حمدان العربي
2011-11-29, 09:44
"مجموعة أهم الأحداث" : شخصا عائدا للتو من حفل زفاف في إحدى المناطق التي تحسب على البادية ، بمعنى الخطوط الخلفية المتبقية للأصالة والمفروض أنها أكثر تحصينا من المدن المخترقة طولا و عرضا بكل ما تأتي به الرياح وتلفظه أمواج البحار وأمواج الأثير...
ذالك الشخص قال لي يا فلان هل تعلم آخر التعديلات الجوهرية و الهامة التي أدخلت على حفل الزفاف و التي شاهدتها (يعني تلك التعديلات) في العرس المذكور. أجابته بالنفي ، لأني أصلا لا اهتم بالأعراس والتي تحولت بفضل التعديلات المستمرة و المستوردة من نفايات الآخرين بدون تحميص أو تنقية إلى مسخرة و مهازل.
وهذا لا يعني إني لا أحب الأفراح وشيء جميل أن يفرح الإنسان و يتمنى المرء أن تكون كل الأيام أفراح. لكن فرق بين أفراح وأعراس يختلط فيها التبذير و قلة الأدب و الحياء و تعدي على خصوصيات الناس تصبح تبك الاعراس نغمة وكابوس .
المهم قلت لذالك الشخص ما هي هذه التعديلات الجوهرية ، فرد علي البند الجديد حضور العريس إجباري لأخذ عروسته و لا يجوز أن ينوب عنه أي أحد حتى و لو كان والد العريس شخصيا . لكن الأهم ، يضيف المتحدث، ليس من بيت أهلها ... فقاطعته متعجبا من أين إذن من الشارع ؟
رد علي ، تقريبا كذالك ويضيف ،على العريس الانتظار عروسته عند محل الحلاقة (النسوية طبعا ربما مستقبلا يكون هناك تعديلات في هذا البند)... وبعد انتهاء العروسة من عملية التجميل و ملحقاتها يأخذها عريسها في موكب جنائزي ، عفوا عرائسي مهيب يطوف وسط و أطراف المدينة قبل الانطلاق إلى البيت الزوجية وإتمام مراسيم ذالك العرس هناك ...
وقال محدثي كادت أن تحدث أزمة بين أهل العروسة و أهل العريس ، لولا تدخل العقلاء من الجانبين ، في تفسير هذا البند الجديد وبما انه بند جديد مستورد للتو تفسيره يكون غامضا بعض الشىء في البداية .
أهل العروسة رفضوا ، كما يقول المتحدث، أي تفسير آخر أو تعديل حتى و لو بسيطا ، لأن ذالك ، كما يعتقدون ، سيجعلهم مسخرة عند الجيران وأهل الحارة...المهم خرجت على الخير و تم تنفيذ ذالك البند بحذافيره.
عندما انتهى ذالك الشخص من كلامه ابتسمت ثم ضحكت ثم تعطلت عندي لغة البكاء وأحسست بنزيف بكائي داخلي وتلك الدموع و هي تجرف مشاعري وبدل أن تكون تلك الدموع بردا و سلاما كانت نار و حريق غرقت فيها إحساسي ...
قلت محدثا نفسي كيف تم اختراق وبهذه البساطة و السهولة تلك الخطوط و الحصون الخلفية للأصالة . وتحول تلك المناطق من النقيض إلى النقيض. مناطق كانت ترى حتى في تعليم البنت وخروجها من البيت هو العار بعينه و حرمت تلك العادات و التقاليد البدائية و الذميمة البنت من حلاوة و نور العلم تاركين إياها عمياء في ظلام الجهل لتقع في أول مطب و مستنقع يصادفها.
لتختفي كل ذالك فجأة و انتقال إلى نقيضه وتصبح تلك الفتاة التي حرمت من كل ذالك مسموح لها أن يرفع عنها الحياء يوم زفافها وتخضع لتلك الطقوس العجيبة الغريبة حتى على المنطق من " الخاتم" إلى السماح لها بخلو مع "خطيبها" قبل عقد القران ، بحجة التعارف ... وابحث عن مصائب التي حصلت من وراء ذالك واترك "البئر بغطائه" و لا تغمس إصبعك كثيرا في الدلو لكي لا يحصل لك كما حصل ل " شاري لفهامة ". مجتمعات عربية إسلامية محافظة أصيلة يبدو أنها "تخلبطت" عليها الأمور و أصبحت لا تفرق بين الحداثة ونفاياتها و أوساخها... وربي يستر.
حمدان العربي الإدريسي
29.11.2011
ذالك الشخص قال لي يا فلان هل تعلم آخر التعديلات الجوهرية و الهامة التي أدخلت على حفل الزفاف و التي شاهدتها (يعني تلك التعديلات) في العرس المذكور. أجابته بالنفي ، لأني أصلا لا اهتم بالأعراس والتي تحولت بفضل التعديلات المستمرة و المستوردة من نفايات الآخرين بدون تحميص أو تنقية إلى مسخرة و مهازل.
وهذا لا يعني إني لا أحب الأفراح وشيء جميل أن يفرح الإنسان و يتمنى المرء أن تكون كل الأيام أفراح. لكن فرق بين أفراح وأعراس يختلط فيها التبذير و قلة الأدب و الحياء و تعدي على خصوصيات الناس تصبح تبك الاعراس نغمة وكابوس .
المهم قلت لذالك الشخص ما هي هذه التعديلات الجوهرية ، فرد علي البند الجديد حضور العريس إجباري لأخذ عروسته و لا يجوز أن ينوب عنه أي أحد حتى و لو كان والد العريس شخصيا . لكن الأهم ، يضيف المتحدث، ليس من بيت أهلها ... فقاطعته متعجبا من أين إذن من الشارع ؟
رد علي ، تقريبا كذالك ويضيف ،على العريس الانتظار عروسته عند محل الحلاقة (النسوية طبعا ربما مستقبلا يكون هناك تعديلات في هذا البند)... وبعد انتهاء العروسة من عملية التجميل و ملحقاتها يأخذها عريسها في موكب جنائزي ، عفوا عرائسي مهيب يطوف وسط و أطراف المدينة قبل الانطلاق إلى البيت الزوجية وإتمام مراسيم ذالك العرس هناك ...
وقال محدثي كادت أن تحدث أزمة بين أهل العروسة و أهل العريس ، لولا تدخل العقلاء من الجانبين ، في تفسير هذا البند الجديد وبما انه بند جديد مستورد للتو تفسيره يكون غامضا بعض الشىء في البداية .
أهل العروسة رفضوا ، كما يقول المتحدث، أي تفسير آخر أو تعديل حتى و لو بسيطا ، لأن ذالك ، كما يعتقدون ، سيجعلهم مسخرة عند الجيران وأهل الحارة...المهم خرجت على الخير و تم تنفيذ ذالك البند بحذافيره.
عندما انتهى ذالك الشخص من كلامه ابتسمت ثم ضحكت ثم تعطلت عندي لغة البكاء وأحسست بنزيف بكائي داخلي وتلك الدموع و هي تجرف مشاعري وبدل أن تكون تلك الدموع بردا و سلاما كانت نار و حريق غرقت فيها إحساسي ...
قلت محدثا نفسي كيف تم اختراق وبهذه البساطة و السهولة تلك الخطوط و الحصون الخلفية للأصالة . وتحول تلك المناطق من النقيض إلى النقيض. مناطق كانت ترى حتى في تعليم البنت وخروجها من البيت هو العار بعينه و حرمت تلك العادات و التقاليد البدائية و الذميمة البنت من حلاوة و نور العلم تاركين إياها عمياء في ظلام الجهل لتقع في أول مطب و مستنقع يصادفها.
لتختفي كل ذالك فجأة و انتقال إلى نقيضه وتصبح تلك الفتاة التي حرمت من كل ذالك مسموح لها أن يرفع عنها الحياء يوم زفافها وتخضع لتلك الطقوس العجيبة الغريبة حتى على المنطق من " الخاتم" إلى السماح لها بخلو مع "خطيبها" قبل عقد القران ، بحجة التعارف ... وابحث عن مصائب التي حصلت من وراء ذالك واترك "البئر بغطائه" و لا تغمس إصبعك كثيرا في الدلو لكي لا يحصل لك كما حصل ل " شاري لفهامة ". مجتمعات عربية إسلامية محافظة أصيلة يبدو أنها "تخلبطت" عليها الأمور و أصبحت لا تفرق بين الحداثة ونفاياتها و أوساخها... وربي يستر.
حمدان العربي الإدريسي
29.11.2011