مشاهدة النسخة كاملة : فائدة مهمة في فقه الخلاف
01 algeroi
2008-12-02, 20:41
يقول العلامة ابن رجب رحمه الله : (( ولما كثر اختلاف الناس في مسائل الدين ، وكثر تفرقهم ، كثر بسبب ذلك تباغضهم وتلاعنهم ، وكل منهم يظهر أنه يبغض لله ، وقد يكون في نفس الأمر معذوراً ، وقد لا يكون معذوراً ، بل يكون متبعاً لهواه مقصراً في البحث عن معرفة ما يبغض عليه ، فإن كثيراً من البغض إنما يقع لمخالفة متبوع يظن أنه لا يقول إلا الحق ، وهذا الظن خطأ قطعاً ، وإن أريد أنه لا يقول إلا الحق فيما خولف فيه . وهذا الظن قد يخطئ ويصيب . وقد يكون الحامل على الميل إليه مجرّد الهوى والألفة، أو العبادة، وكل هذا يقدح في أن يكون هذا البغض لله .فالواجب على المؤمن أن ينصح لنفسه ، ويتحرز في هذا غاية التحرز . وما أشكل منه فلا يدخل نفسه فيه خشية أن يقع فيما نهى عنه من البغض المحرّم. وههنا أمر خفي ينبغي التفطن له، وهو أن كثيراً من أئمة الدين قد يقول قولاً مرجوحاً ، ويكون مجتهداً فيه مأجوراً على اجتهاده فيه . موضوعاً عنه خطؤه فيه، ولا يكون المنتصر لمقالته تلك بمنزلته في هذه الدرجة ، لأنه قد لا ينتصر لهذا القول إلا لكون متبوعه قد قاله ، بحيث لو أنه قد قاله غيره من أئمة الدين لما قبله ، ولا انتصر له، ولا والى من يوافقه ، ولا عادى من يخالفه ، ولا هو مع هذا يظن أنه إنما انتصر للحق بمنزلة متبوعه . وليس كذلك ، فإن متبوعه إنما كان قصده الانتصار للحق، وإن أخطأ في اجتهاده . وأما هذا التابع فقد شاب انتصاره لما يظنه أنه الحق، إرادة علو متبوعه ، وظهور كلمته ، وأنه لا ينسب إلى الخطأ ، وهذه دسيسة تقدح في قصده الانتصار للحق ، فافهم هذا فإنه مهم عظيم ))
oumyahia
2008-12-03, 10:54
السلام عليكم
ماشاء الله فهمنا .
بارك الله فيك ، أكيد أن العالم مأجور في اجتهاده ولكن على الإنسان أن يتبّع الدليل والحق ولو خالف ذلك قول من يتبّع من العلماء .
01 algeroi
2008-12-03, 14:44
السلام عليكم
ماشاء الله فهمنا .
بارك الله فيك ، أكيد أن العالم مأجور في اجتهاده ولكن على الإنسان أن يتبّع الدليل والحق ولو خالف ذلك قول من يتبّع من العلماء .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيتي خيرا ولك هدية من درر العلامة الامام عبد الحميد ابن باديس اذ يقول رحمه الله:
«كما أُدخِلت على مذهب أهل العلم بدعة التقليد العامّ الجامد التي أماتت الأفكار، وحالت بين طلاّب العلم وبين السنّة والكتاب، وصيّرتها -في زعم قومٍ- غير محتاج إليهما من نهاية القرن الرابع إلى قيام الساعة، لا في فقه ولا في استنباط ولا تشريع، استغناءً عنهما زعموا بكتب الفروع من المتون والمختصرات، فأعرض الطلاّب عن التفقّه في الكتاب والسنّة وكتب الأئمّة، وصارت معانيها الظاهرة، بَلْهَ الخفية مجهولة حتى عند كبار المتصدّرين»(٢- بسم الله الرحمن الرحيم)۲- الآثار (5/38).
01 algeroi
2008-12-03, 14:50
يقول العلامة الشاطبي رحمه الله
(( وقد زاد هذا الأمر على قدر الكفاية ، حتى صار الخلاف في المسائل معدوداً في حجج الإباحة ... فربما وقع الإفتاء في المسألة بالمنع ، فيقال : لِمَ تمنع ؟ والمسألة مختلف فيها ، فيجعل الخلاف حجة في الجواز لمجرد كونها مختلفاً فيها ))( انظر : الموافقات 4 / 141 ) .
ويقول : (( ويقول - أي المخالف - : إن الاختلاف رحمة وربما صرّح صاحب هذا القول بالتشنيع على من لازم القول المشهور ، أو الموافق للدليل أو الراجح عند أهل النظر ، والذي عليه أكثر المسلمين ، ويقول له : لقد حجَّرت واسعاً ، وملت بالناس إلى الحرج، وما في الدين من حرج، وما أشبه ذلك ))(انظر : نفس المرجع 4 / 142 ) .
ويقول : (( الورع قلَّ ، بل كاد يعدم ، والتحفظ على الديانات كذلك ، وكثرت الشهوات ، وكثر من يدعي العلم ، ويتجاسر على الفتوى فيه ))( ( ) انظر : نفس المرجع 4 / 146 ) .
وقال : (( صار كثير من مقلدة الفقهاء يفتي قريبه ، أو صديقه بما لا يفتى به غيره من الأقوال اتباعاً لغرضه وشهوته ..... ولقد وجد هذا في الأزمنة السالفة فضلاً عن زماننا ، كما وجد فيه تتبع رخص المذاهب اتباعاً لشهوته ))( انظر : نفس المرجع 4 / 35)
عن كتاب الترخُّص بمسائل الخلاف للدكتور خالد العروسي
oumyahia
2008-12-03, 16:24
السلام عليكم
جزيت خيرا أخي الكريم على ما قدمت ، ماشاء الله كلام مختصر ولكن مفيد بإذن الله وثمين .
نسأل الله أن يهدينا ويبصّرنا بالحقّ ويرزقنا اتّباعه ويعلّمنا ماجهلنا
ونعوذ به من الهوى والإبتداع .
مهاجر إلى الله
2008-12-03, 17:03
بارك الله فيك اخي الكريم
على ما أفدتنا به من درر
وقلّ من يسلم من التعصب والتقليد الاعمى لكثير من المتبوعين اتباعهم لهم حذو القذة بالقذة فلا يرفع رأسا لما يعرض عليه من الكتاب والسنة أو أقوال سلف تقدموه
فالله المستعان
01 algeroi
2008-12-03, 18:17
أم يحيى ;مهاجر الى الله) أخوي الكريمين بارك الله فيكما ونفع بكما وجمعني وإياكما في جنات النعيم .. يتبع
يقول العلامة الفقيه ابن رشد المالكي رحمه الله في بيان ان ليس كل من
افتى يعد فقيها (2 / 160 - 161) :
" فإن هذا الكتاب إنما وضعناه ليبلغ به المجتهد في هذه الصناعة رتبة الاجتهاد إذا حصل ما يجب له أن يحصل قبله من القدر الكافي له في علم النحو واللغة وصناعة أصول الفقه ، ويكفي من ذلك ما هو مساو لجرم هذا الكتاب أو أقل ، وبهذه الرتبة يسمى فقيهاً لا بحفظ مسائل الفقه ولو بلغت في العدد أقصى ما يمكن أن يحفظه انسان كما نجد متفقهة زماننا ، يظنون أن الأفقه هو الذي حفظ مسائل أكثر ، وهؤلاء عرض لهم شبيه ما يعرض لمن ظن أن الخفاف هو الذي عنده خفاف كثيرة لا الذي يقدر على عملها ! ومن البين أن الذي عنده خفاف كثيرة سيأتيه انسان بقدم لا يجد في خفافه ما يصلح لقدمه فيلجأ الى صانع الخفاف ضرورة ، وهو الذي يصنع لكل قدم خفاً يوافقه ، فهذا هو مثال أكثر المتفقهة في هذا الوقت ".
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir