أبوعبد اللّه 16
2011-12-10, 00:31
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
اما بعد
اليوم و في حضوري جمعة الشيخ لزهر حفظه الله، و قبل الخطبة، قام اخ من الاخوة المعروفين، بشرح بعض كلام ابن القيم الجوزية حول اللين و الشدة في الدعوة، يعني متى نستعمل اللين و متى نستعمل الشدة
دامت حوالي 10 دقائق، لكن و الله ما شاء الله، فوائد جد قيمة ذكرها الشيخ ابن القيم الجوزية رحمه الله
و انا الان احاول ان اتذكر ما جاء من الشرح
طبعا سأضع بين ايديكم كلام الشيخ ابن القيم الجوزية، و الحمد لله عندي المكتبة الشاملة
يقول الشيخ ابن القيم الجوزية في كتابه بدائع الفوائد صفحة 652 (في الجزء الثالث)
"وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه يا أبت لم تعبد ما لايسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ولم يقل لا تعبد ثم قال يا ابت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فلم يقل له جاهل لا علم عندك بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال جاءني من العلم ما لم يأتك ثم قال فاتبعني أهدك صراطا سوايا
هذا ومثل قول موسى لفرعون وأهديك إلى ربك ثم قال يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه
وقال يمسك فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ثم ذكر العذاب ثم ذكر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار فأي خطاب ألطف وألين من هذا"
من هذه الايات، نستخلص انه على المسلم الذي يدعو الى ربه ان يعلم ان بداية الدعوة مع اي كان تكون بالرفق و اللين، كما بدأ ابراهيم دعوة ابيه، فقد بدأ بكلمة ابت، و هذا من بر الوالدين، لان مناداة الولد لابيه بإسمه من العقوق، و ابراهيم عليه السلام استعمل كلمة ابوته، لاستعطافه، و احترامه و تقديره،
ثم بين له عيوب آلهته من عدم السمع و عدم البصر، و لا تغني عنه، بطريقة سؤال، لم يقل له لا تعبد هكذا بصيغة الامر، لانه فيه اهانة، و انما ترك له المجال ليراجع نفسه بدون ان ينقص من شخصه.
ثم قال له يا ابت أني قد جاءني ما لم يأتك، لم ينفي عنه العلم، لم يقل له ليس لك علم او انت جاهل، و انما قال جاءني ما لم يأتك.
ثم قال اني اخاف عليك، بدأ ابراهيم بنفسه الخوف على ابيه، و هذا يدل على بره بوالده، كما قال تعالى"قو انفسكم و اهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة" ثم قال، يمسك، لفظ يمس اهون من كلمة نار او جحيم، لم يقل تدخل النار، قال يمسك عذاب، ثم ابراهيم اختار اسم الرحمان من اسماء الله الحسنى، الدالة على الرحمة التي وسعت كل شيء، و لم يقل الجبار و لا القهار.
كذلك موسى عليه السلام
قال ابن القيم الجوزية رحمه الله
"وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فأخرج الكلام معه مجرى السؤال والعرض لا مخرج الأمر وقال إلى أن تزكى ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء ثم قال وأهديك إلى ربك أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك وقال الى ربك استدعاء لأيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا"
لا يحتاج الى شرح
الى هنا كل الانبياء بدءو دعوتهم باللين، لكن لما ايقنوا انها لا تجدي نفعا معهم، و انهم مسّرين على شركهم و ضلالهم، ماذا فعلوا
تبرأو منهم
قال تعالى " فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم"
انظرو الى الولاء و البراء،
لما علم انه معاند للحق، و لا يريد الحق، تبرأ منه ابراهيم، المؤمن الحق لا يوالي من حاد الله و رسوله و لو كان اقرب الاقربين
ايضا ما قال موسى لما تبين ان فرعون لا يريد الحق
"وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ"
ان شاء الله تفيدكم اخواني
ان اخطأت، اصلحوا خطئي
وبارك الله فيكم
و الحمد لله رب العالمين
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
اما بعد
اليوم و في حضوري جمعة الشيخ لزهر حفظه الله، و قبل الخطبة، قام اخ من الاخوة المعروفين، بشرح بعض كلام ابن القيم الجوزية حول اللين و الشدة في الدعوة، يعني متى نستعمل اللين و متى نستعمل الشدة
دامت حوالي 10 دقائق، لكن و الله ما شاء الله، فوائد جد قيمة ذكرها الشيخ ابن القيم الجوزية رحمه الله
و انا الان احاول ان اتذكر ما جاء من الشرح
طبعا سأضع بين ايديكم كلام الشيخ ابن القيم الجوزية، و الحمد لله عندي المكتبة الشاملة
يقول الشيخ ابن القيم الجوزية في كتابه بدائع الفوائد صفحة 652 (في الجزء الثالث)
"وكذلك قول إبراهيم الخليل لأبيه يا أبت لم تعبد ما لايسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا فابتدأ خطابه بذكر أبوته الدالة على توقيره ولم يسمه باسمه ثم اخرج الكلام معه مخرج السؤال فقال لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا ولم يقل لا تعبد ثم قال يا ابت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فلم يقل له جاهل لا علم عندك بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال جاءني من العلم ما لم يأتك ثم قال فاتبعني أهدك صراطا سوايا
هذا ومثل قول موسى لفرعون وأهديك إلى ربك ثم قال يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه
وقال يمسك فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ثم ذكر العذاب ثم ذكر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار فأي خطاب ألطف وألين من هذا"
من هذه الايات، نستخلص انه على المسلم الذي يدعو الى ربه ان يعلم ان بداية الدعوة مع اي كان تكون بالرفق و اللين، كما بدأ ابراهيم دعوة ابيه، فقد بدأ بكلمة ابت، و هذا من بر الوالدين، لان مناداة الولد لابيه بإسمه من العقوق، و ابراهيم عليه السلام استعمل كلمة ابوته، لاستعطافه، و احترامه و تقديره،
ثم بين له عيوب آلهته من عدم السمع و عدم البصر، و لا تغني عنه، بطريقة سؤال، لم يقل له لا تعبد هكذا بصيغة الامر، لانه فيه اهانة، و انما ترك له المجال ليراجع نفسه بدون ان ينقص من شخصه.
ثم قال له يا ابت أني قد جاءني ما لم يأتك، لم ينفي عنه العلم، لم يقل له ليس لك علم او انت جاهل، و انما قال جاءني ما لم يأتك.
ثم قال اني اخاف عليك، بدأ ابراهيم بنفسه الخوف على ابيه، و هذا يدل على بره بوالده، كما قال تعالى"قو انفسكم و اهليكم نارا وقودها الناس و الحجارة" ثم قال، يمسك، لفظ يمس اهون من كلمة نار او جحيم، لم يقل تدخل النار، قال يمسك عذاب، ثم ابراهيم اختار اسم الرحمان من اسماء الله الحسنى، الدالة على الرحمة التي وسعت كل شيء، و لم يقل الجبار و لا القهار.
كذلك موسى عليه السلام
قال ابن القيم الجوزية رحمه الله
"وتأمل امتثال موسى لما أمر به كيف قال لفرعون هل لك إلى أن تزكى وأهديك إلى ربك فتخشى فأخرج الكلام معه مجرى السؤال والعرض لا مخرج الأمر وقال إلى أن تزكى ولم يقل إلى أن أزكيك فنسب الفعل إليه هو وذكر لفظ التزكي دون غيره لما فيه من البركة والخير والنماء ثم قال وأهديك إلى ربك أكون كالدليل بين يديك الذي يسير أمامك وقال الى ربك استدعاء لأيمانه بربه الذي خلقه ورزقه ورباه بنعمه صغيرا ويافعا وكبيرا"
لا يحتاج الى شرح
الى هنا كل الانبياء بدءو دعوتهم باللين، لكن لما ايقنوا انها لا تجدي نفعا معهم، و انهم مسّرين على شركهم و ضلالهم، ماذا فعلوا
تبرأو منهم
قال تعالى " فلما تبين له انه عدو لله تبرأ منه ان ابراهيم لاواه حليم"
انظرو الى الولاء و البراء،
لما علم انه معاند للحق، و لا يريد الحق، تبرأ منه ابراهيم، المؤمن الحق لا يوالي من حاد الله و رسوله و لو كان اقرب الاقربين
ايضا ما قال موسى لما تبين ان فرعون لا يريد الحق
"وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ"
ان شاء الله تفيدكم اخواني
ان اخطأت، اصلحوا خطئي
وبارك الله فيكم
و الحمد لله رب العالمين