messi29
2011-12-15, 22:01
الرئيس بوتفليقة في خطاب من الأغواط
*تصميم بالوصول بالإصلاحات إلى مطامح الشعب
*ترقية ثمانية مراكز إلى جامعات
*هياكل إستشفائية جامعية بالجنوب
*الأمة العربية تعيش مخاضا عسيرا والجزائر تؤثر وتتأثر
*تكريم 12 أستاذا وباحثين في شتى الإختصاصات
*الأسرة الجامعية تكرم رئيس الدولة لنهوضه بالقطاع العلمي
أمر، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، كل من وزيري الصحة والتعليم العالي، الشروع في إحداث مستشفيات جامعية في الجنوب الجزائري معلنا عن ترقية مراكز جامعية على مستوى 8 ولايات، كما، أكد، رئيس الجمهورية، أن الأمة العربية تعيش مخاضا عسيرا، وأن الجزائر كجزء منها تؤثر وتتأثر لهذا وفّر المناخ لتتماشى مبادرة الاصلاحات السياسية مع طموحات المجتمع من خلال توسيع دائرة النقاش التي تهدف إلى " إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية"
وأعلن، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة في خطاب، أمس، خلال اشرافه على افتتاح السنة الجامعية 2011/2012 بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، أعلن عن ترقية المراكز الجامعية بثمانية ولايات هي كل من الوادي، خميس مليانة، سوق أهراس، البويرة، خنشلة، غرداية، برج بوعريريج والطارف إلى مصاف جامعات، داعيا كل من وزيري الصحة وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، للشروع "في دراسة إمكانية احداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفر على الامكانيات المادية والبشرية في جنوب البلاد قصد فتح تخصص الطب لدى المؤسسات الجامعية المعنية والاكثر استعدادا لذلك".
وقال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر لا خوف عليها من عاديات الزمن والعجاف من السنين، باعتبارها اعطت عناية للفكر، وللجامعة من خلال تطويرها سواء "في مجال تعداد الطلبة والأساتذة، أو من حيث توسع خريطة التكوين وتنوعها وتزايد قدرات الاستقبال البيداغوجي والخدماتي"، مضيفا أن "الجزائر حاليا في عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن في ظل الأمان والوئام، بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي أصيبت بها في استقرارنا، وقدرتها على النهوض والتقدم".
كما نوه، رئيس الجمهورية، بكل ما تحقق في العشرية الأخيرة من انجازات كثيرة، في جميع الميادين وما شيد من هياكل عديدة ومن جامعات ومعاهد، سمحت بتدارك العجز الذي خلفته سنوات العسر، وهو "ما يضع الجزائر على أعتاب مرحلة، تودع فيها زمن الضعف والهوان".
وفي سياق حديثه، عن الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أكد رئيس الجمهورية "أن ما يعرفه العالم من تحولات كبرى، وأن الأمة العربية والاسلامية تعيش مخاضا عسيرا"، وباعتبار أن "الجزائر جزء من هذا العالم الفسيح تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات، عملت بمسؤولية وصدق على توفير مناخ يتماشى وطموحات المجتمع من خلال استشارة واسعة للأحزاب السياسية والمجتمع المدني"، مضيفا أن "مبادرة توسيع النقاش، تهدف إلى إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية، من أجل تحقيق قفزة للمسار الديمقراطي، وتوسيع مشاركة المواطنين في الحياة السياسية وترقية دور المرأة والشباب، مؤكدا تصميم الدولة للوصول بالاصلاحات إلى "تحقيق مطامح الشعب وآماله في مستقبل تكون الجزائر فيه لحمة واحدة".
وفيما يلي نص الخطاب الكامل لرئيس الجمهورية
"أيتها السيدات الفضليات أيها السادة الافاضل
يسعدني أن أكون بينكم ونحن نحتفي بافتتاح السنة الجامعية الجديدة في صرح جامعة عمار ثليجي بهذه المدينة العريقة.
كانت على الدوام منطقة الأغواط سدا منيعا في وجه الاحتلال الفرنسي ولم تسقط الا بعد حملات متكررة أبيد خلالها نصف سكانها ليستمر النضال على يد المجاهد بن ناصر بن شهرة لاكثر من ربع قرن. وخلال ثورة التحرير المباركة كانت هذه الناحية معقلا من معاقل الكفاح.
وجبال القعدة لازالت شاهدة منذ اكتوبر 1956 على "معركة الشوابير" الشهيرة وستظل الاغواط بالمآثر بارزة وبخيرة مثقفيها وشعرائها متميزة.
أيتها السيدات الفضليات أيها السادة الافاضل إن الجامعة هي الميزان الدقيق لوضع المجتمع وأن اضطلاعها بمهامها العلمية ومشاركتها في تفعيل الحياة الفكرية والسياسية والحراك الاقتصادي والاجتماعي من شأنه ان يضمن المستقبل ويطمئننا على الاجيال القادمة التي من واجبنا أن نحقق لها التفاعل مع واقع البلاد والتطلع الى غد افضل بما يتماشى مع المحيط العالمي السائر قدما في طريق التطور والرقي والمحفوف كذلك بالفتن والتحديات على كثير من الصعد.
واننا في الجزائر نعيش هذا الوضع المتسارع ونعايش هذا الظرف المتأرجح بين الواقع والمتوقع اذ أن على الجامعة الجزائرية مسؤولية خاصة في مجال البناء العلمي الرصين والحوارات الفكرية الرائدة والتوجيه الحضاري المستنير بما يضمن للاجيال تمسكا بالاصالة ومواكبة للمعاصرة بعيدا عن الصراعات التي لا جدوى لنا منها. ايتها السيدات الفضليات
أيها السادة الأفاضل إن أملنا كبير في أن تنفتح الجامعة على مجتمعها وعصرها وأن يصبح البحث العلمي في خدمة الانسان والاقتصاد الوطني بحيث يجيب عن التساؤلات الكبرى للمجتمع.
واقتناعا منها بأهمية البحث العلمي سخرت البلاد الامكانيات وعبأت الطاقات الممكنة بما يسهم في توفير الارضية لنهضة معرفية تخدم الوطن حاضرا ومستقبلا.
وقد سمحت تلك الجهود بتجهيز عدد كبير من مخابر البحث بأحدث المعدات ومكنت من إعتماد مشاريع بحث تندرج ضمن البرامج الوطنية بالشراكة مع القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
وأن الطموح مستقبلا سيتجه الى قطف ثمار هذه الجهود التي تؤهل الجامعة لأن تتبوأ مكانا أفضل في الترتيبات السنوية التي تجريها المؤسسات المتخصصة في العالم.
وما من شك في أن جهود الباحثين في جامعاتنا واسهامات الكفاءات الجزائرية التي تنشط لدى الجامعات الأجنبية ستشارك في تحقيق هذا المطمح الكبير.
وفي ذات السياق فقد عملت الدولة ضمن البرنامج الاصلاحي الذي نتوخاه على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للاساتذة والباحثين والظروف البيداغوجية والمادية للطلبة إيمانا منها بأن التحدي الأول اليوم وغدا هو التحدي المعرفي والتكنولوجي.
ان الأعداد الكبيرة للطلبة تعد فرصة سانحة للبلاد لتزويدها بالإطارات المؤهلة وتحديا لها في توفير تكوين نوعي وإن الاصلاحات التي ادخلت على النظام العلمي والبيداغوجي تندرج ضمن هذا المسعى. حيث تعرف الجامعة اليوم تطورا في علاقتها بمحيطها سواء على مستوى منظومتها التعليمية التي ادخلت عليها تحسينات بما يجعل خريجيها اكثر تأهيلا لسوق الشغل أو على مستوى منظومتها الوطنية للبحث التي خطت اشواطا محمودة في بناء قدرات توضع في متناول اصحاب القرار والفاعلين الاقتصاديين.
ولا شك في أن جهودا كبيرة بذلت للانتقال بالجامعة من مدرجات وأقسام إلى مراكز امتياز ترافق جهود التنمية على كل مستوى.
أيتها السيدات الفضليات ايها السادة الافاضل لا ريب في ان العالم يعرف تحولات كبرى وان الأمة العربية والاسلامية تعيش مخاضا عسيرا وان الجزائر كجزء من هذا العالم الفسيح بطبيعة الحال تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من احداث وتطورات .
وفي ظل هذه الظروف عملت الجزائر بمسؤولية وصدق على توفير مناخ لاصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في اصلاح متواصل عبر حوار بناء واستشارة واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في كنف دولة الحق والقانون.
ونحن في مبادرتنا الى تلك الاصلاحات وتوسيعنا لدائرة النقاش نهدف الى ادخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية من اجل تحقيق قفزة جديدة تتمثل في تجذير المسار الديمقراطي و دعم التوازن بين السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الانسان واضفاء الفاعلية على النشاط الجمعوي وتوسيع مشاركة المواطنين في العمل السياسي مع ترقية دور المرأة والشباب.
وما القرارات المتخذة اخيرا في هذا النطاق الا دليل على تصميمنا للوصول بالاصلاحات الى تحقيق مطامح الشعب وآماله في مستقبل تكون الجزائر فيه لحمة واحدة متحدة الارادة وليكون حاضرها ازكى ومستقبلها أرقى.
ا ننا نحمد الله على ان الجزائر الآن في عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن في ظل الامان والوئام بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي اصيبت بها في استقرارها وقدرتها على النهوض والتقدم.
وكان لابد لنا ونحن نحتفي بهذا الافتتاح من التنويه بما تحقق في العشرية الاخيرة من إنجازات كثيرة في جميع الميادين وما شيد من هياكل عديدة ومن جامعات ومعاهد تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
لقد سمحت البرامج الاستثمارية العمومية المتتالية من تدارك العجز الذي خلفته سنوات العسر ومن بناء قدرات تنموية أخرى تضع الجزائر على اعتاب مرحلة تودع فيها زمن الضعف والهوان وتجدد عهدها مع النمو والرخاء .
واننا من هذه المدينة الشماء لنرنو الى تعمير علمي لكافة مناطق البلاد.
وكل أملي ان تكون الجزائر في مستوى الرهان ان بلدا اعطى عناية للفكر وبنى العديد من الجامعات لا خوف عليه من عاديات الزمن والعجاف من السنين. أن الجامعة امل الامة المرتجى الذي يسهم في تحقيق ذاتها وترقية حاضرها وسمو مستقبلها.
تلكم هي الجامعة الجزائرية في تطورها الحاصل سواء في مجال تعداد الطلبة والأساتذة أو من حيث توسيع خريطة التكوين وتنوعها وتزايد قدرات الاستقبال البيداغوجي والخدماتي لهذه المؤسسات.
وعليه فانني انتهز فرصة هذا الدخول الجامعي لأعلن عن ترقية المراكز الجامعية في كل من الوادي وخميس مليانة وسوق اهراس والبويرة وخنشلة وغرداية وبرج بوعريريج والطارف إلى مصف جامعات.
وفي السياق ذاته وسعيا لتحقيق توازن افضل لخريطة التكوين بما في ذلك التكوين في العلوم الطبية أدعو وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات للشروع في دراسة امكانية احداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفر على الامكانات المادية والبشرية في جنوب البلاد قصد فتح تخصص الطب لدى المؤسسات الجامعية المعنية الاكثر استعدادا لذلك .
ولتكون السنة هذه محطة اضافية في مسار دعم الجامعة وازدهارها أعلن على بركة الله افتتاح السنة الجامعية 2011 - 2012 .
وفقكم الله جميعا وسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته"
*تصميم بالوصول بالإصلاحات إلى مطامح الشعب
*ترقية ثمانية مراكز إلى جامعات
*هياكل إستشفائية جامعية بالجنوب
*الأمة العربية تعيش مخاضا عسيرا والجزائر تؤثر وتتأثر
*تكريم 12 أستاذا وباحثين في شتى الإختصاصات
*الأسرة الجامعية تكرم رئيس الدولة لنهوضه بالقطاع العلمي
أمر، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، كل من وزيري الصحة والتعليم العالي، الشروع في إحداث مستشفيات جامعية في الجنوب الجزائري معلنا عن ترقية مراكز جامعية على مستوى 8 ولايات، كما، أكد، رئيس الجمهورية، أن الأمة العربية تعيش مخاضا عسيرا، وأن الجزائر كجزء منها تؤثر وتتأثر لهذا وفّر المناخ لتتماشى مبادرة الاصلاحات السياسية مع طموحات المجتمع من خلال توسيع دائرة النقاش التي تهدف إلى " إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية"
وأعلن، رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة في خطاب، أمس، خلال اشرافه على افتتاح السنة الجامعية 2011/2012 بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، أعلن عن ترقية المراكز الجامعية بثمانية ولايات هي كل من الوادي، خميس مليانة، سوق أهراس، البويرة، خنشلة، غرداية، برج بوعريريج والطارف إلى مصاف جامعات، داعيا كل من وزيري الصحة وإصلاح المستشفيات، جمال ولد عباس، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، رشيد حراوبية، للشروع "في دراسة إمكانية احداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفر على الامكانيات المادية والبشرية في جنوب البلاد قصد فتح تخصص الطب لدى المؤسسات الجامعية المعنية والاكثر استعدادا لذلك".
وقال رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة أن الجزائر لا خوف عليها من عاديات الزمن والعجاف من السنين، باعتبارها اعطت عناية للفكر، وللجامعة من خلال تطويرها سواء "في مجال تعداد الطلبة والأساتذة، أو من حيث توسع خريطة التكوين وتنوعها وتزايد قدرات الاستقبال البيداغوجي والخدماتي"، مضيفا أن "الجزائر حاليا في عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن في ظل الأمان والوئام، بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي أصيبت بها في استقرارنا، وقدرتها على النهوض والتقدم".
كما نوه، رئيس الجمهورية، بكل ما تحقق في العشرية الأخيرة من انجازات كثيرة، في جميع الميادين وما شيد من هياكل عديدة ومن جامعات ومعاهد، سمحت بتدارك العجز الذي خلفته سنوات العسر، وهو "ما يضع الجزائر على أعتاب مرحلة، تودع فيها زمن الضعف والهوان".
وفي سياق حديثه، عن الاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أكد رئيس الجمهورية "أن ما يعرفه العالم من تحولات كبرى، وأن الأمة العربية والاسلامية تعيش مخاضا عسيرا"، وباعتبار أن "الجزائر جزء من هذا العالم الفسيح تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من أحداث وتطورات، عملت بمسؤولية وصدق على توفير مناخ يتماشى وطموحات المجتمع من خلال استشارة واسعة للأحزاب السياسية والمجتمع المدني"، مضيفا أن "مبادرة توسيع النقاش، تهدف إلى إدخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية، من أجل تحقيق قفزة للمسار الديمقراطي، وتوسيع مشاركة المواطنين في الحياة السياسية وترقية دور المرأة والشباب، مؤكدا تصميم الدولة للوصول بالاصلاحات إلى "تحقيق مطامح الشعب وآماله في مستقبل تكون الجزائر فيه لحمة واحدة".
وفيما يلي نص الخطاب الكامل لرئيس الجمهورية
"أيتها السيدات الفضليات أيها السادة الافاضل
يسعدني أن أكون بينكم ونحن نحتفي بافتتاح السنة الجامعية الجديدة في صرح جامعة عمار ثليجي بهذه المدينة العريقة.
كانت على الدوام منطقة الأغواط سدا منيعا في وجه الاحتلال الفرنسي ولم تسقط الا بعد حملات متكررة أبيد خلالها نصف سكانها ليستمر النضال على يد المجاهد بن ناصر بن شهرة لاكثر من ربع قرن. وخلال ثورة التحرير المباركة كانت هذه الناحية معقلا من معاقل الكفاح.
وجبال القعدة لازالت شاهدة منذ اكتوبر 1956 على "معركة الشوابير" الشهيرة وستظل الاغواط بالمآثر بارزة وبخيرة مثقفيها وشعرائها متميزة.
أيتها السيدات الفضليات أيها السادة الافاضل إن الجامعة هي الميزان الدقيق لوضع المجتمع وأن اضطلاعها بمهامها العلمية ومشاركتها في تفعيل الحياة الفكرية والسياسية والحراك الاقتصادي والاجتماعي من شأنه ان يضمن المستقبل ويطمئننا على الاجيال القادمة التي من واجبنا أن نحقق لها التفاعل مع واقع البلاد والتطلع الى غد افضل بما يتماشى مع المحيط العالمي السائر قدما في طريق التطور والرقي والمحفوف كذلك بالفتن والتحديات على كثير من الصعد.
واننا في الجزائر نعيش هذا الوضع المتسارع ونعايش هذا الظرف المتأرجح بين الواقع والمتوقع اذ أن على الجامعة الجزائرية مسؤولية خاصة في مجال البناء العلمي الرصين والحوارات الفكرية الرائدة والتوجيه الحضاري المستنير بما يضمن للاجيال تمسكا بالاصالة ومواكبة للمعاصرة بعيدا عن الصراعات التي لا جدوى لنا منها. ايتها السيدات الفضليات
أيها السادة الأفاضل إن أملنا كبير في أن تنفتح الجامعة على مجتمعها وعصرها وأن يصبح البحث العلمي في خدمة الانسان والاقتصاد الوطني بحيث يجيب عن التساؤلات الكبرى للمجتمع.
واقتناعا منها بأهمية البحث العلمي سخرت البلاد الامكانيات وعبأت الطاقات الممكنة بما يسهم في توفير الارضية لنهضة معرفية تخدم الوطن حاضرا ومستقبلا.
وقد سمحت تلك الجهود بتجهيز عدد كبير من مخابر البحث بأحدث المعدات ومكنت من إعتماد مشاريع بحث تندرج ضمن البرامج الوطنية بالشراكة مع القطاعين الاقتصادي والاجتماعي.
وأن الطموح مستقبلا سيتجه الى قطف ثمار هذه الجهود التي تؤهل الجامعة لأن تتبوأ مكانا أفضل في الترتيبات السنوية التي تجريها المؤسسات المتخصصة في العالم.
وما من شك في أن جهود الباحثين في جامعاتنا واسهامات الكفاءات الجزائرية التي تنشط لدى الجامعات الأجنبية ستشارك في تحقيق هذا المطمح الكبير.
وفي ذات السياق فقد عملت الدولة ضمن البرنامج الاصلاحي الذي نتوخاه على تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للاساتذة والباحثين والظروف البيداغوجية والمادية للطلبة إيمانا منها بأن التحدي الأول اليوم وغدا هو التحدي المعرفي والتكنولوجي.
ان الأعداد الكبيرة للطلبة تعد فرصة سانحة للبلاد لتزويدها بالإطارات المؤهلة وتحديا لها في توفير تكوين نوعي وإن الاصلاحات التي ادخلت على النظام العلمي والبيداغوجي تندرج ضمن هذا المسعى. حيث تعرف الجامعة اليوم تطورا في علاقتها بمحيطها سواء على مستوى منظومتها التعليمية التي ادخلت عليها تحسينات بما يجعل خريجيها اكثر تأهيلا لسوق الشغل أو على مستوى منظومتها الوطنية للبحث التي خطت اشواطا محمودة في بناء قدرات توضع في متناول اصحاب القرار والفاعلين الاقتصاديين.
ولا شك في أن جهودا كبيرة بذلت للانتقال بالجامعة من مدرجات وأقسام إلى مراكز امتياز ترافق جهود التنمية على كل مستوى.
أيتها السيدات الفضليات ايها السادة الافاضل لا ريب في ان العالم يعرف تحولات كبرى وان الأمة العربية والاسلامية تعيش مخاضا عسيرا وان الجزائر كجزء من هذا العالم الفسيح بطبيعة الحال تؤثر وتتأثر بما يجري حولها من احداث وتطورات .
وفي ظل هذه الظروف عملت الجزائر بمسؤولية وصدق على توفير مناخ لاصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تتماشى مع طموحات المجتمع وآماله في اصلاح متواصل عبر حوار بناء واستشارة واسعة لفعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني في كنف دولة الحق والقانون.
ونحن في مبادرتنا الى تلك الاصلاحات وتوسيعنا لدائرة النقاش نهدف الى ادخال تغييرات على المنظومة التشريعية المقننة للحياة السياسية من اجل تحقيق قفزة جديدة تتمثل في تجذير المسار الديمقراطي و دعم التوازن بين السلطات وضمان الحريات الفردية والجماعية وحقوق الانسان واضفاء الفاعلية على النشاط الجمعوي وتوسيع مشاركة المواطنين في العمل السياسي مع ترقية دور المرأة والشباب.
وما القرارات المتخذة اخيرا في هذا النطاق الا دليل على تصميمنا للوصول بالاصلاحات الى تحقيق مطامح الشعب وآماله في مستقبل تكون الجزائر فيه لحمة واحدة متحدة الارادة وليكون حاضرها ازكى ومستقبلها أرقى.
ا ننا نحمد الله على ان الجزائر الآن في عافية تعمل على بناء مجتمع قائم على مبادئ الحرية والعدالة والتضامن في ظل الامان والوئام بعد أن نجحت في تجاوز المحنة التي اصيبت بها في استقرارها وقدرتها على النهوض والتقدم.
وكان لابد لنا ونحن نحتفي بهذا الافتتاح من التنويه بما تحقق في العشرية الاخيرة من إنجازات كثيرة في جميع الميادين وما شيد من هياكل عديدة ومن جامعات ومعاهد تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.
لقد سمحت البرامج الاستثمارية العمومية المتتالية من تدارك العجز الذي خلفته سنوات العسر ومن بناء قدرات تنموية أخرى تضع الجزائر على اعتاب مرحلة تودع فيها زمن الضعف والهوان وتجدد عهدها مع النمو والرخاء .
واننا من هذه المدينة الشماء لنرنو الى تعمير علمي لكافة مناطق البلاد.
وكل أملي ان تكون الجزائر في مستوى الرهان ان بلدا اعطى عناية للفكر وبنى العديد من الجامعات لا خوف عليه من عاديات الزمن والعجاف من السنين. أن الجامعة امل الامة المرتجى الذي يسهم في تحقيق ذاتها وترقية حاضرها وسمو مستقبلها.
تلكم هي الجامعة الجزائرية في تطورها الحاصل سواء في مجال تعداد الطلبة والأساتذة أو من حيث توسيع خريطة التكوين وتنوعها وتزايد قدرات الاستقبال البيداغوجي والخدماتي لهذه المؤسسات.
وعليه فانني انتهز فرصة هذا الدخول الجامعي لأعلن عن ترقية المراكز الجامعية في كل من الوادي وخميس مليانة وسوق اهراس والبويرة وخنشلة وغرداية وبرج بوعريريج والطارف إلى مصف جامعات.
وفي السياق ذاته وسعيا لتحقيق توازن افضل لخريطة التكوين بما في ذلك التكوين في العلوم الطبية أدعو وزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات للشروع في دراسة امكانية احداث هياكل استشفائية جامعية في المدن التي تتوفر على الامكانات المادية والبشرية في جنوب البلاد قصد فتح تخصص الطب لدى المؤسسات الجامعية المعنية الاكثر استعدادا لذلك .
ولتكون السنة هذه محطة اضافية في مسار دعم الجامعة وازدهارها أعلن على بركة الله افتتاح السنة الجامعية 2011 - 2012 .
وفقكم الله جميعا وسدد خطاكم.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته"