المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أطفال فلسطين في اليوم العالمي للطفولة حقائق مؤلمة


صقر القدس
2011-11-21, 17:55
أطفال فلسطين في اليوم العالمي للطفولة حقائق مؤلمة

--------------------------------------------------------------------------------



غزة-النهارالإخبارية
بينما يحتفل العالم أجمع بيوم الطفل العالمي بالاحتفالات وعرض ما استطاعت كل دولة تقديمه لأبنائها وتوفير سبل الراحة والرفاهية لهم ليتمتعوا بكافة حقوقهم بينما الأمر يختلف كثيرا بالنسبة لأطفال فلسطين فهم يولدون رجالا مقاتلين في معركة لم تعرف بدايتها ولا احد يستطيع التكهن بنهايتها ناهيك عن الحصار والاحتلال والفقر والجوع وسوء الرعاية الصحية والحرمان من حقوقهم الأساسية كالعيش بكرامة وبأمان.

وما يزيد الموقف سوءا وحرجا أن نصف المجتمع الفلسطيني هم أطفال أي ما يقارب% 50
من مجمل المجتمع المحلي على اعتبار أن الأطفال هم ما بين السنة حتى السادسة عشر حسب مقاييس المنظمات الدولية وهؤلاء بجميعهم يعشون بأغلبهم تحت سن الفقر بسبب سوء الأوضاع ألاقتصاديه التي يمر فيها هؤلاء الأطفال وأسرهم.

حيث أكدت آخر الإحصائيات الفلسطينية أن معدل الفقر بلغ 21.4 في المائة؛ بواقع 16 في المائة بالضفة الغربية و31.9 في المائة بقطاع غزة، فيما شكل الأطفال الذين يعانون من حالة الفقر ما نسبته 26.9 في المائة من مجموع الأطفال؛ بواقع 19 في المائة بالـضفة و38.4 في المائة بقطاع غزة.

ما يعني خروج هؤلاء الأطفال مرغمين للعمل مثل هذا السن وممارسة مهن لا تتناسب مع أجسادهم الضعيفة من اجل توفير لقمة العيش لهم ولأسرهم .

وجاء في الاحصائية أن حوالي 65 ألف طفل فلسطيني (ستة في المائة) من إجمالي عدد الأطفال في الفئة العمرية 5- 14 سنة، هم أطفال عاملون سواء بأجر أو دون أجر عام 2010؛ بواقع 8 في المائة بالضفة و3.1 في المائة بقطاع غزة. كما بلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدرسة والمنخرطين أيضًا في عمالة الأطفال 5.6 في المائة.

الأطفال الفلسطينيين محرومون من كافة سبل الترفيه والتسلية نظرا لغياب هذه الوسائل بسبب تدمير إسرائيل للبنية التحتية الفلسطينية بغض النظر عن تلك الموجودة بشكل نادر ومعظم الأطفال لا يستطيعون الوصل إليها لقلة النقود وانتشار الفقر وبعدها عن أماكنهم السكنية.

أما على صعيد التعليم وبالرغم من جهود وكالة الغوث في توفير فرص لهؤلاء الأطفال للتعليم واستخدام أساليب حديثة في التربية وإعطاء المناهج إلا أن ذلك لم يساهم في تحسين العملية الدراسية بالشكل المطلوب ولا الحد من ظاهرة التسرب المدرسي فمازال العامل الرئيسي يعلب دورا فعالا وقويا ألا وهو الفقر.

بالرغم من ذلك فإن حوالي أربعة أطفال من بين كل عشرة أطفال (35.9%) في الفئة العمرية (10-17 سنة)بحسب الإحصائية لديهم معرفة بخدمة الإنترنت ويقومون باستخدامها مقابل حوالي ثلاثة أطفال من بين كل عشرة أطفال (34.6%) ليس لديهم أدنى معرفة بالإنترنت وهو مؤشر ايجابي نحو مستقبل التعليم في فلسطين.

من جهة ثانية وقاسية أطفال فلسطين هم أسرى لدى الاحتلال الصهيوني ويتعرضون لشتى أنواع التعذيب والتحرش الجنسي وخضوعهم للمحاكمات والإبعاد القسري عن أماكن سكناهم وهو ما يتعارض مع كافة القوانين والتشريعات الدولية حيث تحتجز السلطات الإسرائيلية ما يقارب 344 طفلا و طفله في السجون الإسرائيلية يحتجز معظمهم في (قسم الأشبال) بسجن هشارون معظمهم دون الثامنة عشرة. وبينما يعتبر أي شخص دون الثامنة عشرة 18 من العمر طفلا- حدثا بالقانون الإسرائيلي المحلي والقانون الدولي وحسب تعريف الحدث الوارد في قواعد الأمم المتحدة بشأن حماية الأحداث المجردين من حريتهم الذي اعتمد بقرار الجمعية العامة 45/113 المؤرخ في 14 كانون الأول 1990.

وأظهرت إحصائيات فلسطينية رسمية أن نسبة المعاقين في الأراضي الفلسطينية وصلت إلى نحو 3.5% من مجموع السكان، وهي نسبه اعتبرها مركز «الميزان» لحقوق الإنسان الأعلى على مستوى العالم.

وقال المركز في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمعوق الذي صادف 18 تشرين الثاني «إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أضاف نحو 500 شخص إلى صفوف ذوي الإعاقة، جراء بتر في الأطراف، وضرر في حاستي السمع والبصر». وأشار المركز إلى أن الحصار يمنع دخول الأدوات الطبية التأهيلية اللازمة للمعاقين، ويعرقل خروج المحتاجين منهم للخدمات والعلاج لتلقي هذه الخدمات خارج قطاع غزة. وأكد المركز أن الحصار الإسرائيلي «أحد أبرز مسببات الإعاقة في صفوف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة»، محذرا من ازدياد نسبة الأطفال المعاقين جراء ذلك. وقال «تتزايد هذه المخاطر بعد نشر تقارير حديثة حول ارتفاع معدلات الإصابة بفقر الدم بين الأطفال في قطاع غزة إلى ما نسبته 50 في المائة، وهو أمر خطير ويشكل تهديدا جادا بإصابتهم بالإعاقة».

وما يفاقم معاناتهم هو غياب مؤسسات ترعى المعاقين بكافة أنواع الإعاقات وانعدام فرص العمل المتاحة لهم وعدم توفر مدارس خاصة للمعاقين إعاقات ذهنيه ما يزيد وضعهم سوءا .

هذا الواقع المؤلم الذي يعيشه الأطفال الفلسطينيين حرمهم من التمتع بأبسط معاني الطفولة فكيف لهم أن يحتفلوا بيوم الطفولة العالمي وقد أجبرتهم الظروف على الخروج من تلك الحياة البريئة مبكرا.