تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدورة الأولى لحفظ الأربعين النووية مع الشرح -الأسبوع الرابع عشر -


أبو مسلم
2008-12-07, 15:29
http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/9XG21968.jpg

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..
أما بعد ..

حياكم الله اخواتي الكرام في هذه المساحة التي خصصت فقط للشرح الكتابي والصوتي لأحاديث الأربعون النووية بشرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمهُ الله

http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

"نبدأ بإذن الله تعالى دورة جديده في حفظ الاربعين النووية "
هنا يتم التسجل
بداية تسجيلات الدورة الأولى للأربعين النووية (http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=81032)



من الأسباب التي يستعان بها في حفظ الحديث (http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=76999)


http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif


في بداية كل أسبوع يوضع إن شاء الله الشرح الصوتي والكتابي للأحاديث المطالبات بحفظها دفعة واحدة لكي يكون لكم اخوتي الكرام حرية تقسيم وقتك


سائلين من المولى جل وعلى أن يعيننا جميعا على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته

ونسأله أن يجعل أعمالنا خالصةً لوجهه الكريم


http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif



إخوانكم المشرفين بدورة الأربعون النووية
على الجزائري ... أبو مسلم
أختكم .. الماسة الزرقاء
مهاجر الى الله

أبو مسلم
2008-12-12, 19:43
- الأسبوع الأول -

الحديث الأول

الأعمال بالنيات



عن أمـيـر المؤمنـين أبي حـفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقـول: { إنـما الأعـمـال بالنيات وإنـمـا لكـل امـرئ ما نـوى، فمن كـانت هجرته إلى الله ورسولـه فهجرتـه إلى الله ورسـوله، ومن كانت هجرته لـدنيا يصـيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه }.
[رواه إمام المحد ثين أبـو عـبـد الله محمد بن إسماعـيل بن ابراهـيـم بن المغـيره بن بـرد زبه البخاري الجعـفي:1، وأبـو الحسـيـن مسلم بن الحجاج بن مـسلم القـشـيري الـنيسـابـوري:1907 رضي الله عنهما في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب المصنفة].
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif



الشرح
هذا الحديث أصل عظيم في أعمال القلوب؛ لأن النيات من أعمال القلوب، قال العلماء:
( وهذا الحديث نصف العبادات )؛ لأنه ميزان الأعمال الباطنة وحديث عائشة رضي الله عنها:
{ من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }
وفي لفظ آخر:
{ من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } نصف الدين؛ لأنه ميزان الأعمال الظاهرة فيستفاد من قول النبي صلى الله عليه وسلم: { إنما الأعمال بالنيات } أنه ما من عمل إلا وله نية؛ لأن كل إنسان عاقل مختار لا يمكن أن يعمل عملاً بلا نية، حتى قال بعض العلماء: ( لو كلفنا الله عملاً بلا نية لكان من تكليف ما لا يطاق ) ويتفرع على هذه الفائدة:
الرد على الموسوسين الذين يعملون الأعمال عدة مرات، ثم يقول لهم الشيطان: إنكم لم تنووا. فإننا نقول لهم: لا، لا يمكن أبداً أن تعملوا عملاً إلا بنية فخففوا على أنفسكم ودعوا هذه الوساوس.
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
ومن فوائد هذا الحديث



أن الإنسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله }.
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
ويستفاد من هذا الحديث أيضاً أن الأعمال بحسب ما تكون وسيلة له، فقد يكون الشيء المباح في الأصل يكون طاعة إذا نوى به الإنسان خيراً، مثل أن ينوي بالأكل والشرب التقوي على طاعة الله؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: { تسحروا فإن في السحور بركة }.
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif
ومن فوائد هذا الحديث: أنه ينبغي للمعلم أن يضرب الأمثال التي يتبين بها الحكم، وقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم لهذا مثلاً بالهجرة، وهي الإنتقال من بلد الشرك إلى بلد الإسلام وبيّن أن الهجرة وهي عمل واحد تكون لإنسان أجراً وتكون لإنسان حرماناً، فالمهاجر الذي يهاجر إلى الله ورسوله هذا يؤجر ويصل إلى مراده، والمهاجر لـدنيا يصـيبها أو امرأة يتزوجها يُحرم من هذا الأجر. وهذا الحديث يدخل في باب العبادات وفي باب المعاملات وفي باب الأنكحة وفي كل أبواب الفقه.


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif


وللاستماع للحديث


حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=1) http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=1)

الشرح السمعي للحديث 1 مباشرة على الصفحة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى


http://media.islamway.com/lessons/othymeen/40nowaweyya/1.rm

تم بحمد الله شرح الحديث الأول

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com42.gif

أبو مسلم
2008-12-12, 19:45
الحديث الثاني:



مراتب الدين





عن عمر رضي الله عنه أيضاً، قال: بينما نحن جلوس عـند رسـول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثـر السفر، ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال: ( يا محمد أخبرني عن الإسلام ).

فقـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: { الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلاً }.

قال: ( صدقت )، فعجبنا له، يسأله ويصدقه؟ قال: ( فأخبرني عن الإيمان ).
قال:{ أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره }.
قال: ( صدقت ). قال: ( فأخبرني عن الإحسان ).
قال: { أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك }.
قال: ( فأخبرني عن الساعة ).
قال: { ما المسؤول عنها بأعلم من السائل }.
قال: ( فأخبرني عن أماراتها ).
قال: { أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان }.
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: { يا عمر أتدري من السائل ؟ }.
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: { فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم }.
[رواه مسلم:8].








http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif



الشرح



هذا الحديث يستفاد منه فوائد:



منها أن من هدي النبي مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي , ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عِشرة من الناس ومجالسة وأن لاينزوي عنهم.

ومن فوائد الحديث: أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه, فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { يوشك أن يكون خيرُ مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر }.

ومن فوائد هذا الحديث: أن الملائكة عليهم الصلاة والسلام يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛ لأن جبريل عليه الصلاة والسلام طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لايرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد.
ومن فوائد الحديث: حُسن أدب المتعلم أما المعلم حيث جلس جبريل عليه الصلاة والسلام أمام النبي صلى الله عليه وسلم هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه.
منها: جواز دعاء النبي صلى الله عليه وسلم باسمه لقوله:







( يا محمد ) وهذا يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله تعالى عن ذلك في قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ


بَعْضاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النور:63] على أحد التفسيرين ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ.

ومن فوائد هذا الحديث: جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب,




لقوله في الحديث: { صدقت }.

ولكن إذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليماً لهم.

ومن فوائد هذا الحديث: أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم } مع أن المعلم هو الرسول صلى الله عليه وسلم لكن لما كن جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول عليه الصلاة والسلام هو المعلم.
ومن فوائد هذا الحديث: بيان أن الإسلام له خمسة أركان؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أجاب بذلك وقال: { الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً }.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا بد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقناً بها بقلبه أن لا إله إلا الله فمعنى ( لا إله ) أي: لا معبود حق إلا الله، فتشهد بلسانك موقناً بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك حق إلا الله وأن ما عُبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى:







http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:62].

http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif






ومن فوائد هذا الحديث: أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، وهو محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي, ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ.

ومن فوائد هذا الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله في ركن واحد، وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين الإخلاص لله وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما تتضمنه شهادة أن محمداً رسول الله؛ ولهذا جعلهما النبي ركناً واحداً في حديث ابن عمر حيث قال: { بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة ... } وذكر تمام الحديث.

ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة, وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاءت به الشريعة, ولها - أي لإقامة الصلاة - إقامة واجبة وإقامة كاملة, فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها.
والكاملة أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.

أبو مسلم
2008-12-12, 19:51
http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif
ومن فوائد الحديث: أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة. والزكاة هي المال المفروض من الأموال الزكوية وإيتاؤها وإعطاؤها من يستحقها، وقد بيّن الله ذلك في سورة التوبة في قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التوبة:60].
وأما صوم رمضان فهو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال.
وأما حج البيت فهو القصد إلى مكة لأداء المناسك, وقُيّد بالإستطاعة؛ لأن الغالب فيه المشقة، وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الإستطاعة لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التغابن:16].
ومن القواعد المقررة عند العلماء


( أنه لا واجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة ).



http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif
ومن فوائد هذا الحديث: وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد صلى الله عليه وسلم بالصدق، ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق.
ومن فوائد الحديث: ذكاء الصحابة رضي الله عنهم حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله، والأصل أن السائل جاهل والجاهل لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو الكذب، لكن هذا العجب زال حين قال النبي صلى الله عليه وسلم:



{ هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان يتضمن ستة أمور: وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.
ومن فوائد الحديث: التفريق بين الإسلام والإيمان، وهذا عند ذكرهما جميعاً فإنه يفسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملاً للآخر فقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:3] وقوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:85] يشمل الإسلام والإيمان وقول الله تبارك وتعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنفال:19] وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان والإسلام وكذلك قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:92]



يشمل الإسلام والإيمان.



ومن فوائد هذا الحديث العظيم: أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:


{ أن تؤمن بالله }.
والإيمان يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، ليس هو الإيمان بمجرد وجوده بل لا بد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة: الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.
ومن فوائد هذا الحديث العظيم: إثبات الملائكة والملائكة عالم غيبي وصفهم الله تعالى بأوصاف كثيرة في القرآن ووصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في السنة وكيفية الإيمان بهم: أن نؤمن بأسماء من عيّنت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالاً ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها، ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه الصلاة والسلام وله ستمائة جناح قد سد بها الأفق على خلقته التي خلق عليها.
وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لأنهم عباد الله قائمون بأمره كمال قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:20،19].
ومن فواد هذا الحديث: وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزوجل على رسله عليهم الصلاة والسلام قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:25].
فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله لكن نؤمن إجمالاً ونصدق بأنه حق. أما تفصيلاً فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للإنسان أن يميّز من الحق منها والباطل وعلى هذا فنقول: نؤمن بما أنزله الله من الكتب على سبيل الإجمال. أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة للإيمان بالكتب. أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد صلى الله عليه وسلم فقط. أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة.




http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif



ومن فوائد هذا الحديث:



وجوب الإيمان



بالرسل عليهم الصلاة والسلام فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق، أتى بالحق، صادقٌ فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمالاً في من لم نعرفه بيعنه وتفصيلا في من عرفناه بيعنه.
قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [غافر:78]. فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بيعنه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالاً، والرسل عليهم الصلاة والسلام أولهم نوح وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، ومنهم الخمسة أولوا العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتاب الله فقال الله تبارك وتعالى في سورة الأحزاب: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif الآية [الأحزاب:7]، وقال تعالى في سورة الشورى:



http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif الآية [الشورى:13].




ومن فوائد هذا الحديث: الإيمان باليوم الآخر، واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخراً، لأنه آخرالمطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور:
الدار الأول: بطن أمه ... الدار الثاني: هذه الدنيا ... والدار الثالث: البرزخ ... والدار الرابع: اليوم الآخر، ولا دار بعده فإما إلى جنة أو إلى نار.
والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ( كل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم مما يكون بعد الموت فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب ).
ومن فوائد هذا الحديث: وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره وذلك بأن تؤمن بأمور أربعة:
الأول: أن تؤمن أن الله محيط بكل شيء علماً جملةً وتفصيلاً أزلاً وأبداً.
الثاني: أن تؤمن بأن الله كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء إلى قيام الساعة.
الثالث: أن تؤمن بأن كل ما يحدث في الكون فإنه بمشيئة الله عز وجل لا يخرج شيء عن مشيئته.
الرابع: أن تؤمن بأن الله خلق كل شيء، فكل شيء مخلوق لله عزوجل سواء كان من فعله الذي يختص به كإنزال المطر وإخراج النبات أو من فعل العبد وفعل المخلوقات، فإن فعل المخلوقات من خلق الله عزوجل، لأن فعل المخلوق ناشئ من إرادة وقدرة والإرادة والقدرة من صفات العبد. والعبد وصفاته مخلوقة لله عزوجل فكل ما في الكون فهو من خلق الله تعالى.
ولقد قدر الله عز وجل ما يكون إلى يوم القيامة قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة فما قدر على الإنسان لك يكن ليخطئه وما لم يقدر لك يكن ليصيبه. هذه أركان الإيمان الستة بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتم الإيمان إلا بالإيمان بها جميعاً. نسأل الله أن يجعلنا جميعاً من المؤمنين بها.
ومن فوائد هذا الحديث: بيان الإحسان وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة رغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان الأكمل، فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية: أن يعبد الله عبادة خوف وهرب من عذابه ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: { فإن لم تكن تراه فإنه يراك } أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك.
http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif
ومن فوائد هذا الحديث العظيم: أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله عزوجل فمن ادعى علمه فهو كاذب، وهذا كان خافياً على أفضل الرسل من الملائكة جبريل عليه الصلاة السلام وأفضل الرسل من البشر محمد عليه الصلاة السلام.
ومن فوائد هذا الحديث: أن للساعة أشراطاً أي علامات كمال قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُون http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزخرف:66] ... أي علاماتها، وقسّم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام:
قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماماً وهي الأشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم عليه السلام والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم من أماراتها أن تلد الأمة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده { وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان }.
ومن فوائد هذا الحديث: حسن تعليم النبي صلى الله عليه وسلم حيث استفهم الصحابة هل يعلمون هذا السائل أم لا؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء، لأنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته.
ومن فوائد هذا الحديث العظيم: أن السائل عن العلم يعتبر معلماً وسبقت الإشارة إلى هذا لكن أريد أن أبين أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالماً به من أجل أن ينال أجر التعليم. والله الموفق.





http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif
وللاستماع للحديث




حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=2) http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=2)



الشرح السمعي للحديث 2 مباشرة على الصفحة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى


http://media.islamway.com/lessons/othymeen/40nowaweyya/2.rm

تابع لشرح الحديث الثاني
http://media.islamway.com/lessons/othymeen/40nowaweyya/3.rm

تم بحمد الله شرح الحديث الثاني




http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif

أبو مسلم
2008-12-12, 19:59
الحديث الثالث:


أركان الإسلام



عن أبي عـبد الرحمن عبد الله بن عـمر بـن الخطاب رضي الله عـنهما، قـال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقـول: { بـني الإسـلام على خـمـس: شـهـادة أن لا إلـه إلا الله وأن محمد رسول الله، وإقام الصلاة، وإيـتـاء الـزكـاة، وحـج البيت، وصـوم رمضان }.

[رواه البخاري:8، ومسلم:16].





http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif



الشرح



هذا الحديث بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم أن الإسلام بمنزلة البناء الذي يظلل صاحبه ويحميه من الداخل والخارج، وبيّن فيه النبي صلى الله عليه وسلم أنه بني على خمس أركان: { شهادة أن لاإله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان } وقد تقدم الكلام على كل هذه الأركان في حديث عمر بن الخطاب الذي قبل هذا فليرجع إليه.

سؤال: ما فائدة إيراد هذا الحديث مرة أخرى مع أنه ذكر في سياق حديث عمر بن خطاب صلى الله عليه وسلم ( الحديث الثاني )؟





الجواب: الفائدة أنه لأهمية هذا الموضوع أراد أن يؤكده مرة ثانية هذا من جهة ومن جهة أخرى أن في حديث عبدالله بن عمر التصريح بأن الإسلام بني على هذه الأركان الخمسة أما حديث عمر بن الخطاب صلى الله عليه وسلم فليس بهذه الصيغة وإن كان ظاهره يفيد ذلك، لأنه قال: { الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. } إلخ.

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif





وللاستماع للحديث




حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=3) http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=3)


الشرح السمعي للحديث 3 مباشرة على الصفحة للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى


http://media.islamway.com/lessons/othymeen/40nowaweyya/4.rm


تم بحمد الله شرح الحديث الثالث

الماسة الزرقاء
2008-12-19, 20:02
الحديث الرابع:

مراحل الخلق



عَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَسْعُوْدْ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ الصَّادِقُ المَصْدُوْقُ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِيْ بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِيْنَ يَوْمَاً نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُوْنُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يَكُوْنُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ،ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنفُخُ فِيْهِ الرٌّوْحَ،وَيَؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ وَأَجَلِهِ وَعَمَلِهِ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيْدٌ. فَوَالله الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ إِنََّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلاذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلُهَا، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى مَايَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إلا ذِرَاعٌ فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَدْخُلُهَا)
أخرجه البخاري- كتاب بدء الخلق، باب: ذكر الملائكة، (3208)، ومسلم- كتاب: القدر، باب: كيفية خلق الآدمي في بطن أمه وكتابة رزقه وأجله وعمله وشقاوته وسعادته، (2643)،

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com74.gif

الشرح


هذا الحديث الرابع من الأحاديث النووية وفيه بيان تطور خلق الإنسان في بطن أمه وكتابه وأجله ورزقه وغير ذلك.
فيقول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: ( حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق ) الصادق في قوله المصدوق فيما أوحي إليه وإنما قال عبدالله بن مسعود هذه المقدمة، لأن هذا من أمور الغيب التي لا تعلم إلا بوحي فقال: { إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ... الخ }.
ففي هذا الحديث من الفوائد: بيان تطور خلقة الإنسان في بطن أمه، وأنه أربعة أطوار.
الأول: طور النطفة أربعون يوماً ... والثاني: طور العلقة أربعون يوماً ... والثالث: طور المضغة أربعون يوماً ...والرابع: الطور الأخير بعد نفخ الروح فيه.. فالجنين يتطور في بطن أمه إلى هذه الأطوار.


ومن فوائد هذا الحديث: أن الجنين قبل أربعة أشهر لا يحكم بأنه إنسان حي، وبناء على ذلك لو سقط قبل تمام أربعة أشهر فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه، لأنه لم يكن إنساناً بعد.


ومن فوائد هذا الحديث: أنه بعد أربعة أشهر تنفخ فيه الروح ويثبت له حكم الإنسان الحي، فلو سقط بعد ذلك فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه كما لو كان ذلك بعد تمام تسعة أشهر.


ومن فوائد هذا الحديث: أن للأرحام ملكاً موكلاً بها لقوله: { فيبعث إليه الملك } أي الملك الموكل بالأرحام.
ومن فوائد هذا الحديث: أن أحوال الإنسان تكتب عليه وهو في بطن أمه .. رزقه .. عمله .. أجله .. شقي أم سعيد، ومنها بيان حكمة الله عزوجل وأن كل شيء عنده بأجل مقدر وبكتاب لا يتقدم ولا يتأخر.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الإنسان يجب أن يكون على خوف ورهبة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر { إن الرجل يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها }.
ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا ينبغي لإنسان أن يقطع الرجاء فإن الإنسان قد يعمل بالمعاصي دهراً طويلاً ثم يمن الله عليه بالهداية فيهتدي في آخر عمره.
فإن قال قائل: ما الحكمة في أن الله يخذل هذا العمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار؟


فالجواب: إن الحكمة في ذلك هو أن هذا الذي يعمل بعمل أهل الجنة إنما يعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وإلا فهو في الحقيقة ذو طوية خبيثة ونية فاسدة، فتغلب هذه النية الفاسدة حتى يختم له بسوء الخاتمة نعو بالله من ذلك. وعلى هذا فيكون المراد بقوله: { حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع } قرب أجله لا قربه من الجنة بعمله.


وللاستماع للحديث

حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=4) http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=4)



تم بحمد الله شرح الحديث الرابع

الماسة الزرقاء
2008-12-19, 20:05
الحديث الخامس



النهي عن الإبتداع في الدين



عن أم المؤمنين أم عبد الله عـائـشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{ من أحدث في أمرنا هـذا مـا لـيـس مـنه فهـو رد }.
[رواه الـبـخـاري:2697، ومسلم:1718 ].
وفي رواية لمسلم : { مـن عـمـل عـمـلاً لـيـس عـلـيه أمـرنا فهـو رد }.

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

الشرح

هذا الحديث قال العلماء: إنه ميزان ظاهر الأعمال وحديث عمر الذي هو في أول الكتاب {إنما الأعمال بالنيات }ميزانباطن الأعمال، لأن العمل له نية وله صورة فالصورة هي ظاهر العمل والنية باطن العمل.
وفي هذا الحديث فوائد: أن من أحدث في هذا الأمر - أي الإسلام - ما ليسمنه فهو مردود عليه ولو كان حسن النية، وينبني على هذه الفائدة أن جميع البدعمردودة على صاحبها ولو حسنت نيته.
ومن فوائد هذا الحديث:أن من عمل عملاً ولو كان أصله مشروعاً ولكن عملهعلى غير ذلك الوجه الذي أمر به فإنه يكون مردوداً بناءً على الرواية الثانية في مسلم.
وعلى هذا فمن باع بيعاً محرماً فبيعه باطل , ومن صلى صلاة تطوع لغير سبب في وقت النهي فصلاته باطلة ومن صام يوم العيد فصومه باطل وهلم جرا، لأن هذه كلها ليس عليها أمر الله ورسوله فتكون باطلة مردودة.

وللاستماع للحديث
حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=5) http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=5)

تم بحمد الله شرح الحديث الخامس

http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com27.gif

الماسة الزرقاء
2008-12-19, 20:07
الحديث السادس:




البعد عن مواطن الشبهات




عن أبي عبدالله النعـمان بن بشير رضي الله عـنهما، قـال: سمعـت رسـول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { إن الحلال بيّن، وإن الحـرام بيّن، وبينهما أمـور مشتبهات لا يعـلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فـقـد استبرأ لديـنه وعـرضه، ومن وقع في الشبهات وقـع في الحرام، كـالراعي يـرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجـسد مضغة إذا صلحـت صلح الجسد كله، وإذا فـسـدت فـسـد الجسـد كـلـه، ألا وهي الـقـلب }.



[رواه البخاري:52، ومسلم:1599



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif



الشرح



قسّم النبي صلى الله عليه وسلم الأمور
إلى ثلاثة أقسام:



قسم حلال بيّن لا اشتباه فيه، وقسم حرام بيّن لا اشتباه فيه، وهذان واضحان أما الحلال فحلال ولا يأثم الإنسان به، وأما الحرام فحرام ويأثم الإنسان به.
مثل الأول: حل بهيمة الأنعام ... ومثال الثاني: تحريم الخمر.


أما القسم الثالث فهم الأمر المشتبه الذي يشتبه حكمه هل هو من الحلال أم منالحرام؟ ويخفى حكمه على كثير من الناس، وإلا فهو معلوم عند آخرين.



فهذا يقول الرسولصلى الله عليه وسلم الورع تركه وأن لا يقع فيه ولهذا قال:
{ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه }استبرأ لدينه فيما بينه وبينالله، واستبرأ لعرضه فيما بينه وبين الناس بحيث لا يقولون: فلان وقع في الحرام، حيثإنهم يعلمونه وهو عند مشتبه ثم ضرب النبيصلى الله عليه وسلم مثلاً لذلك
{بالراعي يرعىحول الحمى }
أي حول الأرض المحمية التي لا ترعاها البهائم فتكونخضراء، لأنها لم ترعى فيها فإنها تجذب البهائم حتى تدب إليها وترعاها، {كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه }
ثم قال عليه الصلاة والسلام:
{ ألا وأن لكل ملك حمى }
يعني بأنه جرت العادة بأن الملوك يحمون شيئاً من الرياض التي يكون فيها العشب الكثير والزرع الكثير
{ألا وإن حمى الله محارمه }
أي ما حرمه على عباده فهو حماه، لأنه منعهم أن يقعوا فيه ثم بين أن
{في الجسد مضغة }
يعني لحمة بقدرما يمضغه الآكل إذا صلحت صلح الجسد كله ثم بينها بقوله:
{ ألا وهي القلب }
وهو إشارة إلى أنه يجب على الإنسان أن يراعي ما في قلبه من الهوى الذي يعصف به حتى يقع في الحرام والأمورالمشتبهات.


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif


فيستفاد من هذا الحديث:


أولاً:أن الشريعة الإسلامية حلالها بيّن وحرامها بيّن والمشتبه منها يعلمه بعض الناس.



ثانياً:أنه ينبغي للإنسان إذا اشتبه عليه الأمرأحلال هو أم حرام أن يجتنبه حتى يتبيّن له أنه حلال.



ومن فوائد الحديث:أن الإنسان إذا وقع في الأمور المشتبه هان عليه أن يقع في الأمور الواضحة فإذا مارس الشيء المشتبه فإن نفسه تدعوه إلى أن يفعل الشيء البين وحينئذ يهلك.



ومن فوائد هذا الحديث: جواز ضرب المثل من أجل أن يتبين الأمر المعنوي بضرب الحسي أي أن تشبيه المعقول بالمحسوس ليقرب فهمه.



ومن فوائد هذا الحديث: حسن تعليم الرسول عليه الصلاة والسلام بضربه للأمثال وتوضيحها.



ومن فوائد هذا الحديث: أن المدار في الصلاح والفساد على القلب وينبني على هذه الفائدة أنه يجب على الإنسان العناية بقلبه دائماً وأبداً حتى يستقيم على ماينبغي أن يكون عليه.



ومن فوائد الحديث: أن فاسد الظاهر دليل على فاسد الباطن لقول النبي صلى الله عليه وسلم:{ إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله }ففساد الظاهر عنوان فساد الباطن.



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
للاستماع للحديث



حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=6) http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=6)



تم بحمد الله شرح الحديث السادس

أختكم
2008-12-27, 01:39
-الأسبوع الثالث -

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif
الحديث السابع : النصيحة عماد الدين
http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ تَمِيْم بْنِ أَوْسٍ الدَّارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ :
(الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه، ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ)
رواه مسلم

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif
الشرح
http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif


http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif
قوله: عَنْ أَبِيْ رُقَيَّةَ هذه كنية بأنثى، والغالب أن الكنية تكون بذكر، لكن قد تكون بأنثى لا سيما إذا اشتهر، وقد تكون بغير الإنسان كأبي هريرة مثلاً، فأبو هريرة رضي الله عنه اشتهر بهذه الكنية من أجل أنه كان معه هرة ألفها وألفته فكنّي أبا هريرة. الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ الدين: مبتدأ والنصيحة خبر، وكلٌّ من المبتدأ والخبر معرفة. وعلماء البلاغة يقولون: إذا كان المبتدأ معرفة والخبر معرفة كان ذلك من طرق الحصر.

فقوله: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ مثل قوله: ما الدين إلا النصيحة، فإذا كان طرفا الجملة معرفتين كان ذلك من باب الحصر.

وقوله: الدِّيْنُ يعني بذلك دين العمل، لأن الدين ينقسم إلى قسمين:دين عمل ودين جزاء. فقوله تعالى: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4)

المراد به: دين الجزاء، وقوله تعالى: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )(المائدة: الآية3) المراد به: دين العمل.

وقوله هنا: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ المراد به دين العمل، والنصيحة بمعنى إخلاص الشيء.

وأبهم النبي صلى الله عليه وسلم لمن تكون النصيحة من أجل أن يستفهم الصحابة رضي الله عنهم عن ذلك، لأن وقوع الشيء مجملاً ثم مفصلاً من أسباب رسوخ العلم،لأنه إذا أتى مجملاً تطلعت النفس إلى بيان هذا المجمل، فيأتي البيان والنفس متطلعة إلى ذلك متشوفة له،فيرسخ في الذهن أكثر مما لوجاء البيان من أول مرة.

و في بعض ألفاظه: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ ثَلاثَاً يعني قالها ثلاثاً الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة

قُلْنَا:لِمَنْ يَارَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ: للهِ،ولكتابه،ولِرَسُوْلِهِ، وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْنَ، وَعَامَّتِهِمْ
http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif




http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

* النصيحة لله تتضمن أمرين:

الأول:إخلاص العبادة له.

الثاني: الشهادة له بالوحدانية في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته.

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif




http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

* والنصيحة لكتابه تتضمن أموراً منها:

["COLOR="Magenta] الأول:[/COLOR] الذبّ عنه، بأن يذب الإنسان عنه تحريف المبطلين، ويبيّن بطلان تحريف من حرّف.

الثاني: تصديق خبره تصديقاً جازماً لا مرية فيه، فلو كذب خبراً من أخبار الكتاب لم يكن ناصحاً، ومن شك فيه وتردد لم يكن ناصحاً.

الثالث: امتثال أوامره فما ورد في كتاب الله من أمر فامتثله، فإن لم تمتثل لم تكن ناصحاً له.

الرابع: اجتناب ما نهى عنه، فإن لم تفعل لم تكن ناصحاً.

الخامس: أن تؤمن بأن ما تضمنه من الأحكام هو خير الأحكام، وأنه لا حكم أحسن من أحكام القرآن الكريم.

السادس: أن تؤمن بأن هذا القرآن كلام الله عزّ وجل حروفه ومعناه، تكلم به حقيقة، وتلقاه جبريل من الله عزّ وجل ونزل به على قلب النبي صلى الله عليه وسلم ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين.
http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif





http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

* والنصيحة لرسوله تكون بأمور منها:

الأول: تجريد المتابعة له، وأن لا تتبع غيره،لقول الله تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب:21)

الثاني: الإيمان بأنه رسول الله حقاً، لم يَكذِب، ولم يُكذَب، فهو رسول صادق مصدوق.

الثالث: أن تؤمن بكل ما أخبر به من الأخبار الماضية والحاضرة والمستقبلة.

الرابع: أن تمتثل أمره.

الخامس: أن تجتنب نهيه.

السادس: أن تذبّ عن شريعته.

السابع: أن تعتقد أن ما جاء عن رسول الله فهو كما جاء عن الله تعالى في لزوم العمل به، لأن ما ثبت في السنة فهو كالذي جاء في القرآن . قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ )(النساء: الآية59) وقال تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ)(النساء: الآية80) وقال تعالى: ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا ) (الحشر: الآية7).

الثامن: نصرة النبي صلى الله عليه وسلم إن كان حياً فمعه وإلىجانبه، وإن كان ميتاً فنصرة سنته صلى الله عليه وسلم.
http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif





http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

وَلأَئِمَّةِ المُسْلِمِيْن أئمة جمع إمام، والإمام: القدوة كما قال تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ)(النحل: الآية120) أي قدوة، ومنه قول عباد الرحمن: (وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)(الفرقان: الآية74)

وأئمة المسلمين صنفان من الناس:

الأول: العلماء، والمراد بهم العلماء الربانيون الذين ورثوا النبي صلى الله عليه وسلم علماً وعبادة وأخلاقاً ودعوة، وهؤلاء هم أولو الأمر حقيقة، لأن هؤلاء يباشرون العامة، ويباشرون الأمراء، ويبينون دين الله ويدعون إليه

الصنف الثاني: من أئمة المسلمين: الأمراء المنفذون لشريعة الله، ولهذا نقول: العلماء مبينون، والأمراء منفذون يجب عليهم أن ينفذوا شريعة الله عزّ وجل في أنفسهم وفي عباد الله.
http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif






http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

* والنصيحة للعلماء تكون بأمورٍ منها:

الأول: محبتهم، لأنك إذا لم تحب أحداً فإنك لن تتأسّى به.

الثاني: معونتهم ومساعدتهم في بيان الحق، فتنشر كتبهم بالوسائل الإعلامية المتنوعة التي تختلف في كل زمان ومكان.

الثالث: الذبّ عن أعراضهم، بمعنى أن لا تقرّ أحداً على غيبتهم والوقوع في أعراضهم،


وإذا نسب إلى أحدٍ من العلماء الربانيين شيء يُستنكر فعليك أن تتخذ هذه المراحل:

المرحلة الأولى: أن تتثبت من نسبتهِ إليه، فكم من أشياء نسبت إلى عالم وهي كذب، فلابد أن تتأكد، فإذا تأكدت من نسبة الكلام إليه فانتقل إلى المرحلة الثانية وهي:

المرحلة الثانية : أن تتأمل هل هذا محل انتقاد أم لا؟ لأنه قد يبدو للإنسان في أول وهلة أن القول منتقد، وعند التأمل يرى أنه حق، فلابد أن تتأمل حتى تنظر هل هو منتقد أو لا؟

المرحلة الثالثة: إذا تبيّن أنه ليس بمنتقد فالواجب أن تذبّ عنه وتنشر هذا بين الناس، وتبين أن ما قاله هذا العالم فهو حق وإن خالف ما عليه الناس.

المرحلة الرابعة: إذا تبين لك حسب رأيك أن ما نسب إلى العالم وصحت نسبته إليه ليس بحق،فالواجب أن تتصل بهذا العالم بأدب ووقار،وتقول: سمعت عنك كذا وكذا،وأحب أن تبين لي وجه ذلك، لأنك أعلم مني،فإذا بيّن لك هذا فلك حق المناقشة،لكن بأدب واحترام وتعظيم له بحسب مكانته وبحسب ما يليق به.

أما مايفعله بعض الجهلة الذين يأتون إلى العالم الذي رأى بخلاف مايرون، يأتون إليه بعنف وشدة،وربما نفضوا أيديهم في وجه العالم،وقالوا له:ما هذا القول الذي أحدثته؟ ما هذا القول المنكر؟ وأنت لا تخاف الله ، وبعد التأمل تجد العالم موافقاً للحديث وهم المخالفون له، وغالب ما يؤتى هؤلاء من إعجابهم بأنفسهم، وظنهم أنهم هم أهل السنة وأنهم هم الذين على طريق السلف، وهم أبعد ما يكون عن طريق السلف وعن السنة.

فالإنسان إذا أعجب بنفسه - نسأل الله السلامة - رأى غيره كالذر، فاحذر هذا.

الأمر الرابع من النصيحة للعلماء: أنك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول: هذا أعلم مني، بل تناقش بأدب واحترام، لأنه أحياناً يخفى على الإنسان الحكم فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء.

الخامس : أن تدلهم على خير ما يكون في دعوة الناس، فإذا رأيت هذا العالم محباً لنشر العلم ويتكلم في كل مكان وترى الناس يتثاقلونه ويقولون هذا أثقل علينا، كلما جلسنا قام يحدّث،فمن النصيحة لهذا العالم أن تشير عليه أن لا يتكلم إلا فيما يناسب المقام، لاتقل:إني إذا قلت ذلك منعته من نشر العلم، بل هذا في الواقع من حفظ العلم، لأن الناس إذا ملّوا سئموا من العالم ومن حديثه.

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخول أصحابه بالموعظة، يعني لا يكثر الوعظ عليهم مع أن كلامه صلى الله عليه وسلم محبوب إلى النفوس لكن خشية السآمة، والإنسان يجب أن يكون مع الناس كالراعي يختار ما هو أنفع وأجدى.

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif







http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

* والنصيحة للأمراء تكون بأمور منها:

أولاً: اعتقاد إمامتهم وإمرتهم، فمن لم يعتقد أنهم أمراء فإنه لم ينصح لهم، لأنه إذا لم يعتقد أنهم أمراء فلن يمتثل أمرهم ولن ينتهي عما نهوا عنه، فلا بد أن تعتقد أنه إمام أو أنه أمير، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية، ومن تولى أمر المسلمين ولو بالغلبة فهو إمام،سواء كان من قريش أومن غير قريش.

ثانياً: نشر محاسنهم في الرعية، لأن ذلك يؤدي إلى محبة الناس لهم، وإذا أحبهم الناس سهل انقيادهم لأوامرهم .

وهذا عكس ما يفعله بعض الناس حيث ينشر المعايب ويخفي الحسنات، فإن هذا جورٌ وظلم.

فمثلاً يذكر خصلة واحدة مما يُعيب به على الأمراء وينسى خصالاً كثيرة مما قاموا به من الخير، وهذا هو الجور بعينه.

ثالثاً: امتثال ما أمروا به وما نهوا عنه، إلا إذا كان في معصية الله عزّ وجل لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وامتثال طاعتهم عبادة وليست مجرد سياسة، بدليل أن الله تعالى أمر بها فقال عزّ وجل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأولي الأمر منكم) [النساء:59] فجعل ذلك من مأموراته عزّ وجل، وما أمر الله تعالى به فهو عبادة.

ولا يشترط في طاعتهم ألاّ يعصوا الله،فأطعهم فيما أمروا به وإن عصوا الله، لأنك مأمور بطاعتهم وإن عصوا الله في أنفسهم.

رابعاً: ستر معايبهم مهما أمكن، وجه هذا: أنه ليس من النصيحة أن تقوم بنشر معايبهم، لما في ذلك من ملئ القلوب غيظاً وحقداً وحنقاً على ولاة الأمور، وإذا امتلأت القلوب من ذلك حصل التمرّد وربما يحصل الخروج على الأمراء فيحصل بذلك من الشر والفساد ما الله به عليم.

وليس معنى قولنا: ستر المعايب أن نسكت عن المعايب، بل ننصح الأمير مباشرة إن تمكنا،وإلا فبواسطة من يتصل به من العلماء وأهل الفضل. ولهذا أنكر أسامة بن زيد رضي الله عنه على قوم يقولون: أنت لم تفعل ولم تقل لفلان ولفلان يعنون الخليفة، فقال كلاماً معناه: (أتريدون أن أحدثكم بكل ما أحدث به الخليفة) فهذا لا يمكن.

فلا يمكن للإنسان أن يحدث بكل ما قال للأمير، لأنه إذا حدث بهذا فإما أن يكون الأمير نفذ ما قال، فيقول الناس: الأمير خضع وذل، وإما أن لا ينفذ فيقول الناس: عصى وتمرّد.

ولذلك من الحكمة إذا نصحت ولاة الأمور أن لا تبين ذلك للناس،لأن في ذلك ضرراً عظيماً.

خامساً: عدم الخروج عليهم، وعدم المنابذة لهم، ولم يرخص النبي صلى الله عليه وسلم في منابذتهم إلا كما قال:

أَنْ تَرَوا أي رؤية عين، أو رؤية علم متيقنة.

كُفْرَاً بَوَاحَاً أي واضحاً بيّناً.

عِنْدَكُمْ فِيْهِ مِنَ اللهِ بُرْهَانٌ أي دليل قاطع.

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif








http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

ثم إذا جاز الخروج عليهم بهذه الشروط فهل يعني ذلك أن يخرج عليهم ؟ لأن هناك فرقاً بين جواز الخروج، وبين وجوب الخروج.

والجواب: لا نخرج حتى ولو رأينا كفراً بواحاً عندنا فيه من الله برهان،إلا حيث يكون الخروج مصلحة،وليس من المصلحة أن تقوم فئة قليلة سلاحها قليل في وجه دولة بقوتها وسلاحها، لأن هذا يترتب عليه إراقة الدماء واستحلال الحرام دون ارتفاع المحذور الذي انتقدوا به الأمراء،كما هو مشاهد من عهد خروج الخوارج في زمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم إلى يومنا هذا،حيث يحصل من الشر والمفاسد ما لا يعلمه إلاربُّ العباد.

لكن بعض الناس تتوقد نار الغيرة في قلوبهم ثم يحدثون ما لا يحمد عقباه، وهذا غلط عظيم.

ثم إنا نقول: ما ميزان الكفر؟ فقد يرى البعض هذا كفراً و البعض لايراه كفراً، ولهذا قيد النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله كُفْرَاً بَوَاحَاً ليس فيه احتمال،كما لو رأيته يسجد للصنم، أو سمعته يسب الله، أو رسوله أو ما أشبه ذلك.

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif






http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

قال: وَعَامَّتُهُمْ أي عوام المسلمين، والنصح لعامة المسلمين بأن تبدي لهم المحبة، وبشاشة الوجه، وإلقاء السلام، والنصيحة، والمساعدة ، وغير ذلك مما هو جالب للمصالح دافعٌ للمفاسد.

واعلم أن خطابك للواحد من العامة ليس كخطابك للواحد من الأمراء، وأن خطابك للمعاند ليس كخطابك للجاهل، فلكل مقام مقال، فانصح لعامة المسلمين ما استطعت.

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif


http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif

وبهذا نعرف أن هذا الحديث على اختصاره جامع لمصالح الدنيا والآخرة.

من فوائد هذا الحديث:

.1أهمية النصيحة في هذه المواضع، وجه ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم جعلها الدين فقال: الدِّيْنُ النَّصِيْحةُ

.2حسن تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم حيث يذكر الشيء مجملاً ثم يفصّله، لقوله: الدِّيْنُ النَّصِيْحَةُ.

.3 حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، وأنهم لن يدعوا شيئاً يحتاج الناس إلى فهمه إلا سألوا عنه، ومن ذلك لما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن الدّجّال يمكث في الأرض أربعين يوماً، اليوم الأول كسنة قالوا يارسول الله: هذا اليوم الذي يبدو كسنة تكفينا فيه صلاة واحدة؟[75] فسألوا، ويتفرع على هذا : أن ما لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم من أمور الدين فلا نسأل عنه لاسيما فيما يتعلّق بأسماء الله وصفاته، ولهذا عد الإمام مالك - رحمه الله - من سأل عن كيفية الاستواء، مبتدعاً، لأنه ابتدع سؤالاً لم يسأل عنه الصحابة رضي الله عنهم .

.4 البداءة بالأهم فالأهم، حيث بدأ النبي صلى الله عليه وسلم بالنصيحة لله، ثم للكتاب، ثم للرسول صلى الله عليه وسلم ثم لأئمة المسلمين، ثم عامتهم.

وإنما قدم الكتاب على الرسول لأن الكتاب يبقى، والرسول يموت، على أن النصيحة للكتاب وللرسول متلازمان، فإذا نصح للكتاب نصح للرسول ، وإذا نصح للرسول نصح للكتاب.

.5 وجوب النصيحة لأئمة المسلمين، وذلك بما ذكرناه من الوجوه بالنسبة للأمراء، وبالنسبة للعلماء.

.6الإشارة إلى أن المجتمع الإسلامي لابد له من إمام، والإمامة قد تكون عامة، وقد تكون خاصة.

فإمام المسجد إمام في مسجده، ولهذا قال أهل العلم: لا يجوز أن تقام الجماعة التي لها إمام راتب بدون إذن الإمام الراتب، لأن ذلك عدوان على حقه.

ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمّروا أحدهم[76] لئلا يكون أمرهم فوضى.

وهذا الأمير الذي يؤمّرونه تجب طاعته فيما يتعلق بأحكام السفر، لأنهم جعلوه أميراً، فإذا تأمر على قومه في السفر وقال: يا فلان قم أصلح كذا، وهو يتعلق بالسفر وجب عليه أن يطيع، وإلا فلا فائدة في الإمرة.

أما لو قال الأمير لأحد رفقائه: يا فلان قدم لي نعالي، فلا يلزمه أن يطيع، لأنهم جعلوه أميراً فيما يتعلق بأمور السفر، وهذا لا يتعلق بأمور السفر.

ولو قال لأحدهم: يا فلان جهّز لنا الغداء، فإنه يلزمه لأن هذا يتعلق بالسفر.

ولو قال لهم: الآن ننزل في هذا المكان حتى يبرد الوقت فإنه يلزمهم، وهكذا ، وعليه فلابد للأمة الإسلامية من إمام . والله الموفق

http://www.al-wed.com/pic-vb/33.gif



للاستماع للحديث


حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=7)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=7)


تم بحمد الله شرح الحديث السابع

.

الماسة الزرقاء
2008-12-27, 07:59
الحديث الثامن:
حرمة دم المسلم وماله
نص متن الحديث

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى)

[77] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn1)رواه البخاري ومسلم



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
الشرح:


أُمِرْتُ بالبناء لما لم يسمّ فاعلهُ، لأن الفاعل معلوم و هو الله عزّ وجل، وإبهام المعلوم سائغ لغة واستعمالاً سواء: في الأمور الكونية. أو في الأمور الشرعية.
- في الأمور الكونية: قال الله عزّ وجل: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفاً)(النساء: الآية28) والخالق هو الله عزّ وجل.
- وفي الأمور الشرعية: كهذا الحديث: أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ وكقوله صلى الله عليه وسلم : أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْضَاء [78] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn2)
وقوله: أُمِرْتُ أي أمرني ربي.
والأمرُ: طلب الفعل على وجه الاستعلاء، أي أن الآمر أو طالب الفعل يرى أنه في منزلة فوق منزلة المأمور، لأنه لو أمر من يساويه سمي عندهم التماساً، ولو طلب ممن فوقه سمي دعاءً وسؤالاً.
وقوله: أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ هذا المأمور به.
والمقاتلة غير القتل.
- فالمقاتلة: أن يسعى في جهاد الأعداء حتى تكون كلمة الله هي العليا.
-والقتل: أن يقتل شخصاً بعينه، ولهذا نقول: ليس كل ما جازت المقاتلة جاز القتل، فالقتل أضيق ولا يجوز إلا بشروط معروفة، والمقاتلة أوسع، قال الله تبارك وتعالى: ( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّه) (الحجرات: الآية9) فأمر بقتالها وهي مؤمنة لايحل قتلها ولا يباح دمها لكن من أجل الإصلاح.
ولذلك أمرت الأمة أن توافق الإمام في قتال أهل البغي الذين يخرجون على الإمام بشبهة، قالوا: فإذا قرر الإمام أن يقاتلهم وجب على الرعيّة طاعته وموافقته دفعاً للشر والفساد، وهنا نقاتل مسلمين لأجل إقامة العدل وإزالة الفوضى. وقاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه مانعي الزكاة ولكن لايقتلهم، بل قاتلهم حتى يذعنوا للحق . حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله (حتى) هل هي للتعليل بمعنى أن أقاتل ليشهدوا، أو هي للغاية بمعنى أقاتلهم إلى أن يشهدوا؟
والجواب: هي تحتمل أن تكون للتعليل ولكن الثاني أظهر، يعني أقاتلهم إلى أن يشهدوا.
و(حتى) تأتي للتعليل وتأتي للغاية، فقوله تعالى: ( قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى) (طـه:91)
فهذه للغاية ولا تصح للتعليل، لأن بقاءهم عاكفين علىالعجل لا يستلزم حضور موسى عليه السلام
وقوله عزّ وجل عن المنافقين: (لا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا )(المنافقون: الآية7) فحتى هنا للتعليل، يعني لا تنفقوا لأجل أن ينفضوا عن رسول الله، وليس المعنى لا تنفقوا حتى ينفضّوا، فإذا انفضّوا أنفقوا.
حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي حتى يشهدوا بألسنتهم وبقلوبهم، لكن من شهد بلسانه عصم دمه وماله، وقلبه إلى الله عزّ وجل.
أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله أي لا معبود حقّ إلا الله عزّ وجل، فهو الذي عبادته حقّ، وما سواه فعبادته باطلة.
وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ محمد: هوابن عبد الله، وأبرز اسمه ولم يقل: وأني رسول الله للتفخيم والتعظيم. ورسول الله: يعني مرسله.
وَيُقِيْمُوا الصَّلاةَ أي يفعلوها قائمة وقويمة على ماجاءت به الشريعة. والصلاة هنا عامة، لكن المراد بها الخاص، وهي الصلوات الخمس، ولهذا لو تركوا النوافل فلا يقاتلون .
وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ أي يعطوها مستحقّها. والزكاة: هي النصيب المفروض في الأموال الزكوية. ففي الذهب مثلاً والفضة وعروض التجارة: ربع العشر، أي واحد من أربعين.
وفيما يخرج من الأرض مما فيه الزكاة: نصف العشر إذا كان يسقى بمؤونة، والعشر كاملاً إذا كان يسقى بلا مؤونة.
وفي الماشية: كما هو في السُّنة.
فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ أي شهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة.
عَصَمُوا أي منعوا.
مِنِّي دِمَاءهَم وَأَمْوَالَهُم أي فلا يحل أن أقاتلهم وأستبيح دماءهم، ولا أن أغنم أموالهم، لأنهم دخلوا في الإسلام.
إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ هذا استثناء لكنه استثناء عام، يعني: إلا أن تباح دماؤهم وأموالهم بحق الإسلام، مثل: زنا الثيّب، والقصاص وما أشبه ذلك، يعني: إلا بحق يوجبه الإسلام.
وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى أي محاسبتهم على الأعمال على الله تعالى، أما النبي صلى الله عليه وسلم فليس عليه إلا البلاغ.
فهذا الحديث أصلٌ وقاعدةٌ في جواز مقاتلة الناس،وأنه لايجوز مقاتلتهم إلا بهذا السبب.


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif




ومن فوائد هذا الحديث:


.1أن النبي صلى الله عليه وسلم عبد مأمور يوجه إليه الأمر كما يوجّه إلى غيره لقوله: أُمِرْتُ.
.2جواز إبهام المعلوم إذا كان المخاطب يعلمه، لقوله: أُمِرْتُ فأبهم الآمر لأن المخاطب يعلم ذلك.
.3وجوب مقاتلة الناس حتى يقوموا بهذه الأعمال.
فإذا قال قائل: لماذا لا يكون الأمر للاستحباب؟
والجواب: لا يكون للاستحباب،لأن هذا فيه استباحة محرّم، واستباحة المحرّم لاتكون إلا لإقامة واجب.
ولهذا استدل بعض الفقهاء - رحمهم الله - على وجوب الختان بأن الختان قطع شيء من الإنسان محترم، والأصل التحريم فلا يجوز قطع أي عضو أوجلدة من بدنك، فلما استبيح هذا القطع دلّ على وجوب الختان، إذ لا يستباح المحرّم إلا لأداء واجب وعلى هذا فنقول: الأمر هنا للوجوب.
فرضية الجهاد:الجهاد قد يكون فرض كفاية، وقد يكون فرض عين، ولا يمكن أن يكون فرض عين على جميع الناس لقوله تعالى: (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا ) (التوبة:122)
أي القاعدون ( فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )[التوبة:122].
.4وجوب شهادة أن لا إله إلا الله بالقلب واللسان، فإن أبداها بلسانه ولاندري عما في قلبه أخذنا بظاهره ووكلنا سريرته إلى الله عزّ وجل ووجب الكفّ عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك، ولا يجوز أن نتهمه ونقول: هذا الرجل قالها كاذباً، أو خوفاً من قتل أو أسر،لأننا لا ننقب عن قلوب الناس.
.5أنه لابد أن يعتقد الإنسان أن لا معبود حق إلا الله، فلا يكفي أن يعتقد أن الله معبود بحق، لأنه إذا شهدأن الله تعالى معبود بحق لم يمنع أن غيره يعبد بحق أيضاً. فلا يكون التوحيد إلا بنفي وإثبات: لا إله إلا الله، نفي الألوهية عما سوى الله وإثباتها لله عزّ وجل.
.6أن المقاتلة لا ترتفع إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، وأما الدخول في الإسلام فيكون بشهادة أن لا إله إلا الله، لكن لو شهدت طائفة أن لا إله إلا الله وأبت أن تشهد أن محمداً رسول الله فإنها تقاتل.
وشهادة أن محمداً رسول الله تستلزم: تجريد المتابعة له، وأن لايتبع من سواه، وتصديقه فيما أخبر واجتناب ماعنه نهى وزجر، وأن لايعبد الله إلا بما شرع.
.7 وجوب إقامة الصلاة، لأنه إذا لم يقمها فإنه لا يمتنع قتاله، بل قد قال الفقهاء - رحمهم الله - يُقاتَل أهل بلد تركوا الأذان والإقامة وإن صلوا، لأن الأذان والإقامة من شعائر الدين الظاهرة، فإذا قال قوم: نحن لا نؤذن ولانقيم ولكن نصلي، وجب أن يقاتلوا.
واستدلّوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا غزا قوماً أمسك حتى يطلع الفجر، فإن سمع أذاناً كفّ عن قتالهم، وإلا قاتلهم[79] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn3) .
كذلك قال الفقهاء: يقاتل أهل بلد تركوا صلاة العيد وإن لم تكن فرضاً على الأعيان كفريضة ا لصلوات الخمس.
قالوا: لأن صلاة العيد من شعائر الإسلام الظاهرة، فيقاتل أهل البلد إذا تركوا صلاتي العيدين
.8وجوب إيتاء الزكاة، لأنها جزء مما يمنع مقاتلة الناس.
ولابد أن يكون إيتاء الزكاة إلى مستحقّها، فلا يكفي أن يعطيها غنيّاً من أقاربه أو أصحابه لأن ذلك لايجزئ، لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (التوبة:60)
.9إطلاق الفعل على القول، لقوله: إِذَا فَعَلُوْا ذَلِكَ مع أن في جملة هذه الأشياء الشهادتين، وهما قول، ووجه ذلك: أن القول حركة اللسان،وحركة اللسان فعل، ويصح إطلاق الفعل على القول بأن يكون القول في جملة أفعال،كما في الحديث، فإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة من الأفعال بلا شك.
كما يطلق القول على الفعل، وهذا كثير كما في حديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حين تيمّم قال بيديه هكذا وضرب بهما الأرض[80] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn4)،وهذا فعل.
.10أن الكفار تباح دماؤهم وأموالهم، لقوله: عَصَمُوا مِنِّيْ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ فيقتلون، أو يؤسرون حسب ما تقتضيه الحال، وتغنم أموالهم. وهذا مما اختصّ به النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد صحّ عنه أنه قال: أُعْطِيْتُ خَمْسَاً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِيْ: نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مِسِيْرَةَ شَهْر، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدَاً وَطَهُوْرَاً، وَأُحِلَّتْ لِيَ الغَنَائِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ مِنْ قَبْلِيَ ...
[81] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn5)والغنائم هي أموال الكفار إذا أخذناها بالقتال. أما الأمم السابقة فلا تحل لهم الغنائم،وقد ورد أنهم يجمعونها ثم تنزل نار من السماء فتحرقها[82] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn6)
.11أنه قد يستباح الدم والمال بحق الإسلام وإن لم يكن من هذه المذكورات التي في الحديث، وقد نوقش أبو بكرٍ الصّديق رضي الله عنه في قتال مانعي الزكاة فأجاب: بأن الزكاة حق المال، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلامِ وقال رضي الله عنه: والله لو منعوني عناقاً - أو قال: عقالاً - كانوا يؤدونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على ذلك[83] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-10.HTM#_ftn7).
وأسباب إباحة القتل في الإسلام ليس هذا موضع بسطها،لكنها معلومة بالتتبّع.
.12أن حساب الخلق على الله عزّ وجل، وأنه ليس على الرسول صلى الله عليه وسلم إلا البلاغ، وكذلك ليس على من ورث الرسول إلا البلاغ، والحساب على الله عزّ وجل.
فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا لم تقبل دعوتك، فإذا أدّيت ما يجب عليك فقد برئت الذمة والحساب على الله تعالى،كما قال الله تعالى لنبيّه صلى الله عليه وسلم: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ* إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ) [الغاشية:22-23] يعني لكن من تولى وكفر (فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ*إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ )
[الغاشية:24-26]
فلا تحزن أيها الداعي إلى الله إذا رد قولك، أو إذا لم يقبل لأول مرة، لأنك أديت ما يجب عليك.
ولكن اعلم أنك إذا قلت حقاً تريد به وجه الله فلابد أن يؤثر، حتى لو رد أمامك فلابد أن يؤثر،وفي قصة موسى عليه السلام عبرة للدعاة إلى الله،وذلك أنه جُمعَ له السحرة من كل وجه في مصر، واجتمعوا، وألقوا حبالهم وعصيّهم حتى كانت الأرض تمشي ثعابين، حتى إن موسى عليه السلام خاف (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى) (طـه:67)
فلما اجتمعوا كلهم قال لهم: (وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (طـه:61)
كلمات يسيرة، قال الله عزّ وجل: (فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى) (طـه:62)
يعني أنهم تنازعوا فوراً، والفاء في قوله: (فَتَنَازَعُوا) للسببية والترتيب والتعقيب.
فتأمل كيف أثرت هذه الكلمات من موسى عليه السلام بهؤلاء السحرة، فلابد لكلمة الحق أن تؤثر، لكن قد تؤثر فوراً وقد تتأخر. والله ا لموفق.







http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif


للاستماع للحديث
حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=8)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=8)


تم بحمد الله شرح الحديث الثامن



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2008-12-27, 08:00
الحديث التاسع:
النهي عن كثرة السؤال والتشدد


متن الحديث
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: (مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ؛ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ)
[84] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-11.HTM#_ftn1)رواه البخاري ومسلم



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الشرح:

أكثر النّاس لايعرفون اسم أبي هريرة رضي الله عنه،ولهذا وقع الخلاف في اسم راوي الحديث،وأصحّ الأقوال وأقربها للصواب ما ذكره المؤلف رحمه الله أن اسمه:
عبد الرحمن بن صخر. وكنّي بأبي هريرة لأنه كان معه هرّة قد ألفها وألفته، فلمصاحبتها إيّاه كُنّي بها.
قوله: مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ النهي: طلب الكفّ على وجه الاستعلاء، يعني أن يطلب منك من هو فوقك - ولو باعتقاده - أن تكفّ، فهذا نهي.
ولهذا قال أهل أصول الفقه: النهي طلب الكفّ على وجه الاستعلاء ولو حسب دعوى الناهي، يعني وإن لم يكن عالياً على المنهي.
ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم أعلى منّا حقيقة.
مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوْهُ الجملة شرطية، فـ: (ما) اسم شرط، و: (نهيتكم) فعل الشرط، و: (فاجتنبوه) جواب الشرط، وقرنت بالفاء لأنها إحدى الجمل المنظومة في قول القائل:
إسمية، طلبية، وبجامدٍ وبما وقد وبلن وبالتنفيس
والجملة التي معنا طلبية لأنها فعل أمر.
فَاجْتَنِبُوهُ أي ابتعدوا عنه، فكونوا في جانب وهو في جانب.
وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوْا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ هذه الجملة أيضاً شرطية، فعل الشرط فيها: (أمرتكم به) وجوابه: (فأتوا منه ما استطعتم) يعني افعلوا منه ما استطعتم، أي ما قدرتم عليه.
والفرق بين المنهيات والمأمورات: أن المنهيّات قال فيها: فَاجْتَنِبُوهُ ولم يقل ما استطعتم، ووجهه: أن النهي كف وكل إنسان يستطيعه، وأما المأمورات فإنها إيجاد قد يستطاع وقد لا يستطاع، ولهذا قال في الأمر: فأتُوا مِنْهُ مَا استَطَعتُمْ ويترتب على هذا فوائد نذكرها إن شاء الله تعالى في الفوائد، لكن التعبير النبوي تعبير دقيق.
فَإِنَّمَا (إن) للتوكيد، و(ما) اسم موصول بدليل قوله: (كثرة) على أنها خبر (إن) أي فإن الذي أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم. ويجوز أن تجعل (إنما) أداة حصر، ويكون المعنى: ما أهلك الذين من قبلكم إلا كثرة مسائلهم.
وقوله: الَّذِيْنَ مِنْ قَبْلِكُمْ يشمل اليهود والنصارى وغيرهم، والمتبادر أنهم اليهود والنصارى،كما قال الله عزّ وجل: (وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )(المائدة: الآية5) وذلك أن الأمم السابقة قبل اليهود والنصارى لا تكاد ترد على قلوب الصحابة، فإن نظرنا إلى العموم قلنا المراد بقوله: مِنْ قَبْلِكُمْ جميع الأمم، وإن نظرنا إلى قرينة الحال قلنا المراد بهم: اليهود والنصاري.
واليهود أشدّ في كثرة المساءلة التي يهلكون بها، ولذلك لما قال لهم نبيهم موسى عليه السلام: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ) (البقرة: الآية67)
جعلوا يسألون:ما هي؟ وما لونها؟ وما عملها ؟ .
وقوله: كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ جمع مسألة وهي: ما يُسأل عنه.
وَاخْتِلافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ يعني وأهلكهم اختلافهم، ويجوز فيها أن تكون مجرورة، أي وكثرة اختلافهم على أنبيائهم، وكلا الأمرين صحيح.
ولكن الإعراب الأول يقتضي أن مجرد الاختلاف سبب للهلاك، وأما على الاحتمال الثاني فإنه يقتضي أن سبب الهلاك هو كثرة الاختلاف.
وقوله: عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ وذلك بالمعارضة والمخالفة، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم في الإمام: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤتَمَّ بِهِ فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ[85] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-11.HTM#_ftn2) ولم يقل: فلا تختلفوا عنه، وهكذا في هذا الحديث قال: اختلافهم على أنبيائهم ولم يقل:عن أنبيائهم، لأن كلمة (على) تفيد أن هناك معارضة للأنبياء.


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

من فوائد هذا الحديث:
.1وجوب الكفّ عما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله: مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ.
.2أن المنهي عنه يشمل القليل والكثير، لأنه لا يتأتّى اجتنابه إلا باجتناب قليله وكثيره، فمثلاً: نهانا عن الرّبا فيشمل قليله وكثيره.
.3أن الكفّ أهون من الفعل، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر في المنهيات أن تُجتنب كلّها،لأن الكفّ سهل.
فإن قال قائل:يرد على هذا إباحة الميتة والخنزير للمضطر، وإذا كان مضطراً لم يجب الاجتناب؟
فالجواب عن هذا أن نقول: إذا وجدت الضرورة ارتفع التّحريم، فلا تحريم أصلاً، ولهذا كان من قواعد أصول الفقه: (لا محرم مع الضرورة، ولا واجب مع العجز) إذاً هذا الإيراد غير وارد.
فلو قال لنا قائل: (فاجتنبوه) عام فيشمل اجتناب أكل الميتة عند الضرورة.
فنقول: لايشمل، لأنه إذا وجدت الضرورة ارتفع التحريم.
هل يجوز فعل المحرّم عند الضرورة أم لا؟
والجواب: أنه يجوز لقول الله تعالى: (وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ ) (الأنعام: الآية119) فمن اضطر إلى أكل الميتة جاز له أن يأكل منها، ومن اضطر إلى أن يأكل لحم الخنزير جاز له أن يأكل لحم الخنزير وهكذا . ومن اضطر إلى شرب الخمر جاز له شرب الخمر، ولكن الضرورة إلى شرب الخمر تصدق في صورة واحدة وهي: إذا غصّ بلقمة وليس عنده إلا خمر فإنه يشربه لدفع اللقمة، وأما شرب الخمر للعطش فلا يجوز، قال أهل العلم: لأن الخمر لايزيد العطشان إلا عطشاً فلا تندفع به الضرورة.
وإذا اضطر شخص إلى محرّم فهل له أن يزيد على قدر الضرورة؟ بمعنى: إذا حل له أكل الميتة فهل له أن يشبع، أو نقول له: اقتصر على ماتبقى به الحياة فقط؟
والجواب: ذكر بعض العلماء: أنه يجب أن يقتصر على ما تبقى به الحياة فقط، ولا يشبع. والصحيح التفصيل في هذا: فإن كان يعلم أو يغلب على ظنه أنه سيحصل على شيء مباح قريباً فليس له أن يشبع إلا إذا كان معه شيء يحفظ به اللحم إن احتاجه أكله فهنا لا حاجةللشبع، بل يكون بقدر ما تندفع به الضرورة.
* وما هي الضرورة إلى المحرّم؟
الضرورة إلى المحرم هي: أن لا يجد سوى هذا المحرّم، وأن تندفع به الضرورة،وعلى هذا فإذا كان يجد غير المحرّم فلا ضرورة، وإذا كان لاتندفع به الضرورة فلا يحلّ.
- فأكل الميتة عند الجوع إذا لم يجد غيرها تندفع به الضرورة.
- والدواء بالمحرّم لا يمكن أن يكون ضرورة لسببين:
أولاً: لأنه قد يبرأ المريض بدون دواء، وحينئذ لاضرورة.
ثانياً: قد يتداوى به المريض ولايبرأ، وحينئذٍ لا تندفع الضرورة به، ولهذا قول العوام: إنه يجوز التداوي بالمحرّم للضرورة قول لا صحّة له، وقد نص العلماء
- رحمهم الله - على أنه يحرم التداوي بالمحرّم.
.4-أنه لا يجب من فعل المأمور إلا ما كان مستطاعاً، لقوله: وَمَا أَمرْتُكُمْ بِهِ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ
فإن قال قائل: هل هذه الجملة تفيد التسهيل، أو التشديد، ونظيرها قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ )(التغابن: الآية16)
فالجواب: لها وجهان: فقد يكون المعنى: لابد أن تقوموا بالواجب بقدر الاستطاعة وأن لا تتهاونوا مادمتم مستطيعين.
ويحتمل أن المعنى: لاوجوب إلا مع الاستطاعة، وهذا يؤيده قوله تعالى: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: الآية286)
ولهذا لو أمرت إنساناً بأمر وقال: لا أستطيع، وهو يستطيع لم يسقط عنه الأمر.
.5أن الإنسان له استطاعة وقدرة ، لقوله: مَا استَطَعْتُمْ فيكون فيه رد على الجبرية الذين يقولون إن الإنسان لا استطاعة له، لأنه مجبر على عمله، حتى الإنسان إذا حرّك يده عند الكلام، فيقولون تحريك اليد ليس باستطاعته ، بل مجبر، ولا ريب أن هذا قول باطل يترتب عليه مفاسد عظيمة.
.6أن الإنسان إذا لم يقدر على فعل الواجب كله فليفعل ما استطاع. ولهذا مثال: يجب على الإنسان أن يصلي الفريضة قائماً، فإذا لم يستطع صلى جالساً.
وهنا سؤال: لو كان يستطيع أن يصلي قائماً لكنه لا يستطيع أن يكمل القيام إلى الركوع، بمعنى: أن يبقى قائماً دقيقة أو دقيقتين ثم يتعب ويجلس، فهل نقول: اجلس وإذا قارب الركوع فقم، أونقول: ابدأ الصلاة قائماً وإذا تعبت اجلس؟
الجواب:هذا فيه تردد عندي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين أخذه اللحم كان يصلي في الليل جالساً فإذا بقي عليه آيات قام وقرأ ثم ركع[86] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-11.HTM#_ftn3). وهذا يدلّ على أنك تقدم القعود أولاً ثم إذا قاربت الركوع فقم.
لكن يردّ على هذا أن النفل يجوز أن يصلي الإنسان فيه قاعداً، فقعد، فإذا قارب الركوع قام.
والفريضة الأصل أن يصلّي قائماً، فنقول: ابدأها قائماً ثم إذا تعبت فاجلس، وربما تعتقد أنك لا تستطيع القيام كله، ثم تقدر عليه، فنقول:ابدأ الآن بما تقدر عليه وهو القيام، ثم إن عجزت فاجلس، وهذا أقرب.
لكني أرى عمل الناس الآن في المساجد بالنسبة للشيوخ والمرضى، يصلي جالساً فإذا قارب الركوع قام، ولا أنكر عليهم لأني ليس عندي جزم أو نص بأنه يبدأ أولاً بالقيام ثم إذا تعب جلس، لكن مقتضى القواعد أنه يبدأ قائماً فإذا تعب جلس.
.7لاينبغي للإنسان إذا سمع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول: هل هو واجب أم مستحبّ؟ لقوله: فَأْتُوا مِنْهُ مَا استَطَعْتُمْ ولا تستفصل، فأنت عبد منقاد لأمر الله عزّ وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم.
لكن إذا وقع العبد وخالف فله أن يستفصل في أمره،لأنه إذا كان واجباً فإنه يجب عليه التوبة، وإذا كان غير واجب فالتوبة ليست واجبة.
.8أن ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم أو نهى عنه فإنه شريعة، سواء كان ذلك في القرآن أم لم يكن، فُيعمل بالسنة الزائدة على القرآن أمراً أو نهياً.
هذا من حيث التفصيل،لأن في السنة ما لا يوجد في القرآن على وجه التفصيل، لكن في القرآن ما يدل على وجوب اتباع السنة،وإن لم يكن لها ذكر في القرآن مثل قول الله تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ) (النساء: الآية80) ومثل قول الله تعالى: ( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ ) (الأعراف: الآية158)
فالقرآن دلّ على أن السنة شريعة يجب العمل بها،سواء ذكرت في القرآن أم لا.
.9أن كثرة المسائل سبب للهلاك ولاسيّما في الأمور التي لايمكن الوصول إليها مثل مسائل الغيب كأسماء الله وصفاته، وأحوال يوم القيامة،لاتكثر السؤال فيها فتهلك،وتكون متنطّعاً متعمّقاً.
وأما مايحتاج الناس إليه من المسائل الفقهية فلا حرج من السؤال عنها مع الحاجة لذلك، وأما إذا لم يكن هناك حاجة. فإن كان طالب علم فليسأل وليبحث، لأن طالب العلم مستعدٌ لإفتاء من يستفتيه. أما إذا كان غير طالب علم فلا يكثر السؤال.
.10أن الأمم السابقة هلكوا بكثرة المساءلة، وهلكوا بكثرة الاختلاف على أنبيائهم.
.11التحذير من الاختلاف على الأنبياء، وأن الواجب على المسلم أن يوافق الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأن يعتقدهم أئمة وأنهم عبيد من عباد الله، أكرمهم الله تعالى بالرسالة،وأن خاتمهم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى جميع الناس،وشريعته هي دين الإسلام الذي ارتضاه الله تعالى لعباده،وأن الله لايقبل من أحدٍ ديناً سواه،قال تعالى: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) (آل عمران: الآية19) . والله الموفق.








http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif


للاستماع للحديث
حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=9)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=9)



تم بحمد الله شرح الحديث التاسع


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-02, 20:51
الحديث العاشر



سبب إجابة الدعاء



متن الحديث



عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ : (إِنَّ اللهَ تَعَالَى طَيِّبٌ لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً وَإِنَّ اللهَ أَمَرَ المُؤْمِنِيْنَ بِمَا أَمَرَ بِهِ المُرْسَلِيْنَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ) (المؤمنون: الآية51) ، وَقَالَ: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ) (البقرة: الآية172) ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيْلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاء،ِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ ،وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لذلك)[87] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-12.HTM#_ftn1)
[رواه مسلم:1015].
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
الشرح:





{ إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً } الطيب في ذاته طيب في صفاته وطيب في أفعاله ولا يقبل إلا طيباً في ذاته وطيباً في كسبة. وأما الخبيث في ذاته كالخمر، أو في كسبة كالمكتسب بالربا فإن الله تعالى لا يقبله { وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين } فقال تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُم http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:172]. فأمر الله تعالى للرسل وأمره للمؤمنين واحد أن يأكلوا من الطيبات وأما الخبائث فإنها حرام عليهم لقوله تعالى في وصف الرسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأعراف:157] ثم إن رسول الله ذكر الرجل الذي يأكل الحرام أنه تبعد إجابة دعائه وإن وجدت منه أسباب الإجابة يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء { يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسة حرام وغذي بالحرام فأنّى يستجاب لذلك }




هذا الرجل اتصف بأربع صفات:

الأولى: بأنه يطيل السفر والسفرالإجابة أي إجابة الداعي.
الثانية: أنه أشعث أغبر والله تعالى عند المنكسرة قلوبهم من أجله وهو ينظر إلى عباده يوم عرفه ويقول: { أتوني شعثاً غبراً } وهذا من أسباب الإجابة أيضاً.
الثالثة: أنه يمد يديه إلى السماء ومد اليدين إلى السماء من أسباب الإجابة، فإن الله سبحانه وتعالى يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً.
الرابعة: دعاءه إياه { يا رب يا رب } وهذا يتوسل إلى الله بربوبيته وهو من أسباب الإجابة ولكنه لا تجاب دعوته.. لأن مطعمه حرام، وملبسه حرام وغذي بالحرام فاستبعد النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن تجاب دعوته وقال: { فأنّى يستجاب لذلك }.







http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif





يستفاد من هذا الحديث فوائد:

منها وصف الله تعالى بالطيب ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً.
ومنها تنزيه الله تعالى عن كل نقص.
ومنها أن من الأعمال ما يقبله الله ومنها ما لا يقبله.
ومنها أن الله تعالى أمر عباده الرسل والمرسل إليهم أن يأكلوا من الطيبات وأن يشكروا الله سبحانه وتعالى.
ومنها أن الشكر هو العمل الصالح لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المؤمنون:51] وقال للمؤمنين: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:172] فدل هذا على أن الشكر هو العمل الصالح.
ومنها أن من شرط إجابة الدعاء اجتناب أكل الحرام لقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في الذي مطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام:
{ أنّى يستجاب لذلك }.
ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء كون الإنسان في سفر.
ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء رفع اليدين إلى الله.
ومنها أي من أسباب إجابة الدعاء التوسل إلى الله بالربوبية لأنها هي التي بها الخلق والتدبير.
ومنها أن الرسل مكلفون بالعبادات كما أن المؤمنين مكلفون بذلك.
ومنها وجوب الشكر لله على نعمه لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَاشْكُرُوا لِلَّهِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:172].
ومنها أنه ينبغي بل يجب على الإنسان أن يفعل الأسباب التي يحصل بها مطلوبه ويتجنب الأسباب التي يمتنع بها مطلوبه.







http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif





للاستماع للحديث
حفظ:






http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=10)





http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=10)





تم بحمد الله شرح الحديث العاشر





http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-02, 20:52
الحديث الحادي عشر
اترك ما شككت فيه




متن الحديث

عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ بنِ أبِي طالبٍ سِبْطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَيْحَانَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَفِظْتَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
(دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ)[99] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-13.HTM#_ftn1)
[رواه الترمذي:2520، والنسائي:5711، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح].



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
الشرح:


عن أبي محمد الحسن بن علي سبط رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif وعن أبيه وأمه وهو ابن بنت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif وهو أفضل الحسنين فإن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أثنى عليه وقال: { إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين }، فأصلح الله بين الفئتين المتنازعتين حين تنازل عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان فنال بذلك السيادة.
أن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: {دع ما يريبك إلى ما لا يريبك } يعني اترك الذي ترتاب فيه وتشك فيه إلى الشيء الذي لا تشك فيه، وهذا يشبه الحديث السابق أن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه } فالذي يريبك وتشك فيه سواء كان في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فالأحسن أن ترتاح منه وتدعه حتى لا يكون في نفسك قلق واضطراب فيما فعلت وأتيت.


http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif




فمن فوائد هذا الحديث:
ما دل على لفظه من ترك الإنسان للأشياء التي يرتاب فيها إلى الأشياء التي لا يرتاب فيها، ومنها أن الإنسان مأمور باجتناب ما يدعو إلى القلق.



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
للاستماع للحديث

حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=11)



http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=11)
تم بحمد الله شرح الحديث الحادي عشر
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-02, 20:53
الحديث الثاني عشر


الاشتغال بما يفيد





متن الحديث



عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : (مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ المَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَيَعْنِيْهِ)[102] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-14.HTM#_ftn1)

[حديث حسن، رواه الترمذي:2318 وابن ماجه:3976 ].




http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
الشرح:
هذا الحديث أصل في الأدب والتوجيه السليم
وهو أن الإنسان يترك ما لا يعنيه أي ما لا يهمه وما لا علاقة له به
فإن هذا من حُسن إسلامه ويكون أيضاً راحة له،
لأنه إذا لم يكلف به فيكون راحةً له بلا شك وأريح لنفسه.
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif


فيستفاد من هذا الحديث:
أن الإسلام يتفاوت منه حسن ومنه غير حسن لقوله: { من حسن إسلام المرء }.
ومن فوائد هذا الحديث:
أنه ينبغي للإنسان أن يدع ما لا يعنيه لا في أمور دينه ولا دنياه، لأن ذلك أحفظ لوقته وأسلم لدينه وأيسر لتقصيره لو تدخل في أمور الناس التي لا تعنيه لتعب، ولكنه إذا أعرض عنها ولم يشتغل إلا بما يعنيه صار ذلك طمأنينة وراحة له.
ومن فوائد الحديث:
أن لا يضيع الإنسان ما يعنيه أي ما يهمه من أمور دينه ودنياه بل يعتني به ويشتغل به ويقصد إلى ما هو أقرب إلى تحصيل المقصود.



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
للاستماع للحديث
حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=12)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=12)
تم بحمد الله شرح الحديث الثاني عشر
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-10, 07:17
الاسبوع الخامس


الحديث الثالث عشر


من كمال الإيمان




متن الحديث



عَنْ أَبِيْ حَمْزَة أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ خَادِمِ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: (لاَ يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيْهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)[104] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-15.HTM#_ftn1)
[رواه البخاري:13، ومسلم:45].






http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
الشرح:





{ لا يؤمن } يعني الإيمان الكامل.
قوله: { حتى يُحب لأخيه } أي أخيه المسلم.
{ ما يُحب لنفسه } من أمور الدين والدنيا،





لأن هذا مقتضى الأخوة الإيمانية أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك.




http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif



فيستفاد من هذا الحديث:
أن الإيمان يتفاضل منه كامل، ومنه ناقص وهذا مذهب أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص.
ومن فوائد هذا الحديث:
الحث على محبة الخير للمؤمنين لقوله:
{ حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه }.
ومن فوائد هذا الحديث:
التحذير من أن يحب للمؤمنين ما لا يحب لنفسه لأنه ينقص بذلك إيمانه حتى أن الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif نفى عنه الإيمان، مما يدل على أهمية محبة الإنسان لإخوانه ما يحب لنفسه.
ومن فوائد الحديث:
تقوية الروابط بين المؤمنين.
ومن فوائد هذا الحديث:
أن من اتصف به فإنه لا يمكن أن يعتدي على أحد من المؤمنين في ماله أو في عرضه أو أهله، لأنه لا يحب أن يعتدي أحد عليه بذلك فلا يمكن أن يحب اعتداءه هو على أحد في ذلك.
ومن فوائد الحديث:
أن الأمة الإسلامية يجب أن تكون يداً واحدة وقلباً واحداً وهذا مأخوذ من كون كمال الإيمان أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
ومن فوائد الحديث:
استعمال ما يكون به العطف في أساليب الكلام في قوله: { لأخيه } ولو شاء لقال: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب للمؤمن ما يحب لنفسه ) لكنه قال: { لأخيه } استعطافاً أن يحب للمؤمن ما يحب لنفسه.




http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
للاستماع للحديث
حفظ:



http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=13)



http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=13)



تم بحمد الله شرح الحديث الثالث عشر
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-10, 07:18
الحديث الرابع عشر:

متى يهدر دم المسلم؟




متن الحديث
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : (لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ إِلاَّ بإِحْدَى ثَلاثٍ: الثَّيِّبُ الزَّانِيْ، وَالنَّفْسُ بِالنَّفْسِ، وَالتَّاركُ لِدِيْنِهِ المُفَارِقُ للجمَاعَةِ)[110] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-16.HTM#_ftn1)

[رواه البخاري:6878، ومسلم:1676 ].





http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
الشرح:



هذا الحديث بين فيه الرسول عليه الصلاة والسلام أن دماء المسلمين محترمة وأنها محرمة لا يحل انتهاكها إلا بإحدى ثلاث:
الأول: { الثيّب الزاني } وهو الذي تزوج ثم زنى بعد أن منّ الله عليه بالزواج، فهذا يحل دمه، لأن حده أن يرجم بالحجارة حتى يموت.
الثاني: { النفس بالنفس } وهذا في القصاص لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:178].
الثالث: { التارك لدينه المفارق للجماعة } والمراد به من خرج على الإمام، فإنه يباح قتله حتى يرجع ويتوب إلى الله عزوجل، وهناك أشياء لم تذكر في هذا الحديث مما يحل فيها دم المسلم لكن الرسول عليه الصلاة والسلام كلامه يجمع بعضه من بعض ويكمل بعضه من بعض.



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif


في هذا الحديث فوائد:
منها احترام المسلم وأنه معصوم الدم لقوله: { لا يحل دمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث }


ومنها أنه يحل دمُ المرء بهذه الثلاث { الثيب الزاني } وهو الذي زنى بعد أن منّ الله عليه بالنكاح الصحيح وجامع زوجته فيه ثم يزني بعد ذلك فإنه يرجم حتى يموت.
{ والنفس بالنفس } يعني إذا قتل شخصاً وتمت شروط القصاص فإنه يُقتل به، لقوله تبارك وتعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:178]. وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [المائدة:45]. { والتارك لدينه المفارق للجماعة } وهذا المرتد وإنه إذا ارتد بعد إسلامه حل دمه، لأنه صار غير معصوم الدم.


ومن فوائد هذا الحديث:
وجوب رجم الزاني لقوله: { الثيب الزاني }.
ومن فوائده أيضاً:
جواز القصاص لكن الإنسان مخيّر - أعني من له القصاص - بين أن يقتص أو يعفو إلى الدية أو يعفو مجاناً.
ومن فوائده أيضاً:
وجوب قتل المرتد إذا لم يتب.



http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif
للاستماع للحديث
حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=14)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=14)


تم بحمد الله شرح الحديث الرابع عشر
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com38.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-10, 07:19
الحديث الخامس عشر :
إكرام الضيف





متن الحديث



عَن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرَاً أَو لِيَصْمُتْ، وَمَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ)[122] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-17.HTM#_ftn1)




[رواه البخاري:6018، ومسلم:47 ].



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif



الشرح:



هذا الحديث من الآداب الإسلامية الواجبة:




الأول: إكرام الجار فإن الجار له حق،



قال العلماء: إذا كان الجار مسلماً قريباً فله


ثلاث حقوق: الجوار والإسلام والقرابة،




وإن كان مسلماً غير قريب فله حقان: وإذا كان كافراً غير قريب له حق واحد حق الجوار.



الثاني:وأما الضيف فهو الذي نزل بك وأنت في بلدك وهو مارٌ مسافر، فهو غريب محتاج وأما القول باللسان فإنه من أخطر ما يكون على الإنسان فلهذا كان مما يجب عليه أن يعتني بما يقول فيقول خيراً أو يسكت.




http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif




ففي هذا الحديث من الفوائد



: وجوب إكرام الجار فيكون بكف الأذى عنه وبذل المعروف له، فمن لا يكف الأذى عن جاره فليس بمؤمن،




لقول النبي :



{ والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن }



قالوا من يا رسول الله ؟ قال:



{ من لا يأمن جاره بوائقه }.



ومن فوائد هذا الحديث:



وجوب إكرام الضيف



لقوله عليه الصلاة والسلام




: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه



} ومن إكرامه إحسان ضيافته،
والواجب في الضيافة
يوم وليلةوما بعده فهو تطوع ولا ينبغي لضيف أن يكثر على مضيفه بل يجلس بقدر الضرورة،
فإذا زاد على ثلاثة أيام فليستأذن من مضيفه حتى لا يكلف عليه.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif



ومن فوائد هذا الحديث:





رعاية الإسلام للجوار والضيافة، فهذا يدل على كمال الإسلام وأنه متضمن للقيام بحق الله سبحانه وتعالى وبحق الناس.




ومن فوائد هذا الحديث





: أنه يصح نفي الإيمان لانتفاء كماله لقوله




: { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر}



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif




ونفي الإيمان ينقسم إلى قسمين:





نفي مطلق: ونالإنسان به كافراً كفراً مخرجاً من الملة.





ومطلق نفي: وهذا الذي يكون به الإنسان كافراً في هذه الخصلة التي فرط فيها لكنه معه أصل الإيمان،




وهذا ما عليه أهل السنة والجماعة أن الإنسان قد يجتمعفيه خصال الإيمان وخصال الكفر




http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif





للاستماع للحديث




حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=15)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=15)




تم بحمد الله شرح الحديث الخامس عشر

الماسة الزرقاء
2009-01-17, 07:25
الحديث السادس عشر:
النهي عن الغضب


متن الحديث


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم : أَوصِنِيْ، قَال : لاَ تَغْضَبْ[126] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-18.HTM#_ftn1).


[رواه البخاري:6116]


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif



الشرح:


الوصية هي العهد بالأمر الهام،
وهذا الرجل صبي من النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن يوصيه فقال:


{ لا تغضب } وعدل النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif


عن الوصية بالتقوى التي أوصى الله عز وجل بها هذه الأمة
وأوصى بها الذين أوتوا الكتاب من قبلنا إلى قوله



{ لا تغضب }


لأنه يعلم من حال هذا الرجل والله أعلم أنه كثير الغضب
ولهذا أوصاه بقوله { لا تغضب }
وليس المراد النهي عن الغضب الذي هو طبيعة من طبيعة الإنسان،


ولكن المراد:


املك نفسك عند الغضب بحيث لا تنفذ إلى ما يقتضيه ذلك الغضب،
لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فلهذا تجده
تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وربما يذهب شعوره بسبب
الغضب ويكون أشياء لا يحمد عقباها، وربما يندم ندماً عظيماً
على ما حصل منه،
فلهذا أوصاه النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بهذه الوصية وهي وصية له
ولمن كان حاله مثل حاله.





http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


ما يؤخذ من الحديث:


أنه ينبغي للمفتي والمعلم أن يراعي
حال المستفتي وحال المتعلم
وأن يخاطبه بما تقتضيه حاله، وإن كان لو خاطباً غيره فخاطبه بشيء آخر.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif




للاستماع للحديث



حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=16)





تم بحمد الله شرح الحديث السادس عشر




http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-17, 07:28
الحديث السابع عشر:
الرفق بالحيوان





متن الحديث




عَنْ أَبِي يَعْلَى شَدَّادِ بنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنَّ اللهَ كَتَبَ الإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ. فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا القِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذِّبْحَةَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، وَلْيُرِحْ ذَبِيْحَتَهُ)[130] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-19.HTM#_ftn1)



[رواه مسلم:1955].
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


الشرح:



{ الإحسان } ضد الإساءة وهو معروف.
{ كتب } بمعنى شرع،
وقوله: { على كل شيء } الذي يظهر أنها بمعنى في كل شيء،
يعني أن الإحسان ليس خاصاً في بني آدم بل هو عام في كل شيء
{ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته } وهذا من الإحسان.


وقوله: { إذا قتلتم }
هذا حين القتل من بني آدم أو مما يباح قتله أو يسنُ من الحيوانات من وحوش وغيرها.


وقوله:
{ فأحسنوا القتلة }
أن يسلك أقرب الطرق إلى حصول المقصود بغيرأذية لكن يرد على هذا ما ثبت من رجم الزاني المحصن والجواب عنه


أن قال:
إنه مستثنى من الحديث وإما أن يقال:
المراد { فأحسنوا القتلة }
موافقة الشرع وقتل المحصن بالرجم موافق للشرع.


وأما قوله:
{ فأحسنوا الذبحة }
والمراد به
المذبوح من الحيوان الذي يكون ذبحه ذكاة له مثل الأنعام والصيد وغير ذلك ..
فإن الإنسان يسلك أقرب الطرق التي يحصل بها المقصود الشرعي من الذكاة،
ولهذا قال: { وليحد أحدكم شفرته }
أي سكِّينه، { وليرح ذبيحته } أي يفعل ما به راحتها.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد هذا الحديث:


أن الله سبحانه وتعالى جعل الإحسان في كل شيء حتى إزهاق القتلة،
وذلك بأن يسلك أسهل الطرق لإرهاق الروح ووجوب إحسان الذُبحة كذلك بأن يسلك أقرب الطرق لإزهاق الروح ولكن على الوجه المشروع.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد هذا الحديث:


طلب تفقد آلات الذبح لقوله عليه الصلاة والسلام:
{ وليحد أحدكم شفرته }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد هذا الحديث:


طلب راحة الذبيحة عند الذبح ومن ذلك أن يضجعها برفق دون أن تتعسف في إضجاعها ومن ذلك أيضاً أن يضع رجله على عُنقها ويدع قوائمها الأربعة اليدين والرجلين بدون إمساك،
لأن ذلك أبلغ في إراحتها وحريتها في الحركة،
ولأن ذلك أبلغ في خروج الدم عنها فكان أولى.




http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


للاستماع للحديث


حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=17)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=17)


تم بحمد الله شرح الحديث السابع عشر


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-17, 07:29
الحديث الثامن عشر:
الخلق الحسن



متن الحديث


عَنْ أَبِيْ ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بِنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)[140] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-20.HTM#_ftn1)
[رواه الترمذي:1987، وقال: حديث حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح].


الشرح:
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
قوله:


{ اتق الله }


فعل أمر من التقوى وهو اتخاذ وقاية من عذاب الله بفعل أوامره واجتناب نواهيه
فهذا هو التقوى وهذا هو أحسن حد قيل فيها.


وقوله:


{ اتق الله حيثما كنت }
في أي مكان كنت، فلا تتقي الله في مكان يراك الناس فيه، ولا تتقيه في مكان لا يراك فيه أحد، فإن الله تعالى يراك حيثما كنت فاتقه حيثما كنت.


وقوله:


{ وأتبع السيئة الحسنة }


يعني اعل الحسنة تتبع السيئة، فإذا فعلت سيئة فأتبعها بالحسنة ومن ذلك - أي إتباع السيئة بالحسنة - أن تتوب إلى الله من السيئة فإن التوبة حسنة.



وقوله:


{ تمحها }


يعني الحسنة إذا جاءت بعد السيئة فإنها تمح السيئة ويشهد لهذا قوله تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [هود:114].


وفي هذا الحديث من الفوائد:


حرص النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif على أمته بتوجيههم لما فيه الخير والصلاح،
ومنها وجوب حرص تقوى الله عزوجل في أي مكان كان ومنها وجوب
التقوى في السر والعلن، لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:
{ اتق الله حيثما كنت }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد هذا الحديث:


الإشارة إلى السيئة إذ اتبعها الحسنة إذا اتبعتها الحسنة فإنها تمحوها وتزيلها بالكلية، وهذا عام في كل حسنة وسيئة إذا كانت الحسنة هي التوبة،
لأن التوبة تهدم ما قبلها، أما إذا كانت الحسنة غير التوبة
وهو أن يعمل الإنسان
عملاً سيئاً ثم يعمل عملاً صالحاً فإن هذا يكون بالموازنة فإذا رجح العمل السيئ زالأُره
كما قال تعالى:


http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأنبياء:47]


ثم قال:
{ وخالق الناس بخلق حسن }


عاملهم بالأخلاق الحسنة بالقول والعمل، فإن ذلك خير وهذا الأمر، إما على سبيل الوجوب وإما على سبيل الاستحباب.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


فيستفاد منه:


مشروعية مخالفة الناسب الخلق الحسن وأطلق النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif كيفية المخالفة،
وهي تختلف بحسب أحوال الناس فقد تكون حسنة لشخص،
ولا تكون حسنة لغيره،
والإنسان العاقل يعرف ويزن.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


للاستماع للحديث



حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=18)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=18)


تم بحمد الله شرح الحديث الثامن عشر


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-24, 07:27
الحديث التاسع عشر:
الإيمان بالقضاء والقدر



متن الحديث


عَنْ أَبِي عَبَّاسٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كُنْتُ خَلْفَ النبي صلى الله عليه وسلم يَومَاً فَقَالَ: (يَا غُلاَمُ إِنّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ : احْفَظِ اللهَ يَحفَظك، احْفَظِ اللهَ تَجِدهُ تُجَاهَكَ، إِذَاَ سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَاَ اسْتَعَنتَ فَاسْتَعِن بِاللهِ، وَاعْلَم أَنَّ الأُمّة لو اجْتَمَعَت عَلَى أن يَنفَعُوكَ بِشيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلا بِشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ لَك، وإِن اِجْتَمَعوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضروك إلا بشيءٍ قَد كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفعَت الأَقْلامُ، وَجَفّتِ الصُّحُفُ)[146] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-21.HTM#_ftn1)




[رواه الترمذي:2516 وقال: حديث حسن صحيح].


وفي رواية غير الترمذي:


(اِحفظِ اللهَ تَجٍدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعرِفْكَ في الشّدةِ، وَاعْلَم أن مَا أَخطأكَ لَمْ يَكُن لِيُصيبكَ، وَمَا أَصَابَكَ لَمْ يَكُن لِيُخطِئكَ، وَاعْلَمْ أنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الفَرَجَ مَعَ الكَربِ، وَأَنَّ مَعَ العُسرِ يُسراً)[147] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-21.HTM#_ftn2)






الشرح:







قوله:
( كنت خلف النبي ) يحتمل أنه راكب معه، ويحتمل أنه يمشي خلفه، وأياً كان فالمهم أنه وصاه بهذه الوصايا العظيمة.


قال:
{ إني أعلمك كلمات }
قال ذلك من أجل أن ينتبه لها.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة الأولى: قوله:


{ احفظ الله يحفظك } هذه كلمة { احفظ الله } يعني احفظ حدوده وشريعته بفعل أوامره واجتناب نواهيه يحفظك في دينك وأهلك ومالك ونفسك، لأن الله سبحانه وتعالى يجزي المحسنين بإحسانهم.


وعُلم من هذا أن من لم يحفظ الله فإنه لا يستحق أن يحفظه الله عزوجل، وفي هذا الترغيب على حفظ حدودالله عزوجل.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة الثانية: قال:
{ احفظ الله تجده اتجاهك }
ونقول في قوله: { احفظ الله } كما قلنا في الأولى،
ومعنى { تجده اتجاهك } أي تجده أمامك يدلك على كل خير ويقربك إليه ويهديك إليه.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة الثالثة: قوله:


{ إذا سألت فاسأل الله } إذا سألت حاجة فلا تسأل إلا الله عزوجل ولا تسأل المخلوق شيئاً، وإذاقُدر أنك سألت المخلوق ما يقدر عليه، فاعلم أنه سبب من الأسباب وأن المسبب هو الله عز وجل فاعتمد على الله تعالى.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة الرابعة: قوله:
{ وإذا استعنت فاستعن بالله }
فإذا أردت العون وطلبت العون من أحد فلا تطلب إلا من الله، لأنه هو الذي بيده ملكوت السماوات والأرض وهو يعينك إذا شاء، وإذا أخلصت الاستعانة وتوكلت عليه أعانك، وإذا استعنت بمخلوقٍ فيما قدر عليه فاعتقد أن سبب وأن الله هو الذي سخره لك.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة الخامسة: قوله:


{ واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك }
الأمة كلها من أولها إلى آخرها لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وعلى هذا فإن نفع الخلق الذي يأتي للإنسان فهو من الله في الحقيقة، لأنه هو الذي كتبه له وهذا حث لنا على أن نعتمد على الله تعالى ونعلم أن الأمة لا يجلبون لنا خيراً إلا بإذن الله عزوجل.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة السادسة:
{ وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك }
وعلى هذا فإن نالك ضرر من أحد فاعلم أن الله قد كتبه عليك فارض بقضاء الله وبقدره ولا حرج أن تحاول أن تدفع الضر عنك لأن الله تعالى قال: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:40].


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الكلمة السابعة:
{ رفعت الأقلام وجفت الصحف }


يعني أن ما كتبه الله تعالى قد انتهى فالأقلام رفعت والصحف جفت ولا تبديل لكلمات الله.


رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح،
وفي رواية غير الترمذي:


{ احفظ الله تجده أمامك } وهذا بمعنى: { احفظ الله تجده اتجاهك }.

{ تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة }
يعني قم بحق الله عزوجل في حال الرخاء، وفي حال الصحة، وفي حال الغنى
{ يعرفك في الشدة }
إذا زالت عنك الصحة وزال عنك الغنى واحتجت إلى الله عرفك بما سبق لك، أو بما سبق من فعل الخير الذي تعرفت به إلى الله عزوجل.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
{ واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك }


يعني أن ما قدر الله تعالى أن يصيبك فإنه لا يخطئك، بلا لابد أن يقع، لأن الله قدره.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
وأن ما كتب الله أن يخطئك رفعه عنك فلن يصيبك أبداً فالأمر كله بيد الله وهذا يؤدي إلى أن يعتمد الإنسان على ربه اعتماداً كاملاً
ثم قال:
{ واعلم أن النصر مع الصبر }
فهذه الجملة فيها الحث على الصبر، لأنه إذا كان النصر مع الصبر فإن الإنسان يصبر من أجل أن ينال الصبر.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
وقوله:
{ وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً }
الفرج انكشاف الشدة والكرب الشديد جمعه كروب كمال قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشرح:5-6].


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
في حديث عبدالله بن عباس رضي الله عنها فوائد:


من فوائده:
ملاطفة النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif لمن هو دونه حيث قال:
{ يا غلام إني أعلمك كلمات }.


ومن فوائده:
أنه ينبغي لمن ألقى كلاماً ذا أهمية أن يقدم له ما يوجب لفت الانتباه حيث قال: {يا غلام إني أعلمك كلمات }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد الحديث:
أن من حفظ الله حفظه لقوله:
{ احفظ الله يحفظك }
وسبق معنى احفظ الله يحفظك.


ومن فوائد الحديث:
أن من أضاع الله - أي أضَاع دين الله - فإن الله يضيعه ولا يحفظه قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحشر:19].


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد هذا الحديث:


أن من حفظ الله عز وجل هداه ودله على ما فيه الخير، وأن من لازم حفظ الله له أن يمنع عنه الشر إذ قوله:
{ احفظ الله تجده تجاهك } كقوله في اللفظ الآخر: { تجده أمامك }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد هذا الحديث:
أن الإنسان إذا احتاج إلى معونة فليستعن بالله ولكن لا مانع أن يستعين بغيرالله ممن يمكنه أن يعينه لقوله النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:
{ وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد الحديث:


أن الأمة لن تستطيع أن ينفعوا أحداً إلا إذا كان الله قد كتبه له ولن يستطيعوا أن يضروا أحداً إلا أن يكون الله تعالى قد كتب ذلك عليه.
أنه يجب على المرء أن يكون معلقاً رجاؤه بالله عزوجل وأن لا يلتفت إلى المخلوقين فإن المخلوقين لا يملكون له ضراً ولا نفعاً.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


ومن فوائد هذا الحديث:


أن كل شيء مكتوب منتهى منه، فقد ثبت عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن الله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائد الحديث:


في الرواية الأخرى
أن الإنسان إذا تعرف إلى الله بطاعته في الصحة والرخاء، عرفه الله تعالى في حال الشدة فلطف به وأعانه وأزال شدته.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


ومن فوائده:


أن الإنسان إذا كان قد كتب الله عليه شيئاً فإنه لا يخطئه، وأن الله إذا لم يكتب عليه شيء فإنه لا يصيبه.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


ومن فوائد هذا الحديث:


البشارة العظيمة للصابرين وأن النصر مقارن للصبر.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ومن فوائده:


البشارة العظيم أيضاً بأن تفريج الكربات وإزالة الشدات مقرون بالكرب فكلما كرب الإنسان الأمر فرج الله عنه.


ومن فوائده أيضاً:


البشارة العظيمة أن
الإنسان إذا أصابه العسر فلينتظر اليسر وقد ذكر الله تعالى ذلك في القران فقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشرح:5-6]
فإذا عسرت بك الأمور فالتجئ إلى الله عز وجل منتظراً تيسيره مصدقاً بوعده.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
للاستماع للحديث


حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=19)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=19)


تم بحمد الله شرح الحديث التاسع عشر


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-24, 07:28
الحديث العشرون:
الحياء من الإيمان


متن الحديث



عَنْ أَبيْ مَسْعُوْدٍ عُقبَة بنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ البَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ مِمَّا أَدرَكَ النَاسُ مِن كَلاَمِ النُّبُوَّةِ الأُولَى إِذا لَم تَستَحْيِ فاصْنَعْ مَا شِئتَ)[149] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-22.HTM#_ftn1)

[رواه البخاري:3483].




http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
الشرح:


قال في الأربعين النووية:


الحديث العشرون عن أبي مسعود عقبة بن عمروالأنصاري البدري http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:


{ إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى، إذا لم تستح فاصنع ما شئت }
يعني أن من بقايا النبوة الأولى التي كانت في الأمم السابقة.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
وأقرتها هذه الشريعة
{ إذا لم تستح فاصنع ما شئت } يعني إذا لم تفعل فعلاً يستحى منه فاصنع ما شئت هذا أحد وجهين،
أي ففعله في المعنى الثاني أن الإنسان إذا لم يستح يصنع ما شاء ولا يبالي وكلا المعنين صحيح.




http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
يستفاد من هذا الحديث:


أن الحياء من
الأشياء التي جاءت بها الشرائع السابقة،
وأن الإنسان ينبغي له أن يكون صريحاً، فإذا كان الشيء
لا يستحى منه فليفعله وهذا الإطلاق مقيد بما إذا كان في فعله مفسدة فإنه يمتنع الفعل خوفاً من هذه المفسدة.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
للاستماع للحديث


حفظ:


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=20)


http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=20)



تم بحمد الله شرح الحديث العشرون


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الماسة الزرقاء
2009-01-24, 07:29
الحديث الحادي والعشرون:
الاستقامه بالإسلام


متن الحديث

عَنِ أَبيْ عَمْرٍو، وَقِيْلَ،أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَارَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ؟ قَالَ: "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ"[152] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-23.HTM#_ftn1).

[رواه مسلم:38].


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الشرح:




الحديث الحادي والعشرون من الأربعين النووية
عن أبي عمرو وقيل:
أبي عمرة سفيان بن عبدالله الثقفي http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال:

قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال:

{ قل آمنت بالله ثم استقم } يعني قولاً يكون جامعاً واضحاً بيّناً لا أسأل أحداً غيرك فيه،
فقال له النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { قل آمنت بالله ثم استقم }

آمنت بالله هذا بالقلب، والاستقامة تكون بالعمل،
فأعطاه النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif كلمتين تتضمنان الدين كله فآمنت بالله يشمل إيماناً بكل ما أخبر الله به عزوجل عن نفسه وعن اليوم الآخر وعن رسله وعن كل ما أرسل به،
وتتضمن أيضاً الانقياد
ولهذا قال:
{ ثم استقم }

وهو مبني على الإيمان ومن ثم أتي بـ { ثم }

الدالة على الترتيب والاستقامة ولزوم الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، ومتى بنى الإنسان حياته على هاتين الكلمتين فهو
سعيد في الدنيا وفي الآخرة.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


في هذا الحديث من فوائد:

حرص الصحابة رضي الله عنهم على السؤال عما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

ومنها عقل أبي عمرو أو أبي عمرة،
حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي في النهاية ويستغني عن سؤال أي أحد،
حيث قال: { قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك }.

ومنها أنه أجمع وصية وأنفع وصية ما تضمنه هذا الحديث، الإيمان بالله ثم الاستقامةعلى ذلك بقوله:
{ آمنت بالله ثم استقم }.

http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


ومن فوائد هذا الحديث:

أن الإيمان بالله لا يكفي عن الاستقامة،
بل لا بد من إيمان بالله واستقامة على دينه.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif


ومن فوائد هذا الحديث:

أن الدين الإسلامي مبني على هذين الأمرين،
الإيمان ومحله القلب ،والاستقامة ومحلها الجوارح،
وإن كان للقلب منها نصيب لكن الأصل أنها في الجوارح.

والله أعلم
http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
للاستماع للحديث


حفظ:

http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=21)

http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=21)

تم بحمد الله شرح الحديث الحادي والعشرون


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

أبو مسلم
2009-01-30, 21:20
الحديث الثاني والعشرون:



الطريق إلى الجنة



عَنْ أَبيْ عَبْدِ اللهِ جَابِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: "أَرَأَيتَ إِذا صَلَّيْتُ المَكْتُوبَاتِ، وَصُمْتُ رَمَضانَ، وَأَحلَلتُ الحَلاَلَ، وَحَرَّمْتُ الحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلى ذَلِكَ شَيئاً أَدخُلُ الجَنَّة ؟ قَالَ: نَعَمْ"[153] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-24.HTM#_ftn1) رواه مسلم
[رواه مسلم:15].
http://alzezavon.jeeran.com/Ex2.gif

الشرح



قال النووي: ( ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته... ومعنى الحلال: فعلته معتقداً حله ).
قال الشيخ رحمه الله:
الحديث الثاني والعشرون: عن أبي عبدالله جابر بن عبدالله الأنصاري رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( أرأيت ) بمعني: أخبرني.
( أرأيت إذا صليت المكتوبات ) بمعنى الفرائض، وهي الفرائض الخمس والجمعة.
( وصمت رمضان ) وهو الشهر الذي بين شعبان وشوال.
( وأحللت الحلال ) أي فعلته معتقداً حله.
( وحرمت الحرام ) أي اجتنبته معتقداً تحريمه.
( ولم أزد على ذلك، أأدخل الجنة؟ قال: { نعم } [رواه مسلم] ).
في هذا الحديث يسأل الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى المكتوبات وصام رمضان وأحل الحلال وحرم الحرام ولم يزد على ذلك شيئاً هل يدخل الجنة ؟ قال: { نعم }.
وهذا الحديث لم يذكر فيه الزكاة ولم يذكر فيه الحج، فإما أن يقال: إن ذلك داخلاً في قوله: ( حرمت الحرام ) لأن ترك الحج حرام وترك الزكاة حرام.
ويمكن أن يقال: أما بالنسبة للحج فربما يكون هذا الحديث قبل فرضه، وأما بالنسبة للزكاة فلعل النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif علم من حال هذا الرجل أنه فقير وليس من أهل الزكاة فخاطبه على قدر حاله.
في هذا الحديث من الفوائد: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif.
وفيه: أن الغاية من هذه الحياة هي دخول الجنة.
وفيه أيضاً: أهمية الصلوات المكتوبات، وأنها سبب لدخول الجنة مع باقي ما ذكر في الحديث.
وفيه أيضاً: أهمية الصيام، وفيه وجوب إحلال الحلال وتحريم الحرام، أي أن يفعل الإنسان الحلال معتقداً حله وأن يتجنب الحرام معتقداً تحريمه، ولكن الحلال يخير فيه الإنسان إن شاء فعله وإن شاء لم يفعله، أما الحرام فلا بد أن يتجنبه ولا بد أن يصطحب هذا اعتقاداً. تفعل الحلال معتقداً حله، والحرام تجتنبه معتقداً تحريمه.
ومن فوائد هذا الحديث: أن السؤال معادٌ في الجواب فإن قوله: { نعم } يعني تدخل الجنة.
قال النووي رحمه الله: ( ومعنى حرمت الحرام: اجتنبته ) وينبغي أن يقال: ( اجتنبته معتقداً تحريمه )
والله أعلم.


للاستماع للحديث


استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=22)



حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=22)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=22)


تم بحمد الله شرح الحديث

أبو مسلم
2009-01-30, 21:22
الحديث الثالث والعشرون:



جوامع الخير

عَنْ أَبِي مَالِكٍ الحَارِثِ بنِ عَاصِم الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:)الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيْمَانِ، والحَمْدُ للهِ تَمْلأُ الميزانَ، وسُبْحَانَ اللهِ والحَمْدُ للهِ تَمْلآنِ - أَو تَمْلأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ، وَالصَّلاةُ نُورٌ، والصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَو عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَو مُوبِقُهَا( [157] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-25.HTM#_ftn1)رواه مسلم.
[رواه مسلم:223].


http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

الشرح

عن أبي مالك - الحارث بن عاصم - الأشعري http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { الطهور شطر الإيمان } بضم الطاء يعني الطهارة.
شطر الإيمان أي نصفه وذلك أن الإيمان تخلي وتحلي، أما التخلي فهو التخلي عن الإشراك، لأن الشرك بالله نجاسة كما قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [التوبة:28].
فلهذا كان الطهور شطر الإيمان، وقيل: إن معناه أن الطهور للصلاة شطر الإيمان، لأن الصلاة إيمان ولا تتم إلا بطهور... لكن المعنى الأول أحسن وأعم.
وقال: { والحمد لله تملأ الميزان } الحمد لله تعني: وصف الله تعالى بالمحامد والكمالات الذاتية والفعلية، { تملأ الميزان } أي ميزان الأعمال لأنها عظيمة عند الله عزوجل ولهذا قال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم }.
وقال: { سبحان الله والحمد لله } يعني الجمع بينهما { تملأ } أو قال: { تملان ما بين السماء والأرض } وذلك لعظمهما ولاشتمالهما على تنزيه الله تعالى عن كل نقص، وعلى إثبات الكمال لله عزوجل، ففي التسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وفي الحمد وصف الله تعالى بكل كمال، فلهذا كانتا تملان ما بين السماء والأرض.
ثم قال: { والصلاة نور } يعني: أن الصلاة نور في القلب وإذا استنار القلب استنار الوجه، وهي كذلك نور يوم القيامة قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ ... http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحديد:12]. وهي أيضاً نور بالنسبة للاهتداء والعلم وغير ذلك من كلما فيه النور.
وقال: { والصدقة برهان } أي دليل على صدق صاحبها، وأنه يحب التقرب إلى الله وذلك لأن المال محبوب إلى النفوس ولا يصرف المحبوب إلا في محبوب أشد منه حباً وكل إنسان يبذل المحبوب من أجل الثواب المرتجى وهو برهان على صحة إيمانه وقوة يقينه.
قال: { والصبر ضياء } الصبر أقسامه ثلاثة: صبر على طاعة الله، وصبر على معصية الله، وصبر على أقدار الله.
وقال: { ضياء } نوراً مع حرارة كما قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُوراً http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يونس:5].
والشمس فيها النور والحرارة، والصبر كذلك لأنه شاق على النفس فهو يعاني كما يعاني الإنسان من الحرارة ومن الحار.
وقال أيضاً: { والقرآن حجة لك أو عليك } والقرآن حجة لك، أي عند الله عزوجل أو حجة عليك ...
فإن عملت به كان حجة لك، وإن أعرضت عنه كان حجة عليك، ثم بين النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن كل الناس يغدون، أي يذهبون الصباح إلي أعمالهم.
وقال: { فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها } كل الناس يغدون ويكدحون ويتعبون أنفسهم، فمنهم من يعتق نفسه ومنم من يوبقها أي يهلكها بحسب عمله، فإن عمل بطاعة الله واستقام على شريعته فقد اعتق نفسه، أي: حررها من رق الشيطان.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif
ففي الحديث فوائد:
1 - الحث على الطهور وبيان منزلته من الدين، وأنه شطر الإيمان.
2 - الحث على حمد الله وتسبيحه، وأن ذلك يملأ الميزان، وأن الجمع بين التسبيح والحمد يملأ ما بين السماء والأرض.
3 - الحث على الصلاة، وأنها نور يتفرع على هذه الفائدة أنها تفتح للإنسان باب العلم والفقه.
4 - الحث على الصدقة، وبيان أنها برهان، ودليل عل صدق إيمان صاحبها.
5 - الحث على الصبر وأنه ضياء وأنه يحصل منه مشقة على الإنسان كما تحصل المشقة بالحرارة.
6 - أن القرآن حجة للإنسان أوعليه، وليس هناك واسطة بحيث لا يكون حجة للإنسان أو حجة عليه، بل إما كذا وإما كذا، فنسأل الله أن يجعله حجة لنا نافعاً لنا.
ومن فوائد الحديث: أن كل الناس لا بد أن يعملوا لقوله: { كل الناس يغدو } وثبت عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه قال: { أصدق الأسماء حارث وهمام } لأن كل إنسان حارث وهمام.

ومن فوائد الحديث: أن العامل إما أن يعتق نفسه وإما أن يوبقها، فإن عمل بطاعة الله واجتنب معصيته فقد أعتق نفسه وحررها من رق الشيطان وإن كان الأمر بالعكس فقد أوبقها، أي أهلكها.

ومن فوائد الحديث: أن الحرية حقيقة هي: القيام بطاعة الله وليست إطلاق الإنسان نفسه ليعمل كل شيء أراده، قال ابن القيم رحمه الله في النونية:

هربوا من الرق الذي خلقوا له *** وبلوا برق النفس والشيطان
فكل إنسان يفر من عبادة الله، فإنه سيبقى في رق الشيطان ويكون عابدا للشيطان.



http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

للاستماع للحديث

استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=23)

حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=23)

http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=23)

تم بحمد الله شرح الحديث

http://www.w6w.net/album/35/w6w_w6w_2005042416374270ca73f9.gif

أبو مسلم
2009-01-30, 21:26
الحديث الرابع والعشرون:




من فضل الله على الناس

عَنْ أَبي ذرٍّ الغِفَارْي رضي الله عنه عَن النبي صلى الله عليه وسلم فيمَا يَرْويه عَنْ رَبِِّهِ عزَّ وجل أَنَّهُ قَالَ: (يَا عِبَادِيْ إِنِّيْ حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِيْ وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمَاً فَلا تَظَالَمُوْا، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ فَاسْتَهْدُوْنِي أَهْدِكُمْ، يَاعِبَادِيْ كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلاَّ مَنْ أَطْعَمْتُهُ فاَسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِيْ كُلُّكُمْ عَارٍ إِلاَّ مَنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوْنِيْ أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ تُخْطِئُوْنَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوْبَ جَمِيْعَاً فَاسْتَغْفِرُوْنِيْ أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِيْ إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوْا ضَرِّيْ فَتَضُرُّوْنِيْ وَلَنْ تَبْلُغُوْا نَفْعِيْ فَتَنْفَعُوْنِيْ، يَاعِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فَيْ مُلْكِيْ شَيْئَاً. يَا عِبَادِيْ لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوْا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِيْ شَيْئَاً، يَا عِبَادِيْ لَوْ أنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوْا فِيْ صَعِيْدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُوْنِيْ فَأَعْطَيْتُ كُلَّ وَاحِدٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِيْ إِلاَّ كَمَا يَنْقُصُ المِخْيَطُ إَذَا أُدْخِلَ البَحْرَ، يَا عِبَادِيْ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيْهَا لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيْكُمْ إِيَّاهَا فَمَنْ وَجَدَ خَيْرَاً فَليَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَفَلاَ يَلُوْمَنَّ إِلاَّ نَفْسَهُ)[165] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-26.HTM#_ftn1) رواه مسلم.
[رواه مسلم:2577].




http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif







الشرح





عن أبي ذر الغفاري http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif واله وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل وهذا الحديث وأشباهه يسمى الحديث القدسي، لأنه يرويه النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن الله عز وجل قال: { يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما } فبين الله عز وجل في هذا الحديث أنه حرم الظلم على نفسه فلا يظلم أحداً لا بزيادة سيئة ولا بنقص حسنة كما قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [طه:112].

{ وجعلته بينكم محرماً } أي جعلت الظلم بينكم محرماً، فيحرم عليكم أن يظلم بعضكم بعضاً، ولهذا قال: { فلا تظالموا } والفاء للتفريع على ما سبق { يا عبادي، كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم } العباد كلهم ضال في العلم وفي العمل إلا من هداه الله عزوجل وإذا كان الأمر كذلك فالواجب طلب الهداية من الله، ولهذا قال: { فاستهدوني أهدكم } أي اطلبوا مني أهدكم، والهداية هنا تشمل هداية العلم وهداية التوفيق، { يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم }، وهذه كالتي قبلها بين سبحانه وتعالى أن العباد كلهم جياع إلا من أطعمه الله ثم يطلب من عباده أن يستطعموه ليطعمهم، وذلك لأن الذي يخرج الزرع ويدر الضرع هو سبحانه وتعالى كما قال سبحانه وتعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ* أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ *لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الواقعة:63-65] ثم المال الذي يحصل بهالحرث هو لله عزوجل.
{ يا عبادي كلكم عار } أي قد بدت عورته إلا من كساه الله ويسر له الكسوة، ولهذا قال: { إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم }اطلبوا مني الكسوة أكسكم، لأن كسوة بني ادم مما أخرجه الله تعالى من الأرض، ولو شاء الله تعالى لم يتيسر ذلك.
{ يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفر لكم } وهذا كقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في الحديث الصحيح: { كل ابن ادم خطاء وخير الخطائين التوابون } فالناس يخطئون ليلاً ونهاراً أي يرتكبون الخطأ وهو مخالفة أمر الله ورسوله بفعل المحذور أو ترك المأمور، ولكن هذا الخطأ له دواء – ولله الحمد – وهو قوله: { فاستغفروني أغفر لكم } أي اطلبوا مغفرتي أغفر لكم، والمغفرة: ستر الذنب مع التجاوز عنه.
{ يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني } لأن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين ولو كفر كل أهل الأرض فلن يضروا الله شيئاً، ولو آمن كل أهل الأرضلن ينفعوا الله شيئاً، لأنه غني بذاته عن جميع مخلوقاته.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا } لأن طاعة الطائع إنما تنفع الطائع نفسه أما الله عزوجل فلا ينتفع بها لأنه غني عنها، فلو كان الناس كلهم على أتقى قلب رجل واحد ما زاد ذلك ملك الله شيئاً.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لأن الله غني عنا، فلو كان الناس والجن على أفجر قلب رجل مانقص ذلك من ملك الله شيئاً.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر } وذلك لكمال جوده وكرمه وسعة ما عنده، فإنه لو أعطى كل إنسان مسألته لم ينقصه شيئاً، وقوله: { إلا كما ينقص المخيط إذا دخل البحر } وهذا من باب تأكيد عدم النقص، لأنه من المعلوم أن المخيط إذا دخل في البحر ثم نزع منه فإنه لا ينقص البحر شيئاً لأن البلل الذي لحق هذا المخيط ليس بشيء.

{ يا عبادي إنما أعمالكم أحصيها لكم } أي أعدها لكم وتكتب على الإنسان [ ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه } ومع هذا فإنه سبحانه يجزي الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو ويصفح فيما دون الشرك والله أعلم.







وهذا حديث عظيم حديث أبي ذر الغفاري http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif فيما يرويه عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن ربه تبارك وتعالى أنه قال: { إني حرمت الظلم على نفسي } وقد شرحه شيخ الإسلام رحمه الله في رسالة جيدة كما شرحه ابن رجب ضمن الأحاديث الأربعين النووية.





********

http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif


وفيه من الفوائد:






رواية النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن ربه وهو ما يسميه أهل العلم بالحديث القدسي.


ومن فوائده: أن الله عزوجل حرم الظلم عل نفسه لكمال عدله جل وعلا، فهو قادر على أن يظلم، قادر على أن يبخس المحسن من حسناته وأن يضيف إلى المسيء أكثر من سيئاته ولكنه لكمال عدله حرم ذلك على نفسه جل وعلا.
ومن فوائده: أن الظلم بيننا محرم وقد بين الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه يكون في الدماء والأموال والأعراض قال عليه الصلاة والسلام في مِنى يوم { إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الأصل في الإنسان الضلال والجهل بقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:78] وقوله في هذا الحديث: { يا عبادي كلكم ضال إلامن هديته فاستهدوني أهدكم }. والأصل فيه أيضاً الغي والظلم.
ومن فوائده: وجوب طلب الهداية من الله لقوله تعالى في الحديث { استهدوني أهدكم }.
ومن فوائد الحديث: أن الإنسان بل كل العباد جائعون مضطرون إلى الطعام إلا من أطعمه الله عزوجل , ويترتب على هذهالفائدة سؤال الإنسان ربه واستغناؤه بسؤال الله عن سؤال عباد الله , ولهذا قال - فاستطعموني أطعمكم - .
ومن فوائد هذا الحديث: أن العباد عراة إلا من كساه الله عزوجل ويسر له الكسوة وسهلها له، ولهذا قال: { فاستكسوني أكسكم } أي اطلبوا مني الكسوة أكسيكم، وإنما ذكر الله عز وجل العري بعد ذكر الطعام، لأن الطعام كسوة الداخل واللباس كسوة الظاهر.
ومن فوائد هذا الحديث: أن بني آدم خطاء يخطئون كثيراً في الليل والنهار، ولكن هذا الخطأ يقابله مغفرة الله عز وجل لكل ذنب، وأن الله يغفر الذنوب جميعاً، كما قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:53]، ويترتب على هذا أن الإنسان يعرف قدر نفسه، فكلما أخطأ استغفر الله عز وجل.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الذنوب مهما كثرت فإن الله تعالى يغفرها إذا استغفر الله الإنسان ربه، لقوله تعالى في الحديث القدسي: { وأنا أغفر الذنوب جميعاً فاستغفروني أغفرلكم } وقوله: { يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولنتبلغوا نفعي فتنفعوني } وذلك لأن الله سبحانه وتعالى مستغن عن جميع خلقه، ومن أسمائه العزيز وهو الذي عز أن يناله ضرر، وكذلك هو الغني الحميد فلا حاجة إلى أن يسعى أحد لنفعه ولن يبلغ أحد ضرره لكمال غناه جل وعلا.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لكمال غناه عزوجل فلو كان الناس كلهم من إنس وجن على أتقى قلب رجل فأن ذلك لا يزيد من ملك الله شيئاًً.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك في ملكي شيئاً } وذلك لكمال غناه فلا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين والمقصود من هاتين الجملتين: الحث على طاعة الله عز وجل والبعد عن معصيته.
{ يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنكسم وجنكم قاموا على صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر } وذلك لكمال غناه جل وعلا وسعته، فيستفاد من هذه الجملة: أن الله سبحانه وتعالى واسع الغنى والكرم وقوله: { إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر } سبق لنا أن المقصود بذلك المبالغة في أن ذلك لا ينقص من الله شيئاً.
وقوله: { يا عبادي إنما أعمالكم ...} الخ فيستفاد منها الحث على العمل الصالح حتى يجد الإنسان الخير.
ومن فوائده أيضاً: أن الله سبحانه وتعالى لا يظلم الناس شيئاً.
ومن فوائده: أن العاصي سوف يلوم نفسه إذا كان في وقت لا ينفعه اللوم ولا الندم لقوله: { ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه }.


http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif







للاستماع للحديث





استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=24)





حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=24)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=24)





تم بحمد الله شرح الحديث


http://home.no.net/anyas/anyaflower312.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-07, 07:23
الحديث الخامس والعشرون:



فضل الذكر
عَنْ أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَيضَاً أَنَّ أُنَاسَاً مِنْ أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالوا للنَّبي صلى الله عليه وسلم يَارَسُولَ الله: ذَهَبَ أَهلُ الدثورِ بِالأُجورِ، يُصَلُّوْنَ كَمَا نُصَلِّيْ، وَيَصُوْمُوْنَ كَمَا نَصُوْمُ، وَيَتَصَدَّقُوْنَ بفُضُوْلِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: (أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُوْنَ؟ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيْحَةٍ صَدَقَة.وَكُلِّ تَكْبِيْرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمَيْدَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَهْلِيْلَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بالِمَعْرُوْفٍ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ مُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِيْ بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ قَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ أَيَأْتِيْ أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُوْنُ لَهُ فِيْهَا أَجْرٌ؟ قَالَ:أَرَأَيْتُمْ لَوْ وَضَعَهَا فَيْ حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ وِزْرٌ؟ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَا فَي الحَلالِ كَانَ لَهُ أَجْرٌ)[174] (http://ebook/BINOTHAIMEEN_COM-27.HTM#_ftn1) رَوَاهُ مُسْلِمٌ


[رواه مسلم:1006].






http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

الشرح




يعني بالإضافة إلى الحديث السابق القدسي أن أناساً من أصحاب رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قالوا للنبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { يا رسول الله } وهؤلاء فقراء، قالوا: { يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور } يعني أهل الأموال ذهبوا بالأجور، يعني اختصموا بها.
{ يُصلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون بفضول أموالهم } فهم شاركوا الفقراء في الصلاة والصوم وفضولهم في الصدقة.
قال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون... } إلخ.
لما اشتكى الفقراء إلى رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه ذهب أهل الدثور بالأجور يصلون كما يصلون ويصومون كما يصومون ويتصدقون بفضول أموالهم يعني والفقراء لا يتصدقون. بيّن لهم النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif الصدقة التي يطيقونها فقال: { أوليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به، إن لكم بكل تسبيحة صدقة } يعني أن يقول الإنسان سبحان الله صدقة { وبكل تكبيره صدقة } يعني إذا قال: ( الله أكبر ) فهذه صدقة { وكل تحميده صدقة } يعني إذا قال: ( الحمد لله ) فهذه صدقة { وكل تهليلة صدقة } يعني إذا قال: ( لا إله إلا الله ) فهذه صدقة { وأمر بالمعروف } يعني إذا أمر شخصاً أن يفعل طاعة فهذه صدقة { ونهي عن منكر } يعني إذا نهى شخصاً عن منكر فإن ذلك صدقة { وفي بضع أحدكم صدقة } يعني إذا أتى الرجل زوجته فإن ذلك صدقة وكل له فيها أجر ذكروا ذلك لتقرير قوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { وفي بضع أحدكم صدقة } وليس للشك في هذا، لأنهم يعلمون أن ما قاله النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فهو حق لكن أرادوا أن يقرروا ذلك فقالوا: يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ ونظير ذلك قول زكريا عليه السلام: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [آل عمران:40] ... أراد أن يقرر ذلك ويثبته مع أنه مصدق به.
قال: { أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ } والجواب: نعم يكون عليه وزر قال: { فكذلك إذا وضعها في حلال كان له أجر } وهذا القياس سمونه قياس العكس يعني كما أن عليه وزراً في الحرام يكون له أجراً في الحلال فقال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif { فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر }.



في هذا الحديث من الفوائد:



حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات.
ينبغي للإنسان إذا ذكر شيئاً أن يذكر وجهه لأن الصحابة رضي الله عنهم لما قالوا: ( ذهب أهل الدثور بالأجور ) بيّنوا وجه ذلك فقالوا: ( يصلون كما نصلي... ) إلخ.
أن كل قول يقرب إلى الله تعالى فهو صدقة كالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكله صدقة.
الترغيب في الإكثار من هذه الأذكار، لأن كل كلمة منه تعتبر صدقة تقرب المرء إلى الله عزوجل.
أن الاكتفاء بالحلال والحرام يجعل الحلال قربة وصدقة لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { وفي بضع أحدكم صدقة }.
جواز الاستثبات في الخبر ولو كان صادراً من صادق لقولهم: ( أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ ).
حسن تعليم الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بإيراد كلامه على سبيل الاستفهام حتى يقنع المخاطب بذلك ويطمئن قلبه، وهذا قوله عليه الصلاة والسلام حين سئل عن بيع الرطب بالتمر: { أينقص إذا جف؟ } قالوا: نعم، فنهى عن ذلك.



للاستماع للحديث
استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=25)



حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=25)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=25)



تم بحمد الله شرح الحديث
http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-07, 07:24
الحديث السادس والعشرون:

كثرة طرق الخير

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { كل سُلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل فى دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعة صدقة، والكلمة الطيبة صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة، وتميط الأذي عن الطريق صدقة }.
[رواه البخاري:2989، ومسلم:1009].

http://www.al-wed.com/pic-vb/1003.gif
الشرح

عن أبي هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { كل سُلامى من الناس صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس } كل سُلامى أي كل عضو ومفصل من الناس عليه صدقة { كل يوم تطلع فيه الشمس } أي صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس فقوله{ كل سُلامى } مبتدأ و { عليه صدقة } جملة خبر المبتدأ { وكل يوم } ظرف، والمعنى أنه كلما جاء يوم صار على كل مفصل من مفاصل الإنسان صدقة يؤديها شكراً لله تعالى على نعمة العافية وعلى البقاء ولكن هذه الصدقة ليست صدقة المال فقط بل هي أنواع.
{ تعدل بين اثنين صدقة } أي تجد اثنين متخاصمين فتحكم بينهما بالعدل فهذه صدقة وهي أفضل الصدقات لقوله تبارك وتعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ... http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:114]
{ وتعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة } وهذا أيضاً من الصدقات أن تُعين أخاك المسلم في دابته إما أن تحمله عليها إن كان لا يستطيع أن يحمل نفسه أو ترفع له على دابته متاعه يعني - عفشه - هذا أيضاً لأنها إحسان والله يحب المحسنين.
{ والكلمة الطيبة صدقة } الكلمة الطيبة، كل كلمة تقرب إلى الله كالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقراءة القران وتعليم العلم، وغير ذلك كل كلمة طيبة فهي صدقة.
{ وبكل خطوة تخطوها إلى الصلاة فإنها صدقة } وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن الإنسان إذا توضأ في بيته وأسبغ الوضوء ثم خرج من بيته إلى المسجد لا يخرجه إلا الصلاة لا يخطو خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط بها خطيئة.
{ وتميط الأذى عن الطريق صدقة } إماطة الأذى يعني إزالة الأذى عن الطريق، والأذى ما يؤذي المارة من ماء أو حجر أو زجاج أو شوك أوغير ذلك وسواء أكان يؤذيهم من الأرض أو يؤذيهم من فوق كما لو كان هناك أغصان شجرة متدلية تؤذي الناس فأماطها فإن هذه صدقة.
وفي هذا الحديث فوائد منها:
1 - أن كل إنسان عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس على عدد مفاصله وقد قيل إن المفاصل ثلاثمائة وستون مفصلاً –والله أعلم.

2 - أن كلما يقرب إلى الله من عبادة وإحسان إلى خلقه فإنه صدقة، وما ذكره النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فهو أمثلة على ذلك وقد جاء في حديث آخر: { أن يجزئ عن ذلك ركعتان يركعهما من الضحى }.

http://www.al-wed.com/pic-vb/1003.gif
للاستماع للحديث

استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=26)

حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=26)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=26)
تم بحمد الله شرح الحديث

http://www.al-wed.com/pic-vb/1003.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-07, 07:25
الحديث السابع والعشرون:


تعريف البر والإثم


عن النواس بن سـمعـان رضي الله عـنه، عـن النبي صلى الله عـليه وسلم قـال: { الـبـر حـسـن الـخلق والإثـم ما حـاك في نـفـسـك وكـرهـت أن يـطـلع عــلـيـه الـنـاس }.
[رواه مسلم:2553].
وعن وابصه بن معبد رضي الله عنه، قال: أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم، فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم؛ فقال: { استفت قلبك؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك }.
[حديث حسن، رويناه في مسندي الإمامين أحمد بن حنبل:4/ 227، والدارمي:2/ 246 بإسناد حسن].


http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


الشرح
عن النواس بن سمعان http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { البر حسن الخلق } البر كلمة تدل على الخير وكثرة الخير، وحسن الخلق يعني أن يكون الإنسان واسع البال منشرح الصدر والسلام مطمئن القلب حسن المعاملة، فيقول عليه الصلاة والسلام: { إن البر حسن الخلق } فإذا كان الإنسان حسن الخُلق مع الله ومع عباد الله حصل له الخير الكثير وانشرح صدره للإسلام واطمأن قلبه بالإيمان وخالق الناس بخلق حسن، وأما الإثم فبيّنه النبي عليه الصلاة والسلام بأنه: { ما حاك في نفسك } وهو يخاطب النواس بن سمعان، والنواس ابن سمعان صحابي جليل فلا يحيك في نفسه ويتردد في نفسه ولا تأمنه النفس إلا ما كان إثماً ولهذا قال: { ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس } وأما أهل الفسق والفجور فإن الآثام لا تحيك بنفوسهم ولا يكرهون أن يطلع عليها الناس بل بعضهم يتبجح ويخبر بما يصنع من الفجور والفسق، ولكن الكلام مع الرجل المستقيم فإنه إذا هم بسيئة حاك ذلك في نفسه وكره أن يطلع الناس على ذلك، وهذا الميزان الذي ذكره النبي عليه الصلاة والسلام إنما يكون مع أهل الخير والصلاح.
ومثل الحديث عن وابصة بن معد http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: أتيت النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فقال: { جئت تسأل عن البر؟ } قلت: نعم، قال: { استفت قلبك } يعني لا تسأل أحداً واسأل قلبك واطلب منه الفتوى { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }، فمتى وجدت نفسك مطمئنة وقلبك مطمئن إلى شيء فهذا هو البر فافعله { والإثم ما حاك نفسك } في النفس وتردد في الصدر، فإذا رأيت هذا الشيء حاك في نفسك وتردد في صدرك فهو إثم، قال: { وإن أفتاك الناس وأفتوك } يعني إن أفتاك الناس بأنه ليس فيه إثم وأفتوك مرة بعد مرة، وهذا يقع كثيراً تجد الإنسان يتردد في الشيء ولا يطمئن إليه ويتردد فيه ويقول له الناس: هذا حلال وهذا لابأس به، لكن لم ينشرح صدره بهذا ولم تطمئن إليه نفسه فيقال: مثل هذا إنه إثم فاجتنبه.
ومن فوائد هذا الحديث والذي قبله: فضيلة حسن الخلق حيث فعل النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حسن الخلق هو البر.
ومن فوائده أيضاً: أن ميزان الإثم أن يحيك بالنفس ولا يطمئن إليه القلب.
ومن فوائده: أن المؤمن يكره أن يطلع الناس على عيوبه بخلاف المستهتر الذي لا يبالي، فإنه لا يهتم إذا اطلع الناس على عيوبه.
ومن فوائدها: فراسة النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حيث أتى إليه وابصة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif فقال: { جئت تسأل عن البر ؟ }.
ومن فوائدها: إحالة حكم الشيء إلى النفس المطمئنة التي تكره الشر وتحب الخير، لقوله: { البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب }.
ومن فوائد الحديثين أيضاً: أن الإنسان ينبغي له أن ينظر إلى مايكون في نفسه دون ما يفتيه الناس به فقد يفتيه الناس الذين لا علم لهم بشيء لكنه يتردد فيه ويكرهه فمثل هذا لا يرجع إلى فتوى الناس وإنما يرجع إلى ما عنده.
ومن فوائدهما: أنه متى أمكن الاجتهاد فإنه لايعدل إلى التقليد لقوله: { وإن أفتاك الناس وأفتوك }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif
للاستماع للحديث
استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=27)
حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=27)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=27)


تم بحمد الله شرح الحديث


http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-14, 07:09
الحديث الثامن والعشرون:

السمع والطاعة

عن أبي نجـيـج العـرباض بن سارية رضي الله عنه، قال: وعـظـنا رسول الله صلي الله عليه وسلم موعـظة وجلت منها القلوب، وذرفت منها الدموع، فـقـلـنا: يا رسول الله ! كأنها موعـظة مودع فـأوصنا، قال: { أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، فإنه من يعــش منكم فسيرى اخـتـلافـا كثيراً، فعـليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهديين عـضو عـليها بالـنـواجـذ، واياكم ومـحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلاله }.
[رواه أبو داود:4607، والترمذي:2676، وقال: حديث حسن صحيح].

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الشرح

قوله: { وعظنا } الوعظ: هو التذكير المقرون بالترغيب أو الترهيب، وكان النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يتخول أصحابه بالموعظة ولا يكثر عليهم مخافة السآمة، قوله: { وجلت منها القلوب } أي خافت، { وذرفت منها العيون } أي بكت حتى ذرفت دموعها، ( فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودعٍ فأوصنا ) لأن موعظة المودع تكون موعظة بالغة قوية فأوصنا قال: { أوصيكم بتقوى الله عزوجل } وهذا من فقه الصحابة رضي الله عنهم أنهم استغلوا هذه الفرصة ليوصيهم النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بما فيه خير، قال: { أوصيكم بتقوى الله عزوجل } وتقوى الله اتخاذ وقاية من عقابه بفعل أوامره واجتناب نواهيه وهذا حق الله عزوجل { والسمع والطاعة } يعني لولاة الأمور أي اسمعوا ما يقولون وما به يأمرون واجتنبوا ما عنه ينهون، [ وإن تأمر عليكم عبد } يعني وإن كان الأميرعبداً فأسمعوا له وأطيعوه، وهذا هو مقتضى عموم الآية: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:59].
قوله: { فإنه من يعش منكم } أي من تطول حياته فسيرى اختلافاً كثيراً، ووقع ذلك كما أخبرالنبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فقد حصل الاختلاف الكثير في زمن الصحابة رضي الله عنهم ثم أمر http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بأن نلتزم بسنته أي بطريقته وطريقة الخلفاء الراشدين المهدين، والخلفاء الذين خلفوا النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في أمته علماً وعبادة ودعوة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم.
{ المهديين } وصف كاشف، لأن كل رشاد فهو مهدي ومعنى المهدين الذين هدوا أي هداهم الله عزوجل لطريق الحق.
{ عضو عليها بالنواجذ } وهي أقصى الأضراس وهو كناية عن شدة التمسك بها، ثم حذر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif من محدثات الأمور فقال: { إياكم } أي أحذركم من محدثات الأمور، وهي ما أحدث في الدين بلا دليل شرعي وذلك لأنه لما لأمر بلزوم السنة والحذر من البدعة وقال: { فإن كل بدعة ضلالة } [رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح].

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
وفي الحديث فوائد منها:
حرص النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif على موعظة أصحابه، حيث يأتي بالمواعظ المؤثرة التي توجل لها القلوب وتذرف منها الأعين.
ومنها: أن الإنسان المودع الذي يريد أن يغادر إخوانه ينبغي له أن يعظهم موعظة تكون ذكرى لهم، موعظة مؤثرة بليغة، لأن المواعظ عند الوداع لا تنسى.
ومنها: الوصية بتقوى الله عزوجل، فهذه الوصية هي وصية الله في الأولين والآخرين لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّه http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:131].
ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وقد أمر الله بذلك في قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:59]... وهذا الأمر مشروط بأن لا يؤمر بمعصية الله، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة في معصية الله لقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إنما الطاعة في المعروف } ومن هنا نتبين الفائدة في قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:59] ... حيث لم يعد الفعل عند ذكر طاعة أولياء الأمور بل جعلها تابعة لطاعة الله ورسوله.
ومن فوائد هذا الحديث: حرص النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif على موعظة أصحابه كما أنه حريص على أن يعظهم أحياناً بتبليغهم الشرع، فهو أيضاً يعظهم مواعظ ترقق القلوب وتؤثر فيها.
ومنها: أن ينبغي للواعظ أن يأتي بموعظة مؤثرة في الأسلوب وكيفية الإلقاء ولكن بشرط ألا يأتي بأحاديث ضعيفة أو موضوعة، لأن بعض الوعاظ يأتي بالأحاديث الضعيفة والموضوعة يزعم بأنها تفيد تحيرك القلوب، ولكنها وإن أفادت في هذا تضر، فقد ثبت عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أنه قال: { من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكذابين }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن العادة إذا أراد شخص أن يفارق أصحابه وإخوانه فإنه يعظهم موعظة بليغة، لقوله: { كأنها موعظة مودع }.
ومنها: طلب الوصية من أصحاب العلم.
ومنها: أن لا وصية أفضل ولا أكمل من الوصية بتقوى الله عز وجل، قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:131]، وقد سبق شرحها , وقد سبق شرحها.
ومنها: الوصية بالسمع والطاعة لولاة الأمور وإن كانوا عبيداً لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { والسمع والطاعة وإن تأمر عليك عبدٌ } لأن السمع والطاعة لهم تنتفي به شرور كثيرة وفوضى عظيمة.
ومن فوائد الحديث: ظهور آية من آيات الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حيث قال: { من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً } والذين عاشوا من الصحابة رأوا اختلافاً كثيراً كما يعلم ذلك من التاريخ.
ومن فوائد الحديث: لزوم التمسك بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام لا سيما عند الاختلاف والتفرق ولهذا قال: { فعليكم بسنتي }.
ومنها: أنه ينبغي التسمك الشديد حتى يعض عليها بالنواجذ، لئلا تفلت من الإنسان.
ومن فوائد الحديث: التحذير من محدثات الأمور، والمراد بها المحدثات في الدين، وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذيرمنه، أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله، والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif


ومن فوائد الحديث: التحذير من محدثات الأمور، والمراد بها المحدثات في الدين، وأما ما يحدث في الدنيا فينظر فيه إذا كان فيه مصلحة فلا تحذيرمنه، أما ما يحصل في الدين فإنه يجب الحذر منه لما فيه التفرق في دين الله، والتشتت وتضيع الأمة بعضها بعضاً.
ومن فوائد الحديث: أن كل بدعة ضلالة، وأنه ليس في البدع ما هو مستحسن كما زعمه بعض العلماء، بل كل البدع ضلالة فمن ظن أن البدعة حسنة فإنها لا تخلو من أحد أمرين: إما أنها ليست بدعة وظنها الناس بدعة، وإما أنها ليست حسنة وظن هو أنها حسنة، وأما أنتكون بدعة وحسنة فهذا مستحيل بقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { فإن كل بدعة ضلالة }.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

للاستماع للحديث

استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=28)


حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=28)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=28)

تم بحمد الله شرح الحديث

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-14, 07:11
الحديث التاسع والعشرون:
أبواب الخير

متن الحديث



عن معاذ بن جبل رضي الله عنه، قال: قلت: يا رسول الله ! أخبرني بعملٍ يدخلني الجنه ويباعدني عن النار، قال: { لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه: تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت } ثم قال: { ألا أدلك على أبواب الخير ؟: الصوم جنة، والصدقة تطفىء الخطيئة كما يطفىء الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل } ثم تلا: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif حتى بلغ http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَعْمَلُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [السجدة:17،16] ثم قال: { ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت: بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد }. ثم قال: { ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله ! فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا }، قلت: يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال: { ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجوههم – أو قال : (على مناخرهم ) - إلا حصائد ألسنتهم ؟! }.
[رواه الترمذي:2616، وقال: حديث حسن صحيح].


http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif



الشرح:



عن معاذ بن جبل http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: قلت: ( يا رسول الله أخبرني عن عمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار ) الجنة هي الدار التي أعدها الله عزوجل لعباده المتقين، فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، والنار هي الدار التي أعدها الله عز وجل للكافرين، وفيها من العذاب الشديد ما هو معلوم في الكتاب والسنة، سأل عن هذا الأمر لأنه أهم شيء عنده http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif وينبغي لكل مؤمن أن يكون هذا أهم شيء عنده، أن يدخل الجنة ويباعد عن النار.
وهذا هو غاية الفوز لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [ال عمران:185] فقال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لقد سألت عن عظيم } أي شيء ذي عظمة وهو الفوز بالجنة والنجاة من النار ولكن قال: { وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه } ويحتمل أن يكون قوله: { عن عظيم } عن العمل الذي يدخل الجنة ويباعده عن النار { وإنه } أي ذلك العمل { ليسير عن من يسره الله تعالى عليه } أي سهل على من سهله الله عليه ثم فصل له ذلك بقوله: { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً } وعبادة الله سبحانه وتعالى هي القيام بطاعته امتثالاً لأمره واجتناباً لنهيه مخلصاً له { لا تشرك به شيئاً } أي لا ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً، لأنه من شرط العبادة والإخلاص له عزوجل.
والأمر الثاني: من العمل الذي يدخل الجنة ويباعد عن النار إقامة الصلاة حيث قال: { وتقيم الصلاة } ومعنى إقامتها أن تأتي بها مستقيمة تامة الأركان والواجبات والشروط وتكميلها بمكملاتها.
الأمر الثالث: { وتؤتي الزكاة } وهي المال الذي أوجبه الله عز وجل يخرجه الإنسان من أموال معينة بشروط معروفة إلى أهلها المستحقين لها، وهذا معروف في كتب العلماء رحمهم الله.
الأمر الرابع: أي شهر رمضان وهو أيضاً معلوم والصوم هو التعبد لله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
الأمر الخامس: { وتحج البيت } أي تقصد البيت الحرام وهو الكعبة لأداء المناسك.
وهذه أركان الإسلام الخمسة، تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت.
وشهادة أن محمداً رسول الله داخلة في شهادة أن لا إله إلا الله إذا لم تذكر معها، لأن شهادة أن لا إله إلا الله معناها لا معبود حق إلا الله ومن عبادة الله التصديق برسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif واتباعه.
ثم قال أي النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ألا أدلك على أبواب الخير؟ } يعني على ما تتوصل به إلى الخير، كأنه قال نعم، فقال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { الصوم جُنة } يعني أنه وقاية يقي من المعاصي في حال الصوم ويقيه من النار يوم القيامة ثم قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار } الصدقة: هي بذل المال للفقير المحتاج تقرباً لله سبحانه وتعالى وتقرباً وإحساناً إلى الفقير وهذه الصدقة تطفئ الخطيئة، أي ما أخطأ به الإنسان من ترك واجب أو فعل محرم { كما يطفئ الماء النار } وكلنا يعرف أن إطفاء الماء للنار لا يبقي من النار شيئاً، كذلك الصدقة لا تبقي من الذنوب شيئاً.
{ وصلاة الرجل في جوف الليل } أي تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وجوف الليل وسطه وأفضل صلاة الليل النصف الثاني أو ثلث الليل بعد النصف الأول وقد كان داود عليه السلام ينام نصف اللي ويقوم ثلثه وينام سدسه ثم قرأ: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [السجدة:17،16].. قرأها استشهاداً بها، و الاية كما هو ظاهر فيها أنها تتجافى جنوبهم عن المضاجع يعني للصلاة في الليل وينفقون مما رزقهم الله وهاتان هما الصدقة وصلاة الليل اللتان ذكرها رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif في هذا الحديث.
ثم قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ } قلت بلى يا رسول الله، قال: { رأس الأمر الإسلام } يعني الشأن الذي هو أعظم الشئون ورأسه الإسلام يعلو ولا يعلى عليه وبالإسلام يعلو الإنسان على شرار عباد الله من الكفار والمشركينوالمنافقين، { وعموده } أي عمود الإسلام { الصلاة } لأن عمود الشيء ما يبنى عليه الشيء ويستقيم به الشيء ولا يستقيم إلا به وإنما كانت الصلاة عمود الإسلام، لأن تركها يخرج الإنسان من الإسلام إلى الكفر والعياذ بالله { وذروة سنامه الجهاد } في سبيل الله والسنام ما علا ظهر البعير وذروة أعلاه وإنما ذروة سنام الإسلام الجهاد في سبيل الله، لأن به يعلو المسلمون على أعدائهم.
ثم قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ } أي بما به ملاك هذا الأمر كله، فقلت بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال: { كف عليك هذا } يعني لا تطلقه بالكلام لأنه خطر، ( قلت يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم؟ ) هذه جملة استفهامية والمعنى هل نحن مؤاخذون بما نتكلم به ؟
فقال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ثكلتك أمك } أي فقدتك حتى كانت ثكلى من فقدك، وهذه الجملة لا يراد بها معناها، وإنما يراد بها الحث والإغراء، على فهم ما يقال، فقال: { ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم } أو قال: { على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟ }، أوهنا للشك من الراوي هل قال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { على وجوههم } أو قال: { على مناخرهم إلاحصائد ألسنتهم } أي إلا ما تحصد ألسنتهم من الكلام والمعنى أن اللسان إذا أطلقه الإنسان كان سبباً أن يُكب على وجهه في النار والعياذ بالله.





http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

وهذا الحديث فيه فوائد كثيرة:


حرص الصحابة رضي الله عنهم على الأعمال التي تدخلهم الجنة وتباعدهم من النار وأن هذا هو أهم شيء عندهم ولهذا سأل معاذ بن جبل http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن عمل يدخله الجنة ويباعده عن النار.

ومنها: إثبات الجنة والنار وهما الآن موجودتان وهما لا يفنيان أبداً.
ومنها: بيان أن سؤال معاذ بن جبل http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عظيم لأن عوضه عظيم والعوض على قدر المعوض ولهذا قال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { لقد سألت عن عظيم } أي سألت عن عمل عظيم بدليل ما ترتب عليه من جزاء.
ثم بيّن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أن هذا الشيء العظيم يسير على من يسره الله عليه، فيستفاد من هذا أنه ينبغي للإنسان أن يلجأ إلى الله عزوجل في طلب تيسير الأمور وليعلم أن من أسباب تيسير الله تقوى الله لقوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الطلاق:4].
ومن فوائد هذا الحديث: أن أول شيء وأعظمه توحيد الله عزوجل والإخلاص لله لقوله: { تعبد الله ولا تشرك به شيئاً }.
ومن فوائد هذا الحديث: أهمية الصلاة لأن الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif ذكرها بعد الإخلاص فإن قال قائل: أين الشهادةالثانية ؟ شهادة أن محمداً رسول الله، قلنا: إنها معلومة من قوله: { تعبد الله لا تشرك به شيئاً } وسبق بيان ذلك.
ومن فوائد الحديث: تقديم الزكاة على الصوم لأنها آكد.
ومن فوائد الحديث: تقديم الصوم على الحج لأنه يتكرر كل عام بخلاف الحج فإنه لا يجب إلا في مرة في العمر.
ومن فوائد الحديث: الإشارة في هذه الجملة إلى أركان الإسلام الخمسة { تعبد الله لا تشرك به شيئاً وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت }.
ومن فوائد الحديث: عرض المسألة على الطالب بالتشويق لقوله: { ألا أدلك على أبواب الخير ؟ }.
ومن فوائد الحديث: أن للخير أبواباً وهذه الأبواب لها مداخل وهو يشبه قول الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { الإيمان بضع وسبعون شعبة }.
ومن فوائد الحديث: أن الصوم جنة، أي مانع للصائم من اللغو والرفث ومن قول الزور والعمل به والجهل، وهو أيضاً جنة للصائم من النار يقيه النار لقوله تعالى: { الصوم لي وأنا أجزي به }.
ومن فوائد الحديث: فضيلة الصدقة لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن صلاة الرجل في جوف الليل تطفئ الخطيئة لقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل }.
ومن فوائد الحديث: أن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يستدل بالقرآن لأنه تلى قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون*فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونََ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [السجدة:17،16].
ومن فوائد هذا الحديث: أن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يعرض المسائل بصيغة الاستفهام لتنبيه المخاطب كما مر في هذا الحديث.
ومن فوائد هذا الحديث: { أن الأمر } أي شأن الخلق له رأس وله عمود وله ذروة سنام { فرأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة } يعني عمود الإسلام الصلاة، { وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن تارك الصلاة كافر لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { وعموده } أي عمود الإسلام { الصلاة } ومعلوم أن العمود إذا سقط سقط البنيان وهذا القول الراجح من أقوال أهل العلم بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif وأقوال الصحابة وقد بينا ذلك في رسالة لنا في هذا الأمر.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الجهاد في سبيل الله فيه علو الإسلام ورفعته لقوله:
{ ذروة سنامه الجهاد }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الذي يملك هذا كله هو حفظ اللسان لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ } فقلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلساني وقال:
{ كف عليك هذا }.
ومن فوائد هذا الحديث: جواز التعليم بالإشارة، لأنه http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif أخذ بلسان نفسه وقال: { كف عليك هذا }.
ومن فوائد هذا الحديث: خطر اللسان على الإنسان لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم } أو قال: { على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ؟! }.
ومن فوائد هذا الحديث: تحري ما نقل في الحديث من أقوال رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حيث قال: { على وجوههم أو على مناخرهم }، وهذا يدل على الأمانة التامة في نقل الحديث، والحمد لله.


http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

للاستماع للحديث

حفظ:

http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=29)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=29)


تم بحمد الله شرح الحديث










http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-14, 07:12
الحديث الثلاثون:
الوقوف عند حدود الشرع



متن الحديث

عن أبي ثعلبة الخشني جرثوم بن ناشر رضي الله عنه، عن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، قال: { إن الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها، وحد حدوداً فلا تعتدوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمةً لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها }.
[حديث حسن، رواه الدارقطني في سننه:4/ 184، وغيره].



http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
الشرح


قوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها } أي: أوجب إيجاباً حتمياً على عباده فرائض معلومة ولله الحمد كالصلوات الخمس والزكاة والصيام والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام وغيرذلك.
{ فلا تضيعوها } أي: لا تهملوها إما بالترك أو بالتهاون أو ببخسها أو نقصها.
{ وحد حدوداً } أي: أوجب واجبات وحددها بشروط وقيود.
{ فلا تعتدوها } أي: لا تتجاوزوها.
{ وحرم أشياء فلا تنتهكوها } حرم أشياء مثل الشرك وعقوق الوالدين وقتل النفس التي حرمها الله إلا بالحق والخمر والسرقة وأشياء كثيرة.
{ فلا تنتهكوها } أي: فلا تقعوا فيها، فإن وقوعكم فيها انتهاك لها.
{ وسكت عن أشياء } أي: أي لم يفرضها ولم يوجبها ولم يحرمها.
{ رحمةً بكم } من أجل الرحمة والتخفيف عليكم.
{ غير نسيان } فإن الله تعالى لا ينسى كما قال موسى عليه الصلاة والسلام: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif لَا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنْسَى http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [طه:52] فهو تركها جل وعلا رحمةً بالخلق، وليس نسيان لها.
{ فلاتسألوا عنها } أي: لا تبحثوا عنها.



http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif





فوائد هذا الحديث:

حسن بيان الرسول http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، حيث ساق الحديث بهذا التقسيم الواضح البين.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الله تعالى فرض على عباده فرائض أوجبها عليهم على الحتم واليقين، والفرائض قال أهل العلم: أنها تنقسم إلى قسمين: فرض كفاية، وفرض عين. فأما فرض الكفاية: فإنه ما قصد فعله بقطع النظر عن فاعله، وحكمه إذا قام به من يكفي سقط عن الباقين، وفرض العين هو: ما قصد به الفعل والفاعل ووجب على كل أحد بعينه.
فأما الأول: فمثله الآذان والإقامة وصلاة الجنازة وغيرها.
وأما الثاني: فمثل الصلوات الخمس والزكاة والصوم والحج.
وقوله: { وحد حدوداً } أي: أوجب واجبات محددة ومعينة بشروطها.
فيستفاد من هذا الحديث: أنه لا يجوز للانسان أن يتعدى حدود الله، ويتفرع من هذه الفائدة أنه لا يجوز المغالاة في دين الله، ولهذا أنكر النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif على الذين قال أحدهم: ( أنا أصوم ولا أفطر )، وقال الثاني: ( أنا أقوم ولا أنام )، وقال الثالث: ( أنا لا أتزوج النساء ) أنكر عليهم وقال: { وأما أنا فأصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني }.
ومن فوائد الحديث: تحريم انتهاك المحرمات لقوله:{ فلا تنتهكوها } ثم إن المحرمات نوعان كبائر وصغائر:
فالكبائر: لا تغفر إلا بالتوبة، والصغائر: تكفرها الصلاة والحج والذكر وما أشبه ذلك
ومن فوائد الحديث: أن ما سكت الله عنه فهو عفو، فإذا أشكل علينا حكم الشي هل هو واجب أم ليس بواجب ولم نجد له أصلاً في الوجوب؛ فهو مما عفا الله عنه، وإذا شككنا هل هذا حرام أم ليس حراماً وهو ليس أصله التحريم؛ كان هذا أيضاً مما عفا الله عنه.
ومن فوائد الحديث: إنتفاء النسيان عن الله عز وجل، وهذا يدل على كمال علمه وأن الله عز وجل بكل شئ عليم فلا ينسى ما علم ولم يسبق علمه جهلاً، بل هو بكل شئ عليم أزلاً وأبداً.
ومن فوائد الحديث: أنه لا ينبغي في البحث والسؤال إلا ما دعت إليه الحاجة، وهذا في عهد النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif؛ لأنه عهد التشريع ويخشى أن أحداً يسأل عن شئ لم يجب فيوجبه من أجل مسألته أو لم يحرم فيحرم من أجل مسألته ولهذا نهى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن البحث عنها فقال:{ فلا تبحثوا عنها }.


http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

للاستماع للحديث

استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=30)
حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=30)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=30)



تم بحمد الله شرح الحديث

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

أبو مسلم
2009-02-20, 20:42
الحديث الحادي والثلاثون:
الزهد في الدنيا



متن الحديث

عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه، قال: جاء رجل إلى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، فقال: ( يا رسول الله ! دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس )؛ فقال: { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس }.
[حديث حسن، رواه ابن ماجه:4102، وغيره بأسانيد حسنه].


http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الشرح:



عن أبي العباس سهل بن سعد الساعدي http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: جاء رجل إلى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif ولم يبين اسم الرجل؛ لأنه ليس هناك ضرورة إلى معرفته إذ أن المقصود معرفة الحكم ومعرفة القضية فقال: ( يا رسول الله، دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس ) وهذا الطلب لا شك أنه مطلب عالي يطلب فيه السائل ما يجلب محبة الله له وما يجلب محبة الناس له، فقال له النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { ازهد في الدنيا } يعني: اترك في الدنيا ما لا ينفعك في الآخرة وهذا يتضمن أنه يرغب في الآخرة؛ لأن الدنيا والآخرة ضرتان إذا زهد في إحداهما فهو راغب في الأخرى بل هذا يتضمن أن الإنسان يحرص على القيام بأعمال الآخرة من فعل الأوامر وترك النواهي ويدع ما لا ينفعه في الآخرة من الأمور التي تضيع وقته ولا ينتفع بها. أما ما يكون سبباً لمحبة الناس فقال: { ازهد فيما عند الناس يحبك الناس } فلا يطلب من الناس شيئاً ولا يتشوق إليه ولا يستشرف له ويكون أبعد الناس عن ذلك حتى يحبه الناس؛ لأن الناس إذا سئل الإنسان ما في أيديهم استثقلوه وكرهوه، وإذا كان بعيداً عن ذلك فإنهم يحبونه.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

من فوائد هذا الحديث: حرص الصحابة رضي الله عنهم على سؤال النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فيما ينفعهم.
ومن فوائده: أن الإنسان بطبيعة الحال يحب أن يحبه الله وأن يحبه الناس ويكره أن يمقته الله ويمقته الناس فبين النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif ما يكون به ذلك.
ومن فوائد هذا الحديث: أن من زهد في الدنيا أحبه الله؛ لأن الزهد في الدنيا يستلزم الرغبة في الآخرة، وقد سبق معنى الزهد: وأنه ترك ما لاينفع في الآخرة.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الزهد فيما عند الناس سبب في محبة الناس لك.
ومن فوائد هذا الحديث: إن الطمع في الدنيا والتعلق بها سبب لبغض الله للعبد وإن الطمع فيما عند الناس والترقب له يوجب بغض الناس للإنسان، والزهد فيما في أيديهم هو أكبر أسباب محبتهم.

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
للإستماع للحديث




استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=31)
حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=31)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=31)

تم بحمد الله شرح الحديث

أبو مسلم
2009-02-20, 20:44
الحديث الثاني والثلاثون:

لاضرر ولا ضرار



متن الحديث

عن أبي سـعـيـد سعـد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال:
{ لا ضرر ولا ضرار }.
[حديث حسن، رواه ابن ماجه:2341، والدارقطني:4/ 228، وغيرهـما مسنداً، ورواه مالك في (الموطأ):2/746، عـن عـمرو بن يحي عـن أبيه عـن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif مرسلاً، فـأسـقـط أبا سعـيد، وله طرق يقوي بعـضها بعـضاً].






http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif


الشرح
عن أبي سعيد سعد بن سنان الخدري http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال: { لا ضرر ولا ضرار } ثم تكلم المؤلف رحمه الله على طرق هذاالحديث.
قوله: { لا ضرر } أي: أن الضرر منفي شرعاً،{ ولا ضرار } أي: مضاره والفرق بينهما أن الضرر يحصل بلا قصد، والضرار يحصل بقصد فنفى النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif الأمرين، والضرار أشد من الضرر؛ لأن الضرار يحصل قصداً كما قلنا.
مثال ذلك: لو إنساناً له جار وهذا الجار يسقي شجرته فيتسرب الماء من الشجرة إلى بيت الجار لكن بلا قصد، وربما لم يعلم به فالواجب أن يزال هذا الضرر إذا علم به حتى لو قال صاحب الشجرة: أنا ما أقصد المضارة، نقول له: وإن لم تقصد؛ لأن الضرر منفي شرعاً أما الضرار فإن الجار يتعمد الإضرار بجاره فيتسرب الماء إلى بيته وما أشبه ذلك، وكل هذا منفي شرعاً وقد أخذ العلماء من هذا الحديث مسائل كثيرة في باب الجوار وغيره، وما أحسن أن يراجع الإنسان عليها ما ذكره العلماء في باب الصلح وحكم الجوار.






http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
للإستماع للحديث

استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=32)حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=32)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=32)

تم بحمد الله شرح الحديث

أبو مسلم
2009-02-20, 20:45
الحديث الثالث والثلاثون:
البيّنة على المُدَّعي

متن الحديث


عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif، قال: { لو يعطى الناس بدعواهم، لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، لكن البيّنة على المُدَّعي واليمين على من أنكر }.
[حديث حسن، رواه البيهقي في السنن:10/ 252 وغيره هكذا، وبعضه في الصحيحين].

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الشرح:


قوله: { لو يعطى الناس بدعواهم } أي: بما يدّعونه على غيرهم، وليعلم أن إضافة الشيء على أوجه:
الأول: أن يضيف لنفسه شيئاً لغيره، مثل أن يقول: ( لفلان عليّ كذا ) فهذا إقرار.
والثاني: أن يضيف شيئاً لنفسه على غيره، مثل أن يقول: ( لي على فلان كذا وكذا ) فهذه دعوى.
فهذا الثالث: أن يضيف شيئاً لغيره على غيره، مثل أن يقول: ( لفلان على فلان كذا وكذا ) فهذه شهادة.
والحديث الآن في الدعوى فلو ادّعى شخص على آخر قال: ( أنا أطلب مائة درهم ) مثلاً فإنه لو قبلت دعواه لادعى رجال أموال قوم ودماءهم، وكذلك لو قال لآخر: ( أنت قتلت أبي ) لكان ادعى دمه وهذا يعني أنها لا تقبل دعوى إلا ببينة.
ولهذا قال: { لكن البينة على المدعي } فإذا ادعى إنسان على آخر شيئاً قلنا: أحضر لنا البينة، والبينة كل ما بان به الحق سواء كانت شهوداً أو قرائن حسية أو غير ذلك.
{ واليمين على من أنكر } أي: من أنكر دعوى خصمه إذا لم يكن لخصمه بينة فإذا قال زيد لعمرو: ( أنا أطلب مائة درهم ) قال عمرو: ( لا )، قلنا لزيد ائت ببينة، فإن لم يأتي بالبينة قلنا لعمرو: ( احلف على نفي ما ادعاه )، فإذا حلف برئ.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif


وهذا الحديث فيه فوائد: منها أن الشريعة الإسلامية حريصة على حفظ أموال الناس ودماءهم لقوله: { لو يعطى الناس بدعواهم لا ادعى رجال أموال قوم و دماءهم }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن المدعي إذا قام ببينة على دعواه حكم له بما ادعاه، لقوله عليه الصلاة والسلام: { لكن البيَّنة على المدعي } والبينة كل ما بين به الحق ويتضح كما اسلفنا في الشرح، وليست خاصة بالشاهدين أو الشاهد بل كل ما أبان الحق فهو بينة.
ومن فوائد الحديث: أن اليمين على من أنكر، أي: من أنكر دعوى المدعي.
ومن فوائده: أن لو أنكر المنكر وقال: ( لا أحلف ) فإنه يقضي عليه بالنكول ووجه ذلك أنه إذا أبى، يحلف فقد امتنع مما يجب عليه فيحكم عليه به.

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
للإستماع للحديث
استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=33)


حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=33)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=33)
تم بحمد الله شرح الحديث

الماسة الزرقاء
2009-02-28, 09:19
الحديث الرابع والثلاثون:
تغيير المنكر فريضة



متن الحديث

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: { من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعـف الإيمان }.
[رواه مسلم:49].





http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
الشرح


قوله: { من رأى } من هذه شرطية وهي للعموم، قوله: { رأى } يحتمل أن يكون المراد رؤية البصر، أو أن المراد رؤية القلب، وهي العلم، والثاني أشمل وأعم، وقوله: { منكراً } المنكر هو: ما أنكره الشرع وما حرمه الله عز وجل ورسوله.
قوله: { فليغيره بيده } اللام هذه للأمر أي: يغير هذا المنكر بأن يحوله إلى معروف، إما بمنعه مطلقاً أي: بتحويله إلى شئ مباح { بيده } إن كان له قدرة اليد.
قوله: { فإن لم يستطع } أي: أن يغيره بيده.
{ فبلسانه } بأن يقول لفاعله: اتقي الله، اتركه، وما أشبه ذلك.
{ فإن لم يستطع } باللسان بأن خاف على نفسه أو كان أخرس لا يستطيع الكلام.
{ فبقلبه } أي: يغيره بقلبه وذلك بكراهته إياه.
وقال: { وذلك أضعف الإيمان } أي: أن كونه لا يستطيع أن يغيره إلا بقلبه هو أضعف الإيمان. .
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

ففي هذا الحديث فوائد: وجوب تغيير المنكر على هذه الدرجات والمراتب باليد أولاً وهذا لا يكون إلا للسلطان، وإن لم يستطع فبلسانه، وهذا يكون لدعاة الخير الذين يبينون للناس المنكرات.
ومن فوائده: أن من لا يستطيع لا بيده ولا بلسانه فليغيره بقلبه.
ومن فوائد هذا الحديث: تيسير الشرع وتسهيله حيث رتب هذه الواجبات على الاستطاعة لقوله: { فإن لم يستطع }.
ومن فوائد هذا الحديث: أن الإيمان يتفاوت، بعضه ضعيف وبعضه قوي وهذا مذهب أهل السنة والجماعة وله أدلة من القرآن والسنة على أنه يتفاوت.
وليعلم أن المراتب ثلاث: دعوه - أمر - تغيير.
فالدعوة أن يقوم الداعي في المساجد أو أماكن تجمع الناس ويبين لهم الشر ويحذرهم منه ويبين لهم الخير ويرغبهم فيه، والآمربالمعروف والناهي عن المنكر: هو الذي يأمر الناس ويقول افعلوا، أو ينهاهم ويقول: لا تفعلوا.
والمغير: هو الذي يغير بنفسه إذا رأى الناس لم يستجيبوا لدعوته ولا لأمره و نهيه

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
للإستماع للحديث


استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=34)
حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=34)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=34)


تم بحمد الله شرح الحديث

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-28, 09:19
الحديث الخامس والثلاثون:
المسلم أخو المسلم


متن الحديث


عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: { لا تحاسدوا، ولا تناجشوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يبع بعضكم على بيع بعض، وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يكذبه، ولا يحقره، التقوى ها هنا } ويشير http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif إلى صدره ثلاث مرات { بحسب امرىء أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه }.
[رواه مسلم:2564].






http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
الشرح:

قوله: { لا تحاسدوا } هذا نهي عن الحسد، والحسد هو كراهية ما انعم الله على أخيك من نعمة دينية أو دنيوية سواء تمنيت زوالها أم لم تتمن، فمتى كرهت ما أعطى الله أخاك من النعم فهذا هو الحسد.
{ ولا تناجشوا } قال العلماء: المناجشه أن يزيد في السلعة، أي: في ثمنها في المناداة وهو لا يريد شراءها وإنما يريد نفع البائع أو الإضرار بالمشتري.
{ ولا تباغضوا } البغضاء هي الكراهه، أي: لايكره بعضكم بعضاً.
{ ولا تدابروا } أن يولي كل واحد الآخر دبره بحيث لا يتفق الاتجاه.
{ ولا يبع بعضكم على بيع بعض } يعني لا يبيع أحد على بيع أخيه، مثل أن يشتري إنسان سلعه بعشرة فيذهب آخر على المشتري ويقول: أنا أبيع عليك بأقل؛ لأن هذا يفضي إلى العداوة والبغضاء.
{ وكونوا عباد الله إخواناً } كونوا يا عباد الله إخواناً أي: مثل الإخوان في المودة والمحبة والألفة وعد الاعتداء ثم أكد هذه الاًخوة بقوله: { المسلم أخو المسلم } للجامع بينهما وهوالإسلام وهو أقوى صله تكون بين المسلمين.
{ لا يظلمه ] أي: لا يعتدي عليه.
{ ولا يخذله } في مقام أن ينتصر فيه.
{ ولا يكذبه } أي: يخبرهبحديث كذب.
{ ولا يحقره } أي: يستهين به.
{ التقوى ها هنا } يعني: تقوى الله تعالى محلها القلب فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح - و يشير إلى صدره ثلاث مرات - يعني: يقول: التقوى ها هنا، التقوى ها هنا، التقوى ها هنا.
ثم قال: { بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم } بحسب يعني: حسب فالباء زائدة والحسب الكفاية والمعنى لو لم يكن من الشر إلا أن يحقر أخاه لكان هذا كافياً.
{ المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } دمه فلا يجوز أن يعتدي عليه بقتل أو فيما دون ذلك.
{ وماله } لا يجوز أن يعتدي على ماله بنهب أو سرقه أو جحد أو غير ذلك.
{ وعرضه } أي: سمعته فلا يجوز أن يغتابه فيهتك بذلك عرضه.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
فوائد الحديث: النهي عن الحسد، والنهي للتحريم، والحسد له مضار كثيرة منها: أنه كره لقضاء الله وقدره، ومنها أنه عدوان على أخيه، ومنها أنه يوجب في قلب الحاسد حسره؛ كلما ازدادت النعم ازدادت هذه الحسرة فيتنكد على عيشه.
ومن الفوائد: تحريم المناجشة لما فيها من العدوان على الغير وكونها سبباً للتباغض وأسبابه، فلا يجوز للإنسان أن يبغض أخاه أو أن يفعل سبباً يكون جالباً للبغض.
ومن فوائد الحديث: تحريم التدابر، و هو أن يولي أخاه ظهره ولا يأخذ منه ولا يستمع إليه؛ لأن هذا ضد الأخوة الإيمانية.
ومن فوائده: تحريم البيع على البيع المسام ومثله الشراء على شرائه والخطبة على خطبته والإجارة على إجارته وغير ذلك من حقوقه.
ومنها: وجوب تنمية الأخوة الإيمانية لقوله:
{ وكونوا عباد الله إخوانا }

ومنها بيان حال المسلم مع أخيه وأنه لا يظلمه ولا يخذله ولا يكذبه ولا يحقره؛ لأن هذا ينافي الأخوة الإيمانية.
ومن فوائده: أن محل التقوى هو القلب، فإذا اتقى القلب اتقت الجوارح وليعلم أن هذه الكلمة يقولها بعض الناس إذا عمل معصية وأنكر عليه قال: ( التقوى ها هنا !) وهي كلمة حق لكنه أراد بها باطلاً وهذا جوابه أن نقول: لو كان هنا تقوى لاتقت الجوارح لأن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif يقول: { ألا إن في الجسد مضغه إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله آلا وهى القلب }.
ومن فوائد هذا الحديث: تكرار الكلمة المهمة لبيان الاعتناء بها وفهمها، قال: { التقوى ها هنا } وأ شار إلى صدره ثلاث مرات.
ومن فوائده: عظم احتقار المسلم، لقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:{ بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم }وذلك لما يترتب على احتقار المسلم من المفاسد.
ومن فوائد الحديث: تحريم دم المسلم وماله وعرضه وهذا هو الأصل، لكن توجد أسباب تبيح ذلك؛ ولهذا قال الله سبحانه وتعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:42]. وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifوَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الشورى:41].
ومن فوائده: أن الأمة الإسلامية لو اتجهت بهذه التوجيهات لنالت سعادة الدنيا والآخرة لأنها كلها آداب عظيمة عالية راقية، تحصل بها المصالح وتنكف بها المفاسد.

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif
للإستماع للحديث


استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=35)


حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=35)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=35)

تم بحمد الله شرح الحديث
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

الماسة الزرقاء
2009-02-28, 09:21
الحديث السادس والثلاثون:
قضاء حوائج المسلمين




متن الحديث


عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال:
{ من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه،
ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلي الجنه، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم؛ إلا نزلت عليهم السكينه، وغشيتهم الرحمه، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.


[رواه مسلم:2699] بهذا اللفظ



http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


قال النووي رحمه الله تعالى في الأربعين النووية الحديث السادس والثلاثون، عن أبى هريرة http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال:
{ من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفّس الله عنه كربة من كرب يوم } والكرب يعني:
الشدة والضيق والضنك،
والتنفيس معناه: إزالة الكربة ورفعها،
وقوله: { من كرب الدنيا } يعم المالية والبدنية والأهلية والفردية والجماعية.


{ نفس الله عنه } أي: كشف الله عنه وأزال.


{ كربة من كرب يوم القيامة } ولا شك أن كرب يوم القيامة أعظم وأشد من كرب الدنيا، فإذا نفس عن المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة.


{ ومن يسر على معسر } أي: سهل عليه وأزال عسرته.
{ يسر الله عليه في الدنيا والآخرة } وهنا صار الجزاء في الدنيا والآخرة وفي الكربكربة من كرب يوم القيامة ؛ لان كرب يوم القيامة عظيمة جدا.


{ ومن ستر مسلماً } أي: ستر عيبه سواء أكان خلقيا أو خلقيا أودينيا أو دنيويا إذا ستره وغطاه حتى لا يتبن للناس.
{ ستره الله في الدنيا والآخرة } أي: حجب عيوبه عن الناس في الدنيا والآخرة.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


ثم قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif كلمة جامعه مانعة قال:
{ والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه }
أي: أن الله تعالى يعين الإنسان على قد معونته أخيه كما وكيفا وزمنا، فما دام الإنسان في عون أخيه فالله في عونه،
وفي حديث آخر:
{ من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته }.
و قوله:
{ من سلك طريقا يلتمس فيع علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة }
يعني: من دخل طريقا وصار فيه يلتمس العلم والمراد به العلم الشرعي، سهل الله له به طريقا إلى الجنة،
لان الإنسان علم شريعة الله تيسر عليه سلوكها، ومعلوم أن الطريق الموصل إلى الله هو شريعته،
فإذا تعلم الإنسان شريعة الله سهل الله له به طريقا إلى الجنة.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif
{ وما اجتمع قوم قي بيت من بيوت الله }
المراد به المسجد فإن بيوت الله هي المساجد،
قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النور:36]، وقال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifوَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الجن:18]، وقال: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifوَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:114]
... فأضاف المساجد إليه؛ لأنها موضع ذكره.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif
قوله: { يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم }
يتلونه: يقرءونه ويتدارسونه أي: يدرس بعضهم على بعض.


{ إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة } نزلت عليهم السكينة يعني: في قلوبهم وهي الطمأنينة والاستقرار، وغشيتهم الرحمة: غطتهم وشملتهم.


{ وحفتهم الملائكة }
صارت من حولهم. { وذكرهم الله فيمن عنده } أي: من الملائكة.


{ ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه }
أي:
من تأخر من أجل عمله السيئ فإن نسبه لا يغنيه ولا يرفعه ولا يقدمه والنسب هوالانتساب إلى قبيلة ونحو ذلك.


http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


في هذا الحديث فوائد :
الترغيب في تنفيس الكرب عن المؤمنين لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة }.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


ومن فوائده:


الإشارة الى يوم القيامة وأنها ذات كرب وقد بين ذلك الله تعالى في قوله: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عظيم * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:2،1].
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


ومن فوائد هذا الحديث:


تسمية ذلك اليوم بيوم القيامة ؛ لأنه يقوم فيه الناس من قبورهم لرب العالمين و يقام فيه العدل و يقوم الأشهاد .


ومن فوائد الحديث:


الترغيب في التيسير على المعسرين لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:
{ من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخره }
والتيسير على المعسر يكون بحسب عسرته؛
فالمدين مثلاالذي ليس عنده مالا يوفي به يكون التيسيرعليه إما بإنظاره ، و إما بإبرائه و إبراؤه أفضل من إنظاره ،
و التيسير على من أصيب بنكبة أن يعان في هذه النكبة و يساعد و تهون عليه المصيبة و يعود بالأجر و الثواب وغير ذلك ،
المهم أن التيسير يكون بحسب العسرة التي أصابت الإنسان.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


ومن فوائد هذا الحديث:


الترغيب في سترالمسلم لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة }
والمراد بالستر:
هو إخفاء العيب،
ولكن الستر لا يكون محمودا إلا إذا كان فيه مصلحة ولم يتضمن مفسده،
فمثلا المجرم
إذا أجرم لا نستر عليه إذا كان معروفا بالشر والفساد،
ولكن الرجل الذي يكون مستقيما في ظاهره ثم فعل ما لا يحل فهنا قد يكون الستر مطلوبا؛
فالستر ينظر فيه إلى المصلحة، فالإنسان المعروف بالشر والفساد لا ينبغي ستره،
والإنسان المستقيم في ظاهره ولكن جرى منه ما جرى هذا هو الذي يسن ستره.





ومن فوائد الحديث:


الحث على عون العبد المسلم وأن الله تعالى يعين المعين حسب إعانته لأخيه لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه }
وهذه الكلمة يرويها بعض الناس:
ما دام العبد ولكن الصواب ما كان العبد في عون أخيه كما قال http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


ومن فوائد الحديث:
الحث على طلب العلم لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif: { من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة }
وقد سبق في الشرح معنى الطريق وأنه قسمان حسي ومعنوي.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


ومن فوائد الحديث:
فضيلة اجتماع الناس على قراءة القران لقوله: { وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله }.


ومن فوائد الحديث:
أن حصول هذا الثواب لا يكون إلا إذا اجتمعوا في بيت الله
أي:
في مسجد من المساجد لينالوا بذلك شرف المكان لأن أفضل البقاع مساجدها.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif
ومن فوائد الحديث:
بيان حصول هذا الأجر العظيم تنزل عليهم السكينة
وهي الطمأنينة القلبية وتغشاهم الرحمة أي:
تغطيهم وتحفهم الملائكة أي:
تحيط بهم من كل جانب ويذكرهم الله فيمن عنده من الملائكة لأنهم يذكرون الله تعالى عن ملأ،
وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي:
{ من ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم }.


من فوائد الحديث:


أن النسب لا ينفع إذا لم يكن العمل الصالح لقوله: { من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه }.





ومن فوائد الحديث:


أنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بنفسه وأن يهتم بعمله الصالح حتى ينال به الدرجات العلى.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


للاستماع للحديث


حفظ:
استماع:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=36)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=36)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=36)

تم بحمد الله شرح الحديث


http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif

أم مريم
2009-03-07, 07:34
الحديث السابع والثلاثون:
الترغيب في فعل الحسنات





متن الحديث



عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى، قال:
{ إن الله تعالى كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله تعالى عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده سيئة واحدة }.
[رواه البخاري:6491، ومسلم:131 في صحيحيهما بهذه الحروف].


http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif


الشرح:


الحديث السابع والثلاثون عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: { إن الله كتب الحسنات والسيئات } إذا عبر الصحابي بمثل هذا التعبير أي عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فيما يرويه أو فيما رواه عن ربه فإنه يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.
وقوله:
{ إن الله كتب الحسنات والسيئات }
أي:
كتب ثوابهما وكتب فعلهما فهو الذي كتب الحسنات؛ لأن الله تعالى حين خلق القلم قال له:( اكتب ) قال: رب، وماذا أكتب ؟
قال: ( اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة )
فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة،
وظاهر سياق الحديث أن المراد
بهذه الكتابة الثانية،
وهي كتابة الثواب لقوله: { ثم بين ذلك }
أي: وضحه بالتفصيل.

فقال: { فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كالمة } الهم يعني: الإرادة،
أراد الإنسان أن يعمل حسنة ولكنه لم يعملها.
http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

ففي هذا الحديث فوائد:

أن الله كتبها حسنة كاملة يعني: لا نقص فيها .

وقد دلت الأدلة على أنه إذا

هم بالحسنة فلم يعملها فإن كان عاجزاً عنها
أي:
تركها عجزاً بعد أن شرع فيها فإنه يكتب له الأجر كاملاً

لقوله تبارك وتعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:100].

وأما إذا هم بها ثم عدل عنها لكسل أو نحوه فإنه كذلك كما في هذا الحديث يكتب له حسنة كاملة وذلك بنيته الطيبة،

قال: { وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة }
إذا هم بها وعملها وأحسن في عمله بأن كان مخلصاً متبعاً لرسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif فإن الله يكتبها عشر حسنات
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة وهذه المضاعفة
تأتي بحسب حسن العمل والإخلاص فيه وقد تكون
فضلاً من الله سبحانه وتعالى وإحساناً.


قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌhttp://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:261]

وقال: { وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة }

وإن هم بسيئة فلم يعملها فإنه يكتب له حسنة كاملة وذلك فيما تركه الله كما في بعض ألفاظ الحديث
{ لأنه تركها من جرائي }
أي:
من أجلي وقد دلت الأدلة على أن من هم بالسيئة فلم يعملها فإنه
http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

ينقسم إلى ثلاث أقسام:

القسم الأول:

أن يحاول فعلها ويسعى فيه ولكن لم يدركه لأن يكتب عليه وزر السيئة كاملة.

القسم الثاني:

إن بها ثم يعزف عنها لا خوفا من الله ولكن لأن نفسه عزفت فهذا يكتب له ولا عليه.

القسم الثالث:

أن يتركها لله عز وجل خوفاً منه وخشية فهذا كما جاء في هذا الحديث يكتبها الله حسنة كاملة.

قال: { وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة كاملة }
ويشهد لهذا قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَاhttp://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الانعام:160]

وهذا الحكم بالنسبة للسيئة أي:

أنها تكون سيئة واحدة في مكة وغيرها وفي كل زمن إلا في الأشهر الحرم ولكنها في مكة تكون أشد وأعظم لهذا قال الله تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الحج:25

http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

وقال العلماء:
إن الحسنات والسيئات
تضاعف في كل زمن فاضل وفي كل مكان فاضل ولا تضاعف بالعدد لقوله تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الانعام:160]
ولهذا الحديث الذي ساقه المؤلف - رحمه الله - إن الله يكتبها سيئة واحدة.
قال المؤلف:
( رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف ).
أي: أن المؤلف - رحمه الله - ساقه بلفظه وأكد ذلك -
رحمه الله - لما في الحديث من البشارة العظيمة والإحسان العظيم.

http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

ومن فوائد الحديث:

حديث عبد الله بن عباس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif عن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عن ربه
يسمى عند أهل العلم حديثاً قدسياً.

http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

ومن فوائده:

أن الله سبحانه وتعالى كتب للحسنات جزاء وللسيئات جزاء، وهذا من تمام عدله وإحكامه جل وعلا للأمور.

ومن فوائد الحديث:

أن رحمة الله سبقت غضبه حيث جعل الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وأما السيئة فواحدة.


http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif
ومن فوائد هذا الحديث:

الفرق بين الهم بالحسنة والهم بالسيئة
فالحسنة إذا
هم بها الإنسان ولم يعملها كتب الله عنه حسنة كاملة وهذا مما إذا تركها لغير عذر فإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية
وإذا كان من عادته أن يعملها ولكن تركها لعذرفإنه يكتب له الأجر كاملاً أجر النية والعمل؛
لحديث { من مرض أو سافر له ما كان يعمل صحيحاً قائماً }.

أما السيئة فالهمام بها
إذا تركها لله عز وجل كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن تركها له ولا عليه، وإن تركها عجزاً عنها كتب له وزر الفاعل بالنية
إلا إذا كان قد سعى فيها ولكن عجز بعد السعيفإنه يكتب له عقوبة السيئة كاملة لقول النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif:
{ إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار }
قالوا: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: { لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه }.

http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif


استماع:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=37)
حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=37)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=37)

تم بحمد الله شرح الحديث




http://www.monikatillert.de/assets/images/blinkrosengirlande.gif

أم مريم
2009-03-07, 07:41
الحديث الثامن والثلاثون:
جزاء معادات الأولياء


متن الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
{ إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتي أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر فيه، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعـطينه،
ولئن استعاذني لأعيذنه }.
[رواه البخاري:6502].


http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif



الشرح:





قوله:
{ إن الله تعالى قال: من عادى لي وليّاً فقد آذنته بالحرب } هذا الحديث حديث قدسي لأن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif
رواه عن ربه وكل حديث رواه النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif عم ربه يسمى عند العلماء حديثاً قدسياً. ا


لمعاداة ضد الموالاة،
والولي ضد العدووأولياؤه سبحانه وتعالى هم المؤمنون المتقون ودليله قوله تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يونس62-63].


وقوله: { آذنته }
يعني:أعلمته أي: إني أعلنت الحرب، فيكون من عادى ولياً من أولياء الله فقد آذن الله تعالى بالحرب وصار حرباً لله،
ثم ذكر تبارك وتعالى أسباب الولاية فقال:
{ وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه } يعني:
ما عبدني أحد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه وتعالى فمثلاً ركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلاً، ودرهم من زكاة، أحب إلى الله من درهم صدقة، حج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع،
صوم رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع،
وهلم جرى ولهذا جعل الله تعالى الفرائض لازمة في العبادة مما يدل على آكاديتها ومحبته لها.


{ ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل }
يعني: الفرائض والفعل { لا يزال }
يدل على الاستمرار يعني:
ويستمر { عبدي يتقرب إليّ بالنوافل }
يعني: بعد الفرائض حتى أحبه الله، { حتى }
تحتمل هناالغاية وتحتمل التعليل
فعلى الأول يكون المعنى:
أن تقربه إلى الله يوصله إلى محبة الله،
وعلى الثاني يكون المعنى: لا يزال يتقرب إليّ بالنوافل ويكون هذا التقرب سبباً لمحبته والغاية واحدة.
{ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به }
أي: سددته في كل ما يسمع فلا يسمع إلا ما فيه الخير له وليس المعنى أن الله يكون سمع الإنسان لأن سمع الإنسان صفه منصفاته أي: صفات الإنسان محدث بعد أن لم يكن،
وهو صفة فيه أي:في الإنسان وكذلك يقال في { بصره الذي يبصر به } أي: أن الله فيما يرى إلا ما كان فيه خير ولا ينظر إلا إلى ما كان فيه خير.
{ ويده التي يبطش بها } يقال فيها ما سبق في السمع أي: أن الله تعالى يسدده في بطشه وعمله بيده فلا يعمل إلى ما فيه الخير.
{ ولئن سألني } أي: دعاني بشيء وطلب مني شيئا { لأعطينه }.
{ ولئن استعاذني لأعيذنه }
فذكر السؤال الذي به حصول المطلوب، والاستعاذة التي بها النجاة من المهروب وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل يعطيه ما سأل ويعيذه مما استعاذ.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif


من فوائد الحديث:
وأعني الحديث الثامن والثلاثين فيه فوائد
أولا:
إثبات الولاية لله عز وجل أي:
أن لله تعالى أولياء وهذا قد دل عليه القرآن الكريم قال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifأَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [يونس:63،62].
ومن فوائد الحديث:
كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif



ومن فوائد هذا الحديث:
أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب.

ومن فوائد الحديث:

أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله: { وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه }.

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

ومن فوائد الحديث:
الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان:
فرائض، نوافل.

ومن فوائد الحديث:
إثبات المحبة لله عز وجل لقوله:{ أحب إليّ مما افترضته عليه }
والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز وجل.
http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif


ومن فوائد الحديث:
أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها.

ومن فوائد الحديث:
الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب تفاضلها.



http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif




ومن فوائد الحديث:


أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل.


ومن فوائد هذا الحديث:


أنه كلما ازداد الإنسان تقرباً إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث: { ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه }.

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

استماع:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=38)
حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=38)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=38)

http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif


تم بحمد الله شرح الحديث




http://www.w6w.net/album/35/w6w200504131346006b16fab97.gif

أم مريم
2009-03-07, 07:45
الحديث التاسع والثلاثون:
التجاوز عن الخطأ والنسيان

متن الحديث

عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif قال:
{ إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه }.


[حديث حسن رواه ابن ماجه:2045، والبيهقي في السنن:7/356، وغيرهما].

http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


الشرح:


قوله: { تجاوز } بمعنى:
عفا، { الخطأ } فعل الشيء عن غير قصد، { النسيان } ذهول القلب عن شيء معلوم، والاستكراه إلجاء الإنسان،
وهذه ثلاثة أشياء بين فيها النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif
أن الله تجاوز عن أمته هذه الأشياء الثلاثة وقد دل على ذلك القرآن قال الله تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifرَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [البقرة:286]
فقال الله: ( قد فعللت )، وقال الله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifوَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الأحزاب:5]

وقال تعالى:
http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifمَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النحل:106].



http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


فيستفاد من هذا الحديث فوائد:



منها سعة رحمة الله عز وجل وأن رحمته سبقت غضبه،
ومنها أن الإنسان إذا فعل الشيء خطأً فإنه لا يؤاخذ عليه
ولكن إن كان محرماً فإنه لا يترتب عليه إثم ولا كفارة
ولا فساد عبادة وقع فيها،
وأما إن كان ترك واجب فإنه يرتفع عنه الإثم ولكن لا بد من تدارك الواجب.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif
ومن فوائد الحديث:


أن من أكره على شيء قولي أو فعلي فإنه لا يؤاخذ به لقوله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif : { وما استكرهوا عليه }
وهذا عام سواء كان الإكراه على فعل أو على قول ولا دليل لمن فرق بين الإكراه على الفعل والإكراه على القول،
ولكن إذا كان الإكراه في حق آدمي فإنه يعامل
بما تقتضيه الأدلة الشرعية مثل:
أن يكره شخصاً على قتل شخص آخر فإنه يقتل المكره لأن الإكراه لا يبيح قتل الغير ولا يمكن
ولا يجوز للإنسان أن يستبقي حياته بإتلاف غيره.
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif


استماع: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=39)
حفظ: http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=39)http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=39)



تم بحمد الله شرح الحديث
http://www.w6w.net/album/35/w6w_200505201626245997a2369958.gif

أم مريم
2009-03-14, 07:16
الحديث الأربعون:
كن في الدنيا كأنك غريب


متن الحديث




عـن ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما، قــال:
أخـذ الرسول صلي الله عـلية وسلم بمنكبي، فقال: { كن في الدنيا كـأنـك غـريـب أو عـابـر سبـيـل }.


وكـان ابـن عـمـر رضي الله عـنهـما يقول:
( إذا أمسيت فلا تـنـتـظـر الصباح، وإذا أصبحت فلا تـنـتـظـر المساء، وخذ من صحـتـك لـمـرضـك، ومن حـياتـك لـمـوتـك ).
[رواه البخاري:6416].
http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/392ec59879.gif



الشرح:



الحديث الأربعون عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
( أخذ رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif بمنكبي )

يعني:
أمسك بهما لأجل أن يسترعي انتباهه ليحفظ ما يقول فقال له: { كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل }

الغريب:
المقيم في البلد وليس من أهلها،
أو عابر سبيل:
هو الذي مر بالبلد، وهو ماشي مسافر، ومثل هؤلاء - أعني الغريب أو عابر سبيل - لا يتخذ هذا البلد موطناً ومستقراً،
لأنه مسافر فأخذت هذه الموعظة من عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ما أخذت من قلبه ولهذا كان يقول:
( إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء )

يعني إذا أمسيت فلا تقول:

سوف أبقى إلى الصباح، كم من إنسان أمسى ولم يصبح،
وكذلك قوله: ( وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء )
فكم من إنسان أصبح ولم يمسي
ومراد بن عمر في ذلك: أن ينتهز الإنسان الفرصة للعمل الصالح حتى لا تضيع عليه الدنيا وهو لا يشعر.
http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/392ec59879.gif


قال:
( وخذ من صحتك لمرضك ) يعني: بادر في الصحة قبل المرض فإن الإنسان ما دامصحيحاً يسهل عليه العمل،
لأنه صحيح منشرح الصدر منبسط النفس،
والمريض يضيق صدره ولا تنبسط نفسه فلا يسهل عليه العمل.

قال:
( ومن حياتك لموتك )
أي انتهز الحياة ما دمت حياً قبل أن تموت لأن الإنسان إذا مات انقطع عمله صح ذك عن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif حيث قال:
{ إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علمٍ ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له }.
http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/392ec59879.gif


ومن فوائد هذا الحديث:

أنه ينبغي للإنسان أن يجعل الدنيا مقر إقامه لقوله:
{ كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل }.

ومن وفوائده:

أنه ينبغي للعاقل مادام باقياً والصحة متوفرة أن يحرص على العمل قبل أن يموت فينقطع عمله، ومنها أنه ينبغي للمعلم أن يفعل الأسباب التي يكون فيها انتباه المخاطب لأن النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif
أخذ بمنكبي عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/392ec59879.gif


ومن وفوائد الحديث:

فضيلة عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حيث تأثر بهذه الموعظة من رسول الله http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif.


http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/392ec59879.gif



استماع:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=40)
حفظ:

http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=36)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=36)


تم بحمد الله شرح الحديث


http://www.atyab.com/uploadscenter/uploads/392ec59879.gif

أم مريم
2009-03-14, 07:18
الحديث الحادي والأربعون:
اتباع النبي صلى الله عليه وسلم



متن الحديث


عن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
{ لا يؤمن أحدكم حتي يكون هواه تبعاً لما جئت به }.
[حديث حسن صحيح. رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح].


http://gallery.7oob.net/data/media/20/14.gif


الشرح:


قوله: { لا يؤمن }أي لايؤمن الإيمان الكامل، وليس المراد نفي الإيمان بالكلية.



وقوله: { حتى يكون هواه } أي: ميله وإرادته.
وقوله: { تبعاً لما جئت به } أي: لما جاء به من الشرع فلا يلتفت إلى غيره.
قال المؤلف: ( حديث صحيح رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح ).


http://gallery.7oob.net/data/media/20/14.gif

في الحديث فوائد منها:

أن الإيمان قد ينفى عن من قصر في بعض واجبه فقوله: { لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به }
وهذا موقوف على ما ورد به الشرع،
فليس للإنسان أن ينفي الإيمان عن الشخص
بمجرد أنه رآه على معصية حتى يثبت بذلك دليل شرعي.

http://gallery.7oob.net/data/media/20/14.gif

ومن فوائد هذا الحديث:

وجوب الانقياد لما جاء به النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif.

ومن فوائده:
أنه يجب تخلي الإنسان عن هواه المخالف لشريعة الله.

http://gallery.7oob.net/data/media/20/14.gif

ومن فوائده:

أنه الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة.

http://gallery.7oob.net/data/media/20/14.gif


استماع:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=41)
حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=41)

http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=41)


http://gallery.7oob.net/data/media/20/14.gif

تم بحمد الله شرح الحديث

أم مريم
2009-03-14, 07:19
الحديث الثاني والأربعون:
سعة مغفرة الله


متن الحديث



عن أنس http://www.kalemat.org/gfx/article_ratheya.gif قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: { قال الله تعالى: يا ابن آدم ! إنك ما دعـوتـني ورجوتـني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي، يا ابن آدم !
لو بلغـت ذنـوبك عـنان السماء، ثم استغـفـرتـني غـفـرت لك، يا ابن آدم ! إنك لو اتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتـني لا تـشـرك بي شيئاً لأتـيـتـك بقرابها مغـفـرة }.
[رواه الترمذي:3540، وقال: حديث حسن صحيح].


http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif


الشرح:

هذا الحديث من الأحاديث القدسية التي يرويها النبي http://www.kalemat.org/gfx/article_salla.gif
عن ربه أنه قال جل وعلا:

{ يا بن آدم } الخطاب لجميع بني آدم،
{ إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك }،
{ ما } شرطية يعني: متى دعوتني ورجوتني.

{ دعوتني } أي: سألتني أن أغفر لك.

{ رجوتني } رجوت مغفرتي ولم تيأس،
{ غفرت لك }
هذا جواب الشرط والمغفرة ستر الذنب والتجاوز عنه أي:
أن الله يستر ذنبك عن الناس ويتجاوز عنك فلا يعاقبك.

وقوله: { على ما كان منك ولا أبالي }

يعني على ما كان منك من المعاصي وهذا يشهد له

قوله تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gifقُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [الزمر:53].

{ يا بن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء }
يعني: لو بلغت أعلى السماء، { ثم استغفرتني غفرت لك }

يعني:
مهما عظمت الذنوب حتى لو وصلت السماء بكثرتها ثم استغفرت الله بصدق وإخلاص وافتقار غفر الله لك.

{ يا بن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة }

قرابها يعني
قرب ملئها إذا لقي الإنسان ربه عزوجل بقراب الأرض أي: ملئها أو قربها خطايا لكنها دون الشرك ولهذا قال:
{ ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مفغرة }
وهذا يدل على فضيلة الإخلاص وأنه سبب لمغفرة الذنوب.

http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif
في هذا الحديث من الفوائد:

أن الإنسان مهما دعا الله بأي شيء ورجا الله في أي شيء إلا غفر له.
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

ومن فوائده:

بيان سعة فضل الله عزوجل .

ومن وفوائده;

أن الذنوب وإن عظمت إذا استغفرالإنسان ربه منها غفرها الله له .
http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

ومن فوائد هذا الحديث:

فضيلة الإخلاص وأنه
سبب لمغفرة الذنوب وقد قال تعالى: http://www.kalemat.org/gfx/braket_r.gif إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ http://www.kalemat.org/gfx/braket_l.gif [النساء:48].

فنسأل الله تعالى أن يعمنا جميعاً بمغفرته ورضوانه وأن يهب لنا منه رحمته إنه هو الوهاب.



http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

استماع:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_ram.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RAM&id=42)
حفظ:
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_mp3.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=MP3&id=42)
http://www.kalemat.org/gfx/bullet_rm.gif (http://www.kalemat.org/nawawi.php?op=get&type=RM&id=42)

http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

وإلى هنا انتهى شرح الأربعون النووية المباركة التي نحث كل طالب على حفظها وفهم معناها والعمل بمقتضاها .


والحمد لله رب العالمين وصل اللهم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين




تمت وبحمد الله دورة حفظ أحاديث الاربعون النووية

نسأل الله العلي القدير أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلي اللهم وبارك على عبدك ونبيك محمد

http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif


أخوانكم مشرفي دورة الأربعون النووية



http://img185.imageshack.us/img185/8906/tajmeel1yh6ps2.gif

أم مريم
2010-06-18, 20:39
السلام عليكم ورحمة الله
رفع الصفحة للتذكير والمراجعة