عصام الجيجلي
2011-12-07, 15:30
بسم الله الرحمن الرحيم..
حيّا الله جميع الاعضاء الكرام..
هذه بعض الأسطر من خربشات قلمي أرجو أن تروق لكم..
...
اليوم سحبت مذكرتي من غبار الآرشيف من أجل معاينة أداء حرفي ككلّ مرة ..
فوجدت نفسي أمام كوارث..
أعترف أنني لم أتزوّد بما يكفي لأكون أدبيّا صاحب حرف مرموق أتحكم بناصية اللغة وأتلاعب بزمام الكلمات
والمعاني..فها أنا ذا ارسل كلمات مشوّشة نصفها صائب ونصفها الآخر معوج موغل في أخطاء املائية نحوية
وحتى تعبيرية فظيعة..
ربّما السّبب الأوّل في تقهقري عن مراتب الكتابة هو لغة أجنبية مقيتة وُصمت حياتي بها.. كانت للأسف
تخصصي.. فكنت بينها و بين الفصحى مشتتا مشوشا..كنت بينهما كمسكين قد زُفّ عنوة الى لغة يكرهها وقلبه
ينبض بحبّ أخرى..فوجدت نفسي دون وعي أحترف الخيانة مع حبّي الأول.. ولغتي الأولى التي لن أهوى
سواها..وأمّا الأخرى فلتذهب إلى الجحيم..
حرب الفرقان عام 2009 كانت سببا آخر حال بيني وبين القلم..فكلما هممت بسلّه لمساجلة الورق.. أغمدته في
رعب وخجل وشريط صور رهيبة يمر أمام ناظري..فلست أنا من يحتمي بدروع الحرف ويتوارى وراء
حصون الأقلام ومتاريس الألفاظ..لهذا كنت ألقي بدرعي على ساحات الوغى وأغادر المتاريس حافيا من دون
حروف لأسعى نحو نصر أخطه بأسجاع أفعالي لا برنين أسجاعي..
أعلنتها منذ ذلك اليوم حربا ..كفرت بالحرف ..نعم كفرت به ولم أعد يوما من حاشيته..
وأمّا اليوم..فلست أدري ماذا يحدث..لربّما هي عدوى الثورات قد طالت قلمي الكسير الخجول..فقد انتفض على غفلة مني ..وخرج عن ارادتي يكتب ويبوح بعنف.. مضى يمزق الورق ..يقطع أوصال الحروف..ويمرّغ أنوف المعاني في هواجر الصّفحات..وقبل ذلك مضى يجتاحني بفلوله ..بغرقني في أمواج حبره..فمضيت معه أكتبه ويكتبني..بل ونكتب معا بياض سنوات قد خلت..نعمرها أحلاما ..كلاما..وحتى أشعارا ..نحرقها حنيناوأشواقا..ونذيقها قهرا وبوحا..
...
اليوم..
أنا وقلمي الحبيب الخجول على وفاق..يستفيق مع استيقاظ مشاعري..وينام على دخان خمود جنوني..يتراقص
فوق بياض الورق على وقع انفعالاتي..يكتب بأمري..ويحجم بإرادتي..حتى حبره أضحى متواطئا مع همس
انفاسي..يفهم كل همسة وكل زفرة فيترجمها زخارفا على نمير الصفحات..
...
وأمّا الحرف..وما ادراك ما الحرف..
هذا الطّيف العصيّ المصعب المعاند..
لكم أرهقني بجموحه..واستنفذ صبري بعنفوانه..لطالما أفلت مني وأنا في عزّ البوح.. يمضي مغرورا أمام
عجزي يتوثب تارة وتارة يتهادى..يلتئم حينا و أحيانا اخرى يتناثر..كجروح غائرة على ظهور الصّفحات..ومع
ذلك ورغم أنني قد كفرت به يوما ..الا أنني بقيت له تلميذا مطيعا أرقب يوما أتمكن فيه من نواصيه الشامخة ..
فأروّضه واعتلي صهوته وأمضي به ..الى هناك..بعيدا إلى مربط الأدب الهادف...
.
حيّا الله جميع الاعضاء الكرام..
هذه بعض الأسطر من خربشات قلمي أرجو أن تروق لكم..
...
اليوم سحبت مذكرتي من غبار الآرشيف من أجل معاينة أداء حرفي ككلّ مرة ..
فوجدت نفسي أمام كوارث..
أعترف أنني لم أتزوّد بما يكفي لأكون أدبيّا صاحب حرف مرموق أتحكم بناصية اللغة وأتلاعب بزمام الكلمات
والمعاني..فها أنا ذا ارسل كلمات مشوّشة نصفها صائب ونصفها الآخر معوج موغل في أخطاء املائية نحوية
وحتى تعبيرية فظيعة..
ربّما السّبب الأوّل في تقهقري عن مراتب الكتابة هو لغة أجنبية مقيتة وُصمت حياتي بها.. كانت للأسف
تخصصي.. فكنت بينها و بين الفصحى مشتتا مشوشا..كنت بينهما كمسكين قد زُفّ عنوة الى لغة يكرهها وقلبه
ينبض بحبّ أخرى..فوجدت نفسي دون وعي أحترف الخيانة مع حبّي الأول.. ولغتي الأولى التي لن أهوى
سواها..وأمّا الأخرى فلتذهب إلى الجحيم..
حرب الفرقان عام 2009 كانت سببا آخر حال بيني وبين القلم..فكلما هممت بسلّه لمساجلة الورق.. أغمدته في
رعب وخجل وشريط صور رهيبة يمر أمام ناظري..فلست أنا من يحتمي بدروع الحرف ويتوارى وراء
حصون الأقلام ومتاريس الألفاظ..لهذا كنت ألقي بدرعي على ساحات الوغى وأغادر المتاريس حافيا من دون
حروف لأسعى نحو نصر أخطه بأسجاع أفعالي لا برنين أسجاعي..
أعلنتها منذ ذلك اليوم حربا ..كفرت بالحرف ..نعم كفرت به ولم أعد يوما من حاشيته..
وأمّا اليوم..فلست أدري ماذا يحدث..لربّما هي عدوى الثورات قد طالت قلمي الكسير الخجول..فقد انتفض على غفلة مني ..وخرج عن ارادتي يكتب ويبوح بعنف.. مضى يمزق الورق ..يقطع أوصال الحروف..ويمرّغ أنوف المعاني في هواجر الصّفحات..وقبل ذلك مضى يجتاحني بفلوله ..بغرقني في أمواج حبره..فمضيت معه أكتبه ويكتبني..بل ونكتب معا بياض سنوات قد خلت..نعمرها أحلاما ..كلاما..وحتى أشعارا ..نحرقها حنيناوأشواقا..ونذيقها قهرا وبوحا..
...
اليوم..
أنا وقلمي الحبيب الخجول على وفاق..يستفيق مع استيقاظ مشاعري..وينام على دخان خمود جنوني..يتراقص
فوق بياض الورق على وقع انفعالاتي..يكتب بأمري..ويحجم بإرادتي..حتى حبره أضحى متواطئا مع همس
انفاسي..يفهم كل همسة وكل زفرة فيترجمها زخارفا على نمير الصفحات..
...
وأمّا الحرف..وما ادراك ما الحرف..
هذا الطّيف العصيّ المصعب المعاند..
لكم أرهقني بجموحه..واستنفذ صبري بعنفوانه..لطالما أفلت مني وأنا في عزّ البوح.. يمضي مغرورا أمام
عجزي يتوثب تارة وتارة يتهادى..يلتئم حينا و أحيانا اخرى يتناثر..كجروح غائرة على ظهور الصّفحات..ومع
ذلك ورغم أنني قد كفرت به يوما ..الا أنني بقيت له تلميذا مطيعا أرقب يوما أتمكن فيه من نواصيه الشامخة ..
فأروّضه واعتلي صهوته وأمضي به ..الى هناك..بعيدا إلى مربط الأدب الهادف...
.