ليتيم مراد
2008-12-02, 15:36
بهذا العنوان
فضيحة صديق المطران الأردني الذي يمثل دور المسلم عند الضرورة
فتح فارس الدعوة وتلميذ ديدات والسيف القاطع للألسن دعاة التنصير مقاله في جزئه الأول تحدث الأخ والأستاذ عصام عن حيلتين استعملهما المغلوب بدر إلا أنني سأركز على الحيلة الثانية وهي الأهم في موضوعنا ( ولمتابعة الموضوع كاملا إضغط هنا (http://http://deedat.wordpress.com/2008/12/02/%d9%81%d8%b6%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d9%85%d8%ab%d9%84-%d8%af/))
وبعد سقوط ورقة التوت كاملة عن عورة الناطق الاعلامي باسم «غالب بدر» ومن ينشر له أخباره في موقعهم الإعلامي الأكبر في المنطقة، احتال المطران الحيران بحيلة أخرى و «استعان بصديق» على طريقة برنامج «من سيربح المليون» بعد انكشاف استعانته بذلك الصحافي المرتزق من نصارى الأردن العاملين معه.
وقد قرر هذا «الصديق» الوفي لرئيس أساقفة الجزائر الجديد اقتحام مدونتي هذه وترك تعليق مطول وجهه لشخصي. و قبل أن أكشف بالدليل والبرهان والتسجيلات الصوتية عن هوية هذا «الصديق» المخلص للمطران الأردني حيث قمة التشويق والاثارة في التدوينة القادمة بإذنها تعالى، أنشر تعليقه كاملاً كما وصلني كالتالي [ما هو باللون الأزرق الداكن فهو كلام صديق المطران وأما ما جعل باللون الأحمر الداكن فهو كلامي]، إذ كتب يقول تحت اسم «سالم عودة»:
حضرة السيد عصام رئيس تحرير الموقع، أستغرب كثيرا أنه يوجد في عالمنا الحالي وفي القرن الواحد والعشرين أناسا مثلك يقطر كلامهم سما ويحرضون على العنف…
«أول القصيدة كفر» كما يقال، وسيل من كيل للتهم والطعون في شخصي عوضاً عن الرد على ما أدليت به للصحيفة الجزائرية في اللقاء المطول ولكنها حيلة المنصرين المعروفة وديباجة آلة البروباجندا التنصيرية على طول الخط. يتهمني بالتحريض على العنف ولم يستشهد من كلامي ولا من بياناتي المنشورة هنا لكي يستدل منه على ما يدعي ويزعم هداه الله فأين التحريض على العنف يا هذا وأنا أدعو مطرانكم للحوار وإلا فمنذ متى صار الحوار عنفاً؟؟
وكأنه لم يتعظ من محاولة سابقه الكويتب «مالك نصراوين»، لجأ المدعو «سالم عودة» إلى المزايدة على محبتي وتقديري للشعب الجزائري الشقيق فأضاف في مطلع كلامه أن «أناسا مثلي» يؤثرون على سمعة الجزائر إذ يقول:
… مما يؤثر على سمعة بلد المليون شهيد، وبمثل هذه التفاهات سيبقى الجزائر ممزقا ومنزوفا…
أين الرد على ما أدليت به للصحيفة؟ رد صديق المطران الحميم بقوله عنها أنها: «تفاهات»!! وكفى المصلوب النصارى شر الرد المنهجي والموضوعي إلا من هكذا ردود تذكرني بمقولة «حامض يا عنب» من قصة الثعلب والعنب لما عجز عن الارتقاء لمستوى الكرمة فخشي الوقوع في الحرج أمام بقية حيوانات الغابة فقال منتقصاً من العنب للتغطية على عجزه وخيبته: «حامض يا عنب»، وهذا أفضل رد عندي على قوله «تفاهات». ثم يلجأ للتهويل والمبالغة مشيراً إلى شخصي بقوله:
ويعرّض [يقصدني] كافة المسلمين والعرب في العالم للمضايقات التي يواجهونها حاليا. لا تفكر بان كتاباتك لا تصل للآخرين.
بعيداً عن هذا التضخيم للأمور أشكر صديق المطران على اعترافه بأن كتاباتي هنا في هذه المدونة تصل للآخرين إلى درجة يقول أنها تعرض كافة المسلمين والعرب في العالم بأسره للمضايقات التي يواجهونها حالياً. فتش عن «مدونة التنصير خلف صفيح ساخن» في أحداث الباكستان ومومباي وهزيمة «جون مكين» وأزمة الاقتصاد العالمي الخ الخ. وعجبي!! ثم يضيف:
أن جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أفتتح هذا الشهر منتدى الأديان للتقارب والتسامح وذلك لكي يساعد جميع المغتربين في حياتهم.
المنتدى الذي تشير إليه هو للحوار أولاً، فيالتكم تأتون للحوار المفتوح والمباشر الصريح بداية قبل التشدق بالحوار ومنتدياته نفاقاً ورياء وتصنعاً ومداهنة ثم لا حوار. وبامكانك مخاطبة الديوان الملكي السعودي فيما يتعلق بشأن الملك عبدالله بن العزيز، ولا أدري ما هو مرادك من اقحام اسم الملك في سياق ردك هذا؟ فلو لم أكن من أبناء بلاد الحرمين هل كنت سشتير إلى «خادم الحرمين الشريفين»؟! بماذا كنت سترد علي لو كنت من سلطنة عمان أو دولة جيبوتي مثلاً؟ ثم يقول «سالم عودة»:
أن هجومك الغير مبرر على سيادة المطران غالب بدر ليس ما يبرره أو لأنه من أصل عربي أو ماذا. فالمطارنة في الجزائر كانوا واستمروا حتى قبل ولادتك وحتى الآن ماذا حصل لك؟؟؟
الآن يصف كلامي بهجوم غير مبرر ثم يفترض أنني أهاجم المطران لأصله العربي الذي يتباهون به وكأنه لم يوجد خونة من العرب للعروبة وللإسلام ومن أبناء جلدتنا نحن؟! أو كأنه أكثر عروبة من القرشيين الجاهليين من الذين ناصبوا الدعوة الإسلامية العداء، وهم من سادة القبائل العربية كافة بلا منازع قبل وبعد الإسلام. هل صار «غالب بدر» عربياً أكثر عروبة من أبناء الجزيرة العربية أنفسهم والحجاز يا هذا؟ اعرف قدر قسيسكم يا «سالم عودة» ولا ترفعه فوق منزلته من جهة التفاخر بالأحساب والأنساب، لأنني لو كنت سأخاطبك بمفرداتها الجاهلية لما أبقيت لك ما تفاخرون به في هذا المضمار يا نصارى المنطقة وإلا فإن العرب نسّابة، فأخرج لنا شجرة عائلة آل بدر الأردنية وإلى أي فخذ من بطون القبائل العربية الأصيلة تنتمون؟!
لكن هوّن عليك لأنني لن أطالبك بما تفتخر به علينا منتفشاً كالطاووس لأن العروبة بعد الإسلام قد صارت عروبة اللسان والثقافة وليست عروبة الدم، فكل من تكلم العربية فهو عربي ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. لكن لا تبالغ في الزهو بلسانك العربي على العرب الأقحاح وأعرف لنفسك قدرها وحجمها أنت ومطرانك. وإن لم تتعلموا الأدب في حضرة أصل العرب علموكم الأدب والتواضع صاغرين.
وفي الفقرة التالية يتصنع المدعو «سالم عودة» الاسلام ويلبس لقراء المدونة زي المسلمين وهو النصراني الأردني القح ليكتب التالي في معرض تعليقه في المدونة:
أن النبي الكريم (صلعم) [هكذا كتبها والصحيح أن تكتب صلى الله عليه وسلم] قال لنا [ليوهم القراء أنه من المسلمين] بان أقربقم [الصحيح أقربكم] عند الله أتقاكم وليس من يشتم رجال الدين الأجلاء مسلمين ومسيحيين.
أولا هذه آية من كتاب الله يا ضيفنا النصراني المتظاهر بالاسلام وليست حديثا شريفاً حتى تنسبه للرسول الكريم. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرا
ويضيف صديق «غالب بدر» موجهاً كلامه لي:
تطالب كثيرا المطران الجليل بالمناظرة على ماذا ستناظر؟
لقد ذكرت موضوعات الحوار الذي دعوته إليه أو المناظرة أو النقاش في اللقاء المنشور مع صحيفة الشروق اليومي الجزائرية وأحيلك إليه وليتك تقرأه بعناية. ثم يضيف معترضاً على الدعوة للمناظرة والحوار من أساسها ظناً منه أنني طلبت من المطران الأردني حواراً في المسائل الدينية الشائكة بين الإسلام والنصرانية وأنا لم أطلب الدخول في هذه الموضوعات مع «غالب بدر» مع أنه لو دعاني لها لأجبته مرحباً. ولذا فلا حاجة لـ «سالم عودة» كي يعاود الاحتجاج علي بالقرآن الكريم ويخطيء مرة آخرى وهو يظن الآية الكريمة حديثاً شريفاً حيث يقول:
لكم دينسي [دينيُ] ولكم دينكم، هذا ما علمنا [مرة أخرى يوهم القراء أنه من المسلمين] به رسول الله (صلعم) [صلى الله عليه وسلم وليس صلعم] والأجداد منذ صغرنا لكي نعيش متآلفين محبين لبعضنا البعض.
{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (6) سورة الكافرون. الرجاء الانتباه يا ضيفنا النصراني عند الاستشهاد بنصوص الكتاب العزيز وتوخي الدقة أمام المسلمين ولا عذر لك خصوصاً وأنت تضع نفسك وسطهم وكأنك صرت منهم بل وكأنك مسلم صحيح الإيمان والإسلام أكثر من غيرك وعجبي!! ثم يقول محتجاً:
لماذا تفرح وتزغرد عندما يتحول مسيحي للدين الأسلامي وتغضب عندما يتحول المسلم للدين المسيحي. أن من يريد أن يتبع أي دين فله الحرية التامة لأن الله خلقه بعقل لا تستطيع أي قوة في الدنيا أن نعلم بماذا يفكر.
بهذه العبارة فإن الضيف النصراني والصديق الحميم للمطران الأردني يكون قد أوقعه في الحرج وورطه من حيث أراد انقاذه كالذي أراد النجاة لصاحبه من حية تسعى على صدره لما كان الأخير مستلقيا في سبات عميق فأخذ الأول صخرة ضخمة وألقاها على جسد رفيقه حتى يقتل الأفعى فقتل صديقه معها. هل اعتبر كلام «سالم عودة» – الذي جاء هنا في صيغة سؤال استنكاري – اعترافاً ضمنياً على صاحبه «غالب بدر» بأنه استهدف ويستهدف المسلمين بردتهم عن دينهم وجعلهم يعتنقون الإسلام من باب ما يسميه بـ «الحرية التامة»؟
وهل «سالم عودة» شخصياً مؤيد لتنصير المسلمين في الوقت الذي ينفي فيه «مالك نصراوين» في تعليقه المشار إليه تورط رئيس أساقفة الجزائر في تنصير مسلم أردني واحد؟ تأمل الآن في تخبط المواقف والردود بين كويتب المطران الإعلامي وصديقه الشخصي وعلى قول المثل المصري: «ما شفناهم يسرقوا، سمعناهم لما اختلفوا!».
لن أخوض الآن في الرد المؤصل شرعاً وبالدليل والبرهان على ما يسميه المنصرون اليوم بـ «حق الارتداد عن الاسلام». فهذا له وقته ولكني ما زلت أتمنى مناقشة من يثير هذه المسائل من أذناب الفاتيكان وبقية المنصرين في الساحات الفعلية للنقاش وفي ميادين الحوار المفتوحة فهل يفعلون؟ ثم يقول صديق المطران كأنه يرجوني:
أترك المطران غالب بدر لكي ينعم في بلادكم كعربي محب لكم ترك أهله واصدقائه لكي يعيش معكم و معروف عن العرب كرم الضيافة ورعايته وليس السباب عليه وشتمه.
إذا صدر مني سباب وشتم على المطران كما تقول فإني مستعد للاعتذار عنه لـ «غالب بدر» عند بدء الحوار والمناظرة إ استجاب مشكوراً للدعوة، لكن لا تعاود التباهي بانتسابه للعروبة مع تجاهل تاريخ مطرانك الأسود في التنصير واستهداف المسلمين وارجع إلى بياناتي وما تضمنته وإلى لقاء صحيفة الشروق اليومي الجزائري وطالبه بالرد لو كنتم على ذلك تقدرون.
أما «استرحامك» الذي ترفعه لي في هذا التعليق أو لنقل «العريضة» وكأنك تستجديني نيابة عن رئيس أساقفة الجزائر أن أتركه لكي يتمم مخططه التآمري ضد ذلك البلد العزيز، فلا والله ورب الكعبة لن أتركه حتى يخرج منها مذموما مدحوراً بكافة الوسائل السلمية المشروعة أو يواجه ما لدي من أدلة وحقائق تورطه وهو يخشاها وإلا لما التزم الصمت إلى اليوم ولما سلطك للكتابة إلي يا مسكين ودفع بك إلى عريني حتى تفتديه وتخلصه بهذه الكلمات التي كتبت. ثم ينزل الضيف النصراني على ركبتيه وكأنه في حالة صلاة كنسية بين يدي:
أدعو العلي القدير أن يرجعكم لصوابكم ولتتخلوا عن العنصرية العمياء التي ستأكل وتدمر أهلها. نفتخر كثيرا بدولة المليون شهيد ونطلب أن يتعافى من التعصب الأعمى الذي يهدر طاقات الجزائر وييتم أبنائها ويزيد فقرهم. كم عدد الأبرياء الذين فقدوا حياتهم بسبب التعصب الأعمى الدخيل عليكم من بلاد كثيرة وانت لا زلت تفكر بالتنصير وغيره من أدوات التعصب الفكري القاتل.
أما هذا الدعاء منك لله فردي عليه بآية من كتاب الله تكفيني وهي في قوله تبارك وتعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} (14) سورة الرعد
وسأعرض عن عودتك للمزايدة على محبتي وتقديري للجزائر الأبي وسأتغاضى عن غمزك ولمزك فيّ كأنك ترميني بالتعصب والعنصرية العمياء إلى قولك أن تفكيري بالتنصير هو عندك وحسب قولك «من أدوات التعصب الفكري القاتل»!! هكذا يتصدى النصارى لتبوأ مواقع الخصوم والقاضي والجلاد فيطلقون التهم والأحكام جزافا في عبارات خطابية طنانة دون النقاش العلمي والموضوعي حول التنصير، وهو الحوار الذي دعوت مطرانهم ودعوتهم كافة له وما زالوا ممتنعين متعللين بأعذار ومفاهيم شتى تخصهم وحدهم ولا تلزمنا، وإلا فما هو الدليل على أن التفكير مجرد التفكير في شؤون التنصير وحملاته المستعرة إنما هو كما يصفون؟! لم يقدم برهانا ولا شاهدا واحدا على كلامه الذي يلقيه على عواهنه هداه الله. إن هذه الطريقة في الرد من حيل التنصير الذي يزعجهم حديثي عنه بل مجرد تفكيري فيه!!
ثم يعاود استرحامي حتى كدت أشفق على مطرانه الهارب من المواجهة إذ يقول صديقه، وقد يكون الكلام للمطران ولكن بإسم «سالم عودة»:
أستحلفكم بالله أن توجه قلمك لرفعة الجزائر لا بالمهاترات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.
عاد إلى كيل وصف كلامي بـ «المهاترات» والمزايدة على محبتي للجزائر للمرة الثالثة وكأنه وهو النصراني أشد حرصاً عليهم مني ولا أزكي نفسي لكنهم أهل القبلة ونحن أهل الحرم وأنتم… من أنتم؟ إن أنتم إلا أهل الصليب، وإن كنتم من الجيران فلا تتطاول يا هذا على أهل الاخوة الايمانية الواحدة والزم حدك ومكانك وإلا عرفتك منزلتك وقدرك.
ثم يعود «سالم عودة» للاستشهادات الخاطئة من مصادرنا الإسلامية حتى يعايش دوره في أداء شخصية المسلم المنصف المدافع عن الضيف «العربي الأصيل» الأب «غالب بدر» وهو صديقه وعلى دينه!!
وكما قال الخليفة رضي الله عنه عمر بن الخطاب (متى أستعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا)
مالك أنت وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ لكن بما أنك استشهدت بكلام له فهل تناسيت يا من يطالبنا اليوم بـ «حقكم» المزعوم في السماح لكم بالسعي بيننا لتنصير المسلمين… هل تناسيت العهد العمري وبقية العهود والمواثيق التي أخذها منكم فاروقنا رضي الله عنه وبقية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء فيها «ألا تطعنون في ديننا وألا تسعون لفتنة مسلم لردته عن دينه»؟ أولم توافقوا وتدخلوا في ذلك العهد الذي أخذه منكم صحابة رسول الله صلى الله وسلم؟ أتحاجنني بكلام الخليفة الراشد العادل وأنت تريد نقض عهده معكم بنداً بنداً يا هذا؟
وإلا فإني أسألك سؤالاً لا قبل لك باجابته: هل تعتقد أنك ما زلت تحت ذلك العهد مع المسلمين وهم تبع للصحابة الكرام أم أنكم يا نصارى العرب اليوم أعلنتم العصيان الفعلي والقلبي والتمرد المنهجي على عهود ومواثيق خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! والله لن يتجرأوا على اجابة هذا السؤال لأنهم يعلمون أنه سؤال مباشر لا يحتمل الأجابة إلا بـ «نعم» ملزمة تلجمهم أو «لا» خطيرة ساحقة ماحقة تقطع دابرهم من الأرض كما قًطع دابر يهود، والسعيد من اتعظ بغيره. والله أسأل السلامة والأمان للجميع، ولبقية النصارى ممن لم يخرج على ذمة المسلمين أو يطعن في دينهم وممن لم يخونوا عهد سيدنا عمر والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجميعن .
أما دعوتي الموجهة لمطرانكم للحوار فما علاقتها بمقولة سيدنا الفاروق رضي الله عنه؟ هل دخول «غالب بدر» في المناظرة استعباد له؟! هل انتم تحسون بالقهر إلى هذه الدرجة عند دعوتكم إلى الحوارات العلنية المفتوحة؟ ما علاقة الاستعباد والحرية بالحوار يا هذا؟ سبحانك ربي!! إنني الآن أضرب كفاً بكف!! هل هذا هو ردكم!! أنتم إذا بحاجة إلى طبيب نفسي أولاً مع تمنياتي لكم بالشفاء العاجل لو كانت كل دعوة إلى الحوار المفتوح تشعركم بالاضطهاد والقهر الشديد إلى درجة تصور ذواتكم كأنكم خدم أو رقيق عند قدمي كاتب هذه الأسطر الفقير!! أحمد الله أن المطران ليس «مطرانة» أو أنثي حتى لا تشعربسبب مجرد دعوة للحوار أنها قد صارت ضمن «الجواري» أو «السراري» بحسب تعبير أسفاركم المقدسة لديكم أو من «ملك اليمين» بحسب المصطلح القرآني الكريم. الحمدلله أن مطرانكم ذكر وليته يكون رجلاً.
وختاما قال صديق المطران موزعاً «محبته» النصرانية على كل زوار المدونة والمتابعين لها:
واخيرا أقل لك أن من يشجعك على كتاباتك ما هو الا أنسان فاشل يعمل لمصلحته و يعتمد على مبدأ فرّق تسد.
ثم ينهي تعليقه بعبارة طنانة ختامية موجهاً كلامه للأمة العربية بأسرها وكأنه في مهرجان خطابي حماسي:
كفانا كأمة عربية متفككة ونريد نبراسا لكي نرتقي بهذه الأمة للمستقبل العامر بالحب والتضحية في سبيل الآخرين. وشكرا على سعة صدرك
بعد كل «السم الذي يقطر» مني و»تحريضي على العنف» و «مهاتراتي» و و ثم يشكرني على «سعة صدري» وعجبي!! العفو يا ضيفنا ولا شكر على واجب!
لكني سوف آخذك بالاحضان الدافئة في التدوينة اللاحقة إن شاء الله لكي اثبت لقرأء المدونة صلتك وارتباطك بصديقك الحميم «غالب بدر» وبالصور والتسجيلات الصوتية. وسوف أضع كافة ما يدل على هويتك الحقيقية حتى لا تلبس رداء ليس لك فتوهم الناس أنك من المسلمين وأنت المنخرط في التنصير وحملاته مع مطرانك حتى أخمص قدميك من خلف واجهة نشاط سياحي تمارسه، فلولا تصديك للكتابة في مدونتي لما عرفت قدر هذا «الصيد الثمين» وقدر شخصك وموقعك في التنصير ودورك الخفي.
فلا تندم ولا تهتم لأنك ستكون عبرة لمن خلفك من بني دينك حتى لا تلجأون إلى هذه الحيل معي إن شاء الله. سوف أضع البراهين بين يدي اخوتي في الأردن الشقيق وليتعاملوا معك قانونياً وسلمياً وبلا عنف بما يردعك مستقبلاً ويلقنك درساً لن تنساه. وأرجو صادقا مخلصا ألا تعتبر كلامي القاسي هذا تحريضاً على العنف ضدك، بل هي نصيحة مشفق عليك من نفسك وما سولت لك، فيا ليتك انشغلت بعملك وتجارتك عن «نصرة» مطرانك بهذا الأسلوب الفج وبهذه الحيلة القذرة، ألا ليتك لم تلجأ إلى ذلك كله وادعاء الاسلام بين يدي تخفي صليبك تحت قميصك. ويا ليت المطران لم يضطرك إلى هذا المركوب الصعب الذي جهزته له وحده وأبى هو إلا أن يدفعك لهذا الموقف الشديد كي ينجي نفسه من الحوار ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
يا «سالم عودة» لقد وقعت في يد ابن «جبل هندي» من حارة الشامية المكية العريقة، يا صديق المطران الذي قلتم عنه «هوذا ابن الجبل»… وأكرر ردي عليكم بابتسامة أكبر: «لقد تمخض جبلكم فولد فأراً»!
عن / عصام مدير مشرف المدونة
فضيحة صديق المطران الأردني الذي يمثل دور المسلم عند الضرورة
فتح فارس الدعوة وتلميذ ديدات والسيف القاطع للألسن دعاة التنصير مقاله في جزئه الأول تحدث الأخ والأستاذ عصام عن حيلتين استعملهما المغلوب بدر إلا أنني سأركز على الحيلة الثانية وهي الأهم في موضوعنا ( ولمتابعة الموضوع كاملا إضغط هنا (http://http://deedat.wordpress.com/2008/12/02/%d9%81%d8%b6%d9%8a%d8%ad%d8%a9-%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b7%d8%b1%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d8%b1%d8%af%d9%86%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d9%8a-%d9%8a%d9%85%d8%ab%d9%84-%d8%af/))
وبعد سقوط ورقة التوت كاملة عن عورة الناطق الاعلامي باسم «غالب بدر» ومن ينشر له أخباره في موقعهم الإعلامي الأكبر في المنطقة، احتال المطران الحيران بحيلة أخرى و «استعان بصديق» على طريقة برنامج «من سيربح المليون» بعد انكشاف استعانته بذلك الصحافي المرتزق من نصارى الأردن العاملين معه.
وقد قرر هذا «الصديق» الوفي لرئيس أساقفة الجزائر الجديد اقتحام مدونتي هذه وترك تعليق مطول وجهه لشخصي. و قبل أن أكشف بالدليل والبرهان والتسجيلات الصوتية عن هوية هذا «الصديق» المخلص للمطران الأردني حيث قمة التشويق والاثارة في التدوينة القادمة بإذنها تعالى، أنشر تعليقه كاملاً كما وصلني كالتالي [ما هو باللون الأزرق الداكن فهو كلام صديق المطران وأما ما جعل باللون الأحمر الداكن فهو كلامي]، إذ كتب يقول تحت اسم «سالم عودة»:
حضرة السيد عصام رئيس تحرير الموقع، أستغرب كثيرا أنه يوجد في عالمنا الحالي وفي القرن الواحد والعشرين أناسا مثلك يقطر كلامهم سما ويحرضون على العنف…
«أول القصيدة كفر» كما يقال، وسيل من كيل للتهم والطعون في شخصي عوضاً عن الرد على ما أدليت به للصحيفة الجزائرية في اللقاء المطول ولكنها حيلة المنصرين المعروفة وديباجة آلة البروباجندا التنصيرية على طول الخط. يتهمني بالتحريض على العنف ولم يستشهد من كلامي ولا من بياناتي المنشورة هنا لكي يستدل منه على ما يدعي ويزعم هداه الله فأين التحريض على العنف يا هذا وأنا أدعو مطرانكم للحوار وإلا فمنذ متى صار الحوار عنفاً؟؟
وكأنه لم يتعظ من محاولة سابقه الكويتب «مالك نصراوين»، لجأ المدعو «سالم عودة» إلى المزايدة على محبتي وتقديري للشعب الجزائري الشقيق فأضاف في مطلع كلامه أن «أناسا مثلي» يؤثرون على سمعة الجزائر إذ يقول:
… مما يؤثر على سمعة بلد المليون شهيد، وبمثل هذه التفاهات سيبقى الجزائر ممزقا ومنزوفا…
أين الرد على ما أدليت به للصحيفة؟ رد صديق المطران الحميم بقوله عنها أنها: «تفاهات»!! وكفى المصلوب النصارى شر الرد المنهجي والموضوعي إلا من هكذا ردود تذكرني بمقولة «حامض يا عنب» من قصة الثعلب والعنب لما عجز عن الارتقاء لمستوى الكرمة فخشي الوقوع في الحرج أمام بقية حيوانات الغابة فقال منتقصاً من العنب للتغطية على عجزه وخيبته: «حامض يا عنب»، وهذا أفضل رد عندي على قوله «تفاهات». ثم يلجأ للتهويل والمبالغة مشيراً إلى شخصي بقوله:
ويعرّض [يقصدني] كافة المسلمين والعرب في العالم للمضايقات التي يواجهونها حاليا. لا تفكر بان كتاباتك لا تصل للآخرين.
بعيداً عن هذا التضخيم للأمور أشكر صديق المطران على اعترافه بأن كتاباتي هنا في هذه المدونة تصل للآخرين إلى درجة يقول أنها تعرض كافة المسلمين والعرب في العالم بأسره للمضايقات التي يواجهونها حالياً. فتش عن «مدونة التنصير خلف صفيح ساخن» في أحداث الباكستان ومومباي وهزيمة «جون مكين» وأزمة الاقتصاد العالمي الخ الخ. وعجبي!! ثم يضيف:
أن جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز أفتتح هذا الشهر منتدى الأديان للتقارب والتسامح وذلك لكي يساعد جميع المغتربين في حياتهم.
المنتدى الذي تشير إليه هو للحوار أولاً، فيالتكم تأتون للحوار المفتوح والمباشر الصريح بداية قبل التشدق بالحوار ومنتدياته نفاقاً ورياء وتصنعاً ومداهنة ثم لا حوار. وبامكانك مخاطبة الديوان الملكي السعودي فيما يتعلق بشأن الملك عبدالله بن العزيز، ولا أدري ما هو مرادك من اقحام اسم الملك في سياق ردك هذا؟ فلو لم أكن من أبناء بلاد الحرمين هل كنت سشتير إلى «خادم الحرمين الشريفين»؟! بماذا كنت سترد علي لو كنت من سلطنة عمان أو دولة جيبوتي مثلاً؟ ثم يقول «سالم عودة»:
أن هجومك الغير مبرر على سيادة المطران غالب بدر ليس ما يبرره أو لأنه من أصل عربي أو ماذا. فالمطارنة في الجزائر كانوا واستمروا حتى قبل ولادتك وحتى الآن ماذا حصل لك؟؟؟
الآن يصف كلامي بهجوم غير مبرر ثم يفترض أنني أهاجم المطران لأصله العربي الذي يتباهون به وكأنه لم يوجد خونة من العرب للعروبة وللإسلام ومن أبناء جلدتنا نحن؟! أو كأنه أكثر عروبة من القرشيين الجاهليين من الذين ناصبوا الدعوة الإسلامية العداء، وهم من سادة القبائل العربية كافة بلا منازع قبل وبعد الإسلام. هل صار «غالب بدر» عربياً أكثر عروبة من أبناء الجزيرة العربية أنفسهم والحجاز يا هذا؟ اعرف قدر قسيسكم يا «سالم عودة» ولا ترفعه فوق منزلته من جهة التفاخر بالأحساب والأنساب، لأنني لو كنت سأخاطبك بمفرداتها الجاهلية لما أبقيت لك ما تفاخرون به في هذا المضمار يا نصارى المنطقة وإلا فإن العرب نسّابة، فأخرج لنا شجرة عائلة آل بدر الأردنية وإلى أي فخذ من بطون القبائل العربية الأصيلة تنتمون؟!
لكن هوّن عليك لأنني لن أطالبك بما تفتخر به علينا منتفشاً كالطاووس لأن العروبة بعد الإسلام قد صارت عروبة اللسان والثقافة وليست عروبة الدم، فكل من تكلم العربية فهو عربي ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى. لكن لا تبالغ في الزهو بلسانك العربي على العرب الأقحاح وأعرف لنفسك قدرها وحجمها أنت ومطرانك. وإن لم تتعلموا الأدب في حضرة أصل العرب علموكم الأدب والتواضع صاغرين.
وفي الفقرة التالية يتصنع المدعو «سالم عودة» الاسلام ويلبس لقراء المدونة زي المسلمين وهو النصراني الأردني القح ليكتب التالي في معرض تعليقه في المدونة:
أن النبي الكريم (صلعم) [هكذا كتبها والصحيح أن تكتب صلى الله عليه وسلم] قال لنا [ليوهم القراء أنه من المسلمين] بان أقربقم [الصحيح أقربكم] عند الله أتقاكم وليس من يشتم رجال الدين الأجلاء مسلمين ومسيحيين.
أولا هذه آية من كتاب الله يا ضيفنا النصراني المتظاهر بالاسلام وليست حديثا شريفاً حتى تنسبه للرسول الكريم. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرا
ويضيف صديق «غالب بدر» موجهاً كلامه لي:
تطالب كثيرا المطران الجليل بالمناظرة على ماذا ستناظر؟
لقد ذكرت موضوعات الحوار الذي دعوته إليه أو المناظرة أو النقاش في اللقاء المنشور مع صحيفة الشروق اليومي الجزائرية وأحيلك إليه وليتك تقرأه بعناية. ثم يضيف معترضاً على الدعوة للمناظرة والحوار من أساسها ظناً منه أنني طلبت من المطران الأردني حواراً في المسائل الدينية الشائكة بين الإسلام والنصرانية وأنا لم أطلب الدخول في هذه الموضوعات مع «غالب بدر» مع أنه لو دعاني لها لأجبته مرحباً. ولذا فلا حاجة لـ «سالم عودة» كي يعاود الاحتجاج علي بالقرآن الكريم ويخطيء مرة آخرى وهو يظن الآية الكريمة حديثاً شريفاً حيث يقول:
لكم دينسي [دينيُ] ولكم دينكم، هذا ما علمنا [مرة أخرى يوهم القراء أنه من المسلمين] به رسول الله (صلعم) [صلى الله عليه وسلم وليس صلعم] والأجداد منذ صغرنا لكي نعيش متآلفين محبين لبعضنا البعض.
{لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} (6) سورة الكافرون. الرجاء الانتباه يا ضيفنا النصراني عند الاستشهاد بنصوص الكتاب العزيز وتوخي الدقة أمام المسلمين ولا عذر لك خصوصاً وأنت تضع نفسك وسطهم وكأنك صرت منهم بل وكأنك مسلم صحيح الإيمان والإسلام أكثر من غيرك وعجبي!! ثم يقول محتجاً:
لماذا تفرح وتزغرد عندما يتحول مسيحي للدين الأسلامي وتغضب عندما يتحول المسلم للدين المسيحي. أن من يريد أن يتبع أي دين فله الحرية التامة لأن الله خلقه بعقل لا تستطيع أي قوة في الدنيا أن نعلم بماذا يفكر.
بهذه العبارة فإن الضيف النصراني والصديق الحميم للمطران الأردني يكون قد أوقعه في الحرج وورطه من حيث أراد انقاذه كالذي أراد النجاة لصاحبه من حية تسعى على صدره لما كان الأخير مستلقيا في سبات عميق فأخذ الأول صخرة ضخمة وألقاها على جسد رفيقه حتى يقتل الأفعى فقتل صديقه معها. هل اعتبر كلام «سالم عودة» – الذي جاء هنا في صيغة سؤال استنكاري – اعترافاً ضمنياً على صاحبه «غالب بدر» بأنه استهدف ويستهدف المسلمين بردتهم عن دينهم وجعلهم يعتنقون الإسلام من باب ما يسميه بـ «الحرية التامة»؟
وهل «سالم عودة» شخصياً مؤيد لتنصير المسلمين في الوقت الذي ينفي فيه «مالك نصراوين» في تعليقه المشار إليه تورط رئيس أساقفة الجزائر في تنصير مسلم أردني واحد؟ تأمل الآن في تخبط المواقف والردود بين كويتب المطران الإعلامي وصديقه الشخصي وعلى قول المثل المصري: «ما شفناهم يسرقوا، سمعناهم لما اختلفوا!».
لن أخوض الآن في الرد المؤصل شرعاً وبالدليل والبرهان على ما يسميه المنصرون اليوم بـ «حق الارتداد عن الاسلام». فهذا له وقته ولكني ما زلت أتمنى مناقشة من يثير هذه المسائل من أذناب الفاتيكان وبقية المنصرين في الساحات الفعلية للنقاش وفي ميادين الحوار المفتوحة فهل يفعلون؟ ثم يقول صديق المطران كأنه يرجوني:
أترك المطران غالب بدر لكي ينعم في بلادكم كعربي محب لكم ترك أهله واصدقائه لكي يعيش معكم و معروف عن العرب كرم الضيافة ورعايته وليس السباب عليه وشتمه.
إذا صدر مني سباب وشتم على المطران كما تقول فإني مستعد للاعتذار عنه لـ «غالب بدر» عند بدء الحوار والمناظرة إ استجاب مشكوراً للدعوة، لكن لا تعاود التباهي بانتسابه للعروبة مع تجاهل تاريخ مطرانك الأسود في التنصير واستهداف المسلمين وارجع إلى بياناتي وما تضمنته وإلى لقاء صحيفة الشروق اليومي الجزائري وطالبه بالرد لو كنتم على ذلك تقدرون.
أما «استرحامك» الذي ترفعه لي في هذا التعليق أو لنقل «العريضة» وكأنك تستجديني نيابة عن رئيس أساقفة الجزائر أن أتركه لكي يتمم مخططه التآمري ضد ذلك البلد العزيز، فلا والله ورب الكعبة لن أتركه حتى يخرج منها مذموما مدحوراً بكافة الوسائل السلمية المشروعة أو يواجه ما لدي من أدلة وحقائق تورطه وهو يخشاها وإلا لما التزم الصمت إلى اليوم ولما سلطك للكتابة إلي يا مسكين ودفع بك إلى عريني حتى تفتديه وتخلصه بهذه الكلمات التي كتبت. ثم ينزل الضيف النصراني على ركبتيه وكأنه في حالة صلاة كنسية بين يدي:
أدعو العلي القدير أن يرجعكم لصوابكم ولتتخلوا عن العنصرية العمياء التي ستأكل وتدمر أهلها. نفتخر كثيرا بدولة المليون شهيد ونطلب أن يتعافى من التعصب الأعمى الذي يهدر طاقات الجزائر وييتم أبنائها ويزيد فقرهم. كم عدد الأبرياء الذين فقدوا حياتهم بسبب التعصب الأعمى الدخيل عليكم من بلاد كثيرة وانت لا زلت تفكر بالتنصير وغيره من أدوات التعصب الفكري القاتل.
أما هذا الدعاء منك لله فردي عليه بآية من كتاب الله تكفيني وهي في قوله تبارك وتعالى: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} (14) سورة الرعد
وسأعرض عن عودتك للمزايدة على محبتي وتقديري للجزائر الأبي وسأتغاضى عن غمزك ولمزك فيّ كأنك ترميني بالتعصب والعنصرية العمياء إلى قولك أن تفكيري بالتنصير هو عندك وحسب قولك «من أدوات التعصب الفكري القاتل»!! هكذا يتصدى النصارى لتبوأ مواقع الخصوم والقاضي والجلاد فيطلقون التهم والأحكام جزافا في عبارات خطابية طنانة دون النقاش العلمي والموضوعي حول التنصير، وهو الحوار الذي دعوت مطرانهم ودعوتهم كافة له وما زالوا ممتنعين متعللين بأعذار ومفاهيم شتى تخصهم وحدهم ولا تلزمنا، وإلا فما هو الدليل على أن التفكير مجرد التفكير في شؤون التنصير وحملاته المستعرة إنما هو كما يصفون؟! لم يقدم برهانا ولا شاهدا واحدا على كلامه الذي يلقيه على عواهنه هداه الله. إن هذه الطريقة في الرد من حيل التنصير الذي يزعجهم حديثي عنه بل مجرد تفكيري فيه!!
ثم يعاود استرحامي حتى كدت أشفق على مطرانه الهارب من المواجهة إذ يقول صديقه، وقد يكون الكلام للمطران ولكن بإسم «سالم عودة»:
أستحلفكم بالله أن توجه قلمك لرفعة الجزائر لا بالمهاترات التي لا تسمن ولا تغني عن جوع.
عاد إلى كيل وصف كلامي بـ «المهاترات» والمزايدة على محبتي للجزائر للمرة الثالثة وكأنه وهو النصراني أشد حرصاً عليهم مني ولا أزكي نفسي لكنهم أهل القبلة ونحن أهل الحرم وأنتم… من أنتم؟ إن أنتم إلا أهل الصليب، وإن كنتم من الجيران فلا تتطاول يا هذا على أهل الاخوة الايمانية الواحدة والزم حدك ومكانك وإلا عرفتك منزلتك وقدرك.
ثم يعود «سالم عودة» للاستشهادات الخاطئة من مصادرنا الإسلامية حتى يعايش دوره في أداء شخصية المسلم المنصف المدافع عن الضيف «العربي الأصيل» الأب «غالب بدر» وهو صديقه وعلى دينه!!
وكما قال الخليفة رضي الله عنه عمر بن الخطاب (متى أستعبدتم الناس وقد خلقتهم أمهاتهم أحرارا)
مالك أنت وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ لكن بما أنك استشهدت بكلام له فهل تناسيت يا من يطالبنا اليوم بـ «حقكم» المزعوم في السماح لكم بالسعي بيننا لتنصير المسلمين… هل تناسيت العهد العمري وبقية العهود والمواثيق التي أخذها منكم فاروقنا رضي الله عنه وبقية صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء فيها «ألا تطعنون في ديننا وألا تسعون لفتنة مسلم لردته عن دينه»؟ أولم توافقوا وتدخلوا في ذلك العهد الذي أخذه منكم صحابة رسول الله صلى الله وسلم؟ أتحاجنني بكلام الخليفة الراشد العادل وأنت تريد نقض عهده معكم بنداً بنداً يا هذا؟
وإلا فإني أسألك سؤالاً لا قبل لك باجابته: هل تعتقد أنك ما زلت تحت ذلك العهد مع المسلمين وهم تبع للصحابة الكرام أم أنكم يا نصارى العرب اليوم أعلنتم العصيان الفعلي والقلبي والتمرد المنهجي على عهود ومواثيق خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! والله لن يتجرأوا على اجابة هذا السؤال لأنهم يعلمون أنه سؤال مباشر لا يحتمل الأجابة إلا بـ «نعم» ملزمة تلجمهم أو «لا» خطيرة ساحقة ماحقة تقطع دابرهم من الأرض كما قًطع دابر يهود، والسعيد من اتعظ بغيره. والله أسأل السلامة والأمان للجميع، ولبقية النصارى ممن لم يخرج على ذمة المسلمين أو يطعن في دينهم وممن لم يخونوا عهد سيدنا عمر والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجميعن .
أما دعوتي الموجهة لمطرانكم للحوار فما علاقتها بمقولة سيدنا الفاروق رضي الله عنه؟ هل دخول «غالب بدر» في المناظرة استعباد له؟! هل انتم تحسون بالقهر إلى هذه الدرجة عند دعوتكم إلى الحوارات العلنية المفتوحة؟ ما علاقة الاستعباد والحرية بالحوار يا هذا؟ سبحانك ربي!! إنني الآن أضرب كفاً بكف!! هل هذا هو ردكم!! أنتم إذا بحاجة إلى طبيب نفسي أولاً مع تمنياتي لكم بالشفاء العاجل لو كانت كل دعوة إلى الحوار المفتوح تشعركم بالاضطهاد والقهر الشديد إلى درجة تصور ذواتكم كأنكم خدم أو رقيق عند قدمي كاتب هذه الأسطر الفقير!! أحمد الله أن المطران ليس «مطرانة» أو أنثي حتى لا تشعربسبب مجرد دعوة للحوار أنها قد صارت ضمن «الجواري» أو «السراري» بحسب تعبير أسفاركم المقدسة لديكم أو من «ملك اليمين» بحسب المصطلح القرآني الكريم. الحمدلله أن مطرانكم ذكر وليته يكون رجلاً.
وختاما قال صديق المطران موزعاً «محبته» النصرانية على كل زوار المدونة والمتابعين لها:
واخيرا أقل لك أن من يشجعك على كتاباتك ما هو الا أنسان فاشل يعمل لمصلحته و يعتمد على مبدأ فرّق تسد.
ثم ينهي تعليقه بعبارة طنانة ختامية موجهاً كلامه للأمة العربية بأسرها وكأنه في مهرجان خطابي حماسي:
كفانا كأمة عربية متفككة ونريد نبراسا لكي نرتقي بهذه الأمة للمستقبل العامر بالحب والتضحية في سبيل الآخرين. وشكرا على سعة صدرك
بعد كل «السم الذي يقطر» مني و»تحريضي على العنف» و «مهاتراتي» و و ثم يشكرني على «سعة صدري» وعجبي!! العفو يا ضيفنا ولا شكر على واجب!
لكني سوف آخذك بالاحضان الدافئة في التدوينة اللاحقة إن شاء الله لكي اثبت لقرأء المدونة صلتك وارتباطك بصديقك الحميم «غالب بدر» وبالصور والتسجيلات الصوتية. وسوف أضع كافة ما يدل على هويتك الحقيقية حتى لا تلبس رداء ليس لك فتوهم الناس أنك من المسلمين وأنت المنخرط في التنصير وحملاته مع مطرانك حتى أخمص قدميك من خلف واجهة نشاط سياحي تمارسه، فلولا تصديك للكتابة في مدونتي لما عرفت قدر هذا «الصيد الثمين» وقدر شخصك وموقعك في التنصير ودورك الخفي.
فلا تندم ولا تهتم لأنك ستكون عبرة لمن خلفك من بني دينك حتى لا تلجأون إلى هذه الحيل معي إن شاء الله. سوف أضع البراهين بين يدي اخوتي في الأردن الشقيق وليتعاملوا معك قانونياً وسلمياً وبلا عنف بما يردعك مستقبلاً ويلقنك درساً لن تنساه. وأرجو صادقا مخلصا ألا تعتبر كلامي القاسي هذا تحريضاً على العنف ضدك، بل هي نصيحة مشفق عليك من نفسك وما سولت لك، فيا ليتك انشغلت بعملك وتجارتك عن «نصرة» مطرانك بهذا الأسلوب الفج وبهذه الحيلة القذرة، ألا ليتك لم تلجأ إلى ذلك كله وادعاء الاسلام بين يدي تخفي صليبك تحت قميصك. ويا ليت المطران لم يضطرك إلى هذا المركوب الصعب الذي جهزته له وحده وأبى هو إلا أن يدفعك لهذا الموقف الشديد كي ينجي نفسه من الحوار ولا حول ولا قوة إلا بالله. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
يا «سالم عودة» لقد وقعت في يد ابن «جبل هندي» من حارة الشامية المكية العريقة، يا صديق المطران الذي قلتم عنه «هوذا ابن الجبل»… وأكرر ردي عليكم بابتسامة أكبر: «لقد تمخض جبلكم فولد فأراً»!
عن / عصام مدير مشرف المدونة