ليتيم الشافعي
2008-11-29, 15:38
بيان موقف الماتريدية من هذه الصفة :
من صفات الله تعالى الثابته له سبحانه بالكتاب و السنة الصحيحة صفة اليدين و مذهب الماتريدية فيها تبعا للجهمية الاولى مذهب تعطيل و تحريف .
بشبهة التشبية حيث أنهم فهموا من هذه الصفة ما يفهم من صفات المخلوق فزعمو أن الوجه و العين و اليدين و اليمين و الاصابع و الساق و القدم و نحوها أعضاء و جوارح .
فلو قلنا بإثبات ذلك يلزم كونه تعالى متبعضا متجزءا مركبا و غير ذلك من من اللوازم الباطلة
و بناءا على هذا التوهم عطلوا هذه الصفة و حرفوا نصوصها إلى أنواع من المعانى المجازية بشتى طرق التأويل .
فأما صفة اليدين فقد قال الامام أبو منصور الماتريدى فى تأويل اليدين فى تفسير قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان)) : سورة المائدة : 64) . نعمة مبسوطة ( تأويل أهل السنة ،
و من أشنع تحريفاتهم لقوله تعالى (( لما خلقت بيدى)) قولهم
أى خلقته بالذات من غير توسط أب و أم و التثنية لإبراز كمال الاعتناء بخلقه عليه الصلاة و السلام إرشاد العقل السليم 7/236
و قالوا المراد من اليدين غاية الجود و السخاء (مدارك التنزيل 1/423)
أو كمال القدرة (إشارات المرام 189)
و أما صفة اليد فقالوا
النعمة و القدرة أو الملك أو التصرف
و أما صفة اليمين فحرفوها الى
القدرة التامة او عظمة الله تعالى مدارك التنزيل 3/232
و أما صفة الكف فيحرفونها الى
التدبير
و أما صفة الاصابع فيحرفونها
الى القدرة
و أما صفة القبضة
فيزعمون أن هذا مجرد تصوير عظمة الله و التقف على كنه جلاله لا غير من غير ذهاب بالقبضة و لا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز مدارك التنزيل 3/232
هذا هو بيان إجمالى لمذهب الماتردية الجهمية فى هذه الصفات و نصوصها و الذى يهمنا هو مناقشتنا إياهم تعطيلهم لصفة اليدين و تحريفهم لنصوصها و بإبطال مذهبهم فيها يظهر بطلان مذهبهم فى تلك الصفات الاخرى .
فنقول و بالله التوفيق مناقشتنا للماتردية من طريقتين إجمالية و تفصيلية .
أما المناقشة الاجمالية .
فأولا : نقول إن شبهة التشبيه و هى شبه قديمة للجهمية الاولى و استمرت فى أذهان المعطلة إلى يومنا هذا ( و سنفرد بورد منفصل لتفنيد شبة التشبية )
و هذا هو الدافع للمعطلة على تعطيل صفات الله تعالى و تحريف نصوصها .
ثانيا : إن ما تشبثوا به من شبهة اليديين أن اليدين و اليد و الاصابع و نحوها جوارح و اعضاء .
فلو اثبتنا ذلك لله تعالى يلزم كونه متجزءا متبعضا متركبا ذا أبعاض و جوارح و أعضاء
باطل قطعا
لان كل صفة إذا أضيفت إلى موصوف فهى على ما تناسبه و تستحقه و تلائمة حتى بإعترافهم (عندما يثبتون صفة السمع و البصر )
و من المعلوم أن صفاتنا منها ما هى أعيان و أجسام و هى أبعاض لنا كالوجة و اليدين و الرجلين و نحوهما .
و منها ما هو معان و أعراض لنا .
كالسمع و البصر و الكلام و نحوهما
و نحن و أنتم متفقون على أن علم الله تعالى و بصره و سمعه و كلامه و نحوها صفات لله تعالى و ليست أعراضا له تعالى
فكذلك قولوا فى الوجة و اليدين و الاصابع و نحوها إنها صفات لله تعالى و ليست أجساما و لا جوارح و لا أبعضا و أعضاء له سبحانه و تعالى .
و الا
يلزمكم أن تقولوا إن سمع الله تعالى و بصره و علمه و قدرته و نحوها أعراض قائمة بالله تعالى
فإذا كنتم لا تعطلون تلك - فلم تعطلون هذه ؟؟؟؟؟؟
و إذا عطلتهم هذه - يلزمكم أن تعطلوأ تلك أيضا
لان الشبهة المذكروة قائمة فى النوعين على السواء :
ثالثا : نقول أن مقالة تأويل الصفات بدعة فى الاسلام و خروج على إجماع سلف هذه الامة و أئمة السنة و إنها فى الاصل مقالة الكفار راجت على بعض المسلمين من طريق الجهمية الاولى و إنها تستلزم تعطيل صفات الله تعالى و تحريفه نصوصها و أنها باب الى زندقة القرامطة الباطنية و إلحادهم كما كون تعطيل صفات الله تعالى و تحريف نصوصها زندقة و إلحاد أيضا .
و أما المناقشة التفصيلية
فنقف مع الماتريدية الجهمية وقفات
إثبات صفية اليدين لله سبحانه و تعالى
المناقشة التفصيلية .
الوقفة الاولى
أجتمعت كلمة الامام أبى حنيفة و كبار ائمة الماتريدية كفخر الاسلام البزدوى و شمس الائمة السرخسى و حافظ الدين النسفى و علاء الدين البخارى و ابو المنتهى المغنيساوى و الملاء على القارى و شيخ زاده و العلامة الكشميرى على أن
تأويل اليد بالقدرة أو بالنعمة يستلزم محذورين
أحدهما أنه قول أهل القدر و الاعتزال ، و ليس من قول أهل السنة فى شئ .
ثانيهما : أنه إبطال لصفة الله تعالى اليد و هو تعطيل و تحريف
و فى ذلك عبرة بالغة للماتريدية لو كانوا يعلمون .
فإن نصوص الائمة الحنفية و على رأسهم الامام أبو حنيفة صريحة بأن من أول صفة بصفة أخرى فقد عطل و حرف و خرج من اهل السنة و الجماعة و التحق بالجهمية .
فهل يمكن لاحد أن يعد الماتردية و خلطائهم فى عداد أهل السنة و الجماعة ؟؟؟
الوقفة الثانية :-
أن الماتريدية و زملاءهم الاشعرية اشترطو فى صحة التأويل أن يكون موافقا للغة و إلا يكون تحريفا قرمطيا محضا .
فنقول لهم فى ضوء أعترافهم أن تأولاتكم لصفة اليدين و نحوها و تحريفها إلى النعمة و القدرة و نحوها من قبيل تأويلات الباطنية و لا يساعدها اللغة البتة بل ورود الكف و الاصابع و القبضة و اليمين و لفظ اليدين بصيغة التثنية و لفظة بيدى بعد لفظة خلقت يمنع ارداة التأويل و يدفع المجاز و يعين ارداة الحقيقة بلا شك
و لاجل هذه النكتة استدل أئمة السنة بعدة أحاديث على إثبات اليدين حقيقة لله تعالى فإنه لم يرد لفظة اليد فقط بل ورد معها ما يتعلق باليد من الكف و القبضة و الاصابع و اليمين ، كما ورد اليدان بصيغة التنية .
و لا يقال فى اللغة العربية "عملته بيدى " إلا اذا باشر ذلك العمل بيدية .
و الكلام يحمل على على الحقيقة على ما هو الاصل و لو لم يكن قرائن الحقيقة فكيف إذا تضافرت القرائن الموجبة لحمله على الحقيقة .
و إلا لكان هذا مسلزما لافساد نظام اللغى و إبطال التفاهم بين الناس و قلب الحقائق و تبديل الشرائع و هذا هو هدف الباطنية .
و اليك إيها القارئ نصوصا لبعض كبار الائمة الذين يعترف الماتريدية بفضلهم لتكون شاهدة لما قلنا و حجة قاهرة باهرة على الماتريدية فهل يا ترى سيرمونهم بالتجسيم و الوثنية
الامام الاشعرى بعد ما ذكر أدلة كثيرة على إثبات اليدين لله تعالى قال "
و لا يجوز فى لسان العرب و لا فى عادة أهل الخطاب أن يقول القائل "عملت كذا بيدى " و يعنى به النعمة و اذا كان الله عز و جل خاطب العرب بلغتها و ما يجرى مفوما فى كلامها
بطل أن يكون معنى قوله تعالى ((بيدى)) النعمة
الابانة 2/125 فهل يا ترى الامام الاشعرى من المجسمة ام ماذا سبحانك هذا بهتان عظيم .
الامام القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى و الذى يعظمة الكوثرى بأنه لسان الامة و سيف السنة و انه لا يوجد فى كلامة مجاراة للحشوية بل هو من الصرحاء فى التنزيه البات . فقد ذكر تأويلات الجهمية و تحريفاتهم لصفة اليدين ثم قال
يقال لهم هذا باطل لان قوله بيدى يقضى إثبات اليدين هما صفة له فلو كان المراد بها القدرة لوجب أن يكون له قدرتان . و أنتم لا تزعمون أن لله سبحانة قدرة واحدة فكيف يجوز أن تثبتوا له قدرتين .
و قد أجمع المسلمون من مثبتى الصفات و النافين لها على أنه لا يجوز أن يكون له تعالى قدرتان فبطل ما قلتم .
و كذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى خلق آدم بنعمتين ، لان نعم الله تعالى على آدم و غيرة لا تحصى .
و لان القائل لا يجوز له أن يقول رفعت الشئ بيدى أو وضعته بيدى أو توليته بيدى و هو يعنى نعمته .
التمهيد للباقلانى 258-259
هذا هو كلام الباقلانى الذى ليس عنده مجاراة للحشويه و هو صريح فى التنزيه البات عند الكوثرى و قد عرفت أنه صريح فى
فى إثبات اليدين لله تعالى فما هو رد الماتريدية الجهمية نفاة الصفات على ذلك .
و مثله كلام مهم للامام أبى الحسن على بن خلف البكرى المعروف بابن بطال ذكر نص كلامة الحافظ ابن حجر
و أقره فتح البارى 13/393 فيا ليت شعرى أى منقلب سينقلب الظالمون .
الوقفة الثالثة فى ذكر بعد النصوص القرانية و الحديثية الدالة على تحقيق صفة اليدين التى لا تحتمل المجاز اطلاقا .
قال تعالى (( و قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ))
قال الامام ابن خزيمة
و افهم ما أقول من جهة اللغة تفهم و تستيقن أن الجهمية مبدلة لكتاب الله و لا متأولة قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان)) لو كان معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرئت (( بل يداه مبسوطة)) او منبسطة لان نعم الله أكثر من أن تحصى و محال أن تكون نعمه نعمتين لا أكثر . كتاب التوحيد لابن خزيمة 1/198،118
قوله تعالى (( يا أبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى )) فهذه الآية صريحة فى إثبات اليدين لله تعلى حقيقة و تمنع احتمال كل تأويل و مجاز قال الامام ابن خزيمة
و زعم بعض الجهمية أن معنى قوله (( خلق الله آدم بيديه )) او بقوته فزعم أن اليد هى القوة و هذا من التبديل ايضا و هو جهل بلغة العرب و القوة إنما تسمى "الأيد" فى لغة العرب لا " اليد" فمن لا يفرق بين "الايد" و "اليد " فهو إلى التعليم و التسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس و المناظرة كتاب التوحيد 1/199
من السنة الصحيحة المحكمة الصريحة .
قوله صلى الله عليه وسلم من حديث انس فى الشفاعة الكبرى (( يا آدم أما ترى الناس ؟ خلقك الله بيدية و أسجد لك ملائكته )) الحديث متفق عليه
و قوله صلى الله عليه وسلم فى تحاج آدم و موسى عليها السلام " قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامة و خط لك بيده )) متفق عليه .
خلاصة هذا البحث .
أن صفة اليدين ثابته لله تعالى كما يليق بشأن بلا تكييف و لا تحريف و لاتعطيل و لا تمثيل و عليه إجماع سلف هذه الامة و أئمة السنة و أن الماتريدية عطلوها و حرفوا نصوصها . و أنهم فى ذلك خارجون على إجماع السلف عامة و الامام أبى حنيفة خاصة فهم فى مثل هذه الابواب أتباع الجهمية الاولى و ليسو من أهل السنة .
و فى هذا كفاية لمن رزق هداية و أما أهل العناد فأنى لهم الرجوع إلى السداد.
من صفات الله تعالى الثابته له سبحانه بالكتاب و السنة الصحيحة صفة اليدين و مذهب الماتريدية فيها تبعا للجهمية الاولى مذهب تعطيل و تحريف .
بشبهة التشبية حيث أنهم فهموا من هذه الصفة ما يفهم من صفات المخلوق فزعمو أن الوجه و العين و اليدين و اليمين و الاصابع و الساق و القدم و نحوها أعضاء و جوارح .
فلو قلنا بإثبات ذلك يلزم كونه تعالى متبعضا متجزءا مركبا و غير ذلك من من اللوازم الباطلة
و بناءا على هذا التوهم عطلوا هذه الصفة و حرفوا نصوصها إلى أنواع من المعانى المجازية بشتى طرق التأويل .
فأما صفة اليدين فقد قال الامام أبو منصور الماتريدى فى تأويل اليدين فى تفسير قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان)) : سورة المائدة : 64) . نعمة مبسوطة ( تأويل أهل السنة ،
و من أشنع تحريفاتهم لقوله تعالى (( لما خلقت بيدى)) قولهم
أى خلقته بالذات من غير توسط أب و أم و التثنية لإبراز كمال الاعتناء بخلقه عليه الصلاة و السلام إرشاد العقل السليم 7/236
و قالوا المراد من اليدين غاية الجود و السخاء (مدارك التنزيل 1/423)
أو كمال القدرة (إشارات المرام 189)
و أما صفة اليد فقالوا
النعمة و القدرة أو الملك أو التصرف
و أما صفة اليمين فحرفوها الى
القدرة التامة او عظمة الله تعالى مدارك التنزيل 3/232
و أما صفة الكف فيحرفونها الى
التدبير
و أما صفة الاصابع فيحرفونها
الى القدرة
و أما صفة القبضة
فيزعمون أن هذا مجرد تصوير عظمة الله و التقف على كنه جلاله لا غير من غير ذهاب بالقبضة و لا باليمين إلى جهة حقيقة أو جهة مجاز مدارك التنزيل 3/232
هذا هو بيان إجمالى لمذهب الماتردية الجهمية فى هذه الصفات و نصوصها و الذى يهمنا هو مناقشتنا إياهم تعطيلهم لصفة اليدين و تحريفهم لنصوصها و بإبطال مذهبهم فيها يظهر بطلان مذهبهم فى تلك الصفات الاخرى .
فنقول و بالله التوفيق مناقشتنا للماتردية من طريقتين إجمالية و تفصيلية .
أما المناقشة الاجمالية .
فأولا : نقول إن شبهة التشبيه و هى شبه قديمة للجهمية الاولى و استمرت فى أذهان المعطلة إلى يومنا هذا ( و سنفرد بورد منفصل لتفنيد شبة التشبية )
و هذا هو الدافع للمعطلة على تعطيل صفات الله تعالى و تحريف نصوصها .
ثانيا : إن ما تشبثوا به من شبهة اليديين أن اليدين و اليد و الاصابع و نحوها جوارح و اعضاء .
فلو اثبتنا ذلك لله تعالى يلزم كونه متجزءا متبعضا متركبا ذا أبعاض و جوارح و أعضاء
باطل قطعا
لان كل صفة إذا أضيفت إلى موصوف فهى على ما تناسبه و تستحقه و تلائمة حتى بإعترافهم (عندما يثبتون صفة السمع و البصر )
و من المعلوم أن صفاتنا منها ما هى أعيان و أجسام و هى أبعاض لنا كالوجة و اليدين و الرجلين و نحوهما .
و منها ما هو معان و أعراض لنا .
كالسمع و البصر و الكلام و نحوهما
و نحن و أنتم متفقون على أن علم الله تعالى و بصره و سمعه و كلامه و نحوها صفات لله تعالى و ليست أعراضا له تعالى
فكذلك قولوا فى الوجة و اليدين و الاصابع و نحوها إنها صفات لله تعالى و ليست أجساما و لا جوارح و لا أبعضا و أعضاء له سبحانه و تعالى .
و الا
يلزمكم أن تقولوا إن سمع الله تعالى و بصره و علمه و قدرته و نحوها أعراض قائمة بالله تعالى
فإذا كنتم لا تعطلون تلك - فلم تعطلون هذه ؟؟؟؟؟؟
و إذا عطلتهم هذه - يلزمكم أن تعطلوأ تلك أيضا
لان الشبهة المذكروة قائمة فى النوعين على السواء :
ثالثا : نقول أن مقالة تأويل الصفات بدعة فى الاسلام و خروج على إجماع سلف هذه الامة و أئمة السنة و إنها فى الاصل مقالة الكفار راجت على بعض المسلمين من طريق الجهمية الاولى و إنها تستلزم تعطيل صفات الله تعالى و تحريفه نصوصها و أنها باب الى زندقة القرامطة الباطنية و إلحادهم كما كون تعطيل صفات الله تعالى و تحريف نصوصها زندقة و إلحاد أيضا .
و أما المناقشة التفصيلية
فنقف مع الماتريدية الجهمية وقفات
إثبات صفية اليدين لله سبحانه و تعالى
المناقشة التفصيلية .
الوقفة الاولى
أجتمعت كلمة الامام أبى حنيفة و كبار ائمة الماتريدية كفخر الاسلام البزدوى و شمس الائمة السرخسى و حافظ الدين النسفى و علاء الدين البخارى و ابو المنتهى المغنيساوى و الملاء على القارى و شيخ زاده و العلامة الكشميرى على أن
تأويل اليد بالقدرة أو بالنعمة يستلزم محذورين
أحدهما أنه قول أهل القدر و الاعتزال ، و ليس من قول أهل السنة فى شئ .
ثانيهما : أنه إبطال لصفة الله تعالى اليد و هو تعطيل و تحريف
و فى ذلك عبرة بالغة للماتريدية لو كانوا يعلمون .
فإن نصوص الائمة الحنفية و على رأسهم الامام أبو حنيفة صريحة بأن من أول صفة بصفة أخرى فقد عطل و حرف و خرج من اهل السنة و الجماعة و التحق بالجهمية .
فهل يمكن لاحد أن يعد الماتردية و خلطائهم فى عداد أهل السنة و الجماعة ؟؟؟
الوقفة الثانية :-
أن الماتريدية و زملاءهم الاشعرية اشترطو فى صحة التأويل أن يكون موافقا للغة و إلا يكون تحريفا قرمطيا محضا .
فنقول لهم فى ضوء أعترافهم أن تأولاتكم لصفة اليدين و نحوها و تحريفها إلى النعمة و القدرة و نحوها من قبيل تأويلات الباطنية و لا يساعدها اللغة البتة بل ورود الكف و الاصابع و القبضة و اليمين و لفظ اليدين بصيغة التثنية و لفظة بيدى بعد لفظة خلقت يمنع ارداة التأويل و يدفع المجاز و يعين ارداة الحقيقة بلا شك
و لاجل هذه النكتة استدل أئمة السنة بعدة أحاديث على إثبات اليدين حقيقة لله تعالى فإنه لم يرد لفظة اليد فقط بل ورد معها ما يتعلق باليد من الكف و القبضة و الاصابع و اليمين ، كما ورد اليدان بصيغة التنية .
و لا يقال فى اللغة العربية "عملته بيدى " إلا اذا باشر ذلك العمل بيدية .
و الكلام يحمل على على الحقيقة على ما هو الاصل و لو لم يكن قرائن الحقيقة فكيف إذا تضافرت القرائن الموجبة لحمله على الحقيقة .
و إلا لكان هذا مسلزما لافساد نظام اللغى و إبطال التفاهم بين الناس و قلب الحقائق و تبديل الشرائع و هذا هو هدف الباطنية .
و اليك إيها القارئ نصوصا لبعض كبار الائمة الذين يعترف الماتريدية بفضلهم لتكون شاهدة لما قلنا و حجة قاهرة باهرة على الماتريدية فهل يا ترى سيرمونهم بالتجسيم و الوثنية
الامام الاشعرى بعد ما ذكر أدلة كثيرة على إثبات اليدين لله تعالى قال "
و لا يجوز فى لسان العرب و لا فى عادة أهل الخطاب أن يقول القائل "عملت كذا بيدى " و يعنى به النعمة و اذا كان الله عز و جل خاطب العرب بلغتها و ما يجرى مفوما فى كلامها
بطل أن يكون معنى قوله تعالى ((بيدى)) النعمة
الابانة 2/125 فهل يا ترى الامام الاشعرى من المجسمة ام ماذا سبحانك هذا بهتان عظيم .
الامام القاضى أبو بكر محمد بن الطيب الباقلانى و الذى يعظمة الكوثرى بأنه لسان الامة و سيف السنة و انه لا يوجد فى كلامة مجاراة للحشوية بل هو من الصرحاء فى التنزيه البات . فقد ذكر تأويلات الجهمية و تحريفاتهم لصفة اليدين ثم قال
يقال لهم هذا باطل لان قوله بيدى يقضى إثبات اليدين هما صفة له فلو كان المراد بها القدرة لوجب أن يكون له قدرتان . و أنتم لا تزعمون أن لله سبحانة قدرة واحدة فكيف يجوز أن تثبتوا له قدرتين .
و قد أجمع المسلمون من مثبتى الصفات و النافين لها على أنه لا يجوز أن يكون له تعالى قدرتان فبطل ما قلتم .
و كذلك لا يجوز أن يكون الله تعالى خلق آدم بنعمتين ، لان نعم الله تعالى على آدم و غيرة لا تحصى .
و لان القائل لا يجوز له أن يقول رفعت الشئ بيدى أو وضعته بيدى أو توليته بيدى و هو يعنى نعمته .
التمهيد للباقلانى 258-259
هذا هو كلام الباقلانى الذى ليس عنده مجاراة للحشويه و هو صريح فى التنزيه البات عند الكوثرى و قد عرفت أنه صريح فى
فى إثبات اليدين لله تعالى فما هو رد الماتريدية الجهمية نفاة الصفات على ذلك .
و مثله كلام مهم للامام أبى الحسن على بن خلف البكرى المعروف بابن بطال ذكر نص كلامة الحافظ ابن حجر
و أقره فتح البارى 13/393 فيا ليت شعرى أى منقلب سينقلب الظالمون .
الوقفة الثالثة فى ذكر بعد النصوص القرانية و الحديثية الدالة على تحقيق صفة اليدين التى لا تحتمل المجاز اطلاقا .
قال تعالى (( و قالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ))
قال الامام ابن خزيمة
و افهم ما أقول من جهة اللغة تفهم و تستيقن أن الجهمية مبدلة لكتاب الله و لا متأولة قوله تعالى (( بل يداه مبسوطتان)) لو كان معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرئت (( بل يداه مبسوطة)) او منبسطة لان نعم الله أكثر من أن تحصى و محال أن تكون نعمه نعمتين لا أكثر . كتاب التوحيد لابن خزيمة 1/198،118
قوله تعالى (( يا أبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدى )) فهذه الآية صريحة فى إثبات اليدين لله تعلى حقيقة و تمنع احتمال كل تأويل و مجاز قال الامام ابن خزيمة
و زعم بعض الجهمية أن معنى قوله (( خلق الله آدم بيديه )) او بقوته فزعم أن اليد هى القوة و هذا من التبديل ايضا و هو جهل بلغة العرب و القوة إنما تسمى "الأيد" فى لغة العرب لا " اليد" فمن لا يفرق بين "الايد" و "اليد " فهو إلى التعليم و التسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس و المناظرة كتاب التوحيد 1/199
من السنة الصحيحة المحكمة الصريحة .
قوله صلى الله عليه وسلم من حديث انس فى الشفاعة الكبرى (( يا آدم أما ترى الناس ؟ خلقك الله بيدية و أسجد لك ملائكته )) الحديث متفق عليه
و قوله صلى الله عليه وسلم فى تحاج آدم و موسى عليها السلام " قال له آدم يا موسى اصطفاك الله بكلامة و خط لك بيده )) متفق عليه .
خلاصة هذا البحث .
أن صفة اليدين ثابته لله تعالى كما يليق بشأن بلا تكييف و لا تحريف و لاتعطيل و لا تمثيل و عليه إجماع سلف هذه الامة و أئمة السنة و أن الماتريدية عطلوها و حرفوا نصوصها . و أنهم فى ذلك خارجون على إجماع السلف عامة و الامام أبى حنيفة خاصة فهم فى مثل هذه الابواب أتباع الجهمية الاولى و ليسو من أهل السنة .
و فى هذا كفاية لمن رزق هداية و أما أهل العناد فأنى لهم الرجوع إلى السداد.