طلعت شلالدة
2007-07-14, 18:51
تقرير سري أرسلته حركة حماس لقيادة الإخوان المسلمين تعترف فيه بأنها أخطأت في غزة وتسببت بكارثة وتؤكد أنها ستفشل لافتقارها للمال والإدارة
القدس 14-7-2007
كشفت صحيفة الحقيقة الدولية عن تقرير سري تم تداوله في أروقة الإخوان المسلمين وأرسلته حماس لقيادة الإخوان وتعترف فيه بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتؤيد قيام حكومة وطنية أو تكنوقراط وتؤكد أنها أوقفت لغة التخوين".
وتعترف حماس في التقرير أن نشر صورة قائد الأقصى المدهون وهو يعتدي عليه من العامة وبحضور كتائب القسام وتعرية عناصر الأمن من ملابسهم الرسمية وتنكيس العلم الفلسطيني ورفع الراية الحزبية شهوه صورتها مؤكدة أن شرعيتها انكسرت على المستوى السياسي بعد سيطرتها على غزة وأنها أمام تحد مالي جديد وسنفشل في غزة بسبب أخطائنا الإدارية والأمنية والسياسية لأنها لم تدرس نتائج فعلتها".
ويقول التقرير " أن حماس تعترف بأنها تتحدث بأكثر من صوت وتفتقر إلى الخبرة السياسية والإدارية وإدارتنا الإعلامية أعطت انطباعا بأننا مثل طالبان وتقول أن ما فعلته بغزة عزز من احتمال انقسام القضية الفلسطينية جغرافيا وسياسيا وأعطى انطباعا أنها قاتلت ونافست من أجل سلطة تحت الاحتلال مضيفة أن ما حدث بغزة فرض انطباعا وصورة قاسية على أعضاء حماس في الضفة بطريقة تهدد مستقبل الحركة السياسي".
وكشفت الصحيفة في عددها الصادر اليوم عن أن التقرير وصل من مرجعية اخوانية إلى موقع الصحيفة الالكتروني ويوضح بان حماس تتحدث عن خطة ورؤية واستراتيجيات للخروج من وطأة ما أقدمت عليه في غزة وتتساءل الصحيفة " لا نعلم في الحقيقة الدولية السر الذي دفع مرجعية اخوانية عربية إلى إرسال تقرير سري، إلى موقع الصحيفة الالكتروني صادر عن حركة حماس حول الأحداث في غزة يوم الاثنين الماضي وتم تداوله في الإطار التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين فقط.
فهل هو في إطار التسريب، أم محاولة جس للنبض، أو حتى تبادر جهات عربية سواء رسمية او برلمانية او سياسية للتحرك باتجاه التوفيق بين حركتي فتح وحماس? سيما وان الأخيرة في هذا التقرير تعترف بالخطأ الذي ارتكبته في غزة، كما تعترف بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتؤكد بان مشكلتها ليست معه ولا مع حركة فتح وإنما مع ما أطلقت عليه اسم التيار الانقلابي في الحركة ".
ولعل السؤال الذي طرح نفسه بقوة على طاولة مجلس التحرير في الصحيفة، هل تحاول المرجعية الاخوانية إيصال ما لم تستطع إيصاله حماس بسبب الحصار الإعلامي والسياسي إلى دوائر صناعة القرار العربي والدولي؟ وهل في نشر هذا التقرير رسالة مباشرة إلى حركة فتح بان حماس تعترف بالخطأ وان الحل يكمن في العودة إلى طاولة الحوار التي تعتقد حماس أنها الحل الوحيد للخروج من كل هذه الأزمة؟
المهم في محصلة التقرير أن حماس تتحدث عن خطة ورؤية واستراتيجيات للخروج من وطأة ما أقدمت عليه في غزة? والواضح انه لن يكون إلا من خلال العودة إلى طاولة الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني عبر إشارات كثيرة منها إبراز تاريخ حركة فتح النضالي وبعض رموزها عبر إعلامها الذي أصدرت إليه فرمان وقف خطاب تخوين الآخرين.
ومن تلك الإشارات أيضا أنها مع حلين مقبولين لديها للخروج من نفق الأزمة والمتمثلين في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة أو حكومة تكنوقراط.
في بداية التقرير تحدثت حماس عن أنها لم تكن ترغب فيما آلت إليه الأمور في غزة ولكن إصرار طرف بعينه ـ وقصدها تيار فتح الانقلابي بقيادة محمد دحلان ـ على إفشال اتفاق مكة والحكومة الوطنية والتآمر على حماس في إطار أجندة إسرائيلية أمريكية هو الذي دفعنا الى الدخول في هذه الجولات الاستنزافية المقصودة والمفتعلة ودفع الأمور الى مزيد من نزف الدماء البريئة في فلسطين.
والواضح في التقرير المتداول بدرجة عالية من السرية بين تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي تعد حركة المقاومة الإسلامية فرعها في فلسطين أن حماس حاولت التبرير أيضا لقيادة التنظيم العالمي الأسباب بان ما جرى في غزة كان نتيجة طبيعية لمسار الأحداث القاسية والمؤلمة والضغوط والعقوبات والمؤامرات المتلاحقة طوال عام ونصف منذ فوزها في الانتخابات التشريعية في شباط/ فبراير 2006 لإفشال تجربتها في الحكم وإقصائها عن الساحة.
والمهم في هذا التقرير الذي تنفرد “الحقيقة الدولية” بنشره كما وردها من مصدرها الاخواني الرفيع ان حماس اعترفت بأنها أخطأت، ولكنها اعتبرت هذه الأخطاء جزئية وفرعية وفي سياق الدفاع عن النفس وعن خيار الشعب الفلسطيني الشرعي الذي انتخبها عبر صناديق الاقتراع أمام الطرف الذي يريد إقصاءها على حد اعتقادها.
فهذه الأخطاء من وجهة نظر حماس “هي أخطاء الضحية وهي تدافع عن نفسها، وفي سياق رد الفعل الاضطراري وليس في سياق المبادرة والمبادأة”.
ففي هذا التقرير المطول تحاول حركة حماس التأكيد على انه لا يوجد أي خلاف بينها وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس او حركة فتح وان مشكلتها الحقيقية مع التيار الانقلابي في حركة فتح والأجهزة الأمنية الفلسطينية بقيادة دحلان.
ويصف التقرير “الهام” الحالة التي سارت إليها الأمور في غزة ورؤية حماس لحل الأزمة وخطواتها وطبيعة خطابها الذي سيكون مستقبلا للتعامل مع الأزمة والسيناريوهات المتوقعة تجاه الحركة خلال الفترة المقبلة سواء على المدى القريب او المتوسط او البعيد، والتي من أهمها إلغاء المظاهر الحزبية عبر وسائل إعلامها لا سيما فضائية الاقصى، والبدء بتوضيح ما جرى في غزة على انه في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته وليس ضده وذلك بوقف لغة “التخوين” في خطابها السياسي والإعلامي.
وفي إطار تحسين صورة حماس التي تعترف في تقريرها أنها فقدت الدعم العربي وأحرجت أصدقاءها الذين من بينهم سوريا أورد التقرير انه سيتم منع الظهور المسلح لكتائب القسام، وأن يلتزم كل جهاز امني من الأجهزة الأمنية التي أصبحت في قبضة حماس في غزة بدوره وبالاختصاص الذي يضطلع به، على أن يترك الموقف السياسي للجهة المختصة.
وفي هذا الإطار ستعلن الحركة عبر وسائل الإعلام بأنها ستتعامل بالإيجاب مع موقف الجامعة العربية وقرارات وزراء الخارجية العرب، وذلك بعد الاتصال بالعديد من الدول العربية ووضعها في صورة الموقف وأهمية دعم الحوار والوحدة الوطنية الفلسطينية.
وان كان في إستراتيجية حماس المقبلة البُعد عن التبرير والاعتذار? بحسب التقرير? والتركيز على توضيح الصورة وطبيعة الموقف الحقيقي من وجهة نظر الحركة? فقد تقرر عدم الطعن المُباشر في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينيَّة أو حكومة الطوارئ، والاقتصار على شرح دور تيَّار الخيانة والعمالة في فتح والمنظمة.
وفي المقام فان من إستراتيجية حماس المقبلة إبراز نماذج جيِّدة في فتح والمنظمة مثل فاروق القدومي وهاني الحسن، والدَّور النضالي التاريخي لحركة فتح ولسائر حركات المُقاومة الفلسطينيَّة.
وبخصوص الأنظمة العربية فستعمل حماس وفق التقرير على عدم تحميل الأنظمة العربيَّة لكلِّ جوانب المسؤوليَّة، تبعًا لما أسمته حالة الضَّعف التي هي عليها وعلاقاتها مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ولكن مع عدم إعفائها من الأدوار السِّياسيَّة والإنسانيَّة المطلوبة منها، مثل: السَّعي إلى محاولة حل الأزمة داخليًَّا، استغلال الصِّلات بينها من جهةٍ وبين إسرائيل والولايات المتحدة من جهةٍ أخرى لرفع الضُّغوط السِّياسيَّة وتأجيل أي إجراءٍ عقابي ضد حماس.
وتقر حماس في تقريرها السري أنها «ستفشل في غزة، ليس فقط بفعل الضغوط الخارجية الخانقة وإنما أيضا بسبب أخطاء حماس الإدارية والأمنية والسياسية، وهي لم تدرس نتائج فعلتها? وهي تتكلم بأكثر من صوت و تفتقر للخبرة السياسية والإدارية».
كما اعترفت «ان من يشاهد مؤتمرات حماس الصحفية وينظر إلى المتحدثين باسمها في غزة يستحضر في ذهنه رجال طالبان? وهذا نموذج يرفضه الكثيرون داخل فلسطين وخارجها، وعلى الرغم من أنها ليست طالبان لا فكراً ولا مسلكاً فإن إدارتها الإعلامية تعطي الانطباع بأنها مثل طالبان».
وفي قراءتها للتطورات الأمنية السريعة التي جرت في قطاع غزة، وصفت حركة حماس ما حدث بأنه انعطاف كبير في مسيرة الحركة والقضية الفلسطينية، وهو على درجة عالية من الدقة والخطورة بما حمل من آثار وتداعيات وانعكاسات متعددة الجوانب على أكثر من صعيد.
وفي هذا الاتجاه قالت في تقريرها «يمكننا رصد العديد من المضامين الإيجابية والسلبية المتعلقة بالحدث».
وقالت ان من الانعكاسات الإيجابية للحدث شيوع حالة من الأمن داخل القطاع وقطع الطريق على رؤوس الفتنة من الوصول إلى هدف الانقلاب على الحكومة بعدما شهدت الأشهر الماضية تحضيرات سياسية وعسكرية في هذا الاتجاه على حد تعبيرها.
وفي هذا الاتجاه تعتقد حماس أنها وجهت ضربة قاسية وموجعة إلى الفئة الباغية على حد تعبيرها? وبالتالي إضعافها إلى حد كبير داخل حركة فتح، وفي الوسط الدولي والعربي الذي كان يراهن عليها.
ولم تخف حماس في تقريرها بان الانعكاسات السلبية لما حدث في غزة اخطر من كل تلك الايجابيات بقولها: «ان ما جرى انكسار في شرعية الحركة على المستوى الرسمي، عندما ساندت العديد من الأطراف (واشنطن، تل أبيب، بروكسل، والعديد من العواصم العربية وخاصة مصر) الرئيس عباس وإجراءاته بإعلان حالة الطوارئ، وإقالة حكومة الوحدة الوطنية».
ومن السلبيات ان حماس اعترفت بان ما فعلته في غزة أعطى انطباعا وصورة لدى البعض بأن الحركة نافست وقاتلت من أجل السلطة تحت الاحتلال.
وفي السياق قالت ان تشويها أصاب صورة الحركة، بسبب مجموعة من الأخطاء أثناء الحدث كعرض صورة قائد كتائب الاقصى في غزة سميح المدهون وهو يعتدى عليه من العامة وبحضور الكتائب، وتعرية عناصر الأمن من ملابسهم الرسمية، وهدم الجندي المجهول، وتنكيس العلم الفلسطيني ورفع الراية الحزبية.
وأقرت الحركة بان صورتها تشوهت حتى عند مناصريها في الحركات والجماعات والكتاب والمفكرين وبعض العلماء? كما ان الحدث في غزة فرض حالة قاسية على اعضاء حماس في الضفة الغربية بطريقة تهدد مستقبل الحركة السياسي وبرنامج المقاومة هناك.
أما الأخطر من وجهة نظر حماس فيما جرى فهو أن الحدث وضع الحركة أمام تحد مالي جديد، وانه عزز من احتمال تطور الأمور إلى انقسام القضية الفلسطينية جغرافياً وسياسياً بطريقة نتركها للتقرير في تفصيله.
القدس 14-7-2007
كشفت صحيفة الحقيقة الدولية عن تقرير سري تم تداوله في أروقة الإخوان المسلمين وأرسلته حماس لقيادة الإخوان وتعترف فيه بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتؤيد قيام حكومة وطنية أو تكنوقراط وتؤكد أنها أوقفت لغة التخوين".
وتعترف حماس في التقرير أن نشر صورة قائد الأقصى المدهون وهو يعتدي عليه من العامة وبحضور كتائب القسام وتعرية عناصر الأمن من ملابسهم الرسمية وتنكيس العلم الفلسطيني ورفع الراية الحزبية شهوه صورتها مؤكدة أن شرعيتها انكسرت على المستوى السياسي بعد سيطرتها على غزة وأنها أمام تحد مالي جديد وسنفشل في غزة بسبب أخطائنا الإدارية والأمنية والسياسية لأنها لم تدرس نتائج فعلتها".
ويقول التقرير " أن حماس تعترف بأنها تتحدث بأكثر من صوت وتفتقر إلى الخبرة السياسية والإدارية وإدارتنا الإعلامية أعطت انطباعا بأننا مثل طالبان وتقول أن ما فعلته بغزة عزز من احتمال انقسام القضية الفلسطينية جغرافيا وسياسيا وأعطى انطباعا أنها قاتلت ونافست من أجل سلطة تحت الاحتلال مضيفة أن ما حدث بغزة فرض انطباعا وصورة قاسية على أعضاء حماس في الضفة بطريقة تهدد مستقبل الحركة السياسي".
وكشفت الصحيفة في عددها الصادر اليوم عن أن التقرير وصل من مرجعية اخوانية إلى موقع الصحيفة الالكتروني ويوضح بان حماس تتحدث عن خطة ورؤية واستراتيجيات للخروج من وطأة ما أقدمت عليه في غزة وتتساءل الصحيفة " لا نعلم في الحقيقة الدولية السر الذي دفع مرجعية اخوانية عربية إلى إرسال تقرير سري، إلى موقع الصحيفة الالكتروني صادر عن حركة حماس حول الأحداث في غزة يوم الاثنين الماضي وتم تداوله في الإطار التنظيمي لجماعة الإخوان المسلمين فقط.
فهل هو في إطار التسريب، أم محاولة جس للنبض، أو حتى تبادر جهات عربية سواء رسمية او برلمانية او سياسية للتحرك باتجاه التوفيق بين حركتي فتح وحماس? سيما وان الأخيرة في هذا التقرير تعترف بالخطأ الذي ارتكبته في غزة، كما تعترف بشرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتؤكد بان مشكلتها ليست معه ولا مع حركة فتح وإنما مع ما أطلقت عليه اسم التيار الانقلابي في الحركة ".
ولعل السؤال الذي طرح نفسه بقوة على طاولة مجلس التحرير في الصحيفة، هل تحاول المرجعية الاخوانية إيصال ما لم تستطع إيصاله حماس بسبب الحصار الإعلامي والسياسي إلى دوائر صناعة القرار العربي والدولي؟ وهل في نشر هذا التقرير رسالة مباشرة إلى حركة فتح بان حماس تعترف بالخطأ وان الحل يكمن في العودة إلى طاولة الحوار التي تعتقد حماس أنها الحل الوحيد للخروج من كل هذه الأزمة؟
المهم في محصلة التقرير أن حماس تتحدث عن خطة ورؤية واستراتيجيات للخروج من وطأة ما أقدمت عليه في غزة? والواضح انه لن يكون إلا من خلال العودة إلى طاولة الحوار الفلسطيني ـ الفلسطيني عبر إشارات كثيرة منها إبراز تاريخ حركة فتح النضالي وبعض رموزها عبر إعلامها الذي أصدرت إليه فرمان وقف خطاب تخوين الآخرين.
ومن تلك الإشارات أيضا أنها مع حلين مقبولين لديها للخروج من نفق الأزمة والمتمثلين في تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة أو حكومة تكنوقراط.
في بداية التقرير تحدثت حماس عن أنها لم تكن ترغب فيما آلت إليه الأمور في غزة ولكن إصرار طرف بعينه ـ وقصدها تيار فتح الانقلابي بقيادة محمد دحلان ـ على إفشال اتفاق مكة والحكومة الوطنية والتآمر على حماس في إطار أجندة إسرائيلية أمريكية هو الذي دفعنا الى الدخول في هذه الجولات الاستنزافية المقصودة والمفتعلة ودفع الأمور الى مزيد من نزف الدماء البريئة في فلسطين.
والواضح في التقرير المتداول بدرجة عالية من السرية بين تنظيم جماعة الإخوان المسلمين التي تعد حركة المقاومة الإسلامية فرعها في فلسطين أن حماس حاولت التبرير أيضا لقيادة التنظيم العالمي الأسباب بان ما جرى في غزة كان نتيجة طبيعية لمسار الأحداث القاسية والمؤلمة والضغوط والعقوبات والمؤامرات المتلاحقة طوال عام ونصف منذ فوزها في الانتخابات التشريعية في شباط/ فبراير 2006 لإفشال تجربتها في الحكم وإقصائها عن الساحة.
والمهم في هذا التقرير الذي تنفرد “الحقيقة الدولية” بنشره كما وردها من مصدرها الاخواني الرفيع ان حماس اعترفت بأنها أخطأت، ولكنها اعتبرت هذه الأخطاء جزئية وفرعية وفي سياق الدفاع عن النفس وعن خيار الشعب الفلسطيني الشرعي الذي انتخبها عبر صناديق الاقتراع أمام الطرف الذي يريد إقصاءها على حد اعتقادها.
فهذه الأخطاء من وجهة نظر حماس “هي أخطاء الضحية وهي تدافع عن نفسها، وفي سياق رد الفعل الاضطراري وليس في سياق المبادرة والمبادأة”.
ففي هذا التقرير المطول تحاول حركة حماس التأكيد على انه لا يوجد أي خلاف بينها وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس او حركة فتح وان مشكلتها الحقيقية مع التيار الانقلابي في حركة فتح والأجهزة الأمنية الفلسطينية بقيادة دحلان.
ويصف التقرير “الهام” الحالة التي سارت إليها الأمور في غزة ورؤية حماس لحل الأزمة وخطواتها وطبيعة خطابها الذي سيكون مستقبلا للتعامل مع الأزمة والسيناريوهات المتوقعة تجاه الحركة خلال الفترة المقبلة سواء على المدى القريب او المتوسط او البعيد، والتي من أهمها إلغاء المظاهر الحزبية عبر وسائل إعلامها لا سيما فضائية الاقصى، والبدء بتوضيح ما جرى في غزة على انه في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته وليس ضده وذلك بوقف لغة “التخوين” في خطابها السياسي والإعلامي.
وفي إطار تحسين صورة حماس التي تعترف في تقريرها أنها فقدت الدعم العربي وأحرجت أصدقاءها الذين من بينهم سوريا أورد التقرير انه سيتم منع الظهور المسلح لكتائب القسام، وأن يلتزم كل جهاز امني من الأجهزة الأمنية التي أصبحت في قبضة حماس في غزة بدوره وبالاختصاص الذي يضطلع به، على أن يترك الموقف السياسي للجهة المختصة.
وفي هذا الإطار ستعلن الحركة عبر وسائل الإعلام بأنها ستتعامل بالإيجاب مع موقف الجامعة العربية وقرارات وزراء الخارجية العرب، وذلك بعد الاتصال بالعديد من الدول العربية ووضعها في صورة الموقف وأهمية دعم الحوار والوحدة الوطنية الفلسطينية.
وان كان في إستراتيجية حماس المقبلة البُعد عن التبرير والاعتذار? بحسب التقرير? والتركيز على توضيح الصورة وطبيعة الموقف الحقيقي من وجهة نظر الحركة? فقد تقرر عدم الطعن المُباشر في حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينيَّة أو حكومة الطوارئ، والاقتصار على شرح دور تيَّار الخيانة والعمالة في فتح والمنظمة.
وفي المقام فان من إستراتيجية حماس المقبلة إبراز نماذج جيِّدة في فتح والمنظمة مثل فاروق القدومي وهاني الحسن، والدَّور النضالي التاريخي لحركة فتح ولسائر حركات المُقاومة الفلسطينيَّة.
وبخصوص الأنظمة العربية فستعمل حماس وفق التقرير على عدم تحميل الأنظمة العربيَّة لكلِّ جوانب المسؤوليَّة، تبعًا لما أسمته حالة الضَّعف التي هي عليها وعلاقاتها مع الكيان الصهيوني والولايات المتحدة، ولكن مع عدم إعفائها من الأدوار السِّياسيَّة والإنسانيَّة المطلوبة منها، مثل: السَّعي إلى محاولة حل الأزمة داخليًَّا، استغلال الصِّلات بينها من جهةٍ وبين إسرائيل والولايات المتحدة من جهةٍ أخرى لرفع الضُّغوط السِّياسيَّة وتأجيل أي إجراءٍ عقابي ضد حماس.
وتقر حماس في تقريرها السري أنها «ستفشل في غزة، ليس فقط بفعل الضغوط الخارجية الخانقة وإنما أيضا بسبب أخطاء حماس الإدارية والأمنية والسياسية، وهي لم تدرس نتائج فعلتها? وهي تتكلم بأكثر من صوت و تفتقر للخبرة السياسية والإدارية».
كما اعترفت «ان من يشاهد مؤتمرات حماس الصحفية وينظر إلى المتحدثين باسمها في غزة يستحضر في ذهنه رجال طالبان? وهذا نموذج يرفضه الكثيرون داخل فلسطين وخارجها، وعلى الرغم من أنها ليست طالبان لا فكراً ولا مسلكاً فإن إدارتها الإعلامية تعطي الانطباع بأنها مثل طالبان».
وفي قراءتها للتطورات الأمنية السريعة التي جرت في قطاع غزة، وصفت حركة حماس ما حدث بأنه انعطاف كبير في مسيرة الحركة والقضية الفلسطينية، وهو على درجة عالية من الدقة والخطورة بما حمل من آثار وتداعيات وانعكاسات متعددة الجوانب على أكثر من صعيد.
وفي هذا الاتجاه قالت في تقريرها «يمكننا رصد العديد من المضامين الإيجابية والسلبية المتعلقة بالحدث».
وقالت ان من الانعكاسات الإيجابية للحدث شيوع حالة من الأمن داخل القطاع وقطع الطريق على رؤوس الفتنة من الوصول إلى هدف الانقلاب على الحكومة بعدما شهدت الأشهر الماضية تحضيرات سياسية وعسكرية في هذا الاتجاه على حد تعبيرها.
وفي هذا الاتجاه تعتقد حماس أنها وجهت ضربة قاسية وموجعة إلى الفئة الباغية على حد تعبيرها? وبالتالي إضعافها إلى حد كبير داخل حركة فتح، وفي الوسط الدولي والعربي الذي كان يراهن عليها.
ولم تخف حماس في تقريرها بان الانعكاسات السلبية لما حدث في غزة اخطر من كل تلك الايجابيات بقولها: «ان ما جرى انكسار في شرعية الحركة على المستوى الرسمي، عندما ساندت العديد من الأطراف (واشنطن، تل أبيب، بروكسل، والعديد من العواصم العربية وخاصة مصر) الرئيس عباس وإجراءاته بإعلان حالة الطوارئ، وإقالة حكومة الوحدة الوطنية».
ومن السلبيات ان حماس اعترفت بان ما فعلته في غزة أعطى انطباعا وصورة لدى البعض بأن الحركة نافست وقاتلت من أجل السلطة تحت الاحتلال.
وفي السياق قالت ان تشويها أصاب صورة الحركة، بسبب مجموعة من الأخطاء أثناء الحدث كعرض صورة قائد كتائب الاقصى في غزة سميح المدهون وهو يعتدى عليه من العامة وبحضور الكتائب، وتعرية عناصر الأمن من ملابسهم الرسمية، وهدم الجندي المجهول، وتنكيس العلم الفلسطيني ورفع الراية الحزبية.
وأقرت الحركة بان صورتها تشوهت حتى عند مناصريها في الحركات والجماعات والكتاب والمفكرين وبعض العلماء? كما ان الحدث في غزة فرض حالة قاسية على اعضاء حماس في الضفة الغربية بطريقة تهدد مستقبل الحركة السياسي وبرنامج المقاومة هناك.
أما الأخطر من وجهة نظر حماس فيما جرى فهو أن الحدث وضع الحركة أمام تحد مالي جديد، وانه عزز من احتمال تطور الأمور إلى انقسام القضية الفلسطينية جغرافياً وسياسياً بطريقة نتركها للتقرير في تفصيله.