تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : احترام رأي الآخر


وردة الخريف
2011-11-21, 17:30
لا أحد منا يحترم الآخر، أو يعترف بحقه في الاختلاف، فمنطق "من ليس معي فهو ضدي" يزرع الضغينة بين الناس ويفرض الرأي بالقوة، ويجبر الجميع على أن يتحولوا إلى قطيع بلا رأى أو رؤية.

أين ثقافة الاختلاف؟ تلك الثقافة التي تعني احترام كل وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترام والهدوء وسعة الصدر، تحت شعار اختلاف الآراء والأذواق والأفكار في حد ذاته رحمة للأمة، ونعمة من نعم الله علينا، وبصيرة لا يفقهها إلا العقلاء، كذلك هو درجة من درجات التفكّر والتعقل، ولولا الاختلاف في أنماط التفكير وطرح الآراء لما تطور الإنسان.

فالحضارة والثقافة لدى الشعوب والأمم المتطورة قائمة على ثقافة الاختلاف، والعقلاء هم الذين يستفيدون من ذلك ليضيفوا شيئا جديدا على الفكر والمعرفة، وكما يقال "لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع"، والمثل الياباني الشهير يؤكد أنه "لا نقاش في الأذواق" والمنطق يؤيد ذلك بل ويحث عليه، فأصابع اليد ليست مثل بعضها، والاختلاف والتنوع مقبول وطبيعي، لكن الخلاف هو المشكلة، الخلاف هو الذي يولد التباغض والانقسام، وهذا ما يحدث مع الأسف في كل شيء في حياتنا، في الرياضة والفن والسياسة والدين، أنت أهلاوي ولا زملكاوي، فيروزي ولاّ كلثومي، "عمراوي" ولاّ "تامراوي", "نانساوي" ولا "هيفاوي"، حكومي أم معارض، فئات أم عمال، حمساوي أم فتحاوي، سني أم شيعي، ... إلخ.

للأسف فلقد نشأت مجتمعاتنا العربية على ثقافة يسود فيها الخلاف، بمعنى مخالفة كل ما يعارض أفكارنا وتفكيرنا وميولنا، وقد ترسخت تلك الثقافة في اللاشعور العربي نتيجة للتخلف والتأخر الذي عرفته مجتمعاتنا، وذلك نتيجة عوامل عديدة، أهمها الأنظمة القبلية التي سادت ولا تزال سائدة في بعض الدول العربية، بالإضافة إلى الزعامات السياسية الأحادية والمهيمنة والديكتاتورية التي حكمت ولا يزال معظمها يحكم، فالكل في واحد، والواحد هو الزعيم الملهم المسيطر المفوه ذو الكاريزما الطاغية، الذي إن مات أو قتل ضاع الرمز، وتاهت القضية، وانفرط العقد، وتجرأ الفئران على الأسود، فالفراغ الحالي لا بد لأحد وأن يملأه، وغياب الكبار يتيح الفرصة للصغار لكي يكبروا وقد يتجرؤون.

والحل الأوحد هو تنمية ثقافة الاختلاف خاصة لدى الأجيال الجديدة، فهي وحدها القادرة على فتح آفاق جديدة رحبة لنا جميعا في تقبل الآراء الأخرى، والاستفادة منها، بل وتحويلها إلى فكر مستنير تشترك فيه عقول مختلفة..

يجب أن نؤمن بأن الخلاف في الرأي يجب ألا يفسد الود، وأن مناقشة الأفكار أجدى وأكثر فائدة من اعتقال الآراء، وأنه إذا أشار إصبع إلى القمر، فالأغبياء وحدهم هم الذين ينظرون إلى الإصبع.

فهل آن لأمة "اقرأ" أن تتخلى عن الصياح وتبدأ العمل؟ أم إن عوامل الإخلاص والاجتهاد وإنكار الذات ليست من جينات العرب؟

لقد خلق لنا المولى عز وجل أذنين، ولم يخلق لنا إلا فما واحدا فقط، لنسمع أكثر مما نتكلم، فمن منا لا يختلف مع الآخر؟ وهل هناك مشكلة في أن يكوّن الفرد لنفسه آراء خاصة به تعكس ثقافته وشخصيته وسلوكه؟

إن سنّة الحياة قائمة على الاختلاف، سواء كانت جغرافية أم تاريخية أم فلسفية أم علمية، الاختلاف وارد في كل شيء -معنويا وماديا- وسواء قبلنا ذلك أم لم نقبل، فالحنظل موجود والمانجو أيضا، الحرير والصوف الخشن، الحديد والذهب، كلها ذات طبيعة مختلفة، حالها حال الآراء والأفكار المختلفة التي يتبناها الإنسان أو يعتقد بها، فلماذا إذن لا نتكيف معها؟ ولماذا الضجة والبهرجة السياسية والإعلامية تحاصر الفرد عندما يعلن طرح فكرة جديدة؟! ولماذا يتهم بالبدعة والضلالة والخروج عن ملّة الإسلام؟! ولماذا نضجّ عندما لا تعجبنا أفكار الآخرين، فنقوم بتحقيرها وتسفيهها والتهجم على متبنيها؟ في حين أننا غير مرغمين على قبولها، بل وفي إمكاننا رفضها بكل حرية؟! الفرد حرّ طليق في قبول أو رفض أي رأي، أي فكر يختلف معه جملة أو تفصيلا، على أن تكون لديه -بالضرورة- ثقافة الاختلاف مع آراء الآخرين والتعايش بمرونة وسلم معهم.

إذن الثقافة بلا اختلاف، كرأس بلا عقل، شجرة بلا ثمار، أو جسد بلا روح، مع الأخذ في الحسبان أن الاختلاف يفقد قيمته حينما يتحول إلى خلاف أو عداء شخصي، فاختلاف الفرد في رأيه مع الآخر، ميزة إيجابية قد تكشف لأحدهما أو لكليهما قصورا ما، فيسارعان إلى إعادة النظر فيما اختلفا فيه، فيدفع كل منهما نفسه أو الآخر إلى التصويب بقصد أو بغير قصد، فليس هناك ضير أو ضرار في ذلك الاختلاف، ما دامت نتيجته محمودة العواقب، وأن كلا منهما يتقبل الآخر، حتى وإن لم يتوصلا إلى أن يقنع كل منهما الآخر، فالمحصلة النهائية تتجسد في قبول ثقافة الاختلاف مع الرأي الآخر، وأيضا لغة التفاهم، على ألا يُكرِه أحدهما الآخر على قبول رأيه بشكل تعسفي، تغيب عنه لغة التعقل والمنطق.

إن ديننا الحنيف يقبل ثقافة الاختلاف، والدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، أو المجادلة بالتي هي أحسن، والبعد عن التعسف وتسفيه آراء الآخرين، فرسولنا محمد -عليه الصلاة والسلام- كان يشاور أصحابه ونساءه، يستشيرهم ويأخذ بآرائهم ومقترحاتهم، وهو الذي يُوحى إليه، على عكس من يرتدون اليوم جلابيب الوقار، ويحسبون أنفسهم ضمن الخط الديني، فالتنوع مثل حوض من الزهور جمالها في تنوع الألوان وتناسقها، ولا يقضي على جمالها، إلا إذا أهملت بدون رعاية للأعشاب الضارة لتخنقها، وتقضي على استمرار جمالها، ليحل مكانها قبح الأشواك.

إن ثقافة الاختلاف يا سادة -والتي انتشرت عدواها في المجتمع انتشار النار في الهشيم- تتطلب شخصا واعيا مؤمنا بها، منفتحا عليها مع الآخرين في آرائهم، لا يخرج عن سلوكياتها القويمة، ولا يقبل ما يناقضها من أي منهجية غير أخلاقية، تغيب عنها لغة الحوار الهادف، البعيد عن التشنج والصراخ وقلة الذوق، أو استخدام أي ألفاظ غير لائقة.

وفي النهاية لا أجد أفضل من قول أمير الشعراء أحمد شوقي لأهديه للجميع:


إلام الخـلف بينكــــــم إلامَ وهَذِي الضجة الكبرى علامَ
وفيم يكيد بعضــكمُ لبعض وتنسـون المحــــبة والوئامَ


فهل سيعود حوض الورد الجميل بتنوع ألوانه الرائعة المتناسقة ليتفاعل من جديد، أم للأسف لن يعود؟!

tifinagh
2011-11-22, 11:41
لا أشاطر عزيزتي نظرتك الدونية لمجتمعاتنا ،واستغرب

تهجمك عل قيمنا السمحة ،في تدبير الاختلاف والتشاور.


أكيد أن المقال يقارب مواضيع تعيق تقدمنا ،لكن لا يجب
ربطها بقيمنا التي تؤكد أن الفرد مثل جسم الانسان اذا اشتكى عضو تداعت له كل الأعضاء بالسهر والحمى.

من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا،وهدا دليل أن كل روح بالمجتمع لها مكانتها واهميتها.

وردة الخريف
2011-11-22, 12:26
أخي أنا آسفة فقد نسي أن أخبركم أنه منقول و هل توافقونه الرأي فأنا لا أنظر بهذه النظرة أرجو أن تسامحوني

ithguel
2011-11-23, 12:19
لا تذهبي بعيدا اختي الكريمة ...ما تتحدثين عنه موجود هنا في هذا المنتدى..الكثير من الاعضاء سامحهم الله عندما لا يعجبهم الموضوع او لا يتوافق مع رؤاهم تجدينهم يحقرون الموضوع ويتفهون صاحبه بل ويردون بردود لاذعة جدا ...

مثل النظام الحاكم لا يقبل الاختلاف ابدا ...وكذلك حال الانظمة العربية البائسة وهذا مجعل التخلف يتغلغل في هذه الكيانات ..

وردة الخريف
2011-11-24, 17:55
لم ليس هناك تفاعل

اَشْرَفْ اَنيِسْ
2011-11-24, 18:01
شــــــــــــــــــــــــــــــكرا بارك الله فيك ........

وردة الخريف
2011-11-24, 19:20
لا شكر على واجب

صقر القدس
2011-11-25, 07:57
إن سنّة الحياة قائمة على الاختلاف، سواء كانت جغرافية أم تاريخية أم فلسفية أم علمية، الاختلاف وارد في كل شيء -معنويا وماديا- وسواء قبلنا ذلك أم لم نقبل، فالحنظل موجود والمانجو أيضا، الحرير والصوف الخشن، الحديد والذهب، كلها ذات طبيعة مختلفة، حالها حال الآراء والأفكار المختلفة التي يتبناها الإنسان أو يعتقد بها، فلماذا إذن لا نتكيف معها؟ ولماذا الضجة والبهرجة السياسية والإعلامية تحاصر الفرد عندما يعلن طرح فكرة جديدة؟! ولماذا يتهم بالبدعة والضلالة والخروج عن ملّة الإسلام؟! ولماذا نضجّ عندما لا تعجبنا أفكار الآخرين، فنقوم بتحقيرها وتسفيهها والتهجم على متبنيها؟ في حين أننا غير مرغمين على قبولها، بل وفي إمكاننا رفضها بكل حرية؟! الفرد حرّ طليق في قبول أو رفض أي رأي، أي فكر يختلف معه جملة أو تفصيلا، على أن تكون لديه -بالضرورة- ثقافة الاختلاف مع آراء الآخرين والتعايش بمرونة وسلم معهم.

وردة الخريف
2011-11-25, 10:39
بارك الله فيك
كلام في محله

http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRRx53B_Y-HDCbNhoARZtNtAGfrGI1dlEJFLgAOsI7STUSKquNRYA

نور العقل
2011-11-28, 10:47
إذن الثقافة بلا اختلاف، كرأس بلا عقل، شجرة بلا ثمار، أو جسد بلا روح، مع الأخذ في الحسبان أن الاختلاف يفقد قيمته حينما يتحول إلى خلاف أو عداء شخصي، فاختلاف الفرد في رأيه مع الآخر، ميزة إيجابية قد تكشف لأحدهما أو لكليهما قصورا ما، فيسارعان إلى إعادة النظر فيما اختلفا فيه، فيدفع كل منهما نفسه أو الآخر إلى التصويب بقصد أو بغير قصد، فليس هناك ضير أو ضرار في ذلك الاختلاف، ما دامت نتيجته محمودة العواقب، وأن كلا منهما يتقبل الآخر، حتى وإن لم يتوصلا إلى أن يقنع كل منهما الآخر، فالمحصلة النهائية تتجسد في قبول ثقافة الاختلاف مع الرأي الآخر، وأيضا لغة التفاهم، على ألا يُكرِه أحدهما الآخر على قبول رأيه بشكل تعسفي، تغيب عنه لغة التعقل والمنطق

شكرا جزيلا
جزاك الله عنا خير الجزاء..
القرءان الكريم،قصة الشيطان مع الله....
قصة السامري مع موسى.
.....وغيرها .......

وردة الخريف
2011-11-28, 21:13
شكرا لك على الرد الصريح و الرأي السديد

tifinagh
2011-11-28, 22:08
أخي أنا آسفة فقد نسي أن أخبركم أنه منقول و هل توافقونه الرأي فأنا لا أنظر بهذه النظرة أرجو أن تسامحوني



أهلا بك


لا نقول نقلا بل تقاسم للمعرفة ،والموضوع له أهمية قصوى ،فمجتمعاتنا تعج بالاختلاف والتنافر،والهوة تتسع ،الأغنياء يزدادون غنا والفقراء يزدادون فقرا.

المهم مسألة تدبير الاختلاف ،وعدم اللجوء الى العنف ،كما يفعل الغرب في مواجهتنا.

بوشادى
2011-11-28, 22:40
أخي أنا آسفة فقد نسي أن أخبركم أنه منقول و هل توافقونه الرأي فأنا لا أنظر بهذه النظرة أرجو أن تسامحوني



و قد جانبك الصواب فى النقل

و اتفق معك فى كل ما تم نقله الينا و تتنكرين منه انت ...!
فربما لا انظر لتلك النظرة التشائمية من مهاجمة الاخرين فقط لكونهم يختلفون معى ,

و لكن للاسف فهذا هو الواقع المؤلم عند الاغلبية من العرب عامة

وهذا راجع لاسباب عدة من بينها كما تفضلتى ثقافة الردود نحن حقيقة نفتقدها
و هناك ايضا الاعذار فلا نعذر بعضنا البعض و ننظر فقط ما وراء السطور و لا ننظر الى السطور نفسها
وكذالك عمر صاحب المشاركة فنحن نتعامل فى الشبكة و لا نعرف بعضنا البعض ...

و تتفاوت الاعمار بيننا ..

و نتهم صاحب المشاركة بالجهل ونسخر منه مع انه لم يبالغ الحادية عشر من عمره
وهنا نفتقد الى ما هو اكبر من ثقافة الردود و هو الحب

فيا ليتنا نحب بعضنا البعض قبل ان نتعلم ثقافة الردود

وردة الخريف
2011-11-29, 13:00
أخي لا أتنكر لموضوعي فأنا معه إلا أنه أكثر تشاؤما ليس إلا
و أخي لنحاول القراءة بين السطور أفضل

بوشادى
2011-11-30, 01:18
أخي لا أتنكر لموضوعي فأنا معه إلا أنه أكثر تشاؤما ليس إلا
و أخي لنحاول القراءة بين السطور أفضل


التنكر المقصود هنا هو عدم الموافقة على ما يحدث من عدم احترامنا للرأى الاخر "

مثلى تماما فأنا اتنكر مما يحدث

و اتفق معك فى كل ما تم نقله الينا و انا و انت نتنكر منه بمعتى اننا غير موافقين عليه "


اتمنى ان اكون وفقت فى توصيل ما اريد قوله و اسف لعدم توصيل فهمى اليك "

بارك الله فيك يا وردة
وفقك الله يا بنتى

عبد الله-1
2011-11-30, 07:02
إخواني الكرام الذي أتأسف له هو ان الإدارة تحذف لنا مواضيعا بدون ما تخبرنا عن أسباب الحذف فالعضو يجتهد في كتابة موضوع ما في مجال ما ويتفاجأ بان الإدارة حذفته حتى دون ان تخبره عن الأسباب فلو تخبره عن الأسباب ويكون الموضوع مخالفا لقوانين المنتدى فصاحبه سيقتنع وهذا ليس أسلوب حضاري في التعامل بين الناس .
أسأل الله الهداية للجميع.

وردة الخريف
2011-12-01, 20:22
شكرا لمرورك العطر و ردك الصريح