المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات ومواعظ من حياة الحسن البصري


زهيرة
2008-11-28, 12:54
وقفات ومواعظ من حياة الحسن البصري رحمه الله



حياة الصحابة الكرام رضوان الله عليهم اجمعين ومن بعدهم حياة التابعين فيها مواقف عظيمة تدل على مدى قوة ايمان هؤلاء الناس فلقد ملأوا الدنيا نورا بعلمهم وبأخلاقهم واستطاعوا ان يغتنموا كل وقتهم في طاعة الله تعالى والتقرب اليه ،من هؤلاء التابعين الحسن البصري رحمه الله نعيش وقفات معه ،أسأل أن ينفعنا بما نقول ونكتب والله المستعان وعليه التكلان .

الوقفة الاولى :

ذكر ابن أبي الدنيا أن الحسن البصري كتب الى عمر بن عبدالعزيز أما بعد : فإن الدنيا دار ظعن ليست بدار إقامة إنما أنزل إليها آدم عليه السلام عقوبة فاحذرها يا أمير المؤمنين فإن الزاد منها تركها والغنى فيها فقرها لها في كل حين قتيل تذل من أعزها وتفقر من جمعها هي كالسم يأكله من لا يعرفه وهو حتفه فكن فيها كالمداوي جراحه يحتمي قليلا مخافة ما يكره طويلا ويصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء فاحذر هذه الدار الغرارة الخداعة الخيالة التي قد تزينت بخدعها وفتنت بغرورها وختلت بآمالها وتشوفت لخطابها فأصبحت كالعروس المجلوة فالعيون إليها ناظرة والقلوب عليها والهة والنفوس لها عاشقة وهي لأزواجها كلهم قاتلة فعاشق لها قد ظفر منها بحاجته فاغتر وطغى ونسى المعاد فشغل بها لبه حتى زلت عنها قدمه فعظمت عليها ندامته وكثرت حسرته واجتمعت عليه سكرات الموت وألمه وحسرات الفوت وعاشق لم ينل منها بغيته فعاش بغصته وذهب بكمده ولم يدرك منها ما طلب ولم تسترح نفسه من التعب فخرج بغير زاد وقدم على غير مهاد ما تكون فيها أحذر ما تكون لها فإن صاحب الدنيا كلما اطمأن منها إلى سرور أشخصته إلى مكروه وصل الرخاء منها بالبلاء وجعل البقاء فيها إلى فناء سرورها مشوب بالحزن أمانيها كاذبة وآمالها باطلة وصفوها كدر وعيشها نكد فلو كان ربنا لم يخبر عنها خبرا ولم يضرب لها مثلا لكانت قد أيقظت النائم ونبهت الغافل فكيف وقد جاء من الله فيها واعظ وعنها زاجر فمالها عند الله قدر ولا وزن ولا نظر إليها منذ خلقها ولقد عرضت على نبينا بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصها عند الله جناح بعوضة فأبى أن يقبلها كره أن يحب ما أبغض خالقه أو يرفع ما وضع مليكه فزواها عن الصالحين اختيارا وبسطها لاعدائه اغترارا فيظن المغرور بها المقتدر عليها أنه أكرم بها ونسى ما صنع الله عز وجل برسوله حين شد الحجر على بطنه
وقال الحسن أيضا : إن قوما أكرموا الدنيا فصلبتهم على الخشب فأهينوها فأهنأ ما تكون إذا أهنتموها .

الوقفة الثانية:

قيل إن رجلا أتى الحسن فقال يا أبا سعيد إني حلفت بالطلاق أن الحجاج في النار فما تقول أقيم مع امرأتي أم أعتزلها فقال له قد كان الحجاج فاجرا فاسقا وما أدري ما أقول لك إن رحمة الله وسعت كل شيء وإن الرجل أتى محمد بن سيرين فأخبره بما حلف فرد عليه شبيها بما قاله الحسن وإنه أتى عمرو بن عبيد فقال له أقم مع زوجتك فإن الله تعالى إن غفر للحجاج لم يضرك الزنا ذكر ذلك.

الوقفة الثالثة :

قيل له ألا ترى كثرة الوباء فقال أنفق ممسك وأقلع مذنب واتعظ جاحد.

الوقفة الرابعة :

ولما وليَ الحجَّاجُ بن يوسف الثقفي العراقَ ، وطغى في ولايته وتجبَّر ، كان الحسنُ البصري أحدَ الرجال القلائل الذين تصدَّوا لطغيانه ، وجهروا بين الناس بسوء أفعاله ، وصدعوا بكلمة الحق في وجهه ، فعَلِمَ الحجَّاجُ أن الحسن البصري يتهجَّم عليه في مجلس عام ، فماذا فعل؟ دخل الحجَّاجُ إلى مجلسه ، وهو يتميَّز من الغيظ ، وقال لجلاَّسه : تبًّا لكم ، سُحقا ، يقوم عبدٌ من عبيد أهل البصرة ، و يقول فينا ما شاء أن يقول ، ثم لا يجد فيكم من يردُّه ، أو ينكر عليه ، واللهٍ لأسقينَّكم من دمه يا معشر الجبناء ، ثم أمر بالسيف والنطع - إذا كان يُريد قطعَ رأس إنسان بمكان فيه أثاث فاخر حتى لا يلوِّث الدمُ الأثاثَ يأتون بالنطع ، والنطع قطعة قماش كبيرة ، أو قطعة جلد ، إذا قُطع رأسُ من يُقطع رأسُه ، لا يلوِّث الدمُ الأثاث ، ثم أمر بالسيف والنطع فأُحضِر ، ودعا بالجلاد فمَثُل واقفا بين يديه ، ثم وجَّه إلى الحسن بعضَ جنده ، وأمرهم أن يأتوا به ، ويقطعوا رأسه ، وانتهى الأمرُ ، وما هو إلا قليل حتى جاء الحسنُ ، فشخصتْ نحوه الأبصارُ ، ووجفت عليه القلوبُ ، فلما رأى الحسنُ السيفَ والنطع والجلادَ حرَّك شفتيه ، ثم أقبل على الحجاج ، وعليه جلالُ المؤمن ، وعزة المسلم ، ووقارُ الداعية إلى الله ، فلما رآه الحجاجُ على حاله هذه هابه أشدَّ الهيبة ، وقال له : ها هنا يا أبا سعيد ، تعالَ اجلس هنا ، فما زال يوسع له و يقول : ها هنا ، والناس لا يصدَّقون ما يرون ، طبعا طُلب ليقتل ، والنطع جاهز، والسيَّاف جاهز ، وكلُّ شيء جاهز لقطع رأسه ، فكيف يستقبله الحجَّاج ، ويقول له : تعال إلى هنا يا أبا سعيد ، حتى أجلسَه على فراشه ، ووضَعَه جنبه ، ولما أخذ الحسنُ مجلسه التفت إليه الحجَّاجُ ، وجعل يسأله عن بعض أمور الدين ، والحسنُ يجيبه عن كلِّ مسألة بجنان ثابت ، وبيان ساحر ، وعلم واسع ، فقال له الحجاج : أنت سيدُ العلماء يا أبا سعيد ، ثم دعا بغالية - نوع من أنواع الطيب - وطيَّب له بها لحيته ، وودَّعه ، ولما خرج الحسنُ من عنده تبعه حاجبُ الحجاج ، وقال له : يا أبا سعيد ، لقد دعاك الحجاجُ لغير ما فعل بك ، دعاك ليقتلك ، والذي حدث أنه أكرمك ، وإني رأيتك عندما أقبلت ، ورأيتَ السيفَ والنطعَ قد حرَّكتَ شفتيك ، فماذا قلت ؟ فقال الحسن : لقد قلت : يا وليَ نعمتي ، وملاذي عند كربتي ، اجعل نقمته بردا و سلاما عليَّ ، كما جعلت النارَ بردا وسلاما على إبراهيم ، قال تعالى :

الوقفة الخامسة :

قيل للحسن إن فلانا اغتابك فبعث إليه طبق حلوى وقال بلغني أنك أهديت إلي حسناتك فكافأتك بهذا
وكان يقول : نضحك ولعل الله قد اضطلع على بعض أعمالنا فقال : لا أقبل منكم شيئاً .

الوقفة السادسة:

نظر إلى جنازة قد ازدحم الناس عليها فقال ما لكم تزدحمون ها تلك هي ساريته في المسجد اقعدوا تحتها حتى تكونوا مثله.

الوقفة السابعة:

وقال له رجل: إن قوماً يجالسونك ليجدوا بذلك إلى الوقيعة فيك سبيلاً (أي يتصيدون الأخطاء).
فقال: هون عليك يا هذا، فإني أطمعت نفسي في الجنان فطمعت، وأطعمتها في النجاة من النار، فطمعت، وأطمعتها في السلامة من الناس فلم أجد إلى ذلك سبيلاً، فإن الناس لم يرضوا عن خالقهم ورازقهم فكيف يرضون عن مخلوق مثلهم؟

الوقفة الثامنة :

حدَّث خالد بن صفوان فقال : لقيتُ مَسلمةَ بنَ عبد الملك في الحيرة فقال لي : أخبرني يا خالدُ عن حسن البصرة ، فإني أظنُّ أنك تعرف من أمره ما لا يعرف سواك ؟ فقال : أصلح اللهُ الأمير ؛ أنا خيرُ مَن يخبِرُك عنه بعلم ، قال : أنا جارُه في بيته ، وجليسه في مجلسه ، و أعلم أهل البصرة به ، قال : هاتِ ما عندك -
قال له : إنه امرؤ سريرته كعلانيته - واحدة - و قوله كفعله ، إذا أمر بمعروف كان أَعْمَلَ الناس به ، وإذا نهى عن منكر كان أَتْرَكَ الناس له ، ولقد رأيتُه مستغنيا عن الناس ، زاهدا بما في أيديهم ، ورأيت الناس محتاجين إليه ، طالبين ما عنده " فقال مسلمةُ : حسبُك يا خالد كيف يضلُّ قومٌ فيهم مثلُ هذا "

الوقفة التاسعة:

لما ولي عمر بن هبيرة الفزاري العراق وأضيفت إليه خراسان وذلك في أيام يزيد بن عبد الملك استدعى الحسن البصري ومحمد بن سيرين والشعبي وذلك في سنة ثلاث ومائة فقال لهم إن يزيد خليفة الله استخلفه على عباده وأخذ عليهم الميثاق بطاعته وأخذ عهدنا بالسمع والطاعة وقد ولاني ما ترون فيكتب إلي بالأمر من أمره فأنفذ ذلك الأمر فما ترون؟! فقال ابن سيرين والشعبي قولا فيه تقية فقال ابن هبيرة ما تقول يا حسن فقال يا ابن هبيرة خف الله في يزيد ولا تخف يزيد في الله إن الله يمنعك من يزيد وإن يزيد لا يمنعك من الله وأوشك أن يبعث إليك ملكا فيزيلك عن سريرك، ويخرجك من سعة قصرك إلى ضيق قبرك ثم لا ينجيك إلا عملك يا ابن هبيرة إن تعص الله فإنما جعل الله هذا السلطان ناصرا لدين الله وعباده فلا تركبن دين الله وعباده بسلطان الله فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فأجازهم ابن هبيرة وأضعف جائزة الحسن فقال الشعبي لابن سيرين سفسفنا له فسفسف لنا.

الوقفة العاشرة :

قال حمزة الأعمى: وكنت أدخل على الحسن منزله وهو يبكي، وربما جئت إليه وهو يصلي فأسمع بكاءه ونحيبه فقلت له يوماً: إنك تكثر البكاء، فقال: يا بني، ماذا يصنع المؤمن إذا لم يبكِ؟ يا بني إن البكاء داع إلى الرحمة. فإن استطعت أن تكون عمرك باكيا فافعل، لعله تعالى أن يرحمك.
ثم ناد الحسن: بلغنا أن الباكي من خشية الله لا تقطر دموعه قطرة حتى تعتق رقبته من النار.

الوقفة الحادية عشرة:

عن حفص بن عمر قال: بكى الحسن فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أخاف أن يطرحني غداً في النار ولا يبالي.
وعن حميد قال: بينما الحسن في المسجد تنفس تنفساً شديداً ثم بكى حتى أرعدت منكباً ثم قال: لو أن بالقلوب حياةً، لو أن بالقلوب صلاحاً لأبكتكم من ليلةٍ صبيحتها يوم القيامة، إن ليلة تمخض عن صبيحة يوم القيامة ما سمع الخلائق بيوم قط أكثر من عورة بادية ولا عين باكية من يوم القيامة.

الوقفة الثانية عشرة :

قال فرقد: دخلنا على الحسن فقلنا: يا أبا سعيد ألا يعجبك من محمد بن الأهتم؟ فقال: ماله؟ فقلنا: دخلنا عليه آنفا وهو يجود بنفسه فقال انظروا إلى ذاك الصندوق – وأومأ إلى صندوق في جانب بيته – فقال: هذا الصندوق فيه ثمانون ألف دينار لم أؤد منها زكاة ولم أصل منها رحما ولم يأكل منها محتاج فقلنا: يا أبا عبد الله فلمن كنت تجمعها؟ قال: لروعة الزمان ومكاثرة الأقران وجفوة السلطان فقال الحسن: انظروا من أين أتاه شيطانه فخوفه روعة زمانه ومكاثرة أقرانه وجفوة سلطانه !؟ ثم قال أيها الوارث لا تُخدعن كما خُدع صويحبك بالأمس جاءك هذا المال لم تتعب لك فيه يمين ولم يعرق لك فيه جبين جاءك ممن كان له جموعا منوعا من باطل جمعه ومن حق منعه ثم قال الحسن إن يوم القيامة لذو حسرات الرجل يجمع المال ثم يموت ويدعه لغيره فيرزقه الله فيه الصلاح والإنفاق في وجوه البر فيجد ماله في ميزان غيره.

الوقفة الثالثة عشرة :

جاء شاب إلى الحسن فقال: أعياني قيام الليل (أي حاولت قيام الليل فلم استطعه)، فقال: قيدتك خطاياك.

الوقفة الرابعة عشرة:

جاءه آخر فقال له: إني أعصي الله وأذنب، وأرى الله يعطيني ويفتح علي من الدنيا، ولا أجد أني محروم من شيء فقال له الحسن: هل تقوم الليل فقال: لا، فقال: كفاك أن حرمك الله مناجاته.

الوقفة الخامسة عشرة:

سأله رجل عن الفتنة ما هى وما يوجبها؟ فقال: هى والله عقوبة الله عز وجل؟ يحلها بالعباد إذا عصوه. وتأخروا عن طاعته. وقيل له: يا أبا سعيد من أين أتى على الخلق؟ فقال: من قلة الرضى عن الله ـ عزوجل ـ قيل له: فمن أين دخل عليهم قلة الرضى عن الله ـ عزوجل ـ؟ فقال: من جهلهم بالله. وقلة المعرفة به. وكان يقول: هجران الأحمق قربة إلى الله، ومواصلة العاقل إقامة لدين الله، وإكرام المؤمن خدمة لله، ومصارمة الفاسق عون من الله. وكان يقول: لا تكن شاة الراعى أعقل منك. تزجرها الصيحة، وتطردها الإشارة.

الوقفة السادسة عشرة :

قال الحسن: " يا ابن آدم عملك فإنما هو لحمك ودمك، فانظر على أي حال تلقى عملك، إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها، صدق الحديث، والوفاء بالعهد ـ وصلة الرحم، ورحمة الضعفاء، وقلة الفخر والخيلاء، وبذل المعروف، وقلة المباهاة للناس، وحسن الخلق وسعة الخلق مما يقرب إلى الله ـ عزوجل ـ يا ابن آدم إنك ناظر إلى عملك، يوزن خيره وشره، فلا تحقرن من الخير شيئا وإن هو صغر، فإنك إذا رأيته سرك مكانه، ولا تحقرن من الشر شيئا فإنك إذا رأيته ساءك مكانه، فرحم الله رجلا كسب وأنفقه قصدا، وقدم فضلا ليوم فقره وفاقته، هيهات هيهات ذهبت الدنيا، وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم، وأنتم تسوقون الناس والساعة تسوقكم، وقد أسرع بخياركم فما تنتظرون؟ إنه لا كتاب بعد كتابكم ولا نبى بعد نبيكم، يا ابن آدم بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعا، ولا تبيعن آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعا ".

الوقفة السابعة عشرة :

عن عمرو ابن ميمون بن مهران قال :
بعدما كبر أبي وذهب بصره .. قال لي : هلم بنا إلى الحسن البصري ..
فخرجت به أقوده إلى بيت الحسن البصري .. فلما دخلنا على الحسن قال له أبي :
يا أبا سعيد .. قد أنست من قلبي غلظة .. فاستلن لي منه ..
فقرأ الحسن { أفرأيت إن متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون } .. فبكى أبي .. حتى سقط .. وأخذ يضرب
برجله الأرض .. كما تضرب الشاة المذبوحة .. وأخذ الحسن البصري يبكي معه وينتحب فجاءت الجارية .. فقالت : قد أتعبتم الشيخ .. قوموا تفرقوا ..
فأخذتُ بيد أبي فخرجت به .. فلما صرنا في الطريق .. وكزني أبي في صدري وكزة .. ثم قال : يا بني .. لقد قرأ علينا آيات .. لو فهمتها بقلبك لأبقت فيه كلوماً .. أي جروحاً ..
نعم .. لا بد من شكوى إلى ذي مروءة * يناجيك أو يسليك أو يتوجع ..

الوقفة الثامنة عشرة :

وقيل إن رجلا أتى الحسن فقال يا أبا سعيد إني حلفت بالطلاق أن الحجاج في النار فما تقول أقيم مع امرأتي أم أعتزلها فقال له قد كان الحجاج فاجرا فاسقا وما أدري ما أقول لك إن رحمة الله وسعت كل شيء وإن الرجل أتى محمد بن سيرين فأخبره بما حلف فرد عليه شبيها بما قاله الحسن وإنه أتى عمرو بن عبيد فقال له أقم مع زوجتك فإن الله تعالى إن غفر للحجاج لم يضرك الزنا ذكر ذلك.

الوقفة التاسعة عشرة:

قال الحسن البصري " أيسر الناس حساباً يوم القيامة الذين يحاسبون أنفسهم في الدنيا فوقفوا عند همومهم و أعمالهم فإن كان الذي هموا به لهم مضوا وإن كان عليهم أمسكوا. قال و إنما يثقل الأمر يوم القيامة على الذين جازفوا الأمور في الدنيا أخذوها من غير محاسبة فوجدوا الله عز وجل قد أحصى عليهم مثاقيل الذر و قرأ " مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ".

الوقفة العشرون :

روى أبو عبيدة الناجي : أنه سمع الحسن يقول : يا ابن آدم إنك لا تصيب حقيقة الإيمان حتى لا تعيب الناس بعيب هو فيك ، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك فتصلحه ، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيباً إلا وجدت عيباً آخر لم تصلحه ، فإذا فعلت ذلك كان شغلك في خاصة نفسك ، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك .
وعن يحيى بن المختار عن الحسن قال : إن المؤمن قوام على نفسه يحاسب نفسه لله عز وجل ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا ، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .
وقال ايضا :إن المؤمن يفجؤه الشيء يعجبه فيقول : و الله إني لأشتهيك و إنك لمن حاجتي و لكن و الله ما من صلة إليك ، هيهات هيهات ، حيل بيني و بينك . و يفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول : ما أردت إلى هذا . مالي ولهذا ؟ والله لا أعود لهذا أبداً إن شاء الله . إن المؤمنين قوم أوثقهم القرآن وحال بينهم و بين هلكتهم . إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى إلى فكاك رقبته لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله عز وجل يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه و بصره و لسانه و جوارحه .

الوقفة الحادية والعشرون :

روى أبو عبيدة الناجي أنه سمع الحسن بن أبي الحسن يقول : حادثوا هذه القلوب فإنها سريعة الدثور ، و اقدعوا هذه الأنفس فإنها طلعة و إنها تنازع إلى شر غاية ، و إنكم إن لم تقاربوها لم تبق من أعمالكم شيئاً فتصبروا و تشددوا فإنما هي ليال تعد ، وإنما أنتم ركب وقوف يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب و لا يلتفت فانقلبوا بصالح ما بحضرتكم ، إن هذا الحق أجهد الناس وحال بينهم وبين شهواتهم وإنما صبر على هذا الحق من عرف فضله ورجا عاقبته .

لله ما أطهر هذه القلوب، ولله ما أزكى هذه النفوس، بالله عليك قل لي: هل أرواحهم خلقت من نور أم أطلعوا على الجنة وما فيها من الحور أو عايشوا النار وما فيها من الدثور أم إنه الإيمان يكسى ويحمل فيكون كالنور (نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء).
اللهم نور قلوبنا ونور دروبنا ونور قبورنا وقوي ايماننا وارفع درجاتنا والحقنا بالصالحين
وصلى الله على نبينامحمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً.

أمير بن محمد المدري
إمام وخطيب مسجد الايمان –اليمن – عمران

زهيرة
2008-11-28, 13:24
رسائل مبكية من كلام الحسن البصري رحمه الله
من الحسن البصري إلى كل ولد آدم

• يا ابن آدم
عملك عملك
فإنما هو لحمك و دمك
فانظر على أي حال تلقى عملك .


• إن لأهل التقوى علامات يعرفون بها :
صدق الحديث
ووفاء بالعهد
و صلة الرحم
و رحمة الضعفاء
وقلة المباهاة للناس
و حسن الخلق
وسعة الخلق فيما يقرب إلى الله


• يا ابن آدم
إنك ناظر إلى عملك غدا
يوزن خيره وشره
فلا تحقرن من الخير شيئا و إن صغر
فإنك إذا رأيته سرك مكانه.
ولا تحقرن من الشر شيئا
فإنك إذا رأيته ساءك مكانه.
فإياك و محقرات الذنوب.


• رحم الله رجلا كسب طيبا
و أنفق قصدا
و قدم فضلا ليوم فقره و فاقته.


• هيهات .. هيهات
ذهبت الدنيا بحال بالها
وبقيت الأعمال قلائد في أعناقكم


• أنتم تسوقون الناس
والساعة تسوقكم
و قد أسرع بخياركم
فماذا تنتظرون ؟!!


• يا ابن آدم
بع دنياك بآخرتك ..
تربحهما جميعا
و لا تبيعن آخرتك بدنياك ..
فتخسرهما جميعا.


• يا ابن آدم
إنما أنت أيام !
كلما ذهب يوم ذهب بعضك
فكيف البقاء ؟!


• لقد أدركت أقواما ..
ما كانوا يفرحون بشئ من الدنيا أقبل
و لا يتأسفون على شئ منها أدبر
لهي كانت أهون في أعينهم من التراب
فأين نحن منها الآن ؟!


• إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه
يقول : ما أردت بكلمتي ؟
يقول : ما أردت بأكلتي ؟
يقول : ما أردت بحديث نفسي ؟
فلا تراه إلا يعاتبها

• أما الفاجر :
نعوذ بالله من حال الفاجر.
فإنه يمضي قدما
و لا يعاتب نفسه ..
حتى يقع في حفرته
وعندها يقول :
يا ويلتى
يا ليتني ..
يا ليتني ..
و لات حين مندم !!!


• يا ابن آدم
إياك و الظلم
فإن الظلم ظلمات يوم القيامة
و ليأتين أناس يوم القيامة
بحسنات أمثال الجبال
فما يزال يؤخذ منهم
حتى يبقى الواحد منهم مفلساً
ثم يسحب إلى النار ؟


• يا ابن آدم
إذا رأيت الرجل ينافس في الدنيا..
فنافسه في الآخرة


• يا ابن آدم
نزّه نفسك
فإنك لا تزال كريما على الناس
و لا يزال الناس يكرمونك ..
ما لم تتعاط ما في أيديهم
فإذا فعلت ذلك :
استخفّوا بك
و كرهوا حديثك
و أبغضوك

زهيرة
2008-11-30, 16:34
• أيها الناس:

أحبّوا هونا
و أبغضوا هونا
فقد أفرط أقوام في الحب..
حتى هلكوا
و أفرط أقوام في البغض ..
حتى هلكوا .


• أيها الناس

لو لم يكن لنا ذنوب إلا حب الدنيا
لخشينا على أنفسنا منها
إن الله عز وجل يقول :
{تريدون عرض الدنيا و الله يريد الآخرة }( الأنفال : 67 )
فرحم الله امرءا ..
أراد ما أراد الله عزّ و جلّ .


• أيها الناس

لقد كان الرجل إذا طلب العلم :
يرى ذلك في بصره
و تخشّعه
و لسانه
ويده
وصلاته
و صلته
وزهده
أما الآن .. !!
فقد أصبح العلم ( مصيدة )
و الكل يصيد أو يتصيد
إلا من رحم ربك
و قليل ما هم.


• توشك العيـن تغيـض ... و البحيرات تجفّ.

بعضنا يصطاد بعضاً ... و الـشباك تختلف.
ذا يجئ الأمر رأسـا ... ذا يدور أو يلف.
و الصغير قد يعــف ... و الكبير لا يعف.
و الإمام قد يســــــف ... والصغير لا يسف.
و الثياب قد تصــــون ... و الثياب قد تشف .
و البغي قد تـــــداري ... سمــها و تلتـــحف.
و الشتات لا يزال .. ... يأتلف و يختلف .
و الخطيب لا يزال ... بالعقول يستخف .
و القلـــوب لا تزال ... للشمال تنحرف .
و الصغير بات يدري ... كيف تؤكل الكتف .
لا تخادع يا صـديقي ... بالحقيقة اعتـــرف.


• لقد رأيت أقواما..


كانت الدنيا أهون عليهم من التراب

و رأيت أقواما ..
يمسي أحدهم و ما يجد إلا قوتا
فيقول :
لا أجعل هذا كله في بطني !
لأجعلن بعضه لله عز وجل !
فيتصدق ببعضه
وهو أحوج ممن يتصدق به عليه !

• يا قوم

إن الدنيا دار عمل
من صحبها بالنقص لها و الزهادة فيها
سعد بها و نفعته صحبتها .
ومن صحبها على الرغبة فيها و المحبة لها
شقي بها .
و لكن أين القلوب التي تفقه ؟

و العيون التي تبصر ؟
والآذان التي تسمع ؟


• أين منكم من سمع ؟!!

لم أسمع الله عزّ و جلّ..

فيما عهد إلى عباده

و أنزل عليهم في كتابه :
رغب في الدنيا أحدا من خلقه

و لا رضي له بالطمأنينة فيها
و لا الركون إليها

بل صرّف الآيات
و ضرب الأمثال :
بالعيب لها
و الترغيب في غيرها


• أفق يا مغرور

تنشط للقبيح
و تنام عن الحسن
و تتكاسل إذا جدّ الجد !!!


• القلب ينشط للقبيح .. وكم ينام عن الحسن

يا نفس ويحك ما الذي .. يرضيك في دنيا العفن ؟!


أولى بنا سفح الدموع .. و أن يــجلبــبنا الحـــزن


أولى بنا أن نرعــوي ... أولى بنا لبس ( الكفــــن)


أولى بنا قتل ( الهوى ) ... في الصدر أصبح كالوثن


فأمامنا سفر طويل ... بــــعده يأتــــي الســــكن


إما إلى ( نار الجحيم ) .. أو الجنان : ( جنان عدن )


أقسمت ما هذي الحياة.. بها المقام أو ( الوطـــن)


فلم التلوّن و الخداع ؟ لم الدخول على ( الفتن ) ؟!


يكفي مصانعة الرعاع .. مع التقلـــب في المحن


تبا لهم مــن مــــعشر ... ألفوا معاقرة ( النــــتن)


بينا يدبّر للأمــــــين ... أخو الخيانة ( مؤتمن ) !



تبا لمن يتمـــــــلقون ... و ينطوون على ( دخن )

تبا لهم فنفـــــــــاقهم .. قد لطّخ ( الوجه الحسن)


تبا لمن باع ( الجنان ) .. لأجـــــل ( خضراء الدمن)


• أفيقوا يأهل الغفلة

فالقافلة قد تحركت

و عند الصباح ..

يحمد القوم السّرى

{أفأمن أهل القرى أن يأتيها بأسنا بياتاّ وهم نائمون أو أمن أهل

القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى

وهم يلعبون أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم

الخاسرون } ( الأعراف : 97-99)


• لا يزداد المؤمن صلاحا..

إلا ازداد خوفا

حتى يقول : لا أنجو !

أما الفاسق فيقول : الناس مثلي كثير
و سيغفر لي ، و لا بأس علي ، فرحمة الله واسعة

والله غفور رحيم !

أكمل يا مغرور

ولا تقل : فويل للمصلين !

{قال عذابي أصيب به من أشاء و رحمتي وسعت كل شئ

فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا

يؤمنون الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً

عندهم في التوراة و الإنجيل يأمرهم بالمعروف و ينهاهم عن المنكر و يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث و يضع عنهم إصرهم و الأغلال التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه و اتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون }

( الأعراف : 156-157)

واقرأ يا مغرور !

{ إن رحمة الله قريب من المحسنين } ( الأعراف : 56 )

و اقرأ يا مغرور :

{ و إني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحاً ثم اهتدى }( طه :
82 )

و اقرأ يا مغرور :
{ فاغفر للذين تابوا و اتبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم } ( غافر : 7 )
و لكن الفاسق المغرور
يخدع نفسه
فيؤجل العمل
و يتمنى على الله تعالى.

• تباً لطلاب الدنيا

وهي دنيا !!!
و الله لقد عبدت بنو إسرائيل الأصنام
بعد عبادتهم للرحمن
و ذلك بحبهم للدنيا

• و الله ما صدّق عبد بالنار..

إلا ضاقت عليه الأرض بما رحبت
و إن المنافق المخدوع :
لو كانت النار خلف هذا الحائط
لم يصدق بها ..
حتى يتهجم عليها فيراها !

• القلوب .. القلوب

إن القلوب تموت و تحيا
فإذا ماتت :
فاحملوها على الفرائض
فإذا هي أحييت :
فأدبوها بالتطوع .

• المؤمن !!! ما المؤمن ؟

و الله ما المؤمن بالذي يعمل شهراً
أو شهرين
أو عاماً
أو عامين
لا و الله
ما جعل الله لمؤمن أجلا ..
.. ( دون الموت )

• الذنوب

و هل تتساوى الذنوب؟
إن الرجل ليذنب الذنب فما ينساه
وما يزال متخوفا منه أبدا
حتى يدخل الجنة


• الدنيا .. وهموم الدنيا

و التحسر على ما فات

يجعل الحسرة حسرات.


• إن المؤمن إذا طلب حاجة فتيسرت ..

قبلها بميسور الله عزّ و جلّ

و حمد الله تعالى عليها

و إن لم تتيسر .. تركها

و لم يتبعها نفسه


• ( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير و ليس ذلك لأحد إلا

المؤمن إن أصابته سراء شكر: فكان خيرا له و إن أصابته

ضراء صبر : فكان خيرا له ) .

• نعمت الدار كانت ( الدنيا ) للمؤمن

و ذلك أنه عمل قليلاً

و أخذ زاده منها إلى ( الجنة ) .

و بئست الدار كانت للكافر و المنافق
ذلك أنه تمتع ( ليالي )

و كان زاده منها إلى ( النار ) .
{ فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور }( آل عمران : 185 )


منقول

زهيرة
2008-11-30, 18:37
• إن المؤمن قوّام على نفسه

يحاسب نفسه لله عزّ و جلّ

و إنما خفّ الحساب يوم الحساب ..

على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا

و إنما شق الحساب ..

على قوم أخذوها من غير محاسبة .




• يا قوم

تصبروا و تشددوا

فإنما هي ليالٍ تعد

و إنما أنتم ركب وقوف

يوشك أن يدعى أحدكم فيجيب

فيذهب به و لا يلتفت

فانقلبوا بصالح الأعمال .



• إن هذا الحق قد أجهد الناس


و حال بينهم وبين شهواتهم

و إنما صبر على الحق :

من عرف فضله و رجا عاقبته.




• أفق يا مغرور من غفلتك

و ابك على خطيئتك.

إذا خاف ( الخليل ) ..

و خاف ( موسى ) ..

كذا خاف ( المسيح ) ..

و خاف ( نوح ) ..

وخاف ( محمد) خير البرايا

فمالي لا أخاف و لا أنوح ؟!



• و يحك يا ابن آدم

هل لك بمحاربة الله طاقة ؟!

إنه من عصى ربه فقد حاربه !




• يا هذا

أدم الحزن على خير الآخرة

لعله يوصلك إليك .

وابك في ساعات الخلوة

لعل مولاك يطلع عليك فيرحم عبرتك

فتكون من الفائزين .




• يا هذا

رطّب لسانك بذكر الله

وندّ جفونك بالدموع ..

من خشية الله

فوالله ما هو إلا حلول القرار :

في الجنة أو النار

ليس هناك منزل ثالث

من أخطأته الرحمة

صار و الله إلى العذاب .




• السنة .. السنة

وطّنوا النفوس على حبها

وتعظيمها

و الحنين إليها

فقد جاء في الأثر :

لما اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ..

حنّت الجذع ..

كما يحنّ الفصيل إلى أمه

و بكت بكاء الصبي !!

يا عباد الله !

الخشبة تحنّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

شوقاً إليه !

فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه .



• و اعلم يا هذا

أن خطاك خطوتان :

خطوة لك

و خطوة عليك

فانظر أين تغدو ؟

و أين تروح ؟



• الموت .. الموت


{ كل نفس ذائقة الموت } ( آل عمران : 185 )

( الأنبياء : 35 ) ( العنكبوت : 57 )

يحق لمن يعلم :

أن الموت مورده

و أن الساعة موعده

و القيام بين يدي الله تعالى مشهده

يحق له أن يطول حزنه .



• يا هذا

صاحب الدنيا بجسدك

وفارقها بقلبك

و ليزدك إعجاب أهلها بها ..

زهدا فيها

و حذرا منها

فإن الصالحين كانوا كذلك .



• { كل نفس ذائقة الموت }

فضح الموت الدنيا

فلم يترك لذي لب فرحا .



• و اعلم يا هذا


أن المؤمن في الدنيا كالغريب

لا يأنس في عزها

و لا يجزع من ذلها

للناس حال

و له حال .



• و احذر ( الهوى )

فشرُ داء خالط القلب : الهوى

• و احرص على العلم


و أفضل العلم :

الورع و التوكل




• و اعلم

أن العبد لا يزال بخير

ما إذا قال.. قال لله

و إذا عمل .. عمل لله

• واعلم

أن أحب العباد إلى الله ..

الذين يحببون ( الله ) إلى عباده

و يعملون في الأرض نصحا .



• و احذر الرشوة

فإنها إذا دخلت من الباب ..

خرجت الأمانة من النافذة


• و احذر الدنيا

فإنه قلّ من نجا منها

وليس العجب لمن هلك ..

كيف هلك ؟

و لكن العجب لمن نجا ..

كيف نجا ؟!

فإن تنج منها

تنج من ذي عظيمة

و إلا فإني لا أخالك ناجيا .

ورغم هذا

فالدنيا كلها :

أولها و آخرها

ما هي إلا كرجل نام نومة

فرأى في منامه بعض ما يحب

ثم انتبه !!!



• كيف نضحك ؟

و لعل الله قد اطلع على بعض أعمالنا

فقال :

لا أقبل منكم !!


• يا هذا

بع دنياك بآخرتك ..

تربحهما جميعا .

و لا تبع آخرتك بدنياك ..

فتخسرهما جميعا .


• يا هذا

كفى بالموت واعظا

و رب موعظة دامت ساعة

ثم تنقضي

و خير موعظة ما دام أثرها


• نراع إذا ( الجنائز ) قابلتنا


و يحزننا بكاء الباكيات

كروعة ثلة لمغار سبع

فلما غاب :

عادت راتعات !!

ربوح ميلود
2008-11-30, 18:49
شكرا على الوقفات الطيبة
الا ان الوقفة الثانية فيها مايقال
لان قول عمرو بن عبيد المعتزلي المعتزلي المعتزلي مخالف للشرع
والله اعلم

زهيرة
2008-11-30, 19:05
شكرا على الوقفات الطيبة
الا ان الوقفة الثانية فيها مايقال
لان قول عمرو بن عبيد المعتزلي المعتزلي المعتزلي مخالف للشرع
والله اعلم


بوركت أخي الفاضل على وقفتك هذه..لكن هلا وضحت أكثر ..لربما أفدت

ربوح ميلود
2008-11-30, 19:56
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
ان الوقفة الثانية فيها شقين من القضية
1 ـ حكم الطلاق بالشيئ الغيبي المجزم به فهذا القول فيه كذلك شقين
ا ـ المجزوم به قطعا كقول احدهم زوجتي طالق ان لم يدخل النار من مات على الكفر مع ابلاغه الرساله واعرض عنها فهذا لاشيء عليه بل اجمع اهل العلم ان من مات على الكفر مع ابلاغه واعرض فهو في النار.
ب ـ المردود علمه الى الله فهذا الطلاق يقع مثل قول رجل : ان لم يكن فلان الكافر في النار فزوجتي طالق علما ان فلان مازال حيا فهذا الطلاق يقع مباشرة لماذا؟ لان الحي علمه عند ربه ومن ادرانا ان هذا الكافر قد يدخل الاسلام . لان الخاتمة علمها عند الله .
هذا مدخل لابد منه . ومنها :
ان اوقع الطلاق على زوجته ان لم يكن الحجاج بن يوسف في النار.
فالمسألة فيها تفصيل
1 ـ بالرغم من افعال الحجاج المشينة الا ان اهل العلم لم يكفروه لماذا؟ لان الكبائر لاتكفر صاحبها الا بدليل شرعي
خلاف للمعتزلة فانهم يكفرون صاحب الكبيرة فانهم يرون ان الحجاج كافر .
ولهذا نرى ان الحسن وابن سيرين لم يكفروه لان صاحب الكبيرة لايكفر الا باجتماع الشروط وانتفاء الموانع ليس بسطها الان
اما عمرو بن عبيد فهو كما هو معروف معتزلي يرى بتكفير صاحب الكبيرة ولهذا يرى ان المغفرة غير واردة انطلاقا من معتقده
والله اعلم

زهيرة
2008-11-30, 20:38
بوركت مرة اخرى أخي الفاضل"ربوح" على الافادة ..جزيت خيرا بحول الله

وقد طرحت موضوعا "عقيدتنا الاسلامية" يا حبذا لو تساهم فيه

ربوح ميلود
2008-11-30, 20:49
بارك الله فيك على الكلمة الطيبة ولق رأيت الموضوع وقرأته ولكني لست اهلا الا في الحدود الضيقة والله من وراء القصد وبارك الله فيك على المساهمات والحرص على العقيدة

زهيرة
2008-11-30, 21:00
بارك الله فيك على الكلمة الطيبة ولق رأيت الموضوع وقرأته ولكني لست اهلا الا في الحدود الضيقة والله من وراء القصد وبارك الله فيك على المساهمات والحرص على العقيدة


سبحان الله

ملئى السنابل تنحني تواضعا ... والفارغات رؤوسهن شوامخ








أليست الكلمة الطيبة صدقة ؟؟ نتغافل عن اشياء كثيرة لا تكلفنا شيء بل نقوم بعكسها ونصر عليه المباهاة والافتخار..كالنمرود وفرعون ووو....
شكرا أخي الفاضل

زهيرة
2008-12-01, 16:56
مقاومة الحسن البصري للشرك بأنواعه
كان ممن يقاوم الشرك الأصغر والأكبر بأنواعه، حتى قال رجل من بني مجاشع: جاء الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) في دم كان فينا، فخطبهم فأجابه رجـل، فقال: قد تركتُ ذلك لله ولوجوهكم. هناك قضية دماء، الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) أراد أن يصلح فيها، فيجعل أهل المقتول يتنازلون، فجاء رجل من أهل المقتول، قال: قد تركت ذلك لله ولوجوهكم -يعني: من أجل الله ومن أجلكم- فقال الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35): لا تقل هكذا، بل قل: لله ثم لوجوهكم، وآجرك الله. أثابك الله على تنازلك، ولكن لا تسوِّنا بالله، تقول: تركتها لله ولكم، لا يصلح أن تسوي بيننا وبين الله، قل: لله، ثم لكم. وهذا نظائره كثيرة، مثل أن تقول: لولا الله ثم فلان، لا تقول: لولا الله وفلان، فهي شرك، بل لولا الله ثم فلان، لا تجعل الخالق والمخلوق بمنزلة واحدة، وتعطف هذا على هذا.

الشبكة الاسلامية

زهيرة
2008-12-01, 16:59
موقف الحسن البصري من المبتدعة
كان الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله مقاوماً للبدعة، ومعلوم أن واصل بن عطاء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000272&spid=35) رأس المعتزلة كان من تلاميذ الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) إلى أن حدثت حادثة جعلت واصل بن عطاء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000272&spid=35) يخرج بفكرة الاعتزال، ويعتزل مجلس الحسن البصري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35)، وبدأت تلك البدعة. كان واصل بن عطاء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000272&spid=35) في أول أمره يجلس إلى الحسن البصري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) ، فلما ظهر الاختلاف وقالت الخوارج بتكفير مرتكبي الكبائر، وقال أهل السنة والجماعة بإيمانهم، أي أن معهم أصل الإيمان فهم مسلمون، ولكن مرتكبها فاسق فاجر، فلا يُحكم بكفر شخص إذا كان معه أصل الإيمان، وكان ما فعله كبيرة لا تصل إلى الكفر والشرك الأكبر؛ فلمَّا حصل هذا خرج واصل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000272&spid=35) عن الفريقين، وقال بالمنزلة بين المنزلتين. فـأهل السنة والجماعة يقولون: حكم مرتكب الكبيرة فاسق، لكنه باقٍ على إسلامه، لأن معه أصل الإيمان. وقالت الخوارج: مرتكب الكبيرة كافر مخلد في النار. فلم يفرقوا بينه وبين الكافر. والمعتزلة خرجوا بعد ذلك، وقالوا: مرتكب الكبيرة في منزلة بين المنزلتين: لا هو مؤمن ولا كافر، وهذه بدعة، ما هو هذا الشيء؟! لا يوجد شيء لا مسلم ولا كافر! لا في الجنة ولا في النار! لما قال واصل بن عطاء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000272&spid=35) هذه البدعة طََرَدَه الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) من مجلسه، فاعتزل عنه. ثم تبعه عمرو بن عبيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000866&spid=35)، وعمرو بن عبيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000866&spid=35) كان مشهوراً بالزهد، وكان.. وكان... حتى قال الخليفة: كلكم يطلب الصيد إلا عمرو بن عبيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000866&spid=35) . لكن عمرو بن عبيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000866&spid=35) ذهب مع المعتزلة ، فُقِدَ؛ فصار في هذه البدعة الخبيثةن وعليه تأسس مذهب المعتزلة من هذه البذور الفاسدة. سُمُّوا هم وجماعتُهم بـالمعتزلة ، وأطلق عليهم أهل السنة هذا اللقب لأنهم اعتزلوا أولاً مجلس الحسن البصري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله، وهو إمام من أئمة أهل السنة . والحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله تعالى لا شك أنه من أهل السنة والجماعة ، وأقواله في هذا موافقة لأقوال أهل السنة والجماعة في الأبواب المختلفة؛ في الأسماء والصفات، وأن الإيمان قول وعمل، والموقف من الصحابة.. وغير ذلك؛ لكن لعل الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله صدرت منه كلمة في وقت من الأوقات حُسِبَت على مذهب القَدَرِية ؛ لكنه بعد ذلك بيَّن الأمر وتراجع عن ذلك، ولا يمكن أن يقال أبداً: إنه من القَدَرِية ، ويمكن إذا وجد أثناء القراءة في الموضوع كلاماً يعرف الإنسان خلفية الموضوع؛ فلعل عبارة صدرت من الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله فُهِمَ منها أن الشر ليس بقَدَر وأن الخير هو الذي بقَدَر فقط. إن أهل السنة والجماعة يقولون: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gifاللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif [الرعد:16] وخالق الخير وخالق الشر، والخير والشر كله من خلق الله تعالى وتقديره، وإذا قلت: الله خالق للخير وليس خالقاً للشر، فقد جعلت للشر خالقاً آخر، فيكون الكلام مؤدياً إلى مصيبة عظمى، ولو زعم قائله أنه يريد تنزيه الله عن الشر وأنه لم يخلق الشر لينزهه عن الشر أو عن الرضا بالشر فهذا هراء؛ لأنه جعل للشر خالقاً غير الله، وصارت القضية في تعدد الخالق في مسألة عظيمة، فالله خالق الخير وخالق الشر، لكن إذا قلنا: إن الله خلق الشر فإنه راضٍ به سبحانه وتعالى؟ أبداً، خلقه وخلق الشيطان فتنة، ابتلاء يبتلي به العباد. فليس في المسألة إشكال؛ بل هي واضحة. لكن حصل أن نُقِلت عبارة عن الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله في هذه المسألة، وحصل نقاش بينه وبين بعض السلف ورجع عن ذلك. وقال الذهبي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000033&spid=35) في سير أعلام النبلاء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=book&id=4000014&spid=35) : عن حماد بن زيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000770&spid=35)، عن أيوب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000599&spid=35)، قال: كذب على الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) سربان من الناس: قومٌ من القَدَرِية ؛ لِيُنَفِّقُوه في الناس بـالحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) ... هم مبتدعة لو قالوا للناس: مذهبنا كذا وكذا فلا أحد سيقبل منهم؛ لأنهم مبتدعة؛ فكذبوا على الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35)؛ لأن الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) ثقة عند الناس، فإذا قيل للناس: إن الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) يقول: كذا، فإن الناس يأخذون بقوله، فكذبوا على الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) بأنه قال أشياء؛ لكي يُنَفِّقُوا بدعتهم بين الناس ويروجوها. وقومٌ في صدورهم شنَآن وبغض للحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) ؛ فالذي افترى عليه طائفتان: طائفة تريد ترويج البدعة، وطائفة تبغض الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) وتكرهه، وأنا نازلته غير مرة في القدر حتى خوَّفته بالسلطان، فقال: لا أعود فيه بعد اليوم، فلا أعلم أحداً يستطيع أن يعيب الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) إلا به، وقد أدركتُ الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) والله وما يقول -ما يقول بذلك القول- فهو قال: لا أعود بعد النقاش، ولا يمكن أن يعاب الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) بشيء من ذلك ألبتة، وقد رجع عنه. وذكر الذهبي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000033&spid=35) رحمه الله كلاماً أيضاً في الموضوع، قال: الحسن بن يسار (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) مولى الأنصار وسيد التابعين في زمانه بـالبصرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=amaken&id=3000075&spid=35) ، كان ثقة في نفسه، حجة، رأساً في العلم والعمل، عظيم القدر، وقد بدت منه هفوة في القَدَر لم يقصدها لذاتها، فتكلموا فيه، فما التُفِت إلى كلامهم، لأنه لَمَّا حوقق عليها تبرأ منها. ويكفي فخراً أن الإنسان إذا تبين له خطأ كلامه أن يرجع. وقال الذهبي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000033&spid=35) رحمه الله تعالى أيضاً كلاماً في مسألة تدليس الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله، وذكرنا هذا. وكذلك فإن ابن حجر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000091&spid=35) رحمه الله في تهذيب التهذيب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=book&id=4000235&spid=35) أيضاً قد أشار إلى المسألة، وأمْر الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) رحمه الله في هذا، وأن ما نُسب إليه من القدر هو أمر قد تراجع عنه، وبعض الناس زادوا عليه أشياء، فيقول في تهذيب التهذيب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=book&id=4000235&spid=35) : كان من أفصح أهل البصرة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=amaken&id=3000075&spid=35) وأجملهم وأعبدهم وأفقههم. وروى معمر (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000341&spid=35) عن قتادة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000356&spid=35) عن الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) تلك الكلمة المتعلقة، قال أيوب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000599&spid=35) : فناظرته في هذه الكلمة، فقال: لا أعود. وقال ابن عون (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000552&spid=35): سمعت الحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) يقول: [من كذَّب بالقدر فقد كفر]، والحسن (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000027&spid=35) كغيره من التابعين يؤمن بالقدر خيره وشره، ولئن نُقِل عنه خلاف ذلك فقد برأه العلماء من هذه التهمة سيما وقد نقل عن بعضهم أنه رجع عن ذلك. فالحمد لله صفحته بيضاء، ولو كان قال شيئاً من هذا أخطأ فيه فقد رجع.

الشبكة الاسلامية

للعودة الى المرجع اضغط على الكلما المكتوبة بالأزرق

زهيرة
2008-12-01, 17:20
قصة طريفة للامام الحسن البصري

كان الامام الحسن البصري بجانب علمه الغزير قوي الحجة شديد الذكاء وفي يوم من الايام عرف ان هناك مسجدا يجتمع فيه اهل الشيعة وعندما دخل المسجد خلع نعليه وامسك بهما ووضعها تحت ابطيه وجلس بين القوم يستمع الي حديثهم فلما لاحظوا انه يضع نعليه تحت ابطيه استغرب احد الجالسين وقال له: هلا وضعت نعلك بالخارج ياشيخ حتي لاتتعب نفسك فنظر اليه الامام الحسن البصري و قال له كلا لن اضعه
فقال له: الرجل لماذا ياشيخ ؟
قال له: لقد سمعت ان ايام الرسول كان الشيعة يسرقون النعال:)
فنظر اليه الرجال باستغراب ثم قال له احد الجالسين ماذا تقول ياشيخ وهل كان في زمن الرسول صلي الله عليه وسلم احداً من الشيعة ؟؟؟
فابتسم الشيخ الحسن البصري وقام من مجلسه وقال: الحمد لله الذي انطقكم بمثل هذا فيما اجتماعكم اذن؟؟ اعلى الباطل ومن اين اتيتم بمذهبكم هذا ؟؟ السلام عليكم ثم خرج من مجلسهم ..

طريق الايمان

ربوح ميلود
2008-12-01, 18:25
بارك الله فيك على الايضاحات وبها يتبن بعض اصول الفرق الضاله كالقدرية والخوارج والمعتزلة وللايضاح ان المعتزلة والخوارج يتفقون في ان صاحب الكبيرة مخلد في النار يوم القيامه الا انهما يختلفن في حكمه في الدنيا فالخوارج يكفرونه علنا وتجرى عليه مجرىالكفر من عدم الصلاة عليه والميراث الى اخر ذلك اما المعتزلة فيقولون هو منزل منزلة بين منزلتين خرج من الايمان بكبيرته ولم يكفر فلا هو مؤمن ولا هو كافر
ولهذا قالوا اهل العلم الخوارج اوضح في الحكم والمعتزلة أرأف على اهل الميت لميتهم ولكنهم اشتركوا في الحكم الاخروي انه مخلد في النار
والله اعلم

زهيرة
2008-12-01, 19:46
بارك الله فيك على الايضاحات وبها يتبن بعض اصول الفرق الضاله كالقدرية والخوارج والمعتزلة وللايضاح ان المعتزلة والخوارج يتفقون في ان صاحب الكبيرة مخلد في النار يوم القيامه الا انهما يختلفن في حكمه في الدنيا فالخوارج يكفرونه علنا وتجرى عليه مجرىالكفر من عدم الصلاة عليه والميراث الى اخر ذلك اما المعتزلة فيقولون هو منزل منزلة بين منزلتين خرج من الايمان بكبيرته ولم يكفر فلا هو مؤمن ولا هو كافر
ولهذا قالوا اهل العلم الخوارج اوضح في الحكم والمعتزلة أرأف على اهل الميت لميتهم ولكنهم اشتركوا في الحكم الاخروي انه مخلد في النار
والله اعلم


وفيك بركة أخي "ربوح" .. وشكرا على اضافاتك الماتعة

تحياتي

زهيرة
2008-12-07, 14:57
جاء في ترجمة الحسن البصري رحمه الله:
ولَمَّا وَلِيَ عمر بن هُبَيْرَةَ الفزاريُّ العراقَ، وأضيفت إليه خراسانُ، وذلك في أيام
يزيدَ بن عبد الملك، استدعى الحسنَ البصريَّ، ومحمد بن سيرين، والشَّعْبِيَّ،
وذلك في سنة ثلاث ومائة. فقال لهم: إنّ يزيدَ خليفةُ الله استخلفه على عباده،
وأخذ عليهم الميثاق بطاعته، وأخذ عهْدنا بالسمع والطاعة، وقد وَلاَّنِي ما تَرَوْنَ،
فيكتب إليَّ بالأمر مِنْ أَمْرِه فأُقَلِّدُه ما تَقَلَّدَه من ذلك الأمر، فإن فعلْته؛ خِفْتُ
على ديني، وإن لم أفعله؛ خِفْتُ على نفسي، فما ترون؟! فقال ابنُ سيرين
والشعبيُّ قولاً فيه تُقْيَةٌ -يعني مُلاينة ومُداراة-.
فقال ابن هبيرةَ: ما تقول يا حسن؟ فقال: «يا ابن هبيرة! خَفِ الله في يزيدَ، ولا
تخفْ يزيدَ في الله؛ فإن الله يمنعك من يزيدَ، وإن يزيدَ لا يمنعك من الله، وأَوْشَكَ
أن يبعث إليك مُلْكًا فيُزيلك عن سريرك، ويُخرجك من سَعَةِ قصرك إلى ضِيق
قبرك، ثم لا يُنجيك إلا عملُك. يا ابن هبيرة! إن تعص الله؛ فإنما جَعَلَ الله هذا
السلطان ناصرًا لدين الله وعباده، فلا تَرْكَبَنَّ دِينَ الله وعبادَه بسلطانِ الله؛ فإنَّه
لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق».
فلما خرج الحسن من عند ابن هبيرة؛ قال له مُطَرِّفٌ: إني أخاف أن أقول ما لا
أفعل -كالخائف عليه أو المعاتب-. فقال له الحسن: «رحمك الله! وأينا يفعل ما
يقول؟! لَوَدَّ الشيطانُ أنه ظَفَرَ بهذا منكم، فلم يأمر أَحَدٌ بمعروفٍ ولم يَنْه عنْ
منكرٍ».



رحم الله تعالى الإمام الحسن البصري رحمة واسعة.



منقول من منتديات الأكاديمية الإسلامية

زهيرة
2008-12-09, 12:36
سئل الحسن البصري يوما :" ما سر زهدك في هذه الحياة ؟ فأجاب : علمت ان رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي وعلمت ان عملي لا يقوم به غيري فاشتغلت به وحدي وعلمت ان الله مطلع علي فاستحييتُ ان يراني على معصية وعلمت ان الموت ينتظرني فاعددت الزاد للقاء ربي ".

zembla
2008-12-11, 15:43
http://http://www.yy44.net/upfiles/ew806808.bmp (http://www.yy44.net/)

زهيرة
2008-12-11, 17:39
http://http://www.yy44.net/upfiles/ew806808.bmp (http://http://www.yy44.net/upfiles/ew806808.bmp)


مشكور على مرورك الكريم أخي