تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيئات الجارية


م.عبد الوهاب
2011-12-11, 09:25
السلام عليكم ورحمة الله

نقلت هذه المادّة لمدى خطورتها على المسلمين أهل النوايا و ما أكثرهم مساكين من يساهمون في هذه الأبواب التي ستفتح عليهم بسيئات جارية لا طاقة لهم بها يوم القيامة فيحتارون و يتساءلون من أين جاءت هذه الجبال من السيئات.

أترككم مع هذا النقل للدكتور باسم عامر من شبكة مشكاة :


************************************************** ************************************************** ****************

يقول الله سبحانه وتعالى: ( إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ) [يس : 12] ...
الناس بعد الممات ينقسمون إلى قسمين باعتبار جريان الحسنات والسيئات عليهم:

القسم الأول: من يموت وتنقطع حسناته وسيئاته على السواء، فليس له إلا ما قدَّم في حياته الدنيا.
القسم الثاني: من يموت وتبقى آثار أعماله من حسناتٍ وسيئاتٍ تجري عليه، وهذا القسم على ثلاثة أصناف:
الأول: من يموت وتجري عليه حسناته وسيئاته، فمثل هذا يتوقف مصيره على رجحان أيٍ من كفتي الحسنات أم السيئات.
الثاني: من يموت وتنقطع سيئاته، وتبقى حسناته تجري عليه وهو في قبره، فينال منها بقدر إخلاصه لله تعالى واجتهاده في الأعمال الصالحة في حياته الدنيا، فيا طيب عيشه ويا سعادته.
الثالث: من يموت وتنقطع حسناته، وتبقى سيئاته تجري عليه دهراً من الزمان إن لم يكن الدهر كله، فهو نائم في قبره ورصيده من السيئات يزداد يوماً بعد يوم، حتى يأتي يوم القيامة بجبال من السيئات لم تكن في حسبانه، فيا ندامته ويا خسارته.
إنَّ الحديث عن الحسنات والسيئات أمرٌ لا مفرَّ منه، لأنَّ الحساب يوم القيامة يكون بالموازين، يقول الله تعالى: ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) [الأنبياء: 47] ...
كثيرٌ من الناس يغفلون عن مسألة السيئات الجارية وخطورة شأنها، لأنَّ من السيئات ما إذا مات صاحبها فإنها تنتهي بموته، ولا يمتد أثر تلك السيئات إلى غير صاحبها، ولكنْ من السيئات ما تستمر ولا تتوقف بموت صاحبها، بل تبقى وتجري عليه، وفي ذلك يقول أبو حامد الغزالي: " طوبى لمن إذا مات ماتت معه ذنوبه، والويل الطويل لمن يموت وتبقى ذنوبه مائة سنة ومائتي سنة أو أكثر يعذب بها في قبره ويسئل عنها إلى آخر انقراضها " ( إحياء علوم الدين 2/74 ) ...
وقد جاءت النصوصُ الشرعيةُ محذِّرة من هذا النوع من السيئات، منها قوله تعالى: ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) [النحل : 25] ، وقوله r : ( مَنْ دَعَا إِلَى ضَلاَلَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لاَ يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) صحيح مسلم برقم (6980) ، وفي رواية: ( وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ) صحيح مسلم برقم (2398)، وقد رُوِي: ( الدال على الشر كفاعله ) أخرجه أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أنس بإسناد ضعيف جداً ...
وبما أننا نعيش في عصرٍ تيسَّرتْ فيه وسائل الاتصالات ونقل المعلومات أصبح من الأهمية بمكان التذكير بشناعة السيئات الجارية ومدى خطورتها على صاحبها، فكم من إنسان أهلك نفسه وحمَّل كاهله سيئاتٍ لم تكن محسوبة عندما نصَّب نفسه داعياً إلى الضلال وناشراً إلى المنكر من حيث يشعر أو لا يشعر ...
وبالتالي فإنه بسبب ما نشهده من تقدم وتطور في سائر نواحي الحياة لا سيما في مجال نقل المعلومات كانت صور السيئات الجارية متعددة، لعل من أبرزها ما يلي:

- القنوات الفضائية:
حيث يشاهدها الملايين في سائر أنحاء العالم، والأثر المتعدي لهذه القنوات فوق مستوى الخيال، ويمكن إجمال صور السيئات الجارية في هذه الوسيلة فيما يلي:
- إنشاء القنوات الفاسدة التي تبث الأفكار المخالفة للإسلام وتروج للأخلاق المنحرفة كقنوات أهل البدع وقنوات الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة، فأصحاب تلك القنوات والمساهمين فيها مادياً ومعنوياً يتحملون آثام هذه القنوات وآثارها السيئة، وهم فتحوا على أنفسهم باباً لا يكاد يُغلق من السيئات الجارية إلا أن يتويوا.
- إرسال الرسائل النصية (SMS) لكي تظهر على الشاشة، فإذا كانت الرسائل تحتوي على كلامٍ بذيء أو دعوةٍ إلى الشر فإنَّ ذلك يدخل في باب السيئات الجارية، لأنَّ مُرسِل تلك الرسائل قد يسهم في نشر شرٍ يجهله الناس، فيكون بذلك معلماً للشر ناشراً له.
- الإسهام في القنوات الفضائية الفاسدة ودعمها بأي صورة من الصور ودلالة الناس عليها يندرج في باب السيئات الجارية.
- الانترنت ( الشبكة العنكبوتية ):
وهي لا تقل خطورة عن القنوات الفضائية إذا استخدمت في الشر، وخاصةً أنَّ الانترنت يُعد مكتبة متنقلة يمكن الاستفادة منها في أي وقت، فكل ما يُنشر في هذه الشبكة يمكن استعادته والرجوع إليه فضلاً عن سرعة انتشار المعلومة فيها، ولعل من أبرز الاستخدامات التي تندرج في باب السيئات الجارية ما يلي:
- إنشاء المواقع والمنتديات الفاسدة والضارة كالمواقع الإباحية ومواقع أهل الفسق والضلال، وهذه المواقع ثبتت أضرارها وآثارها الخطيرة على المجتمعات الغربية قبل المسلمة.
- الدلالة على تلك المواقع السيئة ورفعها على بقية المواقع عن طريق التصويت لها.
- نشر مقاطع الفيديو المخلة والمحرمة في المواقع المشهورة كاليوتيوب وغيره.
- تعليم الآخرين طريقة فتح المواقع المحجوبة السيئة واختراق البروكسي.
- وضع صور سيئة كخلفية لمنتدى أو موقع معين أو على هيئة توقيع عضو.
- إنشاء المجموعات البريدية من أجل نشر المواد والمقاطع السيئة.
- الإسهام في نشر الشبه والأفكار المنحرفة عن طريق المشاركة في المنتديات.

- هواتف الجوال:

وهي كذلك وسيلة تتطور يوماً بعد يوم بتطور تقنيات الهواتف، وأصبح من السهل عن طريق هذا الجوال أن ترسل ما تشاء إلى من تشاء، وذلك عن طريق الرسائل النصية (SMS) والرسائل المتعددة الوسائط (MMS) والبلوتوث وغيرها من التقنيات المتقدمة، فكل إسهام عن طريق الجوال في نشر الشر والفساد يندرج في باب السيئات الجارية.

- الكتابة والتأليف:
وهي وسيلة ليست جديدة بالمقارنة مع ما سبق، إلا أن المؤلفات والكتب أصبحت تُطبع بأعداد كبيرة في وقت وجيز، وأصبح كل من هب ودب كاتباً ومؤلفاً، بالإضافة إلى سهولة انتشار الكتب عن طريق دور النشر والمعارض الدولية، فضلاً عن تنزيل الكتب في شبكة الانترنت.
فالكتابة والتأليف أصبحت أداةً خطيرةً إذا سُخِّرت في ترويج الأفكار المنحرفة عن الإسلام، فكل كلمة يكتبها المؤلف فهو مرهون بها ويتحمل تبعاتها يوم الحساب.
هذه بعض صور السيئات الجارية في عصرنا الحاضر، والمتأمل في آثارها يعرف مدى خطورتها في إضلال الناس وإفسادهم نسأل الله السلامة والعافية.
فلا أظن عاقلاً إلا ويبادر إلى غلق باب الشر هذا عليه قبل فوات الأوان، ويستبدله بفتح الجانب الآخر المعاكس له وهو الحسنات الجارية، وذلك عن طريق تسخير تلك الوسائل في الخير وفيما ينفع الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، قال تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) [سورة التوبة: 105].

@سلمى@
2011-12-11, 09:47
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيتم كل الخير على هذا الطرح القيم لاحرمتم أجره وجعلكم المولى من أهل طاعته ومحبته ورضوانه

بوشادى
2011-12-11, 15:12
بارك الله فيك و رفع من شأنك اخى
و جعله فى ميزان حساناتك

أم دجانة
2011-12-11, 15:37
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك على الطرح المميز والهادف ..
ياليت قلوب الحية تعي وتفهم لكن نتفائل خيرا ..
تجد وسط الاعشاب اليابسة عشبا أخضر

قال ابن القيم رحمه الله: "فإن عظمة الله تعالى وجلاله في قلب العبد تقتضي تعظيم حرماته، وتعظيم حرماته تحول بينه وبين الذنوب، والمتجرئون على معاصيه ما قدروا الله حقّ قدره، وكيف يقدره حق قدره أو يعظمه ويكبره؛ ويرجو وقاره، ويجلّه من يهون عليه أمره ونهيه؟ هذا من أمحل المحال، وأبين الباطل، وكفى بالمعاصي عقوبة أن يضمحل من قلبه تعظيم الله جل جلاله، وتعظيم حرماته، ويهون عليه حقه"[1] (http://www.alminbar.net/malafilmy/kaba2er/4.HTM#_ftn1).
2- تُذهب حياء القلب وغيرته:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت))[2] (http://www.alminbar.net/malafilmy/kaba2er/4.HTM#_ftn2).
.

*أميرةالجزائرية*
2011-12-11, 16:29
اللهم نعوذ بك من الفتن ماظهر منها وما بطن
بارك الله فيك يا اخي

مشكاة الهدى
2011-12-11, 16:58
بارك الله فيك على التنبيه

النجم الباهر
2011-12-11, 20:36
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

[ من واجبنا تسخير كل وسيلة من الوسائل في الخير
وفيما ينفع الناس وينفعنا في ديننا ودنيانا وآخرتنا ]

جزاك الله بكل خير .. أخي الكريم
على الموضوع المفيد

لكحل بلال
2011-12-11, 20:43
بارك الله فيك

م.عبد الوهاب
2011-12-13, 18:12
بارك الله في كل من رد و مرّ على هذا الموضوع جزاكم الله خير الجزاء

اشد ما يحزنني و انا أتفقد صفحات هذا الصرح هو وجود بعض زلاّت السن بعض الأعضاء هداهم الله هنا و هناك فتتوطد على شكل حروف فتكون مشاركات و ما يحزنني اكثر ان بعض الذين كتبوا هذه الأحرف ماتوا و اندسوا تحت التراب و بقت كلماتهم و مشاركاتهم التي فيها من الكفريات و الخزعبلات ما فيها فنسأل الله ان يكون في هذا الصرح رجال يحذفونها او يستبدلونها خيرا مما هي عليه فلا تعود على اهلها سيئات جارية .

لكن هيهات من سيرفع الغبن عمّن ماتوا و هم أحياء فبعضهم حسب ان لن يموتَ أبداً ،حتى اصبحنا نجد في مشاركات الاحياء اليوم ما لا يحمد عقباه ، مواضيع كاذبة خاطئة هي ضد السنّة و ضد الإخوة المسلمين في شتى أنحاء المعمورة فهي للعلمانيين اللائكيين الذين يحسبون ان الحياة مادّة

فنسأل الله لهم الهداية (الأحياء طبعا )
و نسأل الله لهم الرحمة (للأموات طبعاً )
فانزعوا عن إخوانكم ما ينغص عنهم الراحة و الاطمئنان ، بارك الله فيكم
و من لم يستطع فلينبه لذلك و ذلك أضعف ما ستساعد به أخاك و أختك

في أمان الله و حفظه لكل من مرّ و قرأ هذه الحروف و نسأل الله له الثبات الثبات

على الحقّ دون سواه (طبعاً لا مفسدة لطبائع أهل النوايا من المسلمين و المسلمات حتى يهتدوا )

bachirislam
2011-12-14, 00:07
باركة الله فيك

عمي صالح
2011-12-14, 00:31
بسم الله .الرحمن .الرحيم
الحمد لله. رب. العالمين والصلاة والسلام على أشرف. الأنبياء والمرسلين وبعد:
السلام. عليكم و رحمة. الله و بركاته
جزاك. الله. خيرا. على الموضوع القيم . و بارك .الله. فيك
جعله الله في ميزان حسناتك الآن في الحياة وبعد
نعم الأخ الفاضل م.عبد الوهاب : {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8) سورة الزلزلة (ada99:pg599.htm) }
و السلام. عليكم و رحمة. الله و بركاته

الوادعي
2011-12-14, 11:24
(.. وَمَنْ سَنَّ فِى الإِسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَىْءٌ ) صحيح مسلم .

نسأل الله تعالى لنا ولكم أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر
وممن تستمر حسناتهم بعد مماتهم
بارك الله أخي الفاضل

ميرة34
2011-12-14, 11:32
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
جعلناوإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

اَشْرَفْ اَنيِسْ
2011-12-14, 13:34
بارك الله فيك

يا صديق منتديات الجلفة

مشكاة الهدى
2011-12-14, 13:39
بارك الله في كل من رد و مرّ على هذا الموضوع جزاكم الله خير الجزاء

اشد ما يحزنني و انا أتفقد صفحات هذا الصرح هو وجود بعض زلاّت السن بعض الأعضاء هداهم الله هنا و هناك فتتوطد على شكل حروف فتكون مشاركات و ما يحزنني اكثر ان بعض الذين كتبوا هذه الأحرف ماتوا و اندسوا تحت التراب و بقت كلماتهم و مشاركاتهم التي فيها من الكفريات و الخزعبلات ما فيها فنسأل الله ان يكون في هذا الصرح رجال يحذفونها او يستبدلونها خيرا مما هي عليه فلا تعود على اهلها سيئات جارية .

لكن هيهات من سيرفع الغبن عمّن ماتوا و هم أحياء فبعضهم حسب ان لن يموتَ أبداً ،حتى اصبحنا نجد في مشاركات الاحياء اليوم ما لا يحمد عقباه ، مواضيع كاذبة خاطئة هي ضد السنّة و ضد الإخوة المسلمين في شتى أنحاء المعمورة فهي للعلمانيين اللائكيين الذين يحسبون ان الحياة مادّة

فنسأل الله لهم الهداية (الأحياء طبعا )
و نسأل الله لهم الرحمة (للأموات طبعاً )
فانزعوا عن إخوانكم ما ينغص عنهم الراحة و الاطمئنان ، بارك الله فيكم
و من لم يستطع فلينبه لذلك و ذلك أضعف ما ستساعد به أخاك و أختك

في أمان الله و حفظه لكل من مرّ و قرأ هذه الحروف و نسأل الله له الثبات الثبات

على الحقّ دون سواه (طبعاً لا مفسدة لطبائع أهل النوايا من المسلمين و المسلمات حتى يهتدوا )



جزاك الله كل الخير
ونفع بك ورفع من قدرك في الدنيا
ومرتبتك في الاخرة
ورزقنا واياكم الاخلاص في القول والعمل

HADIL146
2011-12-14, 16:53
http://m002.maktoob.com/arb3/up/289422321137050608.gif

akila27
2011-12-14, 16:56
و عليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك على الطرح الرائع