زكرياء ابن الجزائر
2011-12-12, 17:05
× سمير رجل متقاعد في أواخر السبعينات ، يرتدي سروالا أزرق و قميص أسود مجعد قليلا دليلا على أن لا أحد يعتني به في البيت ، يعيش في حي شعبي في عمارة تتوسط الحي ، شقته تقع في الطابق ما قبل الأخير فقد كان يتعب للصعود و النزول و لهذا كان يقوم بإشتراء ما يلزمه من الحاجيات كل يوم أحد ، لقد كان وحيدا لم يرزقه الله بأولاد و لكن ذلك أثر فيه بشكل كبير فهو لا يعرف معنى الفرح و لكنه مخلص للغاية فقد عرف عنه هذا منذ صغره ،زوجته أمينة أصيبت بمرض الزهايمر ( ضعف الذاكرة ) و كان هذا قبل 7 سنوات من الأن . هنا أخذت حياته مجرى أخر فقد تركته أحسن شيئ عرفه في حياته زوجته أنيسة روحه . لذا توجب عليه بعد هذا ان يضعها في دار للرعاية لأنه لا يستطيع أن يرعاها لكبر سنه و ضعه و هناك ستلقى معاملة حسنة . أصبح سمير يذهب إليها كل صباح ليتناول معها الإفطار و إستمر هذا لمدة سبع سنوات رغم هذه المدة الزمنية لم يتغيب عنها و لو ليوم واحد ، رغم أن زوجته نست تماما من يكون و ذلك كان يؤثر في سمير بشكل عميق ،كان حارس دار الرعاية يراه كل صباح فيلقي عليه التحية و يتكلم معه بعض الشيئ ، الحارس إسمه كريم إنسان طيب للغاية ، و كان كلما يرى فيها سمير يسأله إن كان في حاجة إلى مساعدة أو لأي شيئ من هذا القبيل مع الأيام تطورت العلاقة بينها و أصبح كريم مثل الإبن الذي لم يحظ به سمير في حياته .
في يوم من الأيام سأل كريم الرجل سمير قائلا : ماهو سبب دخول زوجتك لدار الرعاية ؟
- فأجاب : لقد أصيبت بمرض ضعف الذاكرة
- فقال و هل ستقلق لو تأخرت عنها بعض الشيئ ؟
- فرد لا إنها لم تعد تعرف... من أنا.. إنها لا تستطيع التعرف عليّ منذ أكثر من خمس سنوات مضت...،
- فقال متعجبا : ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت؟
فقال سمير : و هو يضغط على يدي صحيح هي لا تعرف من أكون و لكن أنا أعرف من تكون ؟
فتأثر كريم لشدة إخلاص هذا العجوز الطاعن في السن و إمتلئت عيناه دموعا ، بعدها إستمرت العلاقة الطيبة بينهما ، و بعد عامان تزوج كريم و فرح سمير للغاية فهو من تحمل مصاريف العرس كاملة ، وبعدها بأسبوع تماما توفي الشيخ سمير إثر حادث مرور حيث كان متوجها إلى زوجته في الصباح الباكر .
× زكرياء ×
في يوم من الأيام سأل كريم الرجل سمير قائلا : ماهو سبب دخول زوجتك لدار الرعاية ؟
- فأجاب : لقد أصيبت بمرض ضعف الذاكرة
- فقال و هل ستقلق لو تأخرت عنها بعض الشيئ ؟
- فرد لا إنها لم تعد تعرف... من أنا.. إنها لا تستطيع التعرف عليّ منذ أكثر من خمس سنوات مضت...،
- فقال متعجبا : ولازلت تذهب لتناول الإفطار معها كل صباح على الرغم من أنها لا تعرف من أنت؟
فقال سمير : و هو يضغط على يدي صحيح هي لا تعرف من أكون و لكن أنا أعرف من تكون ؟
فتأثر كريم لشدة إخلاص هذا العجوز الطاعن في السن و إمتلئت عيناه دموعا ، بعدها إستمرت العلاقة الطيبة بينهما ، و بعد عامان تزوج كريم و فرح سمير للغاية فهو من تحمل مصاريف العرس كاملة ، وبعدها بأسبوع تماما توفي الشيخ سمير إثر حادث مرور حيث كان متوجها إلى زوجته في الصباح الباكر .
× زكرياء ×