ب.جلولي
2008-12-05, 22:44
تشكو اللغة العربية الغربة والوحشة ، بعد أن اتهمت بالتخلف والنقصان وجلب البلاوي ، وبعد أن أستبدلت بلغة الغرب وباللغات المحلية محدودة الإنتشار ، ضييقة الإستعمال، وفي هذا المجال يقول العلامة الجزائري الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله:"لغة الأمة هي ترجمان أفكارها ، وخزانة أسرارها . فإذا حافظ الزنجي على لسانه ولم يبغ به بديلا ، وحافظ الصيني على لغته فلم يرض عنها تحويلا ، فالعربي أولى بذلك واحق . لأن لغته تجمع من خصائص البيان ما لا يوجد جزء منه في لغة الزنج أو لغة الصيني ، ولأن لغته كانت في وقت ما لسان معارف البشرن وكانت في زمن ما ترجمان حضارتهم، وكانت- في وقت ما- ناقلة فلسفات الشرق وفنونه إلى الغرب ، وكانت- في وقت ما- هادية العقل الغربي الضال ، إلى أمور الحكمة في الشرق ، وكانت- في جميع الوقات- مستدوع آداب الشرق ، وملتقى تياراته الفكرية ، ومازالت صالحة لذلك لولا غبار من الإهمال علاها ، وعاق من الأبناء قلاها ، وضيم من لغات الأقوياء المفروضة دخل عليها . وهي قبل وبعد كل شيء حاضنة الإسلام ودليله إلى العقول ، ورائده إلى الأفكار . دخلت به إلى الهند والصين ، وقطعت به البحار والفلوات ، وفيها من عناصر البقاء ، ومؤهلات الخلود ما يرشحها للسيطرة والتمكن . فقد احتوشتها الرطانات من كل جانب ، ودخلت عليها دخائل العجمة واللكنة ، فما نال كل ذلك منها نيلا . وان لغة يصيبها أقل مما أصاب اللغة العربية من عقوق أبنائها وحرب أعدائها ، لحقيقة بالاندثار والفناء..." واللغة العربية مظلومة من أبنائها قبل أن تكون مظلومة من أعدائها ، لم يفسح لها المجال حتى تبين جدارتها ، لقد اتهمت بعقم في شبابها وهي لم تدخل المجال بعد ، استعملت لغات الغرب في كل المجالات والعرب لم يبرحوا أماكنهم بعد..