تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : دفاعا على المعلم


أبواياد
2011-12-12, 16:35
http://forum.hawahome.com/nupload/443466_1308695347.gif

كثرت في الأيام الأخيرة المقالات التي تتحدث عن هيبة المعلم وعن مكانته في المجتمع وعن الأسباب التي أدت إلى هذا التردي الواضح في المكانة الاجتماعية التي وصل إليها المعلم.

ويكاد القراء والنقاد والمعلقين والكثير من الكتاب يجمعون على أن المعلم أصبح المطية التي يحق للجميع ركوبها والتطاول على مكانتها الاجتماعية.

http://www.etrmtr.com/vb/uploaded/1_hatth.gif
والغريب في الأمر انك تجد الكثير من التعليقات التي يكتبها القراء ذما أو قدحا في المعلم دون تفكير أو تروي بعد سماع أو قراءة خبر ما ثم تجد نفس الأسماء لنفس القراء تتعاطف مع المعلم وتحاول رفع مكانته الاجتماعية في نقدها وتعليقها على مقالة أخرى.

أي أن التعليقات التي يقدمها القراء تتلون حسب محتوى المقالة أو الخبر المنشور.

فان كان المعلم هو الذي يعتدي على الطالب انتصر المعلقون للطالب وأوسعوا المعلم شتما وقدحا وتحقيرا واتهموه بعدم التحلي بالأخلاقيات المطلوب توافرها فيه كونه مربي الأجيال والأمين على النشء الصغير وغيرها من الصفات التي يتخيلها هؤلاء في المعلم.

وينقلب الحال إلى العكس تماما عندما يعتدي الطالب على المعلم. حيث ينبري الجميع للدفاع عنه وبيان أهميته في المجتمع وانه يجب أن يتمتع بما يكفي من الاحترام ليؤدي رسالته التعليمية على أكمل وجه.

وفي كلا الحالتين يتفق الناقد للمعلم والمنتصر له على أهمية دوره.

فالناقد يطالب المعلم بالتحلي بأخلاقيات أفلاطونية لم يعد لها وجود في عصرنا هذا. والمنتصر له يترحم على الأيام الماضية حين كانت له هذه الهيبة والمكانة الاجتماعية المتميزة.

وهنا يبرز التناقض الكبير في التعليقات أو الآراء حول شخصية المعلم الذي أصبح من السهل شتمه وتوبيخه ومساواة فكره ومكانته الأدبية مع فكر ومكانة الطالب، وكأن المطلوب أن يكون المعلم ملاكا لا يخطئ ومربيا لا يحيد عن الصواب وأن يتعامل مع الطلاب بخلق الأنبياء وان يدير الخد الأيسر إذا لطم على الخد الأيمن بداعي التسامح والحلم والصبر في الشدائد.

وتكون المصيبة كبيرة إذا انتصر لنفسه. هنا تبرز المشكلة، إذ لا يحق للمعلم أن يثور أو يتأثر أو ينتصر لكرامته إذا أهين أو اعتدي عليه وإلا فانه سيعتبر متجبرا متكبرا وغير متصف بحميد الأخلاق.

فيا للعجب . كيف ننتظر أن يتمتع أبناؤنا بالكرامة والأنفة أن كنا نطرح هذه الصفة عن معلميهم. ولنسأل أنفسنا السؤال التالي: ماذا لو كان المعلم طبيبا أو مهندسا أو وزيرا واخطأ . هل سيتلقى نفس القدر من النقد والتوبيخ؟ لا اعتقد ذلك !!!! الكثير من القراء يراقبون المعلم في كل تصرفاته .

في لباسه وحركاته وخروجه ودخوله وينتقدون كل ما يقوم به.

فهل المطلوب أن يبقى المعلم على الصورة النمطية التي كان عليها عندما كان يمسك عصاه ويعلم الطلاب تحت شجرة مقابل بيضة أو رغيف خبز؟ وهل سيتلقى الاحترام بطريقة أفضل حينها؟ لا اعتقد ذلك أيضا !!!! الأخلاق الحسنة صفة يجب أن يتحلى بها الجميع ،والتربية الحسنة مسؤولية البيت قبل المدرسة.

فان كان الطالب يفتقدها في البيت فلن يكتسبها في المدرسة.

فلنبدأ من البيت وحينها سيكون لدينا معلما فاضلا قد تخرج من بيئة فاضلة داخل مجتمع فاضل يتعامل بالأخلاق الفاضلة ولن يكون هناك شكوى أو نقد.

كما أن علينا أن نحترم المعلم قليلا لنزيد من احترامه في عيون أبناءنا فلن يحترم الطالب معلما ينتقده والده أو يصرخ عليه ولن يستمع لمعلم تتطاول عليه والدته.

فلنكن القدوة التي يقتدي بها أبناءنا ولنمنح قليلا من الاحترام ولنتواصل معهم في غير شتيمة أو عنف أو اعتداء فأبناؤنا ليسوا ملائكة أبرياء في هذا الزمن والمعلمون بشر يصيبون ويخطئون .

http://www.thanwya.com/vb/image.php?u=53718&type=sigpic&dateline=1287147388