مشاهدة النسخة كاملة : وحدة الأديان؟؟مؤتمرالدوحة
جواهر الجزائرية
2011-11-17, 14:03
هل مؤتمرات الحوار وسيلة لوحدة الأديان؟؟!! بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين؛ أما بعد.
هل مؤتمرات الحوار وسيلة لوحدة الأديان
في المؤتمر الصحفي حول مؤتمر الدوحة التاسع لحوار الأديان المنشور في جريدة الشرق في عددها (8525) في 21/11/1432هـ
يفاجئنا رئيس قسم الدعوة في كلية الشريعة في جامعة قطر بقوله إن المناقشات ستتركز على دور الأديان في تنظيم وتقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بين الأديان ووضع الضوابط والقواعد الأخلاقية لها والحد من الإساءات إلى الأديان...
لافتاً بأن هناك محطات تسيء للأديان. اهـ
وأقول: لا شك أن الإساءة إلى دين الإسلام أمر يغضب الله تعالى ويستوجب صاحبه العقوبة الشرعية.
ولكن عبارة الدكتور لا تقف عند حماية الدين الحق فقط ولكنها تتعداها إلى حماية الباطل وحماية دين المشركين الذي أمر الله تعالى بإزالته كما قال تعالى " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله "
أي لغاية أن لا يكون أحد يدين لغير الله بل حتى يكون جميع الخلق يدينون لله تعالى وحده بالخضوع والطاعة والانقياد وسائر أنواع العبودية.
وهذا هو معنى دين الإسلام الذي خلاصته الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.
وما أدري لماذا نخاف على أديان الشرك والكفر والتثليث، ودعوة الصاحبة لله والولد، لماذا نخاف على هذه الأديان من الإساءة إليها وقد حملت هي كل معاني الفساد والسوء.
فهل هناك أشد سوءً من نسبة النقص والحاجة للخالق سبحانه؟
هل هناك أشد سوءً من نسبة الشريك لله الواحد سبحانه؟
هل هناك أشد سوءً من أن تصرف العبادة للمخلوق مع الخالق على حد سواء؟
هل هناك أشد سوءً من أديان قائمة على الكذب على الله وعلى أنبيائه ورسله؟
هل هناك أشد سوءً من أديان نسبت الفواحش للأنبياء والرسل؟
إن الأديان السيئة يجب أن يعرف الجميع سوءها حتى لا يتدينوا بها.
والدين الحق يجب أن يعرف الجميع أنه الدين الحق لتقوم الحجة على الخلق.
ولا شك أن من حكمة الله تعالى في إرسال الرسل هو التفريق بين الحق والباطل والتفريق بين الدين الذي يرضاه الله ويحبه والدين الذي يريده الشيطان وأولياءه.
ولذلك قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم بأنك عبت ديننا وشتمت الآلهة وسفهت العقول. يريدون أنه بين أنها آلهة لا تضر ولا تنفع وإن عبادتها شرك وكفر، وأن دينهم باطل لا ينجيهم من النار، ثم فاوضوه ليترك الإساءة إلى دينهم بأن يعطوه مالا أو يملكوه أو يزوجوه أجمل نسائهم فأبى صلوات الله وسلامه عليه.
والآن نرى من رئيس قسم الدعوةِ الدعوةُ إلى مطالب المشركين من ترك الإساءة إلى الأديان الأخرى بدل أن يدعو إلى ما دعا إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم.
ثم يأتي دور نائب عميد كلية الشريعة بجامعة قطر ليكمل المسيرة القديمة فيقول " وقد تتحسن العلاقات بين الأديان إذا استخدمت الوسائل التواصلية الصحيحة لافتا بأن التواصل انتصار للأديان جميعاً.
ولا أدري على أي شيء سينتصر دين التوحيد إذا كُتب العلو والانتصار لدين الشرك.
إذا لم ينتصر التوحيد والإيمان على الشرك والكفران فبأي شيء ينتصر التوحيد.
إن محاولة جمع الانتصار للأديان جميعاً، محاولة فاشلة سبق إليها أبو جهل وأمية بن خلف.
فلا يتعب الدكتور نفسه في طريق مسدود حكم الله بإبطاله شرعاً وقدرًا، فإن كفار قريش لما رأوا إعراض النبي صلى الله عليه وسلم عن مغرياتهم الدنيوية عرضوا عليه عرضهم الذي به تنتصر جميع الأديان فقالوا نعبد إلهك عاما وتعبد إلهنا عاماً.
فأنزل الله تعالى " قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين "
أي أنه لا يمكن أن يقبل الله منك ديناً غير الإسلام ولا يمكن أن يرضى عن أحد يقبل ديناً آخر.
وقد يقول قائل لماذا تنكر التواصل مع "الآخر" - وربما لا يستطيع أن يقول مع "الكافر"- أو تقبل الإساءة له
فأقول: التواصل مع الكافر لأجل دعوته إلى الإسلام بالحكمة والتي هي أحسن هذا هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن التواصل معه لأجل تحسين دينه ونصر الأديان كلها هذا من هدي أهل الجاهلية.
وحبذا أن تكون نبيهاً فطناً فنحن لم نتكلم عن معاملة الأشخاص الكفار، مع العلم بأن الإساءة إليهم بغير حق أمر لا تجيزه شريعة الإسلام.
وكلام هؤلاء الدكاترة لم يذكر فيه الآخر أو الآخرين ولم يشر فيه إلى مدعوين أوإلى أشخاص الكافرين، ولكن الكلام كله دائر حول الدين نفسه. ولنا أن نتساءل ألم يسمعوا قول الله تعالى (فماذا بعد الحق إلا الضلال)
الإسلام هو دين العدل والأنصاف وأحكامه العادلة قد تناولت المسلم والكافر في جميع أحوالهما والخلط في هذه الأحكام هو الذي يسبب التشويش لدى الكثيرين
وأحياناً قياس الأمور بالأهواء دون الرجوع إلى النصوص يكون سببا في ضلال المسلم وبالتالي تضليل الكافر أيضاً، وتفاصيل تلك الأحكام معروفة في كلام الفقهاء.
ولكن لم يقل أحد من المنتسبين إلى العلم يوماً يجب السعي لكي تنتصر الأديان، هذا الكلام لا يقوله من يعرف حقيقة الإسلام وحقيقة الكفر، وأما من غابت عنه الحقائق وفني في مشاهدة الذوق والوجد ربما يجد مثل هذا التخليط كما يقوله أصحاب الحلول والوحدة مثل جلال الدين الرومي حيث يقول في أشعاره " المصابيح مختلفة ولكن الضوء واحد " ويردد هذه الأشعار ويظهر إعجابه بها الرئيس الأمريكي بوش (انظر مجلة المجتمع العدد (1858)
تحت هذه الأفكار الشيطانية يمكن أن نجد مكاناً لاجتماع الأديان وسعياً في انتصارها جميعا.
وأما تحت شعار لا إله إلا الله محمد رسول الله فلا محبة ولا ولاء إلا لدين التوحيد دين الإسلام ولا سعي في انتصارٍ، إلا للتوحيد ودين الإسلام ولو كره الكافرون والمشركون.
وهذا حكم حكم الله به شرعاً وقدرًا، " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون "
والله تعالى هو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
منقول
(http://www.mahaja.com/newreply.php?do=newreply&p=38513)
حمزة بوبعة
2011-11-17, 21:51
مشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو رة
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 03:59
الله يخليك
شكرا لك ويحفظك الله
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 04:02
مشكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو رة
على الرحب والسعة
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 04:21
العلامةالدكتور الشيخ الفوزان : حكم حوار الأديان
السؤال:
جزاكم الله خيرًا,,
ظهرت في الآونة الأخيرة دعوات متعددة للحوار مع الغرب من مفكرين إسلاميين وعلماء معروفين، بحجة أن القرآن حاور المشركين، وكذلك الرسول -صلى الله عليه وسلم- حاور المشركين وأرسل إليهم الرسل لمحاورتهم.
فما هو الحق بارك الله فيكم؟
الجواب:
"الحوار لأجل بيان الحق ودحض الباطل لا بدَّ منه قال تعالى: "وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ " الجدال إذا كان القصد منه إظهار الحق، ودحض الباطل، وهذا هو الذي جاء به القرآن، وفعله الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
أما ّإذا كان القصد بالحوار إقرار المشركين على ما هم عليه، وإقرار الكفار واليهود والنصارى على ما هم عليه، ويقول نحن وأنتم سواء، أنتم على دين وحنا على دين، أنتم على أديان وحنا على دين ويجب التقارب بيننا، هذا باطل! هذا معناه إقرار للكفر، وجعله مساويًا للإسلام، وأن الأديان سواء فلا يجوز"
اهـ.
(http://muntada.islammessage.com/newreply.php?do=newreply&p=88783)
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 04:37
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ العلامة محمد صالح العثيمين(رحمه الله تعالى)
[ السؤال: ] فضيلة الشيخ: هناك من يدعو إلى التقريب بين الأديان، ويدعي أن أهل الإسلام واليهود والنصارى متفقون على أصل التوحيد، هل يحكم بكفره، وما رأيك بهذا الأمر؟ ا
الجواب: أنا أرى أن هذا كافر، الذي يرى أن الدين الإسلامي واليهود والنصارى متفقون على التوحيد كافر مكذب لله ورسوله، وإذا كان يرى أن النصارى الذين يقولون: إن الله ثالث ثلاثة أنهم موحدون فهو غير موحد؛ لأنه رضي بالكفر والشرك، وكيف يتفق من يقول: إن عيسى ابن الله وعزير ابن الله، ومن يقول: ((قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)) [الإخلاص:1-4]؟!! ولهذا أقول لهذا الرجل: تبّ إلى الله عز وجل؛ لأن هذه ردة يباح بها دمك ومالك، وينفسخ بها نكاحك، وإذا مت فلا كرامة لك، ترمى في حفرة لئلا يتأذى الناس برائحتك، ولا يحل لأحد أن يستغفر لك إذا مت على هذه الحالة، حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن -أو قال: لا يتبع ما جئت به- إلا كان من أصحاب النار). الأديان السماوية هي أديان ما دامت باقية، فإذا نسخت فليست بأديان، فاليهود حين كانت شريعة موسى قائمة وهم متبعون لها هم على الإسلام، والنصارى حينما كانت شريعة عيسى قائمة وهم متبعون لها هم من أهل الإسلام، لكن بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام صاروا كلهم كفاراً، لا يقبل عملهم؛ لقول الله تعالى)) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ))[آل عمران:85].
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 04:47
حكم الدعوة للتقارب بين الأديان
السؤال الثاني من الفتوى رقم (7807):
س2: هل الدعوة للتقارب بين الأديان (الإسلام - المسيحية - اليهودية) دعوة شرعية؟ وهل يجوز للمسلم المؤمن حقًا أن يدعو لها ويعمل على تقويتها. سمعت أنه هناك مثل ذلك يقوم به علماء في الأزهر وغيره في المؤسسات الإسلامية، وكذلك هل الدعوة لتقارب بين أهل السنة والجماعة والطوائف الشيعية والدرزية والإسماعيلية والنصيرية وغيرها فيه فائدة للمسلمين؟ وهل ممكن هذا اللقاء وأكثر، بل كل هذه الطوائف تحمل في معتقداتها الشرك بالله والإساءة لرسوله صلى الله عليه وسلم والحقد على الإسلام وأهل السنة والجماعة ؟ وهل يجوز هذا اللقاء والتقارب شرعًا؟
ج2: أولا: أصول الإيمان التي أنزل الله بها كتبه على رسله: التوراة، والإنجيل والزبور، والقرآن، والتي دعت إليها رسله عليهم الصلاة والسلام إبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والمرسلين - كلها واحدة بشر سابقهم بلاحقهم وصدق لاحقهم سابقهم وأيده، ونوه بشأنه وإن اختلفت الفروع في الجملة حسب مقتضيات الأحوال والأزمان ومصلحة العباد؛ حكمة من الله وعدلًا، ورحمةً منه سبحانه وفضلًا، قال الله تعالى: { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا }{ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ } ، وقال تعالى: { وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } وقال تعالى: { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ }{ فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }{ أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } وقال تعالى: { قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }{ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } ، وقال تعالى بعد ذكره دعوة خليله إبراهيم إلى التوحيد وذكر من معه من المرسلين: { أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ }{ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ قُلْ }{ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } ، وقال تعالى: { إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ } وقال تعالى: { ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } وقال: { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ } ، وقال تعالى: { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا } الآيات .
وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد » رواه البخاري.
ثانيا: حرف اليهود والنصارى الكلم عن مواضعه، وبدلوا قولًا غير الذي قيل لهم، فغيروا بذلك أصول دينهم وشرائع ربهم، من ذلك قول اليهود : عزير ابن الله، وزعمهم: أن الله مسه لغوب وأصابه تعب من خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام فاستراح يوم السبت، وزعمهم: أنهم صلبوا عيسى عليه السلام وقتلوه، ومن ذلك أنهم أحلوا الصيد يوم السبت بحيلة، وقد حرمه الله عليهم، وأنهم ألغوا حد الزنا في حق المحصن، ومن ذلك قولهم: { إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ } وقولهم: { يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ } إلى غير ذلك من التحريف والتبديل القولي والعملي عن علم اتباعًا للهوى، ومن ذلك زعم النصارى أن المسيح عيسى عليه السلام ابن الله وأنه إله مع الله، وتصديقهم اليهود في زعمهم أنهم صلبوا عيسى عليه السلام وقتلوه، وزعم كل من الفريقين أنهم أبناء الله وأحباؤه، وكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما جاء به، وحقدهم عليه، وحسدهم إياه من عند أنفسهم، وقد أخذ عليهم العهد والميثاق أن يؤمنوا به ويصدقوه وينصروه وأقروا على أنفسهم بذلك، إلى غير ذلك من فضائح الفريقين وتناقضهم، وقد حكى الله الكثير من كذبهم وافترائهم وتحريفهم وتبديلهم ما أنزل إليهم من العقائد والشرائع، وفضحهم، ورد عليهم في محكم كتابه، قال الله تعالى: { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا }{ يَكْسِبُونَ }{ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ } الآيات ، وقال تعالى: { وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } الآية . وقال تعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }{ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } ... الآيات
، وقال تعالى: { وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } ، وقال تعالى: { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا }{ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا }{ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ }{ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا }{ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } الآيات ، وقال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } ... الآيات ، وقال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ } الآيات ، وقال: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } إلى غير ذلك مما لا ينقضي منه العجب من افترائهم وتناقضهم ومخازيهم وفضائحهم، والقصد ذكر نماذج من أحوالهم ليبنى عليها الجواب فيما يأتي.
ثالثا: مما تقدم يتبين أن أصل الديانات التي شرعها الله لعباده واحد لا يحتاج إلى تقريب، كما يتبين أن اليهود والنصارى قد حرفوا وبدلوا ما نزل إليهم من ربهم حتى صارت دياناتهم زورًا وبهتانًا وكفرًا وضلالًا، ومن أجل ذلك أرسل إليهم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ولغيرهم من الأمم عامة؛ ليبين ما كانوا يخفون من الحق، ويكشف لهم عما كتموه، ويصحح لهم ما أفسدوا من العقائد والأحكام ويهديهم وغيرهم إلى سواء السبيل، قال الله تعالى: { يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ }{ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } ، وقال: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .
لكنهم صدوا وأعرضوا عنه؛ بغيًا وعدوانًا وحسدًا من عند أنفسهم من بعد ما تبين الحق، قال الله تعالى: { وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } ، وقال: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا }{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ } الآيات ، وقال: { وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ } الآيات ، وقال: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ }{ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً } الآيات . فكيف يرجو عاقل يعرف إصرارهم على الباطل وتماديهم في غيهم عن بينة وعلم؛ حسدًا من عند أنفسهم، واتباعًا للهوى - التقارب بينهم وبين المسلمين الصادقين، قال الله تعالى: { أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } الآيات ، وقال: { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } وقال سبحانه: { كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا }{ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } الآيات ، بل هم إن لم يكونوا أشد من إخوانهم المشركين كفرًا وعداوة لله ورسوله والمؤمنين فهم مثلهم، وقد قال الله تعالى لرسوله في المشركين: { فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ }{ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } الآيات :
وقال له: { قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ }{ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ }{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ }{ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ }{ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ }{ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ } . إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين، بين الحق والباطل بين الكفر والإيمان، وما مثله إلا كما قيل: أيها المنكح الثريا سهيلًا عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما استقلت وسهيل إذا استقل يمان .
رابعًا: لو قال قائل: هل تمكن الهدنة بين هؤلاء أو يكون بينهم عقد صلح حقنا للدماء واتقاء لويلات الحروب وتمكينا للناس من الضرب في الأرض والكد في الحياة لكسب الرزق وعمارة الدنيا والدعوة إلى الحق وهداية الخلق؛ إقامة للعدل بين العالمين - لو قيل ذلك قولًا متجهًا وكان السعي في تحقيقه سعيًا ناجحًا. والقصد إليه قصدًا نبيلًا له مكانه، وعظيم أثره، لكن مع المحافظة على إحقاق الحق ونصره فلا يكون ذلك على سبيل مداهنة المسلمين للمشركين وتنازلهم عن شيء من حكم الله، أو شيء من كرامتهم وهوانهم على أنفسهم، بل مع الإبقاء على عزتهم، والاعتصام بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؛ عملًا بهدي القرآن، واقتداء بالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، قال الله تعالى: { وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } الآيات ، وقال تعالى: { فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } وقد فسر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عمليًا، وحققه بصلحه مع قريش عام الحديبية ، ومع اليهود في المدينة
خامسًا: إن الدروز والنصيرية والإسماعيلية ، ومن حذا حذوهم من البابية والبهائية قد تلاعبوا بنصوص الدين، وشرعوا لأنفسهم ما لم يأذن به الله، وسلكوا مسلك اليهود والنصارى في التحريف والتبديل؛ إتباعًا للهوى، وتقليدًا لزعيم الفتنة الأول: عبد الله بن سبأ الحميري رأس الابتداع والإضلال والإيقاع بين جماعة المسلمين، وقد عم شره وبلاؤه وافتتن به جماعات كثيرة فكفروا بعد إسلام، وتمكنت بسببه الفرقة بين المسلمين، فكانت الدعوة إلى التقارب بين هذه الطوائف وجماعة المسلمين الصادقين دعوة غير مفيدة، وكان السعي في تحقيق اللقاء بينهم وبين الصادقين من المسلمين سعيًا فاشلًا؛ لأنهم واليهود والنصارى تشابهت قلوبهم في الزيغ والإلحاد والكفر والضلال والحقد على المسلمين والكيد لهم، وإن تنوعت منازعهم ومشاربهم واختلفت مقاصدهم وأهواؤهم، فكان مثلهم في ذلك مثل اليهود والنصارى مع المسلمين. ولأمر ما سعى جماعة من علماء الأزهر المصريين مع القمي الإيراني الرافضي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وجدوا في التقارب المزعوم، وانخدع بذلك قلة من كبار العلماء الصادقين ممن طهرت قلوبهم ولم تعركهم الحياة، وأصدروا مجلة سموها: (مجلة التقريب)
وسرعان ما انكشف أمرهم لمن خدع بهم فباء أمر جماعة التقريب بالفشل، ولا عجب فالقلوب متباينة والأفكار متضاربة والعقائد متناقضة، وهيهات هيهات أن يجتمع النقيضان أو يتفق الضدان.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
الكتاب : فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( 10 )(ج3/ ص191- 206
الطبعة : الأولى
الناشر : رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الرياض
تاريخ النشر : 1417هـ - 1996م
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 04:58
تقارب الأديان و التقارب مع الرافضة
فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي (http://www.dd-sunnah.net/authors/view/id/127/s/1/)
إلى الذين يدعون إلى التقارب مع الرافضة
الحمد لله رب العالمين أما بعد:
فاتقوا الله أيها المسلمون اتقوا الله حق التقوى واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، عباد الله إن أعظم نِعم الله على الإنسان الدين الحق الذي يحيي الله به من موت الكفر ويبصره الله به من عمى الضلالة قال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا..} [الأنعام:122]، ودين الله في السماء وفي الأرض ودين الله للأولين والآخرين هو الإسلام، ولكن الشريعة تختلف لكل نبي فشرع الله لكل نبي ما يصلح أمته وينسخ الله ما يشاء ويثبت ما يشاء بحكه وعلمه. وببعثة سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم نسخ الله كل شريعة وكلف الله الإنس والجن باتباعه والإيمان به قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف:158]. وفي الحديث: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار». فمن لا يؤمن بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو في النار ولا يقبل الله منه ديناً غير الإسلام قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} [آل عمران:19] . وقال تعالى: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]. وقد بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأفضل شريعة وأكمل دين جمع الله فيه كل أصل بعث به الأنبياء قبله عليه الصلاة والسلام {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ} [الشورى:13]وأحبار اليهود ورهبان النصارى يعلمون أنَّ دين محمد صلى الله عليه وسلم حق، لكن يمنعهم من اتباعه الحسد والكبر وحب الدنيا والشهوات ولن يجدي ذلك عليهم شيء، وقد حرف اليهود والنصارى قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كتابهم وغيّروا دينهم فهم على كفر وضلال.
وبعد هذا العرض الموجز للحق والباطل يسوؤنا نحن المسلمين الدعوة التي تنادي بالتقريب بين الأديان من جهة، والتقريب بين أهل السنة والشيعة من جهة أخرى، والذي ينادي به بعض المفكرين الذي تنقصهم أولويات وأساسيات في العقيدة ويزداد الأمر خطورة في هذا العصر الذي صارت فيه الصراعات دينية ومصالح ترتكز على الدين.
إن الإسلام يدعو اليهود والنصارى إلى أن ينقذوا أنفسهم من النار ويدخلوا الجنة ويدخلون في دين الإسلام الحق وينخلعوا من الباطل قال الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران:64].
والإسلام يقر اليهود والنصارى على دينهم تحت حكمه إذا كانوا ملتزمين بأحكامه المالية والأمنية ولا يجبرهم على الإسلام لقول الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة:256]. ويبين الإسلام أنَّ دينهم باطل وهذا لسماحة الإسلام ونصحه للبشرية حتى يؤمن من يُؤمن ويكفر من يكفر.
ولو دخل اليهود والنصارى والمشركون في الإسلام لوسعهم وكانوا إخوة للمسلمين في الدين لأن الإسلام ليس فيه عنصرية ولا يتعصب للون ولا لعرق قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] .
وتاريخ الإسلام شاهد بذلك وأما أن يقرب الإسلام من اليهودية أو النصرانية فذلك بعيد كل البعد وهيهات هيهات أن يكون هذا قال تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ(19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ(20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ(21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاءُ وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ(22)} [ فاطر: من الاية 19 إلى الاية22 ].
وأما أن يقرب المسلم من اليهود والنصارى بمعنى أن يتنازل عن بعض أحكام دينه ويتساهل في تطويع دينه أو تطويع بعض أحكام دينه لأهوائهم أو يوادهم، فذلك أيضاً لا يكون أبداً من المسلم الحق ولكن المسلم مع هذا نهاه دينه أن يظلمهم، بل يقسط إليهم وهو مأمور بالمدافعة عن الحق وينصره ويُعادي الباطل ويكسره.
وأما الدعوة إلى التقريب بين الأديان فذلك يُنافي دين الإسلام ويوقع في فتنة وفساد كثير ويجر إلى خلط في عقيدة الإسلام وضعف في الإيمان، وموالاة لأعداء الله تعالى وقد أمر الله المؤمنين أن يكون بعضهم أولياء بعض قال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [ التوبة:71 ]. وأخبرنا الله تعالى أن الكفار بعضهم أولياء بعض مهما كانت مشاربهم فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} [المائدة:51]. كيف يكون هناك تقريب بين الإسلام واليهودية والإسلام في صفائه وضيائه ونوره وإشراقه وعدالته وسماحته وشموله وسمو أخلاقه وعمومه للإنس والجن، واليهودية في عنصريتها وضيقها وحقدها على البشرية وانحطاط أخلاقها وظلماتها وطمعها كيف يقبل المسلم أن ترمى مريم الصديقة العابدة بالزنا الذي يرميه بها اليهود وكيف يقبل المسلمون أن يرمي اليهود المسيح بن مريم بأنه ولد الزنا.
كيف يكون تقريب بين القرآن وتلمود الشيطان؟ كيف يكون تقريب بين الإسلام والمسيحية؟. الإسلام دين التوحيد الصافي والتشريع الكامل والرحمة والعدالة والمسيحية التي تقول أن عيسى عليه السلام هو ابن الله أو هو الله أو هو ثالث ثلاثة الأب والابن وروح القدس، فهل يقبل العقل أن الإله يشتمل عليه الرحم وهل يقبل العقل أن الإله يأكل ويشرب ويركب الحمار وينام ويبول ويغوط كيف يكون تقريب بين النصرانية الضالة التي هذه عقيدتها في عيسى وبين الإسلام الذي يعظم عيسى ويقول هو عبد لله ورسول من أفضل الرسل عليه الصلاة والسلام.
وكيف يكون هناك تقريب بين السنة والشيعة، أهل السنة الذين حملوا القرآن الكريم وسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم وحفظ الله بهم الدين وجاهدوا لإعلاء منارة الإسلام وصنعوا تاريخه المجيد، والرافضة الذين يلعنون الصحابة ويهدمون الإسلام، فإن الصحابة رضي الله عنهم هم الذين نقلوا الدين لنا فإذا طعن أحد فيهم فقد هدم الدين.
كيف يكون تقريب بين أهل السنة والرافضة وهم يسبون الخلفاء الثلاثة وسبهم لو كان لهم عقول يفضي إلى الطعن في الرسول صلى الله عليه وسلم، فإن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما صهران لرسول الله صلى الله عليه وسلم ووزيراه في حياته وضجيعاه بعد موته ومن ينال هذه المنزلة، وجاهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جميع غزواته ويكفي هذا الدليل لبطلان الرفض.
وعثمان رضي الله عنه زوج ابنتين للرسول صلى الله عليه وسلم والله، لا يختار لرسوله صلى الله عليه وسلم إلا أفضل الأصحاب، فكيف لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم عداوة الخلفاء الثلاثة للإسلام ويحذر منهم إن كانوا صادقين بزعمهم، بل سب هؤلاء الثلاثة طعن في علي رضي الله عنه فقد بايع أبا بكر في المسجد راضياً وزوج عمر ابنته أم كلثوم وبايع عثمان مختاراً وكان وزيراً لهم محباً ناصحاً رضي الله عنهم أجمعين. فهل يُصاهر علي رضي الله عنه كافراً أو يُبايع كافراً؟ سبحانك هذا بُهتان عظيم.
ولعنهم لمعاوية رضي الله عنه طعن في الحسن رضي الله عنه الذي تنازل عن الخلافة لمعاوية ابتغاء وجه الله، وقد وفق لذلك وحرضه صلى الله عليه وسلم على ذلك فهل يتنازل سبط رسول الله لكافر يحكم المسلمين؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
وكيف يلعنون أم المؤمنين عائشة التي نص الله في كتابه على أنها أم المؤمنين في قوله تعالى:{النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ}
[الأحزاب:6].
وكيف يكون تقريب أهل السنة والرافضة وقد جعلوا الخميني إما الضلالة معصوماً حيث أقروه على أنه نائب مهديهم الخرافة، الذي قالوا بأنه دخل سرداب سامرا والنائب له حكم المستنيب فإذا كان المهدي معصوماً فالخميني معصوم لأنه نائب له فماذا هذا التناقض؟.
إن الرافضة في قولهم في ولاية الفقيه قد نسفوا مذهبهم من أساسه، والباطل يحطم بعضه بعضاً ويشتمل ويتضمن على الردود وتحطيم نفسه بنفسه وأهل البيت براء منهم ومن هذا القول، والأدلة على بطلان مذهب الرافضة شرعاً وعقلاً لا
شبكة الدفاع عن السنة
مشكاة الهدى
2011-11-18, 06:56
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار لتبيان حقيقة الاسلام ومسح الصورة المغلوطة المنقولة ونشر الرسالة الاسلامية مقبول
اما الحوار من الحوار وفقط والالتقاء من اجل التقاط الصور كما يحدث الان مرفوض
هو رايي المتواضع اختاه فتقبلي مروري عبر صفحاتك
بنت الحرمين ..
2011-11-18, 07:10
بارك الله فيكِ
هل تسمحين لي بنقله لإحد المنتديات لتعم الفائدة ..:)
ahmed_algerie
2011-11-18, 07:11
من المستحيل أن يكون هناك تقارب للأديان والبعد بين مفاهيمها كالبعد بين السماء والأرض
ولكن من الممكن بل من الواجب أن يكون هناك احترام لمن يدين بديانات أخرى مهما كان دينه، ما لم يحاول الإساءة إلى الإسلام أو المسلمين، فهذا ما عهدناه عن رسولنا الكريم في تعامله مع اليهود والنصارى على وجه الخصوص.
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 09:07
بارك الله فيكِ
هل تسمحين لي بنقله لإحد المنتديات لتعم الفائدة ..:)وفيك بارك الله يا اختاه نعم اخيتي إن كان هناك شئ مفيد لشعوبنا وفي مصلحة مع مراعات ومحبب ويكون فيه مصداقية في النقل من أفواه العلماء الثقات
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 09:16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحوار لتبيان حقيقة الاسلام ومسح الصورة المغلوطة المنقولة ونشر الرسالة الاسلامية مقبول
اما الحوار من الحوار وفقط والالتقاء من اجل التقاط الصور كما يحدث الان مرفوض
هو رايي المتواضع اختاه فتقبلي مروري عبر صفحاتك
بسم الله الرحمن الرحيم
لكن ياأخي لم يقولو أنهم حوار من أجل توضيح من بشوه الاسلام بل حوار الاديان وهذه سابقة
لم يفعلها سلفنا الصالح
وخدع الغقول من واجبنا معرفة الامر وان لم نكن علماء او اهل العلم لكن طلاب حق ومغرفة ومن واجبنا معرفة كل صغيرة وكبيرة تخص ديننا بعيدا عن الخشونةوالغلو والذم ولكن تبيان الحقيقة من أفواه العلماء الراسخين في العلم ورأيك ورأي كل أخ وأخت يهمنا جدا الفهم والادراك الامور ومعرفة من لنا ومن علينا ومن الذييضحك علينا وعلى عقولنا لاننا خلقنا الله عزوجل عقل لنفكر وندرك
بارك الله فيك..
جواهر الجزائرية
2011-11-18, 09:27
من المستحيل أن يكون هناك تقارب للأديان والبعد بين مفاهيمها كالبعد بين السماء والأرض
ولكن من الممكن بل من الواجب أن يكون هناك احترام لمن يدين بديانات أخرى مهما كان دينه، ما لم يحاول الإساءة إلى الإسلام أو المسلمين، فهذا ما عهدناه عن رسولنا الكريم في تعامله مع اليهود والنصارى على وجه الخصوص
كيف يمكن الجمع بين الحق والباطل واعطائهم نفس المنزلة والمقام
ايعقل ان نساوي بين من يعبد الحجر والشجر وبين رب الحجر والشجر
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: عن الرسول صلى الله عليه و سلم قال: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، و يقيموا الصلاة و يؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم و أموالهم بحق الإسلام، و حسابهم على الله.
متفق عليه
.اللهم اعز الاسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر اعدائك اعداء الدين
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-04-29, 15:31
لرفع
..............................
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir