تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حكم اللحية في الاسلام


ميمونة 25
2008-12-05, 12:26
حكم اللحية في الاسلام


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .

اما بعد

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله : " خالفوا المشركين ، وفروا اللحى وأحفوا الشوارب " ولهما عنه أيضا " أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى " ، وفي رواية " أنهكوا الشوارب وأعفوا اللحى " واللحية اسم للشعر النابت على الخدين والذقن ، قال ابن حجر :
( وفروا بتشديد الفاء من التوفير وهو الإبقاء أي اتركوها وافرة ، وإعفاء اللحية تركها على حالها ) .



ومخالفة المشركين يفسره حديث أبي هريرة رضي الله عنه : " إن أهل الشرك يعفون شواربهم ويحفون لحاهم فخالفوهم فاعفوا اللحى واحفوا الشوارب " رواه البزار بسند صحيح ، ولمسلم عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خالفوا المجوس لأنهم كانوا يقصرون لحاهم ويطولون الشوارب " .


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( يحرم حلق اللحية )

وقال القرطبي : ( لا يجوز حلقها ، ولا نتفها ولا قصها ) ، وحكي ابن حزم الإجماع على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض واستدل بحديث ابن عمر " خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى " ، وبحديث زيد بن أرقم المرفوع : " من لم يأخذ شاربه فليس منا " صححه الترمذي .


والله تبارك وتعالى جمل الرجال باللحى ، ويروى من تسبيح الملائكة : سبحان من زين الرجال باللحى ، وقال في التمهيد : ويحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال . اهـ .


فاللحية زينة الرجال ، ومن تمام الخلق وبها ميز الله الرجال من النساء . ومن علامات الكمال ، ونتفها في أول نباتها تشبه بالمرد ومن المنكرات الكبار وكذلك حلقها أو قصها أو إزالتها بالنورة من أشد المنكرات ، ومعصية ظاهرة ومخالفة لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقوع فيما نهى عنه .


قال الإمام أبو شامة : وقد حدث قوم يحلقون لحاهم وهو أشد مما نقل عن المجوس من أنهم كانوا يقصونها . وهذا في زمانه رحمه الله فكيف لو رأى كثرة من يفعله اليوم ؟؟ وما لهم هداهم الله أنى يؤفكون ؟ أمرهم الله بالتأسي برسوله صلى الله عليه وسلم فخالفوه وعصوه وتأسوا بالمجوس والكفرة ، وأمرهم بطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وقد قال صلى الله عليه وسلم " اعفوا اللحى ، أوفوا اللحى ، أرخوا اللحى ، أرجوا اللحى ، وفروا اللحى " فعصوه وعمدوا إلى لحاهم فحلقوها ، وأمرهم بحلق الشوارب فأطالوها فعكسوا القضية وعصوا الله جهارا بتشويه ما جمل الله به أشرف شيء من ابن آدم وأجمله ] أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ [ (فاطر:8)


، اللهم إنا نعوذ بك من عمى القلوب وزين الذنوب وخزي الدنيا وعذاب الآخرة . وإعفاء اللحية من ملة إبراهيم الخليل التي لا يرغب عنها إلا من سفه نفسه ، ومن سنة محمد صلى الله عليه وسلم التي تبرأ ممن رغب عنها بقوله : " فمن رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه .


فالواجب على كل مسلم أن يسمع ويطيع لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم ، وأن يتبع ولا يبتدع ، وأن لا يكون من الذين قالوا سمعنا وعصينا ، إن جمال الرجولة وكمالها في إعفاء اللحية ، والهيبة والوقار هما وشاح الملتحي والمحلوق ليس له منها نصيب ..

أيها المسلم :


إن اللحى جمال الرجال وشعار المسلمين وحلقها شعار الكفار والمشركين ، وتوفيرها من سنن الأنبياء والمرسلين وعباد الله الصالحين وقد ميز الله بها بين الذكور والإناث وأكرم بها الرجال ، وقد نص العلماء على أن من جنى على لحية أخيه فأزالها على وجه لا يعود فعليه الدية كاملة ثم هو بعد ذلك يجني على نفسه ويذهب جمال وجهه .. وقد يكون إعفاء اللحية في هذا الوقت شاقا على كثير من الناس لمخالفته عادات المجتمع وعلى الأخص الزملاء والنظراء ، ولكن الأمر يسهل إذا قارن بين مصلحة إعفائها ومضرة حلقها ..

ومجاملة المخلوقين في معصية الخالق استسلام للهوى والنفس الأمارة بالسوء وضعف في الإيمان والعزيمة وسوف يموت الإنسان فينفرد في قبره بعمله ولا ينفعه أحد ، فكن أخي المسلم قدوة حسنة لأبنائك وغيرهم وكن عبدا لله لا عبدا للهوى .



وقد يظن بعض الناس أن إعفاء اللحية وحلقها من الأمور العادية التي يتبع فيها عادات المجتمع والبيئة التي يعيش الإنسان فيها وليس الأمر كذلك فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم للوجوب ونهيه للتحريم ، وصفوة القول : أن الوقوف عند حد الأمر والنهي هو وصف المسلم المؤمن الراضي بأحكام الله الراجي رحمته الخائف من عذابه ،
وبالله التوفيق وصلى الله على محمد .

أيها المسلم :


إن توفير اللحية وحرمة حلقها من دين الله وشرعه الذي لم يشرع لخلقه سواه والعمل على غير ذلك سفه وضلالة وفسق وجهالة وغفلة عن هدي سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، على أن هناك فوائد صحية في إعفاء اللحية فإن هذا الشعر تجري فيه مفرزات دهنية من الجسد يلين بها الجلد ويبقى مشرقا نضرا تلوح عليه حيوية الحياة وطراوتها وإشراقها ونضرتها كالأرض الخضراء ، وحلق اللحية يفوت هذه الوظائف الإفرازية على الوجه فيبدو قاحلا يابسا ..

وفيها فائدة صحية أخرى وهي حماية لثة الأسنان من العوارض الطبيعية فهي لها وقاء منها كشعر الرأس للرأس ، والإسلام يريد أن يجعل لأتباعه كيانا خاصا وعلامة فارقة تميزهم عن سائر الناس فلا يذوبون في غيرهم اضمحلالا وتقليدا وتبعية فيكون ( إمعة ) فكيف يسوغ لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يخالف سنة نبيه وهو يتلو ويسمع الأوامر والنواهي القرآنية والنبوية وكيف يجترئ المسلم على ارتكاب ما نهي عنه وهو يقرأ ويسمع قول الله تعالى ] وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ [ (الأحزاب:36)

فليس المؤمن مخيراً بين الفعل والترك .

فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [ (النور: 63) وفي إعفاء اللحية طاعة لله واقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومخالفة لهدي الكفار والمشركين والمجوس ، وفي حلقها معصية لله ومخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتشبه بالنساء الملعون فاعله وتشبه بأعداء الله من الكفرة والمشركين ، وقد نهينا عن مشابهتهم وأمرنا بمخالفتهم ، هذا وقد اتفق العلماء من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها عملا بأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله ، فكيف تطمئن نفس مسلم بمخالفة أمر الله ورسوله وهو يزعم أنه يؤمن بالله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه ويؤمن بالبعث بعد الموت والجزاء والحساب والجنة والنار ..

فالعجب كل العجب ممن ينتسب إلى العلم والدين كيف يخالف سنة نبيه صلى الله عليه وسلم بحلق لحيته بلا مبالاة بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم تقليدا وتبعية لأهل الأهواء أين الإسلام وأين الإيمان وأين الحياء وأين العقول وأين الخوف والرجاء وأين المحبة لله ورسوله المقتضية للطاعة والاستسلام وأين تحقيق لا إله إلا الله محمد رسول الله بالمحبة وامتثال الأوامر واجتناب النواهي .

أيها المسلم :

أن التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصراط المستقيم الذي صار عليه سلفنا الصالح وتمسك به المؤمنون وإن خالفهم الأكثرون ] لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [(الأحزاب:21)

منقول


يتبع ..........

ميمونة 25
2008-12-05, 12:30
اقوال وفتاوى العلماء القدامى والمعاصرين حول قص اللحية



قول أئمة أهل السنة في اللحية:




الامام ابو حنيفة:

قال بن عابدين يحرم على الرجل حلق لحيته و ابو حنيفة و تلاميذه يقولون حلق اللحية حرام لان حالقها فرط في واجب لا في مستحب



الامام مالك:

قال الامام بن عبد البر المالكي في كتابه التمهيد يحرم حلق اللحية ولا يفعله الا المخنثون من الرجال و هذا كلامه
قد نص الإمام مالك كما نُقِل ذلك في المسير على خليل: على حرمة حلق اللحية وتقصيرها، وقال ابن عبد البر في "التمهيد": يحرم حلق اللحية ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال .


الامام الشافعي: نص الشافعي في كتابه الام على تحريم حلق اللحية غير ان وجه عند الشافعية يقول انها مكروه و قال به القفال الشاشي والحليمي وصوبه الأذرعي،غير انه قال الزركشي وكذا الحليمي في شعب الإيمان وأستاذه القفال في محاسن الشريعة وقال الأذرعي الصواب تحريم حلقها جملة لغير علة بها).





الامام احمد بن حنبل:

المعتمد فيه تحريم حلق اللحية
داوود الظاهري , سفيان الثوري، اسحاق بن راهوية , الاوزاعي جميعهم قالوا اطلاق اللحية واجب و حلقها حرام





قال شيخ الاسلام بن تيمية :

يحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة و لم يبيحه أحد و قد امرنا النبي بعدم التشبه بغيرنا فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ليس منا من تشبه بغيرنا لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى فمخالفتهم امر مقصود للشارع ( المشرع) و المشابهة في الظاهر تورث المودة و المحبة و المولاة في الباطن كما ان المحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر و هذا امر يشهد له الحس و تشهد به التجربة ( اي يعني ان اصحاب المهنة الواحدة مثلا يميلون الى بعض فكذلك اصحاب اللحى من المسلمين تجدهم يميلون الى بعضهم في ود)



قال الإمام النووي في شرح مسلم:

والرأي المعتمد والذي عليه الأدلة عدم التعرض للحية لا من طولها ولا من عرضها وتركها على حالها، وقال في موضع آخر، واللحية زينة الرجال ومن تمام الخلق وبها ميز الله الرجال والنساء ومن علامات الكمال، ونتفها أول نباتها تشبه بالمرد وكذلك قصها أو حلقها من المنكرات الكبار. انتهى .




وقال القرطبي في الأحكام:

لا يجوز، أي اللحية حلقها ولا نتفها ولا قصها



وقال الإمام المحقق ابن القيم،

في "التبيان في أقسام القرآن": وأما شعر اللحية ففيه منافع منها الزينة والوقار والهيبة، ولهذا لا يرى على الصبيان والنساء من الهيبة والوقار ما يُرى على ذوى اللحى. ثم قال في موضع آخر: ثم تأمل إذا بلغ الرجل والمرأة اشتركا في نبات العانة وشعر الإبط ثم ينفرد الرجل عن المرأة باللحية، فإن الله عز وجل جعل الرجل قيماً على المرأة، وميزه عليها بما له من المهابة والعقل والوقار، ومنعت المرأة من ذلك لكمال الاستمتاع بها لتبقى نضارة وجهها وحسنها لا يشينه الشعر



وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن في كلامه على حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( عشر من الفطرة قص الشارب وإعفاء اللحية ) الحديث- ما نصه: (وأما إعفاء اللحية فهو إرسالها وتوفيرها. كره لنا أن نقصها كفعل بعض الأعاجم وكان من زي آل رى قص اللحى وتوفير الشوارب، فندب صلى الله عليه وسلم أمته إلى مخالفتهم في الزي والهيئة..) اهـ


.




________________________________________



قول الشيخ ابن باز رحمه الله


سئل شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى عن هذه المسأله وهي الاخذ من اللحيه فقال مجيبا رحمه الله تعالى (( الاخذ من اللحيه لا يجوز وفعل ابن عمر رضي لله عنه اجتهاد منه رضي الله عنه وهو مخالف للدليل الصحيح , والاحاديث اتت من النبي صلى الله عليه وسلم امرة بأعفاء اللحيه ))



وسئل عن حكم حلق اللحية أو قصها وهل يكون من حلقها متعمداً معتقداً حل ذلك كافراً، وهل يقتضي حديث ابن عمر رضي الله عنهما وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أم لا يقتضي إلا استحباب الإعفاء؟




فاجاب


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه . . وبعد :
فقد ورد إلي سؤال عن حكم حلق اللحية أو قصها وهل يكون من حلقها متعمداً معتقداً حل ذلك كافراً، وهل يقتضي حديث ابن عمر رضي الله عنهما وجوب إعفاء اللحية وتحريم حلقها أم لا يقتضي إلا استحباب الإعفاء؟
الجواب: قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ((قصوا الشوارب وأعفوا اللحى خالفوا المشركين)) متفق على صحته، ورواه البخاري في صحيحه بلفظ: ((قصوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين))، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس)) وهذا اللفظ في الأحاديث المذكورة يقتضي وجوب إعفاء اللحى وإرخائها وتحريم حلقها وقصها؛ لأن الأصل في الأوامر هو الوجوب، والأصل في النواهي هو التحريم، ما لم يرد ما يدل على خلاف ذلك، وهذا هو المعتمد عند أهل العلم، وقد قال الله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، وقال عز وجل: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
قال الإمام أحمد رحمه الله : (الفتنة: الشرك) لعله إذا رد بعض قوله - يعني قول النبي صلى الله عليه وسلم - أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك، ولم يرد في الكتاب ولا في السنة ما يدل على أن الأمر في هذه الأحاديث ونحوها للاستحباب، وأما الحديث الذي رواه الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها) فهو حديث باطل عند أهل العلم؛ لأن في إسناده رجلا يدعى عمر بن هارون البلخي وهو متهم بالكذب، وقد انفرد بهذا الحديث دون غيره من رواة الأخبار، مع مخالفته للأحاديث الصحيحة، فعلم بذلك أنه باطل لا يجوز التعويل عليه ولا الاحتجاح به في مخالفة السنة الصحيحة، والله المستعان .
ولا شك أن الحلق أشد في الإثم؛ لأنه استئصال للحية بالكلية ومبالغة في فعل المنكر والتشبه بالنساء، أما القص والتخفيف فلا شك أن ذلك منكر ومخالف للأحاديث الصحيحة ولكنه دون الحلق.
أما حكم من فعل ذلك فهو عاص وليس بكافر ولو اعتقد الحل بناء على فهم خاطئ أو تقليد لبعض العلماء.
والواجب أن ينصح ويحذر من هذا المنكر؛ لأن حكم اللحية في الجملة فيه خلاف بين أهل العلم هل يجب توفيرها أو يجوز قصها.
أما الحلق فلا أعلم أحداً من أهل العلم قال بجوازه ولكن لا يلزم من ذلك كفر من ظن جوازه لجهل أو تقليد، بخلاف الأمور المحرمة المعلومة من الدين بالضرورة لظهور أدلتها فإن استباحتها كفر أكبر إذا كان المستبيح ممن عاش بين المسلمين، فإن كان ممن عاش بين الكفرة أو في بادية بعيدة عن أهل العلم فإن مثله توضح له الأدلة فإذا أصر على الاستباحة كفر، ومن أمثلة ذلك الزنا والخمر ولحم الخنزير وأشباهها، فإن هذه الأمور وأمثالها معلوم تحريمها من الدين بالضرورة وأدلتها ظاهرة في الكتاب والسنة، فلا يلتفت إلى دعوى الجهل بها إذا كان من استحلها مثله لا يجهل ذلك كما تقدم.
وأسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح، وأن يمنحنا الفقه في دينه والثبات عليه وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.




___________________________________




قول الشيخ العثيمين رحمه الله


تقصير اللحية مخالف لأمر النبي صلي الله عليه وسلم في اعفاء اللحى فإن النبي صلي الله عليه وسلم أمر باعفاء اللحية وإرخائها وتركها على ما كانت عليه وقال (إن هذا مخالفة للمجوس) أخبر عليه الصلاة والسلام أن هذا مخالفة للمجوس فقال عليه الصلاة والسلام (خالفوا المجوس اعفوا اللحى وحفوا الشوارب) وعلى هذا فإنه لا يقص شيئاً من شعر لحيته بل يبقيها على ما هي عليه والإنسان كلما تمسك بالشرع ازداد إيماناً ويقيناً ومحبة لطاعة الله وسهل عليه مخالفة العادات التي يعتادها أهل بلده وأهل زمنه


وقال: ليس امر النبي باعفاء اللحية هو دليل وحيد على تحريم حلقها بل يحرم حلقها بالقرآن و من ابين الادلة على هذا قول الله عز و جل الذي نقل لنا فيه قول ابليس " َقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً" (النساء : 119,118)


_______________________________________



قول الشيخ الالباني رحمه الله


لايجوز حلق اللحية لما في صحيح البخاري باب إعفاء اللحى عفوا كثروا وكثرت أموالهم ج5/ص2209 (5554 و صحيح مسلم ج1/ص222(259 عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انهكوا الشوارب وأعفوا اللحى" وفي لفظ في صحيح مسلم ج1/ص222 (259 عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأوفوا اللحى وبرقم (260 عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس" وفي حلق اللحية تشبه بالنساء ومفاسد أخري وقدنقل بعضهم الاجماع على تحريم حلقها بالكلية



منقول

ميمونة 25
2008-12-05, 12:33
شبهات حول اعفاء اللحية والرد عليها


وأما القول بأن العلة من وجوب إعفاء اللحية هي مخالفة المشركين ، وقد زالت هذه العلة الآن ، وعليه فلا يجب إعفاء اللحية .



فالجواب على هذا القول بما يلي :



1- القول بزوال العلة الآن ، قول مخالف للواقع ، لأنه يقال : أيهما أكثر في المشركين : من يحلقون لحاهم أم من يعفونها ؟ لا شك أن الأكثر هم الذين يحلقون لحاهم .



2- وأيضاً : ليست العلة الوحيدة هي مخالفة المشركين ، حتى يقال بزوال الحكم إذا زالت العلة ، بل هناك علل أخرى ، منها : أن في حلق اللحية تشبهاً بالنساء ، وتغييراً لخلق الله . وأن إعفاءها من سنن الفطرة ، وسنن المرسلين .



فعلى فرض أن علة " مخالفة المشركين " قد زالت يبقى الحكم مشروعاً كما هو بالعلل الأخرى .


وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله : عما يقوله بعض الناس من أن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث ، وهي علة ليست بقائمة الآن ، لأنهم يعفون لحاهم ؟

فأجاب :

" جوابنا على هذا من وجوه :

الوجه الأول : أن إعفاء اللحية ليس من أجل المخالفة فحسب ، بل هو من الفطرة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، فإن إعفاء اللحي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وعلى استحسانها ، واستقباح ما سواها .

الوجه الثاني : أن اليهود والنصارى والمجوس الآن ليسوا يعفون لحاهم كلهم ، ولا ربعهم ، بل أكثرهم يحلقون لحاهم كما هو مشاهد وواقع .

الوجه الثالث : أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب ، ألا ترى إلى الرَّمَل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجَلَد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حُمَّى يثرب ، ومع ذلك فقد زالت هذه العلة ، وبقى الحكم ، حيث رَمَل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع .

فالحاصل : أن الواجب على المؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يقول سمعنا وأطعنا ، كما قال الله تعالى : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) النور/51 .
ولا يكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا أو يلتمسوا العلل الواهية والأعذار التي لا أصل لها ، فإن هذا شأن من لم يكن مستسلما ًغاية الاستسلام لأمر الله ورسوله يقول الله عز وجلّ : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً ) الأحزاب/ 36 .
ويقول تعالى : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) النساء/65 .

ولا أدري عن الذي يقول مثل هذا الكلام هل يستطيع أن يواجه به ربه يوم القيامة ، فعلينا أن نسمع ونطيع وأن نمتثل أمر الله ورسوله على كل حال " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/129_130) .

وقال رحمه الله أيضا : " إعفاء اللحية من سنن المرسلين ، قال الله تعالى عن هارون أنه قال لأخيه موسى : ( قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى إِنِّى خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِىۤ إِسْرٰۤءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى ) طه / 94 .
وكان خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم قد أعفى لحيته ، وكذلك كان خلفاؤه ، وأصحابه ، وأئمة الإسلام وعامتهم في غير العصور المتأخرة التي خالف فيها الكثير ما كان عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وسلفهم الصالح رضوان الله عليهم ، فهي هدي الأنبياء والمرسلين وأتباعهم ، وهي من الفطرة التي خلق الله الناس عليها ، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم ، ولهذا كان القول الراجح تحريم حلقها كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وتوفيرها .
وأما كون الحكمة من إبقائها مخالفة اليهود ، وانتفت الاۤن فغير مسلَّم ؛ لأن العلة ليست مخالفة اليهود فقط .
بل الثابت في الصحيحين : ( خالفوا المشركين ) وفي صحيح مسلم : أيضاً ( خالفوا المجوس ) ، ثم إن المخالفة لهؤلاء ليست وحدها هي العلة ؛ بل هناك علة أخرى أو أكثر ،
مثل : موافقة هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام في إبقائها .
ولزوم مقتضى الفطرة .
وعدم تغيير خلق الله فيما لم يأذن به الله .
فكل هذه علل موجبات لإبقائها وإعفائها مع مخالفة أعداء الله من المشركين والمجوس واليهود .
ثم إن ادعاء انتفائها غير مسلم ، فإن أكثر أعداء الله اليوم من اليهود وغيرهم ، يحلقون لحاهم ، كما يعرف ذلك من له خبرة بأحوال الأمم وأعمالهم ، ثم على فرض أن يكون أكثر هؤلاء اليوم يعفون لحاهم ، فإن هذا لا يزيل مشروعية إعفائها ؛ لأن تشبه أعداء الإسلام بما شُرع لأهل الإسلام لا يسلبه الشرعية ، بل ينبغي أن تزداد به تمسكاً حيث تشبهوا بنا فيه وصاروا تبعاً لنا ، وأيدوا حسنه ورجعوا إلى مقتضى الفطرة " انتهى .
" مجموع فتاوى ابن عثيمين " (16/46_47) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب


يتبع ......

ميمونة 25
2008-12-05, 12:35
من يقول ان اللحية سنة وليست فرض

أ- من يقول بأن اللحية سنة وليست فرضا و ان اطلاقها مستحب و يثاب عليه و حلقها لا يكتب عليه سيئات و دليله على ذلك ان الرسول قد قرنها في الحديث السابق عشرة من الفطرة بمستحبات مثل استعمال السواك فهو مستحب و ليس واجبا




الرد: يستفاد الوجوب من أدلة اخرى مثل " احفوا الشوارب و أعفوا اللحى" أضف الى هذا ان لله عز و جل قرن بين واجب و مستحب في امر واحد مثل قوله تعالى
" كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" (الأنعام 141
فهنا امرين اما الاول فهو كلوا من ثمره فهو ليس واجبا ان أكل من ثمره فاذا لم أأكل لا شئ علي و اما الثاني و أتوا حقه و المقصود هنا هو اخراج الزكاة و هو واجب و ليس مستحب ونفس الكلام يقال على الحديث فقد جمع فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام بين الواجب و المستحب



ب- قول بعضهم ان هناك من يطلع الى المنبر من أئمة و هو غير ملتحي

الرد من هو أسوتك اهذا ام النبي صلى الله عليه و سلم فكل يأخذ من قوله و يرد الا النبي صلى الله عليه و سلم فان أصابوا نأخذ الخير و ان خالفوا نرد عليهم المخالفة

ج_ قولهم ان امر الرسول ص في اللحية لا يفيد الوجوب


الرد الأوامر الواردة في الشرع على ثلاثة أنواع :

الأول : أن يقترن بالأمر قرائن تدل على أن المراد به الوجوب والفرضية , كقوله تعالى : ) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ َ) البقرة/43 فقد دلت الأدلة القطعية من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أن الأمر بإقامة الصلوات الخمس للوجوب .

الثاني : أن يقترن بالأمر ما يدل على أنه ليس للوجوب , كقول الرسول صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ( 1183) : ( صَلُّوا قَبْلَ صَلاةِ الْمَغْرِبِ , قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : لِمَنْ شَاءَ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَتَّخِذَهَا النَّاسُ سُنَّةً ) .
فقوله : ( لمن شاء ) دليل على أن الأمر في قوله : ( صلوا قبل المغرب ) ليس للوجوب .

الثالث : أن يرد الأمر مجرداً عن القرائن , وهو ما يسميه العلماء بالأمر المطلق , فلم يقترن به ما يدل على أنه للوجوب أو غيره , وحكم هذا الأمر أنه يكون للوجوب .

ولذلك يقول العلماء : " الأمر المجرد عن القرائن يفيد الوجوب " .
وإلى هذا ذهب جمهور العلماء من المذاهب الأربعة .
انظر : "شرح الكوكب المنير" (3/39) .
واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة ، من الكتاب والسنة
.
أما أدلة القرآن فمنها :

1. قول الله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُبِينًا ) الأحزاب/36 .
فجعل الله جل وعلا أمرَه وأمرَ رسوله مانعاً من الاختيار ، وذلك دليل الوجوب اهـ "المذكرة" للشنقيطي (ص 191) .


2. وقوله عز وجل : ( فَلْيَحْذَرْ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النور/63 .
فتوعد الله تعالى المخالفين لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالفتنة وهي الزيغ ، أو بالعذاب الأليم ، ولا يتوعد بذلك إلا على ترك واجب ، فدل على أن أمر الرسول صلى الله عليه وسلم المطلق يقتضي الوجوب اهـ "شرح الورقات" للفوزان (ص 59) . وقال القرطبي (12/322) : بهذه الآية استدل الفقهاء على أن الأمر للوجوب اهـ .


3. ومن الأدلة على ذلك أيضا : قول الله سبحانه وتعالى منكراً على إبليس عدم سجوده بعد أمره بالسجود لآدم : ( مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ) الأعراف/12 . فَقَرَّعَ إبليسَ ووَبَّخَهُ على مخالفة الأمر اهـ "الشنقيطي" (ص 192) بمعناه .


4. وقوله سبحانه : ( أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ) طه/93 . وقال عن الملائكة : ( لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ ) التحريم/6 . فهو دليل على أن مخالفة الأمر معصية اهـ "الشنقيطي" (ص 192) .


5. وقوله تعالى : ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ ) المرسلات /48 . وهذا ذمٌّ لهم على ترك امتثال الأمر بالركوع ، وهو دليل الوجوب اهـ "الشنقيطي" (ص 191) .

وأما أدلة السنة فكثيرة اذكر منها :

قصة بريرة لما عتقت واختارت فسخ النكاح من زوجها وكان عبدا ، وكان زوجها يحبها ، وكان يمشي خلفها في طرق المدينة ودموعه تسيل على خده يترضاها لترجع إليه فلم تفعل ، فشفع له النبي صلى الله عليه وسلم حتى قال لها : كما رواه أبو داود (2231) يَا بَرِيرَةُ ، اتَّقِي اللَّهَ ، فَإِنَّهُ زَوْجُكِ ، وَأَبُو وَلَدِكِ . فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَتَأْمُرُنِي بِذَلِكَ ؟ قَالَ : لا ، إِنَّمَا أَنَا شَافِعٌ . قَالَتْ : لا حَاجَةَ لِي فِيهِ . صححه الألباني في صحيح أبي داود (1952) . ورواه البخاري (5283) بلفظ آخر .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : وإنما قالت : (أتأمرني ؟) لما استقر عند المسلمين أن طاعة أمره واجبة اهـ الفتاوى (1/317) .

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم : " قوله صلى الله عليه وسلم : ( فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) : هذا من قواعد الإسلام المهمة ومن جوامع الكلم التي أعطيها صلى الله عليه وسلم ، ويدخل فيها ما لا يحصى من الأحكام ، كالصلاة بأنواعها ، فإذا عجز عن بعض أركانها أو بعض شروطها ، أتى بالباقي ، وإذا عجز عن بعض أعضاء الوضوء أو الغسل ، غسل الممكن ، وإذا وجد بعض ما يكفيه من الماء لطهارته أو لغسل النجاسة ، فعل الممكن ، وإذا وجد ما يستر بعض عورته ، أو حفظ بعض الفاتحة ، أتى بالممكن ، وأشباه هذا غير منحصرة ، وهي مشهورة في كتب الفقه ، والمقصود التنبيه على أصل ذلك " انتهى باختصار .


وبناء على ما سبق فإن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحية وتوفيرها ، يدل على الوجوب والفرضية ، لأن الأصل في الأمر أنه يفيد الوجوب ، ولم توجد قرينة تصرفه عن ذلك

منقول

ميمونة 25
2008-12-05, 12:39
صفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم


سئل الشيخ عبد الرحمن السحيم عن صفة لحية الرسول عليه الصلاة والسلام


الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .

كانت لحيته صلى الله عليه وسلم كثّـة بحيث أنها تُرى مِن خَلفه ، بمعنى : أن من خَلفه يرى أطراف لحيته .

فقد سُئل خباب رضي الله عنه : أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ ؟ قَال : نَعَمْ قيل له : بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ ؟ قَالَ : بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ . رواه البخاري .

قال عليّ رضي الله عنه : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس ، عظيم العينين ، هدب الأشفار ، مشرب العين بحمرة ، كث اللحية ، أزهر اللون ، إذا مشى تكفأ كأنما يمشى في صعد ، وإذا التفت التفت جميعا ، شثن الكفين والقدمين . رواه الإمام أحمد . وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : إسناده حسن .

وقال الْبَرَاءِ رضي الله عنه : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجِلا مَرْبُوعًا عَرِيضَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ كَثَّ اللِّحْيَةِ . رواه النسائي .

وقال جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رضي الله عنه : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ ، وَكَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ . رواه مسلم .

وروى ابن أبي شيبة عن يزيد الفارسي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس على البصرة ، قال : فقلت لابن عباس : إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، قال : فهل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيت ؟ قلت : نعم ، أنْعَت لك رجلاً بين الرجلين ، جسمه ولحمه أسمر في البياض ، حسن المضحك ، أكحل العينين ، جميل دوائر الوجه ، قد ملأت لحيته مِن لَدُن هذه إلى هذه ، وأشار بيده إلى صدغيه - حتى كادت تَمْلأ نَحْرَه ، فقال ابن عباس : لو رأيته في اليقظة ما استطعت أن تَنْعَته فوق هذا .


والله تعالى أعلم .

ميمونة 25
2008-12-05, 12:42
يستهزئ بي فهل احلق لحيتي


بسم الله الرحمن الرحيم

شيخي الفاضل عبد الرحمن السحيم حفظك الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد منّ الله سبحانه وتعالى علي بنعمة الالتزام منذ فتره ليست بالطويلة , وأنا شيخي الفاضل طالب جامعي في بلدة غربية , وعندما التزمت قررت بأن أطلق لحيتي امتثالاً لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال : خالفوا المشركين أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى .

ولكن أثناء تواجدي في هذه البلاد لاحظت أن الناس تنظر إليّ بل تحدق فيني وقد لمست من نظراتهم الخوف والاستغراب ، وضعفت لفترة حيث تبادر لذهني بأن أحلقها ولكني تراجعت متسلحا بالصبر و بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : بدأ الإسلام غريباً وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء .

ومع مرور الوقت بدأت النظرات تتزايد وقد تعرضت للسب والشتم مرة وبعض التعليقات من بعض الطلاب ، ولا تكاد تمر ساعة إلا وأشغلت مسألة اللحية تفكيري , فهل يجوز لي الحلق أم لا ؟

وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى

ٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌٌ

الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ووفقك الله لكل خير

أخي الكريم : أسأل الله لنا ولك التوفيق والهدى والسَّداد والثبات . ولا تلتفتْ إلى السخرية والاستهزاء ، بل ولا إلى الأذى .

فقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم قُرابة ثلاثة عشر عاماً ، تحمّل خلالها أصناف الأذى من قول وفِعل وسُخرية ، وتكذيب ، واتِّهام بالجنون ، إلى غير ذلك مما هو معلوم من سيرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم .

ولم يَقف الأذى عند هذا الحدّ بل تعدّاه إلى المدينة فقد أُوذِي صلى الله عليه وسلم مِن قِبَل المنافقين ، ولذلك قال الله عز وجل : ( وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلا ) .

وأقول لك : لا تُطِع الكافرين والمنافقين ولا تُطِع كل همّاز لـمّاز ، بل اصبر ، ودعْ هذا الأذى ، فإنه يَزول سريعا ، وتوكّل على الله ، وكفى بالله وكيلاً ونصيراً وحافظاً .

وتأمل في مواقف الصحابة رضي الله عنهم وصبرهم على الأذى .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد

ميمونة 25
2008-12-05, 12:47
والدتي تجادلني بخصوص اللحية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا ياشيخ على ماتفعله


أرجو ان تساعدني في مشكلة كبيرة بعد ان عرفت أن حلق اللحية حرام
ربيتها لكن والدتي هي المشكلة دائما تقول لى رتب احلق قص خفف اللحية
عشان وجهك مش حلو ودايما بتقاتل معها علشان هيك..

وانا عارف انوا اللحية حرام لكن انا خففت اللحية..
بفتوى العلماء الاخرين في بلادي فلسطين في قطاغ غزة يقولوا يجوز التخفيف
مع انوا الحلق حرام...فخففتها...
وعلماء اخرون يقولون لايجوز التخفيف ولا الحلق ومنهم انت لكن سبب أني أحلقها هو انو أمي دائما تلاحقني بسبب اللحية كل ماتطول رتبها رتبها وتجيبلي حجة انوا في علماء متدينين حالقين اللحية ...ما الحل ياشيخ اريد جواب شافي منك.............وجزاك الله خيرا...



ًًًًًًًًًًًًًًًًًً

الجواب :

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا

طاعة الوالدين في غير معصية الله ، ومعصيتهما في التمسّك بِدِين الله لا يُعتبر عقوقا .
فإن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه اشتُهر عنه بِرّه بأمِّـه ، ومع ذلك لم يتنازل من أجلها !

ففي صحيح مسلم من طريق مصعب بن سعد عن أبيه أنه نَزَلَت فيه آيات من القرآن . قال : حَلَفَتْ أم سعد أن لا تُكَلِّمه أبدًا حتى يَكفر بِدِينه ، ولا تأكل ولا تشرب . قالت : زَعَمْتَ أن الله وصَّاك بوالديك ، وأنا أمك وأنا آمرك بهذا . قال : مكثت ثلاثا حتى غُشي عليها من الجهد ، فقام ابن لها يقال له عُمارة فسقاها ، فجعلت تدعو على سعد ، فأنزل الله عز وجل في القرآن هذه الآية : (وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) ، (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي ) وفيها (وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا) .

قال الحسن البصري : إن منعته أمه عن العشاء في الجماعة شَفَقة لم يُطْعها . علّقه البخاري .

وإذا احتجّت عليك أمك بِمن حَلَق لِحيته ، فقُل لها : عن الله أمرنا أن نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو المعصوم ، وغيره ممن جاء بعده لا عصمة له !

ورسول الله صلى الله عليه وسلم أمَر بإعفاء اللحية ، وتوفيرها ، وإرخائها ، في أوامر كثيرة

ونبينا صلى الله عليه وسلم قد وفّر لحيته فلم يأخذ منها شيئا ، لا مِن طُولها ، ولا مِن عَرْضِها .

فإن كانت محبتنا لِنبينا صلى الله عليه وسلم صادقة ، فعلينا أن نتمثل أمْرَه ، وأن نُطيعه فيما أمر .

بل إن هذا مِن مقتضى شهادة أن محمدا رسول الله .
فنحن أمة تشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد فسّر العلماء هذه الشهادة بـ : طاعته فيما أمَر ، وتصديقه فيما أخبر به ، واجتناب ما نهى عنه وزَجَر ، وأن لا يُعْبَد الله إلاَّ بما شَرَع .

ونحن لم نُؤمر بالاقتداء بأفعال الناس ، وإنما أُمِرْنا بالاقتداء بِنبينا صلى الله عليه وسلم .
قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
وأُمِرنا بالتحاكم إلى سُنّـته صلى الله عليه وسلم عند التنازع .
قال تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) .

وأفعال الناس ليست دليلا ولا حُجّة .
وكلام العالِم يُحتَج له ، ولا يُحتَجّ به .

والله تعالى أعلم .

عبد الرحمن السحيم

ابو إبراهيم
2008-12-05, 14:27
بارك الله فيك اختنا ميمونة على هدا النقل الجامع والمفيد ، وجزاك الله خيرا
*** اخوكم ابو ابراهيم ***

عبد الله-1
2008-12-05, 14:57
بارك الله فيك أختي الفاضلة
بحث قيم جدا جدا يستحق التثبيت ليستفيد منه الإخوة
والمشكل هو أن الكثير يقولون ان عفاء اللحية سنة وليست بفرض ولذا لا يحاسب حالقها
وهذا القولخطأ لأن السنة فيها الواجب أعني الفرض وفيها المستحب .
وإعفاء اللحية واجب

،،ايمان،،
2008-12-05, 15:42
اللحية وقار الرجل و هيبته

بوركت اختاه / حفظ الرحمان و جزاك الجنان

ميمونة 25
2008-12-05, 15:47
بارك الله فيك اختنا ميمونة على هدا النقل الجامع والمفيد ، وجزاك الله خيرا
*** اخوكم ابو ابراهيم ***

بارك الله فيك أختي الفاضلة
بحث قيم جدا جدا يستحق التثبيت ليستفيد منه الإخوة
والمشكل هو أن الكثير يقولون ان عفاء اللحية سنة وليست بفرض ولذا لا يحاسب حالقها
وهذا القولخطأ لأن السنة فيها الواجب أعني الفرض وفيها المستحب .
وإعفاء اللحية واجب

اللحية وقار الرجل و هيبته

بوركت اختاه / حفظ الرحمان و جزاك الجنان



بارك الله فيكم جميعا وجزاكم الله خيرا

أبو مسلم
2008-12-05, 16:20
ما شاء الله ما شاء الله جعله الله في ميزان حسنا تك وجعل ما نقلت تنبيه وتذكير للغافلين وتعليما للجاهلين ورحم الله علمائنا الأ جلاء ونفعنا بعلمهم ونسأل الهداية لكل مبتلي بحلق الحية

ميمونة 25
2008-12-05, 16:30
ما شاء الله ما شاء الله جعله الله في ميزان حسنا تك وجعل ما نقلت تنبيه وتذكير للغافلين وتعليما للجاهلين ورحم الله علمائنا الأ جلاء ونفعنا بعلمهم ونسأل الهداية لكل مبتلي بحلق الحية


امين وبارك الله فيك

salim_1985
2008-12-05, 20:53
بارك الله فيك اختنا

وجعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك

دموع الحيــاة
2008-12-05, 21:31
شكرا على الإفادة
بصراحة في عائلتنا كلـّها لا يوجد رجل لديه لحية

ميمونة 25
2008-12-06, 10:18
بارك الله فيكم وربي يهدينا جميعا

ميمونة 25
2008-12-13, 14:44
يرفع للتاكيد على حرمة حلق اللحية