محمد دغيدى
2011-12-16, 22:13
http://i3.makcdn.com/wp-*******/blogs.dir//4872/files//2010/09/iran-wide.jpg
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
للمرة الواحدة بعد المئة : ايران احتياطي ستراتيجي للامبريالية والصهيونية
شبكة البصرة
صلاح المختار
قل لي من هو صديقك اقول لك من انت
مثل عالمي
رغم افتضاح جرائم ايران في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا وكل قطر عربي وبلد اسلامي، ورغم اعلان نواياها الامبريالية في التوسع والهيمنة على الاقطار العربية وعدم اكتفاءها بغزو الاحواز العربية، وهي اكبر من فلسطين بعدة مرات ارضا وسكانها ضعف عدد الشعب الفلسطيني، واحتلالها للجزر العربية الثلاث، واصرارها العلني على احتلال البحرين وتقاسم العراق مع امريكا...الخ، رغم كل هذا فان هناك ناطقون بالعربية يتحدثون عن دور ايجابي لايران وعن صداقة معها ويقفون مدافعين عنها ضد ما يسمى ب(عدوان امريكي او صهيوني) عليها! هؤلاء وبعد اكثر من تسعة اعوام على غزو العراق والاتضاح الكامل لدور ايران فيه، وهو دور الشريك الاول والاخطر لامريكا في غزو وتدمير العراق ومحاولة محو هويته العربية، وبعد ان اصبح حتى الاعمى يرى ان ايران هي المروج الاخطر للفتن الطائفية في كل مكان من الوطن العربي بدعم امريكي صهيوني واضحين لدورها هذا، نقول هؤلاء مازالوا يدافعون عن ايران ويضعونها بين من يقاوم امريكا ويدعم قضية فلسطين، الامر الذي يجبرنا على تفسير مواقفهم خارج نطاق حسن النية وقلة المعلومات وقصر النظر.
لقد قلنا مرارا وتكرارا، وفي ضوء وقائع مادية مجسمة وواضحة جدا وتكررت مرارا ولم تكن خطئا فرديا واحدا، ان ايران تحت حكم الملالي ذخيرة ستراتيجية للغرب الامبريالي وللصهيونية مدمرة للاقطار العربية وللهوية العربية لعدة اسباب جوهرية من بينها سبب بسيط وواضح وهو انها هي فقط، وليس امريكا ولا بريطانيا ولا اسرائيل ولا فرنسا، من نجح في اشعال فتن طائفية في الوطن العربي بعد فشل الدول الاستعمارية المذكورة رغم محاولاتها الطويلة والمتكررة، لذلك فان اكبر جائزة يقدمها الغرب الامبريالي والصهيونية لايران على تحقيق اهم اهدافهما هي جائزة تقاسم العراق والاقطار العربية مع امريكا والنيتو. هذه حقيقة لم يعد بامكان حتى العميان انكارها.
كما قلنا مرارا وتكرارا ان الحرب لن تقع بين ايران وامريكا والكيان الصهيوني مهما تعالت طبول الحرب فتلك الطبول ما هي الا وسيلة لتبييض وجه ايران على قاعدة (من يقاتل امريكا يحظى بدعم العرب)، لكي تستطيع ايران ب(وجهها الابيض) كسب او شراء ضمائر بعض العرب ليدافعوا عنها تحت غطاء انها تقاتل امريكا والكيان الصهيوني، ومع ذلك ورغم الاف التقارير والبيانات والتوقعات بوقوع الهجوم على ايران منذ وصول خميني للسلطة وحتى الان وبعد مرور اكثر من ثلاثة عقود من التهديدات، لم يقع العدوان على ايران على الاطلاق وحصل العكس وهو تعزيز التلاقي الستراتيجي الامريكي الصهيوني مع ايران بدليل تسليم امريكا العراق لها الان وليس بالامس ولا قبل الامس. وكانت كل طبول الحرب تلك التي تقرع بين امريكا وايران غطاء لشن حروب على العرب وتدمير اقطارهم وشل تطور حياتهم ودفعهم نحو الخراب والتخلف.
واذا وقعت الحرب بين امريكا وايران او بينها وبين اسرائيل، لاي سبب كان، فانها حرب بين لصوص يتعاركون على تقاسم المغانم ليس الا، وهذا احد اهم القوانين المتحكمة بعلاقات اللصوص الدوليين والاقليميين كما تثبت تجارب التاريخ القديم والحديث، واخر الشواهد كانت الحربين العالميتين بين فرقاء راسماليين تحاربوا من اجل اعادة اقتسام اسواق العالم، لذلك فان موقفنا واضح جدا نكرره مرة اخرى : وهو (دع نارهم تأكل حطبهم) و(اترك الفخار يحطم بعضه البعض الاخر)، فلن نأسف لاي شيء يحصل لبلد احتل اجزاء ضخمة من وطننا العربي (الاحواز والجزر العربية واجزاء من العراق بعد الاحتلال) ويريد علنا احتلال كل الوطن العربي، ولن نأسف لبلد دمرنا واحرق بيوتنا وشرد ملايين العراقيين من ديارهم واباد مئات الالاف منهم وسرق ثروات العراق واغتصب الاف النساء ونشر اخطر الفتن الطائفية في اكثر الاقطار العربية بالتعاون مع امريكا رسميا ومباشرة، بالاضافة لتلقيه الدعم العسكري والاستخباري من امريكا والكيان الصهيوني المباشر والرسمي كما في ايرانجيت الشهيرة وتزويد اسرائيل لايران بالسلاح وتسخير مخابراتها لتوفير السلاح لايران اثناء شنها الحرب ضد العراق بين عامي 1980و1988. ولن نأسف لبلد نشر عمدا وتخطيطا المخدرات والايدز والدعارة المبرقعة بغطاء (زواج المتعة) في العراق وغيره.
نحن لن نتسامح مع اي عربي حاكما او محكوما ولن نقبل من احد ايا كان ان يدعم ايران وهي تحتل العراق والاحواز وتتأمر على غزو البحرين وغيرها وتنشر الفتن الطائفية في كل مكان، فاذا كانت فلسطين عزيزة على كل عربي وحاربنا ونحارب الصهيونية من اجلها فان العراق ليس اقل قيمة من فلسطين كي نضحي به من اجل مال او فائدة خاصة يحصل عليها بعض الناطقين بالعربية، لذلك سنقف بصلابة ضد كل امتداح لايران وضد كل دفاع عن ايران. هل من ضرورة لتكرار السبب؟ نعم لان هناك من لا يريد ان يفهم الواقع لذلك نكرر ذكر السبب ليسمع الطرشان ويرى العميان الذين افقدهم صوابهم رنين وبريق الذهب الايراني : لقد اثبتت الوقائع على الارض، وليس اي موقف مسبق او خلفية تاريخية، ان ايران الملالي واكثر من ايران الشاه عدو رئيس وخطير للامة العربية بسياساتها الامبريالية التوسعية على حساب العرب وباصطفافها مع العدو التقليدي لنا وهو الغرب الاستعماري والصهيونية، واخر اصطفاف هو غزو العراق بصورة مشتركة بين امريكا وايران وهو مثال مادي وساطع على ان للغرب والصهيونية مصلحة ستراتيجية في دعم نظام الملالي في طهران وليس اسقاطه او شن الحرب عليه.
ان الاصطفاف مع ايران يضع تلقائيا الافراد والجماعات والنظم في صف امريكا والصهيونية وليس العكس، ومهما حاول البؤساء فكريا وسياسيا تصوير ايران على انها جزء من معسكر المقاومة والممانعة الوهمي فان الامر الذي نراه - في العراق ولبنان وسوريا والكويت والبحرين والسعودية ومصر والجزائر وتونس وغيرها - هو انها مع تدمير الاقطار العربية وتفتيتها وغزوها ومحو الهوية القومية العربية. ان المعيار الاساس الان ومنذ عام 1991 للوطنية والصواب والخطأ هو الموقف ليس من الكيان الصهيوني فقط بل من امريكا ايضا، فهي تقود المعسكر الامبريالي الصهيوني ومن يخوض الصراع المسلح معها هو القائد الفعلي والشرعي لجماهير الامة العربية، وبالطبع فانه المقاومة العراقية المسلحة، اما من يصطف مع ايران التي كافأتها امريكا على خدماتها الستراتيجية بتسليمها العراق فانه، كما قلنا، اما جاهل في السياسة او انه مرتزق متأمر يعيش على ما تقدمه ايران له من دولارات مغموسة بدم ملايين العراقيين والاحوازيين والبحرينيين والسوريين واللبنانيين وغيرهم.
ويجب ان نذكر بلا تهاون بان من اخطر مظاهر الخيانة الوطنية والقومية هو دعم المشروع النووي الايراني ووصفه بانه سلمي مع ان الوقائع المادية اثبتت ان كل سلاح بيد ايران استخدم ضد العرب ولم يستخدم ضد الكيان الصهيوني وامريكا على الاطلاق، ونحن في العراق كنا ومازلنا ضحايا ايران ونزعاتها التوسعية الاستعمارية وانهر دم العراقيين التي سالت برصاص ايران وامريكا شاهد حي على ذلك. وما يؤكد تلك الحقيقة هو ان موازين القوى الاقليمية والدولية لا تسمح لايران حتى لو امتلكت الرغبة في معاداة اسرائيل او امريكا فعلا باستخدام سلاحها ضدهما فذلك يعني مسح ايران من الخارطة وقادة ايران البراغماتيون يعرفون هذه الحقيقة تماما، لذلك فان المشروع النووي الايراني مصمم اصلا واساسا لابتزاز العرب وتسهيل استعمارهم وهو امر تعرفه امريكا واسرائيل وهذا هو التفسير البارز لعدم قيامهما بتدميره كما دمر المشروع النووي العراقي الفتي.
ونكتفي بعرض راي اسرائيلي واحد يلخص هدف المشروع النووي الايراني، ففي مقال نشرته صحيفة "معاريڤ" للكاتب والمحلل السياسي يسرائيل زيو، يقول حرفيا ما يلي : (أن دافع إيران لحيازة سلاح نووي، ليس ضرب إسرائيل، يجب أن نعلم أن إيران لم تسع مطلقا لحيازة سلاح نووي من أجل ضرب إسرائيل. فربما يكون النظام الإيراني مصابا بالجنون، ولكنه أبدا لا يريد الانتحار ؛ فهو يعلم يقينا أنه سينتهي من الوجود إن قرر ضرب إسرائيل بالأسلحة النووية ".
وكشف "زيو" عن السبب الحقيقي من وجه نظره لسعي إيران وراء السلاح النووي، فقال : (لقد سعت إيران إلى امتلاك سلاح نووي في مطلع العقد الماضي، في أعقاب فشلها الذريع في تصدير ثورتها الشيعية إلى الدول العربية، باستثناء التأثير المحدود الذي أحدثته في لبنان من خلال دميتها هناك "حزب الله". فشعر الفارسيون أنهم جنس وضيع، لا يستطيع قيادة العالم الإسلامي، فكان هذا هو الدافع وراء التطرف الأيديولوجي الذي يتسم به الإيرانيون الآن. وهذا التطرف يرمي في الأساس إلى الانتقام من العالمين العربي والإسلامي، أو على الأقل جعلهم تابعين اذلاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية)."
ليصحوا من نام، قبل ان تحرقه نار الشعب العربي الغاضب على ايران مثلما هو غاضب على اسرائيل وامريكا والنظم الديكتاتورية والفاسدة. فالموقف من ايران خط احمر كما ان الموقف من امريكا والكيان الصهيوني خط احمر. ايران وامريكا وجهان لعملة واحدة وتلك هي الحقيقة التي بلورتها احداث العراق وما بعدها. ان التاريخ لم ولن يرحم ابدا اولئك الذين يأكلون لحم الخنزير المغموس بدم العرب، واموال ايران التي تتدفق بغزارة وتفسد الكثيرين هي لحم الخنزير.
15/12/2011
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
للمرة الواحدة بعد المئة : ايران احتياطي ستراتيجي للامبريالية والصهيونية
شبكة البصرة
صلاح المختار
قل لي من هو صديقك اقول لك من انت
مثل عالمي
رغم افتضاح جرائم ايران في العراق ولبنان وفلسطين وسوريا وكل قطر عربي وبلد اسلامي، ورغم اعلان نواياها الامبريالية في التوسع والهيمنة على الاقطار العربية وعدم اكتفاءها بغزو الاحواز العربية، وهي اكبر من فلسطين بعدة مرات ارضا وسكانها ضعف عدد الشعب الفلسطيني، واحتلالها للجزر العربية الثلاث، واصرارها العلني على احتلال البحرين وتقاسم العراق مع امريكا...الخ، رغم كل هذا فان هناك ناطقون بالعربية يتحدثون عن دور ايجابي لايران وعن صداقة معها ويقفون مدافعين عنها ضد ما يسمى ب(عدوان امريكي او صهيوني) عليها! هؤلاء وبعد اكثر من تسعة اعوام على غزو العراق والاتضاح الكامل لدور ايران فيه، وهو دور الشريك الاول والاخطر لامريكا في غزو وتدمير العراق ومحاولة محو هويته العربية، وبعد ان اصبح حتى الاعمى يرى ان ايران هي المروج الاخطر للفتن الطائفية في كل مكان من الوطن العربي بدعم امريكي صهيوني واضحين لدورها هذا، نقول هؤلاء مازالوا يدافعون عن ايران ويضعونها بين من يقاوم امريكا ويدعم قضية فلسطين، الامر الذي يجبرنا على تفسير مواقفهم خارج نطاق حسن النية وقلة المعلومات وقصر النظر.
لقد قلنا مرارا وتكرارا، وفي ضوء وقائع مادية مجسمة وواضحة جدا وتكررت مرارا ولم تكن خطئا فرديا واحدا، ان ايران تحت حكم الملالي ذخيرة ستراتيجية للغرب الامبريالي وللصهيونية مدمرة للاقطار العربية وللهوية العربية لعدة اسباب جوهرية من بينها سبب بسيط وواضح وهو انها هي فقط، وليس امريكا ولا بريطانيا ولا اسرائيل ولا فرنسا، من نجح في اشعال فتن طائفية في الوطن العربي بعد فشل الدول الاستعمارية المذكورة رغم محاولاتها الطويلة والمتكررة، لذلك فان اكبر جائزة يقدمها الغرب الامبريالي والصهيونية لايران على تحقيق اهم اهدافهما هي جائزة تقاسم العراق والاقطار العربية مع امريكا والنيتو. هذه حقيقة لم يعد بامكان حتى العميان انكارها.
كما قلنا مرارا وتكرارا ان الحرب لن تقع بين ايران وامريكا والكيان الصهيوني مهما تعالت طبول الحرب فتلك الطبول ما هي الا وسيلة لتبييض وجه ايران على قاعدة (من يقاتل امريكا يحظى بدعم العرب)، لكي تستطيع ايران ب(وجهها الابيض) كسب او شراء ضمائر بعض العرب ليدافعوا عنها تحت غطاء انها تقاتل امريكا والكيان الصهيوني، ومع ذلك ورغم الاف التقارير والبيانات والتوقعات بوقوع الهجوم على ايران منذ وصول خميني للسلطة وحتى الان وبعد مرور اكثر من ثلاثة عقود من التهديدات، لم يقع العدوان على ايران على الاطلاق وحصل العكس وهو تعزيز التلاقي الستراتيجي الامريكي الصهيوني مع ايران بدليل تسليم امريكا العراق لها الان وليس بالامس ولا قبل الامس. وكانت كل طبول الحرب تلك التي تقرع بين امريكا وايران غطاء لشن حروب على العرب وتدمير اقطارهم وشل تطور حياتهم ودفعهم نحو الخراب والتخلف.
واذا وقعت الحرب بين امريكا وايران او بينها وبين اسرائيل، لاي سبب كان، فانها حرب بين لصوص يتعاركون على تقاسم المغانم ليس الا، وهذا احد اهم القوانين المتحكمة بعلاقات اللصوص الدوليين والاقليميين كما تثبت تجارب التاريخ القديم والحديث، واخر الشواهد كانت الحربين العالميتين بين فرقاء راسماليين تحاربوا من اجل اعادة اقتسام اسواق العالم، لذلك فان موقفنا واضح جدا نكرره مرة اخرى : وهو (دع نارهم تأكل حطبهم) و(اترك الفخار يحطم بعضه البعض الاخر)، فلن نأسف لاي شيء يحصل لبلد احتل اجزاء ضخمة من وطننا العربي (الاحواز والجزر العربية واجزاء من العراق بعد الاحتلال) ويريد علنا احتلال كل الوطن العربي، ولن نأسف لبلد دمرنا واحرق بيوتنا وشرد ملايين العراقيين من ديارهم واباد مئات الالاف منهم وسرق ثروات العراق واغتصب الاف النساء ونشر اخطر الفتن الطائفية في اكثر الاقطار العربية بالتعاون مع امريكا رسميا ومباشرة، بالاضافة لتلقيه الدعم العسكري والاستخباري من امريكا والكيان الصهيوني المباشر والرسمي كما في ايرانجيت الشهيرة وتزويد اسرائيل لايران بالسلاح وتسخير مخابراتها لتوفير السلاح لايران اثناء شنها الحرب ضد العراق بين عامي 1980و1988. ولن نأسف لبلد نشر عمدا وتخطيطا المخدرات والايدز والدعارة المبرقعة بغطاء (زواج المتعة) في العراق وغيره.
نحن لن نتسامح مع اي عربي حاكما او محكوما ولن نقبل من احد ايا كان ان يدعم ايران وهي تحتل العراق والاحواز وتتأمر على غزو البحرين وغيرها وتنشر الفتن الطائفية في كل مكان، فاذا كانت فلسطين عزيزة على كل عربي وحاربنا ونحارب الصهيونية من اجلها فان العراق ليس اقل قيمة من فلسطين كي نضحي به من اجل مال او فائدة خاصة يحصل عليها بعض الناطقين بالعربية، لذلك سنقف بصلابة ضد كل امتداح لايران وضد كل دفاع عن ايران. هل من ضرورة لتكرار السبب؟ نعم لان هناك من لا يريد ان يفهم الواقع لذلك نكرر ذكر السبب ليسمع الطرشان ويرى العميان الذين افقدهم صوابهم رنين وبريق الذهب الايراني : لقد اثبتت الوقائع على الارض، وليس اي موقف مسبق او خلفية تاريخية، ان ايران الملالي واكثر من ايران الشاه عدو رئيس وخطير للامة العربية بسياساتها الامبريالية التوسعية على حساب العرب وباصطفافها مع العدو التقليدي لنا وهو الغرب الاستعماري والصهيونية، واخر اصطفاف هو غزو العراق بصورة مشتركة بين امريكا وايران وهو مثال مادي وساطع على ان للغرب والصهيونية مصلحة ستراتيجية في دعم نظام الملالي في طهران وليس اسقاطه او شن الحرب عليه.
ان الاصطفاف مع ايران يضع تلقائيا الافراد والجماعات والنظم في صف امريكا والصهيونية وليس العكس، ومهما حاول البؤساء فكريا وسياسيا تصوير ايران على انها جزء من معسكر المقاومة والممانعة الوهمي فان الامر الذي نراه - في العراق ولبنان وسوريا والكويت والبحرين والسعودية ومصر والجزائر وتونس وغيرها - هو انها مع تدمير الاقطار العربية وتفتيتها وغزوها ومحو الهوية القومية العربية. ان المعيار الاساس الان ومنذ عام 1991 للوطنية والصواب والخطأ هو الموقف ليس من الكيان الصهيوني فقط بل من امريكا ايضا، فهي تقود المعسكر الامبريالي الصهيوني ومن يخوض الصراع المسلح معها هو القائد الفعلي والشرعي لجماهير الامة العربية، وبالطبع فانه المقاومة العراقية المسلحة، اما من يصطف مع ايران التي كافأتها امريكا على خدماتها الستراتيجية بتسليمها العراق فانه، كما قلنا، اما جاهل في السياسة او انه مرتزق متأمر يعيش على ما تقدمه ايران له من دولارات مغموسة بدم ملايين العراقيين والاحوازيين والبحرينيين والسوريين واللبنانيين وغيرهم.
ويجب ان نذكر بلا تهاون بان من اخطر مظاهر الخيانة الوطنية والقومية هو دعم المشروع النووي الايراني ووصفه بانه سلمي مع ان الوقائع المادية اثبتت ان كل سلاح بيد ايران استخدم ضد العرب ولم يستخدم ضد الكيان الصهيوني وامريكا على الاطلاق، ونحن في العراق كنا ومازلنا ضحايا ايران ونزعاتها التوسعية الاستعمارية وانهر دم العراقيين التي سالت برصاص ايران وامريكا شاهد حي على ذلك. وما يؤكد تلك الحقيقة هو ان موازين القوى الاقليمية والدولية لا تسمح لايران حتى لو امتلكت الرغبة في معاداة اسرائيل او امريكا فعلا باستخدام سلاحها ضدهما فذلك يعني مسح ايران من الخارطة وقادة ايران البراغماتيون يعرفون هذه الحقيقة تماما، لذلك فان المشروع النووي الايراني مصمم اصلا واساسا لابتزاز العرب وتسهيل استعمارهم وهو امر تعرفه امريكا واسرائيل وهذا هو التفسير البارز لعدم قيامهما بتدميره كما دمر المشروع النووي العراقي الفتي.
ونكتفي بعرض راي اسرائيلي واحد يلخص هدف المشروع النووي الايراني، ففي مقال نشرته صحيفة "معاريڤ" للكاتب والمحلل السياسي يسرائيل زيو، يقول حرفيا ما يلي : (أن دافع إيران لحيازة سلاح نووي، ليس ضرب إسرائيل، يجب أن نعلم أن إيران لم تسع مطلقا لحيازة سلاح نووي من أجل ضرب إسرائيل. فربما يكون النظام الإيراني مصابا بالجنون، ولكنه أبدا لا يريد الانتحار ؛ فهو يعلم يقينا أنه سينتهي من الوجود إن قرر ضرب إسرائيل بالأسلحة النووية ".
وكشف "زيو" عن السبب الحقيقي من وجه نظره لسعي إيران وراء السلاح النووي، فقال : (لقد سعت إيران إلى امتلاك سلاح نووي في مطلع العقد الماضي، في أعقاب فشلها الذريع في تصدير ثورتها الشيعية إلى الدول العربية، باستثناء التأثير المحدود الذي أحدثته في لبنان من خلال دميتها هناك "حزب الله". فشعر الفارسيون أنهم جنس وضيع، لا يستطيع قيادة العالم الإسلامي، فكان هذا هو الدافع وراء التطرف الأيديولوجي الذي يتسم به الإيرانيون الآن. وهذا التطرف يرمي في الأساس إلى الانتقام من العالمين العربي والإسلامي، أو على الأقل جعلهم تابعين اذلاء للجمهورية الإسلامية الإيرانية)."
ليصحوا من نام، قبل ان تحرقه نار الشعب العربي الغاضب على ايران مثلما هو غاضب على اسرائيل وامريكا والنظم الديكتاتورية والفاسدة. فالموقف من ايران خط احمر كما ان الموقف من امريكا والكيان الصهيوني خط احمر. ايران وامريكا وجهان لعملة واحدة وتلك هي الحقيقة التي بلورتها احداث العراق وما بعدها. ان التاريخ لم ولن يرحم ابدا اولئك الذين يأكلون لحم الخنزير المغموس بدم العرب، واموال ايران التي تتدفق بغزارة وتفسد الكثيرين هي لحم الخنزير.
15/12/2011