ للأُصولِ العقَديَّة، قالَ ابن أبي العزِّ الحنَفي في «شَرْح العَقيدة الطَّحاويَّة» (ص 381ـ الألبانيّ): «وأمَّا وليُّ الأَمر فقَد يَأمرُ بغَير طاعةِ الله، فلاَ يُطاعُ إلاَّ فيما هوَ طاعةٌ لله ورَسولِه، وأمَّا لُزومُ طاعتِهم وإن جَارُوا؛ فلأنَّه يَترتَّب على الخُروج مِن طاعتِهم من المَفاسدِ أَضعافُ ما يَحصلُ من جَورِهم، بل في الصَّبرِ على جَورِهم تَكفيرُ السِّيِّئات ومُضاعفةُ الأُجورِ؛ فإنَّ اللهَ تعالى ما سلَّطَهم علَينا إلاَّ لفَسادِ أَعمالِنا، والجَزاءُ مِن جِنس العمَل، فعلَيْنا الاجتِهادُ في الاستِغْفار والتَّوبةِ وإِصلاَح العمَل، قالَ تَعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير﴾[الشورى:30]، وقالَ تَعالى: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ﴾ [آل عمران:165]، وقالَ تَعالى: ﴿مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ﴾ [النساء:79]، وقالَ تَعالى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾[الأنعام:129].
فإذَا أَرادَ الرَّعيَّةُ أن يَتخلَّصوا من ظُلم الأَمير الظَّالِم فَلْيَتركوا الظُّلمَ، وعن مَالك بن دِينارٍ أنَّه جاءَ في بَعض كتُب الله: «أنا اللهُ مالِكُ المُلك، قُلوبُ المُلوكِ بيَدي، فمَن أَطاعَني جعَلتُهم علَيه رَحمةً، ومَن عَصَاني جعَلتُهم علَيه نِقمةً، فلاَ تَشغَلوا أَنفسَكم بسَبِّ المُلوكِ، لَكن تَوبُوا أُعَطِّفهم علَيكُم».
وهَذا الخبرُ لاَ يَضرُّه أن يَكونَ من الإسرائيليَّاتِ؛ لأنَّه داخلٌ تحتَ قَولِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «حَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ولاَ حَرَجَ» رواه البخاري (3461)، وليسَ فيهِ مَا تَدفعُه شَريعتُنا، فكيفَ وهو مُوافقٌ لِقَواعدِها وأُصولِها كما مرَّ؟! بل جاءَت بَعضُ أَخبارِ الأُمم السَّابقةِ تؤيِّده؛ فعن مَالِك بن دِينَارٍ قالَ: «قَرَأْتُ فِي الزَّبُورِ: إِنِّي أَنْتَقِمُ مِنَ المُنَافِقِ بِالمُنَافِقِ، ثُمَّ أَنْتَقِمُ مِنَ المُنَافِقِينَ جَمِيعًا؛ وَذَلِكَ فِي كِتَابِ الله قَوْلُ الله: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُون﴾ [الأنعام:129]» روَاه ابن أبي حاتم في «تفسيره» عندَ هَذه الآيةِ بسندٍ صَحيحٍ.
ولذَلك استَشهدَ به ابن تَيمية في «منهاج السُّنة» (4/546) مع قولِهم: كما تَكونوا يوَلَّى علَيكم، وقالَ: «بل فتنُ كلِّ زَمانٍ بحسَب رِجالِه»، وقالَ أيضًا في «مجموع الفتاوى» (35/20): «وَقَدْ ذَكَرْتُ في غَيْرِ هَذَا المَوْضُوعِ(2) (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=113#_edn2) أَنَّ مَصِيرَ الأَمْرِ إلَى المُلُوكِ ونُوَّابِهِم مِن الوُلاَةِ والقُضَاةِ والأُمَرَاءِ لَيْسَ لِنَقْصٍ فِيهِمْ فَقَطْ، بَلْ لِنَقْصٍ فِي الرَّاعِي والرَّعِيَّةِ جَمِيعاً؛ فَإِنَّهُ (كَمَا تَكُونُونَ يُوَلَّى عَلَيْكُمْ)، وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا﴾، وقَد اسْتَفَاضَ وتَقَرَّرَ فِي غَيْرِ هَذَا المَوْضِعِ مَا قَدْ أَمَرَ بِهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَاعَةِ الأُمَرَاءِ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةِ الله ومُنَاصَحَتِهِمْ والصَّبْرِ عَلَيْهِمْ فِي حُكْمِهِمْ وقَسْمِهِمْ والغَزْوِ مَعَهُمْ والصَّلاةِ خَلْفَهُمْ وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ مُتَابَعَتِهِمْ فِي الحَسَنَاتِ الَّتِي لاَ يَقُومُ بِهَا إلاَّ هُمْ؛ فَإِنَّهُ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى، وَمَا نَهَى عَنْهُ مِنْ تَصْدِيقِهِمْ بِكَذِبِهِمْ وإِعَانَتِهِمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وطَاعَتِهِمْ فِي مَعْصِيَةِ الله وَنَحْوِ ذَلِكَ مِمَّا هُوَ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى الإِثْمِ والعُدْوَانِ، ومَا أَمَرَ بِهِ أَيْضًا مِن الأَمْرِ بِالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَن المُنْكَرِ لَهُمْ ولِغَيْرِهِمْ عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ، ومَا يَدْخُلُ فِي ذَلِكَ مِنْ تَبْلِيغِ رِسَالاَتِ الله إلَيْهِمْ، بِحَيْثُ لاَ يَتْرُكُ ذَلِكَ جُبْنًا ولاَ بُخْلاً ولاَ خَشْيَةً لَهُمْ ولاَ اشْتِرَاءً لِلثَّمَنِ القَلِيلِ بِآيَاتِ الله، ولاَ يَفْعَلُ أَيْضًا لِلرِّئَاسَةِ عَلَيْهِمْ ولاَ عَلَى العَامَّةِ، ولاَ لِلحَسَدِ ولاَ لِلكِبْرِ ولاَ لِلرِّيَاءِ لَهُمْ ولاَ لِلْعَامَّةِ، ولاَ يُزَالُ المُنْكَرُ بِمَا هُوَ أَنْكَرُ مِنْهُ، بِحَيْثُ يُخْرَجُ عَلَيْهِمْ بِالسِّلاحِ وتُقَامُ الفِتَنُ، كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ مِنْ أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ كَمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ النَّبَوِيَّةُ؛ لِمَا فِي ذَلِكَ مِن الفَسَادِ الَّذِي يَرْبُو عَلَى فَسَادِ مَا يَكُونُ مِنْ ظُلْمِهِمْ».
ولابن القيِّم كلاَمٌ بَليغٌ في هَذا لم أَرَ أَبلغَ مِنه عندَ أَهل العِلم، قالَ رحمه الله في «مفتاح دار السَّعادة» (1/253):
«وتَأمَّلْ حِكمتَه تَعالى في أن جعَلَ مُلوكَ العِبادِ وأُمراءَهم ووُلاَتَهم مِن جِنس أَعمالِهم، بل كأنَّ أَعمالَهم ظهرَت في صُوَر وُلاَتهم ومُلوكِهم، فإن استَقامُوا استَقامَت مُلوكُهم، وإن عدَلوا عدَلَت علَيهم، وإن جارُوا جارَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم، وإن ظهَرَ فيهم المَكرُ والخَديعةُ فوُلاَتُهم كذَلكَ، وإن مَنَعوا حُقوقَ الله لدَيهم وبَخِلوا بها مَنعَت مُلوكُهم ووُلاَتُهم مَا لهم عندَهم مِن الحقِّ وبَخِلوا بها علَيهم، وإن أَخَذوا ممَّن يَستَضعِفونه مَا لاَ يَستَحقُّونه في مُعاملتِهم أَخذَت مِنهم المُلوكُ مَا لاَ يَستَحقُّونه وضَرَبَت علَيهم المُكوسَ والوَظائفَ، وكلُّ مَا يَستَخرِجونَه من الضَّعيفِ يَستَخرِجُه الملوكُ مِنهم بالقوَّةِ، فعمَّالُهم ظهَرَت في صُوَر أَعمالِهم، وليسَ في الحِكمةِ الإلهيَّةِ أن يُوَلَّى على الأَشرارِ الفجَّارِ إلاَّ مَن يَكونُ مِن جِنسِهم، ولمَّا كانَ الصَّدرُ الأوَّلُ خِيارَ القُرونِ وأبرَّها كانَت ولاَتُهم كذَلكَ، فلمَّا شابُوا شابَت لهم الولاَةُ(3) (http://www.rayatalislah.com/article.php?id=113#_edn3)، فحِكمةُ الله تَأبَى أن يُوَلَّي علَينا في مِثل هَذهِ الأَزمانِ مِثلُ مُعاويةَ وعُمرَ بنِ عَبدِ العَزيز فَضلاً عن مِثل أبي بَكرٍ وعُمرَ، بَل ولاَتُنا على قَدْرنا، ووُلاَةُ مَن قَبلَنا على قَدرِهم، وكلٌّ مِن الأَمرَين مُوجبُ الحِكمةِ ومُقتَضاها، ومَن له فِطنةٌ إذَا سافَرَ بفِكرِه في هَذا البابِ رأَى الحِكمةَ الإِلهيَّةَ سائرَةً في القَضاءِ والقَدَر ظَاهرةً وبَاطنةً فيهِ، كما في الخَلقِ والأَمرِ سَواء، فإيَّاكَ أن تظنَّ بظنِّك الفاسدِ أنَّ شَيئًا مِن أَقضيتِه وأَقدارِه عارٍ عن الحِكمةِ البَالغةِ، بل جَميعُ أَقضيَتِه تَعالى وأَقدارِه وَاقعةٌ على أتمِّ وُجوهِ الحِكمةِ والصَّوابِ، ولَكنَّ العُقولَ الضَّعيفةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن إِدراكِها كما أنَّ الأَبصارَ الخَفاشيَّةَ مَحجوبةٌ بضَعفِها عن ضَوءِ الشَّمس، وهَذهِ العُقولُ الضِّعافُ إذَا صادَفَها الباطِلُ جالَتْ فيه وصالَتْ ونطقَتْ وقالَتْ، كما أنَّ الخُفَّاش إذَا صادَفَه ظلاَمُ اللَّيل طارَ وسارَ.
خَفافِيشُ أَعْشاهَا النَّهارُ بضَوئِهِ
ولاَزَمَها قِطَعٌ مِنَ اللَّيْل مُظْلِم».

وبهَذا نَأتي على استِخلاَص الجَوابِ الحَاسِم لأَسئلةٍ تتردَّدُ في الأَوساطِ الدَّعَويَّة، كقَولِهم: مَا حُكمُ دُخولِ البَرلَمانات السِّياسيَّة الَّتي لاَ تَحكمُ بما أَنزَلَ اللهُ؟ وقَولِهم: مَا حُكمُ التَّركيز على الإِصلاَح السِّياسيِّ ولو من غَيرِ الدُّخولِ المَذكورِ كما هوَ شَأنُ المُبتلينَ بالتَّشرُّف للمَسئوليَّات ولو بزَعم صَفاءِ النِّيَّة والغَيرةِ على جَناب الدِّينِ؟ وقَولِهم: مَا حُكمُ استِرجاع الحُقوقِ بالضَّغطِ على الدُّوَل عن طَريقِ المُظاهَرات؟ وقَولِهم: هَل عزُّ المُسلمِين مَرهونٌ بالتَّفوُّقِ الحَضاريِّ أو الاقتِصاديِّ؟...
أو قولهم: ما حُكم الانضمام إلى العصاباتِ المسلَّحة لإسقاطِ الدُّوَل ورَفع الضَّيم عن الشُّعوب؟
إنَّ مَن تشبَّعَ بقاعِدةِ بَحثِنا هَذا علِمَ يَقينًا سُقوطَ هَذهِ الأَسئلةِ كلِّها، وأنَّ الجدَلَ فيها قَليلُ الفائدَة، بل عَديمُ العائدَة، وأنَّه لاَ يَسألُ عنها إلاَّ مَن جَهِل طَبيعةَ دَعوةِ الرُّسُل علَيهم الصَّلاةُ والسَّلاَم.
ولأَضربنَّ له مثلَ مُزارِعَيْن أتَيَا أَرضًا لاَ يَنبتُ فيها إلاَّ خَبيثُ الزَّرع، فعمَدَ أَحدُهما إلى ثمَرِه: كلَّما أَينعَ قطَعَه، وعمَدَ الآخرُ إلى الأَرض فاستَصلحَ جُذورَها وتَعاهَدها بالسُّقيَا، فأيُّهم أَحقُّ بالإِصلاَح الزِّراعيِّ؟!
وتأمَّلْ جَوابَه في قَولِه عز وجل: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَار ﴾ [إبراهيم:24-26].
وبعدُ، فآمُلُ أن يَفهمَ الشَّبابُ الدَّاعي إلى الله خاصَّةً سببَ إِحجَام أَهل العِلم الرَّاسخِين عن مُشاركتِهم فيمَا هم فيهِ من تَهييجٍ سِياسيٍّ وهوَسٍ سُلطانيٍّ، أو توجُّهٍ دمويٍّ، وأن يَكفُّوا أَلسنتَهم عَنهم؛ فإنَّهم عن عِلمٍ كَفُّوا، وإلى شَرع الله ورَدُوا وعَنه صدَرُوا، وليسَ كما يَظنُّونَ: جُبنٌ وهلَع! وخوفٌ وطمَع! وحينَ يَتعلَّمُ المرءُ تَنقشعُ غُيومُه، وتَحسنُ ظُنونُه، وتَصْدقُ أَحكامُه.
ومَن أَرادَ اللهُ بهِ خَيرًا استَعملَه في طاعةِ الوَقتِ وجنَّبَه مَا لاَ يَعنِيه، وطاعةُ الوَقتِ اليَومَ تَتمثَّل في الجِهادِ العِلميِّ خاصَّةً؛ لأنَّ اليدَ أَقصرُ عن غَيرِه بسبَبِ ضَعفِ المُسلمِينَ، فخَيرُ مَا يُقدِّمُه المَرءُ اليَومَ لنَفسِه ولأمَّتِه هوَ تَعلُّمُ دِين الله وتَعليمُه غَيرَه، فمَن كانَ من أَهل العِلم وطَلبتِه فَلْيُعلِّم مَن بحَوزتِه في حُدودِ ما يُحسِن، ومَن كانَ دونَ ذلكَ فَلْيَجتهِدْ في رِعايةِ أَهلِه بإِيصالِ العِلم إلَيهم، ولْيُجاهِد بمالِه، وذَلك ببِناءِ المَدارس الشَّرعيَّة وطَبع الكتُب الَّتي يَنصحُه بها أَهلُ العِلم، ونَسخ الأَشرطةِ المسموعة وتَوزيعِها على عُموم المُسلمِين، بل وعلى غَيرِهم، وكلٌّ بحسَبِه، ولاَ يَستصغرنَّ هَذا أَحدٌ؛ فإنَّ اللهَ سمَّاه جِهادًا، وأمَرَ فيه بالجِهادِ الكَبيرِ، فقالَ في القُرآنِ الَّذي هوَ أَصلُ كلِّ جِهادٍ عِلميٍّ: ﴿فَلاَ تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾[الفرقان:52]، وهو أَكبرُ الجِهادَين كما نصَّ علَيه ابنُ القيِّم في «مفتاح دار السَّعادة» (1/70)، واللهُ وليُّ التَّوفيقِ.

(1) أي حسَبَ قُلوبِ أَهلِه.

(2) هَكذا، ولعلَّها: المَوضِع.

(3) من الشَّوب، وهو الخَلطُ، ويُطلقُ على الخَديعةِ كما في «القاموس».

شعب الجزائر مسلم
2011-12-24, 21:51
جزاك الله خيرا

الوطن اغلى
2011-12-25, 02:45
جزاك الله خير على الموضوع

لكن هل تعتقد ان الشباب الذى فى الساحات او الاعتصامات حر ؟ ام يتبع تنظمات واحزاب اومدعوم من جهات خارجيه


الشباب الذى فى الاعتصامات مثله كالذى لايفرق بين الناقة والجمل

روى أن سيدنا الإمام علي عليه السلام كان قد بعث برسالة إلى معاوية رضي الله عنه طلب منه فيها الدخول في البيعة كما دخل الناس، وبعد أن قرأ معاوية الرسالة أعطى الرسول رِقًّا مختوما لم يكتب فيه شيئا ولكنه أشهد الرسول قصة حبكها خصيصا لتلهم الرسول فيما يقول .





فقد خرج للسوق و الناس مجتمعون حول رجل ممسك بجمله وآخر ينازعه إياه و يريد أن ينتزع منه جمله ويصيح اعطني ناقتي والناس يصيحون بصاحب الجمل صيحة رجل واحد قائلين أعطه ناقته وهو يقول لهم إنه جمل وليس ناقة ولكنهم ظلوا يصرخون أعطه ناقته يارجل !!
والمهم أن القصة تنتهي بأنه يتم الحكم للرجل المدعي بأخذ جمل الأعرابي باعتباره ناقته مادام شهد أهل السوق على ذلك ثم يقول لرسول سيدنا الإمام علي اذهب لصاحبك وقل له والله لاقاتلنك بقوم مثل هؤلاء لا يفرقون بين الناقة والجمل إنما هو الدينار كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا!!



اكتفى بهذا المقطع مع العلم هذا الشيخ من الاخوان وكان الوسطه بين الدوله والشباب
وهو رئيس هيئة علماء اليمن وكان من علماء السلطان
http://youtu.be/YY6AlsPX0rg

جمال البليدي
2011-12-25, 04:22
بارك الله فيكما وجزاكما خيرا .

هذا رد الشيخ الفاضل عبد الله محمد الإمام على كلام الزنداني في المظاهرات:
http://www.safeshare.tv/w/jiWiaxeGiJ


للفائدة:

هذا كلام لي كنت كتبته في إحدى النقشات أعيده هنا لتعم الفائدة وهو عبارة عن مقدمات مهمة ذكرتها قبل دخولي في إحدى النقاشات :


المقدمة الأولى:
إن النظام الإسلامي أو الحكم الإسلامي لا يتقصر فقط على الخليفة أو الإمام أو الحاكم أو ولي الأمر كما يتصور البعض بل هو عام للحكام والمحكومين شعوبا وأفرادا وجماعات فعلى المسلمين جميعا أن يلتزموا بحاكمية الله تعالى في السر والعلن وأن يأسسوا حياتهم على النظام الإسلامي حتى يحققوا كمال الإيمان لقوله تعالى((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)).

المقدمة الثانية:
إن مسألة الإمامة أو الخلافة رغم وجوبها عقلا وشرعا إلا أنها لا تعدوا أن تكون فرعا عن أصل
قال إمام الحرمين: (( مسألة الإمامة من الفروع ))
أو بمعنى آخر وسيلة لتحقيق الغاية فكثيرا من المفكرين المعاصرين الذين يكتبون في الإمامة يخلطون بين الوسيلة و الغاية فجعلوا الخلافة الإسلامية غاية وليست وسيلة وهذا لا شك مجانب للصواب بل هو من الغلو المنهي عنه.
والحق في ذلك أن الإمامة(=الخلافة الإسلامية) وسيلة لتحقيق الغاية التي بعث الله من أجلها الرسل وأنزل الكتب وشرع الجهاد وهي توحيد الله تعالى وعبادته كما قال تعالى(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)).
ومن تأمل دعوة الرسل صلوات الله عليهم كما جاءت في القرآن الكريم لعلم ذلك بوضوح

فقد بيَّن الله غايتهم إجمالاً، فقال:

{ولقد بعثنا في كلّ أمَّة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}[النحل: 36].

وقال تعالى:

{وما أرسلنا من قبلك من رسول إلاّ نوحي إليه أنَّه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25].
كما بينها تفصيلا-لكن ليس هذا مقام تفصيل ذلك-.
فدل هذا أن الإهتمام بالغاية(=توحيد الله تعالى وعبادته) هو الطريق الوحيد لتحقيق النظام الإسلامي في الأرض ومن قرأ السيرة النبوية يجد ذلك بوضوح.

فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام الذين هم أتقى البشر وأفضلهم وأحكمهم لم يقوموا بالثورات والإنقلابات حشاهم عليهم السلام من خزعبلات السياسين وتفاهاتهم إنما بدأوا بإصلاح الشعوب ودعوتهم لعبادة الله تعالى ومعنى العبادة هي إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال.


المقدمة الثالثة:

إضافة إلى ما تقدم من أن مسألة الإمامة والخلافة الإسلامية(تحقيق النظام الإسلامي)) أمر واجب عقلا وشرعا وطريقة الأنبياء عليهم السلام في تحقيق ذلك لا بد أن يعلم القارئ-وفقه الله- أن أصحاب دعوة تحقيق النظام الإسلامي قد اتفقوا على وجوبه لكنهم اختلفوا في الطريق أو المنهج الموصل إلى تحقيقه وبيان ذلك كما يلي:
1-اختارات طائفة منهم الطريق الدموي كالإغتيالات و الإنقلابات والحرب المسلحة مع الحكومات كما كان حال الإخوان المسلمين وبعض من تفرع عنهم كالهجرة والتكفير وغيرهم .
2-واختارت طائفة أخرى الدخول في البرلمانات مع فيها منكرات لحصد الأصوات ولو على حساب إهمال الشريعة الإسلامية خاصة في مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكان همهم الوحيد إرضاء جميع الناس مسلمهم وكافرهم من أجل صوتهم ووصول إلى الحكم على أعناقهم وتتمثل هذه الطائفة في ما يسمى زورا وبهتانا بالأحزاب الإسلامية! كالإخوان المسلمين إذ لما فشلوا في الطريق الدموي اختاروا الطريق البرلماني فدينهم مبني على التجارب لا الأدلة الشرعية كما هو معلوم .



3-كما اختارت طائفة أخرى المظاهرات الغربية التي يسمونها سلمية كتنظيم المسيرات والإعتصامات والإضرابات وغيرها وتسمى هذه الطائفة اليوم بشباب الثورة-كما هو على إصطلاح الإعلاميين-.


4-واختارت طائفة طريق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ثم من تبعهم كالمصلحين والمجددين عبر العصور كالإمام أحمد وابن تيمية وابن باديس وابن عبد الوهاب والألباني ومباركفوري وغيرهم من المصلحين, وتتمثل هذه الطريقة في قول النبي صلى الله عليهم وسلم((حتى ترجعوا إلى دينكم)) وقول الله جل جلاله ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ [الرعد:11] لذلك تجد هذه الطائفة(التي تسمى بطائفة أهل السنة أو السلفيين أو أهل الحديث أو أهل الأثر) تسخر كل ما لديها من طاقة في سبيل تعليم الناس دينهم الحق المبني على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
ويمكن إختصار هذا النهج الذي تسلكه هذه الطائفة التي تتبع نهج الأنبياء في كلمتين أساسيتين:(التصفية والتربية))



قال الشيخ الألباني-وهو أحد كبار العلماء المعاصرين لهذه الطائفة-:إذاً؛ لا بد أن نبدأ نحن بتعليم الناس الإسلام الحق، كما بدأ الرسول عليه الصلاة والسلام، لكن؛ لا يجوز لنا الآن أن نقتصر على مجرد التعليم فقط، فلقد دخل في الإسلام ما ليس منه، وما لا يمت إليه بصلة، من البدع والمحدثات مما كان سبباً في تهدم الصرح الإسلامي الشامخ.
فلذلك كان الواجب على الدعاة أن يبدءوا بتصفية هذا الإسلام مما دخل فيه.
هذا هو الأصل الأول: (التصفية)
وأما الأصل الثاني: فهو أن يقترن مع هذه التصفية تربية الشباب المسلم الناشئ على هذا الإسلام المصفى.

محمد 1392
2011-12-25, 08:00
جزاكم الله خيرا و بارك في جهودكم و حفظ الله الشيخ الحبيب عبد المالك ورحمه و رحمنا معه جميعا ؛ و من فضلك أخي الأستاذ المحترم جمال حبذا لو تقسم فوائدك إلى مواضيع قصيرة على فترات متعاقبة حتى تعم الفائدة و الله أعلم .

khalil83
2011-12-25, 15:27
جزاك الله خير اخي جمال

جمال البليدي
2011-12-29, 01:47
جزاكم الله خيرا و بارك في جهودكم و حفظ الله الشيخ الحبيب عبد المالك ورحمه و رحمنا معه جميعا ؛ و من فضلك أخي الأستاذ المحترم جمال حبذا لو تقسم فوائدك إلى مواضيع قصيرة على فترات متعاقبة حتى تعم الفائدة و الله أعلم .

وإياكم أخي الحبيب ولك بمثل مادعوت لي وزيادة إن شاء الله إلا أنني لست سوى أخا لك في الله ولا أرتقي لمستوى "الأستاذ" بارك الله فيكم.
أما عن نصيحتكم الغالية بتقسيم الفوائد فلم أفهم قصدك فنرجوا منكم التوضيح لأنني أرى من الأحسن جمعها في موضوع واحد بدلا من تشتيتها حتى يمكن للباحث الإستفادة منها بكل يسر وسهولة والله أعلم .

جمال البليدي
2011-12-29, 01:47
جزاك الله خير اخي جمال

وإياكم أخي الغالي.

ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2011-12-29, 03:10
بارك الله فيك اخي في الله وحفظ الله شيخ الجليل..

المهدي19
2011-12-29, 08:01
بارك الله فيكم جميعا ولكن لما قرأة المقال شغلني عدة نقاط منها
أن الانبياء بعثوا كلما طغى الشرك على التوحيد فلا اعتبار للقياس مع وضعنا
كثير من الناس ضد الدموية ولكن لماذا لا نقحم أنفسنا في المجال السياسي لاسيما وان دخولنا مقننا في الدستور .اليست هذه هي السلبية المقيتة .
أيضا النبي صلى الله عليه وسلم لما دعي الى الحكم من قريش مقابل ترك ما يدعوا اليه لذلك رفض ،ولم يذهب الى الحبشة لان الله لم يامره بالهجرة هناك و....،فلو ان قريش اتبعته في بداية الامر لما هاجر الى المدينة وعاد مرة اخرى للفتح والجهاد...الخ.
لذا اعتقد ان الانعزالية والسلبية لا تصح من مسلم امر بالدعوة ،نعم بالحكمة ومن الحكمة أن تقحم نفسك في السياسة لتطهيرها لذا أشجع الاسلاميين في مصر على هذا واثمن مجهوداتهم ثم اليس لنا في تركيا عبرة ،
والسلام عليكم

محبة الحبيب
2011-12-29, 11:36
و هل سيدنا الحسين من اهل السنة أو لا و نفس الأمر لسعيد بن جيبير ؟

مطالب السمو
2011-12-29, 11:41
يا أخي الدخول في السياسة يكون محتما أحيانا

فكيف قامت دولة بني أمية ودولة بني العباس؟ أم أن هؤلاء ليسو من أهل السنّة

وكيف قامت الدولة السعودية؟ أم لم تدخل هي الأخرى في معترك سياسي دموي مع العثمانيين؟

جمال البليدي
2011-12-30, 01:36
الحمد لله أما بعد:



بارك الله فيكم جميعا
وفيك بارك الله أخي الحبيب.

أن الانبياء بعثوا كلما طغى الشرك على التوحيد فلا اعتبار للقياس مع وضعنا بل بعثوا كلما تغيرت معالم الدين فالقياس صحيح لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)) وقال عليه الصلاة والسلام((((لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، وأولهن نقضاً الحكم وآخرهن الصلاة)).
وإن كان إبراهيم عليه الصلاة والسلام خشي على نفسه من الشرك فدعى قائلا(واجنبني وبني أن نعبد الأصنام)) وهو أبو الأنبياء عليه السلام فكيف بنا نحن؟.
لهذا علينا أن نسلك طريقة الأنبياء عليهم السلام في إصلاح الأوضاع. لا أن نخترع طريقة من عندنا.



ولكن لماذا لا نقحم أنفسنا في المجال السياسي لاسيما وان دخولنا مقننا في الدستور .اليست هذه هي السلبية المقيتة .إن كنت تقصد بالمجال السياسي أي الدخول في الأحزاب والبرلمان والإنتخابات؟ فالجواب قد سبق بيانه في المقال ! وهو أن هذه الطريقة مخالفة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الإصطلاح بل نبينا عليه الصلاة والسلام نهى عن التحزب .
http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3255&pictureid=27297

فالسياسة العصرية تقوم على معاصي خطيرة منها التحزب ومنها الإنتخابات التي تعتمد على رأي الأكثرية

http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3255&pictureid=27288


ومنها الدمقراطية التي تجعل الحكم للشعب وأكثريته وليس لله عز وجل .
و السياسة العصرية في أفكار كثير من المنتسبين إليها العاملين في ساحتها؛ تعني: القدرة على المراوغة والمناروة واللف والدوران في المحاورة، وفن صياغة الأجوبة الحمّالة والأفعال الحلزونية التي تأخذ شكل الإناء الذي توضع فيه؛ ولونه وطعمه ورائحته.


هذه السياسة في ميزان الإسلام تعتبر قرين النفاق؛ لأنها تمييع للعقيدة، وتخدير للحسِّ الإسلامي، وقتل للشعور الإيماني، وحلّ لرابطة الولاء والبراء، وخديعة لعامة المسلمين؛ اتخذها فجار الدعاة سلّماً بدعوى أن يدرأ مظلمة! أو يشفع لمسلم! أو يخفف ضرراً!! أو يزيل منكراً!!!

ولقد رأينا عامة أولئك يَتَغَيَّرُون ولا يُغَيِّرُون، وأمثلهم طريقة لا يخرج من دوامة السياسة سالماً لم يظفر من الغنيمة بالإياب.
ولكن هذا لا يعني أن السلفية لا تهتم بأمر المسلمين، ولا تفقه واقعهم، ولا تسعى حثيثاً لاستئناف حياة إسلامية راشدة على منهاج النبوة، ومن ثم تطبيق حكم اللَّه في الأرض؛ ليكون الدين كلّه للَّه لا شريك له، وينشر العدل في البلاد والعباد... ولذلك جعلت هذا هدفاً من أهدافها تسعى لتحقيقه، وتعمل على بلوغه، وتدعو المسلمين بعامة والدعاة بخاصة أن يشدوا على يديها لتكون كلمتهم واحدة(=هذه السياسة الشرعية).


أيضا النبي صلى الله عليه وسلم لما دعي الى الحكم من قريش مقابل ترك ما يدعوا اليه لذلك رفض ،نعم أحسنت بارك الله فيك فهذا دليل على عدم التنازل عن أصول الشريعة من أجل السلطة خلافا لمن يتنازل عن عقيدة الولاء والبراء من أجل الكرسي والسلطة وهذا حال كل الداخلين في معترك السياسة فتراهم يتنازلون من أجل جمع الأصوات إذ لا يمكنهم الفوز إلا بإرضاء أكبر عدد ممكن من الأصوات ولو كانت هذه الأصوات فاجرة أو كافرة.

http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3255&pictureid=27298


ولم يذهب الى الحبشة لان الله لم يامره بالهجرة هناك و....وكذلك لم يأمرنا الله تعالى بالدخول في المعترك السياسي لتغيير الأوضاع بل أمرنا باتباع محمد صلى الله عليه وسلم في طريقة التغيير.

http://a3.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-ash4/294264_256676511044777_100001072905203_737548_1653 71255_n.jpg

،فلو ان قريش اتبعته في بداية الامر لما هاجر الى المدينة وعاد مرة اخرى للفتح والجهاد...الخ.أحسنت هذا هو بيت القصيد أخي الحبيب فنبينا عليه الصلاة والسلام لم يغيير الأوضاع بالوصول إلى السلطة بل بالدعوة إلى الدين فلما دعى إلى الإسلام وتربى الناس على هذا الإسلام تأسست الدولة والحكم.
فالحكم خرج من بطن الدعوة وليس الدعوة خرجت من بطن الحكم وهذا ما ندندن حوله.

لذا اعتقد ان الانعزالية والسلبية لا تصح من مسلم امر بالدعوة ،
1-إن اسئناف الحياة الإسلامية على منهاج النبوة، وإنشاء مجتمع رباني، وتطبيق حكم اللَّه في الأرض تطرحه الدعوة السلفية لا رغبة ولا رهبة فكيف يقال عنها إنعزالية!؛ لأنها دعوة تمتد أصولها إلى الصدر الأول، وتنبع جذورها مما أصّله العلماء الربانيون على مدار القرون؛ فهي امتداد لهم، ومنهجها في التغيير هو منهجهم، فهي تقتدي ولا تبتدي، وتتبع ولا تبتدع؛ فهي -والحال كذلك- على نقيض الدعوات المعاصرة التي تدّعي السبق في كلّ شيء، وكأنها نبتة اجْتُثَّت من فوق الأرض ما لها من قرار.

2- إن الأهداف العامة التي تطرحها الدعوة السلفية هي أهداف كلها تغيير وكلها بعيدة عن الإنعزالية:
فالرجوع بالأمة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة: هو تغيير لواقع الأمة.
وتصفية ما علق بحياة المسلمين من الشرك على اختلاف مظاهره، وتحذيرهم من البدع المنكرة، والأفكار الدخيلة الباطلة، وتنقية السنة من الروايات الضعيفة والموضوعة التي شوهت صفاء الإسلام، وحالت دون تقدم المسلمين: هو تغيير لواقع الأمة.
وإن تربية المسلمين على دينهم الحق، ودعوتهم إلى العمل بأحكامه، والتحلي بفضائله وآدابه مما يكفل لهم رضوان اللَّه في الدنيا والآخرة، ويحقق لهم السعادة والمجد: هو تغيير لواقع الأمة.

وإن إحياء الاجتهاد العلمي الصحيح في ضوء الكتاب والسنة، وتقييد ذلك بقواعد فهم السلف الأول لنزيل الجمود المذهبي، ونقمع التعصب الحزبي، ليعود المسلمون إخواناً، ويتعاهدوا على نصرة منهج اللَّه أعواناً: هو تغيير لواقع الأمة.

3- وأما الذي معه: فإن هذه الأهداف العامة بمجموعها تعني استئناف حياة إسلامية، ولكن على منهاج النبوة، فذكر هذه المسألة لاحقاً هو من باب ذكر الخاص بعد العام.

4- وأما بعد ذلك: فإن السلفيين يسلكون منهج التغيير القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وهو قول اللَّه -تعالى-: {إن اللّه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} [الرعد: 11]، فساحة التغيير هي النفس البشرية حتى تستقيم على منهج اللَّه؛ فَتُؤَهَل للاستخلاف.
والتمكين وعد، وتغيير ما في النفوس شرط، ولن يتم الوعد إلا بتحقيق الشرط: {إن تنصروا اللّه ينصركم ويثبت أقدامكم} [محمد: 7].



نعم بالحكمة ومن الحكمة أن تقحم نفسك في السياسة لتطهيرها لذا أشجع الاسلاميين في مصر على هذا واثمن مجهوداتهم ثم اليس لنا في تركيا عبرة ،يقول رب العزة في كتابه الكريم: {أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا لا يستوون }.

والعالم الفاضل، والخمار، والشيوعي، صوتهم واحد، يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات أن نجعلهم كالّذين ءامنوا وعملوا الصّالحات سواءً محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }، ويقول سبحانه وتعالى: {أم نجعل الّذين ءامنوا وعملوا الصّالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتّقين كالفجّار }، ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {وليس الذّكر كالأنثى }.

فصاحب الفضيلة صوته كصوت المرأة ، ويقول سبحانه وتعالى: {تلك إذًا قسمة ضيزى } حين جعلوا الملائكة بنات الله، ولهم أنفسهم الذكران.

وهل كانت الانتخابات على عهد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أو على عهد أبي بكر وعمر، أم الدولة الأموية والعباسية، وهكذا.

وقد انتهى ببعضهم الحال في التصويت في بلاد الكفر على إباحة اللواط، وأن يتزوج الرجل بالرجل، وعلى إباحة الخمر، والبنوك الربوية. وكل شيء يمكن أن يجري تحت التصويتات والانتخابات، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {أفحكم الجاهليّة يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون }.

فأنت مطالب بالاستقامة، والله سبحانه وتعالى يقول لنبيه محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {فاستقم كما أمرت }، ويقول أيضًا: {فاستقيموا إليه }.

فنحن مأمورون بالاستقامة على الكتاب والسنة، يقول سبحانه وتعالى: {ولولا أن ثبّتناك لقد كدت تركن إليهم شيئًا قليلاً إذًا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثمّ لا تجد لك علينا نصيرًا }.

وما هي عاقبة الانتخابات في أفغانستان؟ وما هي ثمرات الانتخابات في كثير من البلاد الإسلامية؟ وأعظم من هذا أن الانتخابات وسيلة إلى الديمقراطية.

والسلام عليكموعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

جمال البليدي
2011-12-30, 01:49
و هل سيدنا الحسين من اهل السنة أو لا و نفس الأمر لسعيد بن جيبير ؟

لم أفهم ما دخل السؤال في موضوعنا؟. ولقد أجبنا على السؤال في أكثر من مشاركة في هذا المنتدى فلماذا التكرار!.
الجواب : لا ليسوا من الخوارج في شيء؟!. فما دخل الخوارج في موضوعنا أصلا؟ نحن نتكلم عن الطريقة الشرعية في الإصلاح!.

لقد رددت على من احتج بخروج الحسين وابن جبير رضي الله عنهما في أكثر من مشاركة لكن لا بأس بالإشارة مرة أخرى:

الرد صوتيا:

http://www.youtube.com/v/Zd_Q9E4oSO8

الرد بالصور:


الوجه الأول من الرد:

http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3261&pictureid=27366

الوجه الثاني من الرد:

http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3261&pictureid=27365

تابع للوجه الثاني:
http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3261&pictureid=27367

الوجه الثالث:
http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3261&pictureid=27363



الرد بالكتابة:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=505566&postcount=6

جمال البليدي
2011-12-30, 01:59
يا أخي الدخول في السياسة يكون محتما أحيانا

1-ماذا تقصد بالسياسة؟ السياسة الشرعية أم السياسة الحزبية الغربية؟.
2-ماذا تقصد بقولك يكون محتما؟ .
3-من حتم عليك ذلك؟ الله عز وجل أم الأحزاب؟.


فكيف قامت دولة بني أمية ودولة بني العباس؟ أم أن هؤلاء ليسو من أهل السنّة
التاريخ لا يحتج به بل يحتج له!.


وكيف قامت الدولة السعودية؟
الدولة السعودية يحتج لها لا يحتج بها!.

أم لم تدخل هي الأخرى في معترك سياسي دموي مع العثمانيين؟
هذا غير صحيح ألبتة وكل من له علم بالتاريخ يعلم أن الدولة العثمانية لم تكن لها سيطرة على نجد أصلا؟ فدعوة محمد ابن عبد الوهاب قامت على الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك وليس على طلب السلطة فالسلطة والحكم خرجا من دعوة الإمام محمد ابن عبد الوهاب وليس دعوة محمد ابن عبد الوهاب خرجت من الحكم والسلطة!. وهذا هو منهج الأنبياء عليهم السلام.

الألباني
2012-01-15, 14:14
لكل باحث على الحقيقة هذه صفحات من مذكرة ماجستير تحوي دراسة نقدية علمية لأكاذيب المستشرقين على دعوة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله و خروجه على الدولة العثمانية بأدلة و حجج موثّقه

http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266311431.png (http://hh7.an3m1.com/)

و ما يهمنا من الكتاب المبحث الموضح في الصورة التالية

http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266308041.png (http://hh7.an3m1.com/)

منهج الخوارج في الخروج على الامام

http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266313491.png (http://hh7.an3m1.com/)

و اليكم كلام أحد المستشرقين في خروج الشيخ على الامام

http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266314921.png (http://hh7.an3m1.com/)

و الصور التالية تبين موقف الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله من الخروج على الامام و رد شبه المستشرقين

http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266316641.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266317011.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266317351.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266317911.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266318371.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266318771.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266319121.png (http://hh7.an3m1.com/)
http://hh7.an3m1.com/Sep/an3m1.com_13266319451.png (http://hh7.an3m1.com/)

جمال البليدي
2012-01-15, 23:40
الحمد لله أما بعد:

http://montada.echoroukonline.com/picture.php?albumid=3255&pictureid=27296

◄قال الإمام عبد الحميد بن باديس:

" فإننا اخترنا الخطة الدينية على غيرها عن علم وبصيرة ... ولو أردنا أن ندخُل الميدان السياسي لدخلناه جهراً ... ولقُدنا الأمّة كلها للمطالبة بحقوقها، ولكان أسهل شيءٍ علينا أن نسير بها على ما نرسمه لها، وأن نَبْلغ من نفوسها إلى أقصى غايات التأثير عليها؛ فإن مما نعلمه، ولا يخفى على غيرنا أن القائد الذي يقول للأمّة: (إنّكِ مظلومة في حقوقك، وإنّني أريد إيصالكِ إليها)، يجد منها ما لا يجد من يقول لها: (إنّك ضالة عن أصول دينك، وإنّني أريد هدايتَك)، فذلك تلبِّيه كلها، وهذا يقاومه معظمُها أو شطرُها ...".الآثار (5/286)

◄قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ: " العلم .. العلم .. أيها الشباب! لا يُلهيكم عنه سمسارُ أحزاب ينفخ في ميزاب! ولا داعية انتخاب في المجامع صخاب! ولا يَلفتنَّكم عنه معلِّلٌ بسراب، ولا حاوٍ بجراب، ولاعاوٍ في خراب يأتمُّ بغراب (ومَن يكن الغراب له دليلا يَمُرَّ به على جِيَف الكلابِ )، ولا يَفتننّكم عنه مُنْزَوٍ في خنقة، ولا مُلْتَوٍ في زَنقة(1)، ولا جالسٌ في ساباط (2) على بساط، يُحاكي فيكم سنّة الله في الأسباط (3) فكل واحد من هؤلاء مشعوذ خلاب وساحر كذّاب. إنكم إن أطعتم هؤلاء الغواة، وانصعتم إلى هؤلاء العواة، خسرتم أنفسكم، وخسركم وطنكم، وستندمون يوم يجني الزارعون ما حصدوا، ولات حين ندم »عيون البصائر» لمحمد البشير الإبراهيمي: (350-351).

__________
(1)بالتحريك، هي السكة الضيّقة، كما في » لسان العرب « مادة: زنق، ولا يزال أهل المغرب إلى اليوم يستعملونها كثيرا، لكن بتسكين النون.
(2)" سقيفة تحتها ممرّ نافذ " » المصباح المنير « مادة: سبط.
(3)سنة الله في الأسباط هي التفرق، قال تعالى:{وقطَّعْناهمُ اثْنَتَيْ عشرْةَ أَسْباطاً أُمَمًا

عبد الله-1
2012-01-16, 07:46
إخواني الكرام أهل السنة هم الذين يتتبعون آثار النبي وأصحابه ويجتهدون في ذلك ما استطاعوا.
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان فيه القبيلة ورئيس القبيلة واليوم فبه البرلمان ورئيس البرلمان يعني نفس الهيئات التي موجودة اليوم كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرؤساء القبائل من قريش كانوا يمجدون القبيلة ويتعصبون لها ويموتون لأجلها ويعملون كل ما في وسعهم للحفاظ على قيمتها وتماسكها .
النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الرياسة فلم يقبل وعرضت عليه الأموال فلم يقبل (عكس ما يفعله البرلمانيون اليوم يصرفون اموالا طائلة كرشاوى ليتم انتخابهم).
إذن صلى الله عليه وسلم هل سلك طريقا واحدا في دعوته لإقامة دولة الاسلام أم سلك طرقا أخرى؟
هو سلك طريقا واحدا ألا وهو تعليم الناس العلم وتربيتهم على الأخلاق فقط.
لو نظرنا في تاريخ البرلمانات والأحزاب سنجدها دخيلة على الإسلام بل هي من طرائق الغرب.
ومن يقرأ قوانينها يكتشف أمورا كبيرة جدا مضادة لشرع الله عز وجل لا يتسع المجال لسردها
والسؤال الأهم الذي يجب طرحه هو : هل يمكن إقامة دولة الإسلام بدون المرور على هذه الطرائق المستوردة من الغرب؟
الجواب: الكثير سيقولون لا يمكن واننا مضطرين لها حتى لا نترك مجالا للعلمانيين يسيطروا على الحكم والضرورات تبيح المحظورات ولكن
قال أهل العلم كل من يقول بهذا القول هو جاهل بالطرق الشرعية .
فالله عز وجل أكمل لنا الدين قال تعالى // اليوم أكملت لكم دينكم//
إذن الدين كامل وكل من يقول أننا مضطرين لانتهاج هذه السبل للوصول إلى الحكم فهو يتهم الدين بانه ناقص لأن الدين فيه كل شيئ فيه حتى طريقة الوصول إلى الحكم وإقامة الدولة الاسلامية بدليل الآية
الخلاصة : فيه طرق شرعية تمكن من الوصول إلى الحكم وإقامة دولة اسلامية محافظة ومن يقول بأنه غير ممكن فالخلل فيه وهو جاهل بالطرق الشرعية وعليه ان يتعلمها.
هذا خلاصة ما يقوله أهل العلم في المسألة.

جزلون
2012-01-16, 23:33
بسم الله الرحمن الرحيم

كتب الله لي أن أعيش حتى استقلال الجزائر ويومئذ كنت أستطيع أن أواجه المنيّة مرتاح الضمير , اذ تراءى لي أني سلمت مشعل الجهاد في سبيل الدفاع عن الاسلام الحق والنهوض باللغة- ذلك الجهاد الذي كنت أعيش من أجله – الى الذين أخذوا زمام الحكم في الوطن ولذلك قررت أن ألتزم الصمت .

غير أني أشعر أمام خطورة الساعة وفي هذا اليوم ...الذي يصادف الذكرى الرابعة والعشرين لوفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله أنّه يجب عليّ أن أقطع الصمت ,

ان وطننا يتدحرج نحو حرب أهلية طاحنة ويتخبط في أزمة روحية لا نظير لها ويواجه مشاكل اقتصادية عسيرة الحل ,

ولكنّ المسؤولين فيما يبدو لا يدركون أن شعبنا يطمح قبل كل شيئ الى الوحدة والسلام والرفاهية وأن الأسس النظرية التي يقيمون عليها أعمالهم يجب أن تبعث من صميم جذورنا العربية والاسلامية لا من مذاهب أجنبيّة .

لقد ان للمسؤولين أن يضربوا المثل في النزاهة وألاّ يقيموا وزنا الاّ للتضحية والكفاءة وأن تكون المصلحة العامة هي أساس الاعتبار عندهم , وقد ان أن يرجع الى كلمة الأخوة التي أبتذلت –معناها الحق – وأن نعود الى الشورى التي حرص عليها النبيّ صلىّ الله عليه وسلم ,

وقد ان أن يحتشد أبناء الجزائر كي يشيّدوا جميعا مدينة تسودها العدالة والحرية , مدينة تقوم على تقوى من الله ورضوان .

الجزائر في 16 أبريل – 1964 . توقيع : محمّد البشير الابراهيمي

------------------------

اقسم بالله العلي العظيم .....لو مسحنا اسم الشيخ البشير الابراهيمي و عرضنا نص رسالته في الاعلى و موقفه الصريح من المسؤولين السياسيين بعد الاستقلال رغم انهم مسلمين و مجاهدين ضحوا باموالهم و ارواحهم من اجل الجزائر و لم ياخذوا الحكم لا وراثة و لا تزويرا و لا عمالة للاجانب بل جهادا ..... (و التي بسببها وُضع الشيخ الابراهيمي تحت الاقامة الجبرية )...................

قلت لو عرضناها على اكبر علماء ال سعود ...في عصرنا الحالي ..او على تلامذتهم ......لما ترددوا في الحكم على صاحبها ..اما بالخروج على الحاكم... او بالتحزب ..او انه علماني ليبرالي او انه اخواني .....و لقاموا بتحذير الشباب و المسلمين من خطره و فتنته !!!!! و اتونا بكم هائل من النصوص المنتقاة كعادتهم في الرد عليه.. و اثبات انه لم يختر الطريقة الشرعية في تغيير المنكر (او قل اللاطريقة في تغيير المنكر )!!


و السبب واضح يفقأ العيون .......نص الرسالة و موقف الشيخ الابراهيمي من المسؤوليين السياسيين الجزائريين لما احس منهم اتجاههم نحو الفساد و عكس ما يطمح اليه شعبهم ...........تتعارض مع مصلحة النظام السعودي (مصلح ال سعود التي تُعتبر في الفكر السلفي هي الكتاب و السنة الحقيقيين التي تُعرض عليها الرجال و المواقف و الكتب بل و حتى النصوص التي يجب الاستدلال بها )) .. !!

جمال البليدي
2012-01-17, 09:09
الحمد لله الذي هدانا لهذا ولولاه لما كنا من المهتدين:

الخلاصة وصفوة القول:

الفرق بين التغيير والإنكار في المنهج السلفي والمنهج الحزبي الحركي:

أولا: التغيير والإصلاح:

◘التغيير في المنهج الحزبي:

◄حكمه: واجب.

◄طريقته: غربية محضة: مظاهرات_ثورات_إغتيالات_إنقالابات_دخول في البرلمانات.
◄هدفه: الوصول إلى السلطة .
◄دليله من الكتاب والسنة: لا دليل لهم ألبتة فليس لدعاة المظاهرات ولا الإنقلابات ولا الثورات قاعدة تستقيم
◄نتائجة: سقوط المئات من القتلى والجرحى _إختلاط الرجال بالنساء_تدخل الأجني_إسقاط حاكم علماني بعلماني آخر_قتل المسلم لأخيه مسلم _حرية الكفر وسب الأنبياء والذات الإلهية والفجور بحجة حرية التعبير_إندساس أصحاب النوايا السيئة في هذه المظاهرات .
◄نموذج على أرض الواقع: كل الثورات الغير الشرعية عبر التاريخ إلى يومنا هذا كالجزائر في التسعينات ومصر وتونس وليبيا في الشهور الأخيرة لم تحقق شيء غير الفساد .
وهذه بعض نماذج فشل التغيير الحركي والحزبي:
http://www.djelfa.info/vb/showpost.p...6&postcount=90 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=8527856&postcount=90)


◘التغيير في المنهج السلفي:
◄حكمه: واجب.
◄طريقته:تصفية الدين مما علق به من بدع وأهواء عقائدية وأخلاقية وفقهية وحديثية و...... ثم تربية النفس والأجيال على هذا الصفاء لبناء جيل متماسك كالبنيان مرصوص ليخرج من هذا الجيل الحاكم العادل والطبيب البارع والفقيه العالم و المهندس و البيطري و...........
◄هدفه: نشر دعوة الأنبياء لتوحيد الله فوق الأرض .

◄دليله من الكتاب والسنة: كل سير الأنباء والصالحين وعلى رأسهم المصطفى عليه الصلاة والسلام
قال الله تعالى: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليـبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا}
وقال سبحانه(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(( إذا تبايعتم بالعينة، ورضيتهم بالزرع، واتبعتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )) رواه أحمد وأبو داود وهو حسنٌ.
◄نتائجه:
1_ فشو الأمن والتمكين في الأرض بإصلاح الراعي والرعية 2_النجاة من النار 3_دخول الجنة 4_القيام بالتوحيد الحق سبب لصلاح الظاهر.
لقراءة أدلة هذه النتائج من الكتاب والسنة أنظر هنا (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=8534990&postcount=114)

◄نموذج على أرض الواقع: سيرة الأنبياء عليهم السلام جميعا_ سيرة المجددين عبر التاريخ كالإمام أحمد وابن تيمية ومحمد ابن عبد الوهاب وابن باديس وغيرهم من المجددين وما نتج عنها من خير عظيم من انتشار الحق والقضاء على الباطل وتعلم الناس دينهم مع المحافظة على الأمن والدماء والأعراض المسلمة ولا ننسى سيرة العلامة المجاهد جميل الرحمن في أفغنستان لولا تآمر الإخوان والصوفية والخوارج عليه فقتلوه.
إليكم حقيقة مقتله رحمه الله (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=839533)

◄ثانيا: الإنكار على الحكام:

◘الإنكار على الحكام في المنهج الحزبي الحركي:
◄حكمه: واجب.
◄طريقته: الثورات والإنقلابات و المظاهرات والسب والطعن في ولاة الأمور من فوق المنابر ووسائل الإعلام.
◄هدفه: الوصول إلى السلطة.
◄دليله: لا دليل إنما يحتجون بآيات عامة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ,ولا يفرقون بين الدليل المطلق وبين الدليل المقيد ,ولا يفرقون بين إنكار المنكر وبين طريقة إنكار المنكر ومنهم من يحتج بقول النبي صلى الله عليه وسلم(أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)!
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/picture.php?albumid=13970&pictureid=87279
◄نتائجه: تهييج الحكام على الشعوب بالقتل والسجن وإشعال فتيل الفتنة بين المسلمين وإنعدام الأمن.
◄نموذج على أرض الواقع: فتنة التسعينات في الجزائر وكل حالات الخروج عبر التاريخ من عصر التابعين إلى يومنا هذا .
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.echoroukonline.com/montada/picture.php?albumid=3261&pictureid=27327


◘الإنكار على الحكام في المنهج السلفي:
◄حكمه: واجب .
◄طريقته: الإنكار بالرفق واللين مع السر دون العلن وفي حضرة الحاكم لا في غيبته ومن طرف أهل العلم لا العامة.
هدفه: إصلاح الحاكم والتقريب بين الراعي والرعية والمحافظة على الوحدة الإسلامية.
◄دليله:قول النبي صلى الله عليه وسلم((أعظم الجهاد كلمة حق ‏تقال عند سلطان جائر‎ ‎)) .
ومعنى(عند)) أي عنده في حضرته لا في غيبته ويدل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم(( (( من أراد أن ينصح لسلطان بأمر فلا يبد له علانية، ولكن ليأخذ بيده، فيخلو به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدي الذي عليه له )) والأدلة كثيرة للمزيد :
الحث على إنكار المنكر (http://www.echoroukonline.com/%7Eechorouk/montada/showpost.php?p=217041&postcount=12) وكيفية الإنكار على الأمراء (http://www.echoroukonline.com/%7Eechorouk/montada/showpost.php?p=217041&postcount=12)

قواعد مهمة في نصيحة ولاة الأمور. (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=8147041&postcount=16)

◄نتائجه: إما أن يقبل الحاكم فيتحقق المطلوب وإما لا يقبل فنصبر ولا نيأس فتكون النتيجة حفظ دماء المسلمين وأعراضهم ووحدتهم فنقبل بالمفسدة الأدنى لتفويت المفسدة الأعلى.

◄نموذج على أرض الواقع: سيرة الإمام أحمد فرغم ما تعرض إليه من السجن والعذاب إلا أنه صبر ففتح الله عليه ونصره وأهلك الحاكم بحاكم آخر عادل سني وهناك بعض النتائح عندنا في الجزائر فكثيرا ما نجد أن الإنكار بالطريقة الشرعية عبر الإذاعة وما شابه تأتي بأكلها وأما إذا لم يقبل السلطان فتكون النتيجة حفظ الدماء والسلامة من الفتن وتفوفيت المفسدة الكبرى بالصبر على المفسدة الأدنى.

الخاتمة:
http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://www.djelfa.info/vb/images/statusicon/wol_error.gifإضغط هنا لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي.http://img102.herosh.com/2012/01/09/691562329.jpg

جزلون
2012-01-17, 15:40
[ الخلاصة وصفوة القول:


الفرق بين التغيير والإنكار في المنهج السلفي والمنهج الاسلامي الطبيعي :



أولا: التغيير والإصلاح:



◘التغيير في المنهج العادي و الطبيعي و المنطقي :



◄حكمه: واجب.



◄طريقته: طبيعية عفوية ...الوقوف ضد الفساد و السعي لتحقيق العدل و حفظ الحقوق .....في كل هياكل الدولة بما فيها مؤسسات المسؤولية و الحكم ...و بكل الطرق الشرعية و السلمية و المتاحة ..احزاب جمعيات اعلام صحافة رياضة ....الخ

◄هدفه: قطع الطريق امام تفرعن من يصل الى المسؤولية و الحكم ..اشعاره دائما ان المجتمع ككل يحمي اضعف مواطن بسيط منه و يقف له ان هو تجبر او تعسف ..ان الظلم لا يدوم و قوته مهما كانت لا تستطيع ان تحميه ان هو افسد في المجتمع او تجاوز الخطوط الحمراء



◄دليله من الكتاب والسنة: مبادئ الاسلام السمحاء و العادلة و المبنية على العدل و حفظ الحقوق ..و عزة و كرامة المسلم مهما كان بسيطا و ضعيفا او فقيرا ..و شعوره الدائم بحماية المجتمع له من كل مسؤول او متعسف بالسلطة
◄نتائجة:




عزة المسلمين في دولتهم و حفظ كرامتهم دائما ...مقاومة الفساد و حفظ المجتمع ككل من تجبر المسؤول و تعسفه في استعمال السلطة ...و حفظه حتى من نفسه و ابقائه دائما تحت نظر و بصر و مراقبة المسلمين




◄نموذج على أرض الواقع: كل الطغاة عبر التاريخ سقطوا بهاته الطريقة ..بل و كل المُستعمرين طردوا بفضلها ..و كل الدول القوية الا و بنيت على هذا المنهج و هااته الاليات

◘التغيير في المنهج السلفي:
◄حكمه: متناقض.
◄طريقته:الابقاء على الحال كما هو عليه و كما ورثناه ...و الانتظار الى ان يتحول المسلمون ككل الى انبياء و رسل او ملائكة و عندها فقط يسود العدل ...عدا ذلك فكل شيئ حرام .....و الواجب نسيان تماما ما يصنع ولي الامر او الحاكم او المسؤول حتى و لو جلد الظهور و سلب الاموال ..اللهم الا همس بعض من عينهم الحاكم في اذنه بما يريده !!

◄هدفه: المحافظة على نظام الحكم مهما كان ..وضمان بقائه و ديمومته و عدم مناقشة ما يصنع امراؤه او ما يقومون به (و هو ليس سوى النظام السعودي لأنه هو من فبرك الفكر السلفي و اللاطريقته هاته في محاسبته و انتقاده )




◄دليله من الكتاب والسنة: كل الايات و الاحاديث و النصوص و القصص و الاقوال التي تصب في ما مصلحة الامراء و الخلفاء و المسؤولين (ال سعود ) او تحثهم على الطاعة العمياء لهم و عدم مناقشة و لا مساءلة و لا الانشغال بما يصنعون !! ..و اخفاء الباقي او جعله الغازا لا يفهمها الا علماؤهم !!






◄نتائجه:
1_ الذل و الهوان 2_انتشار الفساد و التشجيع عليه 3_اعطاء الضوء الاخضر الى كل مسؤول على فعل ما يشاء 4_تيئيس المسلمين من الاسلام و افقداهم الثقة فيه و في مبادئه .5 - بقاء الحكم في السعودية حكرا على ال سعود و اضفاء القدسية على كل ما يصنعونه و ما يتخذونه من قرارات و كل ما يقومون به

◄نموذج على أرض الواقع: حال المملكة السعودية اليوم و ما تزخر به من طاقات هائلة مقارنة مع غيرها من الدول و المجتمعات الاخرى الكافرة ...و هشاشتها بسبب فكرها السلفي العقيم و منهجها في التغيير(اللاتغيير) هذا الذي لا يعني سوى التاخر و الجمود!!



تخلف ..بطالة ..علماء لا يزالون يناقشون امور تافهة كدوران الارض و سياقة المراة للسيارة ..الخ ..في الوقت الذي يستمتع الكفار بنفطهم و يلهوا الامراء و يلعبون باموالهم ...و العالم يتطور من حولهم

◄ثانيا: الإنكار على الحكام:





◘الإنكار على الحكام في المنهج الطبعي العادي:

◄حكمه: واجب و طبيعي .
◄طريقته: كل الوسائل المتاحة السلمية و المتاحة التي تؤدي الى التغيير نحو الاحسن و تقلل من الفساد و الظلم و التعسف بالسلطة ....كالمظاهرات الاعتصامات الاضرابات ..تكوين جمعيات احزاب ....الخ
◄هدفه: الوعي السياسي و قطع الطريق امام تفرعن المسؤولين و دكتاتوريتهم .

◄دليله: دائمات مبادئ الاسلام السمحاء و العادلة و التي تجعل المسلم يعيش عزيزا بين المسلمين لا يقبل الظلم و يسعى الى اصلاح مجتمعه و دولته و العالم ككل..و في كل مجالات الحياة بما فيها مؤسسة الحكم




◄نتائجه: قطع الطريق امام تفرعن الحكام ..حفظ الوعي لدى المسلم و معرقته بحقوقه وواجباته ...حماية الضعيف من القوي مهما كان حتى و لو كان راس الدولة نفسه ...




◄نموذج على أرض الواقع: كوريا الجنوبية ...امريكا ...اروبا ...اليابان ...الخ ..بل كل الدول التي اعتبرت المواطن مَلكا في بلده و اعتبرت الحاكم عاملا بسيطا في الدولة .


و كل الدول التي اعتبرت المواطنين رعاعا و همجا والحاكم او المسؤول معصوما هي متخلفة و في ذيل الترتيب بما فيها دولة ال سعود و منهجهم السلفي .






◘الإنكار على الحكام في المنهج السلفي:

◄حكمه: متناقض .
◄طريقته: تحريم كل شيئ على المواطنين ..قد تزعج ولي الامر ...اعطاء كرت اخضر للحاكم ليفعل ما يشاء كيفما يشاء متى ما شاء..حتى و لو ظرب الظهور و سلب الاموال ...كل مظلوم هو رعاع و همج لا يحل شيئ سوى الصبر و لا يستحق ان يعرف شيئا عن دولته و ما يصنع حكامه و مسؤولوه بامواله !!




والالتزوام بالصبر و انتظار حتى يتحول المواطنون كلهم الى ملائكة فوق الارض ..عندها فقط يتحول الحاكم الى عادل و تتحول الدولة المسلمة الى دولة قوية!!





هدفه: قطع الطريق نهائيا و بالاسلام نفسه ......امام كل من تسول له نفسه منافسة ال سعود او مناقشة ما يصنعونه او التساؤل عما يفعلونه



◄دليله: كل النصوص و القصص التاريخية ..التي تصب في مصلحة ال سعود !! و تؤيد الابتعاد عنهم و عدم التعرض لهم
◄نتائجه: بناء جدار عازل بين المواطن و بين الحاكم و المسؤول و صرف المواطنين عما يفعله المسؤولون





◄نموذج على أرض الواقع: ...2 ترليون دولار ..من مداخيل السعودية تدخل و تخرج سنويا امام نظر و سمع مواطنينها و علمائها دون ان يدر احدمنهم اين تذهب و في اين تصرف !! و ماذا يفعل بها الامراء و حلفاؤهم من الكفار !!

الخاتمة:



كل شيئ واضح و الاسلام واضح و الظلم واضح و التعسف بالسلطة واضح و الطموح نحو العدل و العيش الكريم و العزة و الكرامة في الوطن واضح كذلك !!



من اراد منهج علماء ال سعود ..فهو بكل اختصار الابتعاد عن القصور و ما يدور في القصور



و من اراد منهج الاسلام المنطقي الطبيعي الفطري فهو واضح كذلك الاهتمام بالمسجد و بالقصور و بما فوق الارض و ما تحتها على السواء و مقاومىة الفساد بكل ما يستطيع المسلم مظاهرة حزب جمعية الدخول الى البرلمان الانتخابات ..الخ

عبد الله-1
2012-05-10, 18:06
بارك الله فيك أخي جمال