المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من هم المرجئة الحقيقيون آ السلفيون أم الحزبيون؟


جمال البليدي
2008-11-29, 00:15
بسم الله الرحمان الرحيم

إنّ الذي دعاني إلى عقد هذا المقال هو أنني رأيت كثيراً من المغرضين يَرمون الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين بالإرجاء؛ لأن هؤلاء فسَّروا آيةَ الحكم بغير ما أنزل الله على التفصيل المعروف عند السلف، ولم يُكَفِّروا مطلقاً( )، ولأنهم يمنعون الخروج على الحكام الظلمة من المسلمين ما لم يروا كفراً بواحاً، بل ولو رأوا كفراً بواحاً منعوه أيضاً إذا كانت المصلحة الشرعية والقدرة تنْأَيان عن ذلك ... وأقول:

1ـ إنّ القول بالخروج السابق هو مذهب المرجئة؛ فقد روى ابن شاهين عن الثوري أنه قال: " اتَّقوا هذه الأهواء المضِلَّة!"، قيل له: بَيِّن لنا رحمك الله! فقال سفيان: " أما "المرجئة فيقولون ... "، وذكر شيئاً من أقوالهم، إلى أن قال: " وهُم يَرَوْن السيفَ على أهل القبلة! "( ). "
وروى أيضاً أنه قيل لابن المبارك: ترى رأي الإرجاء؟ فقال: " كيف أكون مرجئاً؛ فأنا لا أرى السيف؟! .. "( ).
بل روى الصابوني بإسناده الصحيح إلى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال: قال لي عبد الله بن طاهر: " يا أحمد! إنكم تبغضون هؤلاء القوم (يعني "المرجئة) جهلاً، وأنا أُبغضهم عن معرفة؛ أولاً: إنهم لا يَرَوْن للسلطان طاعة ..."( )."
قلت: ألا تدلّ هذه النصوص دلالةً واضحةً على أنهم هم المرجئة على الحقيقة، وأن أئمتنا المذكورين آنفاً براءٌ من ذلك.
ولا عجب حينئذ أن ينشأ الإرجاء على أعقاب الخروج؛ قال قتادة: " إنما حدَثَ الإرجاء بعد فتنة ابن الأشعث "( ).
ومن الأدلة على إرجائهم أيضاً:

2ـ ترك الاستثناء في الإيمان وما يتبعه،(يعني لا يقولون إن شاء الله) وإنْ زعم بعضهم ـ بلسانه ـ أنه على مذهب السلف، ألاَ تراهم يقولون: ( الشهيد حسن البنا .. الشهيد سيّد قطب ..)، ولو قيل لهم: إن كان وَصْفهم بالشهادة واجباً حركيًّا ما لكم منه بدّ فاستثنُوا بقولكم ـ على الأقل ـ: ( إن شاء الله)؛ فقد عقد البخاري
في كتاب الجهاد من (( صحيحه )) باباً في ذلك فقال: " "باب لا يُقال فلان شهيد "، وذكر الأدلة على ذلك، قلتُ: وقد طُلِب منهم هذا مراراً فاستنكفوا؛ وقالوا إنما أنتم في الجهاد تطعنون، وللمخابرات العالمية مُسَخَّرون!! "
وهذا الاستنكاف عن الاستثناء هو أصل الإرجاء؛ قال عبد الرحمن بن مهدي ـ رحمه الله ـ: " أصل الإرجاء ترْكُ الاستثناء "( ).

3ـ ثم عوداً على بدء فأقول: إن المرجئة الأولين أُتُوا من قِبَل تعظيمهم الإيمانَ واستهانتهم بالمعاصي؛ فاستبعدوا لذلك أن يحبط الإيمان بالذنوب، فقالوا: " "لا يضرّ مع الإيمان ذنب! "، فمن ثَمّ كان ضلالهم. وأما هؤلاء "
ـ اليوم ـ فأُتوا من قِبَل تعظيمهم السياسةَ؛ وكل من كان معهم في حركتهم فهو صاحب الولاء، ولا يضرّ مع الفقه الحركي ذنب، ولو كان هو الشرك بربّ العالمين!!! ألا ترى كيف يسقط أقطابهم والمُنَظِّرون لهم في العظائم ولا يُحَرِّكون ساكناً غيرةً على الدين؟! إنما غيرتهم علىحزبهم وحركتهم!! ألا ترى كيف يُقيمون الدنيا ولا يُقعدونها إن سمعوا الشيخ عبد العزيز والشيخ الألباني يقولان بترك المواجهة الدموية مع اليهود ريثما يتقوَّى المسلمون؟! وهي فتوى من مجتهدَيْن حقيقةً. وأما إذا أخطأ مُحرِّكوهم، فإنّ الواجب الحركي عندهم غضُّ الطرف عنهم مهما كانت شناعتها، وما أكثر ما يُفتُون في الدماء والأعراض والأموال فيُهدِرونها! مع أنهم لو بلغوا درجة طلبة العلم لكان هذا أحسن الظنّ بهم!
ـ فهذا علي بن حاج يُفْتي بقتل آلاف من المسلمين وبتشريد بقيتهم ويُرَوِّع بلداً آمناً، ويقول ما يقول من الإشادة بالمذهب الديمقراطي وغير ذلك مما نقلتُه عنه قَبْل، مع ذلك فلا ينتقده ـ عندهم ـ إلا عميلٌ!!
ـ ويطعن من قَبْله سيّدُ قطب في بعض أنبياء الله تعالى، ويطعن في جمع من الصحابة المشهود لهم بالجنة، ويرى السياسة الشرعية متمثلة في المذهب الاشتراكي الغالي، وغيرها من الدواهي التي بيَّنها الشيخ ربيع المدخلي في كتبه الأخيرة، وقد قال الألباني: " حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر: الشيخ ربيع "، وهذه شهادة من متخصِّص( )!
ـ ويجيء الترابي بدولة الإسلام المزعومة في السودان ليُنظِّم مؤتمرات لوحدة الأديان وليُشِيد بدين القبوريين وليُشَيِّد عددا كبيرا من الكنائس ما كانت تحلم به أيُّ دولة علمانية من قبله.
ـ ويقوم للأفغان كيان في دولتهم، فلا يغيِّرون من دين القبورية والخرافة شيئا! بل يقتلون أهل التوحيد دفاعا عن طواغيتها! وما مؤامرتهم على ولاية كنر الإسلامية عنا ببعيد! مع أن هذه القرية هي الوحيدة في أفغانستان التي أقيم للتوحيد فيها صرحه، وتقام فيها الصلاة أحسن إقامة وكذا الحدود الشرعية، ولا تُعرَف هناك بلدة تُحارَب فيها المخدِّرات مثلها ... فجاءت دولة ( الإخوان ) لا تألوهم خبالاً؛ حتى خربوها واغتالوا أميرها الشيخ السلفي: جميل الرحمن ـ رحمه الله ـ ... فجمعوا بين أكبر الكبائر على الإطلاق وهي: الشرك وقتل النفس بغير حقّ ...
كل هذا وغيره كثير جدا! ولا يضرّ إيمانَهم! ولا يُسقط إمامتَهم!! بل الويل لمن يفكِّر في انتقادهم؛ لأنه يطعن في مصداقية الجهاد!! بل أمّلوا ـ مع هذه المخازي والبدع المكفّرة ـ أن تكون الدولة الإسلامية المنشودة هي التي في أفغانستان والسودان!! كما في شريط سلمان العودة: » لماذا يخافون
من الإسلام؟ «. وليس الأمر كذلك؛ لأن الله تعالى قال:{ليس بأمانِيِّكم
ولا أَمانِيِّ أهل الكتاب مَن يَعمَلْ سوءًا يُجْزَ به ولا يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً}. فلذلك عدّهم بعض أهل العلم من غلاة المرجئة؛ لأن المرجئة عظَّموا الإيمان وهو أصل الدين، وأما هؤلاء فعظَّموا جزءا من جزئيات الدين؛ ألا وهو السياسة، مع العلم بأن سياستهم هذه لا تعدو أن تكون مزيجا من الاشتراكية والديمقراطية؛ كما هو معلوم عند من اطّلع على كتب سيّد قطب وغيره ممن هو على شاكلته، بل قلْ باختصار: هي الفقه الحركي المبتدع، والمرجئة لم
ينفوا تضرّر صاحب الإيمان بشرك يرتكبه، بل اعترفوا بأنه لا ينفع مع الكفر
حسنة، وأما هؤلاء فهم شافعون لأئمتهم ولو قالوا بالكفر الصريح كما
سبق!!!

4ـ هذا الأصل تبعه أصل آخر عند المرجئة، ألا وهو عدم بيان السنة للناس، مع ترك الرّدّ على المبتدعة؛ قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ بعد كلام له عن أهل التكفير: " وبإزاء هؤلاء المكفِّرِين بالباطل أقوامٌ لا يَعرِفون اعتقاد أهل السنة والجماعة كما يجب، أو يَعرفون بعضه ويجهلون بعضه، وما عرفوه منه قد لا يُبَيِّنونه للناس بل يكتمونه( )، ولا ينهون عن البدع المخالفة للكتاب والسنة( )، "ولا يذمّون أهل البدع ويعاقبونهم( )، بل لعلهم يذمّون الكلام في السنة وأصول الدين ذمًّا مطلقاً( ) .. أو يُقِرُّون الجميع على مذاهبهم المختلفة( ) ... وهذه الطريقة قد تغلب على كثير من المرجئة وبعض المتفقهة والمتصوِّفة والمتفلسفة ... وكلا هاتين الطريقتين ( أي المكفِّرة والمرجئة ومن معهم ) منحرفة خارجة عن الكتاب والسنة "( )."
ولا يَختلف اثنان أن هذا من أعظم الأسس التي يرتكز عليها دين الحركية؛ وهل ثَمَّ أحدٌ يُنكر مقولتهم: ( ليَعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، ولنعمل فيما اتَّفقنا عليه!! )، وقد بيّنت ـ في هامش قريب ـ من كلام حسن البنا أنهم يَعنون الاختلاف بإطلاق! قالوا هذا؛ لأنهم لو أخذوا يُنكرون على أهل البدع لضيَّعوا أكثر متبوعيهم الذين يمدّونهم في الغيّ!
ثم لم يقف هذا عند أهل البدع، بل تعدّاه إلى أهل الكفر؛ فقد سبق أن نقلتُ في ص (220) كلام ( الإخوان ) في رضاهم بأُخُوّة النصارى لهم بل ومطالبتهم بذلك! كما يفعل حسن البنا )، والقرضاوي في أنه لا خصومة دينية بيننا وبين اليهود!! فماذا بعد هذا؟!

فهذه أربعة أصول وافقوا فيها المرجئة، فأيّ الناس أحقّ بوصف الإرجاء؟! أليس يَصدق فيهم قول القائل: رمتني بدائها وانسَلَّت؟! والأمر لله.من كتاب مدارك النظر

tarekiliazer
2009-01-15, 07:46
السلام عليكم اخي انت تخلط الامور فالواجب مواجهة اليهود حتى ولو كان الايمان ضعيف فهو دفاع عن النفس وبكلامك هدا خلط وغلط كبيرين وارجاء للمواجهة وهو ما وقعت فيه واعلم ان الكمال في الايمان غير موجود بتاتا في اي عصر ومصر وخير العصور عصر الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه من اخطأ وعصى فلا تخلط الأمور أخي واعلم اننا كلنا مسلمون وليس هناك لا اخواني ولا صوفي ولا سلفي ولا ولا...بل ان طرحت عليك سؤال هل انت تحب الصفاء قلت نعم اذن انت صوفي تقول لي لا انا مسلم وان قلت لك تحب الاخوة في دين الله قلت نعم ،قلت لك انت اخواني قلت لا انا مسلم، هل تحب السلف الصالح قلت نعم هل انت سلفي قلت لا انا مسلم، هل تحب التبليغ بدين الله والدعوة قلت نعم هل انت دعوة وتبليغ قلت لا انا مسلم ادن كلها تسميات ثانوية تدخل في تسمية شاملة وهي المسلم كما انه يوجد نص صريح بتسميتنا المسلمين فلا تفرقو اخي ولا تتعصبو لعلماء معينين فكلهم علماؤنا وان اخطؤوا فلهم اجر وان اصابو فلهم اجران وفقك الله والسلام عليكم

ابو اكرام
2009-01-15, 08:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير اخي الحبيب جمال على هته الكلمات وجعلها الله في ميزان حسناتك واحسن الله اليك مشكور على دفاعك عن مشائخ اهل السنة اما بالنسبة للاخ الذي رد عليك اقول له هدنا الله واياك وبين الله لك الحق واقول لك ان من رد عليهم اخاك هم اخطر على الاسلام وعلى الامة من اليهود والنصارة لانهم يتكلمون بسم الدين وهو بريئ منهم برائة الذيب من دم يوسف عليه السلام اتمنى ان يعلم امثالك هذا وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحذر من هاؤلاء اكثر من تحذيره من اليهود والنصارى والاحاديث في ذالك كثيرة اخي الحبيب بارك الله فيك قبل ان ترد اقرأ ما كتب الاخ وتمعن في كلامه اما بالنسبة لما كتبت فوالله ومع احترامي لك عين الجهل اترك الاخ كي يرد عليك لان الموضوع له وانت رديت عليه وان لم يرد سوف ارد عليك ولا اضنه يتوانى في ذالك لكن نصيحة مني دعك من هذا الكلام العقلي واذكرك بحديث النبي عليه الصلاة والسلام في الافتراق وان لم يرد عليك الاخ رديت عليك انا ان شاء الله
[والسلام عليكم

سليم السطايفي
2009-01-15, 16:26
بارك الله فيك على هذا المقال

ali ahmed11
2009-01-18, 10:39
اذا كان ربيع امام الجرح و التعديل فقل على الدنيا السلام..............

ابو اكرام
2009-01-18, 13:23
اذا كان ربيع امام الجرح و التعديل فقل على الدنيا السلام...... السلام عليكم اخي الفاضل ماقصدك من قولك اذا كان الشيخ ربيع امام الجرح والتعديل فقل على الدنيا السلام اخي الفاضل اذا كنت ممن يكرهون الشيخ فلا حاجة لان تكتب وتنشر على علماء السنة فاعلم ان لحوم العلماء محرمةفاين نحن منهم انهم نصرة هذا الدين حفظهم الله من انت ومن انا حتى نكتب عليهم اونقول عليهم ولو نصف كلمة وفي الاخير اقول لك نريد الاستفادة في هذا المنتدى لا انتهاك حرمة العلماء ولاسب الناس هدانا الله واياكم.

سعدالله محمد
2009-01-18, 14:30
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه ، فكان فيما أخذ علينا ، أن بايعنا على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا ، وأثره علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، قال الا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم فيه من الله برهان ).
قال بن حجر (وملخصه أنه ينعزل بالكفر اجماعا ، فيجب على كل مسلم القيام بذلك .
وقال النووي ، قال القاضي عياض ، أجمع العلماء على أن الامامة لا تنعقد لكافر ، وعلى أنه لو طرأ عليه الكفر انعزل .
وقال ، فلو طرأ عليه كفر ، وتغيير للشرع أو بدعة ، خرج عن حكم الولاية ، وسقطت طاعته ، ووجب على المسلمين القيام عليه وخلعه ، ونصب امام عادل ان أمكنهم ذلك ، فان لم يقع ذلك الا لطائفة وجب عليهم القيام بخلع الكافر .


علماء السلطان ، هم في حكم عقيدتنا على ثلاثة أقسام

ــ 1ــ قسم لبّس عليهم السلطان حاله ، فخفي أمره عليهم ، فهؤولاء قوم معذورون عند الله .

ــ 2ــ قسم علم حال السلطان ، ولكنه أراد أن يخفف شرّه ، وأن يحقق خيرا لأهل الحق والدين ، فهذا مأجور مثاب .

ــ 3ــ قسم علم حال السلطان ، فوالاه ونصره ، ودافع عنه ، وزوّر على الناس دينهم ، وكتم ما آتاه الله من علم ، خدمة له وطلبا للرياسة ، فهذا مرتد كحاكمه .



http://www.youtube.com/watch?v=bHfD2PS6o0k&feature=related

أريج_1
2009-01-25, 08:15
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا