تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإرهاب التشخيص والحلول لعالم الدنيا عبد الله بن بيه الشنقيطي


الامام الغزالي
2011-11-19, 17:04
)):;<
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين وصحابته
الهداة المهتدين.
مدخل:
وبعد، فإن الفتن في هذا الزمان وفي كل زمان توجب على العلماء البيان بالبرهان لايضاح ما
ألتبس بالحق من الباطل والبهتان وحيث كانت فتنة "الارهاب" داهية دهياء ومصيبة شنعاء لأا:
أو ً لا: أهلكت أنفسًا بريئة معصومة بالشرع ودمرت منشآت محترمة في العالم الإسلامي
وخارجه.
ثانيًا: لأا استعدت علي العالم الإسلامي وجيشت عليه جيوشًا احدثت الدمار واحتلت الديار
وما كان لها أن تفعل لولا تلك الأعمال انونة التي قدمت لها ذريعة.
ثالثًا: شوهت صورة الإسلام في أعين الناس ومن مقاصد الشريعة تحسين صورة الإسلام كما
يدل عليه حديث: "لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه".
رابعًا: الاحتمال الذي يؤرق الدوائر الغربية والأمنية بصفة عامة من حصول الارهابين على
أسلحة تدميرية فإذا اس تعملوها فسيكون الطوفان و تكون حروب لا يعلم مداها إلا ا لله لتدخل الأمة
في أتون دمار لا لعًا له دون تفويض و لا توكيل افتئاتًا على السلطان ومغامرة بمصائر الشعوب
والأوطان.
لهذه الأسباب كان لحي وشجب الإرهاب والبحث عن ايقافه عند حده أمر لا مناص منه شرعًا
وعرفًا.
يتكون هذا البحث من:
- مقدمة تاريخية. - فصول ثلاثة: ١- تعريف الارهاب. ٢- أسبابه. ٣- حلول ومقترحات.
لمحلمحلمحلمحة تاريخيخيخيخية :
إن استعمال وسائل العنف في حل المشاكل الإنسانية وفي العلاقة مع الغير لم يكن حديثًا ولا شيئًا
مستغربًا في التعامل بين سكان هذه الكرة بعد قصة ابني آدم.
وأسباب استعمال العنف أنواع منوعة وقد تكون على أجل الأسباب لطلب الملك والسلطان
وعلى أتفه الأسباب كسباق الخيل والرهان.
- ٣ -
وفي تاريخنا العربي القديم تلك الحرب التي دامت أربعين عامًا بين قبيلتين بكر وتغلب ابني وائل
وهي حرب البسوس من جراء ناقة رعت في حمى كليب فعقرها.
وحرب داحس والغبراء بين حيين شقيقين هما عبس وذبيان ابنا غطفان من أجل الرهان على
سباق فرسين :
فليتهما لم يجريا قيد غلوة وليتهما لم يحبسا برهان
كما قال شاعرهم يبكي قتلاهم بجفر الهباءة.
ولعلنا لا نطي ل، فالتاريخ ملئ بتلك المئاسى إلا أن الم رتبط منها بالفكر أو الإيديلوجية كان من
أكثرها تدميرًا وإرهاقًا وأعلقها بالذاكرة.
وقد عرف في الحضارة الإسلامية منه نماذج أساءت إلى الولي قبل القصي وإلى الصديق قبل العدو
في القرن الأول كان الخوارج ضئضئ الفرقة ومحتد الفتنة فكفروا بالذنب وأعلنوا "ألا حكم إلا لله"
ليحكموا السيوف في رقاب المسلمين ولا يتماثل العالم الإسلامي للشفاء حتى تقوم فرقة الحشاشين في
أواخر القرن الخامس الهجري ليكونوا مقدمة لإستيلاء الصليبين على الشام.
وكانت طائفة الحشاشين تكون "عصبة سري ة" يدين أعضاؤها بالطاعة العمياء للرئيس الروحي
وكان عاد م ا لاغتيال للتخلص من خصومهم وأول ضحاياهم الوزير نظام الملك ومات السلطان
بعده بوقت قصير وكانوا يتحصنون في الجبال ودام أمرهم وفشا شرهم إلى أواسط القرن السابع
الهجري حيث قضى عليهم السلطان بيبرس ٦٧١ ه.
وبالإشارة إلى القرن الماضي تعاقبت على حمل مشعل إشعال الحرو ب وتأجيج زخيخ جمر المعارك
الأفكار القومية مع النازيين في المانيا والفاشيين في إيطاليا وإسبانيا وفي نفس الوقت كان اليساريون
باسم البروليتاريا يضرمون في هشيم الشعوب نيران الصراع الطبقي في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا
فكانت حروب العصابات تشن تحت بيارق تحري ر الشعوب إلا أن وصول مجموعة من اليهود إلى
فلسطين حيث كونت عصابات الهجانا وغيرها قبل إعلان دولة إسرائيل ١٩٤٦ م. كان بداية لإرهاب
ذهب ضحيته مئات الآلاف من الأبرياء ولا يزال ينفخ في كير حرب لا يعلم ايتها إلا الله.
وفي حروب التحرير في العالم العربي كان ا لروح الإسلامي والنفس القومي محفزين للمقاومة إلا
أنه في أواخر القرن الماضي ومنذ قيام الثورة الخمينية في إيران أصبحت الحركة الإسلامية الشيعية في
الواجهة في أعمال عنف هنا وهناك وفي نفس الوقت كان الغزو السوفيتي للروس في أفغانستان يطلق
شرارة حرب دينية كان للمسلمين السنة على مختلف أطيافهم الدور الأكبر والنصيب الأوفر فيها.
إلا أن التطورات اللاحقة بعد تحرير إفغانستان شهدت طفحًا لهذه الحركة في مناطق أخرى من
العالم وصلت إلى إخلالات خطيرة بالأمن في بقاع عدة من العالم بما فيها العالم الإسلامي نفسه
- ٤ -
وبخاصة بعد غرو العراق للك ويت والرد العالمي علي ه بقيادة الولايات المتحدة وهكذا ارتكبت أعمال
وتفجيرات خارج نطاق كل شرعية في أمكنة عدة كانت تمثل خطوطًا حمراء في نفوس المسلمين.
إلا أن الصاع قد طف وجاوز الحزام الطبين وأتي الوادي بطمه على القرى با لاعتداء المروع على
برجي منهاتن بنيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية حيث بزغ فجر مرحلة جديدة أو قل أسدل ليل
دامس محلنكك أرواقه على العالم كله فغابت فيه كثير من حقوق الإنسان والقوانين التي كانت تحكم
القوة الكبرى في تعاملها في الداخل والخارج.
وجرت على منوالها أوربا وبخاصة بريطانيا التي تعيش حربًا ض د الجيش الجمهوري الأيرلندي منذ
أكثر من ثلاثين سنة وهكذا تبدلت القوانين وتغيرت الأنظمة واختلت الموازين واحتلت العراق وقبلها
أفغانستان فكان ما كان مما هو بارز للعيان ومعروف لكل إنسان لكن التفجيرات طاولت أيضا بلادًا
آمنة خارج الميدان تحت ذرائع وشبه واهية سنتعرض لها...
هنا اتضحت أشياء جديدة:
١- توسع مفهوم الإرهاب ليشمل كثيرًا من الأعمال التي لم تكن مصنفة.
٢- صدرت قوانين تعرف الإرهاب في بلاد لم يكن فيها قانون يعرف الإرهاب.
٣- تعيين جهات معينة بوصفها الإرهابية هي تنظيم القاعدة وطالبان وبصفة عامة فتح إمكانية
توجيه الإام إلى أفراد وهيئات وحكومات في المنطقة على قاعدة : من ليس معنا فهو مع
الإرهاب.
وأصبحت الحملة على الإرهاب تمثل ساحات قتالية حقيقية من حدود باكستان إلى حدود منطقة
الخليج وتركيا وسوريا.
في ملف عن الإرهاب عدد Questions Internationales لقد قامت مجلة القضايا الدولية
يوليو – أغسطس ٢٠٠٤ م بتقديم تسلسل تاريخي عن الإرهاب استعر ض بعض الحوادث التاريخية ذات
المغزى للإرهاب لبيان قدم الظاهرة وتنوع المناطق الجغرافية التي احتضنتها واختلاف المذاهب
والمشارب لمرتكبي الارهاب.
في مل حق الأكاديمية الفرنسية لتعيين نوع Terrorisme في سنة ١٧٩٨ م ظهر مصطلح الإرها ب
الحكومة، هي الحكومة الثورية الفرنسية التي تقوم باعمال بشعة ضد الملكيين وغيرهم باسم الثورة
والحرية.
سنة ١٨٠٠ - نجا الإمبراطور نابليون بونابرت من محاولة إغتيال بقنبلة قام ا الملكيون.
١٨٨١ - في مارس اغتيل القيصر الإسكندر الثاني من طرف الشباب الفوضوييين.
١٨٩٤ سلسلة من الاعتداءات الإرهابية. -١٨٩٢
٢٤ يوليو تم اغتيال رئيس الجمهورية الفرنسية سادي كارنوت. - ١٨٩٤
- ٥ -
١٩١٤ - في يونيو اغتيال دوق النمسا فرناند مما عجل بنشوب الحرب العالمية الأولى.
١٩٣٢ - اغتيال رئيس الجمهورية الفرنسية بول دومير من طرف شاب فوضوي روسي.
١٩٣٤ - اكتوبر اغتيال ملك يوغسلافيا الأسكندر الأول في مرسيليا واغتيل معه وزير خارجية
فرنسا من طرف القوميين الكرواتيين فكانت من نذر الحرب العالمية العالمية التي نشبت بالفعل
١٩٣٩ م.
١٩٣٧ - عصبة الأمم المتحدة تعرف الارهاب.
١٩٤٦ - في يول يو منظمة أرقون اليهودية تعتدي على مقر الإدارة والاستخبارات البريطانية في
فندق الملك داود فتقتل ١٠٠ شخص.
١٩٤٧ - يخل تنظيم الأخوان المسلمين بعد مقتل النقراشي فلجأ إلى السرية.
١٩٤٨ - سبتمبر اغتيال الكونت برنادوت الممثل الخاص للأمم المتحدة في فلسطين من طرف
منظمة اشترن الصهيونية.
١٩٤٩ - اغتيال الشيخ حسن البنا.
١٩٥٤ - حل حركة الإخوان المسلمين في مصر.
١٩٥٩ -ميلاد حركة الباسك "إتيا" في اسبانيا.
١٩٦٦ - اعدام سيد قطب.
١٩٧٠ - اعتدآت كثيرة في ايطاليا من طرف الالوية الحمراء وفي المانيا من طرف عصابة "بادير".
وفي نفس السنة ميلاد "الجماعة الإسلامية" أو "الهجرة والتكفير" في مصر.
وفي نفس السنة كذلك أسس غو سمان في البيرو حركة "الدرب المض ئ". حيث وصل عدد القتلى
بسبب هذا التنظيم في السنوات التالية ٢٥ ألفًا.
١٩٧٣ - اغتيال رئيس الوزراء الاسباني كاريرو ابلانكو من طرف "إتيا".
١٩٧٩ - فبراير وصول الخميني إلى طهران.
١٩٨٣ - مواجهة في مدينة حماة السورية بين الحكومة والإسلاميين قتل فيها حوالي ٢٠٠٠٠
شخص.
١٩٨٤ - تأسيس حزب الله في لبنان.
تأسيس دار ااهدين العرب في بيشاور، نوفمبر من نفس السنة اغتيال رئيسة وزراء الهند اندريا
غاندي من طرف متعصبين من السيخ.
١٩٨٥ - يونيو انفجار طائرة بوينق هندية في الجو من طرف السيخ.
١٩٨٦ - فبراير - سبتمبر سلسلة من الاعتداءات بالقنابل في باريس اسقطت ١٣ قتيلا نسبت
إلى موالين لإيران.
- ٦ -
١٩٩١ - إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية في الجزائر بعد فوز جبهة الإنقاذ فيها وتوالت أحد اث
العنف ومنها مقتل بوضياف وهلاك عشرات الآلاف.
اغتيال شابور بختيار في فرنسا من طرف موالين للثورة الايرانية.
مقتل رئيس وزراء الهند راجيف غاندي من طرف منظمة نمور التاميل.
١٩٩٥ - مارس طائفة "الأم الحقيقي ة" في طوكيو تعتدي بغاز السارين في ميترو الأنفاق فتوقع
عشرة قتلى وتسمم ٥٠٠٠ شخص.
في إبريل من نفس السنة اعضاء من اليمين المتطرف الأمريكي يفجرون مبنى للإدارة الفيدرالية في
أكلاهوما سيتي يوقع ١٦٨ قتي ً لا.
يوليو من نفس السنة اعتداءات في ميترو باريس نسبت الجماعة الإسلامية الجزائرية.
نوفمبر من نفس السنة حركة م ١٩ تحتج ز رهاين في كلومبيا وتغتال ٢٦ من اعضاء المحكمة
العليا.
٢٠٠١ - سبتمبر الهجوم على برجي التجارة بنيورك.
وامر الطوفان والقائمة طويلة.
أردنا من خلال التنوع الذي تصوره هذه القائمة وهو تنوع جغرافي وديني وايديلوجي ممتد في
الزمان والمكان أن نوضح أن الارهاب لا يختص بدين دون آخر ولا ببقعة دون أخرى وأن الإسلام لا
يجوز أن ينسب إليه إرهاب المرهبين واعتداء المعتدين حتى ولو كان بعض المسلمين في لحظة من
التاريخ ودورة من دورات الزمن انخرطوا في سلك الارهاب وفي منظومة الحروب اللاشرعية فيج ب
أن لا ننسى أن الغالبية العظمى لا ت عتنق ذلك الفكر وأن المسلمين هم ضحا يا الارهاب بمختلف
أشكاله وصوره.