تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية


جمال البليدي
2011-12-12, 03:12
الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية
لفضيلة الشيخ يحي الحجوري.


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فهذه عدة نقاط دارت في خلدي، مما يتعلق بالوسائل الخفية، لضرب الدعوة السلفية، ورأيت أن بيان ذلك من المهمات، فما كل إنسان يفهم هذا ويعرفه، وبيان هذا من التعاون على البر والتقوى، ومن باب
عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه
ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه


الوسيلة الأولى: التحريش، الذي يقوم به أضداد الدعوة السلفية بين حملة الدعوة السلفية، علماء، ودعاة، فينشرون في أوساطهم التحريش، وليس هذا بجديد، وإنما هو قديم من زمن الإمام البخاري وشيخه محمد بن يحيى الذهلي، ومن زمن الإمام مالك وابن إسحاق، ومن زمن عباس بن عبد العظيم، وعبد الرزاق وأئمة متقدمين، وهذا جهد الشيطان.
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن بالتحريش«، أي هو سائر في التحريش، عامل في التحريش، جاهد في التحريش، لا يفتأ من التحريش حتى يحرش بين الأخ وأخيه، والأب وابنه، ينصب عرشه على البحر، ويبث جنوده للتحريش بين الناس، ويأتي من يخبر بأنه حرش بين فلان وفلان، فلا يحبّذ ما صنع حتى يأتي من يقول: لا أزال بفلان وفلان حتى فارق امرأته، فيقول: نعم أنتَ ويتّوجه.
ومن سعى في ذلك يعتبر من جنود الشيطان في هذا، سواء حرش بين الأخ وأخيه، أو بين المرأة وزوجها، أو بين الجار وجاره، من المسلمين، كل ذلك من عمل الشيطان، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: »من خبب امرأة على زوجها ، أو مملوكاً على سيده فليس منا«، ومعنى خببها أي: أفسدها وجعلها تبغضه، وجعل المملوك يبغض سيده، ويتمرد على سيده، فيعينه على الإباق، ويعين المرأة على العقوق والشقاق على زوجها، الذي هو العشير، وأقرب جار لها، بل إن جعل الله المودة يكون من أحب الناس إليها.

الوسيلة الثانية: من الوسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية، التلفيقات والبتر والكذب عليهم، وما صنيع أولئك الفقهاء بأبي إسماعيل الهروي عنكم ببعيد؛ حقدوا عليه، فعمدوا إلى لعبة أطفال، على صورة صنم، وأرادوا أن يزوروا الوالي فمروا على أبي إسماعيل، ولما جلسوا إلى أبي إسماعيل قالوا: أردنا أن نمر على الوالي، فرأينا أن حقك أولى، نزورك أولاً ثم نمر عليه.
فجلسوا معه ووضعوا تلك اللعبة تحت فراشه وانصرفوا، ثم أتوا الوالي وقالوا: إن أبا إسماعيل يعبد صنماً، فغضب الوالي، ما يرضى في رعيته أن يحصل فيهم هذا المنكر العظيم، مهما حصل عند أولئك من المعاصي، ومن بعض من كان يسمع الغناء، وبعضهم كان عنده بعض البدع، لكنهم يغارون على الدين، ويقيمون الشعائر، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر في الجملة.
ومن ذلك القيام بالجهاد وغير ذلك، وبُغض الكفار، كان معلومًا عندهم، فلما سمع بهذا أرسل إلى أبي إسماعيل من يتأكد من هذا الخبر، وجاء ذلك المرسول ونظر تحت الفراش، ثم أخذه معه وقال: الوالي يدعوك، فأتى إليه، وقد أعطاه المرسول تلك اللعبة، فلما جلس رفع الوالي تلك اللعبة وقال: ما هذا يا أبا إسماعيل؟ قال: هذه لعبة للأطفال، قال له: ما هذا؟ وغضب عليه، إنهم يقولون: إنك تعبد صنماً، فلما رأى أبو إسماعيل أن الأمر جدٌ، وأنه قد بُهتْ، وأنه قد ظلم، قال: ((سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ))[النور:16]، ورفع بها صوته، وكان جهورياً، وهي كلمة مظلوم، فوقعت في قلب الوالي، فعلم أنه مكذوب عليه، وأن هذا من التلفيقات عليه، فلا يزال بأولئك الكذابين حتى اعترفوا، قال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: حملنا على ذلك شهرته بين الناس، أي: حسدوه، حتى أرادوا أن يهونوا من شأنه، عند الوالي على أقل ما يمكن، إن لم يقتله، أو إن لم يسجنه، ويستحريحون منه، فزاده الله بذلك عزاً، عند الوالي وغيره.
وأمر شيخ الإسلام ابن تيمية الذي نقله ابن بطوطة في «رحلته» هو من هذا الباب من التلفيقات التي تستخدم ضد الدعوة السلفية، شيخ الإسلام من تعرفون، زهداً، وورعاً، وعلماً، وصدعاً بالحق، وجهاداً في الله، بقدر ما يستطيع، نحسبه كذلك والله حسبيه.
وبعد هذا كله حسده أهل زمنه من المتفقه، واقرأ في مقدمة كتابه «الواسطية»، من كتاب «المجموع في الفتاوى لشيخ الإسلام»، ترى ما صنعوا له من أجل تأليف «الواسطية»، فيها قال الله، قال رسوله، «الواسطية» فيها كلام مثل العسل، ليس فيها إلا آية وحديث، وبعض الآثار، عن السلف رضوان الله عليهم، ومع ذلك اعتبروا هذا جناية على الدين، ولا يزالون يوشون به إلى الولاه، وينصره الله عليهم، ويبهت أولئك الذين أرادوا قتل الحق، ومن البهت له، ما صنع ابن بطوطة، إذ قال في «رحتله» تلك أنه ألتقى بشيخ الإسلام، وسمع له خطبة في مسجد دمشق، وفي أثناء تلك الخطبة نزل شيخ الإسلام من على المنبر وقال: (إن الله ينزل عن السماء كما أنزل عن منبري هذا)، سبحان الله هذا تشبيه مزري، وحاشا شيخ الإسلام من هذا القول، وإنما هو الكذب الصراح على شيخ الإسلام، وجاءوا بالتاريخ الذي ذكره ابن بطوطة أثناء لقياه لشيخ الإسلام آنذاك، وأن المتيقن أن شيخ الإسلام كان في بطن السجن، ولم يكن خطيبًا في مسجد دمشق، ففضح ابن بطوطة في هذه الكذبة بالتاريخ.
وكذلك يعفلون من المكر والخديعة والخيانة، التي يفعلونها عن طريق الكمبيوترات، وعن طريق الجوالات، وما إلى ذلك من أنواع الأجهزة.
يمكن أن يأخذ لك كلمة من قبل عشر سنين، ثم يلفقها بكلمة في هذا الوقت، ويلفق كلمة أنك قلت: فرعون كافر، فيأتي بها إلى رجل من المسلمين، ويطرح عليه كلمة كافر، وهكذا ما صنعه هؤلاء الحزبيون، أصحاب أبي الحسن المصري، المعروفون عندنا بأصحاب براءة الذمة في قولهم: إننا قلنا: إن أصحاب أبي الحسن يعتبرون لوطة، تالله لو قلت هذا في فرعون، وفي أبي لهب، وأبي جهل؛ لكان ظلماً، وكذباً، لأن هؤلاء كفرة، وليسوا بلوطة، فكيف بمن يقول هذا في إنسان مسلم، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: »من قال في مسلم ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال«، فنحن نبرأ إلى الله من هذا الكذب، ولنا أن نقول: على الكذاب لعنة الله، وعلى من قال هذا الكلام لعنة الله، إن هذا من الكذب، ليجتالوا به الناس، نحن والله ما نبالي، بهذه الأكاذيب، قال تعالى: ((فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ))[الرعد:17].
لكن حرام عليهم أن يصدوا الناس عن السنة، وعن طلب العلم، بهذه الأكايب، كل حين يختلقون لهم كذبة؛ يهوشون بها عل الجهال، فليستحيوا على أنفسهم، قال الله تعالى: ((إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ)) [النحل:105].
هذه المقولات يكذبون بها ويرجو نها على الناس ليصدوهم؛ عن طلب العلم، وطب العلم اشرعي سبيل الله، والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ))[النحل:94]، ألا فليتقوا الله، قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً?[الأحزاب:71].
الله علق صلاح الأعمال، وغفران الذنوب، بالقول السديد، وبطاعة الله سبحانه وتعالى، لا بالكذب والتلفيقات، وإذا ظهرت الكذبة عند من كُذب عليه، يصير من أشد الناس بغضاً للمبلس عليه؛ لأنه غشه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من غشنا فليس منا«، أخرجه مسلم،

الوسيلة الثالثة:التصنع والتزلف، عند علماء السنة، ليتسنى للحزبيين نشر ما يريدون، فإنهم إذا أرادوا نشر فكرهم ومبدئهم دون أن يقربوا من أهل السنة، الناس ليس لهم ثقة في الحزبيين، انتزعت ثقة الناس عن فتاوى الحزبيين، وانتزعت ثقة الناس عن منهج الحزبيين، فعملوا الآن مكراً جديداً، وهو: القرب من علما ءالسنة، والمكث عند أقدامهم، واستعمال الأخلاق المزيفة، التي هي عبارة عن اجتذاب وامتصاص غضب ذلك العالم عليهم.
وهكذا يعمدون إلى بعض كتب السنة، فيأتونك بكلام في الحقيقة منشور في بطون كتب السنة، فيجمع له فيه رسالة، ثم يقدمها إلى ذلك العالم، فضيلة الشيخ، من فضلك قدم لي، ويقدم له ذلك وأشاد به، وبهذا يكون قد صار عند ثقة دهماء الناس، ويستطيع أن ينشر أباطيله بين أوساط العوام من تحزب، ومن غش، تحت ستار أنه طالب عند العالم الفلاني، أو أنه قدم له العالم الفلاني، والله ما ينفعك؛ عند الله، وعند الحاذقين من خلقه، فإن واصل بن عطاء الغزال، وبعده عمرو بن عبيد وجملة من هؤلاء، كانوا من تلاميذ ذلك الإمام النحرير الحسن البصري، بل إن ذو الخوصيرة عبارة أنه واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم آنذاك، ممن رآه منهم من يقول منافق، ومنهم من يقول غير ذلك، بل إن ابن سلول في زمن النبي صلى الله عليه وسلم, وقد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم وغزى معه، وحضر معه، وصلى خلفه، وعمران بن حطان الذي صار من الخوارج يعتبر واحد ممن عايش كبار الصحابة، فهل هذا نفعهم؟، لما انحرفوا عن دين الله الحق، وبدأوا يقررون مناهج المبطلين، سواء كان منهجًا خارجيًا، أو كان المنهج القدري المتعزلي، أو ما إلى ذلك من المحاربة للسنة، ما نفعهم ذلك، ولكن نحن في زمن التبس به الحابل بالنابل، فقد يحصل من صاحب الباطل إذا تمسح بصاحب الحق؛ أن يغرر بعوام الناس وأشباههم، على حساب ذلك التمسح.
ألا فإني ناصح لمن يبلغه هذا الكلام من علماء السنة ومشايخها ودعاتها، أن ألا يفرحوا، ولا يتكثروا بقرب من رأوا منه الرغبة والرضى بأفكار الحزبيين، إما بأفكار سيد قطب، وإما بأفكار حسن البناء، وإما بغير ذلك من الأفكار، والله لقرب السلفي الذي يرجى خيره، ويؤمن شره، كما في الحديث: »خيركم من يرجى خيره، ويؤمن شره«، أجلّ وأفضل، وأحق من أن يقرب هذا الذي تجد منه تلك الكلمات اللماعة، وتقديم النعال، وفتح باب السيارة، ويقول: قال شيخنا، قال شيخنا، وهو على منهج منحرف.
.
الوسيلة الرابعة : محاولة جعل تكافؤ في الدعوات، توجد دعوات صوفية، ودعوات حزبية، ودعوات شيعية، ودعوات حق، ودعوات باطل، فيأتي بعض الناس فيحاولون جعل تكافوءٍ مذهبي، وقد صرح بهذا بعض المسئولين، ويقول: نحن ما نريد أن يكون سلفي فوق، وصوفي تحت، سلفي فوق، وحزبي تحت، ولكن يريدون أن يضربوا هذا بهذا، حتى تنفذ لهم مآربهم، ومن قال قولاً من السلفيين، يقال: قد خالفك العالم الفلاني، يأتون له بصوفي، أو يأتون له بشيعي، أو يأتون له بحزبي، فيقولون للمجتمع: هذا عالم، وهذا عالم، أنت تقول الانتخابات غير جائزة، وغيرك قال: الانتخابات جائزة، أنت تقول: الديمقراطية كفر، وغيرك مثل الصوفي الكشرك مرعي صاحب الحديدة، ومن حوله يقولون: الديمقراطية نعمة، أنت تقول: الإختلاط محرم، وغيرك يقول: هو ضرورة، أنت تقول: الربا حرام، وغيرك يقول: اقتصاد البلاد، ويجعلون الحق عبارة عن صوت من تلك الأصوات.
وهذا في الحقيقة تزهيد في الحق، وإعراض عنه، نسأل الله السلامة والعافية، العبرة بالحق، وليست العبرة بقول فلان أو علان.
وأيضاً يحاولون محاولة أخرى،: أن يجعلوا في الدعوة نفسها، من يعمل تكافئاً حتى يكونوا عبارة عن آراء متضاربة، منهجهم واحد، وآرؤهم شتى؛ عبد الله له رأي، وزيد له رأي، وعمرو له رأي، وكل واحد يريد أن ينفذ رأيه، فمن هنا يحصل الشتات، وتضارب الآراء، ويحصل ما يريده أعداء الدعوة السلفية؛ من الوقيعة منها، بالشحناء والاحتكاكات، وكل يقف ضد الآخر، ويحاولون نزع الثقة فيمن يرونه موثوقًا عندهم، وأن يكون الكل عبارة عن فوضى، ليس لهم دعوة منضبطة على شخص وكم قيل:
لايصلح الناس فوضى لا سراة لها
ولا سراة إذا جهالهم سادوا

ولكن هذه المحاولة كلّها فاشلة، بإذن الله عزوجل، وله الحمد والمنة، فإن الله عزوجل يقول: ((لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ)) [الروم:4]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لابن عباس: «وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الْأَقْلَامُ، وَجَفَّتْ الصُّحُفُ»، أخرجه الترمذي، وهو حديث صحيح، ولو كان الأمر موكولًا إلى الناس، لما قامت دعوة المرسلين عليهم الصلاة والسلام، وإنما ذكرنا ذلك؛ لمعرفة ما يحاك لهذه الدعوة. والله المستعان.
الوسيلة الخامسة: محاولة دخول الحزبيين في أوساط السلفيين، وفي معاقلهم، وتفكيكهم، ألا تلاحظون حفظكم الله ما صنعوا في السعودية؟، فإنهم لما رأوا دعوة التوحيد والسنة سائدة في تلك الدولة، حاول الحزبيون من أصحاب أفكار حسن البناء، وسيد قطب، أن يدخلوا في جامعاتهم، وأن يدخلوا في شئون دعوتهم باسمهم؛ حتى أنشأوا من يقوم بالدور، ولما حصل هذا القيام بالدور، من أيادي قوية ممكّنة، جعلوا يزحزحون السلفيين عن كثير من الأعمال الهامة، واحداً بعد واحد.
والله يا أصحاب المراكز السلفية، إن دخول الحزبيين في أوساط السلفيين، من أعظم التمييع لهم، ألم يقل الله سبحانه وتعالى عن المشركين: ((وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ))[القلم:9]،
فقد ذكر إماما التفسير ابن جرير الطبري، وابن كثير الدمشقي وغيرهما حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: اجتمعت قريش يوما فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فيأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ماذا يرد عليه، فقالوا: ما نعلم أحدا غير عتبة بن ربيعة، فقالوا: يا أبا الوليد أنت، فأتاه عتبة فقال: يا محمد أنت خير أم عبدالله؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أنت خير أم عبدالمطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إن كنت تزعم أن هؤلاء خير منك فقد عبدوا الآلهة التي عبت، وإن كنت تزعم أنك خير منهم فتكلم حتى نسمع قولك، إنا والله ما رأينا سخلة قط أشأم على قومك منك، فرقت جماعتنا، وشتت شملنا، وعبت ديننا، وفضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريش ساحرا، وأن في قريش كاهنا، والله ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى ويقوم بعضنا إلى بعض بالسيوف حتى نتفانى، أيها الرجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا واحدا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرًا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فرغت؟» قال: نعم، فقال: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ حم * تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ * بَشِيراً وَنَذِيراً فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ)) إلى قوله تعالى: ((فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ?» [فصلت:1-13]. فقال عتبة: حسبك حسبك ما عندك غير هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا».. الخ تلك القصة.
وأخرجها أبويعلى في «مسنده» وابن أبي شيبة في «مصنفه» وعبد بن حميد في «مسنده» ولها طرق تصير بها حسنة السند، كما أنها حسنة المتن.
فأئمتنا نصرهم الله بالحق؛ إبو إسماعيل الهروي يقول: عرضت على السيف كذا، وكذا مرة، لا يقال لي اترك دينك، ولكن يقال لي: أسكت عمن خالفك، فأقول: لا.

الوسيلة السادسة: زرع الجدل في أوساط السلفيين، بألفاظ مجملة، وقد ثبت من حديث أبي أمامة رضي الله عنه: أن النبي ? قال: »ما ضل قومٌ بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل«، ومن أشد الناس جدلاً وفراغاً هم الحزبيون أهل الباطل، ما عندهم ما يشغلهم، حتى لما كانوا فارغين، شغلوا أصحابهم ومن يليهم بعلم لا ينفع، ولا يستطيعون أن يعرفوا به كيف يصلون ، وكيف يوحدون الله سبحانه وتعالى ويعبدونه، سموه: (الإعجاز العلمي)، وبذلوا له الملايين من أموال المتطوعين، وأنشأوا له المعاهد، وأوجدوا له المدرسين، ويضيعون الناس، يقول قائلهم: من الإعجاز العلمي أن فرعون مات بالغرق، لقد اكتشف الآن أنه أوتي بمختبرٍ طبي، فاختبروا تلك الجثة، فوجدوها أنها ماتت بالغرق، ويأتون بأدلة، قال تعالى: ((سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ))[فصلت:53].
وما تبين لكم الحق إلا بذلك المختبر، أن فرعون مات بالغرق، وفي القرآن عدة آيات أن الله أغرق فرعون، فتأتون له بهذه الشواهد والمتابعات.
انظروا يا إخوان عدم القناعة بالحق، والتشكيك فيه عن طريق الإعجاز العلمي، وأن هذا هو التوحيد، فهذا زرع الجدل بين أوساط الناس، فلا تجد من يسمع بهذا إلا وهو يقول: أرأيت هذا صحيح، أم ليس بصحيح؟، ويشغلون الناس بهذا الضياع، فالجدل من وظائف هؤلاء الفرغ.
ومما يصنعونه بين أهل السنة وغيرهم، مسائل لا خاضها البخاري، ولا مسلم، ولا الإمام أحمد، ولا مالك، ولا الأوزاعي، ولا أئمة السنة، من السفيانين، والحمادين، وغير هؤلاء، ما أحد قال في ذلك، تارك جنس العمل مسلم أو كافر؟ هذا السؤال محدث، لم يكن في كتاب ولا سنة، وأيضاً هذه ألفاظ مجملة، من علم كفره بالدليل يقال: كافر، أما هذه الاجمالات فمحدثة، وقد تُسْتغل ممن لم يفطن للتفصيل في ذلك.
ومن هذه المسائل الجدلية، التي يطرحونها في أوساط السلفيين لشغلهم وتضيع أوقاتهم، قول بعضهم: هل العمل شرط في صحة الإيمان، أم في كمال الإيمان، وهذا أيضاً الذي عليه الدليل، والذي عليه السنة، وبوب عليه البخاري: أن الأعمال داخلة في مسمى الإيمان، ومن أدلة ذلك، قول الله تعالى: ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ))[البقرة:143]، وفي »الصحيحين« من حديث أبي هريرة أن النبي ? قال: »إن الإيمان بعض وستون شعبة، أعالها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان«، وحديث: »حب الأنصار من الإيمان، وبغضهم من النقاق».
والحزبيين يأتون بألفاظ مجملة يشغلون بعض طلبة العلم، فبعضهم كل ما وجد من قربعة لقطها، ويظن أنه حصل على علم، ويريد أن يقررها على زميله.
.
وكم شغلوا الناس بنظرية داروين، وأن الإنسان كان أصله قردًا، والله عزوجل يقول: ((مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ)) [الكهف:51].
وكم شغلو الناس ببعض نظريات الكفار: أن الشمس ثابتة، والأرض تدور، والله عزوجل يقول: ((وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)) [يّـس:38]، ويقول: ((إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا وَلَئِنْ زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ)) [فاطر:41].
والأولى البُعد عن الجدل الفارغ، وطالب العلم بحاجة أن يقبل على ما ينفعه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: »أحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزن«.


يتبع بإذن الله.....

مشكاة الهدى
2011-12-12, 06:42
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربً العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله أنزل الكتاب تبيانا لكل شيء فما ترك خيرا يقربُ إليه إلا دّلنا عليه وما ترك شراً يباعدُ عنه إلا حذرنا منه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المبلغ عن ربه تشريعه ووحيه فما قُبض حتى أتم البلاغ وأقام الحجة على العالمين بما جاء به من الحق المبين فتركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك صلى الله عليه وسلم صلاة وسلاما دائمين أرجو بهما شفاعته يوم الحساب
فالسلفية لمن لا يعلم معناها هي سننة السلف والسلف هم اصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والتابعون له
والانتماء الى السلفية ليس معناه الانغلاق والتشدد بل معناه الانتماء الى ما كان عليه اهل الحديث

بارك الله فيك على الموضوع متابعون للتكملة بحوله تعالى

أبوعبد اللّه 16
2011-12-12, 14:09
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اسمحلي اخي جمال موضوعك قريت منو الصباح و مزال نقرا منو
ما شاء الله و الله غير تحفة، بارك الله فيك على النقل
كل الوسائل التي ذكرتها حقيقة موجودة، و نراها بأم اعيننا
لكن الحق، و ان اختفى مدة من الزمن سيظهر.

جمال البليدي
2011-12-16, 02:34
بارك الله فيكم وجزاكم على ما تفضلتم به من تعليق وإضافة وتأييد.

جمال البليدي
2011-12-16, 02:39
الوسيلة السابعة: تشويه صورة الدعوة، إما بتكفير، وإما بغلو في تبديع أو تفسيق بغير حق، ونحو ذلك، مما يحصل من الحدادية وأضرابهم، فلهذا يستغله أعداء الدعوة السلفية؛ لتنفير الناس عنها، ويصير هذا من أعظم الواسائل الخفية لضرب الدعوة السلفية.
وليس ببعيد أن يدس أمثال هؤلاء لمقاصد؛ فإنا نلاحظ بعض من يعيش في أحظان الكفار في بريطانيا، وغيرها من بلاد الغرب، ويقوم في وسطهم ببعض التفجيرات؛ التي يستفيد منها الكفار في ضرب الإسلام، واضطهاده أهله، واستغلال كثير من ثرواتهم، مقابل تلك التفجيرات، وهذا نموذج واحد لخطط أعداء الحق.
الوسيلة الثامنة: مد الأيدي لبعض المغفلين من السلفيين، وبذل الأخلاق المزيفة، فترى بعض السلفيين، إذا احتك بحزبي، وعنده بعض الأخلاق أو رأى منه بعض العطايا، والهدايا، بعدها يتلقى منه التزهيدات في إخوانه السلفيين، وفي منهجهم، وفي دعوتهم، وسيرتهم، ولو كانت بباطل ملبّس، إنقدح ذلك في قلبه وذهب يدافع عن ذلك الحزبي، ويكون عبارة عن موزع لفكره بين أوساط السلفيين، فيكون ذلك المغفل، استغله الحزبي بهذه الوسائل، والله المستعان.
الأخلاق مطلوبة، الخُلق الحسن مطلوب، ولكن ليس خلق حسن على حساب عقيدتك، وعلى حساب الدعوة السلفية، يعطيك خلقًا حسنًا ويغرر بك، ويبعدك عن العلم والسنة.

الوسيلة التاسعة: التنفير المباشر عن الدعوة السلفية، بقولهم: هؤلاء يجرحون، هؤلاء يتكلمون في العلماء، هؤلاء يغتابون، هؤلاء شغلوا أنفسهم بالكلام في الناس، هذا تفير مباشر، وهناك تنفير غير مباشر؛ وهو أوسع وأشد، وأضر من الأول، وهو نوع من التزهيد عن علماء السنة، وعن تلقي العلم عنهم؛ بالطعن في قدرتهم العلمية، ويغلون ويبالغون فيمن هو معهم، ولو لم يبلغ في العلم عشر ذلك السلفي، أو يقولون: ما عندهم شهادات، أو ما عندهم تنظيم، أي: على ما يريدون، أو ما عندهم أكل طيب، ويكون في هذا التزهيد صرفه عن الخير.
والتحذير غير المباشر، قد يحمله بعض المغفلين حتى وإن كان سلفياً.


يتبع إن شاء الله .....

مشكاة الهدى
2011-12-16, 06:37
بارك الله فيك
وجعله في ميزان حسناتك
متابعة باذن الله
فقط ملاحظة صغيرة اخي
لا تتاخر في تكملة الموضوع

جمال البليدي
2011-12-16, 23:16
الوسيلة العاشرة: من الوسائل لضرب الدعوة السلفية، تشويه صورة الجرح والتعديل، الذي أجمع عليه علماء المسلمين، والذي عليه أدلة الكتاب والسنة، وفي مقدمة »المخرج من الفتنة« ومقدمة »الجامع الصحيح« ومقدمة »الطبقات"
لما حصل للدعوة السلفية بعد موت شيخنا رحمة الله عليه من الحالات«، قدر طيب ولله الحمد، وقد قرر ذلك أهل العلم في بطون الكتب، بما لا مزيد عليه.
وهؤلاء يظهرون الجرح والتعديل، لمن يستحقه، وممن هو أهل له، ويجعلونه غيبة، ويشهونه، حتى لا يزهد الناس فيهم، وحتى يكون كل الناس عندهم على حق، ويصير كما يقول بعضهم: والله جعلتمونا في دوامة، ويصير كما يقول بعضهم: والله ما ندري مع من الحق، من أين جاء هذا؟ من التمييع، ومن التزهيد، ومن تشيوه صورة الجرح و التعديل، وصورة أهل السنة، وصورة علماء السنة الحق، مخطط فاجر، سلكه فرعون، وجنوده، ضد موسى عليه الصلاة والسلام، حتى أظهروا للناس أنه يريد أن يظهر في الأرض الفساد، وحتى أظهر وا أنهم هم المصلحون، قال فرعون: ((مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ))[غافر:29].
وقال الله: ((وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ))[هود:97]، قال تعالى: ((وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ)) [غافر:26] .
وسلكه المنافقون، قال الله تعال عنهم: ((وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ)) [البقرة:12].
وسلكه اليهود والنصارى والمشركون ضد النبي صلى الله عليه وسلم أنه ساحر، وأنه كاهن، وأنه به مرض، وما إلى ذلك حتى جاء ضماد الأزدي، وقال: يا رسول الله، إنهم يقولون: إنه بك ريح، وإني أرقي من هذا الريح، إن شئت رقيتك، ولما فرغ قرأ النبي صلى الله عليه وسلم : »الحمد لله، نحمده ونستعينه، ...إلى آخر الخطبة البليغة«.
قال ضماد الأزدي رضي الله عنه: أعدها عليّ، فأعادها عليه، قال: والله لقد بلغنا ناعوس البحر، وما هي بالشعر، ولا بالسحر، ثم بايع النبي صلى الله عليه وسلم في الحال، لما تبين له أكاذيب أولئك الذين يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم: إنما به سحر، وهكذا ثمامة لما ربط في سارية كان النبي صلى الله عليه وسلم يمر عليه ويقول: »ماذا عندك يا ثمامة))، قال: عندي خير يا رسول الله، إن تقتل تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، فكان كذلك اليوم الأول، والثاني، والثالث، ثم أطلقه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما أطلقه أسلم، وقال: والله يا رسول الله، ما كان على وجه الأرض من وجه أبغض إليّ من وجهك، ولما أسلمت كان وجهك أحب الوجوه إليّ على الأرض، وما كان من دين أبغض إليّ من دينك، والآن ليس ديناً أحب إليّ من دينك، وما كان من بلدٍ أبغض إليّ من بلدك، والآن بلدك أحب البلدان إليّ، إلى آخر ما ذكره قالوا: صبوت، قال: ما صبوت، ولكني أسلمت.
لما تبين له، ورأى الخلق الحسن؛ من رسول الله صلى الله عليه وسلم، مكارم حقة، ودلائل نبوة، وذهب عنه ذلك الزيف والتشويه الذي كان يُلقى عليه ويسمعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الوسيلة الحادية عشر: محاولة إدخال السلفيين في أعمال الحزبيين، فرب سلفي يقال له: تعالى اعمل عندنا أنت أمين، تقوم بهذا الواجب، فلو تخلى عنه أمثالك سيضيع، ولا تدري بعد أيام إلا وقد صار ضداً للحق، ويتنكر لما كان يدعو إليه من قبل، وهذا ما هو خافي عنكم، أن أناساً التحقوا بالحزبيين، وبجمعياتهم، إما أخذوه للإمارات، وبقوا يجالسونه العشاء عند فلان، والفطور عند فلان، والغداء عند فلان، وفلان عنده جلسة، ويلتقي بالشيخ الفلاني، حتى صار مميعاً، وصار متنكراً للدعوة السلفية، وصار يقول: إن جاءني تبليغيٌ أمكنه، وإن جاءني إخواني أمكنه، وإن جاءني سلفيٌ أمكنه، ولا أرد أحداً من مسجدي فالناس كلهم عنده على الحق.
الوسيلة الثاني عشر: إثارة الطالب على شيخه، ولاتتكلف كبير شيءٍ، فلكم عبرة بما حصل من إثارة أصحاب جمعية إحياء التراث، أصحاب جمعية الحكمة، على الشيخ مقبل رحمة الله عليه، أثاروا عليه أناساً هم من تلاميذه، وبعد ذلك يقوم واحد من هنا، وواحد من هناك، وواحد من هناك، ثم يكونون لهم جمعية، ويحتقرون الشيخ أنه عنده أخطأ لا يعرف القياس، وأنه في مسألة الإجماع أيضاً لم يحسن في ذلك، أنه، وأنه، كما صنع أحدهم آنذاك، وهو: محمد بن موسى البيضاني، فغرروا بهم حتى قال قائلهم: القافلة ماشية، إما أن تلحق بنا؛ وإلا فإنك لم تضر الدعوة، وما هي إلا أيام وترى أحدهم مخزناً، ضائعاً، وليس له أي أثر علمي نافع.
أليس هذا من المسخ؟، ومن إثارة الطالب على شيخه؟، وعلى أن هذا الطالب إذا ثار على شيخه السلفي معناه، على أنه أستفاده الحزبيون، وحُرم من شيخه، وقد تفشل دعوته؛ كلما ذهب إلى بلدٍ، يقولون: هذا تكلم فيه شيخه، وهو أعرف الناس به.
الناصحون ما يقبلونه؛ من ناحية أنه مجروح، ومن أجل أنه تكلم فيه شيخه، وغير الناصحين يتخذنها سلماً لضرب دعوته، فهذه من جراء إثارة الطالب على شيخه، وجعله يحتقر شيخه، ويتطاول عليه.
وقد ضاع أصحاب براءة الذمة والله بسبب غش بعض الحزبيين لهم، وهو أبو الحسن، وما كان في صالحهم. والله المستعان.

مشكاة الهدى
2011-12-17, 07:06
الصلاة والسلام على من لا نبي بعده

بارك الله فيك اخي وجزاك كل الخير على الافادة والوضيح
لا يجوز لكل مسلم ان ينكر انتمائه للسلف الصالح ولا ان يبقى مكتوف الايدي امام الحملة الشرسة التي يقودها اعداء الامة اتجاه السلفية
واللغط الحاصل هذ الايام بشان اهداف الدعوة السلفية من طرف دعاة التغريب واصحاب الفرق المخالفة خوفا من الدور الذي قد يلعبه
السنة امام الانهيارات الجماعية للانظمة القمعية والاستبدادية

سلمت يداك اخي الفاضل
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

khalil83
2011-12-17, 12:29
جزاك الله خير وبارك الله فيك

الواثق
2011-12-17, 13:07
موضوع قيم اخي الفاضل..............وأفضل خطة للدفاع لتي يعتمدها اهل الاهواء هي الهجوم بكل الوسائل...........بارك الله فيك

سآجدْ للهْ
2011-12-17, 13:11
|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله|||~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله|||~~~|||وبحمده||
بارك الله فيك


جوزيت خيرااا

|||ردد معي|||~~~|||~~~|||الله|||~~~|||أكبر|||
|||~~~|||~~~|||~~~اللهم ارزقنا الجــــــــــــــنه امين
|||ردد معي|||سبحان|||~~~|||الله|||~~~|||وبحمده|||

جمال البليدي
2011-12-18, 02:51
الحمد لله أما بعد:
جزاكم الله خيرا على تعليقاتكم وعلى ما أثريتم به الموضوع من ملاحظات وتوجيهات مهمة للغاية.

جمال البليدي
2011-12-18, 02:57
الحمد لله أما بعد:

السلفيون والفخ الأمريكي ج1:
http://www.safeshare.tv/w/BJhcTrUZcg

السلفيون والفخ الأمريكي ج2:
http://www.safeshare.tv/w/OQSBxoTTyJ

السلفيون والفح الأمريكي ج3:
http://www.safeshare.tv/w/OiUbqXpBIz

السلفيون والفخ الأمريكي ج4:
http://www.safeshare.tv/w/pdQOVIBZFd

مشكاة الهدى
2011-12-18, 06:34
السلام عليكم


بارك الله فيك اخي على هذه الاضافات القيمة
جعله الله في ميزان اعمالك

جمال البليدي
2011-12-18, 19:37
السلام عليكم


بارك الله فيك اخي على هذه الاضافات القيمة
جعله الله في ميزان اعمالك

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته :
وفيك بارك الله أختاه ولك بمثل ما دعوتي لأخيك وزيادة إن شاء الله.

جمال البليدي
2011-12-18, 19:40
واجبنـــا تجـاه السلفيـة
واجبنا تجاه السلفية

من خطبة مفرغة للشيخ سلطان العيد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق؛ ليظهره على الدين كلِّه وكفى بالله شهيداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلَّما تسليماً مزيداً، أما بعد :
* فيقول الله عز وجل في محكم التنزيل: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ). قال العلامة السِّعدي:"وهذا يشمل النِّعم الدينية والدنيوية، (فَحَدِّثْ) أي: أثنِ على الله بها، وخصصها بالذكر إن كان هناك مصلحة، وإلا فحدِّث بنعم الله على الإطلاق، فإن التحدُّث بنعم الله داعٍ لشكرها، وموجبٌ لتحبيب القلوب إلى من أنعم بها؛ فإن القلوب مجبولة على محبة المحسن". ا.هـ
ومن هذه النِّعمِ الجليلة والمِنَحِ العظيمةفي أيامنا : ظهورُ السُّنَّة، واندحارُ البدعة، وإقبالُ الناس شرقاً وغرباً على التمسك بالمنهج المبارك: المنهج السلفي. وعلى الانضواء تحت راية أهل السنة السلفيين؛ الذين يهدون بالحق وبه يعدلون؛ من الصحابة الأخيار، والتابعين لهم بإحسان، والأئمة المهديين؛ كالأئمة الأربعة ومن سار على نهجهم من العلماء الأبرار، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب، وغيرهم من العلماء الناصحين الأخيار.
* ومن عجيب صُنع ربنا تعالى: أنَّ أهل الباطل قد أجلبوا بخَيْلهم ورَجْلِهم للصدِّ عن سبيل أهل السنة السلفيين، فروَّجوا الأباطيل، وافتروا الأكاذيب، واختلقوا الشُّبه، ومكروا مكراً كُبـَّاراً . ولكن أبى الله إلا أن يُظهر نوره، وينصر سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فشرحَ الصُّدورَ لهذه العقيدة الصافية، وساقَ القلوبَ إلى منهج السلف الصالح، وخذلَ أهلَ الباطلِ، وردَّ كيدهم، فالحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً.
* وهذه النعمة المباركة التي نعيشها اليوم،للمؤمن الموحِّد معها آداب شرعية، وضوابط مرعية، منها :
أولاً: حمدُ الله وشُكره على هذه النِّعمة؛ فإن النِّعمَ تدومُ بالشُّكْرِ، وتَـزُولُ بِضِدِّه. وهذه النِّعمةُ الدينية أعظمُ عند الموحِّد من النِّعم الدنيوية.
ثانياً: الثباتُ على هذه العقيدة الصافية، والسعي لنصرتها والذب عنها ونشرها أكثر مما هي عليه الآن؛ لأن أهلَ السُّنة إذا أهملوا الدعوة إلى عقيدتهم والرد على ما يضادها : تسلَّط عليهم أهل الأهواء والبدع؛ فأفسدوا عليهم شبابهم وعوامهم.
ثالثاً: الحرصُ على التعلُّمِ والتَّعليم؛ فإن هذه العقيدة إنما تُنصر بالعلم والحجة والبرهان، وأهل الباطل عندهم شبهٌ وأباطيلُ لا يمكن للسلفي ردُّها إلا إذا كان ذا علمٍ وبيان.
* والدعوات السلفية التي اعتنى أهلها بالعلموالتعليم بقيت وانتشرت وأثمرت؛ كدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية - قدَّس الله روحه- وتلامذته من بعده كالإمام ابن القيم والحافظ ابن كثير، ودعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب – غفر الله له وأجزل له الأجر والثواب- فإنه لم يَمُتْ حتى خلَّف عدداً كبيراً من تلامذته، قاموا بالدعوة والبيان، حتى أصبحوا فيما بعدُ علماءَ البلدان، وأنصارَ السُّنة بالحجة والبرهان.
* وكذلك الدعوات السلفية التي هي من ثمراتتلك الدعوة الإصلاحية، في عموم البلدان الإسلامية: كدعوة أهل الحديث في الهند وما حولها، ودعوة أنصار السنة في مصر، ودعوة العلامة الألباني في الشام، والعلامة تقي الدين الهلالي في المغرب ، ودعوة العلامة مقبل الوادعي في الديار اليمنية، وغيرها من الدعوات الإصلاحية التي قامت على العلم والتعليم، والدعوة إلى الله على بصيرة وهدى، بقيت ثابتة راسخة.
* ومما يُضعفُ الدعوة السلفية : انصرافُ بعض أتباعها عن العلم والتعليم، وحفظ المتون وتدارس السُّنن، إلى القيل والقال؛ الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فيكتفي بعضهم بالانتساب إلى السلفية دون تعلُّمٍ وتفقهٍ في منهج السلف وعلومهم. ويزدادُ الأمرُ سوءًا إذا تصدَّر هؤلاء العوام في أمر دعوي سلفي؛ فيفسدون من حيث يريدون الإصلاح. وأهل السنة - بحمد الله- الرياسة عندهم في الدين: لأهل العلم الناصحين؛ كما ورد في الحديث: «..حتى إذا لم يبقَ عالمٌ ؛ اتـَّخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهَّالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا».
* ونصيحتي لمن رزقه الله علماً من إخوانناالسلفيين : أن يبذُلَ علمه في المساجد ودور التعليم وغيرها، وأن يجلس لتعليم الناس أمر دينهم، وتبصيرهم في المنهج السلفي.
رابعاً: الحرصُ على الدعوة إلى المنهج السلفي، فإن السلفيَّ الناصح مفتاحُ خيرٍ لإخوانه، يدعوهم بالعلم والحكمة والوضوح في الدعوة، ويحذرَ كتمان الحقِّ مُراعاةً للخلق بدعوى الحكمة! فإن هذا خلاف البلاغ المبين الذي أمر الله به الأنبياء والمرسلين.
خامساً: التَّجرُّدُ للحقِّ والبُعد عن التحزُّب للأشخاص، فإذا كان أهل السنة السلفيين ينهون عن التعصب للأئمة الكبار المُـتَّبعين كأحمد بن حنبل ومالك والشافعي وغيرهم، فكيف بمن هو دونهم ؟! وإذا كان أهل السنة مع توقيرهم وإجلالهم وتدارسهم لكتب فقهاء الملة؛ إلا أنهم ينهون عن التعصب المذهبي؛ ذلك أن العبرة بالدليل الشرعي.
أقول: إذا كان الأمر كذلك : فهم ينهون عما يسميه العلامة الألباني – غفر الله له- "التعصُّب للمشايخ"، فإنه قد جنى على الدعوة السلفية وأنبت : حزبية خفيَّـة ! فتراهم يُحذِّرون من الحزبية البغيضة وهم واقعون في نوعٍ منها، شعروا أم لم يشعروا ! وترى هذا واضحاً عند الخصومات والاختلاف ؟! فاللهم اكفنا شرَّ الفتن، ما ظهر منها وما بطن .. والواجبُ على السلفي : أن يبحث عن الحق، وأن يكون متبعاً للدليل، مع توقير الأئمة والعلماء.
سادساً : التراحمُ فيما بينهم؛ فقد كان السلف يقولون :"إذا سمعتَ برجل من أهل السنة في المشرق أو المغرب، فابعث إليه بالسلام، ما أقلَّ أهل السنة". والله عز وجل وصفَ سلفنا الصالح بأنهم (رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)، فليكن هذا من سيما أهل السنة، ومن أخلاقهم المرعية عند التعلم والتعليم لإخوانهم ومناصحتهم، وعند التعامل بينهم. وإذا نُزع التراحم من بين أهل السنة؛ تفرَّقوا، واختلفوا، وسَرقَ أهلُ الأهواءِ مَنْ كان ضعيفاً منهم، فاللهم ثبتـنا يا عزيزُ يا غفَّار .
سابعاً: الحذرُ من القولِ على الله بلا علم، والحذرُ من دخولِ المرءِ فيما لا يعينه، فأهلُ السُّنة اليومَ - بحمد الله- لا تخلوا منهم بلاد، وهم أقسام: فمنهم العامي: وكثير من شبابنا من هذا الصنف، ومنهم طلبة العلم وهم درجات، ومنهم العالم. فعلى العامي أن يعرف قدر نفسه، وأن لا يخوض فيما لا يحسنه من مسائل الدين، بدعوى نصرة السنة !؛ لأن السنة لا تنصر بالتكلم في دين الله بلا علم.
وعلى العاميِّ السلفي: أن لا يتصدَّر في مجادلةِ أهلِ الأهواء والبدع، فقد يُلبِّسون عليه دينه بما عندهم من شُبه، وليس عنده من العلم ما يردُّ به ضلالهم شبههم.
فعلى العوام والشباب السلفي : الإقبالُ بقلبٍ صادقٍ على طلب العلم، وسؤال العلماء عمَّا يشكل عليهم.
ثامناً: الصَّبرُ وحسنُ الظَّنِ بالله، فإذا ما تكالبَ الأعداءُ عليكم فاحسِنُوا الظنَّ بربكم، وأيقنوا أن الله ناصرٌ دينه، ومعزٌّ أوليائه، وانظروا إلى من سبقكم من أهل السنة؛ كالإمام المبجَّل أحمد بن حنبل، بقي وحيداً في الفتنة يصدع بالحق ويصبر على الأذى، حتى أظهر الله أمره، وأعزَّ شأنه، وجعل محبته في قلوب الموحدين. فاصبروا – بارك الله فيكم- ولا تهنوا ولا تحزنوا، واعلموا : أن كيد الشيطان وحزبه ضعيف، وأن العاقبة للمتقين.
تاسعاً: الحذرُ من مداخل الشيطان وحزبه، فإنهم يسعون في الإفساد بين أهل السنة السلفيين، وإثارة الفتن بينهم، وإيغار صدورهم، والتحريش بينهم، بالنميمة وإشاعة الأكاذيب، وتشكيك السلفي في أخيه، وإلقاء الظنون الكاذبة؛ حتى تتفرق الكلمة، ويتعادى الإخوة، قال تعالى: (لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ).
* والواجبُ على السلفي الذبُّ عن أعراض أهلالإيمان،فإذا نُسبَ لأخيه المعروف بالسنة شيءٌ من الباطل؛ عليه أن يعمل بهذه الآية الكريمة التي أدَّبنا الله بها؛ فقال عز وجل: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)، وبالآية الأخرى: (لوَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ).
عاشراً : التواضعُ ولينُ الجانب لأهل السنة السلفيين؛ ومن البلايا المُردية، والرزايا المُخزية أن يغترَّ المرءُ بعمله؛ فإذا ما صدر منه شيءٌ من النُّصرة لهذه الدعوة السلفية ترفَّع على إخوانه بهذه السابقة، ورأى أنه أحقُّ من غيره – وإن كان غيره أعلم منه وأتقى وأنفع- ، وهذا مما يقدح في تلك السابقة، والله أعلم بمن يكلمُ في سبيله، والحيُّ لا تؤمن عليه الفتنة، فنسأل الله الإخلاص والثبات على السنة.
والواجب على السلفي إذا كان له شيءٌ من النصرة للسنة : أن يحمد الله على هذه النعمة والسَّبْق، ويسأل ربه الإخلاص والقبول، وأن يكون هيِّناً ليناً مع إخوانه، باذلاً لهم النصح، راجياً لهم الخير.
بارك الله في الجهود وسدد الخطا، ووفق إخواننا إلى سواء السبيل، وثبتنا وإياهم على السنة حتى نلقاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

علي عيش
2011-12-21, 17:01
بارك الله فيك، وضعت الأصبع على الجرح

L'optimisme
2011-12-21, 17:41
<اللهم ارن الحق حقا و ارزقنا اتباعه وارن الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه>
اخي جمال البليدي
جزاك المولى عن المسلمين جميعا جنات النعيم
و جعل قلمك ناصرا للدين وثبت قلبك على الصراط القويم
لا حُرمت الامة امثالك

جمال البليدي
2011-12-30, 03:40
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ولكم بمثل مادعوتم لي وزيادة إن شاء الله..

chicou
2011-12-30, 04:28
باارك الله فيك على المجهود الرااائع

جعله الله في ميزان حسناتك

مشكاة الهدى
2011-12-30, 07:06
السلام عليكم


بارك الله فيك على الافادة والتوضيح
احيي فيك متابعتك للمواضيع
دمت بخير

جمال البليدي
2011-12-31, 04:51
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

أحسن الله إليكم ونفعني وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح.



نصيحة ودية إلى أبناء الأمة الإسلامية وحملة الدعوة السلفية

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإنا معشر أمة الإسلام قد ميزنا الله على سائر الأمم بأننا نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، قال الله تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ )(آل عمران: من الآية110)؛ وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : (( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)).
وكلفنا ربنا أن نكون قوامين بالقسط، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالـِدَيْنِ وَاْلأقْرَبِينَ)(النساء: من الآية135)الآية.
وأمرنا بالتعاون على البر والتقوى ونهانا عن التعاون على الإثم والعدوان قال الله تعالى: ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2).
وأمر بالجهاد نشراً للدين وذباً عنه؛ الجهاد بالسيف والسنان ، وأمرنا بالجهاد بالبيان والحجة والبرهان وهو جهاد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
وأمر بالصدق وتحريه ونهانا عن الكذب وتحريه قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً)) .
وحذرنا من الظن الكاذب فقال عليه الصلاة والسلام: (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)).
وأمرنا بالأخوة والحرص على التآخي قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( المسلم أخو المسلم لا يخونه ولا يخذله، كل المسلم على المسلم حرام عرضه وماله ودمه، التقوى هاهنا بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) رواه الترمذي وقال حديث حسن. وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله : التقوى هاهنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) رواه مسلم.
وأمرنا بالنصيحة قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: (( الدين النصيحة فقلنا لمن يا رسول الله ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )).
وأمرنا بنصر المظلوم والظالم ، فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال رجل: يا رسول الله ، أنصره إذا كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره ؟ قال تحجـزه، أو تمنعـه، من الظلم فإن ذلك نصره )) رواه البخاري.
وأخبرنا أن الظلم ظلمات يوم القيامة قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً)(النساء:40)؛ وقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي : ((يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا )) .
وحرم الغلو في الدين قال الله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلا الْحَقَّ )(النساء: من الآية171)؛ وقال النبي –صلى الله عليه وسلم- : ((إياكم والغلو فإنه أهلك من كان قبلكم غلوهم في دينهم)) وقال الرسول –صلى الله عليه وسلم- : ((لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم .. )) الحديث.
وحرم التعصب فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ((.. ومن قتل تحت راية عمية يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية، فقتلته جاهلية )) الحديث رواه مسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (المجموع 28/16):
"وليس للمعلمين أن يحزبوا الناس ويفعلوا مايلقي بينهم العداوة والبغضاء بل يكونون مثل الإخوة المتعاونين على البر والتقوى كما قال تعالى : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(المائدة: من الآية2). وليس لأحد منهم أن يأخذ على أحد عهداً بموافقته على كل ما يريده، وموالاة من يواليه، ومعاداة من يعاديه، بل من فعل هذا كان من جنس جنكيزخان وأمثاله الذين يجعلون من وافقهم صديقا موالياً ومن خالفهم عدواً باغياً . بل عليهم وعلى أتباعهم عهد الله ورسوله بأن يطيعوا الله ورسوله، ويفعلوا ما أمر الله به ورسوله، ويحرموا ما حرم الله ورسوله ويرعوا حقوق المعلمين كما أمر الله ورسوله ، فإن كان أستاذ أحد مظلوماً نصره، وإن كان ظالماً لم يعاونه على الظلم بل يمنعه منه ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) ، قيل: يا رسول الله! أنصره مظلوما فكيف أنصره ظالماً؟ قال: (تمنعه من الظلم فذلك نصرك إياه)".
هذه الأمور والمزايا العظيمة والمبادئ القويمة يجب أن تقوم بها هذه الأمة وأن ترعاها حق رعايتها أفراداً ومجتمعات وشعوباً وحكاماً، وخاصة العلماء وطلاب العلم، وبالأخص المنتسبون إلى السنة والجماعة.
وإن في تجاوزها أو تجاوز شيء منها فساد عظيم في الدنيا والدين يؤدي إلى طمس هذه المعالم العظيمة وفي ذلك شر خطير وفساد عظيم.
ومما لا يشك فيه عاقل أنه قد حصلت تجاوزات عظيمة وظلم وخيم شديد لمن يقول كلمة الحق، فيرد ما معه من الحق مع تحقيره وإهانته، وهذا شيء بغيض منكر لو صدر من كافر فكيف من مسلم.
فعلى الأمة وخاصة شبابها الذين هم عمادها أن يحترموا الحق ويعظموه، وأن يحتقروا الباطل ويقمعوا أهله كائنين من كانوا، وبذلك يعزهم الله ويكرمهم ويعلي شأنهم ، وفي العكس بلاء وضلال وفتن وسخط من الله وعقوبات في الدنيا والآخرة، ومن هذه العقوبات تسليط الأعداء عليهم حتى يرجعوا إلى دينهم الحق، ويلتزموا به حق الالتزام وفق الله الجميع لما يرضيه.
كتبه الفقير إلى عفو الله ومغفرته
ربيع بن هادي عمير المدخلي
في 16صفر 1422هـ

رنوش 2011
2011-12-31, 13:35
موضوع قيم اخي الفاضل

جمال البليدي
2012-02-03, 03:21
نصيحة وذكرى لكل من يتكلم باسم السلفية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.

أما بعد:
فهذه نصيحة وذكرى لكل من يتكلم باسم السلفية، ولكنه عند الامتحان وعندما توجه إلى كبدها الرماح والسهام من أهل المكر وأهل الفتن والشغب، لا نجده من جنودها، ولا من المناضلين عنها، ونجد منه العجائب والغرائب.

لقد ظهر من أدعياء السلفية المتربصين بها وبأهلها من المواقف والأعمال المضادة للسلفية ومنهجها وأصولها ما تشيب له النواصي.

من تلك المواقف:

1- الدفاع عن أهل البدع الكبرى من الحلول ووحدة الوجود ووحدة الأديان ( 1) وأخوة الأديان ومساواة الأديان، وخرافات وشركيات، والشهادة لهم بأنهم من أهل السنة، بل وصل الأمر ببعض رؤوسهم إلى أن يزكي عتاة الروافض وعتاة الصوفية، ويصفهم بأنهم علماء ثقات، ويزكي مذاهبهم، ويؤيده على كل ذلك أتباعه الجهلاء.

2- والحرب الفاجرة الظالمة لأهل السنة وتشويههم وتشويه منهجهم وأصولهم.

3- اختراع أصول مضادة لأصول أهل السنة ومنهجهم لمحاربة أهل السنة وللدفاع عن أهل تلك البدع الكبرى، مثل:
أ- "نصحح ولا نجرح".
ب- ومثل "المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة -على اصطلاحهم هم-، ويسع الأمة كلها"، ولكنه يضيق بأهل السنة وبمنهجهم وأصولهم.
جـ- ومنهج الموازنات.
د- وحمل مجملات أهل الضلال على مفصلاتهم، مع أن مفصلاتهم الواضحة تدينهم قبل مجملاتهم.
وغير ذلك من الأصول التي أدانها أهل السنة وبيّنوا بطلانها وزيفها.

4- وللتملص من الحق والثبات على الباطل أنشؤوا:
أ- قاعدة:"لا يلزمني".
ب-وقاعدة "لايقنعني".
ج-والحرب على أصل الجرح المفسر.
د- ورد أخبار الثقات.
هـ- واشتراط الإجماع لتبديع أي مبتدع، مهما قامت الأدلة والبراهين، التي تستوجب تبديعهم، ومهما كانت منـزلة من حكم بهذا التبديع، ومهما بلغوا من الكثرة، فإذا خالفهم واحد من أهل الأهواء سقط هذا التبديع.
و- ووضعوا قاعدة لسب أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم-، بأقبح أنواع السب، ألا وهو وصفهم بالغثائية، لما طولبوا بالاعتذار منها، قالوا: ليست سباً، ليست سباً، وقالوا: إن صدر هذا اللفظ من سني فليس سباً، وإن صدر من رافضي صار سباً، وثبتوا على هذا منذ عام (1424هـ)، إلى يومنا هذا.

وهذه الأصول صارت منابع لفتن كقطع الليل المظلم.

يرافق كل هذه البلايا استكبار وعناد ومكابرات تجاه من ينصحهم ويبين انحرافاتهم وخطلهم.
ومع هذه الرزايا والبلايا وغيرها نجد من يزكيهم ويحكم لهم بأنهم من أهل السنة.
وهاك جملة من الأحاديث النبوية أُذكر بها هؤلاء القوم لعلهم يتذكرون، وعن ما هم فيه يزدجرون.

1- عن قيس بن أبي حازم قال:
قام أبو بكر -رضي الله عنه -، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه فقال: "أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإنكم تضعونها في غير موضعها، وإني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:" إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب".
وهو حديث صحيح.
أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (1/5)، وأبو داود في "سننه" حديث (4338) وابن ماجه في "سننه" في الفتن حديث(4005)، وأخرجه غيرهم من الأئمة.

2-وعن حُذَيْفَة بن الْيَمَانِ -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وَالَّذِي نَفْسِي بيده لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عن الْمُنْكَرِ أو لَيُوشِكَنَّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا منه ثُمَّ تَدْعُونَهُ فلا يُسْتَجَابُ لَكُمْ".
أخرجه الترمذي في "الفتن" حديث (2169)، وقال: هذا حديث حسن، لكن في إسناده ضعف.
والإمام أحمد في "مسنده" (5/388).
وتحسين الترمذي إنما هو من أجل أن له شاهدين.
أحدهما - من حديث عائشة -رضي الله عنها-، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" ( 6/159) نحو معناه وفي إسناده ضعف.
وثانيهما - من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، أخرجه البزار في "مسنده" حديث ( 8508)، والخطيب في "تأريخه" (13/92)، وبمجموع هذه الطرق يرتقي هذا الحديث إلى درجة الحسن لغيره، وقد حسنه العلامة الألباني في "صحيح الجامع" (6947).

3- وعن ابن مسعود -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: "ما من نَبِيٍّ بَعَثَهُ الله في أُمَّةٍ قَبْلِي إلا كان له من أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ، يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ من بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مالا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مالا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بيده فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذلك من الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ".
أخرجه مسلم في "الإيمان" حديث (50)، وأبو عوانة (1/35، 36)، وابن منده في "الإيمان" (ص183، 184).

وفي هذه الأحاديث بيان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لخطورة المنكرات من بدع ومعاصٍ.
وخطورتها وسوء عواقبها لا تقتصر على مرتكبيها، وإنما تتناول من يداهن أهلها ويجاملهم، وتتناول من يدافع عنها وعن أهلها من باب أولى وأولى، ويشتد الأمر عليه جداً إذا حارب من ينكرها من أهل الحق القائمين على حدود الله، والمجاهدين لأهل الضلال والفتن.

4- وعن النُّعْمَان بن بَشِيرٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قال: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- "مَثَلُ الْمُدْهِنِ فِي حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا مَثَلُ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا سَفِينَةً فَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَسْفَلِهَا وَصَارَ بَعْضُهُمْ فِي أَعْلَاهَا فَكَانَ الَّذِي فِي أَسْفَلِهَا يَمُرُّونَ بِالْمَاءِ عَلَى الَّذِينَ فِي أَعْلَاهَا فَتَأَذَّوْا بِهِ فَأَخَذَ فَأْسًا فَجَعَلَ يَنْقُرُ أَسْفَلَ السَّفِينَةِ فَأَتَوْهُ فَقَالُوا مَا لَكَ قَالَ تَأَذَّيْتُمْ بِي وَلَا بُدَّ لِي مِنْ الْمَاءِ فَإِنْ أَخَذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَنْجَوْهُ وَنَجَّوْا أَنْفُسَهُمْ وَإِنْ تَرَكُوهُ أَهْلَكُوهُ وَأَهْلَكُوا أَنْفُسَهُمْ".
أخرجه البخاري في "صحيحه"، في الشهادات حديث (2686)، والإمام أحمد في "مسنده" ( 4/ 268، 269)، والترمذي في "الفتن" حديث (2173)، وابن حبان كما في "الإحسان" (297، 298).
ولفظ هذا الحديث عند الإمام أحمد والترمذي:
" مَثَلُ الْقَائِمِ على حُدُودِ اللَّهِ وَالْمُدْهِنِ فيها كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا على سَفِينَةٍ في الْبَحْرِ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا يَصْعَدُونَ فَيَسْتَقُونَ الْمَاءَ فَيَصُبُّونَ على الَّذِينَ في أَعْلَاهَا فقال الَّذِينَ في أَعْلَاهَا لَا نَدَعُكُمْ تَصْعَدُونَ فَتُؤْذُونَنَا فقال الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا فَإِنَّا نَنْقُبُهَا من أَسْفَلِهَا فَنَسْتَقِي فَإِنْ أَخَذُوا على أَيْدِيهِمْ فَمَنَعُوهُمْ نَجَوْا جميعا وَإِنْ تَرَكُوهُمْ غَرِقُوا جميعا".

المدهن: هو المداهن الذي يرى ويسمع المنكرات من بدع وغيرها فلا ينكرها، بل يداهن الواقعين فيها ومرتكبيها والمدافعين عنها، فكيف إذا تجاوز ذلك إلى الدفاع عنهم، وتحسين صورهم، والشهادة لهم بأنهم من أهل السنة.
فكيف به إذا تجاوز كل ذلك إلى خذلان من ينكرونها، وإيهام الناس أنهم ليسوا على حق، ومخالفون للمنهج الصحيح.
تلك المواقف التي تشجع مرتكبي هذه المنكرات على التمادي في ضلالهم،وتدفع ضعفاء النفوس إلى حسن الظن بهم، وإلى الارتماء في أحضانهم ومناصرتهم والذب عنهم؛ الأمور التي صرفت كثيراً من الناس عن منهج السلف الصالح في كثير من البلدان.

فعلى هذا الصنف أن يتقوا الله، وأن يعيدوا النظر في مواقفهم بجد وإخلاص، وأن يدركوا ما يترتب على مواقفهم من آثار خطيرة سوف يسألون عنها أمام الله -عزّ وجل-يوم لا تغني نفس عن نفس شيئا.

وعليهم أن يعيدوا النظر في بطانتهم بجد فإن الأمر خطير.

وأذكرهم بقول الله تعالى: (الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [سورة الزخرف : 67]

وأذكرهم بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ ...)،[سورة النساء : 135].

وبقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم - : "الدِّينُ النَّصِيحَةُ الدِّينُ النَّصِيحَةُ ثلاثا، قالوا: لِمَنْ يا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ ولأئمة الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ".

وأذكرهم بحديث الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه - فعن زِيَاد بن عِلاَقَة قال: سمعت جَرِيرَ بن عبد اللَّهِ قام يَخْطُبُ يوم تُوُفِّىَ الْمُغِيرَةُ بن شُعْبَةَ فقال: " عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللَّهِ عز وجل وَالْوَقَارِ وَالسَّكِينَةِ حتى يَأْتِيَكُمْ أَمِيرٌ فَإِنَّمَا يَأْتِيكُمُ الآنَ، ثُمَّ قال: اشفعوا لأَمِيرِكُمْ فإنه كان يُحِبُّ الْعَفْوَ.
وقال: أَمَّا بَعْدُ فإني أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ- صلى الله عليه وسلم- فقلت: أُبَايِعُكَ على الإِسْلاَمِ: " فاشْتَرَطَ عَلَيّ النُّصْحَ لِكُلِّ مُسْلِمٍ" فَبَايَعْتُهُ على هذا، وَرَبِّ هذا الْمَسْجِدِ إني لَكُمْ لَنَاصِحٌ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَغْفَرَ وَنَزَلَ".
أخرجه البخاري في "صحيحه" في "الإيمان"، باب قول النبي -صلى الله عليه وسلم- : "الدِّينُ النَّصِيحَةُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ"، وَقَوْلِهِ تَعَالَى (إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ)" حديث (58). والإمام أحمد (4/357).
وأخرجه البخاري في "الإيمان" حديث (57)، ومسلم في "الإيمان" حديث(56) كلاهما أخرجه مختصراً.

أذكرهم بما في هذه الأحاديث والآيات من وجوب القيام بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، وبما فيها من وجوب إنكار المنكرات والوعيد الشديد لمن لا يقوم بهذه الواجبات ولا ينكر المنكرات.

وأقول لهم كما قال جرير: ورب هذا المسجد إني لكم لناصح أمين، بل أقول: ورب السماء والأرض إني لهم لناصح.

وأذكرهم بقول أَنَسٍ -رضي الله عنه-: "إِنَّكُمْ لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالًا هِيَ أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ من الشَّعَرِ إن كنا لَنَعُدُّهَا على عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم من الْمُوبِقَاتِ".
أخرجه البخاري في "الرقاق" حديث (6492)، وأحمد في "مسنده" (3/157)، وأبو يعلى في "مسنده" حديث (4207)، و(4314).

ومن نصيحتي لهم أن يدرسوا منهج السلف الصالح من مصادره ويلتزموه ويطبقوه على أنفسهم وغيرهم.

أسأل الله أن يبصر هؤلاء بما جهلوه وأخطؤوا فيه أو تعمدوه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
9/2/1432هـ