تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : [نصيحة]‎ إلى كل من يطعن في الشيخ ربيع بن هادي المدخلي و أمثاله من أهل العلم


شعب الجزائر مسلم
2011-12-15, 23:59
[نصيحة]‎ إلى كل من يطعن في الشيخ ربيع،و أمثاله من أهل العلم, إليكم هذه الكلمات اليسيرات
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم
الحمد لله و الصلاة على محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا و بعد


فمن باب المشاركة بالخير، و عدم احتقار شيء منه، و النصيحة لإخواننا المسلمين التي قال عنها رسول رب العالمين " الدين النصيحة " (1) نقول هذه الكلمات اليسيرات عسى أن ينفع الله بها من شاء من عباده إنه ولي ذلك و القادر عليه.
و الله أسأل أن ييسر ما قصدت، و أن يدلل ما أردت و أن يجعله خالصا لوجهه الكريم، إنه جواد كريم.





قال الذهبي رحمه الله

" لا يتكلم في الرجال إلا تام العلم تام الورع "



و هذا الأصل تكلم عنه الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني في محاضرة له بهولندا تحت عنوان
"آثار الفقه في الدّين على العقيدة والمنهج والإختلاف"

قال:



... فعلى المسلم إذن عباد الله أن يعرف فضل التفقه في الدين وأنه خير ما تشغل به الأوقات، و يدل على ذلك ما رواه البخاري في صحيحه من حديث معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:
" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين(2)"

فليبشر إذن، من رأى من نفسه إقبالا على التفقه و إعراضا عن مضيعة الوقت فيما لا يحسن و لا ينفع فليبشر بذلك. و ليخاف من رأى نفسه منصرف عن ذلك بما لا يعنيه، أنه ممن لم يرد به الله خير. فإذا رأى الرجل نفسه مقبلا على التفقه في الدين و الإشتغال بما ينفعه و الحرص على ذلك فليبشر بأنه ممن أراد الله به خير، و إذا رأى نفسه يجلس مع الجماعة يضيعون وقته لاهُم يتكلمون في الطهارة و لا في أحكام الصلاة و لا في التوحيد و مسائله فأضاعوا أوقاتهم حتى أتاهم الموت وهم لم يحسنوا العمل لأنهم أضاعوا العلم، فهذا ممن لم يرد به خير، لاشك في ذلك.



واعلموا أن الأمر كما قال ابن القيم رحمه الله؛ قال :
إن للشيطان مع بني الإنسان واديان لا يبالي في أيهما هلك: واد من الغلو و واد من التقصير.


فإذا رأى إنسان مقبل على منهاج السلف، كيف يضيع عنه العلم و الإقبال على المنهج الحق؟ يجعله يغلوا في الرجال

من جهتين يكون الغلو:
الجهة الأولى :أنه كل وقته يشغله بالكلام فى الرجال، فلا يكاد يجلس مع أصحابه ليتفقه معهم، غلو لاشك، لأن الصحابة ما فعلوا و لا ابن عمر في دور البدع وقت القدرية ما كان بن عمر كذا: كان يجلس و يعلم أصحابه أحكام الطهارة و أحكام الصلاة إلى آخره كإبن عباس و غيرهم مع ظهور أهل البدع كالخوارج، كل شيء له وقت، وقت للتحذير من أهل البدع و وقت للتعلم للتفقه

و الغلو يجري من جهة أخرى و هو أن يطعن من ليس بأهل للطعن، لأن الله ما أمره بذلك، فهو تزيد في باب التقرب إلى الله.التقرب إلى الله يكون في حق العالم الذي يتكلم في الرجال بعلم، فإذا كان دونه و تقرب إلى الله بالطعن في الرجال و هو ليس عنده أهلية فيحصل عليه بدعة عند الله، لأنه أراد أن ينصر الله لكن ليست على طريقة السلف و رسول الله.


لأنه ما عرف عن أحمد و هو يطلب العلم و يسلك الطلب أنه اشتغل بالجرح، حتى لما نضج و رجع إليه قال لا تجالسوا الحارث إنه مبتدع و قبل ذلك ما تكلم عنه بكلمة، و هو يتحفظ العلم ويدرسه إلا ما بلغه عن الرجال، كقوله سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول: من أخد بمذهب أهل الكوفة في جواز شرب النبيذ (القليل المسكر) و مذهب أهل مكة في جواز نكاح المتعة و أهل المدينة في جواز سمع الأغاني فإنه فاسق.
كان ينقل ثم جائته فترة بعد ذالك، عرف نضج ثم تكلم في الرجال...

( انتهى )




فإلى كل من يتكلم في أهل العلم ( لا نقول طلاب العلم أو دعاة الفضائيات أو غيرهم من الرعاع )،
هل أنت تام العلم تام الورع ؟؟؟


و ما نرجوه أن يكون جوابه، لا لست كذلك.
فيقال له حينئذ : ليس هذا عشك فادرجي!

و يخشى عليه أن يشمله قول رسول الله صلى الله عليه و سلم:" ينزغ عقول أهل ذلك الزمان و يخلف لها هباء من الناس ، يحسب أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء(3) "

فالحذر الحذر!!!

وقال الإمام مالك رحمه الله "لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء،حتى يسأل من كان أعلم منه ؛و ما أفتيت حتى سألت ربيعة،و يحيى بن سعيد ،فأمراني بذلك و ولو نهياني لانتهيت ".

و أما من لم يرضى بتزكية أهل العلم لعالم ما، و هم العدول الثقات - نحسبهم كذلك و الله حسيبهم‎ - لا يختلف فيهم اثنان، فليس لنا إليه من سبيل، و لو كان طالبا للحق لكفاه الدليل.

قال الشاطبي(الإعتصام)(ص431):
" والعالم إذا لم يشهد له العلماء، فهو في الحكم باق في الأصل من عدم العلم ،حتى يشهد فيه غيره، و يعلم هو من نفسه ما شهد له به، و إلا فهو على يقين من عدم العلم، أو على شك ؛ فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام، لا يكون إلا باتباع الهوى، إذ كان ينبغي له أن يستفتي في نفسه غيره، و لم يفعل، وكان من حقه أن لايقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل هذا ".


و أسئلكم بالله: رجل زكاه:
* إمام العصر، و
* محدث العصر، و
* فقيه العصر


و غيرهم من أهل العلم و الفضل، ثم ماذا بعد هذا الحق ؟؟؟

يقول ربنا تبارك و تعالى { فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ(4) } .
و المعصوم من عصمه الله تعالى، و إلا فكل يؤخذ من قوله و يرد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم.


و يجدر في هذا المقام، نقل كلام نفيس للإمام العلامة ابن القيم رحمه الله. قال:


القلوب ثلاثة:

قلب قاسٍ غليظٌ بمنزلة اليد اليابسة لا حِسَّ فيها و لا حركة، و قلب مائع رقيق جداًّ. فقلبان على طرفي نقيذ: فالأول لا ينفعل فهو بمنزلة الحجر، و الثاني بمنزلة الماء، و كلاهما ناقص. و أصح القلوب القلب الرقيق الصافي الصلب؛ فهو يرى الحق من الباطل بصفائه و يقبل الحق و يؤثره برقته و يحفظه و يحارب عدوه بصلابته.

و في الأثر: القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إليه أرقها و أصفاها و أصلبها. و هذا القلب الزجاجي، فإن الزجاجة جمعت الأوصاف الثلاثة.

و أبغض القلوب إلى الله القلب القاس: قال تعالى " فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله(5) ". و قال تعالى " ثم قست قلوبكم من بعد ذالك فهي كالحجارة أو أشدُّ قسوة(6) ". و قال تعالى " ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض و القاسية قلوبهم وإن الظالمين لفي شقاق بعيد(7)".

فأبعد القلوب من الله القلب القاسي، فذكر الله رب العالمين القلبين المنحرفين عن الإعتدال، هذا بمرضه و هذا بقسوته و جعل إلقاء الشيطان فتنة لأصحاب هذين القلبين و رحمة لأصحاب القلب الثالث و هو القلب الصافي الذي ميَّزَ بين إلقاء الشيطان و إلقاء المَلَك، بصفاء قلوبهم و بقبول الحق و بإخباث هذا القلب و رقته، و هذا القلب يحارب النفوس المبطلة بصلابته و قوته. و قال تعالى عقب ذلك "وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم(8) ".

يقول ابن القيم رحمة الله عليه:قال لي شيخي ( يعني شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه) :

لا يكن قلبك كالإسفنجة، و ليكن قلبك كالمصباح (كالزجاجة)،
قال: فما انتفعت بشيئ مثل ما انتفعت بهذه النصيحة.
(انتهى كلامه رحمه الله)


فالإسفنجة بطبيعتها، تتشرب من المكان الذي وضعت فيه، فإذا وضعت في الماء تشربته، و إذا وضعت في البول(أعزكم الله) تشربته، و هكذا، أما الزجاجة فلا تعاني شيئا من ذلك. و ليتأمل اللبيب وصية الشيخ لتلميذه عسى أن ينتفع بها كما انتفع بها ابن القيم رحمه الله تعالى.


و نختم بهذا الدعاء الجامع الذي يسميه أهل العلم ب " دعاء طلب الهداية "، و الذي كان يفتتح به نبينا عليه الصلاة و السلام صلاته بالليل :
" اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم(9) ".


هذا و الصلاة و السلام على نبينا محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

و الله أعلم.



ـــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من حديث أبي رُقَيَّةَ تَميمِ بنِ أوْسٍ الدَّاريِّ رَضِي اللهُ عَنْهُ أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ. قُلْنَا: لِمَنْ؟ قالَ:للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) رواهُ مسلمٌ.
(2) رواه البخاري في العلم باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين برقم 71، ومسلم في الزكاة باب النهي عن المسألة برقم 1037.
(3) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إن بين يدي الساعةِ الهَرْجَ". قالوا: وما الهَرْجُ؟ قال: "القتلُ والكذب".قال: قلنا: أكثرُ مما يقتلُ المسلمون في فروج الأرض؟ قال: "إنه ليس بقتلكم الكفارَ". قال: "يقتل الرجلُ أباه، ويقتل أخاه، ويقتل عمه، يقتل ابنَ عمه، يقتل جاره".قال: قلنا: ومعنا يومئذٍ عقولُنا؟ قال: "إنه لتُنزعُ عقولُ أهل ذلك الزمان، ويخلفُ له هَباءٌ من الناس ـ الهباء: الذرات التي تظهر في الكُوَّةِ بشعاع الشمس ـ يحسبُ أكثرهم أنهم على شيء وليسوا على شيء ".قال أبو موسى: وأيمُ الله إن تدركني وإياكم تلك الأمور، وأيمُ الله ما لي ولكم منها مخرجٌ فيما عَهِدَ إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرجَ منها كما دخلنا، لا نُحدث فيها شيئًا). أخرج أحمد وابن ماجة والبزار والبخاري في "الأدب المفرد" وفي "التاريخ الكبير"، و صححه الألباني في السلسلة الصحيحة.
(4)آية 32 سورة يونس
(5)آية 22سورة الزمر
(6)آية 74سورة البقرة
(7)آية 53سورة الحج
(8)آية 54سورة الحج
(9) من حديث أبو سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، قال: سألت عائشة : بأي شيء كان النبي صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته ؟ قالت : كان إذا قام من الليل افتتح صلاته ، قال : اللهم رب جبريل ، وميكائيل ، وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون . اللهم اهدني لما اختلف فيه من الحق ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . أخرجه النسائي و حسنه الألباني.

وأخيراً.... التعامل "وفق قواعد الجرح والتعديل" عند أهل التمييع؛ ولكنْ مع الشيخ ربيع؟! وأخيراً.... التعامل "وفق قواعد الجرح والتعديل"
عند أهل التمييع؛ ولكنْ مع الشيخ ربيع؟!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فقد بلغني من أحد الإخوة الأفاضل أنَّ مشرفي منتدى (كل السلفيين) قد كتبوا مقالاً ينقضون به ويردون تزكيات العلماء الأكابر (الألباني وابن باز وابن عثيمين ومقبل الوادعي ومحمد آمان الجامي والفوزان والعباد واللحيدان والنجمي وعبيد الجابري وغيرهم) للعلامة الشيخ ربيع حفظه الله تعالى، ويزعمون فيه أنَّ جرح مَنْ تكلَّم في الشيخ ربيع من أهل الأهواء – بالباطل وانتصاراً لأهله- مقدمٌ على ذلك التعديل.
فقرأتُ المقال فاستخلصتُ منه هذه النظرات والوقفات:

النظرة الأولى:
أنَّ هؤلاء الكتَّاب المميعين - مع الحزبيين! - المجرِّحين - مع السلفيين! – يُمهِّدون منذ فترة – من خلال سلسلة من المقالات! - لتبديع الشيخ ربيع حفظه الله تعالى وجرحه، والذي يظهر لي أنَّ هذا التبديع بات قريباً جداً!.
ولعلَّ هؤلاء المتعالمين يظنون أنَّ طعوناتهم السابقة في الشيخ ربيع – والتي يسمونها ردوداً ونقداً!!؛ زوراً وتلبيساً على أنصارهم - وتجريحهم له، وتحذيرهم من الشيخ حفظه الله تعالى ومن منهجه، وما يقومون به من حرب ومعادة للشيخ منذ مدة طويلة في أغلب مقالات منتداهم لا تكفي في إسقاط الشيخ في نظر أنصارهم!، ولهذا يسعون الآن – بشتى أساليب التلبيس والبهتان- إلى إقناع أنصارهم في منتدياتهم إلى قبول حكمهم في تبديع الشيخ ربيع وإخراجه من السلفية قبل الإعلان والتصريح بذلك!؛ مع إنَّ هذا التجريح والتبديع هو خلاف ما يدَّعون من منهج!!، فهم يزعمون أنهم قاموا لصد فتنة التجريح والتبديع!، وحقيقة الأمر أنهم لا يقبلون تجريح الحزبيين وتبديعهم، وأما علماء السلفيين ومشايخهم فيجب إسقاطهم وتبديعهم!، لأنهم العقبة الكئود في طريق تحقيق مآربهم الحزبية والسياسية، والتي ظهرت من معظمهم، ولازال البعض يتحرج في إظهارها!.
ومما يبين هذه النقطة: أنَّ هؤلاء المشرفين ذكروا عدة أسئلة في آخر مقالهم، يُراد من الجواب عنها تجريح الشيخ ربيع وتبديعه كما لا يخفى ذلك على مَنْ عنده أدنى فطنة، ثم ختموا بقولهم: (( إجابة هذا التساؤل سوف تتضح لنا بلسان الحال - قبل المقال! - من خلال الوقوف على ردود أفعال الشيخ ربيع وغلاة التجريح على (سلسلة المقالات القادمة)!، والتي نثبت من خلالها - إن شاء الله - ما تساءلنا بخصوصه أعلاه!! )).
قلتُ:
وهم قد زعموا في الأسئلة أنَّ جرح الشيخ ربيع والطعن به قامت عليه الأدلة والبراهين!:
فقالوا: (( وهل إعراض غلاة التجريح عن العمل بموجب الأدلة التي أقامها القادحون في الشيخ ربيع؛ يكون موجباً لأن يقال فيهم: أنهم ردوا الحق بدعوى (لا يلزمني)؟!! )).
وقالوا: (( وهل سيلجأ غلاة التجريح لرد الأدلة الكثيرة التي أقامها المتكلمون في الشيخ ربيع المدخلي بدعوى عدم الاقتناع وعدم الالتزام بها؟)).
وقالوا: (( وهل سيقدم غلاة التجريح الكلام في الشيخ ربيع المدخلي المعزز بالأدلة والبراهين على قول المعدلين بناء على أصل تقديم الجرح المفسر على التعديل المجمل الذي بني على ظاهر الحال؟)).
أقول:
لم هؤلاء يسألون السلفيين الذين يصفونهم بـ ((غلاة التجريح)) هذه الأسئلة وينتظرون الجواب عنها؟!
لماذا لا يجيبون هم عنها؟
أم أنَّ الوقت الآن للسان الحال (!) لا للسان المقال كما أشار في كلامهم؟!
أم أنَّ الجواب سنراه في السلسلة القادمة قريباً؟!
أم هي المصالح والمفاسد التي يدندنون عنها في هذا الباب؟!
أقول لكم أيها المتعالمون:
إنْ كنتم تملكون الشجاعة حقاً فاجهروا بما تخفون في صدوركم ومجالسكم الخاصة!، وأعلنوا تبديع الشيخ على أنصاركم، واذكروا ما تزعمون من أدلة وبراهين على جرحه وإخراجه من السلفية، ليعرف أنصاركم مدى جهلكم وتلبيساتكم وتناقضاتكم!، وما هي الغاية الحقيقية من دعوتكم وحربكم وهجماتكم!.
والله تعالى يقول: ((كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ: فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً، وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ، كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ)).

النظرة الثانية:
إنَّ هؤلاء يسيرون على خطى شيخهم الحلبي في التلبيس والحشو عند نقل كلام العلماء!، فتجدهم يأتون إلى كلام العلماء في الجرح والتعديل فيجمعونه من هنا وهناك، ومراد العلماء من هذا الكلام في طرف، ومراد هؤلاء المميعة منه في طرف آخر!، ثم يُعلِّقون عليه بما يفسد معناه والمقصود منه!، ثم ينزلونه على السلفيين وعلى الأخص الشيخ ربيع حفظه الله تعالى!، وبهذا يغتر القراء من أنصارهم؛ لأنهم يظنون أنَّ هؤلاء الكتاب لا يخرجون عن كلام العلماء في الجرح والتعديل ولا عن قواعدهم وتأصيلاتهم، وليس الأمر كذلك!!.
بل هذه هي عادة كل مبتدع ملبِّس!، يحاول أن يخلط باطله بشيء من الحق ليقدر على إنفاقه بين الناس، قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في [المجموع 35/190]: ((ولا يُنفق الباطلُ في الوجود إلا بثوب من الحق كما أنَّ أهل الكتاب لبسوا الحق بالباطل؛ فبسبب الحق اليسير الذي معهم يضلون خلقاً كثيراً عن الحق الذي يجب الإيمان به ويدعونه إلى الباطل الكثير الذي هم عليه))، وقال في [درء تعارض العقل والنقل 1/283]: ((فإنَّ البدعة لا تكون حقاً محضاً موافقاً للسنة؛ إذا لو كانت كذلك لم تكن باطلاً، ولا تكون باطلاً محضاً لا حق فيها إذ لو كانت كذلك لم تخف على الناس!، ولكن تشتمل على حق وباطل، فيكون صاحبها قد لبس الحق بالباطل: إما مخطئاً غالطاً، وإما متعمداً لنفاق فيه وإلحاد؛ كما قال تعالى: "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم"، فأخبر أنَّ المنافقين لو خرجوا في جيش المسلمين ما زادوهم إلا خبالاً، ولكانوا يسعون بينهم مسرعين يطلبون لهم الفتنة، وفي المؤمنين مَنْ يقبل منهم ويستجيب لهم!؛ إما لظن مخطئ، أو لنوع من الهوى، أو لمجموعهما، فإنَّ المؤمن إنما يدخل عليه الشيطان بنوع من الظن وإتباع هواه)).

النظرة الثالثة:
أنَّ قواعد جرح الرجال المذكورة في كتب الجرح والتعديل عند هؤلاء المميعة لا تعمل إلا مع السلفيين؛ وعلى الأخص مع الشيخ ربيع حفظه الله تعالى!.
ولهذا مَنْ يقرأ مقالهم هذا يتعجب والله؛ كيف رجعوا إلى تقرير هذه القواعد الحديثية، بل حرصهم الشديد على تأصيل هذه القواعد وإعمالها في الواقع، مع إنَّ أصل دعوتهم قائم على قاعدة ((نصحح ولا نجرح))، أو ((نصحح ولا نهدم))، أو ((بلاء التجريح .... لواء التصحيح)).
لكن ينقطع العجب عندما يعرف القارئ أنَّ هذه القواعد لم تسق أصلاً ولم يتم تقريرها إلا من أجل جرح الشيخ ربيع ومَنْ وافقه من السلفيين فحسب، ثم سيتم إيقافها بعد إلى الأبد!.
ومما قرره هؤلاء المشرفون في مقالهم المشار إليه:
قولهم: ((إنَّ عذر كثير من العلماء في تزكيتهم لبعض المجروحين أنهم يزكونهم بناء على ظاهر حالهم فقد يتزلف المجروح إلى المزكي؛ فيظهر له خلاف ما يبطن)).
وقالوا: ((إنَّ من زكاه العلماء ووثقوه في حال لا يوجب أن تنسحب تزكيتهم له على جميع أحواله في مبتدئه ومنتهاه؛ كيف والحي لا تؤمن عليه الفتنة!!!، فربما يتغير حاله في آخر أمره تغيراً مطلقاً أو مقيداً؛ فعند ذلك لا اعتبار بقول من زكاه - التزكية المطلقة - على حاله الأول في حاله التالي)).
وقالوا: ((إنَّ تزكية الشيخ ربيع المدخلي لنفسه، وتزكية بعض العلماء له؛ لا تعطيه الحصانة من توجيه النقد له، والكلام فيه، وإقامة الأدلة والبراهين على مخالفة تلك التزكيات وذاك المديح)).
وقالوا: ((إذا تعارض جرح عالم أو مجموعة علماء مع تعديل غيرهم؛ فعند ذلك لا يقدم قول الجارح إلا إن كان مفسراً بما يوجب إيقاع الجرح، فإنْ كان كذلك قدم ولو كان المعدلون جماعة والجارحون - جرحاً مفسراً- واحد؛ لا غير، فيقدم قوله على قول من عدل ولو كانوا عشرات؛ وهذا هو مذهب الجمهور من المحدثين والفقهاء والأصوليين)).
وقالوا: ((ذهب أكثر أهل العلم إلى أنَّ الجرح والتعديل يثبتان بقول واحد - ولو كان عبداً أو امرأة-، والشيخ ربيع المدخلي قد تكلَّم فيه أكثر من واحد من أهل العلم، بل والعشرات من طلبة العلم في المئات من الكتب والرسائل والمقالات والصوتيات؛ وأقاموا الأدلة العديدة الموجبة للكلام في الشيخ ربيع المدخلي، بل وتجريحه)).
وقالوا: ((وأما مَنْ لم تجتمع عليه الكلمة؛ فيجوز – ولو للواحد - مخالفة ما اتفق عليه أمثال الإمام البخاري والدارقطني والنسائي والقاضي عياض؛ إن كان يرى أنَّ حجتهم ضعيفة وحجة مخالفهم أقوى)).
وقالوا: ((إنْ ثبت ما يوجب جرح الشيخ ربيع المدخلي؛ فيعتذر لمن زكاه من أهل العلم؛ بأنهم إنما زكوه بناء على ما ظهر لهم من حاله؛ وهم معذورون فيما لم يطلعوا عليه مما يوجب جرحه والكلام فيه؛ فمن علم حجة على من لم يعلم)).
وقالوا: ((وعليه: فلا اعتبار بتزكيات العلماء للشيخ ربيع المدخلي إن ثبت معارضتها بما هو ثابت من أقوال وأفعال الشيخ ربيع المدخلي المفسرة لجرح من جرحه وتكلم فيه!!)).
أقول:
فما بال هذه التقريرات تعمل في جرح الشيخ ربيع مع تزكيات العلماء الأكابر له!، ولا تعمل في جرح شيوخكم ومَنْ تنتصرون لهم مع كونها صادرة من كبار العلماء بالأدلة الصريحة والبراهين القاطعة؟!
وقد قال هؤلاء في مقالهم هذا نفسه: ((أنَّ قواعد هذا العلم حاكمة على الجميع!؛ لا تفرق بين رجل وآخر، فكما تحاكم إليها تزكيات العلماء لمخالفي الشيخ ربيع المدخلي؛ فهي كذلك حاكمة على تزكيات العلماء للشيخ ربيع المدخلي؛ فالكل يتعامل معه وفق قواعد وأصول وضوابط علم الجرح والتعديل)).
قلتُ:
ولا ندري حقاً مَنْ من المجروحين (عندهم) حكموا على تزكيات العلماء فيه – إنْ وجد شيء من ذلك! - وفق قواعد الجرح والتعديل إلا الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى، كما هو ظاهر في هذا المقال وغيره؟!!

الوقفة الرابعة:
قولهم في مقدمة الموضوع: ((قام علم الجرح والتعديل ابتداء لبيان مَنْ تؤخذ عنه الرواية ومن ترد ، وأدخل أهل العلم في مضامين مباحثه الكلام في أحوال الرجال بعامة - ولو لم يكونوا رواة - لبيان: من تقبل شهادته ومن ترد، ومن يؤخذ عنه العلم ومن لا يؤخذ، ومن هو من أهل السنة فيقدم ومن هو من أهل البدع فيؤخر، ومن هو عدل فيقرب ومن هو فاسق فيبعد، ... إلخ)).
قلتُ:
وهذا يدل على أنَّ هؤلاء المميعة لازالوا مصرين على أنَّ علم الجرح والتعديل لم يقم في زمن الوحي!، لأنَّهم يزعمون أنَّ ابتداء هذا العلم قام من أجل مَنْ تؤخذ عنه الرواية ومن ترد، وهذا إنما كان بعد الوحي ووقع الفتنة كما ذكر ذلك الإمام ابن سيرين رحمه الله تعالى، بينما جرح الرجال سواء كانوا شهوداً أو مبتدعة أو غير ذلك موجود في الكتاب والسنة كما لا يخفى على أدنى طالب علم!.

الوقفة الخامسة:
قولهم: ((فجاءت أحكام العلماء -المتقدمين والمتأخرين- في الرجال: جرحاً وتعديلا ًما بين اتفاق على تعديل بعض الرجال، واتفاق على تجريح بعضهم ، واختلاف في حال البعض الآخر. ومن هؤلاء الذين اختُلِف فيهم - جرحاً وتعديلاً، قبولاً وردا ً، تزكية وقدحاً - : الشيخ ربيع بن هادي المدخلي!؛ والذي كان قد زكاه طائفة من أهل العلم وطلبته)).
قلتُ:
أيها المتعالمون:
أين هم العلماء الذين جرحوا الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى؟!
وأين هي الأدلة والبراهين على جرحه وقدحه؟!
سمُّوا لنا رجالكم؟!!
لننظر:
هل هم من أهل البدع!!!، أو من المتأثرين بهم والمناصرين لهم!، فتضرب أحكامهم وأقوالهم في وجوههم ووجوهكم؟.
أم من أهل السنة؟!
وإلا:
فهذا مجدد العصر الشيخ الألباني رحمه الله تعالى قد جرحه أهل الأهواء من الإخوان المسلمين وبعض مَنْ تأثر بهم من أهل السنة؛ فهل يكون من المختلف في جرحه وتعديله؟!
وهذا مجدد التوحيد الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله تعالى جرحه خصومه من أهل الأهواء من القبوريين وبعض مَنْ تأثر بهم؛ فهل يكون من المختلف في جرحه وتعديله؟!
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى جرحه أهل الأهواء من الأشاعرة والصوفية وبعض مَنْ تأثر بهم؛ فهل يكون من المختلف في جرحه وتعديله؟!
وهذا إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى جرحه أهل الأهواء من المعتزلة والجهمية ومَنْ تأثر بهم؛ فهل يكون من المختلف في جرحه وتعديله؟!
ما لكم كيف تحكمون؟!
أم هو الكيل بمكيالين؟!

الوقفة السادسة:
وقالوا: (( لكن المستغرب أن يتعامل محبو الشيخ المدخلي مع تلك التزكيات على أنها مسلمات شرعية؛ وبدهيات قطعية ؛ وبالتالي لا يجوز مخالفتها، ويجب القول بها، وامتحان الغير بمضامينها، بل والطعن فيمن يقول بخلافها، ولو كان القائل بخلافها من العلماء الأكابر!! )).
قلتُ:
يا هؤلاء؛ سموا لنا عالماً واحداً من العلماء الأكابر جرح الشيخ ربيعاً!، فضلاً عن جماعة منهم؟!
أما إطلاق الكلام على عواهنه فلا يصعب هذا على أحد!، والدعاوى إذا لم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء!، ولا عبرة بالأقوال التي لا زمام لها ولا خطام.
أم إنكم تعدون رفض الشيخ ابن جبرين عفا الله عنه وغفر له تحذير العلماء من الإخوان المسلمين ودعاتهم وأذنابهم جرحاً في هؤلاء العلماء؟!
إنْ كان كذلك؛ فالشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ العباد وغيرهم من المجروحين من قبل العلماء الأكابر!، لأنهم حذَّروا من أولئك.
أم تقصدون رسالة الشيخ العباد حفظه الله تعالى "رفقاً أهل السنة بأهل السنة" التي نصح كل الأطراف بعدم الانشغال في الردود والكلام في بعض؟!
إنْ كان كلامه في رسالته هذا يعد جرحاً؛ فكل الأطراف من قبل ومن بعد مجرحون!!، لأنَّ الكل انشغل بالردود، أليس كذلك؟!
أم تقصدون بعض العلماء في اللجنة الدائمة الذين نصحوا في ترك كلام فلان في علان، وترك كلام علان في فلان!، بل ترك الردود على بعض وعدم الخوض في هذه الخلافات؟!
إنْ كانت هذه النصائح تعد جرحاً عندكم، فالكل مجرحون، لأنَّ الكل خاض في هذا الخلاف!، أليس كذلك؟!
أم تقصدون الخطاب المنسوب إلى الشيخ بكر أبو زيد عفا الله عنه الذي تبرأ منه، ولم يكن هذا الخطاب إلا انتصاراً لسيد قطب؟!!.
أم تقصدون كلام العلماء القديم في الدفاع عن سلمان وسفر الحوالي وسيد قطب والإخوان المسلمين قبل أن يطلعوا على ضلالاتهم وانحرافاتهم؟!، فقد تراجعوا عنه بما لا يشك فيه إلا جاهل أو مكابر، وقد أيدوا ردود الشيخ ربيع وكتاباته بعد، كما لا يخفى على الجميع، وصرح بذلك شيخكم الحلبي في كتابه الأخير!.
فمَنْ هم العلماء الأكابر الذين جرحوا الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى؟!
سمُّوا لنا رجالكم؟!

الوقفة السابعة:
قالوا: ((والمستغرب بصورة أكبر! أن الشيخ ربيعا المدخلي – نفسه - والذي ينسب له أتباعه "إمامة الجرح والتعديل" يرى أن تزكيات أولئك العلماء له لا يمكن أن تسقط بما جاء به مخالفوه - ممن يراهم من أهل الأهواء- كأمثال المشايخ "عدنان عرعور وأبي الحسن المأربي والشيخ الحلبي")).
قلتُ:
فلينظر القارئ المنصف إلى كذب هؤلاء وتلبيسهم!
هل الذي وصف الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى بإمامة الجرح والتعديل هم أتباع الشيخ؟!
أم هو مجدد العصر وإمام الحديث في هذا الزمان بلا منازع الشيخ الألباني رحمه الله تعالى؟!!
ثم ألم يقل شيخكم الحلبي في شريط مسجَّل بصوته: ((الشيخ ربيع كما قال شيخنا فيه: "هو إمام في الجرح والتعديل في هذا العصر")).
فهل شيخكم من أتباع الشيخ ربيع أيضاً؟!
ثم لينظر القارئ المنصف إلى مَنْ هم العلماء – في نظر هؤلاء المميعة - الذين جرحوا الشيخ ربيعاً وخالفوا تعديل العلماء الأكابر؟
إنهم:
عدنان عرعور!
أبو الحسن المأربي!
علي الحلبي!
هل هؤلاء هم العلماء الأكابر؟!
هل تضرب أقوال العلماء الأكابر الذين زكوا الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى بقول هؤلاء؟!
ما هي منزلة هؤلاء المجروحين (عند العلماء) بالنسبة لمنزلة العلماء الأكابر الذين زكوا الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى؟!
أما عدنان عرعور فسألوا عنه الشيخ العباد وعبد المالك رمضاني الذي عقد فصلاً مفصلاً عن انحرافاته في كتابه "تخليص العباد من وحشية أبي القتاد"، تعرفوا الجواب!
وأما المأربي فسألوا عنه الشيخ صالح السحيمي ومحمد الإمام صاحب "الإبانة"، تعرفوا الجواب!
وأما الحلبي فسألوا عنه اللجنة الدائمة – التي أمر الشيخ العباد حفظه الله تعالى بالرجوع إليها في كتابه "رفقاً أهل السنة بأهل السنة"!-، تعرفوا الجواب!
أم أنَّ اللجنة الدائمة والشيخ العباد وصالح السحيمي وعبدالمالك رمضاني ومحمد الإمام من غلاة التجريح أيضاً؟!!
ثم أين نذهب بقول شيخكم الحلبي في عدنان عرعور عندما سُئل في شريط مسجل عنوانه [رحلتي إلى بلاد الحرمين] بتاريخ 28 رمضان 1422 هجري الموافق 13/12/2001: ماذا ظهر لكم بارك الله فيكم في القول في عدنان عرعور؟ فكان جوابه: (( ليس عندنا من جديد بعد ما ذكره وتكلَّم به كثيراً فضيلة أستاذنا الشيخ ربيع، والأمر كما قيل:



إذا قالت حذام فصدقوها *** فإنَّ القول ما قالت حذام
فإذا كان عند الآخرين شيء من الرد والبيان فليبينوا ذلك، والقضية تنتهي بالرجوع إلى الحق والانصياع إليه، أما مجرد التهويش ومجرد الكلام هكذا بصورة أو بأخرى للرد على كلام شيخنا أبي محمد حفظه الله، فهذا لا يصلح، فنحن مع الحق وأهل الحق بكل ما وافق الحق )).
وأين نذهب ببيان مكة الذي كان بين الشيخ ربيع ومشايخكم بتاريخ 12/ 9/ 1423 هـ، وفيه الرد الصريح على قواعد المأربي الفاسدة وتقريراته الكاسدة؟!
ولينظر القارئ الفطن إلى تاريخ هذين - الجواب والبيان - هل كانا قبل عقد ونصف؛ كما يؤرخ هؤلاء المميعة أول الخلاف مع الشيخ ربيع؟!
أم كانا قبل عشرة سنوات وأقل؟!
وهل كان شيخكم الحلبي آنذاك موافقاً للشيخ ربيع في ردوده على عدنان عرعور والمأربي حتى بعد موت العلماء الثلاثة أم لا؟!
وأين هذا من قولكم: ((فهذه الكلمة صدرت من إمامنا الألباني جواباً على سؤال موجه من الشيخ أبي الحسن المأربي لما أن كانت ردود الشيخ ربيع متوجهة ومنصبَّة ضد القطبيين والإخوان المسلمين ومن شابههم!!، ولا يمكن سحبُها على حال الشّيخ ربيعٍ في ردّه على إخْوانه السّلفيين؛ الذي وقع منه بعد وفاةِ أركانِ الدعوة السلفية المعاصرة الثلاثة)).
وهل نصدقكم أم نصدق شيخكم الحلبي عندما سُئل السؤال الآتي: هل ما زال الشيخ ربيع حفظه الله حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر؟!.
فكان جوابه: ((هذا هو الظن به، وهذا هو الأمل به، جزاه الله خيرًا ورفع الله قدره وأعلى الله مقامه، لكنَّ الشيخ ربيع على كونه بهذه المنزلة السامية الرفيعة هو كغيره من أهل العلم قد يصيب وقد يخطئ، لكن نحن على يقين أنَّ صوابه أضعاف أضعاف خطئه، وأنَّ خطأه إنْ صدر فإنما يصدر باجتهاد وعلم وبديانة وبتقوى وبحرص على هذه الدعوة والعقيدة، وكثير مما قاله الشيخ ربيع وحذَّر منه مما قد يخالفه فيه غيره نرى أنَّ الزمن يأتي ويجري بما يوافق قول الشيخ ربيع وما يخالف غيره!، فهذا في الحقيقة يجعلنا أكثر منه قربًا، وأكثر تقديرًا، وأكثر له إشادةً. ولكن هو في إطاره البشري الذي لا يخرج عما ذكرت من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"؛ ولا أقول هذا في الشيخ ربيع فقط!، وإنما أقول هذا في كل إنسان وطئ الحصا من غير رسول الله والأنبياء والرسل؛ من الصحابة إلى غيرهم، إلى هذه الساعة، وإلى قيام الساعة. وإنما أقول ذلك؛ حتى لا نتهم بأننا نغلو في الشيخ ربيع!، أو نتعصب للشيخ ربيع!، أو ندَّعي العصمة للشيخ ربيع!. ولسنا كذلك بالصورة العكسية؛ أننا نطعن بالشيخ ربيع!، أو نقلل من قدر الشيخ ربيع!، أو نُزَهِّد في علم الشيخ ربيع!. الشيخ ربيع من أجلاء وأفاضل أهل العلم وأهل السُّنَّة، ودعاة المنهج السلفي في هذا العصر، فليعرف الذين لم يُعطوه قدره، وأن يتقوا الله ربهم في هذا الشيخ، وبالمقابل أولئك الغالون عليهم أن يخفِّفُوا من غلوائهم حتى لا يكونوا بغلوهم هذا سببًا لصدِّ النا س عما عند الشيخ ربيع من الحق، ونسأل الله أن يطيل في عمره، وأن يحسن في عمله، ويجمعنا وإياكم وإياه في هذه الدنيا تواصيا بالحق والصبر، وإلاّ ففي الآخرة في مقعد صدق عند مليك مقتدر وما ذلك على الله بعزيز" والله الهادي إلى سواء السبيل)) انتهى جواب الحلبي، [منقول من منتدى كل السلفيين].

الوقفة الثامنة:
وقالوا: (( ويبدو أنَّ (إمام الجرح والتعديل!!!) قد فاته أن يعامل نفسه بقواعد هذا العلم كما عامل بها تزكيات العلماء - الذين زكوه ومنهم الشيخ الألباني- لمخالفيه، فردها ولم يعتبرها؛ متعللا لهذا الرد بقواعد الجرح والتعديل - كما سيأتينا - !! )).
قلتُ:
أين هي هذه التزكيات التي تدندون حولها، وتزعمون أنَّ الألباني وغيره من العلماء أطلقوها في حق مشايخكم المخالفين للشيخ ربيع؟!
فكيف وهؤلاء يزعمون - كذباً وتلبيساً - أنَّ مخالفي الشيخ ربيع ((قد زكاهم مَنْ زكى الشيخ ربيعاً وربما بعبارات أقوى مما قد زُكِيَ به الشيخ ربيع))؟!!!
ثم ألم يرجع الشيخ الألباني رحمه الله تعالى عن بعض تزكياته أو دفاعه عن بعض المنحرفين لما بلغه حالهم وما هم عليه من ضلال وانحراف من طريق الشيخ ربيع، وأيده ووافقه على كتاباته؟!
وأخيراً:
أين هي تغيرات الشيخ ربيع التي لو اطلع عليها الشيخ الألباني وغيره من العلماء لرجعوا عن تزكيته؟!
أما مجرد إلقاء الكلام بلا أدلة ولا براهين؛ فهذا يدل دلالة بينة على مدى الغيظ والحسد اللذان تشربا في قلوب هؤلاء المميعة بسبب تزكيات العلماء للشيخ ربيع حفظه الله تعالى.
فهذه التزكيات أفقدت صوابهم!، لا يعرفون كيف السبيل لردها وإقناع الناس بذلك، ولهذا فهم يسعون بشتى الطرق على تحريفها وتعطيلها، كما حاول المأربي من قبل مع الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في آخر حياته، فجاء جواب الألباني على خلاف ما أراد، وأثنى على الشيخ ربيع بأوصاف لم نعلم أنه وصف بها غيره من العلماء المعاصرين.
فقد قال الشيخ الألباني [في لقائه مع المأربي] ((وقد تم التفريغ بواسطة كاتب هذه السطور)): (( نحن بلا شك نحمد الله عز وجل أن سخَّر لهذه الدعوة الصالحة القائمة على الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح دعاةً عديدين في مختلف البلاد الإسلامية؛ يقومون بالفرض الكفائي الذي قلَّ مَنْ يقوم به في العالم الإسلامي اليوم. ولذلك فالحط على هذين الشيخين الداعيين إلى الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح ومحاربة الذين يخالفون هذا المنهج الصحيح هو - كما لا يخفى على الجميع - إنما يصدر من أحد رجلين: إما من جاهل أو صاحب هوى، الجاهل كما سبق في كلمة لك يمكن هدايته بيسر، لأنه يظن أنه على شيء من العلم، فإذا ما تبين له العلم الصحيح اهتدى.
ولذلك فأنا أقول في كثير من المناسبات: أنَّ في بعض الجماعات القائمة اليوم - وهم منحرفون عن دعوتنا - نرى نحن فيهم إخلاصاً، فأقول: هؤلاء أحب إليَّ من الذين هم معنا في دعوتنا لكن ليسوا معنا في الإخلاص الذي هو شرط في قبول كل عمل صالح.
أما صاحب الهوى فليس لنا إليه سبيل إلا أن يهديه الله تبارك وتعالى.
فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين هما كما ذكرنا: إما جاهل فيُعلَّم، وإما صاحب هوى فيُستعاذ بالله من شره، ونطلب من الله عزوجل: إما أن يهديه، وإما أن يقصم ظهره.
لكن بالنسبة للشيخ مقبل؛ أنا ما قرأتُ له كثيرًا كما هو الشأن بالنسبة لأخونا الربيع، وربيع يبدو أنَّ حظه في الكتابة أكثر من الشيخ مقبل، والعكس تمامًا، مقبل في الدعوة ومخالفة الناس ودعوتهم إلى الكتاب والسنة ووعظهم وإرشادهم أكثر من الشيخ الدكتور الربيع.
فأريد أن أقول: أنَّ الذي رأيته في كتابات الشيخ الدكتور ربيع أنها مفيدة، ولا أذكر أني رأيتُ له خطًا وخروجًا عن المنهج الذي نحن نلتقي معه ويلتقي معنا فيه.
لكني قلتُ له أكثر من مرة في مهاتفة جرت بيني وبينه: لو أنه يتلطَّف في استعمال بعض العبارات؛ وبخاصة أنَّ الذي يردُّ عليهم قد يكون ممن انتقل إلى حساب الله تعالى وفضله ورحمته ومغفرته، ثم هو من ناحية أخرى قد يكون له شوكة ويكون له عصبة ينتمون إليه بالحماس الجاهلي مش العلمي، فمن أجل هؤلاء ليس من أجل ذاك الذي انتقل إلى رحمة الله عزوجل أرى التلطف في الرد على هؤلاء الذين خالفوا منهجنا السلفي، أما من الناحية العلمية فهي فيه - والحمد لله - قوية جدًا.
أما بالنسبة للشيخ مقبل؛ فأهل مكة أدرى بشعابها، والأخبار التي تأتينا منكم أكبر شهادة في كون الله عزوجل وفَّقه توفيقًا ربما لا نعرف له مثيلًا بالنسبة لبعض الدعاة الظاهرين اليوم على وجه الأرض، فنسأل الله عزوجل أن يوفِّق المسلمين ليتعرفوا أولًا على دينهم، وأن يكونوا بعيدين عن إتباع أهوائهم، ولعلَّ في هذا القدر كفاية)).
وقال رحمه الله تعالى أيضاً في شريط [الموازنات بدعة العصر]: ((وباختصار أقول: إنَّ حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو: أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبدًا، والعلم معه. وإنْ كنتُ أقول دائمًا وقلتُ هذا الكلام له هاتفيًا أكثر من مرة: أنه لو يتلطَّف في أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه. أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل إطلاقًا، إلا ما أشرتُ إليه آنفًا من شيء من الشدة في الأسلوب. أما أنه لا يُوازِن: فهذا كلام هزيل جدًا لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)).
قلتُ:
فلتتقطع قلوبكم أيها المميعة كمداً كلما نظرتم إلى هذه التزكيات، ولتعرفوا أنَّ الأمر قد قضي وليس لكم سبيل لتغير هذه التزكيات قط.
والله الموفِّق

أبوعبد اللّه 16
2011-12-16, 00:18
بارك الله فيك يا اخي على الموضوع و على الافادة
الشيخ ربيع حفظه الله و رعاه من الواقفين على السنة و الذابين عنها، احب من احب و كره من كره.
اهل الاهواء دايما يريدون السكون عن عقائدهم الباطلة و بدعهم المحدثة، فان وجدوا من يكشف عورتهم، ماذا يقولون؟

khalil83
2011-12-16, 00:39
جزاك الله كل خير
قال إمام أهل السنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : إذا رأيت الرجل يغمز حماد بن سلمة ، فاتهمه على الإسلام ، فإنه كان شديداً على المبتدعة .
وقال الإمام قتيبة بن سعيد رحمه الله : إذا رأيت الرجل يحب أهل الحديث مثل يحي بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وذكر قوماً آخرين فإنه على السنة ومن خالف هؤلاء فاعلم إنه مبتدع . أصول اعتقاد أهل السنة اللالكائي
فاليوم من يطعن في علماء اهل السنة فهو من اهل البدع ,كمن يطعنون في الشيخ ربيع حفظه الله واخوانه من علماء اهل السنة
قال الشيخ مقبل به هادي الوادعي رحمه الله : من قال لكم الشيخ ربيع انه حزبي فسينكشف انه حزبي ولو بعد حين ..
اللهم ارحم علماء اهل السنة الاموات و احفظ الاحياء منهم وثبتهم على الحق ..امين