المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحافظ ابن حجر العسقلاني يردُّ على المُشبّهة و المُجسّمة


عبد الله ياسين
2008-12-05, 11:51
روى الإمام البُخاري في صحيحه ؛ قال : حَدَّثَنَا ‏ ‏عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏مَالِكٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي سَلَمَةَ ‏ ‏وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ يَقُولُ ‏ ‏مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ‏

قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" :

قَوْله : ( يَنْزِل رَبّنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا ) ‏
اِسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ أَثْبَتَ الْجِهَة وَقَالَ : هِيَ جِهَة الْعُلُوّ , وَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْجُمْهُور لِأَنَّ الْقَوْل بِذَلِكَ يُفْضِي إِلَى التَّحَيُّز تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ .

وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَ هُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ.

وَمِنْهُمْ مَنْ أَنْكَرَ صِحَّة الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي ذَلِكَ جُمْلَة وَهُمْ الْخَوَارِج وَالْمُعْتَزِلَة وَهُوَ مُكَابَرَة , وَالْعَجَب أَنَّهُمْ أَوَّلُوا مَا فِي الْقُرْآن مِنْ نَحْو ذَلِكَ وَأَنْكَرُوا مَا فِي الْحَدِيث إِمَّا جَهْلًا وَإِمَّا عِنَادًا ,

وَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيق الْإِجْمَال مُنَزِّهًا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّة وَ التَّشْبِيه وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف , وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره عَنْ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالسُّفْيَانَيْنِ وَالْحَمَّادَيْنِ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْث وَغَيْرهمْ ,

وَمِنْهُمْ مَنْ أَوَّله عَلَى وَجْه يَلِيق مُسْتَعْمَل فِي كَلَام الْعَرَب , وَمِنْهُمْ مَنْ أَفْرَطَ فِي التَّأْوِيل حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُج إِلَى نَوْع مِنْ التَّحْرِيف ,

وَمِنْهُمْ مَنْ فَصَلَ بَيْن مَا يَكُون تَأْوِيله قَرِيبًا مُسْتَعْمَلًا فِي كَلَام الْعَرَب وَبَيْن مَا يَكُون بَعِيدًا مَهْجُورًا فَأَوَّل فِي بَعْض وَفَوَّضَ فِي بَعْض , وَهُوَ مَنْقُول عَنْ مَالِك وَجَزَمَ بِهِ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ اِبْن دَقِيق الْعِيد , قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأَسْلَمَهَا الْإِيمَان بِلَا كَيْف وَالسُّكُوت عَنْ الْمُرَاد إِلَّا أَنْ يَرِد ذَلِكَ عَنْ الصَّادِق فَيُصَار إِلَيْهِ , وَمِنْ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ اِتِّفَاقهمْ عَلَى أَنَّ التَّأْوِيل الْمُعَيَّن غَيْر وَاجِب فَحِينَئِذٍ التَّفْوِيض أَسْلَم . وَسَيَأْتِي مَزِيد بَسْط فِي ذَلِكَ فِي كِتَاب التَّوْحِيد إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى . وَقَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : حُكِيَ عَنْ الْمُبْتَدِعَة رَدّ هَذِهِ الْأَحَادِيث , وَعَنْ السَّلَف إِمْرَارهَا , وَعَنْ قَوْم تَأْوِيلهَا وَبِهِ أَقُول . فَأَمَّا قَوْله يَنْزِل فَهُوَ رَاجِع إِلَى أَفْعَاله لَا إِلَى ذَاته , بَلْ ذَلِكَ عِبَارَة عَنْ مُلْكه الَّذِي يَنْزِل بِأَمْرِهِ وَنَهْيه , وَالنُّزُول كَمَا يَكُون فِي الْأَجْسَام يَكُون فِي الْمَعَانِي , فَإِنْ حَمَلْته فِي الْحَدِيث عَلَى الْحِسِّيّ فَتِلْكَ صِفَة الْمَلَك الْمَبْعُوث بِذَلِكَ , وَإِنْ حَمَلْته عَلَى الْمَعْنَوِيّ بِمَعْنَى أَنَّهُ لَمْ يَفْعَل ثُمَّ فَعَلَ فَيُسَمَّى ذَلِكَ نُزُولًا عَنْ مَرْتَبَة إِلَى مَرْتَبَة , فَهِيَ عَرَبِيَّة صَحِيحَة اِنْتَهَى .

وَالْحَاصِل أَنَّهُ تَأَوَّلَهُ بِوَجْهَيْنِ : إِمَّا بِأَنَّ الْمَعْنَى يَنْزِل أَمْره أَوْ الْمَلَك بِأَمْرِهِ , وَإِمَّا بِأَنَّهُ اِسْتِعَارَة بِمَعْنَى التَّلَطُّف بِالدَّاعِينَ وَالْإِجَابَة لَهُمْ وَنَحْوه .

وَقَدْ حَكَى أَبُو بَكْر بْن فَوْرك أَنَّ بَعْض الْمَشَايِخ ضَبَطَهُ بِضَمِّ أَوَّله عَلَى حَذْف الْمَفْعُول أَيْ يُنْزِل مَلَكًا , وَيُقَوِّيه مَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيق الْأَغَرّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَأَبِي سَعِيد بِلَفْظِ " إِنَّ اللَّه يُمْهِل حَتَّى يَمْضِي شَطْر اللَّيْل , ثُمَّ يَأْمُر مُنَادِيًا يَقُول : هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَاب لَهُ " الْحَدِيث . وَفِي حَدِيث عُثْمَان بْن أَبِي الْعَاصِ " يُنَادِي مُنَادٍ هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَاب لَهُ " الْحَدِيث . قَالَ الْقُرْطُبِيّ : وَبِهَذَا يَرْتَفِع الْإِشْكَال , وَلَا يُعَكِّر عَلَيْهِ مَا فِي رِوَايَة رِفَاعَة الْجُهَنِيّ " يَنْزِل اللَّه إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول : لَا أَسْأَل عَنْ عِبَادِي غَيْرِي " لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي ذَلِكَ مَا يَدْفَع التَّأْوِيل الْمَذْكُور . وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ : وَلَمَّا ثَبَتَ بِالْقَوَاطِعِ أَنَّهُ سُبْحَانه مُنَزَّه عَنْ الْجِسْمِيَّة وَالتَّحَيُّز اِمْتَنَعَ عَلَيْهِ النُّزُول عَلَى مَعْنَى الِانْتِقَال مِنْ مَوْضِع إِلَى مَوْضِع أَخْفَض مِنْهُ , فَالْمُرَاد نُور رَحْمَته , أَيْ يَنْتَقِل مِنْ مُقْتَضَى صِفَة الْجَلَال الَّتِي تَقْتَضِي الْغَضَب وَالِانْتِقَام إِلَى مُقْتَضَى صِفَة الْإِكْرَام الَّتِي تَقْتَضِي الرَّأْفَة وَالرَّحْمَة . ‏ انتهى بحروفه


قال الإمام النووي في "المنهاج شرح صحيح مسلم بن حجاج" :
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَنْزِل رَبّنَا كُلّ لَيْلَة إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا فَيَقُول : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيب لَهُ ) ‏
هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَحَادِيث الصِّفَات , وَفِيهِ مَذْهَبَانِ مَشْهُورَانِ لِلْعُلَمَاءِ سَبَقَ إِيضَاحهمَا فِي كِتَاب الْإِيمَان وَمُخْتَصَرهمَا أَنَّ :

أَحَدهمَا : وَهُوَ مَذْهَب جُمْهُور السَّلَف وَبَعْض الْمُتَكَلِّمِينَ : أَنَّهُ يُؤْمِن بِأَنَّهَا حَقّ عَلَى مَا يَلِيق بِاَللَّهِ تَعَالَى , وَأَنَّ ظَاهِرهَا الْمُتَعَارَف فِي حَقّنَا غَيْر مُرَاد , وَلَا يَتَكَلَّم فِي تَأْوِيلهَا مَعَ اِعْتِقَاد تَنْزِيه اللَّه تَعَالَى عَنْ صِفَات الْمَخْلُوق , وَعَنْ الِانْتِقَال وَالْحَرَكَات وَسَائِر سِمَات الْخَلْق .

وَالثَّانِي : مَذْهَب أَكْثَر الْمُتَكَلِّمِينَ وَجَمَاعَات مِنْ السَّلَف وَهُوَ مَحْكِيّ هُنَا عَنْ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيِّ : أَنَّهَا تُتَأَوَّل عَلَى مَا يَلِيق بِهَا بِحَسْب مَوَاطِنهَا .

فَعَلَى هَذَا تَأَوَّلُوا هَذَا الْحَدِيث تَأْوِيلَيْنِ :

أَحَدهمَا : تَأْوِيل مَالِك بْن أَنَس وَغَيْره مَعْنَاهُ : تَنْزِل رَحْمَته وَأَمْره وَمَلَائِكَته كَمَا يُقَال : فَعَلَ السُّلْطَان كَذَا إِذَا فَعَلَهُ أَتْبَاعه بِأَمْرِهِ .

وَالثَّانِي : أَنَّهُ عَلَى الِاسْتِعَارَة , وَمَعْنَاهُ : الْإِقْبَال عَلَى الدَّاعِينَ بِالْإِجَابَةِ وَاللُّطْف . وَاللَّهُ أَعْلَم.انتهى

قال الأصولي المالكي الإمام الباجي في "المنتقى شرح موطأ مالك" :
قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم يَنْزِلُ رَبُّنَا عَزَّ وَجَلَّ كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا إخْبَارٌ عَنْ إجَابَةِ الدُّعَاءِ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ وَإِعْطَاءِ السَّائِلِينَ مَا سَأَلُوهُ وَغُفْرَانِهِ للمستغفرين , وَتَنْبِيهٌ عَلَى فَضِيلَةِ ذَلِكَ الْوَقْتِ , وَحَضٌّ عَلَى كَثْرَةِ الدُّعَاءِ وَالسُّؤَالِ وَالِاسْتِغْفَارِ فِيهِ وَمِنْ هَذَا الْمَعْنَى مَا رُوِيَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى إِذَا تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي شِبْرًا تَقَرَّبْت إِلَيْهِ ذِرَاعًا وَإِذَا تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا وَ إِذَا أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُ إِلَيْهِ هَرْوَلَةً وَلَمْ يُرِدْ بِهِ التَّقَرُّبَ فِي الْمَسَافَةِ فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مُمْكِنٍ وَلَا مَوْجُودٍ وَإِنَّمَا أَرَادَ التَّقَرُّبَ بِالْعَمَلِ مِنْ الْعَبْدِ وَالْقُرْبَ مِنْهُ تَعَالَى بِالْإِجَابَةِ وَالْقَبُولِ وَمِنْ ذَلِكَ يُقَالُ فُلَانٌ قَرِيبٌ مِنْ فُلَانٍ وَيَقُولُونَ فِي الرَّئِيسِ هُوَ قَرِيبٌ مِنْ النَّاسِ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الْإِسْعَافِ لَهُمْ وَالتَّرْحِيبَ بِهِمْ وَهُوَ مَشْهُورٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ وَفِي الْعُتْبِيَّةِ سَأَلْت مَالِكًا عَنْ الْحَدِيثِ الَّذِي جَاءَ فِي جِنَازَةِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ فِي الْعَرْشِ فَقَالَ لَا يُتَحَدَّثْنَ بِهِ وَمَا يَدْعُو الْإِنْسَانَ إِلَى أَنْ يَتَحَدَّثَ بِهِ وَهُوَ يَرَى مَا فِيهِ مِنْ التَّغْرِيرِ , وَحَدِيثِ إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ , وَحَدِيثِ السَّاقِ قَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ لَا يَنْبَغِي لِمَنْ يَتَّقِي اللَّهَ أَنْ يُحَدِّثَ بِمِثْلِ هَذَا قِيلَ لَهُ فَالْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ضَحِكَ فَلَمْ يَرَهُ مِنْ هَذَا وَأَجَازَهُ , وَقَالَ وَحَدِيثِ التَّنَزُّلِ وَيَحْتَمِلُ أَنْ يُفَرَّقَ بَيْنَهُمَا مِنْ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنَّ حَدِيثَ التَّنَزُّلِ وَالضَّحِكِ أَحَادِيثُ صِحَاحٌ لَمْ يُطْعَنْ فِي شَيْءٍ مِنْهَا وَحَدِيثَ اهْتِزَازِ الْعَرْشِ قَدْ تَقَدَّمَ الْإِنْكَارُ لَهُ وَالْمُخَالَفَةُ فِيهِ مِنْ الصَّحَابَةِ وَحَدِيثَ الصُّورَةِ وَالسَّاقِ لَيْسَتْ أَسَانِيدُهَا تَبْلُغُ فِي الصِّحَّةِ دَرَجَةَ حَدِيثِ التَّنَزُّلِ , وَالْوَجْهُ الثَّانِي أَنَّ التَّأْوِيلَ فِي حَدِيثِ التَّنَزُّلِ أَقْرَبُ وَأَبْيَنُ وَالْغَرَرُ بِسُوءِ التَّأْوِيلِ فِيهَا أَبْعَدُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ وَأَحْكَمُ .انتهى ‏



يُتبع...

01 algeroi
2008-12-05, 16:48
يقول الشيخ العلامة محمد امان الجامي رحمه الله في كتابه الصفات الإلهية في الكتاب والسنة النبوية في ضوء الإثبات والتنـزيه تحت عنوان :
الصفة الثالثة: صفة النـزول:
هذه الصفة من صفات الأفعال التي كثر فيها النـزاع بين السلف والخلف، كاختلافهم في جميع الأفعال عامة، والأفعال اللازمة خاصة. مثل الاستواء والمجيء والإتيان.
والقول الحق المؤيد بالأدلة هو الذي عليه سلف الأمة من أن الله تعالى تقوم به هذه الأفعال فيكون النـزول فعلاً فَعَلَه سبحانه وكذلك مجيئه وسائر أفعاله.
يقول الإمام ابن تيمية في تأييد هذا القول: "وهذا قول السلف قاطبة وجماهير الطوائف" اهـ.
وذلك لأنهم يأخذون النصوص على ما وردت دون أن يفرقوا بين ما جمع الله من الصفات والأسماء والأفعال، وأما الخلف فموقفهم مضطرب جداً في هذه الصفة كغيرها من صفات الأفعال منهم من ينكر النـزول إنكاراً فيقول: ما ثم نزول أصلاً.
ومنهم من يقول: إنه ينـزل نزولاً بحيث يخلو منه العرش، وهذا يعني أن القوم يحاولون إدراك الكيفية وإلا فالإنكار السافر أو التشبيه، وهو موقف خطير على إيمان المرء.
قال الإمام ابن تيمية: "إن أبا بكر الإسماعيلي كتب إلى أهل "جيلان" إن الله ينـزل إلى سماء الدنيا على ما صح به الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ} ، وقال: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ، نؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، ولو شاء الله سبحانه أن يعين ذلك فعل. فانتهينا إلى ما أحكمه. وكففنا عن الذي يتشابه، ثم تلا قوله تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ}" الآية.
وقال عبد الرحمن بن منده بإسناده عن حرب بن إسماعيل، قال: "سألت إسحاق بن إبراهيم قلت: حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "ينـزل الله إلى السماء الدنيا؟" قال: نعم، ينـزل الله كل ليلة إلى السماء الدنيا، كما شاء، وكيف شاء. وقال عن حرب: "لا يجوز الخوض في أمر الله تعالى كما يجوز الخوض في فعل المخلوقين، لقوله تعالى: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}" .
وروى أيضاً عن حرب قال: "هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الحديث والأثر، وأهل السنة المعروفين بها، وهو مذهب أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه، والحميدي وغيرهم، كان قولهم: إن الله ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا كيف شاء، وكما شاء {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .
وقال حماد بن زيد: "إن الله على عرشه، ولكن يقرب من خلقه، كيف شاء"، قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت فضيل بن عياض يقول: "إذا قال الجهمي: أنا أكفر برب يزول عن مكانه، فقل: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء"، وروي مثل ذلك عن الأوزاعي وغيره من السلف أنهم قالوا في حديث النزول: يفعل الله ما يشاء.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: والأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات نزول الرب يوم القيامة كثيرة، وكذلك إتيانه لأهل الجنة كيوم الجمعة اهـ.
وهذه الأحاديث التي يحتج بها السلف جاءت موافقة للقرآن، وهذا ما احتج به الإمام إسحاق بن إبراهيم بن راهويه على بعض الجهمية بحضرة الأمير عبد الله بن طاهر أمير خراسان، وذلك حين سئل إسحاق، سأله رجل في مجلس الأمير عن حديث النزول أصحيح هو؟ قال إسحاق: نعم، قال السائل: كيف ينزل؟!! قال إسحاق أثبته فوق، حتى أصف لك النـزول، فقل له الرجل: أثبته فوق، فقال إسحاق: قال الله تعالى: {وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا} ، فقال الأمير عبد الله: يا أبا يعقوب! أهذا يوم القيامة، قال إسحاق: أعز الله الأمير ومن يأتي يوم القيامة فمن يمنعه اليوم...؟
وأما السؤال: فهل نزل يخلو عنه العرش أم لا؟
إن المفروض عدم ورود هذا السؤال، وهي مسألة قد خاض فيها الناس بل حتى بعض السلفيين المعاصرين، وقد كان الواجب الإمساك عن الخوض في هذه النقطة التي سكت عنها السلف.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله في هذه المسألة: "إن الصواب المأثور عن سلف الأمة وأئمتها أن الله سبحانه لا يزال فوق العرش، ولا يخلو منه العرش مع دنوه ونزوله إلى السماء الدنيا، ولا يكون العرش فوقه، وكذلك يوم القيامة كما جاء في الكتاب والسنة، وليس نـزوله كنـزول أجسام بني آدم من السطح إلى الأرض، بحيث يبقى السقف فوقهم" ، بل الله منزه عن ذلك، فالله سبحانه وتعالى قريب في عُلُوّه وعليُّ في قربه، وهو مع جميع مخلوقاته بعلمه واطلاعه على تفاصيل أحوالهم، وهو مع الصابرين والمحسنين والمتقين من عباده بالكلأ والحفظ والنصر {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}.
إذاً فإن السلف انطلاقاً من إيمانهم بتلك الأحاديث التي أشرنا إليها والتي يأتي الكلام عليها - إن شاء الله - إنهم يثبتون نزول الرب سبحانه إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، كما يليق بجلاله وعظمته، ويثبتون المعنى العام للنزول دون الخوض والتنقيب عن الكيفية إيماناً منهم بأن معرفة كيفية الصفة متوقفة على معرفة كيفية الموصوف، فحيث آمنا بالله إيمان تسليم دون بحث عن كنه ذاته سبحانه، فيجب الإيمان بجميع الصفات التي أثبتها لنفسه، أو أثبتها له رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم، وصفة النـزول إلى سماء الدنيا من الصفات التي أخبر عنها الرسول، ويشهد له القرآن حيث أخبر الرب سبحانه عن مجيئه يوم القيامة كما تقدم .
فنستطيع أن نقول: إن النـزول ثابت بالكتاب والسنة، ولولا هذه النقول لكففنا عن إثباتها. هذا هو الذي نعني بأنها خبرية محضة، إلا أن العقل الصريح والفطرة السليمة لا يرفضان كل ما ثبت بالنقل الصحيح، ولا يعدانه مستحيلاً، كما يزعم بعض الزاعمين، لأن العقل يشهد أن الذي يفعل ما يشاء أن يفعل مثل النزول والاستواء والمجيء مثلاً، والقادر على كل شيء أكمل من الذي لا يفعل كل ما يريد فعله لأنه {فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} ، هكذا بصيغة "فعال" وهي تدل على كثرة الفعل، وقد يفهم من الكثرة التنوع، والله أعلم.
هكذا يجتمع العقل والنقل على الدلالة على صفات الأفعال بما في ذلك نزول الرب سبحانه إلى السماء الدنيا كيف يشاء، ولله الحمد والمنة.
ذكر بعض الأحاديث الواردة في هذا الباب:
وقد وردت في إثبات صفة النـزول أحاديث كثيرة، وصفها الإمام ابن تيمية بالتواتر، وذكر الحافظ ابن عبد البر بأنها منقوله عن طريق متواتر ووجوه كثيرة من أخبار العدول، وللإمام الذهبي كلام يؤيد ما قاله الإمامان ابن تيمية، وابن عبد البر رحمهم الله، إذ يقول:
"وقد ألفت أحاديث النـزول في جزء، وذلك متواتر أقطع به" ومن هذه الأحاديث المشار إليها:
1- حديث أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام: "ينـزل ربنا عز وجل كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول". وفي رواية: "حين يبقى ثلث الليل الأخير فيقول: أنا الملك من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ فلا يزال كذلك".
قال الذهبي: رواه أحمد، وإسناده قوي اهـ.
2- حديث أبي هريرة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال: "ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له" .
قال الحافظ ابن عبد البر في التمهيد: "هذا حديث ثابت من جهة النقل، صحيح الإسناد، لا يختلف أهل الحديث في صحته، رواه أكثر الرواة عن مالك... إلى أن قال: وفيه دليل على أن الله في السماء على عرشه، من فوق سبع سموات، كما قالت الجماعة، وهو حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكان، وليس على العرش، والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}" ، ثم ساق عدة آيات في هذا المعنى، وهي التي سبق ذكرها.
وقد ناقش الحافظ ابن عبد البر مسألة الاستواء على العرش، ومسألة النزول وربط بينهما، ونقل نقولاً مثبتة وأخرى نافية، ومن أغرب تلك النقول ما نقله عن وكيع أنه كان يقول: كفر بشر بن المريسي في صفته هذه، قال: هو في كل شيء، قيل له: وفي قلنسوتك هذه؟ قال: نعم، قيل له: وفي جوف حمارك؟ قال: نعم، وقال عبد الله بن المبارك: إنا لنحكي كلام اليهود والنصارى ولا نستطيع أن نحكي كلام الجهمية .
قلت: وقد صدق، ولا يشك في صحة قول ابن المبارك وصدقه من سمع كلام بشر السابق آنفاً ذلك الكلام الذي يقشعر جلد المرء عند النطق به، ويقف شعره، الحمد لله الذي عافانا مما ابتلي به بشراً وأمثاله.
ثم قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: "وأما قوله عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث: "ينـزل ربنا تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا" فقد أكثر الناس في التنازع فيه، والذي عليه جمهور أئمة أهل السنة أنهم يقولون: ينزل كما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام، ويصدقون بهذا الحديث، ولا يكيفون، والقول في كيفية النـزول، كالقول في كيفية الاستواء والمجيء، والحجة في ذلك واحدة، وقد قال قوم من أهل الأثر أيضاً: إنه ينزل أمره وتنزل رحمته، وروى ذلك عن حبيب كاتب مالك. وغيره. وأنكره منهم آخرون، وقالوا: هذا ليس بشيء، لأن أمره ورحمته لا يزالان ينزلان أبداً في الليل والنهار، وتعالى الملك الجبار الذي إذا أراد أمراً قال له: كن فيكون في أي وقت شاء" اهـ.
قلت: حبيب بن أبي حبيب هذا الذي روي عنه الأثر السابق هو أبو محمد المصري متروك، كذبه أحمد وأبو داود وجماعة، توفي سنة 216هـ .
وهذا التأويل الذي يتوارثه النفاة فيما بينهم في معنى النـزول قد ناقشه الإمام ابن تيمية في كتابه الفريد في بابه "شرح حديث النزول" وأبطله من عدة وجوه، ومن ذلك أن سياق الحديث يأبى ذلك التأويل، فإن قوله تعالى: "أنا الملك" إلى آخر الحديث صريح في أن الله هو الذي ينزل كيف يشاء، ومما ذكره شيخ الإسلام حول هذا المعنى أنه قال: "وقد سئل بعض نفاة العلو عن النـزول فقال: ينزل أمره - فقال له السائل: فممن ينزل؟!! إن عندك فوق العالم شيء فممن ينـزل الأمر؟ من العدم المحض؟ فبهت" اهـ.
ويكون معنى الكلام إذا كنت لا تؤمن بأن الله في العلو، فكيف تزعم بأن الأمر ينـزل. فممن ينزل الأمر، فإن الله ليس فوق العالم في زعمك؟ وهو سؤال مفحم كما ترى، ولذلك بهت الذي نفى العلو، ثم زعم نزول الأمر، لأن النزول لا يكون في اللغة إلا من فوق، وهذا السؤال يمكن أن يوجه أيضاً إلى القائلين بأنه تعالى ليس فوق العرش، ولا تحت العرش، ولا يمين العرش، ولا يساره، وهذا الوصف لا ينطبق إلا على العدم، فيكون وجود الرب تعالى عند هؤلاء وجوداً ذهنياً ولا وجود له في الخارج كما لا يخفى، فإذاً ممن ينزل الأمر أو ممن تنزل الرحمة، والحالة ما ذكر؟!!
وقال الحافظ ابن القيم: "إن نزول الرب تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا قد تواترت الأخبار به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواها عنه نحو 28 نفساً من الصحابة، وهذا يدل على أنه صلى الله عليه وسلم كان يبلغه في كل موطن ومجمع اهـ.
ثم سرد أحاديث الصحابة ابتداء من حديث أبي بكر ثم علي إلى آخر العدد المذكور مع الشرح والتعليق.
وقال محمد بن جرير الطبري - بعد كلام طويل حول نصوص الصفات: "وأهل العلم بالكتاب والآثار من السلف والخلف يثبتون جميع ذلك، ويؤمنون به بلا كيف ولا توهم. ويمرون الأحاديث الصحيحة كما جاءت من رسول الله عليه الصلاة والسلام" اهـ.
قلت: بما في ذلك صفة النزول.
قال الحافظ ابن القيم: اختلف أهل السنة في نزول الرب تعالى على ثلاثة أقوال:
1- أحدها: أنه ينزل بذاته، قال شيخنا: وهذا قول طوائف من أهل الحديث والسنة والصوفية والمتكلمين.
2- وقالت طائفة منهم: لا ينزل بذاته.
3- وقالت طائفة أخرى: نقول: ينزل، ولا نقول بذاته، ولا بغير ذاته، بل نطلق اللفظ كما أطلقه الرسول صلى الله عليه وسلم ونسكت عما سكت عنه اهـ.
وهذا ما يفهم من قول الإمام الأوزاعي وحماد بن زيد وإسحاق بن راهويه، وقد سبق نقل أقوالهم، وقد سئل الإمام أحمد فقال السائل: يا أبا عبد الله أينزل إلى السماء الدنيا؟ قال: نعم، ثم قال السائل: نزوله بعلمه أم ماذا ؟!! فقال الإمام: "اسكت عن هذا" فغضب غضباً شديداًَ ثم قال: امض الحديث على ما روي اهـ.
وموقف الإمام أحمد هنا شبيه بموقف الإمام مالك بن أنس في مسألة الاستواء، وهو موقف معروف رحمهما الله تعالى، بل هذا موقف أئمة السلف قاطبة في جميع صفات الله تعالى لأن المعروف عنهم أنهم لا يتجاوزن الكتاب والسنة في جميع المطالب الإلهية.
ومما يشهد لما ذكرنا ما قاله الحافظ ابن القيم بعد ذكر أقسام الناس في مسألة الانتقال والحركة - وأما الذين أمسكوا عن الأمرين فقالوا: لا نقول يتحرك وينتقل ولا ننفي ذلك عنه، فهم أسعد بالصواب والاتباع، فإنهم نطقوا بما نطق به النص، وسكتوا عما سكت عنه، ثم قال رحمه الله: تظهر صحة هذه الطريقة ظهوراً تاماً فيما إذا كانت الألفاظ التي سكت عنها مجملة محتملة لمعنيين: صحيح وفاسد، مثل لفظ الجسم والحيز والأعراض، ونحو ذلك من الألفاظ التي تحتها حق وباطل، قبل التفصيل، فهذه لا تقبل مطلقاً، ولا ترد مطلقاً لأنها لم يرد إثباتها ولا نفيها اهـ.
والذي يظهر لي أن لفظ الحركة والانتقال من الألفاظ التي يجب عدم إطلاقها لا نفياً ولا إثباتاً، فيسعنا ما وسع السلف فيها وفي غيرها، وذلك أسلم، والله أعلم.
ومن أقوال هؤلاء الأئمة ومواقفهم يتضح جلياً موقف السلف الصالح من هذه الصفة وغيرها من جميع الصفات الإلهية، وهو الاكتفاء بفهم المعاني العامة للصفات، والإمساك عن الخوض فيما وراء ذلك، فهم لا يبالغون في الإثبات إلى حد التشبيه والتجسيم كما لا يبالغون في النفي إلى حد التعطيل، بل يقفون مع ظاهر النصوص، ولا يتجاوزونها، وبالله التوفيق.
وأما موقف الخلف هنا كموقفهم في جميع الصفات على ما تقدم تفصيله من وجوب التأويل وعدم اعتقاد ظاهر النصوص، أما النزول فقد أولوه بنزول الملائكة تارة، وبنزول الأمر تارة أخرى، وقد سبق أن ناقشنا غير مرة، وبيّنا أنه يؤدي إلى القول على الله بغير علم، مع بعده عما كان عليه المسلمون الأولون من الصحابة والتابعين. وهم الناس الذي يقتدي بهم في هذا الباب وغيره، ومخالفتهم تعتبر اتباع غير سبيل المؤمنين، وهو أمر في غاية الخطورة، كما لا يخفى.
وختاماً نقول قول الإمام مالك في صفة الاستواء: "النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة"، رحم الله سلفنا ما أقل كلامهم، وما أغزر معناه.

محمد ناصر الدين
2008-12-05, 17:09
أخي عبد الله ياسين . فتح الله عليك , نقول جميلة عن شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني ...
فقد كان المشبهة التيميون في البداية يقولون أن معظم علماء الأمة منهم , فلما بان عوارهم وجهلهم ......
أخذوا يتسترون بكبار الأئمة كابن حجر ولنووي والقرطبي وغيرهم , فلما بان أن هؤلاء اعلام من أهل السنة ..........
أخذوا يحاكمون الأمة بأقوال معصومهم ابن تيمية (وإن كانوا ينفون عصمته بلسان المقال .. إلا أنهم مقرون بذلك بلسان الحال ) , وطرحوا أقوال السواد الأعظم من وراث النبوة وأئمة الدين تمسكا بقول ابن تيمية ومن تبعه من الحشوية ..
وليت شعري ... لو لم تكن كتب ابن تيمية موجودة فكيف سيردون على المخالفين لهم! فلم أجد ردا لحشوي على أهل السنة إلا وهو يستشهد بكلام ابن تيمية ...

أما هذا المتسمي بغير اللغة العربية ( algerio01 ) , فأقول له (وأرجو أن يكون ممن يقبل الحق) :
إن أهل السنة يثبتون صفة النزول وصفة الاستواء , إلا أنهم ينفون لوازمها مما يفضي إلى نسبة التغير والتبدل في الذات الإلهية , والذي تثبتونه أنتم (نسأل الله العافية )
والسلام

ليتيم الشافعي
2008-12-05, 17:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
ماتقولون فى هذه الأقوال
سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]
عن الشافعي أنه قال: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني ص176]
عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان. [مسائل الإمام أحمد لأبي داود ص263، السنة لعبد الله بن أحمد ص11 (الطبعة القديمة)، التمهيد لابن عبد البر ج7 ص138]

ليتيم الشافعي
2008-12-05, 17:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تأويل النزول .بنزول الرحمة .أو نزل الأمر .....وغير ذالك . كله تأويل لايصح

http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=79981

01 algeroi
2008-12-05, 20:45
أما هذا المتسمي بغير اللغة العربية ( algerio01 ) , فأقول له (وأرجو أن يكون ممن يقبل الحق) :
إن أهل السنة يثبتون صفة النزول وصفة الاستواء , إلا أنهم ينفون لوازمها مما يفضي إلى نسبة التغير والتبدل في الذات الإلهية , والذي تثبتونه أنتم (نسأل الله العافية )
والسلام

اقرأ هذا الكلام يا ناصر التمشعر :
رميك لاهل السنة بالتشبيه جناية عظيمة وخطر كبير اسال الله ان يوفقك للتوبة منه قبل ان تدركك الموت ولا توفق لمثل ما وفق اليه
اساطين مذهبك من البراءة من اصول نحلتهم .. ثم كيف تدعي ان الاشعرية يثبتون صفة النزول والاستواء والمعلوم من مذهبكم هو التاويل* الذي
هو في حقيقته عين التعطيل او التفويض** الذي هو عين التجهيل وقد برئ اهل السنة مما تلبستم به فمنهج أهل السنة هو أنهم يثبتون لله أسماءه وصفاته من غير (تحريف) ولا (تعطيل)، ومن غير (تكييف) ولا (تمثيل) وحسبك كتب السنة والآثار وما اجمع عليه علماء الصحابة والتابعين ومن سار على سنتهم من المحققين :

فقد ثبت عن الربيع بن سليمان قال: سألت الشافعي رضي الله عنه عن صفات الله تعالى، فقال: ((حرام على العقول أن تمثل الله، وعلى الأوهام أن تحُدّه، وعلى الظنون أن تقطع وعلى النفوس أن تفكر، وعلى الضمائر أن تتعمق، وعلى الخواطر أن تحيط، وعلى العقول أن تعقل، إلا ما وصف به نفسه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام )) اهـ.

وثب عن إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أنه قال:(( إن أصحاب الحديث المتمسكين بالكتاب والسنة يصفون ربهم بصفاته التي نطق بها كتابه وتنـزيله، وشهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت به الأخبار الصحاح، ونقلته العدول الثقات، ولا يعتقدون بها تشبيها بصفات خلقه، ولا يكيفونها تكييف المشبهة، ولا يحرفون الكلم عن مواضعه تحريف المعتزلة والجهمية.
وقد أعاذ الله أهل السنة من التحريف والتكييف، ومنّ عليهم بالتفهيم والتعريف، حتى سلكوا سبيل التوحيد والتنـزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واكتفوا في نفي النقائص بقوله عز وجل: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ، وبقوله: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} .
وثبت عن الحميدي شيخ البخاري وغيره من أئمة الحديث أنه قال: "أصول السنة: فذكر منها أشياء وقال: ما نطق به القرآن والحديث، مثل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} ، ومثل: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وما أشبه هذا من القرآن والحديث، لا نرده ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة.
ونقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}. ومن زعم غير هذا فهو جهمي.
فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم.
ولو ذهبنا نذكر كل ما اطلعنا عليه من كلام السلف في ذلك لطال الكلام جداً، فمن كان قصده الحق، وإظهار الصواب اكتفى بما قدمناه. ومن كان قصده الجدال والقيل والقال، لم يزده التطويل إلى الخروج عن سواء السبيل والله الموفق )) اهـ.

يقول الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس من الشافعية ما نصه: 'لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة" وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبي حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً: 'ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة ، حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميَّزَه وقال: "هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين'))

وقال ايضا:(( ووجه ثالث لا بد ان نبين فيه فنقول إن في النقد عن هؤلاء إلزاما للحجة عن كل من ينتحل مذهب امام يخالفه في العقيدة فان احدهم لا محالة يضلل صاحبه او يبدعه او يكفره فانتحال مذهبه-مع مخالفته في العقيدة -مستنكر والله شرعا وطبعا فمن قال انا شافعي الشرع اشعري الاعتقاد قلنا له : هذا من الاضداد لا بل من الارتداد اذ لم يكن الشافعي اشعري الاعتقاد ومن قال انا حنبلي في الفروع معتزلي في الاصول قلنا له :ضللت إذا عن سواء السبيل فيما تزعمه إذ لم يكن احمد معتزلي الدين والاجتهاد))

وقال ايضا:((وقد افتتن ايضا خلق من المالكية بمذاهب الاشعرية وهذه والله سبة وعار وفلتة تقود بالوبال والنكال وسوء الدار على منتحل هؤلاء الائمة الكبار فان مذهبهم ما رويناه من تكفير الجهمية والمعتزلة والقدرية والواقفية وتكفيرهم اللفظية))

ويقول الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني، وقد كان معاصراً للأشعري : (( لا نقول بتأويل المعتزلة و الأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة ، بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل))


وقال الامام ابي النصر عبد الله السجزي في رسالته إلى أهل زبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت :(( اعلموا ارشدنا الله واياكم انه لم يكن خلاف بين الخلق على اختلاف نحلهم من اول الزمان الى الوقت الذي ظهر فيه ابن كلاب والقلانسي والصالحي والاشعري واقرانهم الذين يتظاهرون بالرد على المعتزلة وهم معهم اخس حالا منهم في الباطن .....))

وقال ايضا :((قال الله تعالى { قال إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } وقال { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر } وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) وقال عبدالله بن عمر رضي الله عنهما ( من خالف سنة كفر )
وإذا كان الأمر كذلك فكل مدع للسنة يجب أن يطالب بالنقل الصحيح بما يقوله فإن أتى بذلك علم صدقه وقبل قوله وإن لم يتمكن من نقل ما يقوله عن السلف علم أنه محدث زائغ وأنه لا يستحل أن يصغا إليه أو يناظر في قوله وخصومنا المتكلمون معلوم منهم أجمع اجتناب النقل والقول به بل تمحينهم لأهله ظاهر ونفورهم عنهم بين وكتبهم عارية عن إسناد بل يقولون قال الأشعري وقال ابن كلاب وقال القلانسي وقال الجبائي فأقل ما يلزم المرء في بابهم أنه يعرض ما قالوا على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن وجده موافقاً له ومستخرجاً منه قبله ، وإن وجده مخالفاً له رمى به .
ولا خلاف أيضاً في أن الأمة ممنوعون من الإحداث في الدين ومعلوم أن القائل بما ثبت من طريق النقل الصحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يسمى محدثاً بل يسمى سنياً متبعاً وأن من قال في نفسه قولاً وزعم أنه مقتضى عقله وأن الحديث المخالف له لا ينبغي أن
يلتفت إليه لكونه من أخبار الآحاد وهي لا توجب علماً وعقله موجب للعلم يستحق أن يسمى محدثاً مبتدعاً مخالفاً ، ومن كان له أدنى تحصيل أمكنه أن يفرق بيننا وبين مخالفينا بتأمل هذا الفصل في أول وهله ويعلم أن أهل السنة نحن دونهم وأن المبتدعة خصومنا دوننا))

ويقول (( ولا يجوز أن يوصف الله سبحانه ( إلا ) بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم وذاك إذا ثبت الحديث ولم يبقى شبهة في صحته .فأما ما عدا ذلك من الروايات المعلولة والطرق الواهية ، فلا يجوز أن يعتقد في ذات الله سبحانه ولا في صفاته ما يوجد فيها باتفاق العلماء للأثر ومخالفة الأشعري وأضرابه للعقليات ، ومناقضتهم تكثر ولعل الله سبحانه يسهل لنا جمع ذلك في كتاب مفرد بمنه ، وإنما أشرنا ها هنا إلى يسير منه وفيه مقنع إن شاء الله تعالى .
وأما تظاهرهم بخلاف ما يعتقدونه كفعل الزنادقة ففي إثباتهم أن الله سبحانه وتعالى استوى على العرش ، ومن عقدهم : أن الله سبحانه لا يجوز أن يوصف بأنه في سماء ولا في أرض ، ولا في عرش ولا فوق .وقد ذكر ابن الباقلاني : أن الاستواء فعل له أحدثه في العرش .
وهذا مخالف لقول علماء الأمة ، وقد سئل مالك بن أنس رحمة الله عليه عن هذه المسألة فأجاب : " بأن الاستواء غير مجهول ، والكيفية غير معقولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة ".
قال الله سبحانه { يخافون ربهم من فوهم ويفعلون ما يؤمرون } وقال :{ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه }
وقال { إليه يصعد الكلم الطيب } وقال : { من الله ذي المعارج تعرج الملائكة والروح إليه } وقال { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ..... الآية } والآية التي بعدها.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ما بين سماء إلى سماء مسيرة كذا ـ حتى ذكر سبع سماوات ـ وفوق ذلك بحر ما بين أعلاه وأسفله مثل ما بين سماء إلى سماء ، وفوق ذلك ثمانية أوعال كواهلهم تحت عرش الرحمن ، وأقدامهم تحت الأرض السابعة السفلى ، وفوق ذلك العرش والله سبحانه فوق ذلك أخرجه أبو داود في كتاب السنن عن أبي هريرة وجبير بن مطعم وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى والطرق مقبولة محفوظة وروي عن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وأنس بن مالك وغيرهم مثل ذلك موقوفاً .
ونص أحمد بن حنبل رحمة الله عليه على أن الله تعالى ذاته فوق العرش ، وعلمه بكل مكان . وروى ذلك هو وغيره عن عبد الله بن نافع عن مالك بن أنس رحمة الله عليه وقد رواه غير واحد مع ابن نافع عن مالك بن أنس وكذلك رواه الثقات عن سفيان بن سعيد الثوري وروي نحوه عن الأوزاعي هؤلاء أئمة الآفاق .
[ واعتقاد أهل الحق أن الله سبحانه فوق العرش بذاته من غير مماسة وأن الكرامية ومن تابعهم على قول المماسة ضلال ] وقد أقر الأشعري بحديث النزول ثم قال : [ النزول فعل له يحدثه في السماء ] وقال بعض أصحابه [ المراد بن نزول أمره ] ونزول الأمر عندهم لا يصح وعند أهل الحق الذات بلا كيفية . وزعم الأشعري : أن الله سبحانه غير ممازج وغير مباين لهم ، والأمكنة غير خالية منه ، وغير ممتلية به .
وهذا كلام مسفت لا معنى تحته ، وتحقيقه النفي بعد الإثبات . وبعض أصحابه وافق المعتزلة وسائر الجهمية في قولهم : إن الله بذاته في كل مكان وذكر عن بشر المريسي أنه قيل له : فهو في جوف حمارك فقال نعم .ومن قال هذا فهو كافر ، والله سبحانه متعال عما قالوه .
وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان وقد أثبت الذي في موطأ مالك بن أنس رحمه الله وفي غيره من كتب العلماء : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية التي أراد عتقها من عليه رقبة مؤمنة ( أين الله ؟ قالت في السماء فقال : من أنا ؟ قالت : رسول الله . قال اعتقها فإنها مؤمنة .)
وعند الأشعري أن من اعتقد أن الله بذاته في السماء فهو كافر .
وإن زمانا يقبل في قوه من يرد على الله سبحانه ، وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويخالف العقل ، ويعد مع ذلك إماما ، لزمان صعب والله المستعان ))

ويقول الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله كما في الغنية :((ينبغي اطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وانه استواء الذات على العرش لا على معنى العلو ( اي علو المنزلة) والرفعة كما قالت الاشعرية ولا على معنى الاستيلاء كما قالت المعتزلة وانه تعالى ينزل في كل ليلة الى السماء الدنيا كيف شاء لا بمعنى نزول الرحمة وثوابه على ما ادعت المعتزلة والاشعرية ))
فها هي اقوال الائمة من غير ابن تيمية تنصر ما دعى اليه ابن تيمية من الحق وتقرر من منا المحق ومن منا المبطل .. سلاما

.................................
مستفادة عن :

1-الشيخ الدكتور عبد الرحمن الخميس والشيخ
2- كتاب منهج الاشاعرة في العقيدة للشيخ الدكتور سفر الحوالي
3-كتاب الصفات الالهية للعلامة محمد امان رحمه الله

محمد ناصر الدين
2008-12-05, 21:36
أنت مضحك يا هذا ,

فإما أن تنقل كلاما ليس لك فيه طائل
وإما أن تنقل ما لا يصح
وإما أن تنقل عن مجسم

وأقول لك : نحن نثبت أن الله تعالى مستو على عرشه , وأن الله تعالى في السماء , لكن ليس على فهمكم الحسي التجسيمي , فمع إثباتنا الاستواء ننفي الاستقرار والتحيز والحدود عن الله تعالى , ومع اثباتنا أن الله في السماء ننفي المكان والحدود .
وأخيرا ....
أدعوك لأن تصلي ركعتين في جوف الليل , وتلح على الله بالدعاء ليهديك إلى الحق

01 algeroi
2008-12-05, 22:12
أنت مضحك يا هذا ,

فإما أن تنقل كلاما ليس لك فيه طائل
وإما أن تنقل ما لا يصح
وإما أن تنقل عن مجسم

وأقول لك : نحن نثبت أن الله تعالى مستو على عرشه , وأن الله تعالى في السماء , لكن ليس على فهمكم الحسي التجسيمي , فمع إثباتنا الاستواء ننفي الاستقرار والتحيز والحدود عن الله تعالى , ومع اثباتنا أن الله في السماء ننفي المكان والحدود .
وأخيرا ....
أدعوك لأن تصلي ركعتين في جوف الليل , وتلح على الله بالدعاء ليهديك إلى الحق

هداك الله يا هذا تراك لا تقرأ ام هي العجلة ارجوا ان تنتبه اكثر في المرة القادمة فقولك (( وإما أن تنقل عن مجسم )) قد يعود عليك بالثلب اذ ما نقلت الا عن إمام مشهود له بالامامة !! فمن تريد بقولك هذا؟ !! اهو الربيع بن سليمان ام الشافعي ام إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني ام تراك تريد ابا الحسن الكرجي وابا العباس بن سريج ؟ !! هيا .. اتحفنا بجواب يا فقيه الزمان !! ام لعلك تريد اباالنصر عبد الله السجزي و عبد القادر الجيلاني ؟ !! ارايت ؟ .. لا علينا ارجوا ان تنتبه اكثر فقط اذ الخطا وارد من كل احد واليك بعضا مما يسهل علينا الحوار ان شاء الله
فنحن لا نثبت الا ما اثبته الله لنفسه او اثبته له رسوله من غير (تحريف) ولا (تعطيل)، ومن غير (تكييف) ولا (تمثيل) فاذا سئلنا
عن مثل تلك المصطلحات الحادثة كالاستقرار والتحيز والحدود سالنا صاحبها عن مراده .. اذ هي الفاظ مجملة لم ترد لا في كتاب ولا سنة
وعليه فاسالك
1- ما الذي تقصده بمثل هذه المصطلحات وما هي دلالاتها
2- ما قولك في هذا الاثر :
روى عبد الله بن أحمد بن حنبل في الرد على الجهمية:(( حدثني أبي (فذكر سنده) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك بن أنس: "الله في السماء، وعلمه في كل مكان، لا يخلو منه شيء )) الذهبي في العلو ص: 129-130، تحقيق الألباني

عبد الله ياسين
2008-12-06, 00:25
الإمام الصابوني أشعري صوفي و قد ذكره الحافظ بن عساكر في تبيين كذب المُفتري...


وثبت عن الحميدي شيخ البخاري وغيره من أئمة الحديث أنه قال: "أصول السنة: فذكر منها أشياء وقال: ما نطق به القرآن والحديث، مثل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} ، ومثل: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وما أشبه هذا من القرآن والحديث، لا نرده ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة.


الإمام الصابوني يقرر أحد مذهبي الأشاعرة في المُتشابه و هو أنّ آيات المُتشابه لا تفسّر بمعنى أن لا نخوض في معانيها ؛ و أنتم فسّرتم الإستواء بـ ((( الإستقرار ))) - تعالى الله عن ذالك - كما فعل بن العثيمين و غيره ؛ فكيف تستشهدُ بكلام مُخالفك ؟!!! ؛ فتأمّل



فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم.


الإمام الصابوني ينفي الكيفية عن الله بينما مذهبك يقول باثبات الكيفية و لكنّها مجهولة ؟!!! ؛ فتنبّه

باقي نقولاتك لا تصلح للإحتجاج عند التحقيق ؛ و قد بيّنّا ذالك في المواضيع الأخرى :
"الأزهر الشريف : من هم الأشاعرة ، و هل هم أهل السنة وأصحاب العقيدة الصحيحة...؟!" (http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=80229)


و انتظر المزيد ما تيسّر الوقت...

هذا باختصار و للحديث بقية...

01 algeroi
2008-12-06, 15:37
اما دعوى اشعرية الامام ابي عثمان الصابوني رحمه الله فغير مسلمة خصوصا وان هذا الاسلوب المفضوح معروف عن الاشعرية من قديم فقد قال الإمام العلامة جمال الدين يوسف بن حسن عبد الهادي الشهير بابن المبرد - ت 909 هـ و هو من هو في شدته على الاشعرية و الرد عليهم و التبرؤ من عقيدتهم - في كتابه كشف الغطا عن محض الخطأ:

((وكنت مرة عند رجل من أكابر الحنفية، فدخل رجل آخر من الحنفية، فمدحني، وقال: الشيخ رجل مليح أشعري الاعتقاد. فقال له ذلك الرجل: لأي شيء قلت أشعري العقيدة ؟ فقال: لأن الاعتقاد الصحيح ينسب إلى الأشعري.فالله الله !! فوالله قد كذب علي، وأنا بريء من قوله، لا أكون عليه إلا أن يزول عقلي، أو يذهب ديني!!!))عن ثمار المقاصد ص25 والتمهيد ص30 كلاهما لابن عبد الهادي
فتامل يا رعاك الله و تدبر في هذه الواقعة لتعلم قدر المكر والتلبيس الذي تركن اليه الاشعرية لترويج مذهبها حتى قال شيخ الشافعية أبو إسحاق الشيرازي رحمه الله (ت476ه) (( إنما نفقت الأشعرية عند الناس بانتسابهم إلى الحنابلة )) ابن تيمية: مجموع الفتاوى ج 3 ص: 228
وقد كتب الامام الصابوني في بيان المعتقد كتابا عظيما اسماه (عقيدة السلف واصحاب الحديث) وهو مشهور متداول فهلا نقلت منه لتثبت اشعريته وموافقته لاهل نحلتك من متاخري الاشعرية ؟ !
فان كتابه هذا قد ابان فيه المعتقد الصحيح لاهل الحديث اهل السنة والجماعة وقد كره ابن المبرد رحمه الله في ضمن من كان مجانبا للاشاعرة فقال (( .. ومنهم ابو عثمان الصابوني شيخ الاسلام كان اماما مجانبا لهم )) جمع الجيوش والدساكر ص 219
وانا انقل هنا بعض ما ذكره في كتابه حتى تتبين عقيدة الامام الصابني:
قال يحكي عقيدة اهل الحديث : (( [عقيدة أصحاب الحديث]

(( ..أصحاب الحديث - حفظ الله أحياءهم ورحم أمواتهم - يشهدون لله تعالى بالوحدانية، وللرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة والنبوة، ويعرفون ربهم عز وجل بصفاته التي نطق بها وحيه وتنزيله، أو شهد له بها رسوله صلى الله عليه وسلم على ما وردت الأخبار الصحاح به، ونقلت العدول الثقات عنه، ويثبتون له جل جلاله ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون:إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله- عز من قائل: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيدي) ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله، ولا يكيفونهما - بكيف أو شبهها - بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة- خذلهم الله - وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف، ومنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، واتبعوا قول الله عز وجل: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) . وكما ورد القرآن بذكر اليدين بقوله : ( لما خلقت بيدي ) وقوله : ( بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ) ووردت الأخبار الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر اليد كخبر محاجة موسى وآدم وقوله له : ( خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته ) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا أجعل صالح ذرية من خلقته بيدي كمن قلت له : كن فكان ) وقوله صلى الله عليه وسلم : ( خلق الله الفردوس بيده )

[قولهم في الصفات]

وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح - من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام ، والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك وغيرها - من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر مستنكر ، ويجرون على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب)))
فانظر -رحمك الله - كيف حكى معتقد اهل السنة في الصفات اجمل بيان
وقال رحمه الله في الاستواء (( ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد:
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به... ))
وقال ايضا (( .. أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد بن يحيى المعلي حدثني محمد بن داود بن سليمان الزاهد أخبرني علي بن محمد بن عبيد أبو الحسن الحافظ من أصله العتيق حدثنا أبو يحيى بن بشر الوراق حدثنا محمد بن الأشرس الوراق أبو كنانة حدثنا أبو المغيرة الحنفي حدثنا قرة بن خالد عن الحسن عن أبيه عن أم سلمة في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) قالت: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.وحدثنا أبو الحسن بن اسحق المدني حدثنا أحمد بن الخضر أبو الحسن الشافعي حدثنا شاذان حدثنا ابن مخلد بن يزيد القهستاني حدثنا جعفر بن ميمون قال سئل مالك بن أنس عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا وأمر به أن يخرج من مجلسه).
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".
أخبرنا به جدي أبو حامد أحمد بن إسماعيل عن جد والدي الشهيد، وأبو عبد الله محمد بن
عدي بن حمدوية الصابوني حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عون النسوى حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل لمالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال فما رأيت مالكا وجد من شيء كوجده من مقالته، وذكر بنحوه.
وسئل أبو علي الحسين بن الفضل البجلي عن الاستواء، وقيل له كيف استوى على عرشه، فقال: أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلا مقدار ما كشف لنا، وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى.
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو بكر محمد بن داود الزاهد، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي، حدثني عبد الله ابن أحمد بن شبويه المروزي، سمعت علي بن الحسين بن شقيق يقول: سمعت عبد الله بن المبارك يقول: " نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا منه خلقه، ولا نقول كما قالت الجهمية إنه ها هنا " وأشار إلى الأرض.
وسمعت الحاكم أبا عبد الله في كتابه (التاريخ) الذي جمعه لأهل نيسابور، وفي كتابه (معرفة الحديث) اللذين جمعهما ولم يسبق إلى مثلهما يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقل بأن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب فإن تاب
وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، كما قال الني صلى الله عليه وسلم " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم " رواه البخاري ))
وقال رحمه الله في اثبات النزول (( .. ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله .وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وقوله عز اسمه: (وجاء ربك والملك صفا صفا). وقرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وقال: (وجاء ربك والملك صفا صفا) ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)
أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني سمعت : أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت أحمد السلمي وأبا داود الخفاجي يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قال لي الأمير عبدالله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا. كيف ينزل؟ قال، قلت: أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف؟ إنما ينزل بلا كيف.
حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، حدثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي، حدثني أبو بكر بن أحمد بن محبوب، حدثنا أحمد بن حمويه حدثنا أبو عبد الرحمن العباسي،
حدثنا محمد بن سلام، سألت عبدالله بن المبارك عن نزول ليلة النصف من شعبان، فقال عبدالله: يا ضعيف ليلة النصف! ينزل في كل ليلة، فقال الرجل يا أبا عبدالله! كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟ فقال عبدالله: ينزل كيف يشاء " وفي رواية أخرى لهذه الحكاية أن عبدالله ابن المبارك قال للرجل: " إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصغ له ".
سمعت الحاكم أبا عبدالله يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن عبدالله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبدالله بن طاهر ذات يوم وحضر إسحاق ابن إبراهيم يعني ابن راهويه، فسئل عن حديث النزول: أصحيح هو؟ قال: "نعم " فقال له بعض قواد عبدالله يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة؟ قال: " نعم " قال: " كيف ينزل؟ " فقال له إسحاق: "
أثبته فوق حتى أصف لك النزول، فقال الرجل: " أثبته فوق " فقال: إسحاق: قال الله عز وجل: (وجاء ربك والملك صفا صفا) فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة " فقال إسحاق: أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟ وخبر نزول الرب كل ليلة إلى سماء الدنيا خبر متفق على صحته مخرج في الصحيحين، من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة. أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك. وحدثنا أبو بكر بن زكريا حدثنا أبو حاتم علي بن عبيدان، حدثنا محمد بن يحيى قال: ومما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف بن مالك رحمه الله، وحدثنا أبو بكر بن زكريا، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم ابن باكويه، حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيي بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري، عن أبى عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: (من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له ".
ولهذا الحديث طرق إلى أبي هريرة، رواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن
أبي هريرة رحمه الله. ورواه يزيد بن هارون وغيره من الأئمة عن محمد بن عمرو عن إلى سلمة عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبى هريرة، وعبد الأعلى بن أبى المساور وبشير بن أبي سلمان عن أبي حازم عن إلى هريرة. ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وموسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله، وعبيد الله بن أبي الدرداء عن علي بن أبي طالب، وشريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود ومحمد ابن كعب بن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء وأبو الزبير عن جابر وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم.
وهذه الطرق كلها مخرجة بأسانيدها في كتابنا الكبير المعروف بالانتصار، وفي رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " وفي رواية سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة زيادة في آخره وهي " ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير معدوم ولا ظلوم ". وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ينزل إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فينادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ فلا يبقى شيء فيه الروح إلا علم به، إلا الثقلان الجن والإنس " قال: وذلك حين تصيح الديكة وتنهق الحمير وتنبح الكلاب. وروى هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مضى ثلث الليل أو شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل من عبادي غير من يستغفر في فأغفر له؟ من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الصبح".
أخبرنا أبو محمد المجلدي أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي مسم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد عليهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى تطلع الشمس".
أخبرنا أبو محمد المجلدى أنبانا أبو العباس يعني الثقفي حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا شبابة بن ثوار عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبى هريرة أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يمهل حتى إذا كان ثلث الليل هبط إلى هذه السماء، ثم أمر بأبواب السماء ففتحت فقال: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأجيبه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من مضطر أكشف عنه ضره؟
هل من مستغيث أغيثه؟ فلا يزال ذلك مكانه حتى يطلع الفجر في كل ليلة من الدنيا".
أخبرنا أبو محمد المجلدى أنبانا أبو العباس يعني الثقفي، حدثنا مجاهدين موسى والفضل بن سهل قالا: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سهل عن أبي إسحاق عن الأغر أنه شهد على أبى هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كان
ثلث الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: ألا هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ ألا هل من تائب يتاب عليه؟ ".
حدثنا الأستاذ أبو منصور بن حماد، حدثنا أبو إسماعيل بن أبي الظما ببغداد حدثنا أبو منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سهل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم: " ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: أنا الملك أنا الملك ثلاثا. من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فاغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر ".
سمعت الأستاذ أبا منصور على إثر هذا الحديث الذي أملاه علينا يقول سئل أبو حنيفة عنه فقال: "ينزل بلا كيف " وقال بعضهم: "ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف، من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق، بل بالتجلي والتملي، لأنه جل جلاله منزه أن تكون صفاته مثل صفات الخلق، كما كان منزها أن تكون ذاته مثل ذوات الخلق، فمجيئه وإتيانه
ونزوله على حساب ما يليق بصفاته، من غير تشبيه وكيف.

......

01 algeroi
2008-12-06, 15:43
وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعته من حامله أبي طاهر رحمه الله تعالى.
باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء
الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول إثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولم! نبئه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. اهـ.
وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد الصيدلاني، حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أحمد بن صالح المصري، حدثنا بن وهب، أنبأنا مخرمة بن بكير عن أبيه رحمه الله وأخبرنا الحاكم حدثنا محمد بن يعقوب الأصم واللفظ له، حدثنا إبراهيم بن حنيفة، حدثنا ابن وهب عن مخرمة ابن بكير عن أبيه قال: سمعت محمد بن المنكدر يزعم أنه سمع أم سلمة زوجة الني صلى الله عليه وسلم تقول "نعم اليوم يوم ينزل الله تعالى فيه إلى السماء الدنيا قالوا وأي يوم؟ قالت يوم عرفة".
وروت عائشة رضي الله عنها عن الني صلى الله عليه وسلم قالت " ينزل الله تعالى في النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ليلا إلى آخر النهار من الغد، فيعتق من النار بعدد شعر معز بني كلب، ويكتب الحاج وينزل أرزاق السنة، ولا يترك أحدا إلا غفر له إلا مشركا أو قاطع رحم أو عاقا أو مشاحنا ".
أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدثنا جدي الإمام حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي (ح) قال الإمام وحدثنا الزعفراني عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا هشام الدستوائي (ح) وحدثنا الزعفراني حدثنا يزيد يعني ابن هارون الدستوائي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، حدثنا الوليد عن الأوزاعي جميعهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عطاء بن يسار، حدثني رفاعة بن عرابة الجهني (ح) قال الإمام، وحدثنا أبو هشام بن زياد بن أيوب حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلي عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعلوا يستأذنون الني صلى الله عليه وسلم، فجعل يأذن لهم فقال النبي صلى الله عليه وسم: "ما بال شق الشجرة الذي يلي النبي صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الآخر، فلا يرى من القوم إلا باكيا قال يقول أبو بكر الصديق إن الذي يستأذنك بعدها لسفيه، فقام النبي صلى الله عليه وسم، فحمد الله وأثنى عليه وكان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى يؤمنوا ومن صلح من أزواجهم وذرياتهم يساكنكم في الجنة، ثم قال صلى الله عليه وسم: إذا مضى شطر الليل أو قال: ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعو في فأجيبه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " هذا لفظ حديث الوليد.
قال شيخ الإسلام: قلت: فلما صح خبر النزول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر به أهل السنة، وقبلوا الخبر، وأثبتوا النزول على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه، وعلموا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الله سبحانه لا تشبه صفات الخلق، كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا، ولعنهم لعنا كثيرا.
وقرأت لأبى عبد الله ابن أبي جعفر البخاري، وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة، وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني، قال أبو عبد الله:- أعني ابن أبى حفص هذا- سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول: سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: قال حماد بن أبي حنيفة: قلنا لهؤلاء: أرأيتم قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفا صفا)؟ قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى لذاك، ولا ندري كيفية مجيئه، فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف مجيئه، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيت من أنكر أن الملك يجيء صفا صفا ما هو عندكم؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك إن أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب.
قال أبو عبد الله بن أبي حفص البخاري أيضا في كتابه: ذكر إبراهيم عن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا قال لك الجهمي: إنا لا نؤمن برب ينزل عن مكانه. فقل أنت: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء)) ..انتهى كلامه رحمه الله فهذه بعض تقريراته في المعتقد والتي
تدل على اتباعه لمذهب السلف فيها واجتنابه مذهب الخلف كالاشاعرة
وغيرهم وقد نقل رحمه الله كثيرا عن إمام الائمة ابن خزيمة في ابواب الاعتقاد ومعلوم مخالفة ابن خزيمة للكلابية الاشعرية والتحذير منهم
وقد وصف رحمه الله من يرمي اهل السنة بالحشوية بانه مبتدع فقال :
((وعلامات البدع على أهلها بادية ظاهرة، وأظهر آياتهم وعلاماتهم شدة معاداتهم لحملة أخبار الني صلى الله عليه وسلم، واحتقارهم لهم وتسميتهم إياهم حشوية وجهلة وظاهرية ومشبهة، اعتقادا منهم في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم أنها بمعزل عن العلم، وأن
العلم ما يلقيه الشيطان إليهم من نتاج عقولهم الفاسدة، ووساوس صدورهم المظلمة، وهواجس قلوبهم الخالية من الخير، وحجج! العاطلة بل شبههم الداحضة الباطلة. أولئك الذين لعنهم الله، فأصمهم وأعمى أبصارهم. ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء))
فهل ياترى بعد هذا يصح نسبة هذا الامام للاشعرية ؟ !!
ام هل يرتضي المخالفون عقيدته هذه ؟ !!
اما قوله (( فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم.))
فهذا هو قول السلف قاطبة ولو تنبهت لقوله (إثبات وجود) لفهمت قوله ( لا إثبات كيفية) فالتكييف هو جعل الشيء على حقيقة معينة بتقييده ببماثل، والمقصود بغير تكييف أي أنهم يؤمنون بما أخبر الله عن نفسه مع نفي علمهم بالكيفية؛ فالكيفية لا تدرك إلا بالمشاهدة أو بمشاهدة النظير، أو بالإخبار عن الكيفية؛ وثلاثتها ليست متاحة؛ فوجب الإيمان بالخبر دون تكييف. وقد أخذ العلماء هذا القيد من قول الغمام مالك وشيخه ربيعة؛ حيث قالا لما سئلا عن كيفية الاستواء: "الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة ))..
يقول العلامة محمد امان الجامي رحمه الله
في كتابه حول الصفات (( .. نعم هذا هو السبب الذي من أجله اخترت هذا الموضوع، لأني تأكدت أن مسائل هذا الباب لم تكن محل عناية ودراسة اليوم -كما يجب- وأن العقيدة السلفية صار يجهلها كثير من شبابنا، ويتصورونها بغير صورتها، ليس العقيدة السلفية (التفويض المطلق) كما يظن كثير منهم، وليست هي تلك الحيرة التي يسمونها (الوقوف) كما يظن البعض الآخر، بل هي شيء آخر وراء ذلك كله، ولكنها سهلة وواضحة كل الوضوح إذا فهمت على حقيقتها، إذ ليس فيها أدنى غموض وهي بريئة من التعقيد والتفلسف.
وهي أن يفهم التالي لكتاب الله معاني نصوص الصفات التي تصف الله تعالى بأنه سميع بصير مثلاً، ويثبتها على ظاهرهما كما يليق بالله، ويثبت له كلاماً حقيقياً يسمع، ووجها كريماً يرى يومَ القيامة ويدين مبسوطتين، إلى آخر الصفات التي سوف تمر بنا في هذه الرسالة، يثبتها ولا يؤولها، فيحرفها بالتأويل (مفوضاً) إلى الله عز وجل حقيقتها وكيفيتها، كيلا يتوهم أن حقيقة سمعه وبصره كحقيقة سمع المخلوق وبصره، ولئلا يتوهم أن إثبات الكلام الحقيقي له سبحانه يلزم منه إثبات مخارج الحروف المعتادة كاللسان والشفتين، ولئلا يظن أيضاً أن إثبات الوجه والقدم واليدين مثلاً يعني إثبات الجوارح له سبحانه، كل ذلك غير وارد، لأن لوازم صفات المخلوق لا تلزم صفات الخالق، كما أن لوازم ذوات المخلوق لم تلزم ذاته سبحانه، إذ لا مناسبة بين الخالق والمخلوق {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} .
بل الواجب إثبات هذه الصفات على الوجه الذي يليق بالله عز وجل دون تمثيل، أو تشبيه، لأنه تعالى له يد حقيقية يأخذ بها، ويقبض، ويعطي، ويطوي بها السموات كما يليق به سبحانه.
وفي ضوء هذا الشرح والبيان لعقيدة السلف بالاختصار، يلزم كل من يريد أن يفهم هذه العقيدة أن يفرق بين التفويضين اللذين سبق أن أشرنا إليهما.
أحدهما: تفويض المعنى والحقيقة والكيفية معاً بحيث يكون حظ التالي لكتاب الله مجرد سرد النصوص دون فهم لمعانيها بالنسبة لنصوص الصفات، وهو الذي سميناه - فيما تقدم - التفويض المطلق، فنسبة هذا التفويض إلى السلف خطأ، ومنشأ هذا الخطأ أن هذه العقيدة ليست محل عناية ودراسة - كما قلت - وإنما يتحدث الناس عنها حديثاً عابراً وعادياً لا مصدر له، فيقول القائل: إن السلف الصالح لا يفهمون معاني آيات الصفات وأحاديث الصفات، ثم تتناقل الناس هذا النوع من الثناء (الفريد) ومعنى ذلك أن عقيدة السلف لا يتصورها كثير من الناس في الوقت الحاضر، وهذا مما يشغل بال المصلحين المهتمين بشئون المسلمين، ويحزنهم كثيراً، لأن جهل المرء ما يعتقده نحو ربه وخالقه ومعبوده ليس بالأمر الهين، بل هو من الخطورة بمكان.
أما النوع الثاني من التفويض: فهو تفويض الحقيقة والكيفية مع فهم معاني النصوص وتدبرها وتعقلها، وهذا ما يدين الله به السلف قديماً وحديثاً، فَلْيُفْهَم جيداً، لنفرق بين التفويضين، ولبيان هذه الحقيقة لا بد من عرض العقيدة السلفية كما فهمها السلف الذين نزل فيهم القرآن بلغتهم، ويجانب ذلك لا بد من عرض ما يقابلها من الآراء المحدثة المخالفة لأن الأشياء تعرف بأضدادها، كما تعرف بنظائرها - كما يقولون - هذه هي الغاية التي نسعى إليها ونريد -تحقيقها من وراء هذا البحث بإذن الله ))

............................................
تقول الفاضلة كاملة الكواري في شرحها للقواعد :
(1) التكييف : مشتق من الكيف
والكيف هو الهيئة والماهية والشكل
فيكون التكييف هو حكاية كيفية الصفات وشكلها أو هيئتها ، كطولها وعرضها وحجمها ونحو ذلك
انظر شرح منظومة أبي الخطاب للبريكان ص72 ، وكليات أبي البقاء الكفوي ص752
وقالت ايضا المنفي في الصفات هو التكييف لا الكيفية لأن كل صفة لها كيفية وقد نص عليها الأشعري في رسالة الثغر ص 72 إلا أن الواجب تفويضها
وقال ابن قدامة في الروضة (1/72) : والكيفية ما يصلح جواباً للسؤال بكيف اهـ


.............................

01 algeroi
2008-12-06, 15:48
المداخلة مستفادة من كتاب ( الاشاعرة في ميزان اهل السنة نقد لكتاب ( اهل السنة ااشاعرة .. ) )لفضيلة الشيخ : قاسم بن قزار الجاسم

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111868

ليتيم الشافعي
2008-12-06, 16:06
[quote=عبد الله ياسين;604861]الإمام الصابوني أشعري صوفي و قد ذكره الحافظ بن عساكر في تبيين كذب المُفتري...

الحمدلله والصلاة و السلام على رسول الله و بعد

فهذا كتاب ( جمع الجيوش والدساكر على ابن عساكر ) تأليف الإمام العلامة المحدّث جمال الدين يوسف بن حسن بن عبدالهادي المقدسي رحمه الله - ت توفي 909 هـ -

و هو في الرد على كتاب ابن عساكر المسمى بتبيين كذب المفتري و قد تعقبه المؤلف فيما كتبه و خصوصا نصرته لعقيدة أهل الكلام و غير ذلك

للتحميل :



http://www.kabah.info/uploaders/Books/Jam3Dsaker.rar (http://www.kabah.info/uploaders/Books/Jam3Dsaker.rar)

المحتويات :



فصل فيما ورد في ذم البدع والكلام

رد المؤلف على ابن عساكر

ليس من الغيبة بيان حال المبتدع

توبة المبتدع

رسالة للبيهقي والقشيري في الدفاع عن أبي الحسن الأشعري والرد عليها

كتاب الإبانة، أحوال الأشعري وأتباعه،

تعقب المؤلف على ابن عساكر في نسب أبي الحسن الأشعري

تعقيب المؤلف على ابن عساكر في قصة رجوع وتوبة أبي الحسن

التعقيب على ابن عساكر في ذكر بشارة النّبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بقدوم أبي موسى الأشعري بكونها بشارة لأبي الحسن

التعقيب على ابن عساكر في فهم المراد من كلام الشافعي في ذم علم الكلام


ذكر جماعة من أهل العلم من ممن جانب الأشاعرة من عهد شيخهم أبي الحسن الأشعري إلى عهد المؤلف. - و هم أزيد من 400 نفس ما بين عالم و فقيه و إمام و لم يستوعب -

ليتيم الشافعي
2008-12-06, 16:09
عقيدة الامام ابي عثمان الصابوني رحمه الله

http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=80447

عبد الله ياسين
2008-12-06, 17:32
وقال رحمه الله في الاستواء (( ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد:
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به... ))
......

هذا هو تفويض معنى الصفات لله رب العالمين و هو أحد قولي السادة الأشاعرة ؛ بينما شيوخك يدّعون أنّ التفويض هو شرّ أقوال الملاحدة ؛ فافهم !

و أنصحك أن تتعلم مذهبك فأنت تنقل نقولات ليست في صالحك و قد أريناك ثلاث فوارق عظيمة بين عقيدة شيوخك و عقيدة الإمام الصابوني ؛ و لن تستطيع ردّها إلاّ دفعًا بالصّدر !

هذا باختصار !

ليتيم الشافعي
2008-12-06, 18:22
[quote=عبد الله ياسين;606025]هذا هو تفويض معنى الصفات لله رب العالمين و هو أحد قولي السادة الأشاعرة ؛ بينما شيوخك يدّعون أنّ التفويض هو شرّ أقوال الملاحدة ؛ فافهم !

و أنصحك أن تتعلم مذهبك فأنت تنقل نقولات ليست في صالحك و قد أريناك ثلاث فوارق عظيمة بين عقيدة شيوخك و عقيدة الإمام الصابوني ؛ و لن تستطيع ردّها إلاّ دفعًا بالصّدر !

هذا باختصار !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi http://djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://djelfa.info/vb/showthread.php?p=605774#post605774)
وقال رحمه الله في الاستواء (( ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد:
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به... ))



بسم الله الرحمان اللرحيم





....فإن السلف الصالح ليس مذهبهم التفويض

لأسماء الله وصفاته

لا تفويضا عاما ولا خاصا ،

وإنما يفوضون علم الكيفية (إنتبه)!!


وكما نص على ذلك مالك وأحمد وغيرهما وقبلهما أم سلمة رضي الله عنها وربيعة بن أبي عبد الرحمن شيخ مالك رضي الله عن الجميع ،

وليس من مذهب السلف أيضا تأويل الصفات

بل يمرونها كما جاءت ويؤمنون بمعانيها على الوجه اللائق بالله سبحانه

من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل كما سلف ذكر ذلك غير مرة .

وليس من مذهب السلف أيضا نفي التجسيم ولا إثباته؛

لأن ذلك لم يرد في الكتاب ولا في السنة ولا في كلام سلف الأمة كما نص على ذلك غير واحد من أئمة السنة


ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ،

فقد نص على ذلك في كتابه : ( التدمرية )

حيث قال في القاعدة السادسة :

( ولهذا لما كان الرد على من وصف الله تعالى بالنقائص بهذا الطريق طريقا فاسدا : لم يسلكه أحد من السلف أو الأئمة فلم ينطق أحد منهم في حق الله بالجسم لا نفيا ولا إثباتا ولا بالجوهر والتحيز ونحو ذلك؛ لأنها عبارات مجملة لا تحق حقا ولا تبطل باطلا ، ولهذا لم يذكر الله في كتابه فيما أنكره على اليهود وغيرهم من الكفار ما هو من هذا النوع بل هذا هو من الكلام المبتدع الذي أنكره السلف والأئمة )

ا هـ .


وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله

في كتابه : ( فضل علم السلف على علم الخلف )

بعد كلام سبق :

( والصواب ما عليه السلف الصالح من إمرار آيات الصفات وأحاديثها كما جاءت من غير تفسير لها ولا تكييف ولا تمثيل

ولا يصح عن أحد منهم خلاف ذلك البتة

خصوصا الإمام أحمد ،

ولا خوض في معانيها ولا ضرب مثل من الأمثال لها

وإن كان بعض من كان قريبا من زمن الإمام أحمد فيهم من فعل شيئا من ذلك اتباعا لطريقة مقاتل

فلا يقتدى به في ذلك

إنما الاقتداء بأئمة الإسلام كابن المبارك ومالك والثوري والأوزاعي والشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد ونحوهم ،

وكل هؤلاء لا يوجد في كلامهم شيء من جنس كلام المتكلمين

فضلا عن كلام الفلاسفة

ولم يدخل ذلك في كلام من سلم من قدح وجرح ،


وقد قال أبو زرعة الرازي

كل من كان عنده علم فلم يصن علمه احتاج في نشره إلى شيء من الكلام فلستم منه ) ا . هـ .


وليس فيما ثبت في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته ما يجب تأويله

بل لا بد أن يوجد في النصوص ما يدل على المعنى المراد الذي يجب إثباته لله على الوجه اللائق به

من غير حاجة إلى تأويل يخالف الظاهر من كلام الله ومن كلام رسوله صلى الله عليه وسلم

مع تفويض علم الكيفية إلى الرب عز وجل

رد الشيخ ابن باز رحمه


إقرأ جيدا بارك الله فيك
http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=80447

عبد الله ياسين
2008-12-06, 21:41
الأخ "ليتيم شافعى" وفقكم الله :

الإمام الصابوني يُثبت صفة الإستواء و يَكِلُّ علم ذالك لله و هو واضح من كلامه و مُحاولة ليّ كلامه مكابرة للفهم الصحيح و مُناطحة لصريح المدلولات اللّغوية.

فالإمام الصّابوني ينقل عن أهل الحديث و بصريح العبارة أنّهم في صفة الإستواء : { يكلون علمه إلى الله }

و أنتم تحرّفون كلامه من : { يكلون علمه إلى الله } الى { يفوضون علم الكيفية } ؟!!!!!

لمَ تقوّلون الرجل ما لم يقل ؟!!!

هل كان عاجزاً عن انتقاء العبارة اللاّزمة ؟!!!

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر للكيفية أصلاً في سياق و سباق الكلام ؛ فكيف استقام لكم هذا الفهم الأعوج ؟!!!

ثمّ إنّ الإمام الصّابوني يقول : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم.}

فهو ينفي الكيفية أصلاً و أنتم تثبتونها !!!

و يقول : { وثبت عن الحميدي شيخ البخاري وغيره من أئمة الحديث أنه قال: "أصول السنة: فذكر منها أشياء وقال: ما نطق به القرآن والحديث، مثل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} ، ومثل: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وما أشبه هذا من القرآن والحديث، لا نرده ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة.}

فهو لا يفسّر الإستواء و لا يخوض في معانيه و أنتم تفسّرون الإستواء بلوازم الجسمية كالإستقرار تعالى الله عن ذالك علوّاً كبيراً !!!

و تمعّن في نقل صاحبك :
عن أم سلمة في قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) قالت: الاستواء غير مجهول، و الكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر.


فقولها رضي الله عنها : { الكيف غير معقول } معناه : أنّ الكيفية عن الله مُستحيلة ؛ فأنت تقول : "أمرٌ غيرُ معقول" بمعنى : "أمرٌ مُستحيل".

فالكيفية على الله مُستحيلة و ليس مجهولة كما تزعم أنت و شيوخك.

خلاصة المداخلة أنّ الإمام الصابوني كغيره من جمهور علماء الإسلام ليس على مذهبكم ؛ فافهم يا " ليتيم "

عبد الله ياسين
2008-12-06, 22:08
وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعته من حامله أبي طاهر رحمه الله تعالى.
باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء ......


لعلمك فقط ابن خزيمة رجع من طريقته تلك إلى طريقة السلف ؛ فقد ذكر الحافظ البيهقي رحمه الله في ختام باب الفرق بين التلاوة والمتلو من كتاب الأسماء والصفات ص 259 :
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : سمعت أبا الحسن علي بن أحمد الزاهد البوشنجي يقول : دخلت على عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري فأخبرته بما جرى بنيسابور بين أبي بكر بن خزيمة وبين أصحابه ، فقال : ما لأبي بكر والكلام ؟ إنما الأولى بنا وبه أن لا نتكلم فيما لم نتعلمه . فخرجت من عنده حتى دخلت على أبي العباس القلانسي فقال : كان بعض القدرية من المتكلمين وقع إلى محمد بن إسحاق فوقع لكلامه عنده قبول . ثم خرجت إلى بغداد فلم أدع بها فقيها ولا متكلما إلا عرضت عليه تلك المسائل ، فما منهم أحد إلا وهو يتابع أبا العباس القلانسي على مقالته ، ويغتم لأبي بكر محمد بن إسحاق فيما أظهره . قلت : القصة فيه طويلة ، وقد رجع محمد بن إسحاق إلى طريقة السلف و تلهف على ما قال والله أعلم.انتهى

و أشار اليه أيضًا الحافظ "فتح الباري" في كِتَاب التَّوْحِيدِ باب قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا ، قال : وَوَقَعَ نَحْوُ ذَلِكَ لِإِمَامِ الْأَئِمَّة مُحَمَّد بْن خُزَيْمَةَ , ثُمَّ رَجَعَ وَلَهُ فِي ذَلِكَ مَعَ تَلَامِذَته قِصَّة مَشْهُورَة.انتهى.

و قد حاول بعضهم الإنكار لكن دون جدوى !

عبد الله ياسين
2008-12-06, 22:19
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركانه


أثلجت صدورنا بردودك المباركة يا أخي عبد الله ياسين

وكم نتمنى من الإخوة الوهابية أن تكون ردودهم في صلب الموضوع وكفاهم كلاما جانبيا لا يفيد في الحوار في شيء


نسأل الله التوفيق لنا و لكم و لهم


وأريد أن أسأل سؤالا : لماذا يستشهدون بأقوال ابن حجر العسقلاني وهو أشعري أليست الأشعرية فرقة ضالة حسب رأيهم السديد ؟؟

لأنّ سندهم في العلم مقطوع بأشعري و صوفي ؛ ولله الحمدُ و المنة.

و نحنُ نتحدّاهم أن يذكروا لنا من وافقهم في عقيدتهم من شرّاح الصحيحين مثلاً ؛ فالكل يعلم أنّ شرّاح الصحيحين عن بكرة أبيهم أشاعرة. و هذا وحده يدلّ على سخافة افتراءاتهم حول سادتنا الأشاعرة حملة دين الله إلينا ؛ فالقوم - هداهم الله - " يَأْكُلُونَ الغلَّة و يَسُبُّونَ المَلّة " كما يقولون عندنا.

01 algeroi
2008-12-07, 09:11
الأخ "ليتيم شافعى" وفقكم الله :

الإمام الصابوني يُثبت صفة الإستواء و يَكِلُّ علم ذالك لله و هو واضح من كلامه و مُحاولة ليّ كلامه مكابرة للفهم الصحيح و مُناطحة لصريح المدلولات اللّغوية.

فالإمام الصّابوني ينقل عن أهل الحديث و بصريح العبارة أنّهم في صفة الإستواء : { يكلون علمه إلى الله }

و أنتم تحرّفون كلامه من : { يكلون علمه إلى الله } الى { يفوضون علم الكيفية } ؟!!!!!

لمَ تقوّلون الرجل ما لم يقل ؟!!!

هل كان عاجزاً عن انتقاء العبارة اللاّزمة ؟!!!

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر للكيفية أصلاً في سياق و سباق الكلام ؛ فكيف استقام لكم هذا الفهم الأعوج ؟!!!

ثمّ إنّ الإمام الصّابوني يقول : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، وإجراؤها على ظاهرها ونفي الكيفية عنها، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم.}

فهو ينفي الكيفية أصلاً و أنتم تثبتونها !!!

و يقول : { وثبت عن الحميدي شيخ البخاري وغيره من أئمة الحديث أنه قال: "أصول السنة: فذكر منها أشياء وقال: ما نطق به القرآن والحديث، مثل: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاء} ، ومثل: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} ، وما أشبه هذا من القرآن والحديث، لا نرده ولا نفسره، ونقف على ما وقف عليه القرآن والسنة.}

فهو لا يفسّر الإستواء و لا يخوض في معانيه و أنتم تفسّرون الإستواء بلوازم الجسمية كالإستقرار تعالى الله عن ذالك علوّاً كبيراً !!!

و تمعّن في نقل صاحبك :


فقولها رضي الله عنها : { الكيف غير معقول } معناه : أنّ الكيفية عن الله مُستحيلة ؛ فأنت تقول : "أمرٌ غيرُ معقول" بمعنى : "أمرٌ مُستحيل".

فالكيفية على الله مُستحيلة و ليس مجهولة كما تزعم أنت و شيوخك.

خلاصة المداخلة أنّ الإمام الصابوني كغيره من جمهور علماء الإسلام ليس على مذهبكم ؛ فافهم يا " ليتيم "




نعم .. التناقض صحيح .. ولكن في فهمك وتصورك ..اذ احتجاجك بها مجردة عن سياقها مجتزاة مما جاءت فيه يعد خطا منهجيا بل هو احتجاج بموطن النزاع فلا يصح فكما ان هذه العبارة المجملة لا تفيد بدقة حملها على { يفوضون علم الكيفية }
فهي كذلك لا تفيد { يفوضون وجود الكيفية } كما يذهب اليه
اشياخك فلم تقوّلون الرجل ما لم يقل ؟!!!
اما عن قولك (( هل كان عاجزاً عن انتقاء العبارة اللاّزمة ؟!!!))
فهو حجة عليك اذ السؤال :
هل فسر الامام مراده من قوله ؟ ام لم يفسر ؟
ان قلت فسر .. سقط احتجاجك بالعبارة مجردة وافتقرت لشئ من خارجها
ان قلت لم يفسر .. قلنا .. سلاما فقد بان تعنتك

اما عن قولك (( فلا ذكر للكيفية أصلاً في سياق و سباق الكلام )) غريب وعجيب اذ لست ادري ان كنت تقرا ما تكتب ام انك لا تدري ما يخرج من راسك وانظر الى قوله رحمه الله في مطلع كلامه (( .. ويثبتون له جل جلاله ما أثبته لنفسه في كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يعتقدون تشبيها لصفاته بصفات خلقه، فيقولون:إنه خلق آدم بيده، كما نص سبحانه عليه في قوله- عز من قائل: (يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقتُ بيدي) ولا يحرفون الكلم عن مواضعه بحمل اليدين على النعمتين، أو القوتين، تحريف المعتزلة الجهمية، أهلكهم الله، ولا يكيفونهما - بكيف أو شبهها - بأيدي المخلوقين، تشبيه المشبهة- خذلهم الله - وقد أعاذ الله تعالى أهل السنة من التحريف والتشبيه والتكييف، ومنَّ عليهم بالتعريف والتفهيم، حتى سلكوا سبل التوحيد والتنزيه، وتركوا القول بالتعطيل والتشبيه، ..)) وقوله : (( وكذلك يقولون في جميع الصفات التي نزل بذكرها القرآن، ووردت به الأخبار الصحاح - من السمع والبصر والعين والوجه والعلم والقوة والقدرة، والعزة والعظمة والإرادة، والمشيئة والقول والكلام ، والرضى والسخط والحب والبغض والفرح والضحك وغيرها - من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب، وتضعه عليه بتأويل منكر مستنكر ، ويجرون على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى، ويقرون بأن تأويله لا يعلمه إلا الله، كما أخبر الله عن الراسخين في العلم أنهم يقولونه في قوله تعالى: (والراسخون في العلم يقولون: آمنا به، كل من عند ربنا. وما يذكر إلا أولو الألباب)))
فكيف تقول (( فلا ذكر للكيفية أصلاً في سياق و سباق الكلام )) !!
وكلام الامام واضح عند اصحاب الفطر السليمة
كما ان قولك (( فهو ينفي الكيفية أصلاً و أنتم تثبتونها !!!))
لا يسلم اذ الامام يقول (( نثبتها اثبات وجود لا اثبات كيفية))
( وهو ينفي العلم بها وانتم تنفون وجودها ) وهو ينقض كل كلامك .. فالاشعرية تنفي وجود الكيفية والسلف ينفون
العلم بالكيفية والدليل هو نقل الامام عن الامام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فيقول : (( قال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعته من حامله أبي طاهر رحمه الله تعالى.
باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء
الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول إثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولم! نبئه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. اهـ.)) فها هي صريحة فصيحة لا تحتمل فهمين ..
*** اما قولك (( فهو لا يفسّر الإستواء و لا يخوض في معانيه و أنتم تفسّرون الإستواء بلوازم الجسمية كالإستقرار تعالى الله عن ذالك علوّاً كبيراً !!! )) فارجوا ان تنته الى ما تكتبه فها انت ترمي
الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله بالتجسيم كما انك ترمي الصابوي رحمه الله بذلك اذ يفسر رحمه الله العلو بالفوقية فيقول (( (( ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد:
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به... ))
والدليل على صحة فهمنا هو نقله لرواية ((أخبرنا به جدي أبو حامد أحمد بن إسماعيل عن جد والدي الشهيد، وأبو عبد الله محمد بن
عدي بن حمدوية الصابوني حدثنا محمد بن أحمد بن أبي عون النسوى حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر الرملي حدثنا جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل لمالك بن أنس فقال: يا أبا عبد الله (الرحمن على العرش استوى) كيف استوى؟ قال فما رأيت مالكا وجد من شيء كوجده من مقالته، وذكر بنحوه.
وسئل أبو علي الحسين بن الفضل البجلي عن الاستواء، وقيل له كيف استوى على عرشه، فقال: أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلا مقدار ما كشف لنا، وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى.)) فقوله (( وقيل له كيف استوى على عرشه )) واضح في ان
السائل يريد معرفة هيئة وصورة الاستواء بقوله (كيف) فجاءه الجواب
(( أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلا مقدار ما كشف لنا، وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى ))
وهو واضح و صريح في ان المنفي هو العلم بالكيفية لا اصل وجودها

*** - اما تفسيرك لقول ام سلمة رضي الله عنها { الكيف غير معقول }
ب معناه : أنّ الكيفية عن الله مُستحيلة ؛ فأنت تقول : "أمرٌ غيرُ معقول" بمعنى : "أمرٌ مُستحيل ..!! ".
هو تفسير حادث غريب اذ المعلوم ان : "أمرٌ غيرُ معقول" بمعنى : "أمرٌ مجهول لا يتصور " لا على ما قلته انت قال الحافظ الذهبي تعليقاً على قول مالك:
” وقول مالك هو قول أهل السنة قاطبة وهو أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها“ [العلو للذهبي 104]. والدليل -ايضا-هو سوق الامام رحمه الله للعديد من الروايات الاخرى التي تزيد الامر وضوحا
ومنها ( أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج")
ومنها ( وسمعت الحاكم أبا عبد الله في كتابه (التاريخ) الذي جمعه لأهل نيسابور، وفي كتابه (معرفة الحديث) اللذين جمعهما ولم يسبق إلى مثلهما يقول: سمعت أبا جعفر محمد بن صالح بن هانئ يقول: سمعت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: من لم يقل بأن الله عز وجل على عرشه، فوق سبع سمواته، فهو كافر بربه، حلال الدم، يستتاب فإن تاب
وإلا ضربت عنقه، وألقي على بعض المزابل حتى لا يتأذى المسلمون ولا المعاهدون بنتن رائحة جيفته، وكان ماله فيئا لا يرثه أحد من المسلمين، إذ المسلم لا يرث الكافر، كما قال الني صلى الله عليه وسلم " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم " رواه البخاري ))
ولمزيد من البيان ان السلف رضوان الله عليهم كانوا يفسرون الصفات
اسوق روايتين الآتيتين (( قال مجاهد (اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش) أي علا على العرش. وقال أبو العالية استوى أي ارتفع [رواه البخاري معلقا في التوحيد باب وكان عرشه على الماء].))
وختاما اسوق هذه الردود الاشعرية على الاشعري الصغير
لقد رد القشيري في التذكرة الشرقية على المفوضة قائلاً:*
« وكيف يسوغ لقائل أن يقول في كتاب الله ما لا سبيل لمخلوق إلى معرفته ولا يعلم تأويله إلا الله؟
أليس هذا من أعظم القدح في النبوات وأن النبي ما عرف تأويل ما ورد في صفات الله تعالى ودعا الخلق إلى علم ما لا يعلم [قال جابر بن عبد الله في حجة النبي "ورسول الله بين أظهرنا وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله" (مسلم رقم 147)؟
أليس الله يقول بلسان عربي مبين؟
فإذن: على زعمهم يجب أن يقولوا كذب حيث قال: (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)؟ إذ لم يكن معلوماً عندهم، وإلا: فأين هذا البيان؟
وإذا كان بلغة العرب فكيف يدعي أنه مما لا تعلمه العرب»؟
الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف
أضاف:
« ونسبة النبي إلى أنه دعا إلى رب موصوف بصفات لا تعقل: أمر عظيم لا يتخيله مسلم فإن الجهل بالصفات يؤدي إلى الجهل بالموصوف.
وقول من يقول: استواؤه صفة ذاتية لا يعقل معناها، واليد صفة ذاتية لا يعقل معناها، والقدم صفة ذاتية لا يعقل معناها تمويه ضمنه تكييف وتشبيه ودعاء إلى الجهل…
وإن قال الخصم بأن هذه الظواهر لا معنى لها أصلاً فهو حكم بأنها ملغاة وما كان في إبلاغها إلينا فائدة وهي هدر. وهذا محال… وهذا مخالف لمذهب السلف القائلين بإمرارها على ظواهرها » [إتحاف السادة المتقين 2/110 – 111].

ورجح النووي ذلك فقال: « يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل إلى معرفته » [شرح مسلم للنووي 16/218]
وألزم الرازي المفوض بأحد أمرين:
إما أن يقطع بتنزيه الله عن المكان والجهة فقد قطع بأنه ليس مراد الله من الاستواء الجلوس. وهذا هو التأويل.
وإما أن لا يقطع بتنزيه الله عن المكان والجهة بل بقي شاكاً فيه فهو جاهل بالله تعالى» [التفسير الكبير للرازي 22/6].

فهاهم اشياخ مذهبك يصفونك بالجهل وسوء الفهم .. !!! فما انت قائل ؟ !! ثم

1- هل علم النبي صفات الله أم جهلها؟

2- فهل الرضا والغضب والضحك والمجيء عندك شيء واحد أم أنك تفهم من الرضا شيئا غير ما تفهمه من الغضب؟

إن قلت بالفرق فقد فهمت المعنى ثم كابرت بزعمك عدم معرفتها.

نعم أم لا؟

...............................................
*اعتمادا على مداخلة للشيخ عبد الرحمان دمشقية

01 algeroi
2008-12-07, 09:15
هذا هو تفويض معنى الصفات لله رب العالمين و هو أحد قولي السادة الأشاعرة ؛ بينما شيوخك يدّعون أنّ التفويض هو شرّ أقوال الملاحدة ؛ فافهم !

و أنصحك أن تتعلم مذهبك فأنت تنقل نقولات ليست في صالحك و قد أريناك ثلاث فوارق عظيمة بين عقيدة شيوخك و عقيدة الإمام الصابوني ؛ و لن تستطيع ردّها إلاّ دفعًا بالصّدر !

هذا باختصار !




حقيقة .. عجبت لامرك .. اتحمل كلام الامام على فهمك انت .. تراك اعجميا لا يفقه كلام العرب ام اعمى لا يقرء الا بعين واحدة اسمع يا هذا .. اقوال الائمة لا تجتزء ولا يضرب بعضها ببعض فما اجمل في موضع فصل في آخر ودونك الاحاديث والآثار التي استدل بها ليقرر ان السلف انما يفوضون العلم بالكيفية لا على مقتضى اهل التعطيل والتجهيل من اشياخك ممن يناقض المنقول والمعقول باثبات صفات بلا معنى والا فما الذي جعله ينقل الاحاديث والآثار التي تشرح وبدقة ما هو الكيف المنفي والذي هو نفي العلم بالكيفية لا اثبات صفة عدمية لا تصح الا في اذهان وتصورات محدثيها من اهل الكلام ومن ذهب مذهبهم من تلامذة اليونان ولفهم حقيقة قول الامام رحمه الله اعود فاذكرك بما قرره رحمه الله في صفة النزول اذ ينقل عن الامام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فيقول : (( قال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعته من حامله أبي طاهر رحمه الله تعالى. باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول إثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولم! نبئه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. اهـ.
فها هو التفسير الواضح الذي لا يحتمل فهما آخر ان الامام رحمه الله من ائمة اهل السنة والحديث وليس من مفوضة الاشعرية وليت شعري كيف ينسب هذا الامام الى تلك النحلة الضالة التي حقيقتها تجهيل الانبياء واتباعهم وانهم كالعجم لا يفقهون آيات الصفات ولم يكونوا يفهموا منها شيئا وما احسن ما قاله ابن الزاغوني رحمه الله في الايضاح اذ يقول : (( فان قالوا :إن اثبات اليد الحقيقية التي هي صفة لله تعالى ممتنع لعارض يمنع فليس بصحيح من جهة ان الباري تعالى ذات قابلة للصفات المساوية لها في الاثبات فان الباري تعالى في نفسه ذات ليست بجوهر ولا عرض ولا ماهية له تعرف وتدرك وتثبت في شاهد العقل ولا ورد ذكرها في نقل واذا ارتفع عنه اثبات الماهية واذا كان الكل مرتفعا والمثل بذلك ممتنعا : فالنفار من قولنا يد مع هذه الحال كالنفار من قولنا ذات ومهما دفعوا به اثبات ذات مما وصنا فهو سبيل الى دفع يد لانه لافرق عندنا بينهما في الاثبات وان عجزوا عن ذلك لثبوت الدليل القاطع للاقرار بالذات على ما هي عليه مما ذكرنا فذاك هو الطريق الى تعجيزهم عن نفي يد هي صفة تناسب الذات فيما ثبت لها من ذلك وهذا ظاهر لازم لا محيد عنه )) ..الايضاح في اصول الدين
ويقول الامام ابو عبيد القاسم ابن سلام البغدادي الهروي :
قال العباس بن محمد الدوري : (( سمعت ابا عبيد القاسم بن سلام وذكر الباب الذي يروي فيه الرؤية والكرسي وموضع القدمين وضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غيره واين كان ربنا قبل ان يخلق السماء وان جهنم لا تمتلئ حتى يضع ربك عز وجل قدمه فيها فتقول قط قط واشباه هذه الاحاديث فقال : هذه الاحاديث صحاح حملها اصحاب الحديث والفقهاء بعضهم عن بعض وهي عندنا حق لا نشك فيها ولكن اذا قيل كيف وضع قدمه؟ وكيف ضحك ؟ قلنا لا يفسر هذا ولا سمعنا احدا يفسره)) رواه الآجري في الشريعة ص 269
وما احسن ماقاله الحافظ ابن رجب رحمه الله : وقد اعترض بعض من كان يعرف هذا على حديث النزول ثلث الليل الآخر وقال ثلث الليل يختلف باختلاف البلدان فلا يمكن ان يكون النزول في وقت معين ومعلوم بالضرورة من دين الاسلا قبح هذا الاعتراض وان الرسول صلى الله عليه وسلم او الخلفاء الراشدين لو سمعوا من يعترض به لما ناظروه بل بادروا الى عقوبته والحاقه بزمرة المخالفين النافقين المكذبين ))
قلت - اي الشيخ جاسم- : واعتراض من ذكرهم انما هو اعتراض على اثبات حقيقة النزول فلذالك اوردوا عليه ما ذكره وهذا من جهلهم لانهم قاسوا الخالق بالمخلوق والعياذ بالله
اقول -الفقير- فها هي اقوال الائمة تعظد بعضها بعضا وتفسر بعضها بعضا وانهم رحمهم الله كانوا يعلمون معاني الصفات وانما جهلوا كيفيتها بل تنسب المعترض للفسق والنفاق فما انت قائل ؟ وهل ستنقل للقراء نصا واحدا يدعوا فيه الصحابة رضوان الله عليهم الى انكار حقائق الصفات !! او الزعم بان ظاهرها غير مراد؟ او ان الظواهر توهم التشبيه ؟!! او نصا آخر يثبت أن الله لا داخل العالم ولا خارجه ولا فوقه ولا تحته كما تقول الأشاعرة ؟!
وياليت الامر توقف عند مسالة الصفات -على جلالتها- فلا تجد بابا من ابواب الاعتقاد الا وخالفت فيه هذه النحلة المحدثة منهج السلف اهل الحديث ودونك سائل التوحيد والايمان والكسب والتحسين والتقبيح والنبوات وغيرها مما تطفح به اقوال ائمتهم الجويني والرازي والبغدادي والغزالي والآمدي والإيجي وابن فورك والسنوسي وشراح الجوهرة وغيرهم .. ختاما اقول .. ان الوقت أثمن من أن يضيع في هذا السجال! فأنا لن أعاود مناقشتك في هذه الصفحة حتى تأتيني بدليل مسند عن الصحابة أو تابعيهم - السلف الأول الذين هم حجة المسلمين في فهم النصوص - على صحة هذه العقائد:

1 - أن جميع ما "يوهم التشبيه" من الصفات - هكذا - يجب تأويله وفقا لعقل الأشعري ومن تبعه، المهم ألا يُحمل على ظاهره!!
2 - أن جميع الصفات توهم التشبيه عدا سبع منها بعينها، وأنه هكذا كان يؤمن الصحابة والسلف جميعا في هذه القضية الخطيرة للغاية!
3 - أن اليد = القدرة ، تحديدا! (أو غيرها مما أولتم أنتم على وفق عقول أئمتكم لا عقول غيرهم)

فان جئتني يا عبد الله بالدليل الواضح على هذه الثلاثة، عاودت المناقشة معك، ورجوت أن أخرج منه بثمرة طيبة وفائدة عظيمة .. والا، فأنا ماض الى ما هو أنفع لي من هذه المهاترات! أسأل الله أن يهديني واياك الى سواء السبيل،
والله المستعان. "

عبد الله ياسين
2008-12-07, 11:05
كالعادة خلط و جلط !


اما عن قولك (( فلا ذكر للكيفية أصلاً في سياق و سباق الكلام )) غريب وعجيب اذ لست ادري ان كنت تقرا ما تكتب ام انك لا تدري ما يخرج من راسك وانظر الى قوله رحمه الله في مطلع



الفقير كما هو مذكور أعلاه أشار الى عدم تطرّق الإمام الصّابوني للكيفية أصلاً في معرض حديثه عن صفة الإستواء و بالتالي تفسيركم لقوله عن الإستواء { يكلون علمه إلى الله } ؛ بأنّ مراده منه هو تفويض الكيفية ممّا يُضحك الثكلى ؛ وكلامنا واضح و ذكرك لكلام الإمام الصّابوني في موضع آخر و مُحاولة ربطه بالموضع الذي نحن بصدد تحريره هو اقحامٌ لشعبان في رمضان ، و سنشرحُ لك قليلا ً :

قال الإمام الصّابوني عند ذكر صفة الإستواء :
{ ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد : (الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره و يكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به... }

هذا هو الموضع الذي ذكر فيه تفويض معنى الإستواء و هو واضح و قد تمّ توضيحه بلا مدفع لكم عنه ، و الآن : 1- الإمام الصّابوني يتكلّم عن صفة الإستواء أو شيءٌ آخر ؟! ؛ طبعًا هو يتكلّم عن صفة الإستواء ؛ هذه واحدة

2- هل ذُكرت الكيفية في سياق و سباق كلامه عن صفة الإستواء أم لا ؟! ؛ طبعًا كما هو ظاهر لكلّ ذي عينين لا ذكر أصلاً للكيفية ؛ هذه الثانية

3- بما أنّ سياق و سباق كلامه كله عن صفة الإستواء ؛ فما المقصود من قوله { يكلون علمه إلى الله } و لا وجود لذكر الكيفية أصلاً عند تقريره لهذا ؟! ؛ طبعًا يقصد تفويض صفة الإستواء الى علم الله رب العالمين ؛ هذه الثالثة

يُتبع ...

ليتيم الشافعي
2008-12-07, 12:16
[عقيدتهم بنزول الرب سبحانه ومجيئه]

ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله .

قوله رحمه الله.
باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء

الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول إثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولم! نبئه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. اهـ.


فهو رحمه الله يقر بوجود الكيفية لاكن أهل السنة يكلون علم وصفة الكيفية إلى الله.

فالكيفية ليست مستحيلة كما تزعم أنت ومن على شاكلتك !!

الكيف( غير معقول)، وفي عبارة أخرى مروي بها عن مالك ( والكيف مجهول).
وفى رواية كما ذ كر المؤلف هنا. ( الكيف غير معلوم)،




قال الإمام الحافظ أبو عمر يوسف بن عبدالله بن محمد بن عبدالبر النمري القرطبي ( 368 –463 هـ) في الجزء السابع من كتابه » التمهيد« ( ص 129) :
» وفيه دليل [ يعني حديث النزول ] على أن الله في السماء على العرش من فوق سبع سموات ، كما قالت الجماعة
وفي (ص 145) قال رحمه الله :



أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنّة ، والإيمان بها ، وحملها على الحقيقة لا المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئاً من ذلك ، ولا يحدون فيه صفة محصورة . وأمّا أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج ، فكلهم ينكرها ، ولا يحمل شيئاً منها على الحقيقة ، ويزعمون أن من أقرّ بها مشبه ، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود ، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله وسنّة رسوله ، وهم أئمة الجماعة والحمدلله ».



يتبع....

ليتيم الشافعي
2008-12-07, 14:47
[quote=عبد الله ياسين;607504]كالعادة خلط و جلط !



الإستواء ؛ فما المقصود من قوله { يكلون علمه إلى الله } و لا وجود لذكر الكيفية أصلاً عند تقريره لهذا ؟! ؛ طبعًا يقصد تفويض صفة الإستواء الى علم الله رب العالمين ؛ هذه الثالثة
..................................
أخى الكريم .
( الاستواء غير مجهول ).إفهم !!
( إثبات المعنى وتفويض الكيف). إنتبه!!!

أظن بأنك فهمت .والله أعلم .

محمد مقاوسي
2008-12-07, 15:28
بارك الله فيك اخانا ليتيم فقد كفيت .

لاكن المبتدعة اللهم اهدهم لايعترفون بالحق فهم يتبعون الشبه

عبد الله ياسين
2008-12-07, 17:40
نكمل حديثنا عن الكيفية في معنى كلام الإمام الصابوني...

يقول الإمام الصابوني : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، و إجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية عنها ، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجود لا إثبات كيفية ، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم. }

الإمام الصابوني يُقرّر بصريح العبارة أنّ الكيفية منفية تمامًا عن الصّفات و كلامه في هذا الموضع بيّنٌ واضحٌ لا لُبس فيه و لا إيهام.

و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }

إذاً :

في الموضع الأوّل ؛ الإمام الصابوني ينفي الكيفية في الصفات حيثُ قال : { و نفي الكيفية عنها }

و في الموضع الثاني ؛ ساق كلامًا قد يُفهمُ منه أنّه يجهل الكيفية فقط و لا ينفيها.

فهل تناقض الإمام في تقرير نفس المحل أم فهمكم عرّض كلامه للتناقض و التضارب ؟!

الجواب :

الإمام لم يتناقض لأنّ الكيفية التي تكلّم عنها في الموضع الأوّل ليست هي المقصودة في الموضع الثاني.

فالكيفية يُقصدُ بها أمرين :
1- الهيئة و الحالة و التشخص ؛ و هذه منفية عن الله لأنّ الله ليس بجسم

2- الحقيقة و الكُنه ؛ و صفات الله لها حقيقة لا يعلمها إلاّ الله
فقول الإمام الصابوني : { و نفي الكيفية عنها } يقصدُ نفي الهيئة و غيرها من اللّوازم الغير لائقة بالله.

و قوله { إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول } يقصدُ به حقيقة الصفة و بالتالي فهو يكلّ علمها الى الله لأنّ حقيقة الصفات لا يعلمها إلاّ الله و هو الأمر الذي أشار إليه حين قال عن الصفات : { يكلون علمه إلى الله }

و بالتالي لم يتناقض قول الإمام الصابوني و كلامه يُفسر بعضه بعضًا ؛ و من أبى إلا إثبات الكيفية بالمعنى الغير لائق بالله قُلنا له ماذا نفى الإمام الصابوني إذاً في قوله عن الصفات : { و نفي الكيفية عنها } ؟!!!

فهذا هو معنى الكيفية - أي الحقيقة - في كلام بعض الأئمة و ليس كما يُروج أدعياء السلفية هداهم الله.

يُتبع ...

AKIS
2008-12-07, 21:42
أرايت الله حتى تقول أنه ليس له يد، أرايت الله حتى تقول أنه ليس مستوى على عرشه، هو قال أن له يد و أنه مستوى على عرشه، فإذا لم تره فقف حيث وقف خير هده الأمة .

مهاجر إلى الله
2008-12-07, 23:25
بارك الله في كل من الأخوين الكريمين العاصمي الجيروا وليتيم على ردهم ودفاعهم عن عقيدة اهل السنة رغم عجرفة الأشاعرة وتلونهم وادعاؤهم ماليس لهم ...أسأل الله أن ييسر لي اللحوق بركب الدفاع عن العقيدة السلفية الصافية...


أرايت الله حتى تقول أنه ليس له يد، أرايت الله حتى تقول أنه ليس مستوى على عرشه، هو قال أن له يد و أنه مستوى على عرشه، فإذا لم تره فقف حيث وقف خير هده الأمة .

خير الكلام ما قل ودل وجزاك الله خيرا

ليتيم الشافعي
2008-12-08, 22:53
[quote=عبد الله ياسين;608461]نكمل حديثنا عن الكيفية في معنى كلام الإمام الصابوني...

يقول الإمام الصابوني : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، و إجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية عنها ، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجودلا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم. }




الإمام الصابوني يُقرّر بصريح العبارة أنّ الكيفية منفية تمامًا عن الصّفات و كلامه في هذا الموضع بيّنٌ واضحٌ لا لُبس فيه و لا إيهام.
........................
نعم هذا الكلام بين لالبس فيه لاكنك فهمته على خطأ
السلف رضوان الله عليهم يستعملون هذه الجملة (نفى الكيفية)
لاكن ليس المقصود نفي الكيفية مطلقا لأن هذا تعطيل محض
والمؤلف رحمه الله يقول (وتركوا القول بالتعطيل ) وقد لعن المعطلة
فهل يعقل أن يلعن المعطلة ثم هو يعطل !!
لأنك إذا قلت نفى( الكيفية مطلقا) كما فهمت أنت فهذا لايسمى تفويض .بل يسمى تعطيل.
وقد إستعمل هذا اللفظ غير واحد من السلف . ويقصدون به (نفى العلم بالكيفية)
............................
و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }
.................................
تأمل جيدا قوله:
قوله: ( متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية). فكلامه هنا واضح فلو كانت الكيفية منتفية تماما كما قلت أنت
لما قال من غير أن نصف الكيفية.
قوله: ( إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول). اهـ.
لهذا قال أهل السنة والجماعة .الكيف غير معلوم يعنى مجهول.


يتبع

ليتيم الشافعي
2008-12-08, 23:07
تأمل جيدا قولك

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر
..............................................
أنت تقول بأن المؤلف رحمه الله يقول بأن أهل الحديث( يكلون علمه إلى الله)
وقلت على حسب فهمك المؤلف يقصد(صفة الإستواء) وهذا غلط
لماذا؟ .لأن الإستواء معلوم وليس بمجهول
وقد نقل كلاما للإمام مالك رحمه الله
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".

فهنا الإمام مالك يقول الكيف غير معلوم يعنى مجهول .لانعرف كيفيته
بل نكل علمه إلى الله

ويقول أيضا الإستواء معلوم.فلماذا نكل علمه إلى الله وهو معلوم !!

والحاصل .الإمام الصابونى يقصد بقوله نكل علمه إلى الله . الكيف
فيجب علينا أن نكل علمه إلى الله.
أما صفة الإستواء فهى معلومة .ولله الحمد

والله أعلم.

عبد الله ياسين
2008-12-10, 12:32
الأخ "ليتيم شافعى" وفقّك الله ؛ كلامك لا جديد يُذكر و لا قديم يُشكر !

الإمام الصابوني يُفوّض علم الصفات لله و أنت تقوّله ما لم يقُل ؛ فمن نصدّق كلامه الصّريح ؛ و هو القائل ؛ أم ليّ كلامه و أنت القائل ؟!!!

أعرفُ أنّك لن تُجيب بكلام علمي و لكني أذكّرك عسى الله أن يأتي بأمرٍ من عنده : ماذا نفى الإمام الصابوني إذاً في قوله عن الصفات : { و نفي الكيفية عنها } ؟!!!

ليتيم الشافعي
2008-12-10, 13:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عيدك مبارك أخى الكريم

ألم يكفك هذا .سبحان الله

لاكن لابأس تزيدك لتتضح لك الأمور أكثر

[quote=عبد الله ياسين;608461]نكمل حديثنا عن الكيفية في معنى كلام الإمام الصابوني...

يقول الإمام الصابوني : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، و إجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية عنها ، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجودلا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم. }




الإمام الصابوني يُقرّر بصريح العبارة أنّ الكيفية منفية تمامًا عن الصّفات و كلامه في هذا الموضع بيّنٌ واضحٌ لا لُبس فيه و لا إيهام.
........................
نعم هذا الكلام بين لالبس فيه لاكنك فهمته على خطأ
السلف رضوان الله عليهم يستعملون هذه الجملة (نفى الكيفية)
لاكن ليس المقصود نفي الكيفية مطلقا لأن هذا تعطيل محض
والمؤلف رحمه الله يقول (وتركوا القول بالتعطيل ) وقد لعن المعطلة
فهل يعقل أن يلعن المعطلة ثم هو يعطل !!
لأنك إذا قلت نفى( الكيفية مطلقا) كما فهمت أنت فهذا لايسمى تفويض .بل يسمى تعطيل.
وقد إستعمل هذا اللفظ غير واحد من السلف . ويقصدون به (نفى العلم بالكيفية)
............................
و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }
.................................
تأمل جيدا قوله:
قوله: ( متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية). فكلامه هنا واضح فلو كانت الكيفية منتفية تماما كما قلت أنت
لما قال من غير أن نصف الكيفية.
قوله: ( إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول). اهـ.
لهذا قال أهل السنة والجماعة .الكيف غير معلوم يعنى مجهول.



تأمل جيدا قولك

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر
..............................................
أنت تقول بأن المؤلف رحمه الله يقول بأن أهل الحديث( يكلون علمه إلى الله)
وقلت على حسب فهمك المؤلف يقصد(صفة الإستواء) وهذا غلط
لماذا؟ .لأن الإستواء معلوم وليس بمجهول
وقد نقل كلاما للإمام مالك رحمه الله
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".

فهنا الإمام مالك يقول الكيف غير معلوم يعنى مجهول .لانعرف كيفيته
بل نكل علمه إلى الله

ويقول أيضا الإستواء معلوم.فلماذا نكل علمه إلى الله وهو معلوم !!

والحاصل .الإمام الصابونى يقصد بقوله نكل علمه إلى الله . الكيف
فيجب علينا أن نكل علمه إلى الله.
أما صفة الإستواء فهى معلومة .ولله الحمد

والله أعلم.

ليتيم الشافعي
2008-12-10, 14:04
[quote=عبد الله ياسين;613796]الأخ "ليتيم شافعى" وفقّك الله ؛ كلامك لا جديد يُذكر و لا قديم يُشكر !

الأخ الكريم هذا الكلام كلنا نحسنه .إنتبه !!


الإمام الصابوني يُفوّض علم الصفات لله و أنت تقوّله ما لم يقُل ؛ فمن نصدّق كلامه الصّريح ؛ و هو القائل ؛ أم ليّ كلامه و أنت القائل ؟!!!
......................
أخى الكريم إعلم هداك الله وإياي بأنك جعلت الإمام الصابونى رحمه الله مفوضا للصفات رغما عنه. أمرك عجيب تظن بأن هذا الكلام لك لاكن فى الحقيقة هو عليك .
بالله عليك كيف تقول بأنه مفوض وهو يثبت الصفات جميعا
ويقول بأن الإستواء معلوم المعنى .وكذالك بالنسبة لجميع الصفات
كما نقل الإمام الصابونى ( وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى).

(والاستواء غير مجهول،) يعنى معلوم.
(نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا منه خلقه، )
ومن المعلوم أن المفوض يقول فى قوله تعالى: ( ثم استوى على العرش)
لاأدرى ولاأعرف معنى هذا الكلام .فهذا هو المفوض..أقول إستوى وأفوض العلم لصفة الإستواء إلى الله . يعنى هذا المفوض صفة الإستواء عنده لايعلمها إلا الله. وهذا غلط كما تقدم.
.........
أعرفُ أنّك لن تُجيب بكلام علمي و لكني أذكّرك عسى الله أن يأتي بأمرٍ من عنده : ماذا نفى الإمام الصابوني إذاً في قوله عن الصفات : { و نفي الكيفية عنها } ؟!!!
...............

أقول وبالله التوفيق هذا الكلام حجة عليك .لماذا؟

الجواب:
نفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك.. - هذا يدل على أن مذهب السلف ليس هو التفويض كما ظننت أنت و زعمت أن الإمام الصابونى مفوض
لكن لو كان هذا الكلام صحيحا لما قال ، أو قيد ذلك مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك؛ لأن الذي يفوض النص لا يحتاج إلى أنه يقيد: مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك، خلاص أنت لا تفهم من النص شيء ، كيف تقول: من غير تكيف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا...؟
التفويض معناه: أن يقول: نفوض هذا النص، نترك هذا النص لله، لا نعلم منه شيء، لا ندري ما الله أراد بهذا النص، الله -عز وجل- يقول:ثم استوى على العرش ما ندري معنى الاستواء، طيب من كان يذهب إلى هذا القول، هل يقول: مع نفي الكيفية والتشبيه وغير ذالك؟ لا؛ ولهذا أخطأ من زعم أن مذهب السلف هو التفويض؛ .
فقول المؤلف: والنفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك: هذا يدل على أن السلف لم يفوضوا هذه النصوص.

والله أعلم.

سعدالله محمد
2008-12-10, 16:31
قَالَ الْبَيْهَقِيُّ : وَأَسْلَمَهَا الْإِيمَان بِلَا كَيْف وَالسُّكُوت عَنْ الْمُرَاد إِلَّا أَنْ يَرِد ذَلِكَ عَنْ الصَّادِق فَيُصَار إِلَيْهِ , وَمِنْ الدَّلِيل عَلَى ذَلِكَ اِتِّفَاقهمْ عَلَى أَنَّ التَّأْوِيل الْمُعَيَّن غَيْر وَاجِب فَحِينَئِذٍ التَّفْوِيض أَسْلَم . .انتهى ‏



[color=blue. [/color]







رحم الله السلف.

عبد الله ياسين
2008-12-10, 17:09
الأخ "ليتيم شافعى" كلامك يذكّرني بقول العرب : "قُلنَا لَهُم ثَور قَالُوا احْلبُوه !"

وفقّك الله و إيّانا لتقبّل الحق

ليتيم الشافعي
2008-12-10, 17:14
الأخ "ليتيم شافعى" كلامك يذكّرني بقول العرب : "قُلنَا لَهُم ثَور قَالُوا احْلبُوه !"

وفقّك الله و إيّانا لتقبّل الحق

لاأدرى من لايريد أن يقبل الحق أنت أم أنا

وفى الأخير أسأل الله ان يردك إلى الحق ردا جميلا. وإيانا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد الله ياسين
2008-12-10, 17:38
نُكمل حديثنا...


قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" :

قَوْله : ( يَنْزِل رَبّنَا إِلَى السَّمَاء الدُّنْيَا ) ‏
اِسْتَدَلَّ بِهِ مَنْ أَثْبَتَ الْجِهَة وَقَالَ : هِيَ جِهَة الْعُلُوّ , وَأَنْكَرَ ذَلِكَ الْجُمْهُور لِأَنَّ الْقَوْل بِذَلِكَ يُفْضِي إِلَى التَّحَيُّز تَعَالَى اللَّه عَنْ ذَلِكَ . انتهى

يُستفادُ منه :
1- حديث النزول لا يدلّ بأيّ حال من الأحوال على اثبات الجهة لله - تعالى الله عن ذالك - لأنّ القول بذالك يستلزم اثبات تحيّز الله ؛ و هو قولٌ باطلٌ . فالجهة غير جائزة في حقّ الخالق لأنّ الله عزّ و جل كان موجوداً و لم تكن لا جهة فوق و لا تحت و لا يمين و لا شمال و لا مكان و لا زمان و لا شيءٌ غيرهُ سبحانه ؛ لدا قال العلماء : الله موجود بدون مكان و لا جهة ؛ فهو خالقُ المكان و الزمان و الجهات ، و عليه فقد كَانَ اللهُ و لاَ مَكَان و هو الآَنَ عَلَى مَا عَلَيْهِ كَان.




2- القول بإثبات الجهة قولٌ هجره جمهور علماء الإسلام

يُتبع...

ليتيم الشافعي
2008-12-10, 17:43
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مالك تتهرب أثبت لنا إن إستطعت أن الإمام الصابونى مفوض للصفات.؟؟

وأظن بأنك لاتعرف معنى مفوض أصلا؟

والله أعلم

ليتيم الشافعي
2008-12-10, 17:52
أخى الكريم بارك الله فيك
ولاكن أرى أن تحدث الناس بما تفهم عقولهم لكى لايكذب الله ورسوله



ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني قال الشافعى رحمه الله: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص176]
، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني



[عقيدتهم بنزول الرب سبحانه ومجيئه]
للإمام الصابونى
ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله .

وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وقوله عز اسمه: (وجاء ربك والملك صفا صفا). وقرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وقال: (وجاء ربك والملك صفا صفا) ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)

أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني سمعت : أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت أحمد السلمي وأبا داود الخفاجي يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قال لي الأمير عبدالله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا. كيف ينزل؟ قال، قلت: أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف؟ إنما ينزل بلا كيف.

حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، حدثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي، حدثني أبو بكر بن أحمد بن محبوب، حدثنا أحمد بن حمويه حدثنا أبو عبد الرحمن العباسي،
حدثنا محمد بن سلام، سألت عبدالله بن المبارك عن نزول ليلة النصف من شعبان، فقال عبدالله: يا ضعيف ليلة النصف! ينزل في كل ليلة، فقال الرجل يا أبا عبدالله! كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟ فقال عبدالله: ينزل كيف يشاء " وفي رواية أخرى لهذه الحكاية أن عبدالله ابن المبارك قال للرجل: " إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصغ له ".

سمعت الحاكم أبا عبدالله يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن عبدالله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبدالله بن طاهر ذات يوم وحضر إسحاق ابن إبراهيم يعني ابن راهويه، فسئل عن حديث النزول: أصحيح هو؟ قال: "نعم " فقال له بعض قواد عبدالله يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة؟ قال: " نعم " قال: " كيف ينزل؟ " فقال له إسحاق: "
أثبته فوق حتى أصف لك النزول، فقال الرجل: " أثبته فوق " فقال: إسحاق: قال الله عز وجل: (وجاء ربك والملك صفا صفا) فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة " فقال إسحاق: أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟ وخبر نزول الرب كل ليلة إلى سماء الدنيا خبر متفق على صحته مخرج في الصحيحين، من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة. أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك. وحدثنا أبو بكر بن زكريا حدثنا أبو حاتم علي بن عبيدان، حدثنا محمد بن يحيى قال: ومما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف بن مالك رحمه الله، وحدثنا أبو بكر بن زكريا، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم ابن باكويه، حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيي بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري، عن أبى عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: (من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له ".

ولهذا الحديث طرق إلى أبي هريرة، رواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن
أبي هريرة رحمه الله. ورواه يزيد بن هارون وغيره من الأئمة عن محمد بن عمرو عن إلى سلمة عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبى هريرة، وعبد الأعلى بن أبى المساور وبشير بن أبي سلمان عن أبي حازم عن إلى هريرة. ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وموسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله، وعبيد الله بن أبي الدرداء عن علي بن أبي طالب، وشريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود ومحمد ابن كعب بن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء وأبو الزبير عن جابر وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم.

وهذه الطرق كلها مخرجة بأسانيدها في كتابنا الكبير المعروف بالانتصار، وفي رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " وفي رواية سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة زيادة في آخره وهي " ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير معدوم ولا ظلوم ". وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ينزل إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فينادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ فلا يبقى شيء فيه الروح إلا علم به، إلا الثقلان الجن والإنس " قال: وذلك حين تصيح الديكة وتنهق الحمير وتنبح الكلاب. وروى هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مضى ثلث الليل أو شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل من عبادي غير من يستغفر في فأغفر له؟ من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الصبح".

أخبرنا أبو محمد المجلدي أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا محمد بن يحيى حدثنا
عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي مسم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد عليهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى تطلع الشمس".

أخبرنا أبو محمد المجلدى أنبانا أبو العباس يعني الثقفي حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا شبابة بن ثوار عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبى هريرة أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يمهل حتى إذا كان ثلث الليل هبط إلى هذه السماء، ثم أمر بأبواب السماء ففتحت فقال: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأجيبه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من مضطر أكشف عنه ضره؟
هل من مستغيث أغيثه؟ فلا يزال ذلك مكانه حتى يطلع الفجر في كل ليلة من الدنيا".

أخبرنا أبو محمد المجلدى أنبانا أبو العباس يعني الثقفي، حدثنا مجاهدين موسى والفضل بن سهل قالا: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سهل عن أبي إسحاق عن الأغر أنه شهد على أبى هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كان ثلث الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: ألا هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ ألا هل من تائب يتاب عليه؟ ".

حدثنا الأستاذ أبو منصور بن حماد، حدثنا أبو إسماعيل بن أبي الظما ببغداد حدثنا أبو منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سهل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم: " ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: أنا الملك أنا الملك ثلاثا. من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فاغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر ".

سمعت الأستاذ أبا منصور على إثر هذا الحديث الذي أملاه علينا يقول سئل أبو حنيفة عنه فقال: "ينزل بلا كيف " وقال بعضهم: "ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف، من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق، بل بالتجلي والتملي، لأنه جل جلاله منزه أن تكون صفاته مثل صفات الخلق، كما كان منزها أن تكون ذاته مثل ذوات الخلق، فمجيئه وإتيانه
ونزوله على حساب ما يليق بصفاته، من غير تشبيه وكيف.

وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعته من حامله أبي طاهر رحمه الله تعالى.

باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء

الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول إثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولم! نبئه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. اهـ.

وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد الصيدلاني، حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أحمد بن صالح المصري، حدثنا بن وهب، أنبأنا مخرمة بن بكير عن أبيه رحمه الله وأخبرنا الحاكم حدثنا محمد بن يعقوب الأصم واللفظ له، حدثنا إبراهيم بن حنيفة، حدثنا ابن وهب عن مخرمة ابن بكير عن أبيه قال: سمعت محمد بن المنكدر يزعم أنه سمع أم سلمة زوجة الني صلى الله عليه وسلم تقول "نعم اليوم يوم ينزل الله تعالى فيه إلى السماء الدنيا قالوا وأي يوم؟ قالت يوم عرفة".

وروت عائشة رضي الله عنها عن الني صلى الله عليه وسلم قالت " ينزل الله تعالى في النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ليلا إلى آخر النهار من الغد، فيعتق من النار بعدد شعر معز بني كلب، ويكتب الحاج وينزل أرزاق السنة، ولا يترك أحدا إلا غفر له إلا مشركا أو قاطع رحم أو عاقا أو مشاحنا ".

أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدثنا جدي الإمام حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي (ح) قال الإمام وحدثنا الزعفراني عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا هشام الدستوائي (ح) وحدثنا الزعفراني حدثنا يزيد يعني ابن هارون الدستوائي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، حدثنا الوليد عن الأوزاعي جميعهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عطاء بن يسار، حدثني رفاعة بن عرابة الجهني (ح) قال الإمام، وحدثنا أبو هشام بن زياد بن أيوب حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلي عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعلوا يستأذنون الني صلى الله عليه وسلم، فجعل يأذن لهم فقال النبي صلى الله عليه وسم: "ما بال شق الشجرة الذي يلي النبي صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الآخر، فلا يرى من القوم إلا باكيا قال يقول أبو بكر الصديق إن الذي يستأذنك بعدها لسفيه، فقام النبي صلى الله عليه وسم، فحمد الله وأثنى عليه وكان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى يؤمنوا ومن صلح من أزواجهم وذرياتهم يساكنكم في الجنة، ثم قال صلى الله عليه وسم: إذا مضى شطر الليل أو قال: ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعو في فأجيبه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " هذا لفظ حديث الوليد.

قال شيخ الإسلام: قلت: فلما صح خبر النزول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر به أهل السنة، وقبلوا الخبر، وأثبتوا النزول على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه، وعلموا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الله سبحانه لا تشبه صفات الخلق، كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا، ولعنهم لعنا كثيرا.

وقرأت لأبى عبد الله ابن أبي جعفر البخاري، وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة، وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني، قال أبو عبد الله:- أعني ابن أبى حفص هذا- سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول: سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: قال حماد بن أبي حنيفة: قلنا لهؤلاء: أرأيتم قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفا صفا)؟ قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى لذاك، ولا ندري كيفية مجيئه، فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف مجيئه، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيت من أنكر أن الملك يجيء صفا صفا ما هو عندكم؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك إن أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب.

قال أبو عبد الله بن أبي حفص البخاري أيضا في كتابه: ذكر إبراهيم عن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا قال لك الجهمي: إنا لا نؤمن برب ينزل عن مكانه. فقل أنت: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.

ليتيم الشافعي
2008-12-10, 18:53
نسأل الله الهداية للجميع

عبد الله ياسين
2008-12-10, 22:45
ص165، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني قال الشافعى رحمه الله: القول في السنة التي أنا عليها، ورأيت أصحابنا عليها، أهل الحديث الذين رأيتهم، وأخذت عنهم مثل سفيان، ومالك، وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وأن اللهَ تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء،وأن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا كيف شاء. [اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص176]
، إثبات صفة العلو ص124، مجموع الفتاوى ج4 ص181-183، والعلو للذهبي ص120، ومختصره للألباني




هذه العقيدة مكذوبة على سيّدنا الإمام الشافعي فهي من رواية أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري.

قال الحافظ الذهبي في ترجمته "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" :
أدخلوا عليه أشياء فحدّث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء و منها عقيدة للشافعي .انتهى

و الحمدُ لله ربّ العالمين

عبد الله ياسين
2008-12-10, 23:32
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري بشرح صحيح البخاري" :
وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى النُّزُول عَلَى أَقْوَال : فَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِره وَحَقِيقَته وَ هُمْ الْمُشَبِّهَة تَعَالَى اللَّه عَنْ قَوْلهمْ.انتهى

فمن حمل معنى النّزول على ظاهره اللّغوي فهو مُشبّه ؛ و ذالك لأنّ ظاهر النّزول في اللّغة العربية - لغة القرآن - هو الإنتقال من الأعلى إلى الأسفل و هو لا يكون إلاّ في الأجسام و هو مُستحيل على الله عزّ و جلّ لأنّ الله ليس كمثله شيء كما قرّر القرآن.

قال العلاّمة اللّغوي ابن منظور في " لسان العرب " :
وفي الحديث : "إِن الله تعالى وتقدّس يَنزِل كل ليلة إِلى سماء الدنيا" ؛ النُّزول و الصُّعود و الحركة والسكونُ من صفات الأَجسام ، و الله عز وجل يتعالى عن ذلك ويتقدّس ، و المراد به نُزول الرحمة و الأَلطافِ الإِلهية وقُرْبها من العباد ، و تخصيصُها بالليل و بالثُلث الأَخيرِ منه لأَنه وقتُ التهجُّد وغفلةِ الناس عمَّن يتعرَّض لنفحات رحمة الله ، وعند ذلك تكون النيةُ خالصة والرغبةُ إِلى الله عز وجل وافِرة ، وذلك مَظِنَّة القبول والإِجابة . انتهى

فالنّزول يُراد به شيئين :
1- نزول حسّي و هو الإنتقال من علو الى سفل ؛ و هذا معنى باطل في حقّ الخالق جائز في حقّ المخلوق.

2- نزول معنوي و هو ما تكنّي به العرب في كلامها ؛ و مثاله ما ذكره ابن منظور في " لسان العرب " :
وفي حديث الجهاد : "لا تُنْزِلْهم على حُكْم الله ولكن أَنزِلْهم على حُكْمِك" أَي إذا طَلب العدوُّ منك الأَمان والذِّمامَ على حكم اللّه فلا تُعْطيهم، وأَعطِهم على حكمك، فإِنك ربَّما تخطئ في حكم الله تعالى أَو لا تفي به فتأْثَم. يقال: نزلْت عن الأَمر إِذا تركتَه كأَنك كنت مستعلياً عليه مستولياً . انتهى


يُتبع ...

ليتيم الشافعي
2008-12-11, 08:06
هذه العقيدة مكذوبة على سيّدنا الإمام الشافعي فهي من رواية أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري.

قال الحافظ الذهبي في ترجمته "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" :
أدخلوا عليه أشياء فحدّث بها بسلامة باطن منها حديث موضوع في فضل ليلة عاشوراء و منها عقيدة للشافعي .انتهى

و الحمدُ لله ربّ العالمين



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقول لك أخى الكريم إتقى الله ربك إتقيه حق تقاته. اللهم اجعلنا من المتقين

أنت تجادل بغير علم همك الوحيد نشر الشبه لاغير .فكل شئ واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار.

جعلت الإمام الصابونى مفوضا رغما عنه . والحمد لله دحضنا كل شبهك فى مايخص هذه المسألة. وإن بقيت عندك شبه إطرحها.

ثم بعد ذالك أنت أخى الكريم تكذب عقائد الناس الثابتة عنهم .

عبد الله إتقى الله فى نفسك .

هذا الكلام ليس من رواية أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري. أصلا.

رواه عنه الحافظ المقدسي وشيخ الإسلام أبو الحسن علي بن محمد الهكاري بسنده، قال: "القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل سفيان بن عيينة ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وذكر شيئاً ثم قال: وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء وينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء "(1 )
(1 ) العلو ص120ومختصره ص176وينظر وصية الإمام الشافعي ص54والمعارج 1/138والأسماء والصفات ص517وعون المعبود 13/41، 47وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1/283.

قال الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي:
حدثنا أبو شعيب وأبو ثور عن محمد بن إدريس الشافعي قال:
القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث
الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك، وغيرهما:
الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وأن الله تعالى على عرشه في سمائه
يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا
كيف شاء.


روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهما إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما، إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى السماء كيف شاء، وذكر سائر الاعتقاد[1] (http://djelfa.info/vb/#_ftn1).

[1] (http://djelfa.info/vb/#_ftnref1) العلو للذهبي ص120.

عبد الله ياسين
2008-12-11, 10:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقول لك أخى الكريم إتقى الله ربك إتقيه حق تقاته. اللهم اجعلنا من المتقين

أنت تجادل بغير علم همك الوحيد نشر الشبه لاغير .فكل شئ واضح وضوح الشمس فى رابعة النهار.

جعلت الإمام الصابونى مفوضا رغما عنه . والحمد لله دحضنا كل شبهك فى مايخص هذه المسألة. وإن بقيت عندك شبه إطرحها.

ثم بعد ذالك أنت أخى الكريم تكذب عقائد الناس الثابتة عنهم .

عبد الله إتقى الله فى نفسك .

هذا الكلام ليس من رواية أبي طالب محمد بن علي بن الفتح العشاري. أصلا.

رواه عنه الحافظ المقدسي وشيخ الإسلام أبو الحسن علي بن محمد الهكاري بسنده، قال: "القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل سفيان بن عيينة ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وذكر شيئاً ثم قال: وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء وينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء "(1 )
(1 ) العلو ص120ومختصره ص176وينظر وصية الإمام الشافعي ص54والمعارج 1/138والأسماء والصفات ص517وعون المعبود 13/41، 47وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1/283.

قال الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي:
حدثنا أبو شعيب وأبو ثور عن محمد بن إدريس الشافعي قال:
القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها أهل الحديث
الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك، وغيرهما:
الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
وأن الله تعالى على عرشه في سمائه
يقرب من خلقه كيف شاء وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا
كيف شاء.


روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري، والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهما إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث رحمه الله تعالى قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما، إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء، وينزل إلى السماء كيف شاء، وذكر سائر الاعتقاد[1] (http://djelfa.info/vb/#_ftn1).

[1] (http://djelfa.info/vb/#_ftnref1) العلو للذهبي ص120.





عقيدة الشافعي مكذوبة و هي من رواية الهكاري الوضاع و العشاري...

أما رواية العشاري فقد تمّ بيانها بما لا مزيد عليه...

أمّا الهكاري فهو وضّاع - أعاذنا الله و إيّاكم - كما ذكر حفّاظ الأمة.

قال الحافظ الذهبي في ترجمته "ميزان الاعتدال في نقد الرجال" :
قال أبو القاسم بن عساكر : لم يكن موثوقا به.
و قال بن النجار : مُتَّهم بوضع الحديث و تركيب الأسانيد قاله في ترجمة عبد السلام بن محمد.انتهى

و قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ترجمته تعقيبًا على كلام الحافظ الذهبي السابق ؛ راجع " لسان الميزان " :
و كان المؤلف ما رأى ترجمته في تاريخ بن النجار قال بن النجار علي بن أحمد بن يوسف بن جعفر بن عرفة الأموي سمع بالموصل أبا جعفر بن المختار و بصيدا أبا الحسن بن جميع و بمصر بن نطيف و بمكة بن صخر و ببغداد بن بشران و حدث بالكثير انتقد عليه و كان الغالب على حديثه الغرائب والمنكرات و في حديثه أشياء موضوعة و رأيت بخط بعض أصحاب الحديث أنه كان يضع الحديث بأصبهان.انتهى

الأخ الكريم "ليتيم شافعى" كفاك تلميعًا للعقائد المكذوبة على سادتنا الأئمة.

مهاجر إلى الله
2008-12-11, 11:09
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عيدك مبارك أخى الكريم

ألم يكفك هذا .سبحان الله

لاكن لابأس تزيدك لتتضح لك الأمور أكثر

[quote=عبد الله ياسين;608461]نكمل حديثنا عن الكيفية في معنى كلام الإمام الصابوني...

يقول الإمام الصابوني : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، و إجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية عنها ، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجودلا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم. }




الإمام الصابوني يُقرّر بصريح العبارة أنّ الكيفية منفية تمامًا عن الصّفات و كلامه في هذا الموضع بيّنٌ واضحٌ لا لُبس فيه و لا إيهام.
........................
نعم هذا الكلام بين لالبس فيه لاكنك فهمته على خطأ
السلف رضوان الله عليهم يستعملون هذه الجملة (نفى الكيفية)
لاكن ليس المقصود نفي الكيفية مطلقا لأن هذا تعطيل محض
والمؤلف رحمه الله يقول (وتركوا القول بالتعطيل ) وقد لعن المعطلة
فهل يعقل أن يلعن المعطلة ثم هو يعطل !!
لأنك إذا قلت نفى( الكيفية مطلقا) كما فهمت أنت فهذا لايسمى تفويض .بل يسمى تعطيل.
وقد إستعمل هذا اللفظ غير واحد من السلف . ويقصدون به (نفى العلم بالكيفية)
............................
و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }
.................................
تأمل جيدا قوله:
قوله: ( متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية). فكلامه هنا واضح فلو كانت الكيفية منتفية تماما كما قلت أنت
لما قال من غير أن نصف الكيفية.
قوله: ( إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول). اهـ.
لهذا قال أهل السنة والجماعة .الكيف غير معلوم يعنى مجهول.



تأمل جيدا قولك

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر
..............................................
أنت تقول بأن المؤلف رحمه الله يقول بأن أهل الحديث( يكلون علمه إلى الله)
وقلت على حسب فهمك المؤلف يقصد(صفة الإستواء) وهذا غلط
لماذا؟ .لأن الإستواء معلوم وليس بمجهول
وقد نقل كلاما للإمام مالك رحمه الله
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".

فهنا الإمام مالك يقول الكيف غير معلوم يعنى مجهول .لانعرف كيفيته
بل نكل علمه إلى الله

ويقول أيضا الإستواء معلوم.فلماذا نكل علمه إلى الله وهو معلوم !!

والحاصل .الإمام الصابونى يقصد بقوله نكل علمه إلى الله . الكيف
فيجب علينا أن نكل علمه إلى الله.
أما صفة الإستواء فهى معلومة .ولله الحمد

والله أعلم.


بارك الله فيك أخي الشافعي على جهادك وردك للبدع والضلالات واستماتتك في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة الحقة لا المدعاة.... وقد اعجبني هذا الرد خاصة وقوته فاقتبسته....أحيانا نكتفي بالمشاهدة والتشجيع لقلة دخولنا وحتى لا يخرج الموضوع عن مساره وأهدافه....واصل فإن الله معك

عبد الله ياسين
2008-12-11, 12:24
نُكمل مع شرح كلام الحافظ ...

قال قاضي قضاة الشافعيةِ في مصر في زمانه الإمام العلاّمة بدر الدينِ بن جماعة في كتابه " إيضاحُ الدليل في قطع حجج أهل التعطيل " :
عَن أَبِي هُرَيْرَة عَنِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ : { يَنْزِلُ رَبّنَا كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثَ اللَّيْلِ الآَخِرِ } ؛ الحَدِيث. وَ رَوَاهُ أَبُو سَعِيد : { إِنَّ الله يُمهل حَتَى إِذَا كَانَ ثُلُثَ اللَّيْلِ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُول : هَلْ مِنْ تَائِبٍ يَتُوب ؟ }.

اِعْلَمْ أَنَّ النُّزُولَ الَّذِي هُو الإِنْتِقَالُ مِنْ عُلُوٍّ إِلَى سُفْلٍ لاَ يَجُوزُ حَمْلُ الحَدِيث عَلَيْهِ لِوُجُوه :
الأَوَّل : النُّزُولُ مِنْ صِفَاتِ الأَجْسَامِ وَ المُحْدَثَاتِ وَ يَحْتَاجُ إِلَى ثَلاَثَةِ أَجْسَامٍ : مُنْتَقِلٌ و مُنْتَقَلٌ عَنْهُ و مُنْتَقَلٌ إِلَيْهِ وَ ذَالِكَ عَلَى اللهِ تَعَالَى مُحَالٌ.

الثَّانِي : لَوْ كَانَ النُّزُولُ لِذَاتِهِ حَقِيقَة لَتَجَدَّدَتْ لَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَ لَيْلَةٍ حَرَكَاتٌ عَدِيدَة تَسْتَوْعِبُ اللَّيْل كُلَّهُ وَ تَنَقُّلاَتٍ كَثِيرَة ِلأَنَّ ثُلُثَ اللَّيْلِ يَتَجَدَّد عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ مَعَ اللَّحَظَاتِ شَيْئًا فَشَيْئًا فَيَلْزمُ اِنْتِقَالُهُ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلاً وَ نَهَاراً مِنْ قَوْمٍ إِلىَ قَوْمٍ وَ عَوْدُهُ إِلَى العَرْشِ فِي كُلِّ لَحْظَةٍ عَلَى قَوْلِهِم وَ نُزُولُهُ فِيهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا ؛ وَلاَ يَقُولُ ذاَلِكَ ذُو لُبٍّ وَ تَحْصِيلٍ.

الثَّالِث : أَنَّ القَائِلَ بِأَنَّهُ فَوْقَ العَرْشِ وَ أَنَّهُ مَلَأَهُ ، كَيْفَ تَسَعُهُ سَمَاءُ الدُّنْيَا وَ هِيَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى العَرْشِ كَحَلَقَةٍ فِي فَلاَةٍ ؟!!!. فَيَلْزمُ عَلَيْهِ أَحَدُ أَمْرَيْنِ : إِمَّا اِتِّسَاعُ سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ سَاعَةٍ حَتَى تَسَعَهُ !!! أَوْ تَضَاؤُلَ الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ عَنْ ذَالِكَ حَتَى تَسَعَهُ !!! ؛ وَ نَحنُ نَقْطَعُ بِانْتِفَاءِ الأَمْرَيْنِ.

الرَّابِع : إِنْ كَانَ المُرَادُ بِالنُّزُولِ اِسْتِمَاع الخَلْقِ إِلَيْهِ فَذَالِكَ لَمْ يَحْصل بِاتِّفَاقٍ وَ إِنْ كَانَ المُرَادُ بِهِ النِّدَاء مِنْ غَيْرِ إِسْمَاعٍ فَلاَ فَائِدَةَ فِيهِ ؛ وَ يَتَعَالَى اللهُ عَنْ ذَالِكَ.
إِذَا ثَبتَ ذَالِكَ فَقَدْ ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنَ السَّلَفِ إِلىَ السُّكُوتِ عَنِ المُرَادِ بِذَالِكَ النُّزُولِ مَعَ قَطْعِهِمْ بِأَنَّ مَا لاَ يَلِيقُ بِجَلاَلِهِ تَعَالَى غَيْر مُرَادٍ وَ تَنْزِيهِهِ عَنِ الحَرَكَةِ وَ الإِنْتِقَالِ. انتهى

يُتبع ...

ليتيم الشافعي
2008-12-11, 16:16
قال الإمام الشافعى [ كما في سير أعلام النبلاء 10/80] "لله أسماءٌ وصفاتٌ جاء بها كتابُه، وأخبر بها نبيه صلى الله عليه وسلم أمته لايسع أحداً ردّها. فمن خالف في ذلك بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، فأما قبل ثبوت الحجة فمعذورٌ بالجهل، لأن عِلْمَ ذلك لا يُدرَك بالعقل، ونثبت هذه الصفات وننفي عنها التشبيه، كما نفاه عن نفسه فقال {ليس كمثله شيء} وقال "السنّة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا أهل الحديث الذين رأيتهم عليها فأحلف عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما: الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأن الله على عرشه في سمائه، يقرب من خلقه كيف يشاء، وأن الله ينزل إلى سماء الدنيا كيف يشاء [عون المعبود 13/41 و47

وساقه ابن أبي يعلى في طبقات الحنابلة بإسناده المتصل إلى الشافعي 1/283

رواه أيضا الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
وكذالك رواه الحافظ أبو محمد المقدسي
...........................................
سئل الإمام أبو حنيفة عن النزول الإلهي، فقال: ينزل بلا كيف. [عقيدة السلف أصحاب الحديث ص42، الأسماء والصفات للبيهقي ص456، وسكت عليه الكوثري، شرح الطحاوية ص245، شرح الفقه الأكبر للقاري ص60]
.......................................
سبحان الله الرسول صلى الله عليه وسلم
يقول ينزل ربنا وأنت تحرف وتقول ينزل....
كل قول يخالف قول الله عزوجل أو قول رسوله
أنا أرميه وراء ظهرى ولاألتفت إليه أبدا
مهما كان قائله.
. ينزل ربنا.

هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعلم الخلق به، وأنصحهم، وأفصحهم مقالاً، وأصدقهم فيما يقول: فهو أعلم، وأنصح، وأفصح، وأصدق، وكل هذه الصفات الأربع موجودة في كلامه عليه الصلاة والسلام، فوالله ما كذب في قوله: "ينزل ربنا"، ولا غشَّ الأمة ولا نطق بعي ولا نطق عن جهل: {وما ينطق عن الهوى}، بل هو الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم يقول: "ينزل ربنا عز وجل".

لكن قال بعض الناس: إن الذي ينزل أمر الله، وقال آخرون: الذي ينزل رحمة الله، وقال آخرون: الذي ينزل ملك من ملائكة الله، سبحان الله!!! هل الرسول صلى الله عليه وسلم ما يعرف أن يعبر هذا التعبير لا يعرف أن يقول: تنزل رحمة الله، أو ينزل أمر الله، أو ينزل ملك من ملائكة الله؟ الجواب: يعرف أن يعبر، ولو كان المراد ينزل أمره أو رحمته أو ملكه لكان الرسول عليه الصلاة والسلام، ملبساً على الأمة حين قال: "ينزل ربنا"، ولم يكن مبيناً للأمة بل ملبساً عليهم، لأن الذي يقول لك: "ينزل ربنا"، وهو يريد ينزل أمره هل وضح لك وبين أو غشك ولبس عليك؟ الجواب: غشك ولبس عليك فإذاً الذي ينزل هو الرب عز وجل، وهذا التحريف -ولا نقول: هذا التأويل- فالقول بأن مثل هذا التحريف تأويل تلطيف للمسألة، وكل تأويل لا يدل عليه دليل فهو تحريف، نقول: هذا التحريف لا شك أنه باطل فإذا قلنا: إن الذي ينزل أمر الله في ثلث الليل فمقتضاه:

أولاً: أنه في غير ثلث الليل لا ينزل أمر الله، وأمر الله نازل في كل لحظة: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه}.

ثانياً: أمر الله ما ينتهي بالسماء الدنيا، قال تعالى: {يدبر الأمر من السماء إلى الأرض}، وليس إلى السماء الدنيا فقط، فبطل هذا التحريف من جهة أن الأمر لا يختص بهذا الجزء من الليل، وأن الأمر لا ينتهي إلى السماء بل ينزل إلى الأرض.

ورحمة الله أيضاً نفس الشيء، نقول رحمة الله عز وجل تنزل كل لحظة ولو فقدت رحمة الله من العالم لحظة لهلك فكل لحظة تنزل الرحمة وتنزل إلى الأرض، إذاً ما الفائدة لنا بنزول الرحمة إلى السماء فقط، إذا لم تصلنا الرحمة فلا فائدة لنا منها، فبطل تفسيره بالرحمة، بل ما يترتب على تفسيره بالأمر أو بالرحمة من اللوازم الفاسدة أعظم مما يتوهمه من صرف اللفظ إلى الأمر أو الرحمة من المفاسد في تفسيره بنزول الله نفسه.

ثالثاً: هل يمكن للأمر أو الرحمة أن تقول: من يدعوني فأستجيب له إلخ؟

الجواب: لا يمكن أن تقول رحمة الله: "من يدعوني"، ولا يمكن أن يقول أمر الله: "من يدعوني"، فالذي يقول هو الله عز وجل، كذلك إذا قيل: إن الذي ينزل ملك من ملائكته، نقول: الملك إذا نزل إلى السماء الدنيا لا يمكن أن يقول: "من يدعوني" أبداً، لو قال الملك: "من يدعوني" صار من دعاة الشرك لأن الذي يجيب الداعي إذا دعاه هو الله عز وجل، فلا يمكن للملك أن يقول: هكذا، حتى لو فُرض أن الله أمره أن يقول، لقال: "من يدعو الله فيستجيب له"، ولا يمكن لملك من الملائكة وهم لا يعصون الله أن يقول: "من يدعوني فأستجيب له"، وبهذا بطل تحريف هذا الحديث إلى هذا المعنى أن يكون النازل ملكاً.

ليتيم الشافعي
2008-12-11, 16:29
ماذا تقول فى هذه العقيدة هل هى عقيدة أهل الحديث أهل السنة والجماعة أم لا؟.
[عقيدتهم بنزول الرب سبحانه ومجيئه]
للإمام الصابونى

ويثبت أصحاب الحديث نزول الرب سبحانه وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، من غير تشبيه له بنزول المخلوقين، ولا تمثيل ولا تكييف بل يثبتون ما أثبته رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتهون فيه إليه، ويمرون الخبر الصحيح الوارد بذكره على ظاهره، ويكلون علمه إلى الله .


وكذلك يثبتون ما أنزله الله عز اسمه في كتابه، من ذكر المجيء والإتيان المذكورين في قوله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) وقوله عز اسمه: (وجاء ربك والملك صفا صفا). وقرأت في رسالة الشيخ أبي بكر الإسماعيلي إلى أهل جيلان أن الله سبحانه ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد قال الله عز وجل: (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام) وقال: (وجاء ربك والملك صفا صفا) ونؤمن بذلك كله على ما جاء بلا كيف، فلو شاء سبحانه أن يبين لنا كيفية ذلك فعل، فانتهينا إلى ما أحكمه، وكففنا عن الذي يتشابه إذ كنا قد أمرنا به في قوله عز وجل: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله، وما يعم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب)


أخبرنا أبو بكر بن زكريا الشيباني سمعت : أبا حامد بن الشرقي يقول: سمعت أحمد السلمي وأبا داود الخفاجي يقولان: سمعنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول: قال لي الأمير عبدالله بن طاهر: يا أبا يعقوب هذا الحديث الذي ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا. كيف ينزل؟ قال، قلت: أعز الله الأمير، لا يقال لأمر الرب كيف؟ إنما ينزل بلا كيف.


حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم العدل، حدثنا محبوب بن عبد الرحمن القاضي، حدثني أبو بكر بن أحمد بن محبوب، حدثنا أحمد بن حمويه حدثنا أبو عبد الرحمن العباسي،
حدثنا محمد بن سلام، سألت عبدالله بن المبارك عن نزول ليلة النصف من شعبان، فقال عبدالله: يا ضعيف ليلة النصف! ينزل في كل ليلة، فقال الرجل يا أبا عبدالله! كيف ينزل؟ أليس يخلو ذلك المكان منه؟ فقال عبدالله: ينزل كيف يشاء " وفي رواية أخرى لهذه الحكاية أن عبدالله ابن المبارك قال للرجل: " إذا جاءك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصغ له ".


سمعت الحاكم أبا عبدالله يقول: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول: سمعت أحمد بن سعيد بن إبراهيم بن عبدالله الرباطي يقول: حضرت مجلس الأمير عبدالله بن طاهر ذات يوم وحضر إسحاق ابن إبراهيم يعني ابن راهويه، فسئل عن حديث النزول: أصحيح هو؟ قال: "نعم " فقال له بعض قواد عبدالله يا أبا يعقوب أتزعم أن الله ينزل كل ليلة؟ قال: " نعم " قال: " كيف ينزل؟ " فقال له إسحاق: "
أثبته فوق حتى أصف لك النزول، فقال الرجل: " أثبته فوق " فقال: إسحاق: قال الله عز وجل: (وجاء ربك والملك صفا صفا) فقال الأمير عبدالله: " يا أبا يعقوب هذا يوم القيامة " فقال إسحاق: أعز الله الأمير، ومن يجيء يوم القيامة من يمنعه اليوم؟ وخبر نزول الرب كل ليلة إلى سماء الدنيا خبر متفق على صحته مخرج في الصحيحين، من طريق مالك بن أنس عن الزهري عن الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة. أخبرنا أبو علي زاهر بن أحمد، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب حدثنا مالك. وحدثنا أبو بكر بن زكريا حدثنا أبو حاتم علي بن عبيدان، حدثنا محمد بن يحيى قال: ومما قرأت على ابن نافع وحدثني مطرف بن مالك رحمه الله، وحدثنا أبو بكر بن زكريا، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم ابن باكويه، حدثنا يحيى بن محمد حدثنا يحيي بن يحيى، قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب الزهري، عن أبى عبد الله الأغر وأبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ينزل ربنا تبارك وتعالى في كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير، فيقول: (من يدعوني فأستجيب له، ومن يسألني فأعطيه، ومن يستغفرني فأغفر له ".


ولهذا الحديث طرق إلى أبي هريرة، رواه الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن
أبي هريرة رحمه الله. ورواه يزيد بن هارون وغيره من الأئمة عن محمد بن عمرو عن إلى سلمة عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة، ومالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة، وعبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبى هريرة، وعبد الأعلى بن أبى المساور وبشير بن أبي سلمان عن أبي حازم عن إلى هريرة. ورواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه، وموسى بن عقبة عن إسحاق بن يحيى عن عبادة بن الصامت، وعبد الرحمن بن كعب بن مالك عن جابر بن عبد الله، وعبيد الله بن أبي الدرداء عن علي بن أبي طالب، وشريك عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود ومحمد ابن كعب بن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء وأبو الزبير عن جابر وسعيد بن جبير عن ابن عباس وعن أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله عنهم.


وهذه الطرق كلها مخرجة بأسانيدها في كتابنا الكبير المعروف بالانتصار، وفي رواية الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا مضى نصف الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول هل من سائل فيعطى؟ هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " وفي رواية سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة زيادة في آخره وهي " ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير معدوم ولا ظلوم ". وفي رواية أبي حازم عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله ينزل إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير فينادي هل من سائل فأعطيه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ فلا يبقى شيء فيه الروح إلا علم به، إلا الثقلان الجن والإنس " قال: وذلك حين تصيح الديكة وتنهق الحمير وتنبح الكلاب. وروى هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا مضى ثلث الليل أو شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا فيقول: لا أسأل من عبادي غير من يستغفر في فأغفر له؟ من يدعوني فاستجيب له؟ من يسألني أعطيه؟ حتى ينفجر الصبح".


أخبرنا أبو محمد المجلدي أخبرنا أبو العباس السراج، حدثنا محمد بن يحيى حدثنا
عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي مسم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد عليهما أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول هبط إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مذنب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى تطلع الشمس".


أخبرنا أبو محمد المجلدى أنبانا أبو العباس يعني الثقفي حدثنا الحسن بن الصباح حدثنا شبابة بن ثوار عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي مسلم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبى هريرة أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يمهل حتى إذا كان ثلث الليل هبط إلى هذه السماء، ثم أمر بأبواب السماء ففتحت فقال: هل من سائل فأعطيه؟ هل من داع فأجيبه؟ هل من مستغفر فاغفر له؟ هل من مضطر أكشف عنه ضره؟
هل من مستغيث أغيثه؟ فلا يزال ذلك مكانه حتى يطلع الفجر في كل ليلة من الدنيا".


أخبرنا أبو محمد المجلدى أنبانا أبو العباس يعني الثقفي، حدثنا مجاهدين موسى والفضل بن سهل قالا: حدثنا يزيد بن هارون حدثنا سهل عن أبي إسحاق عن الأغر أنه شهد على أبى هريرة وأبي سعيد أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كان ثلث الليل نزل تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فقال: ألا هل من مستغفر يغفر له؟ هل من سائل يعطى سؤله؟ ألا هل من تائب يتاب عليه؟ ".


حدثنا الأستاذ أبو منصور بن حماد، حدثنا أبو إسماعيل بن أبي الظما ببغداد حدثنا أبو منصور الرمادي، حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن سهل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسم: " ينزل الله تعالى في كل ليلة إلى السماء الدنيا، فيقول: أنا الملك أنا الملك ثلاثا. من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فاغفر له؟ فلا يزال كذلك حتى يطلع الفجر ".


سمعت الأستاذ أبا منصور على إثر هذا الحديث الذي أملاه علينا يقول سئل أبو حنيفة عنه فقال: "ينزل بلا كيف " وقال بعضهم: "ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف، من غير أن يكون نزوله مثل نزول الخلق، بل بالتجلي والتملي، لأنه جل جلاله منزه أن تكون صفاته مثل صفات الخلق، كما كان منزها أن تكون ذاته مثل ذوات الخلق، فمجيئه وإتيانه
ونزوله على حساب ما يليق بصفاته، من غير تشبيه وكيف.


وقال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في كتاب التوحيد الذي صنفه وسمعته من حامله أبي طاهر رحمه الله تعالى.


باب ذكر أخبار ثابتة السند رواها علماء الحجاز والعراق في نزول الرب إلى السماء


الدنيا كل ليلة من غير صفة كيفية النزول إثبات النزول نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه، متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى السماء - الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل، والله عز وجل ولم! نبئه صلى الله عليه وسلم بيان ما بالمسلمين إليه الحاجة من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. اهـ.


وأخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد الصيدلاني، حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، حدثنا أحمد بن صالح المصري، حدثنا بن وهب، أنبأنا مخرمة بن بكير عن أبيه رحمه الله وأخبرنا الحاكم حدثنا محمد بن يعقوب الأصم واللفظ له، حدثنا إبراهيم بن حنيفة، حدثنا ابن وهب عن مخرمة ابن بكير عن أبيه قال: سمعت محمد بن المنكدر يزعم أنه سمع أم سلمة زوجة الني صلى الله عليه وسلم تقول "نعم اليوم يوم ينزل الله تعالى فيه إلى السماء الدنيا قالوا وأي يوم؟ قالت يوم عرفة".


وروت عائشة رضي الله عنها عن الني صلى الله عليه وسلم قالت " ينزل الله تعالى في النصف من شعبان إلى السماء الدنيا ليلا إلى آخر النهار من الغد، فيعتق من النار بعدد شعر معز بني كلب، ويكتب الحاج وينزل أرزاق السنة، ولا يترك أحدا إلا غفر له إلا مشركا أو قاطع رحم أو عاقا أو مشاحنا ".


أخبرنا أبو طاهر بن خزيمة، حدثنا جدي الإمام حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي (ح) قال الإمام وحدثنا الزعفراني عبد الله بن بكر السهمي، حدثنا هشام الدستوائي (ح) وحدثنا الزعفراني حدثنا يزيد يعني ابن هارون الدستوائي (ح) وحدثنا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية، حدثنا الوليد عن الأوزاعي جميعهم عن يحيى بن أبي كثير، عن عطاء بن يسار، حدثني رفاعة بن عرابة الجهني (ح) قال الإمام، وحدثنا أبو هشام بن زياد بن أيوب حدثنا مبشر بن إسماعيل الحلي عن الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار حدثني رفاعة بن عرابة الجهني قال: صدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة فجعلوا يستأذنون الني صلى الله عليه وسلم، فجعل يأذن لهم فقال النبي صلى الله عليه وسم: "ما بال شق الشجرة الذي يلي النبي صلى الله عليه وسلم أبغض إليكم من الآخر، فلا يرى من القوم إلا باكيا قال يقول أبو بكر الصديق إن الذي يستأذنك بعدها لسفيه، فقام النبي صلى الله عليه وسم، فحمد الله وأثنى عليه وكان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده أشهد عند الله ما منكم من أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ثم يسدد إلا سلك به في الجنة، ولقد وعدني ربي أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلوها حتى يؤمنوا ومن صلح من أزواجهم وذرياتهم يساكنكم في الجنة، ثم قال صلى الله عليه وسم: إذا مضى شطر الليل أو قال: ثلثاه ينزل الله إلى السماء الدنيا، ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري، من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يدعو في فأجيبه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الصبح " هذا لفظ حديث الوليد.


قال شيخ الإسلام: قلت: فلما صح خبر النزول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أقر به أهل السنة، وقبلوا الخبر، وأثبتوا النزول على ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يعتقدوا تشبيها له بنزول خلقه، وعلموا وتحققوا واعتقدوا أن صفات الله سبحانه لا تشبه صفات الخلق، كما أن ذاته لا تشبه ذوات الخلق تعالى الله عما يقول المشبهة والمعطلة علوا كبيرا، ولعنهم لعنا كثيرا.


وقرأت لأبى عبد الله ابن أبي جعفر البخاري، وكان شيخ بخارى في عصره بلا مدافعة، وأبو حفص كان من كبار أصحاب محمد بن الحسن الشيباني، قال أبو عبد الله:- أعني ابن أبى حفص هذا- سمعت عبد الله بن عثمان وهو عبدان شيخ مرو يقول: سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: قال حماد بن أبي حنيفة: قلنا لهؤلاء: أرأيتم قول الله عز وجل (وجاء ربك والملك صفا صفا)؟ قالوا: أما الملائكة فيجيئون صفا صفا، وأما الرب تعالى فإنا لا ندري ما عنى لذاك، ولا ندري كيفية مجيئه، فقلت لهم: إنا لم نكلفكم أن تعلموا كيف مجيئه، ولكنا نكلفكم أن تؤمنوا بمجيئه، أرأيت من أنكر أن الملك يجيء صفا صفا ما هو عندكم؟ قالوا: كافر مكذب. قلت: فكذلك إن أنكر أن الله سبحانه لا يجيء فهو كافر مكذب.


قال أبو عبد الله بن أبي حفص البخاري أيضا في كتابه: ذكر إبراهيم عن الأشعث قال سمعت الفضيل بن عياض يقول: إذا قال لك الجهمي: إنا لا نؤمن برب ينزل عن مكانه. فقل أنت: أنا أؤمن برب يفعل ما يشاء.

ليتيم الشافعي
2008-12-11, 16:44
بارك الله فيك أخي الشافعي على جهادك وردك للبدع والضلالات واستماتتك في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة الحقة لا المدعاة.... وقد اعجبني هذا الرد خاصة وقوته فاقتبسته....أحيانا نكتفي بالمشاهدة والتشجيع لقلة دخولنا وحتى لا يخرج الموضوع عن مساره وأهدافه....واصل فإن الله معك[/center]


وفيك بارك الله أخى مهاجر وجزاك الله خيرا نسأل الله أن يهدينا أجمعين.

أما قول الأخ ياسبن بأن الإمام الصابونى مفوض فهو على خطأ إما لجهله وإما قال ذالك كذبا وزورا.

نسأل الله لنا وله الهداية

ليتيم الشافعي
2008-12-11, 16:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مالك تتهرب أثبت لنا إن إستطعت أن الإمام الصابونى مفوض للصفات.؟؟

وأظن بأنك لاتعرف معنى مفوض أصلا؟

والله أعلم


إما أن تثبت ماتقوله عن الإمام الصابونى رحمه الله ولاتتهرب وإما تعترف بأنك لاتعرف شئ فى باب الأسماء والصفات

وإنما تعرف النسخ واللصق . وأنصحك بقراءة هذه العقيدة جيدا أعنى عقيدة أهل الحديث و ابتعد عن الشبه فقد أهلكت من كان قبلك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبد الله ياسين
2008-12-11, 21:52
الأخ "ليتيم شافعى" نوّر الله بصيرتك ؛ العقيدة المنسوبة للإمام الشافعي مكذوبة عليه و سبق بيانُ ذالك و أتحدّاك أنت و من على شاكلتك أن تأتوننا بسندٍ صالح لها.

فالسند هالك و قد سبق إيضاح ذالك...و لكنك - هداك الله - تُحَبِّذ سياسة "عَنزة و لو طارت !" ؛ لذالك يُستحسنُ ترك مُناقشتك فيما تغلّب فيه عنجهية العناد على ملكة العقل ؛ فقد قال علماؤنا : " أنت تزرعُ الحَب و ترجوا التّمار مِن الرّب " ...

أمّا عن فهمك لكلام الإمام الصّابوني فهو مُضحك و يكفي أنّ فهمك له تمخّض منه تناقض الإمام في نفس المحلّ فمن جهة الإمام ينفي الكيفية و من جهة أخرى يُثبتها !!! ؛ أمّا نحنُ فقد أريناك معنى قول الإمام في كلا الموضعين و تمخّض من فهمنا لكلامه توافق سابق نفيهِ للكيفية ( نفي الكيفية عن الصفات بمعنى نفي الهيئة عنها ) مع اعترافه بجهل الكيفية ( أي جهل حقيقة الصفة ) في موضعٍ لاحق ؛ على عكس نتيجة فهمك أنت و من معك ؛ و الحمدُ لله على نعمة العقل ...

كما أودُّ أن أكاشفك أنّ مشاركاتك الأخيرة ذكرتني بحكاية ذكرتها لأخٍ لك من قبل ...هذه الحكاية فيها مغزى كبير... ذكرها ابن قتيبة الدينوري في كتابه "عيون الأخبار" حيثُ حدّث جار لأبي حية النّميري قال : كان لأبي حية سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق ! وكان يُسمِّيه " لعاب المنية !"

قال : فأشرفت عليه ليلة وقد انتضاه وهو واقف على باب بيت في داره وقد سمع حساً وهو يقول : أيّها المُغتر بنا و المُجترئ علينا بئس والله ما اخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل ! لعاب المنية الذي سمعت به ، مشهورة ضربته لا تخاف نبوته ! أخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك ! إني والله إن أدع قيساً تملأ الفضاء خيلاً و رجلاً ، يا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها ...

ثم فتح الباب فإذا كلب قد خرج !

فقال : الحمد لله الذي مسخك كلباً وكفاني حرباً !!!

تدبّر يا "ليتيم" !

عبد الله ياسين
2008-12-11, 22:19
نُكمل مع شرح كلام الحافظ ...

قال ابن حزم الظاهري في "الْمُحَلَّى بِالْآثَارِ" :
مَسْأَلَةٌ : وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَتَنَزَّلُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا , وَهُوَ فِعْلٌ يَفْعَلُهُ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ حَرَكَةً وَلَا نَقْلَةً .

بُرْهَانُ ذَلِكَ مَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ثنا أَحْمَدُ بْنُ فَتْحٍ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِيسَى ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَلِيٍّ ثنا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ ثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَرَأْت عَلَى مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْأَغَرِّ وَعَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : { يَتَنَزَّلُ اللَّهُ كُلَّ لَيْلَةٍ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرِ فَيَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ مُسْلِمٌ وَحَدَّثَنَاهُ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ثنا يَعْقُوبُ - هُوَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَارِيّ - عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ { يَنْزِلُ اللَّهُ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ حِينَ يَمْضِي ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلِ : فَيَقُولُ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الْمَلِكُ مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ , مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ , مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ , فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّى يُضِيءَ الْفَجْرُ } قَالَ مُسْلِمٌ وَحَدَّثَنَاهُ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ ثنا الْأَوْزَاعِيُّ ثنا يَحْيَى هُوَ ابْنُ أَبِي كَثِيرٍ - ثنا أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثنا أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { إذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى , هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ , هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ , حَتَّى يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ } . قَالَ عَلِيٌّ : فَالرِّوَايَةُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ " إذَا بَقِيَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ " وَمِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ " إذَا مَضَى شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ " وَمِنْ طَرِيقِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ " إذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْأَوَّلُ إلَى أَنْ يُضِيءَ الْفَجْرُ " وَهَكَذَا رَوَاهُ ابْنَا أَبِي شَيْبَةَ وَابْنُ رَاهْوَيْهِ عَنْ جَرِيرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ عَنْ الْأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ,

وَ أَوْقَاتُ اللَّيْلِ مُخْتَلِفَةٌ بِاخْتِلَافِ تَقَدُّمِ غُرُوبِ الشَّمْسِ عَنْ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَهْلِ الْمَغْرِبِ , فَصَحَّ أَنَّهُ فِعْلٌ يَفْعَلُهُ الْبَارِي عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَبُولِ الدُّعَاءِ فِي هَذِهِ الْأَوْقَاتِ , لَا حَرَكَةَ , وَالْحَرَكَةُ وَالنَّقْلَةُ مِنْ صِفَاتِ الْمَخْلُوقِينَ , حَاشَا اللَّهِ تَعَالَى مِنْهَا . انتهى

و قال أيضًا في المصدر ذاته :
مَسْأَلَة اعتقاد أَنْ اللَّه لَا فِي مَكَان وَلَا فِي زمان
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَسْأَلَةٌ : وَ أَنَّهُ تَعَالَى لَا فِي مَكَان وَلَا فِي زَمَانٍ , بَلْ هُوَ تَعَالَى خَالِقُ الْأَزْمِنَةِ وَالْأَمْكِنَةِ . قَالَ تَعَالَى : { خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا } وَقَالَ تَعَالَى { خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا } وَ الزَّمَانُ وَالْمَكَانُ فَهُمَا مَخْلُوقَانِ , قَدْ كَانَ تَعَالَى دُونَهُمَا , وَالْمَكَانُ إنَّمَا هُوَ لِلْأَجْسَامِ , وَالزَّمَانُ إنَّمَا هُوَ مُدَّةُ كُلِّ سَاكِنٍ أَوْ مُتَحَرِّكٍ أَوْ مَحْمُولٍ فِي سَاكِنٍ أَوْ مُتَحَرِّكٍ , وَكُلُّ هَذَا مُبْعَدٌ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .انتهى

يُتبع ...

ليتيم الشافعي
2008-12-12, 07:52
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 01 algeroi http://djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://djelfa.info/vb/showthread.php?p=605774#post605774)
وقال رحمه الله في الاستواء (( ويعتقد أهل الحديث ويشهدون أن الله سبحانه وتعالى فوق سبع سموات على عرشه كما نطق به كتابه في قوله عز وجل (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام، ثم استوى على العرش، يدبر الأمر، ما من شفيع إلا من بعد إذنه) وقوله في سورة الرعد:
(الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها، ثم استوى على العرش) وقوله في سورة الفرقان (ثم استوى على العرش الرحمن، فاسأل به خبيرا) وقوله في سورة السجدة (ثم استوى على العرش) وقوله في سورة طه: (الرحمن على العرش استوى) يثبتون له من ذلك ما أثبته الله تعالى، ويؤمنون به ويصدقون الرب جل جلاله في خبره، ويطلقون ما أطلقه سبحانه وتعالى من استوائه على العرش، ويمرونه على ظاهره ويكلون علمه إلى الله، ويقولون: (آمنا به، كل من عند ربنا، وما يذكر إلا أولو الألباب) كما أخبر الله تعالى عن الراسخين في العلم أنهم يقولون ذلك، ورضيه منهم، فأثنى عليهم به... ))
......



[quote=عبد الله ياسين;606025]هذا هو تفويض معنى الصفات لله رب العالمين و هو أحد قولي السادة الأشاعرة ؛ بينما شيوخك يدّعون أنّ التفويض هو شرّ أقوال الملاحدة ؛ فافهم !

و أنصحك أن تتعلم مذهبك فأنت تنقل نقولات ليست في صالحك و قد أريناك ثلاث فوارق عظيمة بين عقيدة شيوخك و عقيدة الإمام الصابوني ؛ و لن تستطيع ردّها إلاّ دفعًا بالصّدر !

هذا باختصار !
.................................................. ....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخى الكريم بدون تهرب أثبت لنا صحة كلامك هذا .ووالله لن تثبته حتى يلج الجمل فى سم الخياط.

أثبت لنا الإمام الصابونى مفوض لمعنى الصفات أثبت لنا ذالك بالحجج والبراهين .

ودعك من الكلام الفارغ .فكلنا نحسنه .

عبد الله ياسين
2008-12-12, 12:41
الأخ الكريم "ليتيم شافعى" كلامك مُكرّر و سبق بيانه ؛ و لازلنا ننتظر منك و من صحبك جوابًا واضحًا :

1- ما هو تعريف الكيفية التي نفاها الإمام الصّابوني في قوله : { و نفي الكيفية عنها } ؟

2- ما هو تعريف الكيفية التي يجهلها الإمام الصابوني في قوله : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. } ؟
حبذا لو تختصر و لا تدور في حلقة مفرغة كسابق عهدك :

المقصود من الكيفية في الموضع الأوّل هو : ...

المقصود من الكيفية في الموضع الثاني هو : ...

من فضلك أكمل النّقاط !

أبو مسلم
2008-12-12, 15:50
كفيت ووفيت والله.نسأل الهداية للجميع.



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين http://djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://djelfa.info/vb/showthread.php?p=608461#post608461)
نكمل حديثنا عن الكيفية في معنى كلام الإمام الصابوني...

يقول الإمام الصابوني : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، و إجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية عنها ، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجودلا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم. }




الإمام الصابوني يُقرّر بصريح العبارة أنّ الكيفية منفية تمامًا عن الصّفات و كلامه في هذا الموضع بيّنٌ واضحٌ لا لُبس فيه و لا إيهام.
........................
نعم هذا الكلام بين لالبس فيه لاكنك فهمته على خطأ
السلف رضوان الله عليهم يستعملون هذه الجملة (نفى الكيفية)
لاكن ليس المقصود نفي الكيفية مطلقا لأن هذا تعطيل محض
والمؤلف رحمه الله يقول (وتركوا القول بالتعطيل ) وقد لعن المعطلة
فهل يعقل أن يلعن المعطلة ثم هو يعطل !!
لأنك إذا قلت نفى( الكيفية مطلقا) كما فهمت أنت فهذا لايسمى تفويض .بل يسمى تعطيل.
وقد إستعمل هذا اللفظ غير واحد من السلف . ويقصدون به (نفى العلم بالكيفية)
............................
و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }
.................................
تأمل جيدا قوله:
قوله: ( متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية). فكلامه هنا واضح فلو كانت الكيفية منتفية تماما كما قلت أنت
لما قال من غير أن نصف الكيفية.
قوله: ( إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول). اهـ.
لهذا قال أهل السنة والجماعة .الكيف غير معلوم يعنى مجهول.



تأمل جيدا قولك

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر
..............................................
أنت تقول بأن المؤلف رحمه الله يقول بأن أهل الحديث( يكلون علمه إلى الله)
وقلت على حسب فهمك المؤلف يقصد(صفة الإستواء) وهذا غلط
لماذا؟ .لأن الإستواء معلوم وليس بمجهول
وقد نقل كلاما للإمام مالك رحمه الله
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".

فهنا الإمام مالك يقول الكيف غير معلوم يعنى مجهول .لانعرف كيفيته
بل نكل علمه إلى الله

ويقول أيضا الإستواء معلوم.فلماذا نكل علمه إلى الله وهو معلوم !!

والحاصل .الإمام الصابونى يقصد بقوله نكل علمه إلى الله . الكيف
فيجب علينا أن نكل علمه إلى الله.
أما صفة الإستواء فهى معلومة .ولله الحمد

.............................
.الإمام الصابوني يُفوّض علم الصفات لله و أنت تقوّله ما لم يقُل ؛ فمن نصدّق كلامه الصّريح ؛ و هو القائل ؛ أم ليّ كلامه و أنت القائل ؟!!!
......................
أخى الكريم إعلم هداك الله وإياي بأنك جعلت الإمام الصابونى رحمه الله مفوضا للصفات رغما عنه. أمرك عجيب تظن بأن هذا الكلام لك لاكن فى الحقيقة هو عليك .
بالله عليك كيف تقول بأنه مفوض وهو يثبت الصفات جميعا
ويقول بأن الإستواء معلوم المعنى .وكذالك بالنسبة لجميع الصفات
كما نقل الإمام الصابونى ( وقد أعلمنا جل ذكره أنه استوى على عرشه، ولم يخبرنا كيف استوى).

(والاستواء غير مجهول،) يعنى معلوم.
(نعرف ربنا فوق سبع سموات على العرش استوى بائنا منه خلقه، )
ومن المعلوم أن المفوض يقول فى قوله تعالى: ( ثم استوى على العرش)
لاأدرى ولاأعرف معنى هذا الكلام .فهذا هو المفوض..أقول إستوى وأفوض العلم لصفة الإستواء إلى الله . يعنى هذا المفوض صفة الإستواء عنده لايعلمها إلا الله. وهذا غلط كما تقدم.
.........
أعرفُ أنّك لن تُجيب بكلام علمي و لكني أذكّرك عسى الله أن يأتي بأمرٍ من عنده : ماذا نفى الإمام الصابوني إذاً في قوله عن الصفات : { و نفي الكيفية عنها } ؟!!!
...............

أقول وبالله التوفيق هذا الكلام حجة عليك .لماذا؟

الجواب:
نفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك.. - هذا يدل على أن مذهب السلف ليس هو التفويض كما ظننت أنت و زعمت أن الإمام الصابونى مفوض
لكن لو كان هذا الكلام صحيحا لما قال ، أو قيد ذلك مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك؛ لأن الذي يفوض النص لا يحتاج إلى أنه يقيد: مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك، خلاص أنت لا تفهم من النص شيء ، كيف تقول: من غير تكيف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا...؟
التفويض معناه: أن يقول: نفوض هذا النص، نترك هذا النص لله، لا نعلم منه شيء، لا ندري ما الله أراد بهذا النص، الله -عز وجل- يقول:ثم استوى على العرش ما ندري معنى الاستواء، طيب من كان يذهب إلى هذا القول، هل يقول: مع نفي الكيفية والتشبيه وغير ذالك؟ لا؛ ولهذا أخطأ من زعم أن مذهب السلف هو التفويض؛ .
فقول المؤلف: والنفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك: هذا يدل على أن السلف لم يفوضوا هذه النصوص.

والله أعلم.

عبد الله ياسين
2008-12-12, 16:10
الأخ الكريم "أبو مسلم" بما أنّك كما يبدوا - و الله أعلم - مُلمٌّ بكلام الإمام الصابوني و مطّلعٌ على مراميه ؛ فهلاّ أخبرتنا - فضلاً لا أمراً - ما هو المقصود من الكيفية في الموضعين ؟!

سؤال بسيط و لا يستدعي عظيم جهد ؛ صح ؟!

أبو مسلم
2008-12-12, 16:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخى الكريم ياسين الحمد لله فقد دحض الأخ شافعى كل شبهك وقد أجابك بما لامزيد بعده من الكلام .فقط ركز فى رده وناقشه وحلله والله إنه لرد قوى مابعده

رد . وإياك أن تقول مرة أخرى بأن الإمام الصابونى مفوض كما تزعم . أما إستدلالك بنفى الكيفية فهى حجة عليك لالك ولله الحمد والمنة.


نفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك.. - هذا يدل على أن مذهب السلف ليس هو التفويض كما ظننت أنت و زعمت أن الإمام الصابونى مفوض
لكن لو كان هذا الكلام صحيحا لما قال ، أو قيد ذلك مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك؛ لأن الذي يفوض النص لا يحتاج إلى أنه يقيد: مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك، خلاص أنت لا تفهم من النص شيء ، كيف تقول: من غير تكيف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا...؟
التفويض معناه: أن يقول: نفوض هذا النص، نترك هذا النص لله، لا نعلم منه شيء، لا ندري ما الله أراد بهذا النص، الله -عز وجل- يقول:ثم استوى على العرش ما ندري معنى الاستواء، طيب من كان يذهب إلى هذا القول، هل يقول: مع نفي الكيفية والتشبيه وغير ذالك؟ لا؛ ولهذا أخطأ من زعم أن مذهب السلف هو التفويض؛ .
فقول المؤلف: والنفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك: هذا يدل على أن السلف لم يفوضوا هذه النصوص.

عبد الله ياسين
2008-12-12, 17:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخى الكريم ياسين الحمد لله فقد دحض الأخ شافعى كل شبهك وقد أجابك بما لامزيد بعده من الكلام .فقط ركز فى رده وناقشه وحلله والله إنه لرد قوى مابعده

رد . وإياك أن تقول مرة أخرى بأن الإمام الصابونى مفوض كما تزعم . أما إستدلالك بنفى الكيفية فهى حجة عليك لالك ولله الحمد والمنة.


نفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك.. - هذا يدل على أن مذهب السلف ليس هو التفويض كما ظننت أنت و زعمت أن الإمام الصابونى مفوض
لكن لو كان هذا الكلام صحيحا لما قال ، أو قيد ذلك مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك؛ لأن الذي يفوض النص لا يحتاج إلى أنه يقيد: مع نفي التكيف والتشبيه وغير ذالك، خلاص أنت لا تفهم من النص شيء ، كيف تقول: من غير تكيف ولا تشبيه ولا تعطيل ولا...؟
التفويض معناه: أن يقول: نفوض هذا النص، نترك هذا النص لله، لا نعلم منه شيء، لا ندري ما الله أراد بهذا النص، الله -عز وجل- يقول:ثم استوى على العرش ما ندري معنى الاستواء، طيب من كان يذهب إلى هذا القول، هل يقول: مع نفي الكيفية والتشبيه وغير ذالك؟ لا؛ ولهذا أخطأ من زعم أن مذهب السلف هو التفويض؛ .
فقول المؤلف: والنفي الكيفية عنها والتشبيه وغير ذالك: هذا يدل على أن السلف لم يفوضوا هذه النصوص.

و فسّر الماء بعد جهدٍ بالماء !

بالله عليك أين جوابكم ؟!

كفاكم من الكلام الإنشائي الخاوي من الموضوعية و أجيبوا :


المقصود من الكيفية في قول الإمام الصّابوني : { و نفي الكيفية عنها } ؛ هو : ...

المقصود من الكيفية في قول الإمام الصّابوني : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. } ؛ هو : ...

أكملوا النقاط من فضلكم !

أبو مسلم
2008-12-12, 17:20
سبحان الله ألم يكفك هذا الكلام أم على عقول أقفالها

نعم هذا الكلام بين لالبس فيه لاكنك فهمته على خطأ
السلف رضوان الله عليهم يستعملون هذه الجملة (نفى الكيفية)
لاكن ليس المقصود نفي الكيفية مطلقا لأن هذا تعطيل محض
والمؤلف رحمه الله يقول (وتركوا القول بالتعطيل ) وقد لعن المعطلة
فهل يعقل أن يلعن المعطلة ثم هو يعطل !!
لأنك إذا قلت نفى( الكيفية مطلقا) كما فهمت أنت فهذا لايسمى تفويض .بل يسمى تعطيل.
وقد إستعمل هذا اللفظ غير واحد من السلف . ويقصدون به (نفى العلم بالكيفية)
............................
و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }
.................................
تأمل جيدا قوله:
قوله: ( متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية). فكلامه هنا واضح فلو كانت الكيفية منتفية تماما كما قلت أنت
لما قال من غير أن نصف الكيفية.
قوله: ( إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول). اهـ.
لهذا قال أهل السنة والجماعة .الكيف غير معلوم يعنى مجهول.




تأمل جيدا قولك


الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر
..............................................
أنت تقول بأن المؤلف رحمه الله يقول بأن أهل الحديث( يكلون علمه إلى الله)
وقلت على حسب فهمك المؤلف يقصد(صفة الإستواء) وهذا غلط
لماذا؟ .لأن الإستواء معلوم وليس بمجهول
وقد نقل كلاما للإمام مالك رحمه الله
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".


فهنا الإمام مالك يقول الكيف غير معلوم يعنى مجهول .لانعرف كيفيته
بل نكل علمه إلى الله


ويقول أيضا الإستواء معلوم.فلماذا نكل علمه إلى الله وهو معلوم !!


والحاصل .الإمام الصابونى يقصد بقوله نكل علمه إلى الله . الكيف
فيجب علينا أن نكل علمه إلى الله.
أما صفة الإستواء فهى معلومة .ولله الحمد

محمد مقاوسي
2008-12-12, 17:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عيدك مبارك أخى الكريم

ألم يكفك هذا .سبحان الله

لاكن لابأس تزيدك لتتضح لك الأمور أكثر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين http://djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://djelfa.info/vb/showthread.php?p=608461#post608461)
نكمل حديثنا عن الكيفية في معنى كلام الإمام الصابوني...

يقول الإمام الصابوني : { فمذهب السلف - رحمة الله عليهم - إثبات الصفات، و إجراؤها على ظاهرها و نفي الكيفية عنها ، لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، كما أن إثبات الذات إثبات وجودلا إثبات كيفية، ولا تشبيه، فكذلك الصفات، وعلى هذا مضى السلف كلهم. }




الإمام الصابوني يُقرّر بصريح العبارة أنّ الكيفية منفية تمامًا عن الصّفات و كلامه في هذا الموضع بيّنٌ واضحٌ لا لُبس فيه و لا إيهام.
........................
نعم هذا الكلام بين لالبس فيه لاكنك فهمته على خطأ
السلف رضوان الله عليهم يستعملون هذه الجملة (نفى الكيفية)
لاكن ليس المقصود نفي الكيفية مطلقا لأن هذا تعطيل محض
والمؤلف رحمه الله يقول (وتركوا القول بالتعطيل ) وقد لعن المعطلة
فهل يعقل أن يلعن المعطلة ثم هو يعطل !!
لأنك إذا قلت نفى( الكيفية مطلقا) كما فهمت أنت فهذا لايسمى تفويض .بل يسمى تعطيل.
وقد إستعمل هذا اللفظ غير واحد من السلف . ويقصدون به (نفى العلم بالكيفية)
............................
و لكن في موضع آخر في رسالته قد يُفهم العكس ؛ ففي معرض تقريره للنزول جاء : { فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذلك النزول ، غير متكلفين للنزول بصفة الكيفية، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول. }
.................................
تأمل جيدا قوله:
قوله: ( متيقن بما في هذه الأخبار من ذكر النزول من غير أن نصف الكيفية). فكلامه هنا واضح فلو كانت الكيفية منتفية تماما كما قلت أنت
لما قال من غير أن نصف الكيفية.
قوله: ( إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصف كيفية النزول). اهـ.
لهذا قال أهل السنة والجماعة .الكيف غير معلوم يعنى مجهول.



تأمل جيدا قولك

الرجل يقول : { يكلون علمه إلى الله } ؛ فمن له أدنى مستوى في اللّغة العربية يعرفُ أنّ الضمير في قوله " علمه " راجع للإستواء في حدّ ذاته و ليس للكيفية فلا ذكر
..............................................
أنت تقول بأن المؤلف رحمه الله يقول بأن أهل الحديث( يكلون علمه إلى الله)
وقلت على حسب فهمك المؤلف يقصد(صفة الإستواء) وهذا غلط
لماذا؟ .لأن الإستواء معلوم وليس بمجهول
وقد نقل كلاما للإمام مالك رحمه الله
أخبرنا أبو محمد المجلدي العدل حدثنا أبو بكر عبد الله ابن محمد بن مسلم الاسفراييني حدثنا أبو الحسين علي بن الحسن حدثنا سلمة بن شبيب حدثنا مهدي بن جعفر بن ميمون الرملي عن جعفر بن عبد الله قال: جاء رجل إلى مالك بن أنس يعني يسأله عن قوله: (الرحمن على العرش استوى) قال: فما رأيته وجد من شيء كوجده من مقالته، وعلاه الرحضاء، وأطرق القوم، فجعلوا ينتظرون الأمر به فيه، ثم سري عن مالك فقال: الكيف غير معلوم، والاستواء غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعه، وإني لأخاف أن تكون ضالا، ثم أمر به فأخرج".

فهنا الإمام مالك يقول الكيف غير معلوم يعنى مجهول .لانعرف كيفيته
بل نكل علمه إلى الله

ويقول أيضا الإستواء معلوم.فلماذا نكل علمه إلى الله وهو معلوم !!

والحاصل .الإمام الصابونى يقصد بقوله نكل علمه إلى الله . الكيف
فيجب علينا أن نكل علمه إلى الله.
أما صفة الإستواء فهى معلومة .ولله الحمد

والله أعلم.
quote=مهاجر إلى الله;615718][quote=


]بارك الله فيك أخي الشافعي على جهادك وردك للبدع والضلالات واستماتتك في الدفاع عن عقيدة أهل السنة والجماعة الحقة لا المدعاة.... وقد اعجبني هذا الرد خاصة وقوته فاقتبسته....أحيانا نكتفي بالمشاهدة والتشجيع لقلة دخولنا وحتى لا يخرج الموضوع عن مساره وأهدافه....واصل فإن الله معك[/center]

محمد مقاوسي
2008-12-12, 17:32
شكرا جزيلا هكذا يكون الحوار .

عبد الله ياسين
2008-12-12, 17:51
يبدوا أنّ أنّ الأخوة يتهرّبون من الإجابة و ربك أعلم بالسبب !


نُكمل مع شرح أقوال الحافظ ...

قال الحافظ في الفتح عند شرح حديث النزول :
وَمِنْهُمْ مَنْ أَجْرَاهُ عَلَى مَا وَرَدَ مُؤْمِنًا بِهِ عَلَى طَرِيق الْإِجْمَال مُنَزِّهًا اللَّه تَعَالَى عَنْ الْكَيْفِيَّة وَ التَّشْبِيه وَهُمْ جُمْهُور السَّلَف , وَنَقَلَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَغَيْره عَنْ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالسُّفْيَانَيْنِ وَالْحَمَّادَيْنِ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَاللَّيْث وَغَيْرهمْ.انتهى

فجمهور السلف و الأئمة الأربعة و السفيانين و الحمّادين و الإمام الأوزاعي يُنزّهون الله عن الكيفية ؛ و الحمدُ لله ربّ العالمين.

عبد الله ياسين
2008-12-12, 17:59
إتحاف ذوي العقول بروايات والكيف غير معقول ؟ رواية والكيف مجهول ليست في شيء من الأصول
للشيخ عبد الفتاح قديش اليافعي


عن جعفر بن عبدالله قال ( كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال : يا أبا عبدالله , الرحمن على العرش استوى كيف استوى ؟
فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته , فنظر إلى الأرض وجعل ينكت في يده حتى علاه الرحضاء – يعني العرق – ثم رأسه ورمى العود وقال : ( الكيف منه غير معقول , والاستواء منه غير مجهول , والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج ) اه

أخرجه أبونعيم في الحلية 6/326 , واللالكائي في شرح السنة 3/497 , والصابوني في عقيدة السلف أصحاب الحديث ص17-18 , من طريق جعفر بن عبد الله عن مالك
وأخرجه ابن عبد البر في التمهيد 7/151 من طريق عبد الله بن نافع قال كنا عند مالك بن أنس فذكره

وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات ص408 من طريق عبد الله بن وهب قال كنا عند مالك بن أنس فذكره
وأخرجه البيهقي في الاعتقاد 116 : من طريق يحيى بن يحيى قال كنا عند مالك بن أنس فذكره

وأخرجه الدارمي الرد على الجهمية 66: من طريق جعفر بن عبد الله عن رجل قد سماه لي قال جاء رجل إلى مالك بن أنس فذكره
وأخرجه ابن حيان الأنصاري ( ت369 ) في طبقات المحدثين بأصبهان 2/214

من طريق محمد بن النعمان بن عبد السلام يقول أتى رجل مالك بن أنس فذكره

وأثر مالك هذا صححه جمع من الإئمة قال الحافظ بن حجر في الفتح 13/406 :

إسناده جيد , وصححه الذهبي في العلو ص103 .
وكل من سبق ذكرهم من المخرجين إنما رروه بلفظ ( والكيف غير معقول )

- وقد جاء هذا الأثر عند البيهقي في الأسماء والصفات بلفظ ( ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع )

قال الذهبي في العلو 138 :
( وساق البيهقي بإسناد صحيح عن أبي الربيع الرشديني عن ابن وهب قال كنت عند مالك فدخل رجل فقال يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كماوصف نفسه ولا يقال كيف وكيف عنه مرفوع وأنت صاحب بدعة أخرجوه ) اهـ

- وجاء هذا الأثر عند ابن عبد البر في التمهيد بلفظ ( استواؤه مجهول والفعل منه غير معقول ) اه

قال ابن عبد البر في التمهيد 7/151 :
( أخبرنا محمد بن عبدالملك قال حدثنا عبدالله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا بكار بن عبدالله القرشي قال حدثنا مهدي بن جعفر عن مالك بن أنس أنه سأله عن قول الله عز وجل ‏الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال فأطرق مالك ثم قال استواؤه مجهول والفعل منه غير معقول والمسألة عن هذا بدعة ) اهـ

وجاء هذا الأثر عند ابن عبد البر في التمهيد بلفظ (سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول ) اهـ

قال ابن عبد البر في التمهيد 7/151 :
( قال بقي وحدثنا أيوب بن صلاح المخزومي بالرملة قال كنا عند مالك إذ جاءه عراقي فقال له يا أبا عبدالله مسألة أريد أن أسألك عنها فطأطأ مالك رأسه فقال له يا أبا عبدالله الرحمن على العرش استوى كيف استوى قال سألت عن غير مجهول وتكلمت في غير معقول إنك امرؤ سوء أخرجوه فأخذوا بضبعيه فأخرجوه
قال يحيى بن إبرهيم بن مزين :

إنما كره ملك أن يتحدث بتلك الأحاديث لأن فيها حدا وصفة وتشبيها والنجاة في هذا الانتهاء إلى ما قال الله عز وجل ووصف به نفسه بوجه ويدين وبسط واستواء وكلام ... فليقل قائل بما قال الله ولينته إليه ولا يعدوه ولا يفسره ولا يقل كيف فإن في ذلك الهلاك لأن الله كلف عبيده الإيمان بالتنزيل ولم يكلفهم الخوض في التأويل الذي لا يعلمه غيره ) اهـ

فائدة :
حكى بعضهم هذا الأثر عن الإمام مالك بلفظ :
( والكيف مجهول )
ولم يرد هذا الأثر عن الإمام مالك بهذا اللفظ فيما وقفت عليه من الكتب المسندة
نعم ورد بلفظ ( وكيفيته مجهولة ) عند ابن عبد البر في التمهيد 7/138 :
حيث قال :
أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد ابن جعفر بن حمدان بن مالك قال حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا عبدالله بن نافع قال: قال مالك بن أنس : " الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان ، لا يخلو منه مكان . وقيل لمالك : (الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فقال مالك : استواؤه معقول ، وكيفيته مجهولة ، وسؤالك عن هذا بدعة ، وأراك رجل سوء ) اهـ

فائدة ثانية :
جاء معنى هذا الأثر عن أم سلمة وابن عباس رضي الله عنهما وعن ربيعة الرأي رحمه الله
- أما أثر أم سلمة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164
( عن أم سلمة رضي الله عنها في قوله الرحمن على العرش استوى
قالت الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والاقرار به إيمان والحجود به كفر ) اهـ
- وأما أثر ابن عباس :
ففي فتح القدير للشوكاني 2/ 307 قال :
( أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : { استوى على العرش } الكيف غير معقول والاستواء غير مجهول والإقرار به إيمان والجحود كفر ) اهـ
- وأما أثر ربيعة :
فروى اللالكائي في شرح السنة 3/497 وابن بطة في الإبانة 3/164:
( عن ابن عيينة قال سئل ربيعة عن قوله (الرحمن على العرش استوى )كيف استوى ؟
قال : الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول ومن الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التصديق )
وراه العجلي في الثقات 1/358:
بلفظ : ( قيل لربيعة بن أبي عبد الرحمن ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟
قال : الاستواء منه غير معقول وعلينا وعليك التسليم ) اهـ

* مامعنى الكيف في قول مالك ( والكيف منه غير معقول ) أو ( والكيف عنه مرفوع ) ... إلخ ؟ :
قبل الإجابة عن هذا السؤال لا بد من معرفة معنى الكيف في اللغة والاصطلاح :
الكيفية في اللغة :
في مختار الصحاح 1/244:
( ك ي ف :
كَيفَ اسم مبهم غير متمكن وإنما حرك آخره لالتقاء الساكنين وبني على الفتح دون الكسر لمكان الياء
- وهو للاستفهام عن الأحوال
- وقد يقع بمعنى التعجب كقوله تعالى { كيف تكفرون بالله }
- وإذا ضُمَّ إليه ما صح أن يجازى به تقول كيفما تفعل أفعل ) اهـ
وفي تاج العروس لمرتضى الزبيدي 1/6114 :
( كيف :
الكَيْفُ : القطْعُ وقد كافَه يَكِيفُه ومنه : كَيَّفَ الأَدِيمَ تَكْيِيفاً : إذا قَطَعه ...
والغالبُ فيه أَنْ يَكُونَ اسْتِفهاماً عن الأَحْوالِ إِما حَقِيقِيّاً ككَيْفَ زَيْدٌ ؟ أَو غَيْرَهُ مثل : " كَيْفَ تَكْفُرُونَ باللهِ " فإنَّهُ أُخْرِج مُخْرَجَ التَّعَجُّبِ والتّوْبِيخِ ...
ويَقَعُ خَبَراً قَبْلَ ما لا يَسْتَغْنِي عَنْه كَكَيْفَ أَنْتَ ؟ وكَيْفَ كُنْتَ ؟ . ويَكُونُ حالاً لا سُؤالَ معه كقَوْلِكَ : لأُكْرِمَنَّكَ كَيْفَ كُنْتَ أَي : عَلى أَيِّ حالٍ كُنْتَ وحالاً قَبْلَ ما يَسْتَغْنِي عَنْهُ ككَيْفَ جاءَ زَيْدٌ ؟ . ويَقَعُ مَفْعولاً مُطْلَقاً مثل : " كَيْفَ فَعَل رَبُّكَ " ) اهـ
* إذن كيف لها أربعة معاني في اللغة :
1- الاستفهام عن الأحوال , أو الحال بدون استفهام ( وهذا المعنى هو المراد فيما نحن فيه )
2- القطع . ( وهذا له تعلق بما نحن فيه )
3- التعجب
4- الجزاء

أما الكيفية فهي المصدر من كيف

ففي لسان العرب 9/312 :
( وقال ( أي الزجاج ) فـي مصدر كيف: الكَيْفِـيَّة . ) اهـ
وقال الزبيدي في تاج العروس 1/6114 :
( وأما قول شيخنا ـ ابن الشركي ـ : وينبغي أن يزيد قولهم : الكيفية أيضاً . فإِنها لا تكاد توجد في الكلام العربي. قلتُ : نَعَمْ قد ذكره الزجاج فقال : والكيفية : مصدر كيف , فتأمَّل ) اهـ
فإذا كانت الكيفية هي المصدر من كيف فمعناها إذن :
( الحالة التي عليها الشيء )
والتكييف هو جعل الشيء ذا كيفية إلا أن كيَّف مولده
ففي لسان العرب 9/312 :
( قال اللـحيانـي: هي ( يعني كيف ) مؤنثة وإِن ذكِّرت جاز، فأَما قولهم : كَيَّف الشيءَ فكلام مولَّد )

* أما الكيفية في الاصطلاح :

فقد استعمل الأئمة الكيفية في صفات الله تعالى بمَعْنيين :

الأول : بمعنى الجسمية و التشخص :

و حينئذ فالمنفي هو الكيف ذاته :

وهو المراد بقول الإمام مالك ( والكيف غير معقول ) وفي رواية ( والكيف عنه مرفوع ) يعني أن الجسمية والتشخص غير معقوله في صفات رب العالمين وهي مرفوعة عنه سبحانه

- ومن استعمالات الأئمة الكيف بمعنى الجسمية والتشخص :
* - مارواه الصابوني ص 193والبيهقي في الأسماء ص 452 والهروي في ذم الكلام ص 231 :

عن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال :
قال لي الأمير عبد الله بن طاهر ياأبا يعقوب هذا الحديث الذي تروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل ربنا كل ليلة . كيف ينزل ؟ قال قلت : أعز الله الأمير لا يقال لأمر الرب كيف إنما ينزل بلا كيف ) اهـ

*- ومن ذلك ما قاله الصابوني ص 222 :
( سمعت الأستاذ أبا منصور يقول : سئل أبو حنيفة عن حديث النزول فقال ينزل بلا كيف وقال بعضهم ينزل نزولا يليق بالربوبية بلا كيف من غير أن يكون نزولا مثل نزول الخلق بالتخلي والتملي لأنه تعالى منزه أن تكون صفاته مثل صفات الخلق ) اهـ

*- ومن ذلك ما قاله الإمام الخطابي :
( وليس قولنا إن الله على العرش أي مماس له أو متمكن فيه أو متحيز في جهة من جهاته بل هو خبر جاء به التوقيف ، فقلنا به (ونفينا عنه التكييف) إذ ( ليس كمثله شىء ) وبالله التوفيق ) انتهى
نقله عنه في الفتح 13/413

*-ومن ذلك ما قاله الإمام البغوي في شرح السنة:
( القدم والرجل المذكوران في هذا الحديث من صفات الله المنزهة عن التكييف والتشبيه وكذلك كل ما جاء من هذا القبيل في الكتاب أو السنة كاليد والأصبع والعين والمجيء والإتيان والنزول

فالإيمان بها فرض والامتناع عن الخوض فيها واجب
فالمهتدي من سلك فيها طريق التسليم والخائض فيها زائغ والمنكر معطل والمكيف مشبه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) اهـ

نقله عنه صاحب تحفة الأحوذي 7/233
*- ومن ذلك ما قاله القاضي عياض :
(ويا ليت شعري ما الذي جمع أهل السنة والحق كلهم على وجوب الامساك عن الفكر في الذات كما أمروا وسكتوا لحيرة العقل واتفقوا على تحريم التكييف والتشكيل وأن ذلك من وقوفهم وامساكهم غير شاك في الوجود والموجود وغير قادح في التوحيد بل هو حقيقته) اهـ

نقله عنه النووي في شرح مسلم 5/25
*-ومن ذلك ما قاله الحافظ ابن عساكر في تبيين كذب المفتري ص 150:
( وكذلك قالت الحشوية المشبهة أن الله سبحانه وتعالى يرى مكيفا محدودا كسائر المرئيات وقالت المعتزلة والجهمية والنجارية إنه سبحانه لا يرى بحال من الأحوال فسلك رضي الله عنه طريقة بينهما فقال يرى من غير حلول ولا حدود ولا تكييف كما يرانا هو سبحانه وتعالى وهو غير محدود ولا مكيف فكذلك نراه وهو غير محدود ولا مكيف )

ومن ذلك ما قاله الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح 3/30عن حديث النزول:
( ومنهم من أجراه على ما ورد مؤمنا به على طريق الإجمال منزها الله تعالى عن الكيفية والتشبيه وهم جمهور السلف ونقله البيهقي وغيره عن الأئمة الأربعة والسفيانين والحمادين والأوزاعي والليث وغيرهم ).اهـ

*- ومن ذلك ما قاله ابن عبد البر في التمهيد 7/144عند ذكر حديث النزول :
( وقال آخرون ينزل بذاته ... قال أبو عمر ليس هذا بشيء عند أهل الفهم من أهل السنة لأن هذا كيفية وهم يفزعون منها لأنها لا تصلح إلا فيما يحاط به عيانا وقد جل الله وتعالى عن ذلك) اه

*- ومن ذلك ما رواه الدارقطني في كتاب الصفات ص75 :
(عن الوليد بن مسلم قال : سألتْ الأوزاعي ومالك بن أنس وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي فيها الرؤية وغير ذلك، فقالوا :
أَمْضها بلا كيف ) اهـ

*- ومن ذلك قول سهل بن عبد الله التُّستري رحمه الله (ت:283هـ)
( العقل وحده لا يدل على قديم أزلي فوق عرش محدث! نَصَبه الحق دلالة وعَلَماً لنا؛ لتهتدي القلوب به إليه. ولا تتجاوزه ولم يُكَلِّف القلوب علم مَاهِيَّة هُوِيَّته، فلا كيف لاستوائه عليه، ولا يجوز أن يقال : كيف الاستواء لمن أوجد الاستواء ؟ وإنما على المؤمن الرضى والتسليم ) اهـ
نقله عنه الذهبي في السير 13/331

والثاني : الكيفية بمعنى حقيقة الصفات وكنهها
وحينئذ فالمنفي هو العلم بالكيف لا ذات الكيف لأن لذات الله وصفاته حقيقة وكنه استأثر سبحانه بعلمها , ومن ذلك قول مالك في رواية التمهيد ( وكيفيته مجهولة )
وهذه الرواية إما ان تكون صحيحة السند أو ضعيفة
فإن كانت ضعيفة فلا كلام
وإن كانت صحيحة السند فهي شاذة لمخالفتها لسائر الروايات
وإذا قيل الجمع أولى من الحكم بالشذوذ فسيكون الجمع بتعدد الواقعة وهذا بعيد , ولكن على فرض صحته فمعنى الكلمتين مختلف :
( فغير معقول ) ( ومرفوع ) يدلان على عدم الوجود
و( ومجهولة ) يدل على الوجود مع عدم العلم بها
إذن لا بد أن يكون المراد بالمنفي غير المراد بالمثبت المجهول
والامر في ذلك واضح :
فالمنفي هو الكيف بمعنى ( التشخص والتجسيم )
والمثبت المجهول هو الكيفية بمعنى ( حقيقة الذات وكنهها )

* - ومن استعمالات الأئمة الكيفية بمعنى حقيقة الصفات وكنهها :

قول ابن المديني : ( لا يقال: لم ؟ ولا كيف؟ إنما هو التصديق بها، والإيمان بها، وإن لم يُعلم تفسير الحديث ويبلغه عقله ، فقد كُفي ذلك ) اه

خرجه اللالكائي في شرح السنة 1/165
*- ومنه قول الذهبي : كما في مختصر العلو ص141 :
( وهو قول أهل السنة قاطبة : أن كيفية الاستواء لا نعقلها بل نجهلها، وأن استواءه معلوم كما أخبر في كتابه، وأنه كما يليق به . لا نتعمق ولا نتحذلق ، ولا نخوض في لوازم ذلك نفياً ولا إثباتاً، بل نسكت ونقف كما وقف السلف ) اهـ

*- ومنه قول ابن حجر رحمه الله فتح الباري 13/350:
بأن السلف ( لم يخوضوا في صفات الله لعلمهم بأنه بحث عن كيفية ما لا تعلم كيفيته بالعقل، لكون العقول لها حد تقف عنده ) اهـ

*- ومن ذلك ما رواه الصابوني في عقيدة السلف ص40 :
سئل أبو علي الحسين بن الفضل البجلي عن الاستواء وقيل له :
كيف استوى على عرشه ؟، فقال :

( أنا لا أعرف من أنباء الغيب إلاَّ مقدار ما كُشف لنا، وقد أعلمنا جلّ ذكره انَّه استوى على عرشه ولم يخبرنا كيف استوى ) اهـ

*- ومنه قول الإمام ابن خزيمة في كتاب التوحيد 1/289-290:
( نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية ، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل والله جل وعلا لم يترك ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متلكفين القول بصفته أو بصفة الكيفية إذ النبي لم يصف لنا كيفية النزول ) اهـ

* - ومنه قول القرطبي في تفسيره 7/140-141:
( ولم ينكر أحد من السلف الصالح أنه استوى على عرشه حقيقة، وخص العرش بذلك لأنه أعظم المخلوقات وإنما جهلوا كيفية الاستواء فإنه لا تعلم حقيقته ) اهـ

انتهى

يُتبع ...

عبد الله ياسين
2008-12-12, 21:45
نُكمل ...

قال الإمام قال الإمام علي بن محمد بن إبراهيم الشيحيّ علاء الدين المعروف بالخازن في " لباب التأويل في معاني التنزيل " عند تفسير قوله تعالى : [ سورة آل عمران : 17 ] : { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَ ٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } :
{ والمستغفرين بالأسحار } يعني المصلين بالسحر وهو الوقت بعد ظلمة الليل إلى طلوع الفجر، وقيل كانوا يصلون بالليل حتى إذا كان وقت السحر أخذوا في الدعاء والاستغفار فكان هذا دأبهم في ليلهم. قال نافع : كان ابن عمر يحيي الليل ثم يقول: يا نافع أسحرنا ؟ فأقول: لا فيعاود الصلاة فإذا قلت نعم قعد يستغفر ويدعو حتى يصلي الصبح.

(ق) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الأخير فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له " وفي لفظ مسلم فيقول: " أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني " الحديث وله في رواية أخرى فيقول: " هل من سائل ؟ فيعطى هل من داع فيستجاب له؟ هل من مستغفر فيغفر له حتى ينفجر الصبح ؟ "

هذا الحديث من أحاديث الصفات و للعلماء فيه و في أمثاله مذهبان معروفان :
1- مذهب السلف : الإيمان به وإجراءه على ظاهره و نفي الكيفية عنه

2- و المذهب الثاني : هو مذهب من يتأول أحاديث الصفات.

قال أبو سليمان الخطابي : إنما ينكر هذا الحديث من يقيس الأمور على ما يشاهده من النزول الذي هو نزلة من أعلى إلى أسفل، وانتقال من فوق إلى تحت و هذا صفة الأجسام و الأشباح ، فأما نزول من لا تستولي عليه صفات الأجسام فإن هذه المعاني غير متوهمة فيه، و إنما هو خبر عن قدرته ورأفته بعباده وعطفه عليهم واستجابته دعاءهم، ومغفرته لهم، يفعل ما يشاء ، لا يتوجه على صفاته كيفية ، ولا على أفعاله كمية ، سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.انتهى

و قول الإمام أبو سليمان الخطّابي ( توفي : 388 هـ ) هذا ذكره الحافظ البيهقي في كتابه الماتع "الأسماء و الصفات" صفحة 418.

و قال الحافظ البيهقي أيضًا في كتابه [ الأسماء و الصفات " ؛ المكتبة الأزهرية للتراث ؛ صفحة 419 - 420 ] :
قال أبو سليمان رحمه الله في معالم السنن : وهذا من العلم الذي أمرنا أن نؤمن بظاهره ، وأن لا نكشف عن باطنه ، وهو من جملة المتشابه الذي ذكره الله تعالى في كتابه فقال : { هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } الآية : فالمحكم منه يقع به العلم الحقيقي والعمل ، و المتشابه يقع به الإيمان و العلم الظاهر ، و يوكل باطنه إلى الله عز وجل ، وهو معنى قوله : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ } وإنما حظ الراسخين أن يقولوا آمنا به كل من عند ربنا . وكذلك ما جاء من هذا الباب في القرآن كقوله عز وجل : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلائِكَةُ وَقُضِيَ الأَمْرُ }.

وقوله : { وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } والقول في جميع ذلك عند علماء السلف هو ما قلناه ، وروي مثل ذلك عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم .

وقد زلّ بعض شيوخ أهل الحديث ممن يرجع إلى معرفته بالحديث والرجال ، فحاد عن هذه الطريقة حين روى حديث النزول ، ثم أقبل على نفسه ، فقال : إن قال قائل : كيف ينزل ربنا إلى السماء ؟ قيل له : ينزل كيف يشاء . فإن قال : هل يتحرك إذا نزل ؟ فقال : إن شاء يتحرك وإن شاء لم يتحرك . و هذا خطأ فاحش عظيم ، و الله تعالى لا يوصف بالحركة ، لأن الحركة والسكون يتعاقبان في محل واحد ، و إنما يجوز أن يوصف بالحركة من يجوز أن يوصف بالسكون ، و كلاهما من أعراض الحدث ، و أوصاف المخلوقين ، و الله تبارك وتعالى متعال عنهما ، ليس كمثله شيء .

فلو جرى هذا الشيخ على طريقة السلف الصالح ولم يدخل نفسه فيما لا يعنيه لم يكن يخرج به القول إلى مثل هذا الخطأ الفاحش .

قال : وإنما ذكرت هذا لكي يتوقى الكلام فيما كان من هذا النوع ، فإنه لا يثمر خيرا ولا يفيد رشدا ، ونسأل الله العصمة من الضلال ، والقول بما لا يجوز من الفاسد والمحال.انتهى

يُتبع ...

عبد الله ياسين
2008-12-12, 21:54
نُكمل ...

قال الإمام الإمام القرطبي المالكي عند تفسير قوله تعالى : [ سورة آل عمران : 17 ] : { ٱلصَّابِرِينَ وَٱلصَّادِقِينَ وَٱلْقَانِتِينَ وَٱلْمُنْفِقِينَ وَ ٱلْمُسْتَغْفِرِينَ بِٱلأَسْحَارِ } :
اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَى قَوْله تَعَالَى : " وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ " فَقَالَ أَنَس بْن مَالِك : هُمْ السَّائِلُونَ الْمَغْفِرَة . قَتَادَة : الْمُصَلُّونَ .

قُلْت : وَلَا تَنَاقُض , فَإِنَّهُمْ يُصَلُّونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ . وَخَصَّ السَّحَر بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ مَظَانّ الْقَبُول وَوَقْت إِجَابَة الدُّعَاء . قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى مُخْبِرًا عَنْ يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام لِبَنِيهِ : " سَوْفَ أَسْتَغْفِر لَكُمْ رَبِّي " [ يُوسُف : 98 ] : ( أَنَّهُ أَخَّرَ ذَلِكَ إِلَى السَّحَر ) خَرَّجَهُ التِّرْمِذِيّ وَسَيَأْتِي . وَسَأَلَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل ( أَيّ اللَّيْل أَسْمَع ) ؟ فَقَالَ : ( لَا أَدْرِي غَيْر أَنَّ الْعَرْش يَهْتَزّ عِنْد السَّحَر ) . يُقَال سَحَر وَسَحْر , بِفَتْحِ الْحَاء وَسُكُونهَا , وَقَالَ الزَّجَّاج : السَّحَر مِنْ حِين يُدْبِر اللَّيْل إِلَى أَنْ يَطْلُع الْفَجْر الثَّانِي , وَقَالَ اِبْن زَيْد : السَّحَر هُوَ سُدُس اللَّيْل الْآخِر .

قُلْت : أَصَحّ مِنْ هَذَا مَا رَوَى الْأَئِمَّة عَنْ أَبِي هُرَيْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَنْزِل اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إِلَى سَمَاء الدُّنْيَا كُلّ لَيْلَة حِينَ يَمْضِي ثُلُث اللَّيْل الْأَوَّل فَيَقُول أَنَا الْمَلِك أَنَا الْمَلِك مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيب لَهُ مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلنِي فَأُعْطِيه مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرنِي فَأغْفِر لَهُ فَلَا يَزَال كَذَلِكَ حَتَّى يَطْلُع الْفَجْر ) فِي رِوَايَة " حَتَّى يَنْفَجِر الصُّبْح " لَفْظ مُسْلِم . وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي تَأْوِيله ; وَ أَوْلَى مَا قِيلَ فِيهِ مَا جَاءَ فِي كِتَاب النَّسَائِيّ مُفَسَّرًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَأَبِي سَعِيد رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَا : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ يُمْهِل حَتَّى يَمْضِيَ شَطْر اللَّيْل الْأَوَّل ثُمَّ يَأْمُر مُنَادِيًا فَيَقُول هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَاب لَهُ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِر يُغْفَر لَهُ هَلْ مِنْ سَائِل يُعْطَى ) . صَحَّحَهُ أَبُو مُحَمَّد عَبْد الْحَقّ , وَهُوَ يَرْفَع الْإِشْكَال وَيُوَضِّح كُلّ اِحْتِمَال , وَأَنَّ الْأَوَّل مِنْ بَاب حَذْف الْمُضَاف , أَيْ يَنْزِل مَلَك رَبّنَا فَيَقُول . وَقَدْ رُوِيَ " يُنْزِل " بِضَمِّ الْيَاء , وَهُوَ يُبَيِّن مَا ذَكَرْنَا , وَبِاَللَّهِ تَوْفِيقنَا . وَقَدْ أَتَيْنَا عَلَى ذِكْره فِي " الْكِتَاب الْأَسْنَى فِي شَرْج أَسْمَاء اللَّه الْحُسْنَى وَصِفَاته الْعُلَى " .انتهى

يُتبع ...

عبد الله ياسين
2008-12-19, 12:07
نُكمل...

تأويل الإستواء بعلو الملك و القهر هو قول جمهرة كبيرة من فطاحل علماء الإسلام و على رأسهم شيخ المُفسرين الإمام الطبري و هو من السلف حتمًا.

قال الإمام الطبري عند تفسير سورة البقرة :
وَالْعَجَب مِمَّنْ أَنْكَرَ الْمَعْنَى الْمَفْهُوم مِنْ كَلَام الْعَرَب فِي تَأْوِيل قَوْل اللَّه : { ثُمَّ اسْتَوَى إلَى السَّمَاء } الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْعُلُوّ وَالِارْتِفَاع هَرَبًا عِنْد نَفْسه مِنْ أَنْ يُلْزِمهُ بِزَعْمِهِ إذَا تَأَوَّلَهُ بِمَعْنَاهُ الْمُفْهِم كَذَلِكَ أَنْ يَكُون إنَّمَا عَلَا وَارْتَفَعَ بَعْد أَنْ كَانَ تَحْتهَا , إلَى أَنْ تَأَوَّلَهُ بِالْمَجْهُولِ مِنْ تَأْوِيله الْمُسْتَنْكِر , ثُمَّ لَمْ يَنْجُ مِمَّا هَرَبَ مِنْهُ . فَيُقَال لَهُ : زَعَمْت أَنَّ تَأْوِيل قَوْله : { اسْتَوَى } أَقْبَلَ , أَفَكَانَ مُدْبِرًا عَنْ السَّمَاء فَأَقْبَلَ إلَيْهَا ؟ فَإِنْ زَعَمَ أَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ بِإِقْبَالِ فِعْل وَلَكِنَّهُ إقْبَال تَدْبِير , قِيلَ لَهُ : فَكَذَلِكَ فَقُلْ : عَلَا عَلَيْهَا عُلُوّ مُلْك وَ سُلْطَان لَا عُلُوّ انْتِقَال وَزَوَال.انتهى


فالإمام الطبري يُقرّر أنّ علو الله ليس بالمسافة كما يدندن أدعياء السّلفية !!! و إنّما علوّه سبحانه عبارة عن علوّ ملكه و سلطانه.

و عليه فليس الله في جهة "فوق" بمعنى "العلو الحسّي" تعالى الله عن ذالك.

يُتبع...