م.عبد الوهاب
2011-12-06, 17:07
كنت جالسا انظر ناحية الطريق ، و كنت أرى المارّة من الشباب و الشابّات و الشيوخ و الكهول راجلين بعضهم مسرعين و الأخر متثاقلا في المشية و كأنه ينصت لأحد يسير بجانبه .
و كلّ الذين رأيتهم إلاّ من رحم ربي يلبسون على طريقة الغرب ، سراويل ضيقة و شعورهم إلى السماء تشبه رأس الديك الرومي ، يضحكون بأعلى الأصوات و يتكلمون بغير أدب و لا احترام للناس على الطرقات و كأنهم لا يبالون ، فاحترت في أمرهم و قلت ، ألم أكن في يوم من الأيام مثل هؤلاء أمّ أنني ولدت فوجدت نفسي ملتزما بما قال الله و قال الرسول .
عجبت كل العجب من حالهم و لكن حين تفكرت حالي حمدت الله كثيرا على أن هداني إلى الصراط المستقيم و اعتدلت و استقمت و أصبحت محافظا على صلاتي و نُسٌكي و كل ما يمتّ إلى الدين بِصِلة .
ثم قلت يا حسرة على هؤلاء الشباب ، ثم تبادر الى ذهني خوفا شديد ، من حالي و احوالي الناس من حولي و أخوفُ ما خِفْتُ أن يغتروا و لا يطلبوا الهداية من الديّانِ ، أو ان يسبِقَهُمٌ الموت من التوبة و مخافة أن لا يعجلوا بها فيكون حالهم كحال من مات و هو عطشان أو مات من شدّة الجوع ولو علم بأنّ الموت حليفه لأخذ الزّاد الى القبر معه حيث يُقْبَرُ .
و يا حسرتاه على الإخوة في الدين بالفطرة و هم للموت لا يبالون و لا يتفكرون و حين يأخذهم بغتة ترى الناس لهم يحتارون ، و يحتارون آعليهم يُصلّون ام يُدفنون في غير مقابر المسلمين
كلّ هذه الأسئلة تبادرت في مخيلتي و انا على حافة الطريق انظر الى هذا الكم الهائل من إخواني العامّيين و كنت اشفق على حالهم و هم يحسبون ان التقدم و الازدهار فيما يقولون و يفعلون .
كم غاظني و هالني الأمر حين سمعت المنادي إلى الصلاة ينادي فنهضت مسرعا ذاهبا لأداء الصلاة و حين رأيت خلفي وجدتهم كما هم لا يبالون ، فأديت الفريضة وزِدْتُ و عدت لكن وجدتهم مازالوا في اللهو و اللغو و ملذات الحياة سقطوا و كم حزنت للامر و جزعتُ .
فسألت نفسي و قلتُ
هل سيعيشون الى غاية إظهار توبتهم كما تبنا و تاب الإخوة المعمّرين للمساجد في الليالي المظلمات ؟
أمّ أن الموت سيقتلعهم من أماكنهم و هم مازالوا يُمَنُّونَ أنفسهم غدا أتوب أو بعد غد أتوب حتّى قُضِيا أمر الله و كان مقضيا !
و هل سيتفكرون و هم صغارا شباب و أظهرهم لم تنحني بعدُ و سيكونون قادرين على الصلاة و النهوض في الليالي الحالكات ؟ أم سيكون حالهم كحال من أراد التوبة و الصلاة فلم يستطع النهوض حتى للوضوء و مات مدحورا محسورا يكاد الغيظ يخنقه قبل موته بلحظات !
هل كل الناس تعرف ما اعرف أم أنهم مازالوا جاهلين للحال و الأحوال التي ستصيبهم و هم في اللهو ساقطين غافلين عن التوبة و الالتحاق بركبِ الصالحين ؟
ثمّ نهضت و استقمت جالساً و قلت بعد يقين مما سأقول :
أن كل من على الأرض منذ خلق آدم إلى يوم القيّامة ، صورهم الله و أظهرهم للعالمين و قال لهمُ ألستُ بربكم ؟ و كان السؤال موجها لكل من دبّ و يدبّ و سيدبّ على الأرض فأومئوا و هزّوا و قالوا بلى ، فحقّ عليهم القول و أخذ الله عليهم الميثاق ، و عرفت بأنّ الذين رأيتهم أمام ناضري لهم ضمائر في صدورهم تؤنبهم ليل نهار و حين يضعون رؤوسهم على الوسادة طلبا للنوم يتفكرون و لكن هيهات هيهات فالشيطان ولي البعض من التائهين فينسيهم الشهادة و التوبة إلى حين ثم حين ثم حين فيغرّر بهم فيقولون غداً و بعدَ غدٍ و يا ليتهم يعيشون لذلك اليوم حتّى ولو كانوا شيوخا و كهولا فحين يتوبون ، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و رفعوا أيدهم إلى الله متضرعين طالبين الغفران .
فالله بعباده رءوف رحيم و لن تجد أو لن تتخيل في الوجود أن كائناً من كان تجده أرئفُ بالعباد من الله جلّ جلاله فهو رحيم غفور و لطيف بعباده المؤمنين و كل من تاب توبة نصوحة في هذا الوجود إلاّ ووضع الله له محطات تنقية ينقي فيها جسده من الخطايا فحين يلقى الله يلقاه نقيا طاهرا من الذنوب المعاصي
فوضع الله له خمس صلوات في اليوم و كل صلاة تمحوا الخطايا الى غاية الصلاة الأخرى و هكذا من غير انقطاع فإذا صليت الظهر و أخطأت فسيمحى الخطأ في الصلاة الموالية و هي العصر و هكذا .
ووضع الله صلاة الجمعة و هي كفارة لما بينها فمن الجمعة الى الجمعة مما يعني على مدى 07 أيام بإذنه تعالى .
ووضع الله أيام بيض في كل شهر من شهور السنة
ووضع الله عزّ وجل أياما كيوم عرفة الذي يُكفّرُ السنة الماضية و الآتية بإذنه تعالى و هذه تمحوا كل خطيئة ارتكبها الإنسان ما عدى الكبائر تبقى بينك و بين الله إن شاء عذّب و إن شاء غفر إلا أن يّشرك به فاحذروا الشرك و هو أنواع متعددة و كثيرة مسالكه و هي سهلة الى درجة لا تُعرف بانها شِرك ، و يوم كيوم عاشوراء و هذا اليوم يحتسبُ أن يغفر السنة بإذن الله .
ووضع الله عزّ وجل شهر خيرا من الشهور و هو رمضان في صومه و قيّامه ثم تليه 06 أيام من شوال فيكون صياما كصيام الدهر و هي السنة و تخيل أيها المسلم انك تصوم سنة كاملة بصومك لشهر واحد ثم تليه بـ 06 أيام و انظر جزاء الصوم لليوم الواحد و مغفرة الله لعباده الصائمين وماذا اعدّ لهم في يوم اللقاء من نعيم .
ووضع الله عزّ وجل ليلة في شهر رمضان هي خير من 1000 شهر يعني ليلة واحدة تعدّ بأربعة و ثمانون سنة 84 سنة و انظر الفارق أيها المسلم المؤمن بالله و اليوم الأخر.
ووضع الله حجاً للبيت و هو مرّة واحدة في العمر فيكون الحاج الى بيت الله كيوم ولدته أمه بدون خطايا
فكيف سيلقى العابر عبر هذه المحطات الله يوم لقاءه يا ترى ؟
و الآن أيها الأحبة في الله كم من محطة عليها مررنا في السنة الواحدة فقط ، و كونوا على يقين بان السنة ستتكرر و فيها كل المحطات التي ذكرنا فإن كان خطأ أو زلة لسان فأول محطة تمرّ بها ستمحوها و تستبدل بالحسنات و لكن من سيضمن لنا بلوغ تلك المحطات في السنة الأخرى يا ترى ؟ و على هذا أحبتي في الله يجب أن يحافظ العابر عبر هذه المحطات على حسن الخاتمة و يكافح في ذلك و على ان تكون خاتمته حسنة في مسجد من مساجد الله أو صوما من صيام احد الايام او ما يليها أو بعدها عن حسن طيبة الكلام و ستكون النهاية سعيدة بإذن الرحمن .
ففي هذه السنة و الحمد لله صمنا رمضان كله و ستّة أيام من شوال فكأنما صمنا الدهر كله ، و صمنا عرفة و عاشوراء و البعض من الأيام البيض فنحتسب على الله ان تُغفر لنا ذنوبنا في هذه السنة و الحمد لله و لكن من يضمن لك أيها المسلم الذي لم تتب بعدُ السنة الحالية و السنة التالية إن لم تسارع بالتوبة إلى الله فيكون نصيبك أوفر بان تفوز بالمغفرة و الرحمة و العتق من النار و أن تُحرق ذنوبك كما تحرق النار الأعشاب الضارة ، سارعوا أيها المسلمين إلى التوبة و المغفرة من ربّ السموات و الأرض.
ما رأيكم فيمن ستجدونه في الشارع يسير بكبرياء و يلبس لباسا ضيقا غير محتشم و الأذان يؤذن و هو مسرور متبختر ، و لم يتب بعد ؟ ماذا ستقولون أيها الإخوة و الأخوات (طبعا الأخُ للأخِ و الأختُ للأخت ) لو سنحت لكم الفرصة مع هذا الرجل الشابّ أو هذه المرأة ؟ بما ستنصحونه بارك الله فيكم
تمّ بإذن الله ما كتبت أعلاه في يوم 06/12/2011
بقلم م. عبد الوهاب
و كلّ الذين رأيتهم إلاّ من رحم ربي يلبسون على طريقة الغرب ، سراويل ضيقة و شعورهم إلى السماء تشبه رأس الديك الرومي ، يضحكون بأعلى الأصوات و يتكلمون بغير أدب و لا احترام للناس على الطرقات و كأنهم لا يبالون ، فاحترت في أمرهم و قلت ، ألم أكن في يوم من الأيام مثل هؤلاء أمّ أنني ولدت فوجدت نفسي ملتزما بما قال الله و قال الرسول .
عجبت كل العجب من حالهم و لكن حين تفكرت حالي حمدت الله كثيرا على أن هداني إلى الصراط المستقيم و اعتدلت و استقمت و أصبحت محافظا على صلاتي و نُسٌكي و كل ما يمتّ إلى الدين بِصِلة .
ثم قلت يا حسرة على هؤلاء الشباب ، ثم تبادر الى ذهني خوفا شديد ، من حالي و احوالي الناس من حولي و أخوفُ ما خِفْتُ أن يغتروا و لا يطلبوا الهداية من الديّانِ ، أو ان يسبِقَهُمٌ الموت من التوبة و مخافة أن لا يعجلوا بها فيكون حالهم كحال من مات و هو عطشان أو مات من شدّة الجوع ولو علم بأنّ الموت حليفه لأخذ الزّاد الى القبر معه حيث يُقْبَرُ .
و يا حسرتاه على الإخوة في الدين بالفطرة و هم للموت لا يبالون و لا يتفكرون و حين يأخذهم بغتة ترى الناس لهم يحتارون ، و يحتارون آعليهم يُصلّون ام يُدفنون في غير مقابر المسلمين
كلّ هذه الأسئلة تبادرت في مخيلتي و انا على حافة الطريق انظر الى هذا الكم الهائل من إخواني العامّيين و كنت اشفق على حالهم و هم يحسبون ان التقدم و الازدهار فيما يقولون و يفعلون .
كم غاظني و هالني الأمر حين سمعت المنادي إلى الصلاة ينادي فنهضت مسرعا ذاهبا لأداء الصلاة و حين رأيت خلفي وجدتهم كما هم لا يبالون ، فأديت الفريضة وزِدْتُ و عدت لكن وجدتهم مازالوا في اللهو و اللغو و ملذات الحياة سقطوا و كم حزنت للامر و جزعتُ .
فسألت نفسي و قلتُ
هل سيعيشون الى غاية إظهار توبتهم كما تبنا و تاب الإخوة المعمّرين للمساجد في الليالي المظلمات ؟
أمّ أن الموت سيقتلعهم من أماكنهم و هم مازالوا يُمَنُّونَ أنفسهم غدا أتوب أو بعد غد أتوب حتّى قُضِيا أمر الله و كان مقضيا !
و هل سيتفكرون و هم صغارا شباب و أظهرهم لم تنحني بعدُ و سيكونون قادرين على الصلاة و النهوض في الليالي الحالكات ؟ أم سيكون حالهم كحال من أراد التوبة و الصلاة فلم يستطع النهوض حتى للوضوء و مات مدحورا محسورا يكاد الغيظ يخنقه قبل موته بلحظات !
هل كل الناس تعرف ما اعرف أم أنهم مازالوا جاهلين للحال و الأحوال التي ستصيبهم و هم في اللهو ساقطين غافلين عن التوبة و الالتحاق بركبِ الصالحين ؟
ثمّ نهضت و استقمت جالساً و قلت بعد يقين مما سأقول :
أن كل من على الأرض منذ خلق آدم إلى يوم القيّامة ، صورهم الله و أظهرهم للعالمين و قال لهمُ ألستُ بربكم ؟ و كان السؤال موجها لكل من دبّ و يدبّ و سيدبّ على الأرض فأومئوا و هزّوا و قالوا بلى ، فحقّ عليهم القول و أخذ الله عليهم الميثاق ، و عرفت بأنّ الذين رأيتهم أمام ناضري لهم ضمائر في صدورهم تؤنبهم ليل نهار و حين يضعون رؤوسهم على الوسادة طلبا للنوم يتفكرون و لكن هيهات هيهات فالشيطان ولي البعض من التائهين فينسيهم الشهادة و التوبة إلى حين ثم حين ثم حين فيغرّر بهم فيقولون غداً و بعدَ غدٍ و يا ليتهم يعيشون لذلك اليوم حتّى ولو كانوا شيوخا و كهولا فحين يتوبون ، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له ، و رفعوا أيدهم إلى الله متضرعين طالبين الغفران .
فالله بعباده رءوف رحيم و لن تجد أو لن تتخيل في الوجود أن كائناً من كان تجده أرئفُ بالعباد من الله جلّ جلاله فهو رحيم غفور و لطيف بعباده المؤمنين و كل من تاب توبة نصوحة في هذا الوجود إلاّ ووضع الله له محطات تنقية ينقي فيها جسده من الخطايا فحين يلقى الله يلقاه نقيا طاهرا من الذنوب المعاصي
فوضع الله له خمس صلوات في اليوم و كل صلاة تمحوا الخطايا الى غاية الصلاة الأخرى و هكذا من غير انقطاع فإذا صليت الظهر و أخطأت فسيمحى الخطأ في الصلاة الموالية و هي العصر و هكذا .
ووضع الله صلاة الجمعة و هي كفارة لما بينها فمن الجمعة الى الجمعة مما يعني على مدى 07 أيام بإذنه تعالى .
ووضع الله أيام بيض في كل شهر من شهور السنة
ووضع الله عزّ وجل أياما كيوم عرفة الذي يُكفّرُ السنة الماضية و الآتية بإذنه تعالى و هذه تمحوا كل خطيئة ارتكبها الإنسان ما عدى الكبائر تبقى بينك و بين الله إن شاء عذّب و إن شاء غفر إلا أن يّشرك به فاحذروا الشرك و هو أنواع متعددة و كثيرة مسالكه و هي سهلة الى درجة لا تُعرف بانها شِرك ، و يوم كيوم عاشوراء و هذا اليوم يحتسبُ أن يغفر السنة بإذن الله .
ووضع الله عزّ وجل شهر خيرا من الشهور و هو رمضان في صومه و قيّامه ثم تليه 06 أيام من شوال فيكون صياما كصيام الدهر و هي السنة و تخيل أيها المسلم انك تصوم سنة كاملة بصومك لشهر واحد ثم تليه بـ 06 أيام و انظر جزاء الصوم لليوم الواحد و مغفرة الله لعباده الصائمين وماذا اعدّ لهم في يوم اللقاء من نعيم .
ووضع الله عزّ وجل ليلة في شهر رمضان هي خير من 1000 شهر يعني ليلة واحدة تعدّ بأربعة و ثمانون سنة 84 سنة و انظر الفارق أيها المسلم المؤمن بالله و اليوم الأخر.
ووضع الله حجاً للبيت و هو مرّة واحدة في العمر فيكون الحاج الى بيت الله كيوم ولدته أمه بدون خطايا
فكيف سيلقى العابر عبر هذه المحطات الله يوم لقاءه يا ترى ؟
و الآن أيها الأحبة في الله كم من محطة عليها مررنا في السنة الواحدة فقط ، و كونوا على يقين بان السنة ستتكرر و فيها كل المحطات التي ذكرنا فإن كان خطأ أو زلة لسان فأول محطة تمرّ بها ستمحوها و تستبدل بالحسنات و لكن من سيضمن لنا بلوغ تلك المحطات في السنة الأخرى يا ترى ؟ و على هذا أحبتي في الله يجب أن يحافظ العابر عبر هذه المحطات على حسن الخاتمة و يكافح في ذلك و على ان تكون خاتمته حسنة في مسجد من مساجد الله أو صوما من صيام احد الايام او ما يليها أو بعدها عن حسن طيبة الكلام و ستكون النهاية سعيدة بإذن الرحمن .
ففي هذه السنة و الحمد لله صمنا رمضان كله و ستّة أيام من شوال فكأنما صمنا الدهر كله ، و صمنا عرفة و عاشوراء و البعض من الأيام البيض فنحتسب على الله ان تُغفر لنا ذنوبنا في هذه السنة و الحمد لله و لكن من يضمن لك أيها المسلم الذي لم تتب بعدُ السنة الحالية و السنة التالية إن لم تسارع بالتوبة إلى الله فيكون نصيبك أوفر بان تفوز بالمغفرة و الرحمة و العتق من النار و أن تُحرق ذنوبك كما تحرق النار الأعشاب الضارة ، سارعوا أيها المسلمين إلى التوبة و المغفرة من ربّ السموات و الأرض.
ما رأيكم فيمن ستجدونه في الشارع يسير بكبرياء و يلبس لباسا ضيقا غير محتشم و الأذان يؤذن و هو مسرور متبختر ، و لم يتب بعد ؟ ماذا ستقولون أيها الإخوة و الأخوات (طبعا الأخُ للأخِ و الأختُ للأخت ) لو سنحت لكم الفرصة مع هذا الرجل الشابّ أو هذه المرأة ؟ بما ستنصحونه بارك الله فيكم
تمّ بإذن الله ما كتبت أعلاه في يوم 06/12/2011
بقلم م. عبد الوهاب