s7s78
2011-11-17, 14:56
عنترة فى زمن العولمة
جالسني والأمل يحدوه للوصول إلى ما لاكه لساني من عبارات لم تتعود على أكثرها أذنه .
رأيت مسحة الغضب تعلو جبينه ، وعزوت ذلك لما رآى ، وسمع من تغير الأحوال ، وعوج اللسان .
http://2.bp.blogspot.com/_hUEF58RjGNg/S3NUvOrMNgI/AAAAAAAAFD4/d9S8MC6veF8/s320/%D8%B9%D9%86%D8%AA%D8%B1%D8%A9.jpg
حسبت أن كلماتي أعجزته وقد انصرفت بصيرته عما لاحظه من خرق في أحوالنا ، وتبدد اتصالنا بأصولنا .
خاطبتُه خطاب المثقف الواعي :
أريدك أن تصحبني في رحلة في شوارع القاهرة ، أو بغداد ، أو بيروت ...
أريك ورق البردى، والمباخر ، والفــازات ، والخيام . وأنواع المقاهي ، والاستراحات .
نظرَ إليّ وعيناه تمتلآن بعلامات التعجب ، والاستفهام ، وقد توقف لسانه عن الحركة .
عندها انتابني شعور بالعُجب . أحسب أنه انبهر بما لدينا من ثقافة ، وعلم .
قلت : أترى يا صديقي ما أصبحنا فيه من التقدم والحضارة ؟
عندنا \"التلفاز \" و \" والدش \" و\" الفضائيات \" ..
صحيح أنها تخلو من الثقافة ، والعلم ، لكنها تفخر بثلة من الممولين بالكلمات والألحان ..
وجعلوا من كل عاطل صاحب فن .
قاطعني : أفيهم شعراء ؟
قلت: فيهم أهل الفن .
قال: وما الفن لديكم ؟
قلت : الغناء ، والألحان ، ورقص من كل الجهات .
وقد ارتقينا وتقدمنا على كثير من العالمين في \" فن \" الفيديو كليب\" .
قال: أليس لديكم غير ذلك من الفن ؟
قلت: كــــثـير و.....
قال لم تذكر الشعر . ألا تهتمون به كما اهتمت العرب ؟
عندها أخذتني الغيرة ، وقد شممت في كلامه رائحة التعريض بجهلنا ..
فأحسست أنه يضعف عروبتنا لمجرد اهتمام كثيرين منا بالهابط من الفن عن الأدب الجاد.. (http://www.alg4.com/vb/)
وبأن الفن عندنا صار معوجاً كاعوجاج اللسان .
قلت له وقد احمر وجهي ، وعلت نبرة صوتي :
لقد أصبح شعرك قديماً مع ما نسمع من أشعار العامية لدينا ..
وقد أغرقتنا ألسنتهم بالحوليات والمعلقات .
مع نوع آخر ليس له وزن ، متنكر لما عرفتموه من أصول .
قال : أسمعني
قلت: له ليس معي \" الكمبيوتر \" حتى أسمعك . فقد قل لدينا الحفاظ قدر كثرة المرددين ،
قال: وما تعني بالكمبيوتر ؟
قلت : جهاز صنعه أناس ليسوا ممن يتحدثون لغتنا ، ونحن نعتمد على لغتهم ..
لكننا ـ بحمد الله ـ نستطيع تشغيله ، يستطيع أن يحكي لنا شعر أهل العربية من جيلك إلى عصرنا الحاضر.
قال عندكم ما يسهّل الحفظ لديكم ، واستحضار واستظهار شعر كل الشعراء ، ألا تستطيع أن تنشدني شيئاً ؟
بحثت في ذاكرتي عما سمعته أخيراً من الفضائية المفضلة لدي ، فما استقام لدي غير الحب والغزل!!
فمددت رجلي ، واستقام ظهري ، وملأت رئتاي ، واستجمعت قواي
وقلت : اسمع .وأنشدته ، وجاء كله على غرار :
زعزوعة يا زعزوعة ما لك حلوة وملطوعة!!
وقفت الكلمات عند طرف لساني ، ومنعها الحياء . أدركت أنها نوبة من الخجل اعترت الذوق .
وضع يده على فمي ، ودعا لي ، فقد ظن أن بي مس من مرض .
قلت له هذا ليس شعري ، إنه أنموذج مما تسمعه الملايين منا .
أسمعت شاعرنا البسوم وقد عارض قصيدتك المشهورة بقوله :
ولقد ذكرتك والحمار مشاكس*** فوق الرصيف وقد أتى الوابور (http://www.alg4.com/vb/)
حاول أن يسكتني... انتفض انتفاضة العصفور بلله القطر ....
غارت عيناه ، ارتعشت أوصاله ، وقع ممددا على الأرض ...
أسرعت إليه ، سحبت بعض أصابعي نحو صدره ، وعندها أدركت أن الهم أول المصائب !!
http://www.alg4.com/imag/aman.gif
جالسني والأمل يحدوه للوصول إلى ما لاكه لساني من عبارات لم تتعود على أكثرها أذنه .
رأيت مسحة الغضب تعلو جبينه ، وعزوت ذلك لما رآى ، وسمع من تغير الأحوال ، وعوج اللسان .
http://2.bp.blogspot.com/_hUEF58RjGNg/S3NUvOrMNgI/AAAAAAAAFD4/d9S8MC6veF8/s320/%D8%B9%D9%86%D8%AA%D8%B1%D8%A9.jpg
حسبت أن كلماتي أعجزته وقد انصرفت بصيرته عما لاحظه من خرق في أحوالنا ، وتبدد اتصالنا بأصولنا .
خاطبتُه خطاب المثقف الواعي :
أريدك أن تصحبني في رحلة في شوارع القاهرة ، أو بغداد ، أو بيروت ...
أريك ورق البردى، والمباخر ، والفــازات ، والخيام . وأنواع المقاهي ، والاستراحات .
نظرَ إليّ وعيناه تمتلآن بعلامات التعجب ، والاستفهام ، وقد توقف لسانه عن الحركة .
عندها انتابني شعور بالعُجب . أحسب أنه انبهر بما لدينا من ثقافة ، وعلم .
قلت : أترى يا صديقي ما أصبحنا فيه من التقدم والحضارة ؟
عندنا \"التلفاز \" و \" والدش \" و\" الفضائيات \" ..
صحيح أنها تخلو من الثقافة ، والعلم ، لكنها تفخر بثلة من الممولين بالكلمات والألحان ..
وجعلوا من كل عاطل صاحب فن .
قاطعني : أفيهم شعراء ؟
قلت: فيهم أهل الفن .
قال: وما الفن لديكم ؟
قلت : الغناء ، والألحان ، ورقص من كل الجهات .
وقد ارتقينا وتقدمنا على كثير من العالمين في \" فن \" الفيديو كليب\" .
قال: أليس لديكم غير ذلك من الفن ؟
قلت: كــــثـير و.....
قال لم تذكر الشعر . ألا تهتمون به كما اهتمت العرب ؟
عندها أخذتني الغيرة ، وقد شممت في كلامه رائحة التعريض بجهلنا ..
فأحسست أنه يضعف عروبتنا لمجرد اهتمام كثيرين منا بالهابط من الفن عن الأدب الجاد.. (http://www.alg4.com/vb/)
وبأن الفن عندنا صار معوجاً كاعوجاج اللسان .
قلت له وقد احمر وجهي ، وعلت نبرة صوتي :
لقد أصبح شعرك قديماً مع ما نسمع من أشعار العامية لدينا ..
وقد أغرقتنا ألسنتهم بالحوليات والمعلقات .
مع نوع آخر ليس له وزن ، متنكر لما عرفتموه من أصول .
قال : أسمعني
قلت: له ليس معي \" الكمبيوتر \" حتى أسمعك . فقد قل لدينا الحفاظ قدر كثرة المرددين ،
قال: وما تعني بالكمبيوتر ؟
قلت : جهاز صنعه أناس ليسوا ممن يتحدثون لغتنا ، ونحن نعتمد على لغتهم ..
لكننا ـ بحمد الله ـ نستطيع تشغيله ، يستطيع أن يحكي لنا شعر أهل العربية من جيلك إلى عصرنا الحاضر.
قال عندكم ما يسهّل الحفظ لديكم ، واستحضار واستظهار شعر كل الشعراء ، ألا تستطيع أن تنشدني شيئاً ؟
بحثت في ذاكرتي عما سمعته أخيراً من الفضائية المفضلة لدي ، فما استقام لدي غير الحب والغزل!!
فمددت رجلي ، واستقام ظهري ، وملأت رئتاي ، واستجمعت قواي
وقلت : اسمع .وأنشدته ، وجاء كله على غرار :
زعزوعة يا زعزوعة ما لك حلوة وملطوعة!!
وقفت الكلمات عند طرف لساني ، ومنعها الحياء . أدركت أنها نوبة من الخجل اعترت الذوق .
وضع يده على فمي ، ودعا لي ، فقد ظن أن بي مس من مرض .
قلت له هذا ليس شعري ، إنه أنموذج مما تسمعه الملايين منا .
أسمعت شاعرنا البسوم وقد عارض قصيدتك المشهورة بقوله :
ولقد ذكرتك والحمار مشاكس*** فوق الرصيف وقد أتى الوابور (http://www.alg4.com/vb/)
حاول أن يسكتني... انتفض انتفاضة العصفور بلله القطر ....
غارت عيناه ، ارتعشت أوصاله ، وقع ممددا على الأرض ...
أسرعت إليه ، سحبت بعض أصابعي نحو صدره ، وعندها أدركت أن الهم أول المصائب !!
http://www.alg4.com/imag/aman.gif